المجموع : 24
وَصَلَ السُراةُ وَأَنتَ ماكِث
وَصَلَ السُراةُ وَأَنتَ ماكِث / أَأَمِنتَ أَحداثَ الحَوادِث
سَحَرَتكَ دُنيا لَم تَزَل / أَنفاسُ زَهرَتِها نَوافِث
بِزَخارِفٍ مَلَكَت هَوا / كَ فَأَنتَ فيها الدَهرَ رافِث
لِمَ لا تَسِيرُ لِخَيرِ خَل / قِ اللَّهِ أَفضَلِ كُلِّ حادِث
المُصطَفى مِن آلِ سا / مٍ مَع بَني حامٍ وَيافِث
سِرِّ البَريَّةِ صَفوَةِ ال / خلّاقِ مِن كُلِّ الحَوادِث
هُوَ أَوَّلٌ وَالشَمسُ ثا / ني نُورِهِ وَالبَدرُ ثالِث
فَهُناكَ تَأمَنُ مِن صُرو / فِ الدَهرِ وَالكُربِ الكَوارِث
وَتَعيشُ مُرتاحَ الضَما / ئِرِ غَيرَ تَعبانٍ وَلاهِث
وَإِذا حَلَفتَ بِأَنَّ مَث / واكَ الجِنان فَلَستَ حانِث
الفُلكُ تَمخرُ وَالمَهاري تَنهَجُ
الفُلكُ تَمخرُ وَالمَهاري تَنهَجُ / فَدَعوا المُقامَ وَنَحوَ طَيبَةَ عرّجوا
بَلَدٌ بِهِ حَلَّ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ / شَمسُ البَرِيَّةِ نورُها المُتَوَهِّجُ
يا حَبَّذا وَجهٌ لَهُ بَهَرَ الوَرى / حُسناً بِأَنواعِ الجَمالِ مُدَبَّجُ
وَجهٌ مَحا الظَلماءَ ساطِعُ نُورِهِ / وَجَبينُهُ الوَضّاحُ أَبلَجُ أَبهَجُ
في عَينِهِ حَوَرٌ وَفيها شُكلَةٌ / كَالسيفِ أَضحى بِالدِماءِ يُضَرَّجُ
سَوداءُ بِالزَرقاءِ أَزرَت مُقلَةً / وَالجَفنُ مِثلُ السَهمِ أَهدَبُ أَدعَجُ
وَبِثَغرِهِ شَنَبٌ يَروقُكَ حُسنُهُ / مُتَبَسِّمٌ عَن بارِقٍ مُتَفَلِّجُ
لِلّهِ مَولىً بِالجَمالِ مُكَلَّلٌ / وَبِكُلِّ أَنواعِ الكَمالِ مُتَوَّجُ
سَبّاقُ غاياتِ الفَضائِلِ في الوَرى / طُرّاً وَسابِقُهُم لَدَيهِ أَعرَجُ
أَغنى الأَنام عَنِ الأَنامِ وَإِنَّهُم / أَغناهُمُ عَنهُم إِلَيهِ أَحوَجُ
كَم دونَ طَيبَةَ مِن فَراسخ
كَم دونَ طَيبَةَ مِن فَراسخ / وَشَوامِخٍ تَتلو شَوامِخ
فَاِرحَل بِعيسٍ لا يُرى / فيها لَدى الفَلَواتِ رابخ
حَتّى تَزورَ مُحَمَّداً / حَيثُ العُلا وَالمَجد باذِخ
خَيرُ الخَلائِقِ صَفوَةُ ال / خلّاق عالي القَدرِ شامِخ
بَينَ العِبادِ وَرَبِّهم / سُبحانَهُ خَيرُ البَرازِخ
شَمسُ الوجودِ لِظُلمَةِ الط / طغيانِ وَالأَديانِ ناسِخ
أَو بَعدَ أَن عَمَّ العَوا / لمَ نورُهُ يطفيهِ نافِخ
أَحيا الهُدى وَبِهِ عَلى ال / غاوينَ كَم صَرَخَت صَوارِخ
وَجُدودُهُ إمّا فَتى ال / فِتيانِ أَو شَيخ المَشايِخ
شَرَفٌ عَلا السَبعَ العُلا / وَأَساسُهُ في الأَرضِ راسِخ
أَنا في حِمى الرَحمَنِ عائِذ
أَنا في حِمى الرَحمَنِ عائِذ / وَبِخَيرِ خَلقِ اللَّهِ لائِذ
أَصل الوُجودِ مُحَمَّدٍ / فَرع الجَحاجِحَةِ الجَهابِذ
خَيرِ البَرِيَّةِ كُلِّها / مَن جاهُهُ في الحَشرِ نافِذ
رَبِّ الشَفاعَةِ وَاللِوا / وَالحَوضِ وَالكَلِمِ النَوافِذ
جَمَعَ الكَمالَ فَما لِشا / نئِهِ إِلى عَيبٍ مَنافِذ
حَفِظَ العُهودَ وَإِنَّهُ / لِلعَهدِ مِمَّن خانَ نابِذ
يا مَن لِجاذِبِ حُبِّهِ / بِقُلوبِهِم أَقوى جَوابِذ
بِشَذا هُداهُ تَمَسَّكُوا / عضُّوا عَلَيهِ بِالنَواجِذ
وَالآل وَالصَحب الهُدا / ة مِنَ الضَلالِ لَنا مَعاوِذ
إِنّي أَدينُ بِحُبِّهِم / وَلِضِدِّهِم أَبَداً أُنابِذ
خَير البِلادِ عُلاً وَعَيشا
خَير البِلادِ عُلاً وَعَيشا / ما كانَ لِلمُختارِ مَمشى
شَمس الوُجُودِ مُحَمَّدٍ / رَغماً عَلى أَعمى وَأَعشى
لِلقُدسِ سارَ بِلَيلَةٍ / كانَت بِوَجهِ الدَهرِ نَقشا
فيها عَلا السَبعَ العُلا / حَتّى غَدا لِلعَرشِ عَرشا
وَرَأى الإِلَهَ مُقَدَّساً / فَحَباهُ سِرّاً لَيسَ يُفشى
أَولاهُ خَمساً حُكمُها / خَمسونَ هَشَّ لَها وَبَشّا
وَثَنى العنانَ لِمَكَّةٍ / فَكَأَنَّهُ لَم يَعدُ فَرشا
فَذَوو البَصائِرِ صَدَّقُوا / وَقُلوبُهُم لَم تَحوِ غِشّا
وَغَدا العِدا عَن نُورِهِ / وَحَديثِهِ عُمياً وَطُرشا
مَع قُربِهِ مِن رَبِّهِ / ما زالَ يَرجوهُ وَيَخشى
عيسٌ لَها في الآلِ رَقصُ
عيسٌ لَها في الآلِ رَقصُ / وَلِنَحوِ ذاتِ النَخلِ نَصُّ
سارَت بِأَكرَمِ فِتيَةٍ / فِيهِم عَلى الخَيراتِ حِرصُ
زاروا النَبِيَّ مُحَمَّداً / وَلِصَحبِهِ عَمّوا وَخَصّوا
خَير البَرِيَّةِ كامِل ال / أوصافِ لا يَعروهُ نَقصُ
كَم جاءَنا مِن رَبِّهِ / في فَضلِهِ بِالذِكرِ نَصُّ
شَرِبَ العُلومَ جَميعَها / وَلِكُلِّ خَلقِ اللَّهِ مَصُّ
عَلِمَ الغُيوبَ بِأَسرِها / ما ثَمَّ تَخمينٌ وَخَرصُ
بِدُعائِهِ زالَ الغَلا / ءُ وَعَمَّ في الآفاقِ رُخصُ
لَيثُ الحُروبِ وَمِخلَبا / هُ هُناكَ بَتّارٌ وَخرصُ
أَضحى بِصارِمِ دِينِهِ / لِجَناحِ دِينِ الشِركِ قَصُّ
قُل لِي مَتى العَذراءُ تَرضى
قُل لِي مَتى العَذراءُ تَرضى / وَلُبانَةُ المُشتاقِ تُقضى
وَمَتى أُشاهِدُ وَجنَتي / بِتُرابِها لِلأَرضِ أَرضا
وَأَزورُ ثَمَّ مُحَمَّداً / خَير الوَرى كُلّاً وَبَعضا
مَولى الخَلائِقِ نائِبَ ال / خَلّاق إِبراماً وَنَقضا
لَم يَقض قَطُّ قَضِيَّةً / إِلّا لَها الرَحمَنُ أَمضى
جَعَلَ الإِلَهُ مِن القَدي / مِ وَلاءَهُ في الرُسلِ فَرضا
عَمَّ البَسيطَةَ دينُهُ / وَسَرى بِها طولاً وَعَرضا
مَحَضَ النَصيحَةَ لِلوَرى / إِذ جاءَهم بِالحَقِّ مَحضا
وَشَفى مِنَ الضُلّالِ وَال / جُهّال أَمواتاً وَمَرضى
وَلَكَم جَفاهُ مَعَ اِقتِدا / ر البَطشِ ذو جَهلٍ فَأَغضى
لَكَ نَحوَ أَرضِ العُربِ لَحظُ
لَكَ نَحوَ أَرضِ العُربِ لَحظُ / أَهواكَ قَيصومٌ قرظُ
كَلّا وَلَكن ثَمَّ أَح / بابٌ لَهُم في القَلبِ حِفظُ
فَعَسى يَكونُ بِقُربِهِم / لي عِندَ خَيرِ الخَلقِ حَظُّ
روحُ الوُجودِ مُحَمَّدُ ال / مَحمُود لا كَظّ وَفَظُّ
طَبعٌ أَرَقُّ مِن النَسي / مِ بِهِ عَلى الكُفّارِ غِلظُ
راضٍ بِما رَضِيَ الإِلَ / هُ وَما بِهِ لِسِواهُ غَيظُ
لا الحرُّ حرٌّ عِندَهُ / في حُبِّهِ لا القَيظُ قَيظُ
مَهما عَراهُ مِن أُمو / رِ الدَهرِ لا يَعروهُ بَهظُ
فاقَ الكَلامَ جَميعَهُ / لِكِتابِهِ مَعنىً وَلَفظُ
وَقَدِ اِستَوى بِبَيانِهِ / قِصَصٌ وَأَحكامٌ وَوَعظُ
هَلّا اِتَخَّذتَ إِلى الرَسولِ سَبيلا
هَلّا اِتَخَّذتَ إِلى الرَسولِ سَبيلا / فَتُشاهِدَ المَأمونَ وَالمَأمُولا
وَتَرى هُنالِكَ طَيبَةً مَجلُوَّةً / وَبِرَأسِها مِن نورِهِ إِكليلا
بَلَدٌ بِهِ شَمسُ النُبُوَّةِ أَشرَقَت / دامَت وَلَم تَرَ في الوُجودِ أفولا
بَلَدٌ بِهِ بَحرُ الشَريعَةِ قَد طَما / عَمَّ البَسيطَةَ عَرضَها وَالطولا
بَلَدٌ بِهِ ذاتُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / كَم جابَرَت بِلِقائِها جِبريلا
في مَكَّةٍ جَهِلوا عَلَيهِ وَأَهلُها / ما كانَ فيهِم قَدرُهُ مَجهولا
أَكرِم بِأَنصارِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / أُسداً وَأَكرِم بِالمَدينَةِ غيلا
أَكرِمِ بِكُلِّ الصَحبِ لَم نَسمَع لَهُم / بِجَميعِ صَحبِ الأَنبِياءِ مَثيلا
بُغض الأَسافِلِ لَم يُنَقِّص فَضلَهُم / بَل زادَهُم بَينَ الوَرى تَفضيلا
إِنَّ السِراجَ إِذا عَبثتَ بِضَوئِهِ / يَزدادُ فيهِ ضوؤُهُ تَكميلا
بِمُحَمَّدٍ نورُ المَعارِفِ شامِلُ
بِمُحَمَّدٍ نورُ المَعارِفِ شامِلُ / لَولاهُ ما عَرَفَ الفَضائِلَ فاضِلُ
مُتفاعِلُن مُتفاعِلُن مُتَفاعِلُ / كَمُلَت صِفاتُ عُلاهُ فَهوَ الكامِلُ
وَصلَ السراةُ وأنتَ ماكِث
وَصلَ السراةُ وأنتَ ماكِث / أَأمنتَ أَحداث الحوادِث
سَحَرتك دُنيا لَم تزل / أَنفاسُ زَهرتها نوافِث
بِزخارفٍ مَلَكت هوا / كَ فأنتَ فيها الدهرَ رافِث
لِم لا تسيرُ لخيرِ خل / قِ اللَّه أفضل كلّ حادِث
المُصطفى مِن آل سا / مٍ مِن بَني حامٍ ويافِث
سرّ البريّة صفوةِ ال / خلّاق مِن كلّ الحوادِث
هوَ أوّلٌ والشمس ثا / ني نورهِ والبدرُ ثالِث
فَهُناكَ تأمنُ مِن صرو / فِ الدهرِ والكرب الكوارِث
وَتعيشُ مُرتاحَ الضما / ئرِ غير تعبانٍ ولاهِث
وَإِذا حَلَفتَ بأنّ مَث / واكَ الجِنان فلستَ حانِث
الفلكُ تمخرُ والمهاري تنهجُ
الفلكُ تمخرُ والمهاري تنهجُ / فَدَعوا المقامَ ونحوَ طيبة عرِّجوا
بَلدٌ به حلَّ النبيُّ محمّدٌ / شمسُ البريّة نورها المتوهّجُ
يا حبّذا وَجهٌ له بهرَ الورى / حُسناً بأنواع الجمال مدبّجُ
وَجهٌ مَحا الظلماءَ ساطعُ نوره / وَجبينهُ الوضّاح أبلج أبهجُ
في عينهِ حوَرٌ وفيها شكلةٌ / كالسيفِ أضحى بالدماء يضرّجُ
سوداءُ بالزرقاءِ أَزرت مقلةً / وَالجفنُ مثلُ السهم أهدب أدعجُ
وَبثغرهِ شنَبٌ يروقكَ حُسنهُ / مُتبسّمٌ عن بارقٍ متفلّجُ
للَّه مولىً بالجمال مكلّلٌ / وَبكلِّ أنواعِ الكمال متوّجِ
سبّاقُ غايات الفضائلِ في الورى / طرّاً وسابقُهم لديه أعرجُ
أَغنى الأنامِ عن الأنام وإنّهم / أَغناهمُ عنهم إليه أحوجُ
كَم دونَ طيبةَ مِن فراسِخ
كَم دونَ طيبةَ مِن فراسِخ / وَشَوامخٍ تتلو شوامِخ
فاِرحَل بِعيسٍ لا يرى / فيها لَدى الفلواتِ رابِخ
حتّى تزورَ محمّداً / حيثُ العلى والمجدُ باذِخ
خيرُ الخلائقِ صفوة ال / خلّاق عالي القدر شامِخ
بينَ العبادِ وربّهم / سُبحانهُ خير البرازِخ
شمسُ الوجودِ لظلمةِ الط / طغيانِ وَالأديان ناسِخ
أَوَ بعدَ أن عمّ العوا / لمَ نوره يطفيه نافِخ
أَحيا الهُدى وبهِ على ال / غاوين كم صرَخت صوارِخ
وَجُدودُه إمّا فتى ال / فتيانِ أَو شيخُ المشايِخ
شَرفٌ عَلا السبعَ العُلا / وَأساسهُ في الأرض راسِخ
أَنا في حِمى عائذ
أَنا في حِمى عائذ / وبخيرِ خلق اللَّه لائِذ
أصل الوجودِ محمّدٍ / فرعِ الجحاجحةِ الجهابِذ
خيرِ البريّة كلّها / مَن جاههُ في الحشرِ نافِذ
ربُّ الشفاعةِ واللِوا / وَالحوضِ والكلمِ النوافِذ
جَمَعَ الكمالَ فما لشا / نيهِ إِلى عيبٍ منافِذ
حفظَ العهودَ وإنّه / لِلعهدِ ممّن خان نابِذ
يا مَن لجاذبِ حبّه / بقلوبِهم أَقوى جوابِذ
بِشَذا هداهُ تمسّكوا / عضّوا عليه بالنواجِذ
وَالآلُ والصحبُ الهدا / ةُ منَ الضلالِ لنا معاوِذ
إنّي أدينُ بحبّهم / وَلضدّهم أَبداً أنابِذ
خيرُ البلاد علاً وعيشا
خيرُ البلاد علاً وعيشا / ما كانَ لِلمختار ممشى
شمسُ الوجودِ محمّد / رَغماً على أعمى وأعشى
للقدسِ سارَ بليلةٍ / كانَت بوجهِ الدهرِ نَقشا
فيها عَلى السبعِ العلا / حتّى غَدا للعرشِ عرشا
وَرَأى الإله مقدّساً / فَحَباه سرّاً ليس يُفشى
أَولاهُ خمساً حُكمها / خَمسون هشّ لها وبشّا
وَثَنى العنانَ لمكّةٍ / فكأنّه لم يعدُ فرشا
فَذوو البصائرِ صدّقوا / وَقُلوبُهم لم تحوِ غشّا
وَغَدا العِدا عن نورهِ / وَحَديثه عمياً وطُرشا
مَعَ قربهِ من ربّهِ / ما زالَ يَرجوهُ ويَخشى
عيسٌ لها في الآلِ رقصُ
عيسٌ لها في الآلِ رقصُ / وَلنحوِ ذاتِ النخل نصُّ
سارَت بأكرمِ فتيةٍ / فيهِم على الخيراتِ حرصُ
زاروا النبيّ محمّداً / وَلصحبهِ عمّوا وخصّوا
خير البريّة كاملَ ال / أوصافِ لا يعروه نقصُ
كَم جاءَنا من ربّه / في فضلهِ بالذكرِ نصُّ
شربَ العلومَ جَميعها / ولكلِّ خلقِ اللَّه مصُّ
علمَ الغيوبَ بأسرها / ما ثمّ تخمينٌ وخرصُ
بِدعائهِ زالَ الغلا / ءُ وعمّ في الآفاق رخصُ
ليثُ الحروبِ ومِخلبا / هُ هَناك بتّارٌ وخرصُ
أَضحى بِصارمِ دينهِ / لِجناحِ دين الشرك قصُّ
قُل لي مَتى العذراءُ تَرضى
قُل لي مَتى العذراءُ تَرضى / وَلبانةُ المُشتاقِ تُقضى
وَمَتى أشاهدُ وجنَتي / بِتُرابها للأرضِ أرضا
وَأزورُ ثمَّ محمّداً / خير الوَرى كلّاً وبعضا
مَولى الخلائقِ نائبِ ال / خلّاق إِبراماً ونقضا
لَم يقضِ قطّ قضيّةً / إلّا لَها الرحمنُ أمضى
جَعل الإلهُ من القدي / مِ ولاءَه في الرسلِ فرضا
عمَّ البسيطةَ دينهُ / وَسَرى بِها طولاً وعرضا
مَحَضَ النصيحةَ للورى / إِذ جاءَهم بالحقّ مَحضا
وَشفَى منَ الضلّال وال / جهّالِ أَمواتاً ومرضى
وَلَكم جفاهُ مع اِقتدا / رِ البطشِ ذو جهلٍ فأغضى
لكَ نحوَ أرضِ العربِ لحظُ
لكَ نحوَ أرضِ العربِ لحظُ / أَهَواكَ قيصومٌ وقرظُ
كَلّا ولكن ثمّ أح / بابٌ لهُم في القلب حفظُ
فَعَسى يكونُ بِقربهم / لي عندَ خير الخلق حظُّ
روحُ الوجودِ محمّد ال / محمودُ لا كظٌّ وفظُّ
طَبعٌ أرقُّ من النسي / مِ بهِ على الكفّار غلظُ
راضٍ بِما رضي الإلَ / هُ وَما به لسواه غيظُ
لا الحَرُّ حَرٌّ عندهُ / في حبّه لا القيظ قيظُ
مَهما عَراه من أمو / رِ الدهرِ لا يعروه بهظُ
فاقَ الكلامَ جميعهُ / لِكتابهِ معنىً ولفظُ
وَقدِ اِستَوى ببيانهِ / قصصٌ وأحكامٌ ووعظُ
هلّا اِتّخذت إلى الرسولِ سَبيلا
هلّا اِتّخذت إلى الرسولِ سَبيلا / فَتُشاهدَ المأمونَ والمأمولا
وَتَرى هنالكَ طيبةً مجلوّةً / وَبِرأسها من نورهِ إكليلا
بَلدٌ به شمسُ النبوّة أشرَقت / دامَت ولم ترَ في الوجود أفولا
بَلدٌ به بحرُ الشريعةِ قَد طَما / عمَّ البسيطةَ عرضَها والطولا
بَلدٌ به ذاتُ النبيّ محمّدٍ / كَم جابرت بلقائِها جبريلا
في مكّةٍ جهلوا عليه وأهلها / ما كانَ فيهم قدرهُ مَجهولا
أَكرِم بأنصارِ النبيّ محمّدٍ / أُسداً وأكرِم بالمدينة غيلا
أَكرِم بكلّ الصحبِ لم نسمع لهم / بِجميعِ صحبِ الأنبياء مثيلا
بُغض الأسافلِ لم ينقِّص فَضلهم / بَل زادَهم بين الورى تَفضيلا
إنّ السراجَ إِذا عبثتَ بضوئهِ / يَزدادُ فيه ضوؤهُ تكميلا
بِمحمّدٍ نور المعارفِ شاملُ
بِمحمّدٍ نور المعارفِ شاملُ / لَولاهُ ما عرفَ الفضائل فاضلُ
مُتفاعلن مُتفاعلن متفاعلُ / كَمُلت صفاتُ علاه فهو الكاملُ