القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 30
ذَا المَدْحُ يَأْتِي مِنْ أَرِيجِ ثَنَائِهِ
ذَا المَدْحُ يَأْتِي مِنْ أَرِيجِ ثَنَائِهِ / بِصَحَائِفٍ مَسْطُورَةٍ مَقْرُوَّةِ
وَكَأَنَّ مَنْ وَافَتْهُ مِنْهُ كسْوَةٌ / مَلِكٌ دِمَشْقُ أَتَتْ بِهِ لِلْكُسْوَةِ
وَالْمَادِحُونَ لَهُ وَإِنْ أَغْبَوا كَمَنْ / قَدْ قَابَلَ الْبَحْرَ الْخِضَمَّ بِحُسْوَةِ
نَدْبٌ حَلِيمٌ مُشْفِقٌ مُتَعطِّفٌ / وَرَدَى الْوَرَى مِنْ عَفْوِهِ فِي غَفْوةِ
وَأَتَى بِمِثْلِ حِجَارَةٍ مِنْ بَأْسِهِ / فَرَمَتْ أَعَادِيَهُ الكِلاَبُ وَأَشْوَتِ
مُفْنِي جُيُوشَ الرُّومِ وَهْيَ نَوَاهِدٌ / فِيهَا مِنَ الْكُفَّارِ أَخْبَثُ حُشْوَةِ
نَوْبٌ تَجَمَّعَ بِالْعَشِيِّ ضُيُوفُهُ / وَيُفَرِّقُ الْغَارَاتِ عِنْدَ الضَّحْوَةِ
يَثْنِى العِدَى صَرْعَى كَشَرْبٍ أَخْلَدَتْ / بِهِمُ إِلَى الأرْضِ ارْتِضَاعَةُ قَهْوَةِ
ذُو الْفَضْلِ بَادٍ عَفْوُهُ عَنْ زَلَّةٍ / ذُو الحِلْم مُغْضٍ مَجْدُهُ عَنْ هَفْوَةِ
الصَّادِعُ الآتِي لِغُرِّ مَنَاقِبٍ / بِأَجَلِّ أَسْمَاءِ الْعُلاَ مَدْعُوَّةِ
وَالْمَجْدُ يَخْطُبُ كُلَّ نَفْسٍ حُرَّةٍ / بِمَتَاعِبٍ يَوْمَ الْوَغَى مَمْنُوَّةِ
وَالْفَرْعُ لِلأَصْلِ الْمُشَرِّفِ تَابِعٌ / طِيبُ الْحَرِيرِ بِطِيبِ أَصْلِ التُّوْتَةِ
لَمْ تُلْهِهِ الدُّنْيَا وَلاَ شَهَوَاتُهَا / أَرَأَيْتَ ذَا عَقْلٍ يَلَذُّ بِشَهْوَةِ
قَدْ حِيلَ بَيْنَ العِيرِ وَالنَزَوَانِ عَنْ / قَهْرٍ فَلاَ طَمَعٌ لَهُ فِي نَزْوَةِ
تَزْهُو بِهِ الدُّنْيَا وَيَزْهَى مِثْلُهَا / مَرْقَى العُلاَ وَالْمَجْدِ أَعْظَمَ زَهْوَةِ
ذُو الْمَالِ مَا إِنْ زَالَ وَهْوَ مُفَوَّتٌ / وَثَنَاؤُهُ وَالْمَدْحُ غَيْرُ مُفَوَّتِ
ذُو الرُّمْحِ يَغْدُو وَالِجاً فِي ثَغْرِهِ / كَشُعَاعِ شَمْسٍ وَالِجٍ فِي كُوَّةِ
وَلَسَوْفَ يَمْلِكُ رُومَةً وَجَمِيعَ مَا / مَلَكَ الْعِدَى مِنْ بُرْتُغَالَ لِجِنْوَةِ
ذُو هِمَّةٍ أَعْزِزْ بِهَا مِنْ هِمَّةٍ / لِكَمَالِهَا وَجَلاَلِهَا مَعْزُوَّةِ
وَالصَّبْرُ مُرٌّ فِي الْمَذَاقَةِ أَوَّلاً / لَكِنْ يَؤولُ إِلَى عَوَاقِبَ حُلْوَةِ
وَالْبُخْلُ شَيْنٌ لِلْفَتَى كَالْوَجْهِ إِنْ / شَانَتْهُ أَعْرَاضٌ لَهُ بِاللَّقْوَةِ
أَسْيَافُهُ سُلَّتْ فَأَسْقَطَتِ الطُّلَى / وَسِهَامُهُ رَمَتِ العُدَاةَ فَأَشْوَتِ
بَادِي الْجَلاَلَةِ وَالْوَقَارِ إِذَا احْتَبَى / أَبْصَرْتَ هَضْباً عَاقِداً لِلْحَبْوَةِ
وَكَمِ امْرِىءٍ لَمْ يَفْتَكِرْ لَمَّا يَغِي / وَالْغَيُّ يُوقِعُ أَهْلَهُ فِي هُوَّةِ
تَزْهى بِهِ أَبْنَاءُ نَصْرٍ مِثْلَ مَا / يَزْهَى شُرَيْحٌ فِي بَنِيهِ بَحَيْوَةِ
يُبْدِي غَدَاةَ الْجُودِ مُعْجِبَ لِينِهِ / وَلَهُ غَدَاةَ الْحَرْبِ أَعْظَمُ قَسْوَةِ
كَمْ يَهْوِي رَأْسُ عَدُوِّهِ عَنْ رُمْحِهِ / فَكَأَنَّهُ حَرْبٌ بِمِخْلَبِ لَقْوَةِ
مِنْ بَاذِلٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ وَبَأْسُهُ / كَمْ مِنْ عَدُوٍّ خَافَهُ وَعَدُوَّةِ
مِنْ أُسْرَةٍ أَعْرَاضُهُمْ مَمْدُوحَةٌ / أَبَداً فَمَا يُوصَفْنَ بِالْمَهْجُوَّةِ
حَلّوا بِأَنْدِيَةِ الْمَكَارِمِ وَالْعُلاَ / كَقُرَيْشٍ إِذْ حَلُوا بِدَارِ النَّدْوَةِ
النَّاهِدُونَ إِلَى الْعِدَى بِكَتَائِبٍ / كَالسَّيْلِ فَاضَ عُبَابُهُ فِي فَجْوَةِ
وَالْحَرْبُ تَكْشِفُ عَنْ مُحَيَّا نَصْرِهِمْ / كَالْبَحْرِ يَكْشِفُ شَطُّهُ عَنْ فُوَّةِ
مِنْ آلِ يَعْرُبَ فِي الصَّمِيمِ جَحَاجِحٌ / بِهِمُ الْمَعَالِي أصَبَحَتْ فِي نَخْوَةِ
الضَّارِبُونَ الْهَامَ هَامَ عُدَاتِهِمْ / بِصوَارِمٍ لاَ تَخْتَشِي مِنْ نَبْوَةِ
وَالطَّاعِنونَ بِسُمْرِهِمْ ثَغْرَ الْعِدَى / وَالنَّقْعُ يَكْشِفُ في الوَغَى عَنْ هَبْوَة
وَالطَّاعِنُونَ مِنَ الثَّنَايَا بِالرَّدَى / كَالأُسْدِ أَمَّنَها الشَّرَى مِنْ كَبْوَةِ
مَوْلاَيَ قَدْ خَلَّدْتُ فِيكَ مَدَائِحاً / فَامْنُنْ وَخُذْهَا كَيْفَ شِئْتَ بِقُوَّةِ
وَاقْبَلْ عَرُوساً مِنْ بِنَاتِ قَصَائِدِي / تُجْلَى عَلَيْكَ الدَّهْرَ أَحْسَنَ جُلْوَةِ
وَإِذَا رَأَيْتَ بُنُوَّةً مَشْكُورَةً / مِنْهَا فَأَوْجِبْ قَبْلُ شُكْرَ أُبُوَّةِ
لاَ زِلْتَ فِي السَّعْدِ الْمُجَدَّدِ مَا سَعَا / وَفْدُ الْهُدَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ فِعَالِكَ فِي الْهَوَى
إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ فِعَالِكَ فِي الْهَوَى / لَمَّا حَلَلْتَ بِحُسْنِ ذَاتِكَ ذَاتِي
وَنَفَيْتَ نَوْمِي ثُمَّ أَثْبَتَّ الأَسَى / فَجَمَعْتَ بَيْنَ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ
بُشْرَى كَمَا طَلَعَ الصَّبَاحُ الأَبْلَجُ
بُشْرَى كَمَا طَلَعَ الصَّبَاحُ الأَبْلَجُ / وَأَتَى البِطَاحَ نَسِيمُهَا الْمُتَأرِّجُ
وَضَّاحَةٌ يَلْتَاحُ مِنْ مِشْكَاتِهَا / نُورٌ لأَنْوَارِ المَشَاكِي مُبْهِجُ
مَقْبُوسَةٌ مِنْ نَارِ حَيِّ الأُنْسِ لاَ / مِنْ نَارِ عُرْبٍ بِالْخِيَامِ تُؤَجَّجُ
نَزَلَتْ بِهَا الأَفْرَاحُ فِي نَادِي المُنَى / وَثَوَتْ فَمَا عَنْهُ لَهُنَّ مُعَرِّجُ
وَبِصَرْحَةِ الآَمَالِ حَطَّتْ رَحْلَهَا / فَبَدَا الطَّرِيقُ لَنَا وَبَانَ الْمَنْهَجُ
جَرَّارَةٌ ذَيْلَ السُّرُورِ بِأَبْطُحٍ / لِحُلُولِهِ رَكْبُ التَّهَانِي مُزْعَجُ
شَفَّافَةٌ كَأْسَاتُهَا عَنْ خَمْرَةٍ / بِلَطَائِفِ الأَسْرَارِ أَضْحَتْ تُمْزَجُ
وَلَقَدْ يحِقُّ لَهَا الْفَخَارُ بِمَوْلِدٍ / سُرَّتْ بِطَالِعِهِ السَّعِيدِ الْخَزْرَجُ
نَجْمٌ تَزَيَّنَ فِي سَمَاءِ المُلْكِ بَلْ / بَدْرٌ تَنَقَّلَ وَالكَتَائِبُ أَبْرُجُ
سَارٍ بِلَيْلٍ مِنْ عَجاجٍ فِيهِ مِنْ / غُرَرِ الجِيَادِ كَوَاكِبٌ تَتَبَلَّجُ
فَرْعٌ تَزَيَّدَ فِي أَرُومَةِ مَفْخَرٍ / طَفِقَتْ بِرُؤْيَتِهَا الدَّرَارِي تَلْهَجُ
شِبْلٌ يُحَاكِي مِنْ أَبِيهِ فِي الْوَغَى / أَسَداً بِقَرْعِ الْمُرْهَفَاتِ يُهَيَّجُ
وَاعْجَبْ لَهُ بِيَدِ العُلاَ يَاقُوتَة / لَعَقِيقَةٍ بَعْدَ الوِلاَدَةِ تُحْوِجُ
وَالآنَ قَدْ وَعَدَتْ مَخَايِلُهُ الْوَرَى / بِفَضَائِلٍ أَثْوَابُهَا لاَ تَنْهَجُ
وَمَكَارِمٍ مَا إِنْ تَزَالُ حَدِيثُهَا / يُرْوَى وَفِي كُتْبِ الصَّحِيْحِ يُخَرَّجُ
وَإِمَارَةٍ تُضْفِي عَلَيْهِ حُلَّةً / بِيَدِ الْمَعَارِفِ وَالعُلُومِ تُدَبَّجُ
وَوِرَاثَةٍ لِخُلاَفَةٍ نَصْرِيَّةٍ / بِنَفَائِسِ الذِّكْرِ الْجَمِيلِ تُتَوَّجُ
وَلْيَهْنَ أَنْدَلُساً سُعُودٌ لَمْ يَكُنْ / إِلاَ بِهَا الكُرَبُ الشِّدَادُ تُفَرَّجُ
وَلْيَهْنَ جُرْدَ الخَيْلِ مَوْلِدُ زَاحِفٍ / بِالخَيْلِ يَبْهَجُ بِالنِّزالِ فُيُبْهِجُ
وَلْيَهْنَ بِيضَ الهِنْدِ مَقْدَمُ مُقْدِمٍ / بِسُيُوفِهِ أُسْدُ الحُرُوبِ تُهَجْهَجُ
وَلْيَهْنَ سُمْرَ الخَطِّ هَبَّةُ طَاعِنٍ / طَعْناً كَمَا خَرَقَ الدَّيَاجِيَ مُدْلِجُ
وَلْيَهْنَ مُحْمَرَّ البُنُودِ كَأَنَّهَا / بِدَمِ الأَعَادِي فِي الحُرُوبِ تُضَرَّجُ
أَبَنِي السُّيُوفِ المَشْرَفِيَّةِ وَالقَنَا / وَالْخَيْلِ فِي بَحْرِ النَّجِيعِ تَلَجَّجُ
قُولُوا لِمَنْ رَبَّوْهُ قَوْلاً لَيِّناً / وَالْحَقُّ أَبْلَجُ وَالمُنَا فِي لَجْلَجُ
لاَ تَكْحَلُوهُ فَلَيْسَ يَكْحَلُ عَيْنَهُ / إِلاَّ عَجَاجٌ مِنْ حُرُوبٍ مُفْرِجُ
وَتَبَاعَدُوا بِالطِّيبِ عَنْهُ فَطِيبُهُ / صَدَأُ الْحَدِيدِ بِعَرْفِهِ يَتَأَرَّجُ
وَضَعُوا قِمَاطاً عَنْهُ إِنَ قِمَاطَهُ / دِرْعٌ خُطُوطُ الطَّعْنِ فِيهَا تُدْمَجُ
وَمُهُودُهُ صَهَوَاتُ خَيْلٍ تَحْتَهُ / أَغْيَالُ آسَادِ الشَّرَى تَتَولَّجُ
وَرُقَاهُ صَوْتُ صَهِيلِهِنَّ بِمَأْزِقٍ / نِيرَانُهُ بِيَدِ الرَّدَى تَتَأَجَّجُ
وَلَهُ التَّقَلُّدُ بِالسّيُوفِ تَمَائِمٌ / أَبَداً لَهَا عَيْنُ الْحَسُودِ تُحَوِّجُ
وَعَلَى أَبِيهِ وَذَاكَ حَقٌ وَاجِبٌ / شُكْرٌ عَمِيمٌ لِلنُّفُوسِ مُبَهِّجُ
مَلِكُ المُلُوكِ مُحَمَّدٌ وَأَجَلُّ مَنْ / رُفِعَتْ لَهُ فَوْقَ المَطَايَا أَحْدُجُ
وَالمَالِىءُ الأَرْضَ الفَضَاءَ كَتَائِباً / كَالْبَحْرِ يَطْمُو وَالمَغَافِرُ أَمْوُجُ
مِنْ آلِ نَصْرٍ نَاصِرِي الدِّينِ الأُلَى / مَا مِنْهُمُ إِلاَّ الأَغَرُّ الأَبْلَجُ
صُيَّابَةٌ بِالشُّهْبِ تُلْجَمُ خَيْلُهُمْ / أَوْ خِلْتُ ذَاكَ وَبِالأَهِلَّةِ تُسْرَجُ
أَحْيَا مَنَاقِبَهُمْ وَزَادَ مَنَاقِباً / لِسَمَائِهَا زُهُرُ الْكَوَاكِبِ تَعْرُجُ
فَيَّاضُ سُحْبِ الْجُودِ مَلْكٌ عَدْلُهُ / ظِلٌّ عَلَى كُلِّ الرَّعَايَا سَجْسَجُ
تَأْتِي عَطَايَاهُ وَمِنْهَا خَيْرُ مَا / تَرَكَتْ مِنَ البِيضِ الصَّوَارِمِ مُذْحَجُ
وَأَجَلُّ مَا يَعْزُو الجدِيلُ وَشَدْقَمٌ / وَأَعَزُّ مَا يَنْمِي الوَجِيهُ وَأَعْوَجُ
وَمُمَيَّلُ الأَعْطَافِ أَلْعَسُ أَشْنَبٌ / وَمُحَيَّرُ الأَلْحَاظِ أَوْطَفُ أَدْعَجُ
وَالْوَشْيُ مِمَّا كَانَ فِي صَنْعَاءَ لِلْ / أَقْيَالِ أَوْ أَبْنَاءِ تُبَّعَ يُنْسَجُ
وَأَخُو العَلاَءِ لَمَا لَهُ ذُو حَاجَةٍ / لَكِنَّهُ لِمَنَالٍ شُكْرٍ أَحْوَجُ
وَالْوَفْرُ يَحْسُنُ عِنْدَهُ إِلاَّ إِذَا / سِيلَ النَّوَالَ فَإِنَّهُ قَدْ يَسْمُجُ
خُذْهَا إِلَيْكَ قَصِيدَةً قَدْ أُودِعَتْ / مَدْحاً بِقَلْبِي قَبْلَ كتْبِي يُدْرَجُ
وَوَدِدْتُ لَوْ أَنِّي أَجَدْتُ مَعَاقِياً / مِنْ بَحْرِ فِكْرِي دُرُّهَا مُسْتَخْرَجُ
لَكِنْ بَدَا عَجْزِي فَقُلْتُ مُضَمِّناً / بَيْتَيْنِ لِلتَّضْمِينِ كُلٌ مُحْوَجُ
يَهْنِيكَ بِالْوَلَدِ التَّقِيِّ وَلَيْسَ فِي / شَبَهِ التَّقِيِّ لِوَالِدَيْهِ تَحَرُّجُ
إِنَّ المُقَدِّمَتَيْنِ مَهْمَا كَانَتَا / صِدْقاً فَمِثْلُهُمَا النَّتِيجَةُ تَخْرُجُ
وَافَتْكَ بِالْخَيْرِ الْمُطِيبِ الْمُبْهِجِ
وَافَتْكَ بِالْخَيْرِ الْمُطِيبِ الْمُبْهِجِ / بُشْرَى كَإِقْبَالِ الصَّبَاحِ الأَبْلَجِ
رَدَّتْ بِهَا الدُّنْيَا نَضَارَةَ حُسْنِهَا / وَغَدَتْ تُفَتِّحُ كُلَّ بَابٍ مُرْتَجِ
اللَّهُ أَكْبَرُ هَذِهِ البُشْرَى الَّتِي / أَهْدَتْكَ كُلَّ مُفَرِّحٍ وَمُفَرِّجِ
خَابَ البُغَاةُ الغَادِرُونَ وَقَدْ أَتَى / رَأْسُ الشَّقِيِّ الخَائِنِ الْمُسْتَدْرَجِ
وَأَتَتْ رُؤُوسُ القَائِمِينَ بِأَمْرِهِ / تَشْكُو لِحَرِّ الشَّمْسِ أَيَّ تَوَهُّجِ
فَقَدَتْ قَوِيمَ جُسُومِهَا ثُمَّ انْثَنَتْ / وَجُسُومُهَا مِنْ كُلِّ رُمْحٍ أَعْوَجِ
حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ إِلَى السُّورِ الَّذِي / طَلَعَتْ بِهِ فِي جُنْحِ لَيْلٍ مُدَّجِ
نُصِبَتْ بِهِ مسْوَدَّةً عِبَراً لِمَنْ / قَدْ جَاءَ مُعْتَبِراً هُنَاكَ وَمَنْ يَجِي
وَكَأَنَّهَا قِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ الَّذِي / غَدَرُوا بِهِ الْحَمْرَاءَ بَعْدَ تَلَجْلُجِ
مَا ثَمَّ إِلاَّ اللَّهُ قَاهِرُ مَنْ بَغَى / وَمُفَرِّجُ الكُرُبَاتِ لِلْقَلْبِ الشَّجِي
هَذِي عِنَايَةُ رَبِّنَا بِمَعَاشِرٍ / أَفْضَالُهُمْ لِسُؤَالِهِمْ لَمْ تُحوِجِ
خَرَجُوا عَنِ الأَوْطَانِ قَبْلُ وَحُبُّهُمْ / عَنْ كُلِّ قَلْبٍ عِنْدَهَا لَمْ يَخْرُجِ
وَلَقَدْ رَأَيْتُ وَمَا رَأَيْتُ كَخَابِطٍ / فِي البِيِد يَطْوِيهَا كَطَيِّ المدْرَجِ
مُتَطَلِّعٍ مِنْ كُلِّ نَجْدٍ قَاذِفٍ / تُرْبَ العِرَاقِ عَلَى أَبَاطِحِ مَنْبِجِ
أَدَّى البِشَارَةَ وَهْيَ خَيْرُ بِشَارَةٍ / آلَتْ شَدَائِدُ دَهْرِهِمْ لِتَفَرُّجِ
قَدِمَ الْجَمِيعُ وَكَانَ يَوْمُ قُدُومِهِمْ / لاَيَرْتَجِيهِ كَمَا رَآهُ الْمُرْتَجِي
فَالزَّهْرُ بَيْنَ مُفَضَّضٍ وَمُذَهَّبٍ / وَالرَّوْضُ بَيْنَ مُوَشَّحٍ وَمدَبَّجِ
وَالْقُضْبُ تَرْقُصُ وَالْغَدِيرُ مُصفِّقٌ / وَالْوُرْقُ قَدْ غَنَّتْ وَلَمْ تَتَلَجْلَجِ
وَالرِّيحُ قَدْ فَهِمَتْ حَدِيثَ قُدُومِهِمْ / فَحَبَتْ بِكُلِّ مُعطَّرٍ وَمُؤَرَّجِ
وَالأَرْضُ هِذِي الأَرْض تَبْسُطُ خَدَّهَا / لِلضَّارِبِينَ قِبَابَهُمْ بِالْمَدْرَجِ
أَهْلاً بِمَلْكٍ مِنْ مُلُوكٍ سَادَةٍ / بِسِوَاهُمُ صَدْرُ العُلَى لَمْ يُثْلَجِ
يَعْفُونَ إِنْ قَدَرُوا وَيُولُونَ الرِّضَى / وَيَقِلُ عِنْدَهُمُ الْكَثِيرُ لِمُلْتَجِ
فَهُمُ الْغُيُوثُ إِذَا الْمُحُولُ تَوَاتَرَتْ / وَهُمُ اللُّيُوثُ غَدَاةَ يَوْمِ تَوَلُّجِ
ألْمُوقِدُونَ النَّارَ فَوْقَ شَوَاهِقٍ / كَادَتْ تَذُوبُ بِجَاحِمٍ مُتأَجِّجِ
وَالضَّارِبُو طُولَ الكُمَاةِ بِمَأْزِقٍ / إِنْ يُدْعَ لِلْمَوْتِ الزُّؤَامِ يُعَرِّجِ
وَالطَّاعِنُو كُلَّ الفَوَارِسِ فِي الْوَغَى / بِشَبِيهِ أَرْشِيَةٍ يَلُوحُ بِمُدْلِجٍ
مَرِجَتْ عُهُودُ الدِّرْعِ يَوْمَ ضِرَابِهِمْ / وَعُهُودُ فَتْكِ سُيُوفِهِمْ لَمْ تَمْرَجِ
مِنْ ضِئْضِىءِ الْمَجْدِ الذي طُلاَّبُهُ / دَرَجُوا وَطِيبُ ثَنَائِهِمْ لَمْ يُدْرَجِ
فِي سِرِّ قَحْطَانٍ قَدِ اتَّسَقَتْ لَهُمْ / سَرَوَاتُ أَرْحَامٍ كِرَامٍ وُشَّجِ
شَرَفٌ إِذَا كَأْسُ المَعَارِفِ شَعْشَعَتْ / فَبِغَيْرِ طِيبِ حَدِيثِهِمْ لَمْ تُمْزَجِ
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي / قَدْ شَادَهُ سَعْدٌ كَبِيرُ الْخَزْرَجِ
وَتَلاَهُ قَيْسٌ وَهْوَ أَكْبَرُ مَاجِدٍ / نَدْبٍ بِغَيْرِ فَضَائِلٍ لَمْ يَلْهَجِ
قَيْسُ بَنُ سَعْدٍ ذُو الجَلاَلَةِ وَالعُلَى / وَالْحَمْدِ بِاسْمٍ بِالشَّذَا المَتَأَرِّجِ
وَلَقَدْ نَمَى نَصْراً مُحَيّا كَاسْمِهِ / فَالْحَقُّ لَوْلاَ نَصْرُهُ لَمْ يَعْرُجِ
وَأَتَى الأَئِمَّةُ بَعْدُ مِنْ أَبْنَائِهِ / كُلٌّ لَهُ شَرَفٌ كَرِيمُ الْمنْتَجِ
خُلَفَاءُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ وَغِيَاثُهُمْ / إِذْ لاَ مُغِيثَ غَدَاةَ خَطْبٍ قَدْ يَجِي
هُمُ كَالنُّجُومِ بَدَتْ لَنَا وَمُحَمَّدٌ / شَمْسٌ بِأُفْقِ عُلاَهُمُ الْمُتَبَرِّجِ
مَلِكُ المُلُوكِ وَخَيْرُ مَنْ قَهَر العِدَى / مِنْهُمْ وَأَكْرَمُ مُلْجِمٍ أَوْ مُسْرِجِ
يَا رَاكِباً يَطْوِي الفَلاَةَ بِجَسْرَةٍ / كَالْقَدْحِ تُبْصِرُهُ بِكَفٍّ مُعْوَجِ
مِنْ نَسْلِ شَدْقَمَ لاَ تَمَلُّ مِنَ السُّرَى / أَوْ تَصْدَعُ البَيْدَاءَ صَدْعَ الدُّمْلُجِ
تَشْدُوا إِذَا جَنَّ الدُّجَى بِقَصَائِدِ / الأَدَبِ الّتِي فِي حِفْظِهَا لَمْ تُحْوِجِ
اقْصِدْ بَأَنْدَلُسٍ أَعَزَّ خَلِيفَةٍ / فِي عَصْرِهِ وَأجَلَّ مَلْكٍ قَدْ رُجِي
وَاخْصُصْ بِمَا نَظَّمْتُ مَوْلىً مُنْعِماً / لِسِوَى عُلاَهُ النَّظْمُ لَمْ يُتَحَوَّجِ
أَضْحَتْ مَدَائِحُنَا خَدَاجاً كُلُّهَا / فَإِذَا خَصَصْنَاهَا بِهِ لَمْ تُخْدَجِ
مَا الأَرْضُ فِي الزَّمَنِ الْجَدِيبِ إِلَى الحَيَا / مِنَّا إِلَى جَدْوَى يَدَيْهِ بِأَحْوَج
يَامَنْ يُفَاخِرُهُ وَرَاءَكَ لَيْسَ ذَا / يَوْماً بِعُشُّكِ فِي المَفَاخِرِ فَادْرُجِي
مَلِكٌ لَهُ خَضَعَتْ تَبَابِعُ حِمْيَرٍ / وَبنُو الأَعَاظِمِ مِنْ قَبَائِلِ مَذْحِجِ
لَوْ كَانَ عِنْدَ الْبَدْرِ بَعْضُ جَمَالِهِ / عِنْدَ اشْتِدَادِ الرِّيحِ لَمْ يَتَموَّجِ
أَوْ جَازَتِ الظَّلْمَاءُ نُورَ جَبِينِهِ / لَمْ تَبْغِ صَدْعَ صَبَاحِهَا الْمُتَبَلِّجِ
أَغْنَاهُ شُرْبُ دَمِ العِدَى وِلِوَاؤُهُ / عَنْ مَوْرِدٍ عَذْبٍ وَظِلٍّ سَجْسَجِ
لِلَّهِ فِي يَوْمِ الحُرُوبِ مُحَمَّدٌ / وَالأَرْضُ تُشْرِقُ بِالقَنَا الْمُتَوَشّجِ
وَالْخَيْلُ تَزْحَفُ بِالكُمَاةِ كَأَنَّهَا / بَحْرٌ وَبِيضُ الْهِنْدِ طَامِي الأَمْوُجِ
مِنْ أَشْهَبٍ كَالطِّرْسِ لاَحَ الطَّعْنُ فِي / لَبَّاتِهِ كَسُطُورِ خَطٍّ مُدْمَجِ
أَوْ أَشْقَرٍ كَالْبَرْقِ أَوْمَضَ فِي دُجَى / نَقْعٍ بِكَرَّاتِ الخُيُولِ مُهَيَّجِ
أَوْ أَحْمَرٍ عَرِقَتْ نَوَاصِعُ نَحْرِهِ / فَغَدَتْ كَمِثْلِ الْخَمْرِ مَهْمَا تُمْزَجِ
أَوْ أَصْفَرٍ لَبِسَ الأَصِيلَ وَعَرْفُهُ / كَاللَّيْلِ فَاضَ عَلَى الأَصِيلِ المُبْهِجِ
أَوْ أَدْهَمٍ كَسَوَادِ عَيْنٍ فُتِّحَتْ / وَحُجُولُهُ كَبَيَاضِهَا المُتَمَزِّجِ
أَوْ أَشْعَلٍ كَضِرَامِ نَارٍ إِنْ يَطُلْ / فِي الْحَرْبِ هَائِلُ نَفْخِهِ يِتَأَجَّجِ
مِنْ خَيْرِ إِنْتَاجِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ / قُبُّ الأَيَاطِلِ مِثْلُهَا لَمْ يُنْتَجِ
تَنْقَضُّ عُقْبَاناً وَفَوْقَ ظُهُورِهَا / أُسْدٌ مَتَى دُعِيَتْ نَزَالِ تُهَيَّجِ
أَقْسَمْتُ مَا حَسْنَاءُ طُرَّةُ دُمْيَةٍ / تَرْنُو إِلَيْكَ بِطَرْفِ أَحْوَر أَدْعَجِ
مِنْ عَفْرِ آرَامِ الْكِنَاسِ بِوَجْرَةٍ / مُنِيَتْ بِأَيِّ مُجَلّيٍ وَمُهَجْهِجِ
مَضْعُوفَةٌ مَجْرَى الوِشَاحِ تَخَالُهَا / بَدْراً عَلَى غُصْنِ بِدِعْصٍ رَجْرَجِ
مَعْشُوْقَةُ اللَّحَظَاتِ طَيِّبَةُ الشَّذَا / تَفْتَرُّ عَنْ أَلْمَى أَغَرَّ مُفلَّجِ
كَأَقَاحَةٍ سُقِيَتْ بِمَاءِ غَمَامَةٍ / فِي رَوْضَةٍ بِالزَّهْرِ ذَاتِ تَأَرُّجِ
يَوْماً بِأَشْهَى عِنْدَهُ مِنْ مَشْهَدٍ / بِسِوَى الْحُسَامِ بِكَفِّهِ لَمْ يُفْرَجِ
وَلَقَدْ حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالأُلَى / بِسِوَى مَوَاقِفِ قوْمِهِم لَمْ يحْججِ
مَا الزَّهرُ مُمْتَسَكاً بِأَذْيَالِ الصَّبَا / فِي إِثْرِ وَبْلٍ لِلْبِطَاحِ مُدَبِّجِ
أَوْفَى لَدَيْهِ مَحَاسِناً مِنْ رَايَةٍ / مِنْ فَوْقِ رُمْحٍ بِالدِّمَاءِ مُضَرَّجِ
شَهْمٌ أَخُو حَزْمٍ سَلِيمٌ رَأْيُهُ / لَمْ تَرْمِ كَفُّ النَّقْدِ مِنْهُ بِبَهْرَجِ
لَوْ كُنْتَ تَشْهَدُهُ أَمَامَ بِلادِهِ / أَيَّامَ لَمْ تَمْنَحْهُ وَشْكَ تَوَلُّجِ
وَإِذِ الْمَنَايَا تَلْتَظِي بِجِهَاتِهَا / كَالنَّارِ تُشْعَلُ فِي الغَضَا وَالْعَرْفَجِ
لَرَأَيْتَ لَيْثاً وَالْفَوَارِسُ دُونَهُ / مُنْقَضَّةٌ مِثْل النَّعَامِ الهُدَّجِ
حَتَّى إذا ظَفِرَتْ يَدَاهُ بِفَتْحِها / وغَدَتْ نُفُوسُ الخَلْقِ ذاتَ تَحَشْرُجِ
وَأَذَلَّ صَائِلَ فِتْنَةٍ خَبَطَتْ إِلَى / أَعْطَانِهَا خَبْطَ الْبَعِير الأعْرَجِ
وَأَتَى إِلَى غَرْنَاطَةٍ فِي طَالِعٍ / لِلسَّعْدِ هَادٍ نَحْوَ أَكْرَمِ مَنْهَجِ
قِيدَتْ لَهُ مِثْلَ الْعَرُوسِ وَإِنَّهَا / بِسِوَى نُجُومِ الأُفْقِ لَمْ تَتَمَوَّجِ
أَضْفَى عَلَى أَعْطَافِهَا حُلَلَ الرِّضَى / فَهَفَتْ إِلَى ذِكْرَى الحَبِيبِ لَهَا الشَّجِي
وَحَوَى بِهَا المُلْكَ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ / وَبِكُلِّ مَدْحٍ يُرْتَضَى قَمِنٌ حَجِ
وَتَزَيَّنَتْ مِنْ وَجْهِهِ آفَاقُهَا / بِأَجَلِّ مِنْ قَمَرِ السَّمَاءِ وَأَبْهَجِ
فَاسْمَعْ مُحَمَّدُ حَمْدَهَا فَقِيَاسُهُ / لِسَوَى مَقَامِكَ شَكْلُهُ لَمْ يُنْتَجِ
وَإِلَيْكَهَا مِنِّي مَدَائِحَ أَنْهَجَتْ / بُرْدَ الزَّمَانِ وَبُرْدُهَا لَمْ يُنْهَجِ
وَلَوَ أنَّنِي أُعْطِيتُ كُلَّ بَلِيغَةٍ / وَبِكُلِّ مَا يَهْوَى الْبَيَانُ إِلَيَّ جِي
لأَتَيْتُ بِالتَّقْصِيرِ مُعْتَرِفاً وَلَمْ / أَبْسُطْ سِوَى كَفِّ الفَقِير الْمُحْوجِ
فَاشْرُفْ وَسُدْ وَاسْعَدْ وَعِزَّ وَجُدْ وَصِلْ / وَالْتَذَّ وَاصْعَدْ وَاسْمُ وَانْعَم وابْهَجِ
وَاللَّهُ يَمْنَحُكَ الأَمَانِيَ كُلَّهَا / مَا احْتَلَّ بَدْرٌ فِي ثَوَانِي الأَبْرُجِ
يَا رُبَّ كَأْسٍ لَمْ تُشَجَّ شُمُولُهَا
يَا رُبَّ كَأْسٍ لَمْ تُشَجَّ شُمُولُهَا / فَاعْجَبْ لَهَا جِسْماً بِغَيْرِ مِزَاجِ
لَمَّا رَأَيْنَا السِّحْرَ مِنْ أشْكَالِهَا / جُمَلاً نَسَبْنَاهُ إِلَى الزَّجَّاج
يَا نَازِحاً عَبَثَتْ بِهِ أَيْدِي الْبِلَى
يَا نَازِحاً عَبَثَتْ بِهِ أَيْدِي الْبِلَى / بِاللَّهِ مَا حُزْنِي عَلَيْكَ بِنَازِحِ
فِي ذِمَّةِ البُرَحَاءِ بَعْدَكَ مُهْجَةٌ / تَهْفُو لِرَنَّةِ نَادِبٍ أَوْ نَائِحِ
وَتَكَادُ تَذْهَبُ فِي مُرَاقِ مَدَامِعِي / مَهْمَا شَبَبَتَ النَّارَ بَيْنَ جَوَانِحِي
أَسَفاً عَلَى ذَاكَ الجَمَالِ رُزيتُهُ / رُزْءَ الْعُيُونِ سَنَا الصَّبَاحِ الوَاضِحِ
لِمَنِ الْخِيَامُ سَطَتْ بِبِيضِ صِفَاحِ
لِمَنِ الْخِيَامُ سَطَتْ بِبِيضِ صِفَاحِ / وَارَتْ سَوَاداً غَالَ كُلَّ صَبَاحِ
إِنْ مُزِّقَتْ رُقِعَتْ بِبِيضِ كَتَائِبٍ / أَوْ قُوِّضَتْ عُمِدَتْ بِسُمْرِ رِمَاحِ
يَا مَالِكِي بِصَبِيحِ وَجْهٍ حُسْنُهُ
يَا مَالِكِي بِصَبِيحِ وَجْهٍ حُسْنُهُ / أَرْبَى عَلَى فَلَقِ الصَّبَاحِ الأَوْضَحِ
مَا شَكَّ قَلْبِي فِيكَ أَنَّكَ مَالِكٌ / لَمَّا عُرِفْتَ وَسَامَةً بِالأَصْبَحِ
ذَهَبَ العَنَاءُ وَأَدْبَرَ الإبْعَادُ
ذَهَبَ العَنَاءُ وَأَدْبَرَ الإبْعَادُ / وَتَواتَرَ الإقْبَالُ والإسْعَادُ
لِمَنِ الْكُمَاةُ تَقَلَّدُوا الفُولاَذَا
لِمَنِ الْكُمَاةُ تَقَلَّدُوا الفُولاَذَا / وَتَعَوَّدُوا الإرْقَالَ وَالإِغْذَاذَا
وَتَعَلَّمُوا لَعِبَ الْوَغَى فِي مَأْزِقٍ / عَنْهُ تَسَلَّلَتِ الْمُلُوكُ لِوَاذَا
وَفَوَارِسٍ وَافَوْا زَرَافَاتٍ وَكَمْ / قَدْ أَنْسَلُوا يَوْمَ الْوَغَى أَفْذَاذَا
وَحَمَوْا ضَعَائِنَهُمْ بِسُمْرِ ذَوَابِلٍ / قَدْ أَنْفَذَتْ ثَغْرَ العِدَى إِنْفَاذَا
مِنْ كُلِّ رَكَّابِ الْعظَائِمِ ضَارِبٍ / لِلْهَامِ ظَلَّ لأَهْلِهَا أَخَّاذَا
يَتَسَاءَلُ الْحُسَّادُ عَنْهُ كَأَنَّهُمْ / لَمْ يَجْعَلُوهُ مَلْجَأً وَمَلاَذَا
وَإِذَا رَأَوْهُ مِنَ الثَّنَايَا طَالِعاً / قَالُوا وَقَدْ عَرَفُوا أَلاَ مَنْ هَذَا
وَكَأَنَّمَا الْمِسْكُ الْفَتِيقُ بِبُرْدِهِ / مَدْحُ ابْنِ نَصْرٍ ذَا لِذَلِكَ حَاذَا
مَلِكٌ حَكَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ إِذْ سَطَا / وَزَرَى بِهَامَانٍ وَفَاقَ قُبَاذَا
وَحَكى بَنِي العَبَّاسِ فِي الْمُلْكِ الَّذِي / تَحْكِي بِهِ غَرْنَاطَةٌ بَغْذَاذَا
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي سَرَارَةِ ضِئْضِىءٍ / لاَذَتْ بِهِ الغُرُّ الكِرَامُ لِيَاذَا
مِنْ آلِ نَصْرٍ وَالأَحَامِرَةِ الأُلَى / كَانُوا لأكْبَادِ العُلاَ أَفْلاَذَا
وَالمُعْتَلِي لِلرُّومِ فِي رَجْرَاجَةٍ / عَاذَتْ بِهَا غُرُّ الفُتُوحِ عِيَاذَا
وَالجَاعِلُ الأَصْنَامَ تِلْكَ وَأَهْلَهَا / بِالسَّمْهَرِيَّةِ وَالسُّيُوفِ جُذَاذَا
فِي العِلْمِ أُسْتَاذٌ إِذَا صُرِفَتْ لَهُ / هِمَمُ الْمُلُوكِ وَيَا لَهُ أَسْتَاذَا
وَعَلَى المَعَالِي لَمْ يَزَلْ مُسْتَحْوِذاً / وَعَلَى الْمَكَارِمِ كُلِّهَا اسْتِحْوَاذَا
وَتَلاَ الْمُلُوكَ فَكَانَ أَفْضَلَ مِنْهُمُ / كَالْوَبْلِ يَتْلُو فِي الْبِطَاحِ رَذَاذَا
وَحَمَى بِلاَدَ المُسْلِمِينَ فَسَيْفُهُ / سَيْفٌ غَدَا لِلْعَائِذِينَ معَاذَا
وَأَزَالَ عَنْ أَهْلِ البِلاَدِ إِذَايَةً / لَهُمُ فَبَاءَ بِحَسْرَةٍ مَنْ آذَا
وَمَعَ المُلُوكِ نَعَمْ جَرَى فِي حَلْبَةٍ / وَجَرَوا فَبَذَّ وَلَمْ يَزَلْ بَذَّاذا
وَغَدَا يُسَاجِلُ جُودُهُ صَوْبَ الْحَيَا / لَكِنْ بِهِ صَوُبُ الْحَيَا قَدْ عَاذَا
وَغَدَا يُبَاهِي الْبَدْرَ نُورُ جَبِينِهِ / فَكِلاَهُمَا قَدْ دَاوَمَ اسْتِلْذَاذَا
وَعَلَى ابْنِ يُوسُفٍ الأَمِيرِ مُحَمَّدٍ / أُثْنِي فَأُلْفِي لِلثَّنَاءِ نَفَاذَا
مُسْتَنْقِذِ العَافِينَ مِنْ أَيْدِي الأُلَى / قَدْ أَسْلَمُوهُمْ لِلرَّدَى اسْتِنْقَاذَا
وَمُطِيلِ رَكْضِ الْخَيْلِ حَتَّى أَصْبَحَتْ / وَسُرُوجُهَا قَدْ مَلَّتِ الأَفْخَاذَا
وَلَقَدْ أَقُولُ وَعَنْبَرٌ ذَاكَ الْفَتَى
وَلَقَدْ أَقُولُ وَعَنْبَرٌ ذَاكَ الْفَتَى / يَلْقَى الفَوَارِسَ فِي الْعَجَاجِ الأَكْوَرِ
يَا عَاثِرِينَ لَدَى الجِلاَدِ لَعاً فَقَدْ / بَسَقَتْ لَكُمْ رِيحُ الجِلاَدِ بِعَنْبَرِ
لَهُ شَفَةٌ أَضَاعُوا النَّشْرَ فِيهَا
لَهُ شَفَةٌ أَضَاعُوا النَّشْرَ فِيهَا / بِلَثْمِ حِينَ سَدَّتْ ثَغْرَ بَدْرِ
فَمَا أَشْهَى لِقَلْبِي مَا أَضَاعُوا / لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسَدَادِ ثَغْرِ
هُنَّ البُدُورُ تَغَيَّرَتْ لَمَّا رَأَتْ
هُنَّ البُدُورُ تَغَيَّرَتْ لَمَّا رَأَتْ / شَعَرَاتِ رَأْسِي آذَنَتْ بِتَغَيُّرِ
رَاحَتْ تُحِبُّ دُجَى شَبَابٍ مُظْلِمٍ / وَغَدَتْ تَعَافُ ضُحَى مَشِيبٍ نَيِّرِ
وَالطَّاعِنَاتُ قُدُودُهُنَّ بَنِى الْوَغَى
وَالطَّاعِنَاتُ قُدُودُهُنَّ بَنِى الْوَغَى / بَيْنَ الصَّوَارِمِ وَالْقَنَا الْخَطَّارِ
فَكَأَنَّمَا الأَجْفَانُ أَجْفَانُ الظُّبَا / وَكَأَنَّمَا الأَشْفَارُ حَدُّ شِفَارِ
يَا ثَالِثَ الْقَمَرَيْنِ أَنْتَ الْمُعْجِزُ
يَا ثَالِثَ الْقَمَرَيْنِ أَنْتَ الْمُعْجِزُ / حُسْناً وَأَنْتَ لِذَا وَذَاكَ مُعَزَّزُ
لِلَّهِ طَيْفُكَ إِذْ أَلَمَّ وَلِلدُّجَى / بُرْدٌ بِإِيمَاضِ البُرُوقِ مَطَرَّزُ
وَالشُّهْبُ تَجْنَحُ لِلْغُرُوبِ كَأَنَّهَا / أَسْرَارُ حُبٍّ خَوْفَ وَاشٍ تَرْمُزُ
حَتَّى بَدَا الصُّبْحُ الْمُنِيرُ كَرَايَةٍ / بَيْضَاءَ فِي هَضَبَاتِ نَجْدٍ تَرْكُزُ
وَذَكَتْ كَعَرْفِكَ رَوْضَةٌ أَزْهَارُهَا / عَنْ زُهْرِ شُهْبِ الأُفْقِ لا تَتَمَيَّزُ
وَالْقُضْبُ كَالأَلِفَاتِ سَاجِعُ وُرْقِهَا / مِنْ فَوْقِهَا هَمَزَاتُهَا إِذْ تَبْرُزُ
وَالْوَرْدُ فِيهَا أَوْجُهٌ مُحْمَرَّةٌ / خَجَلاً وَنَرْجِسُهَا عُيُونٌ تَغْمِزُ
وَبِأَيْمُنِ الأثَلاَتِ رَبْعٌ مَاحِلٌ / نِسْيَانُهُ وَالصَّبْرُ كُلٌّ مُعْوِزُ
رَبْعٌ عَفَتْهُ الرِّيحُ إِلاَّ جُثَّماً / نَارُ الأَسَى لِجَنَابِهَا تَتَحَيَّزُ
عَهْدِي بِهِ وَالْعَيْشُ صَفْوٌ وَالصَّبَا / أَنْفٌ وَمَوْعِدُ كُلِّ أُنْسٍ مُنْجَزُ
وَيُزَهِّنِي ذَاكَ التَذَلُّلُ فِي الْهَوَى / فَتَذَلُّلِي فِي العَاشِقِينَ تَعزُّزُ
وَلَقَدْ نَظَرْتُ إِلَى السُّيُوفِ لَوَاحِظٌ / أَبَداً تَكُرُّ عَلَى النُّفُوسِ وَتُجْمِزُ
وَرِمَاحُ أَعْطَافٍ تَهِزُّ بِمَأْزِقٍ / أَهْلَ الْهَوَى أَبْطَالُهُ لاَ تُحْجَزُ
وَكَأَنَّمَا بِيضُ الْقِبَابِ كَمَائِمٌ / وَالْغِيدُ أَزْهَارٌ تُصَانُ وَتُحْرَزُ
وَكَأَنَّمَا عُوجُ الْمَطِيِّ أَهِلَّةٌ / فِي لَيْلِ نَقْعٍ بِالْبُرُوقِ تَحَفَّزُ
وَكَأَنَّمَا الْعُشَّاقُ خَلْفَ حُدَاتِهَا / وَرْقٌ لَهُنَّ بِشَجْوِهِنَّ تَمَيُّزُ
وَعَلَى غَيَارَى الْحَيِّ إِنْ هَزُّوا الْقَنَا / بَشَرَى بِلَبَّاتِ الْفَوَارِسُ تُغْرَزُ
وَتَخَيَّلُوا لَيْلَى هَيَ الْبَدْرُ الَّذِي / يُنْمَى إِلَيْهِ تَبَرُّجٌ وَتَبَرُّزُ
مَيَّاسُ قَدٍّ جَالَ بَيْنَ بُرُودِهَا / خُوطٌ لَعَمْرِي لَيْسَ فِيهِ مَغْمَزُ
لَمْ أَدرِ هَلْ مِنْ ثَغْرِهَا أَمْ أَدْمُعِي / عِقْدٌ يَلُوحُ بِجِيدِهَا إِذْ تَبْرُزُ
وَلَقَدْ تَفُضُّ حَدِيثَهَا عَنْ جَوْهَرٍ / يَصْبُو إِلَيْه الجَوْهَرُ الْمُتَحَيِّزُ
لَكِنْ مَدِيحُ مُحَمَّدٍ مَلِكُ الْوَرَى / أَشْهَي لِقَلْبِي أَطْنَبُوا أَوْ أَوْجَزُوا
مَوْلاَيَ مُعْطىً مُلْك رَبِّي فَسَيِّدِي / بَلْ قَدْرُهُ أَعْلَى وَوَصْفِيَ مُعْجزُ
مَلِكُ الْمُلُوكِ وَمُحرِزُ الْمَجْد الَّذِي / قَدْ جَلَّ مِقْدَاراً وَجَلَّ الْمُحْرِزُ
خَيْرُ السَّلاَطِينِ الْكِرَامِ مُمَدَّحٌ / أَثْنَى عَلَيْهِ مُقَصِّدٌ وَمُرَجِّزُ
وَإِمَامُ كُلِّ إِمَامِ هَدْيٍ لَمْ يَكُنْ / لَوْلاَ تَعَزُّزُ قَدْرِهِ يَتَعَزَّزُ
أَمَا المَعَالِي فَهْيَ غَيْرُ نَوَاشِزٍ / عَنْهُ وَيَطْلُبُهَا سِوَاهُ فَتَنْشَزُ
وَالْعِلْمُ أَجْمَعُ فِي يَدَيْهِ مَلاَكُهُ / وَإِذَا يُدَارُ فَمَا سِوَاهُ الْمَرْكَزُ
ذُو الْجِدِّ إِنْ تَنْبُو السُّيُوفُ فَسَيْفُهُ / مَاضٍ عَلَى كُلِّ العُدَاةِ مُفَوّزُ
ذُو السَّعْدِ قَامَ مَقَامَ كُلِّ كَتِيبَةٍ / مِلْء الأَبَاطِحِ لِلْحُرُوبِ تَجَهَّزُ
أَمْدَاحُهُ الْحُسْنَى تُوَشِّي دَائِماً / بِيضَ السُّيُوفِ كَمَا انْتَقَتْ وَتُطَرِّزُ
مَسَكَ الْمُهَنَّدَ وَالْيَرَاعَ فَقِرْنُهُ / مِنْ ذَا وَذَاكَ لَهُ اسْتَمَرَّ تَحَرّزُ
وَحَمَى الْبِلاَدَ وَزَادَ أَمْناً أَهْلَهَا / فَدَنَا الْبَعِيدُ وَوُطِّنَ الْمُسْتَوْفِزُ
بَادِي السَّمَاحَةِ فَاضِلٌ مُتَفضِّلٌ / فِيهِ وَإِلاَّ فِي الْمَدِيحِ تَحَوُّزُ
مِنْ أُسْرَةٍ غُرِّ الْوُجُوهِ خَلاَئِفٍ / تَتَضَاءَلُ الشُّهْبُ العُلاَ إِنْ يَعْتَزُوا
مِنْ آلِ قَحْطَانَ الَّذِين هُمُ هُمُ / وَالْخَيْلُ تَعْجَلُ لِلنِّزَالِ وَتَحْفِزُ
أَزْوَالُ أَيَّامِ الْحُرُوبِ شِعَارُهُمْ / طَعْنٌ عَلَى الْقُدُمِ الْفَوَارِسِ مُجْهِزُ
ألْقَوْمُ كُلٌّ مِنْهُمُ مُتَسَابِقٌ / فِي حَلْبَةِ الْمَجدِ الأَثِيلِ مُبَرِّزُ
وَهُمُ الَّذِينَ تَوَارَثُوا الشَّرَفَ الَّذِي / يُغْنِي مَآثِرَهُ الزَّمَانُ وَيَكْنِزُ
وَمُحَمَّدٌ فِيهِمْ أَجَلُّ خَلِيفَةٍ / وَأَغرُّ نَدْبٍ بَذْلُهُ لاَ يُعْوِزُ
أَسْدَيْتَهَا نِعَماً زَكَتْ وَمَوَاهِباً / بِالْفَقْرِ مَنْ خَلُصَتْ لَهُ لاَ يُنْبَزُ
فَلَدَيَّ أَرْحَبُ حَيِّزٍ لِوُفُودِهَا / أَبَداً وَلِلْحَمْدِ الْمُواصَلِ حَيِّزُ
وَوَعَدْتَنِي وَعْداً فَمِثْلِي يَرْتَجِي / إِنْجَازَهُ كَرَماً وَمِثْلُكَ يُنْجِزُ
أَزْرَتْ بِقُسٍّ حِينَ حَلَّ عُكَاظَا
أَزْرَتْ بِقُسٍّ حِينَ حَلَّ عُكَاظَا / أَلْفَاظُ مَدْحِكَ يَا لَهَا أَلْفَاظَا
وَثَنَاؤُكَ الذَّاكِي الشَّذَى قَدْ عَطَّرَتْ / نَفَحَاتُهُ النُّوَّامَ والأَيْقَاظَا
مَلِكُ المُلُوكِ اللَّيِّنِينَ شَمَائِلاً / وَالمُغْلِظِينَ عَلَى العِدَى إِغْلاَظَا
وَمُحَمَّدٌ نَجْلُ الخَلِيفَةِ يُوسُفٍ / أَعْظِمْ بِهِ مِمَّنْ لَقَوْهُ حِفَاظَا
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي سَرَارَةِ مَحْتَدٍ / أَعْيَا حَدِيثُ عَلاَئِهِ الحُفَّاظَا
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ في البَيْتِ الَّذِي / بِسَنَا هُدَاهُ قَيَّدَ الأَلْحَاظَا
الكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنْ / كُلِّ امرِىءٍ كُلٌّ عَلَيْهِ اغْتَاظَا
مِنْ آلِ نَصْرٍ خَيْرِ قَوْمٍ أَرْسَلُوا / مِنْ بَأْسِهِمْ نَحْوَ العُدَاةِ شُوَاظَا
رَقَّتْ حَمائِلُهُمْ وَلَكِنْ فِي الوَغَى / لَبِسُوا سَرَابِيلَ الحُرُوبِ غِلاَظَا
وَبِمَحْوِ آثَارِ الأَعَادِي أَظْهَرُوا / عِبَراً لَهُمْ وَعَظُوا بِهَا الوُعَّاظَا
وَسَلِيلُهُمْ مَلِكُ الوَرَى بِسُيُوفِهِ / أَبْدَتْ نُفُوسُ المُشْرِكِينَ مغَاظَا
وَمُعِزُّ فَخْرِهِمُ مُحَمَّدٌ الرِّضَى / أَرْضَى العُفَاةَ وَكُلّ قِرْنٍ غَاظَا
خَاشٍ بِذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ / أَبَداً يَلِظُّ مُوَاصِلاً إِلْظَاظَا
وَجَمِيعُ أَنْصَارِ البَصَائِرِ عِلْمُهُ / إِذْ فَاضَ أَيْقَظَهَا بِهِ إيقاظَا
رَاعِي الوَسَائل لَحْظُهُ لِعُبَيْدِهِ / لَحْظٌ يُنَبِّهُ لِلسُّرُورِ لِحَاظَا
يَا خَمْرَ طِيبِ الوَصْلِ مَا أَحْلاَكَا
يَا خَمْرَ طِيبِ الوَصْلِ مَا أَحْلاَكَا / فِي لَيْلَةٍ قَدْ نَوَّرَتْ أَحْلاَكَا
وَأَلَذَّ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَنَغْمَةً / لِمُطَوَّقٍ فَوْقَ الغُصُونِ تَبَاكَا
والقُضْبُ تَرْقُصُ كُلَّمَا هَبَّتْ صَباً / لِتَزُورَ أَثْلاَ بِالحِمَى وَأَرَاكَا
وَعَلَى خُدُودِ الوَرْدِ قَدْ أَجْرَى الحَيَا / دَمْعاً يُكَفْكِفُهُ النَّسِيمُ دِرَاكَا
وعَلَى بِسَاطِ الآسِ قَدْ نَثَرَ النَّدَى / دُرَراً كَمَا نَثَرَتْ يَدٌ أَسْلاَكَا
والأُقْحُوَانُ ثُغُورُهُ مَسْقُولَةٌ / لَكِنَّهَا لَمْ تَعْرِفِ المِسْوَاكَا
والنَّرْجِسُ المَطلُولُ قَدْ أَهْدَى شَذىً / كَالْمِسْكِ فُصَّ خِتَامُهُ فَتَذَاكَا
وَكَأَنَّهُ فِي الرَّوْضِ فَتَّحَ أَعْيُناً / لِيَرَى ابْنَ نَصْرٍ مُلِّكَ الأَمْلاَكَا
ذَاكَ ابْنُ يُوسُفٍ الأَمِيرُ مُحَمَّدٌ / أَدْعَى الفَوَارِسِ في الحُرُوبِ عِرَاكَا
وَأَجَلُّ مَنْ أَجْرَى الخُيُولَ عَوَابِسَا / كُلٌّ لَعَمْرِي لَجْمَهُ قَدْ لاَكَا
مِثْلُ القَطَا الأَسْرَابُ ورْداً بَاعَدَتْ / لَكِنَّهَا لَمْ تَقْرَبِ الأَشْوَاكَا
ضَرَّابُ هَامِ الضَّارِبِينَ الهَامَ فِي / جَيْشٍ يَرُوعُ الرُّومَ وَالأَتْرَاكَا
حَامِي الحَقِيقَةِ لَمْ تَزَلْ فَتَكَاتُهُ / تُرُدِي بِمَأْزِقِ حَرْبِهَا الفُتَّاكَا
وَارَتْ عَوَالِيهِ نِجُومُ أَسِنَّةٍ / تَخِذَتْ مَثَارَ عَجَاجِهَا أَفْلاَكَا
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي الصَّمِيمِ شِعَارُهُ / جُودٌ يُنَحِّلُ مِرْزَماً وَسِمَاكَا
مِنْ آلِ نَصْرٍ نَاصِرِي دِينَ الهُدَى / وَالحَرْبُ تَنْصِبُ لِلْكُمَاةِ شِبَاكَا
وَأَعَادَ لِلتَّوْحِيدِ شِدَّةَ شَوْكَةٍ / مَحَقَتْ كَمَا مَحَقَ الرِّبَا الإِشْرَاكَا
زَاكِي المَعَارِفِ وَالعَوَارِفِ عَالِمٌ / إِدْرَاكُهُ قَدْ عَلَّمَ الإِدْرَاكَا
سِرُّ الكِرَامِ بَنِي الكِرَامِ بِمُلْكِهِ / وَبِنُسْكِهِ قَدْ أَبْهَجَ النُّسَّاكَا
وَأَرَى السَّعَادَةَ والمَجَادةَ وَالعُلاَ / كُلٌّ أَطَالَ بِحَبْلِهِ اسْتِمْسَاكَا
حَاكَاهُ جُودُ الغَيْثِ فِي جُودٍ لَهُ / لَكِنَّهُ فِي بِشْرِهِ مَا حَاكَا
أَمْسَتْ حَلاَئِلُ مَالِهِ تَشْكُو النَّدَى
أَمْسَتْ حَلاَئِلُ مَالِهِ تَشْكُو النَّدَى / وَتُعَاتِبُ الطُّلاَّبَ وَالسُّؤَالاَ
وَكَذَا الكَرِيمُ إِذَا أَغَارَ عَلَى العُلاَ / أَرْضَى العُفَاةَ وَأَسْخَطَ الأَمْوَالاَ
لَمَّا نَزَلْتُ مِنَ السَّبِيكَةِ صَادَنِي
لَمَّا نَزَلْتُ مِنَ السَّبِيكَةِ صَادَنِي / ظَبْيٌ وَدِدْتُ لَدَيْهِ أَنْ لَمْ أَنْزِلِ
فَاعْجَبْ لِظَبْيٍ صَادَ لَيْثاً لَمْ يَكُنْ / مِنْ قَبْلِهَا مُتَخَبِّطاً فِي أَحْبُلِ
يَا مَالِكِي وَصَلَتْ هَدِيَّتُكَ الَّتِي
يَا مَالِكِي وَصَلَتْ هَدِيَّتُكَ الَّتِي / أَهْدَيْتَهَا فَشَكَرْتُ مِلْءَ المِقْوَلِ
وَتَبِعْتُ مِنْكَ لَنَا مَذَاهِبَ مَالِكٍ / حَقًّا فَمَذْهَبُنَا قَبُولُ المُرْسَلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025