القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ اللبّانَة الكل
المجموع : 22
بروق الأماني دون لقياك خُلّبُ
بروق الأماني دون لقياك خُلّبُ / ومشرق أفق لم تلح فيه مغربُ
عدمت مرادي فيك لا الماء نافع / ولا الظل ممدود ولا الروض مخصب
ولا أنا في تلك الحديقة زهرة / ولا أنا في تلك المجرة كوكب
سقى اللَه عهدا كنت صيب عهده / بمثل الذي قد كنت تسقي وتشرب
زمان بماء المكرمات مفضض / لديك ومن نار الكؤوس مذهب
لئن فلت الأيام منك فانما / يفل من الاسياف ما كان يضرب
بعثت بها يا واحد الدهر قطعة / هي الماء الا أنها تتلهب
وجئت بها في الحسن ورقاء ايكة / ولكنها في الدهر عنقاء مغرب
بكت عند توديعي فما علم الركب
بكت عند توديعي فما علم الركب / أذاك سقيط الطل أم لؤلؤ رطب
وتابعها سرب واني لمخطيء / نجوم الدياجي لا يقال لها سرب
لئن وقفت شمس النهار ليوشع / لقد وقفت شمس الهوى لي والشهب
عقيلة بيت المجد لم ترها الدُجى / ولا لمحتها الشمس وهي لها ترب
ظُبى الهند مما ذبّ عنها وانما / تلطف لي فيها بخدعته الحب
سرت وبروج النيرات حبابها / وقدّامها من كل خاطفة قُبّ
وما دخلت الا المجرة وادياً / فليس لها الا باعطائها شرب
من البيض كافورية غير لمةٍ / أبيحت سواد المسك فهو لها نهب
وبحرٍ سوى بحر الهوى قد ركبته / لامر كلا البحرين مركبه صعب
له لجج خضر كما اخضرت الربى / الى أُخَرٍ بيضٍ كما ابيضت الكثب
غريب على جنبي غرابٌ نهوضهُ / بقادمتي ورقاء مطلبها شعب
هوى بين عصف الريح والموج مثلما / هوى بين اضلاع المعنى به قلب
كأني قذى في مقلة وهو ناظر / بها والمجاذيف التي حولها هدب
ولما رأت عيني جناب ميورق / أمنت وحسب المرء بغيته حسب
نزلت بكافورٍ وتبر وجوهر / يقال لها الحصباء والرمل والترب
وقلت المكان الرحب أين فقيل لي / ذَرى ناصر العلياء أجمعه رحب
براحته بحر محيط مسخر / يفاد الغنى فيه ولا يذعر الركب
حوى قصبات السبق عفوا ولو سَعى / لها البرق خطفا جاء من دونها يكبو
ويرتاح عند الحمد حتى كأنه / وحاشاه نشوان يلذ له الشرب
لو استمطر الناس الغمام بذكره / لقام على الصلد الصفا لهم الخصب
يجود ولا يكدى وينوى فلا يني / ويقضي فلا يفضي ويمضي فلا ينبو
سألت أخاه البحر عنه فقال لي / شقيقيَ الا أنه البار العذب
لنا ديمتا ماء ومال فديمتي / تماسك أحيانا وديمته سكب
اذا نشأت بريةٌ فله الندى / وان نشأت بحرية فلي السحب
أحاجيكم ما وحد يجمع الورى / ولا مريةٌ في أنه ذلك الندب
أقلو عليه من سماع صفاته / فاني لاخشى ان يداخله عجب
غفرت ذنوب الدهر لما لقيته / ودهر به القاه ليس له ذنب
مضيت حساماً لا يفل له غرب
مضيت حساماً لا يفل له غرب / وابت غماما لا يحد له سكب
وأصبحت من حاليك تقسم في الورى / هباتٍ وهباتٍ هي الأمن والرعب
وقد كان قطر الجوف كالجوف يشتكي / سقاماً فلما زرته زاره الطب
رغا فوقهم سقبُ العُقاب فأصبحوا / نشاوى من البلوى كأنهم شرب
ويالجيادٍ تحتهم مستقرة / من الدهم لا جُردٌ حكتها ولاقُبُّ
اذا أمسكوا منها الأعنة خلتهم / يكبون خوفاً انها بهم تكبو
لما عصوك بينهم / وماؤهمُ حلٌّ وأموالهم نهب
ملأت جذوع النخل منهم فأصبحت / بهم كرحال شد من فوقها قُتبُ
فلا مقلة الا وأنت لها سنى / ولا كبد الا وأنت لها خُلب
ولِله يوم الأوب منك كأنه / وحيد من الأيام ليس له صحب
ولما رأوك استقبلوك بأوجه / عليها سمات من ودادي لا تَخبُو
ومالوا الى التسليم فوق جيادهم / كما مالت الأغصان من تحتها كُتب
فقفّوك ما قفّوا وهم للعلا رحى / وداروا كما دارت وأنت لهم قطب
كتايب نصرٍ لو رميت ببعضها / بلاد الأعادي لم يكن دونها درب
وما هي الا دولة مسلمية / بها انتظم المأمول والتأم الشعب
كرمت فلا بحر حكاك ولاحياً / وفتّ فلا عُجمٌ شأتك ولا عُرب
وأوليتني منك الجميل فَواله / عسى الشح من نعماك يتبعه السكب
نعمتُ به والليل مدة ناظر
نعمتُ به والليل مدة ناظر / فصار من السراء غمزةَ حاجب
كأني شربت الليل في كأس ذكره / فلم أبقِ فيه فضلة للكواكب
أحدث عن يوم الوغى ملء منطقي
أحدث عن يوم الوغى ملء منطقي / وأسال عن يوم النوال فاسكت
فؤادي معني بالحسان معنت
فؤادي معني بالحسان معنت / وكل موقي في التصابي موقت
ولي نَفسٌ يخفى ويخفت رقةً / ولكن جسمي منه أخفى وأخفت
وبي ميت الاعضاء حي دلاله / غرامي به حي وصبري ميت
جعلت فؤادي جفن صارم جفنه / فيا حر ما يصلى به حين يُصلت
أذلُ له في هجره وهو ينتمي / وأسكن بالشكوى له وهو يسكت
وما انبت حبل منه اذ كان في يدي / لريحان ريعان الشبيبة منبت
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ / ولكن تبقى نظمه في القلائد
وتحسب في أطراف طرفائها الندى / بقية كحل في رؤوس المراود
كأنّ رياض الحزن بُسطٌ تدّبجت / بأنواع ألوانٍ حسانٍ فرائد
تخللت حتى غابة الأسد الورد
تخللت حتى غابة الأسد الورد / وأنزلت حتى ساكن الابلق الفرد
وجردت دون الدين سيفك فانثنى / من النصر في حلي من الدم في غمد
بصير بأطراف المؤثّلة الشبا / سميع بآذان المسومة الجرد
لقد ضمّ أمر الملك حتى كأنه / نطاق بخصر أو سوارٌ على زند
وحسّ طعم العيش حتى أعاده / ألذّ من الاغفاء في عقب السهد
وحسب الليالي أنها في زمانه / بمنزلة الخيلان في صفحة الخد
وجاءت به الأيام تاجر سؤدد / يبيع نفيسات المواهب بالحمد
يغيثك في مَحلٍ يعينك في ردى / يروعك في درع يروقك في برد
جمالٌ واجمال وسبق وصولة / كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد
بهمته شاد العُلا ثم زادها / بناءً بأبناء جحاجحةٍ لُدّ
بأربعة مثل الطباع تركبوا / لتعديل جسم المجد والكرمِ العِدّ
هو الشعر من درٍّ رطيبٍ نحته / وقد تنحت الاشعار من حجر صلد
ولا عجبٌ ان جئت فيه ببدعة / فما هي الا النار تقدح في زند
أيا معلناً لفظي ويا معلياً يدي / ويا حاملاً كَلي ويا حافظاً عهدي
خلعت عذارى في عذارٍ على خد
خلعت عذارى في عذارٍ على خد / حكى خضرة الريحان في حمرة الوردِ
صقيل كمثل السيف أخضر مثله / يبيت ولكن من فؤاديَ في غمد
ومما شجاني شكل شاربه الذي / تمثل قوساً مثل ميسمه البرد
كفاني أنا بالزبرجد أشتكي / فقد صار لي قفلا على الدّر والشهد
يقر بعيني أن أزور كناسه / ولو كان محفوفاً بضارية الأسد
ويقنعني شعري لدى ناظر العلى / وان كان لي في كل وادٍ بنو سعد
هو الدهر في تصريفه لصروفه / فمن جهة يحيى ومن جهة يُردي
خصيب نواحي الفضل يضحك كله / عن المكرمات السبط والحسب الجعد
فقل في أياديه رياضته الذرى / وقل في معاليه مصافحة المجد
اليه والا قيدوا قدم السرى / وفيه والا اخرسوا منطق الحمد
يطالع عن صبح وينهل عن حياً / ويخطف عن برق ويعصف عن رعد
وعنه أفيضوا أنه مُشعر العُلى / وحوليه طوفوا انه كعبة القصد
وألقوا حديث البحر عند حديثه / فكم يَبني في جُزر وكم يَبني في مدّ
تؤثر في الأفلاك من بعد غوره / كتأثير نور الشمس في الأعين الرمد
تخصصت أحياناً بلخم ويعرب / وظاهرت أحياناً بغسان والأزد
ولما حللت الناصرية أقبلت / اليك وفود الشعر وفداً على وفد
وثقت به ضيفاً على رغم حاسدي / كأني وقف ضاق منه على زند كذا
سكنت له حتى أرقت وانما / كمنت كمون النار في حجر الزند
تقيسني الأعداء في مهجاتها / كمَن قاس في أوداجه ظبة الهند
وتحسب في عودي ليانا وانه / لفي السر من نبع وفي الجَهر من رند
غمدت مع الفتح الكواسر طايرا / وها أنا مشاء مع النُعم الرقد
ويا عجباً من جهل كل فراشةٍ / تعارض مصباحي لتحرقها وقدي
وأيقظ من صلٍّ خلقت وها أنا / يسامرني من ظَلَّ أنوم من فهد
شكرتك عن ود وليس مركباً / من الشكر الا من بسيط من الود
وفيك جرعت الذل والعز عاد لي / فلي سيمة المولى ولي سيمة العبد
أما علم المعتد باللَه أنني
أما علم المعتد باللَه أنني / بحضرته في جنة شقها نهر
وما هو نهر أعشب النبت حوله / ولكنه سيف حمائله خضر
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته / حيا المزن ما أروته تلك المواطر
زمانٌ لياليه تكنفها الصبا / ستاراً وهنَّ الواضحات الزواهر
ولي في التصابي والركون الى الهوى / عواذل الا أنهن عواذر
فيأبى هوى ملء العنان لهزةٍ / من العيش غض قاطر الماء ناضر
فأقبلن يلهين الفؤاد على الهوى / وهن بما مرضن مني اوامر
أذكّر مَن لم ينس عهداً ولا ينسى
أذكّر مَن لم ينس عهداً ولا ينسى / وأبسطُ في أكناف ساحته النفسا
وأُنشئُها خلقاً جديداً وأغتدى / بظل علاه أغتدى معه الأنسا
وألبس ريعان الشبان وطالما / لبست الخطوب السود ماذية ورسا
واني وايه لمزنٌ وروضةٌ / يباكرني سقياً وأزكة له غرسا
صفا بيننا من خالص الود جوهر / غلبنا به في نور جوهرها الشمسا
وما أنا الا من علاه مكون / غدوت له نوعاً وأصبح لي جنسا
مكارمه مرعى الى جنب معقل / أرود اذا أضحى وآوى اذا أمسى
وأورد خمسا كل يوم بمائِهِ / وكم لي دهر قد مضى لم ارد خمسا
أبا القاسم اشرب قهوة العز واتتقل / ثنائي ومن فضل الكؤوس اسقني كأسا
وخذ بيدي من عثرة قصّرت يدي / وكنت أخا بأس فلم تبق لي بأسا
رميت لها فضفاضتي ومهندي / وخطيتي والنبل والقوس والترسا
ثغور المعالي قابلتك ضواحكاً / فصل لثمها وامصص مراشفها اللعسا
وأجيادها مالت عليك نواعماً / كما مالت الاغصان فانعم بها لمسا
ولا ذكر في الأفواه حاشاك انما / صفاتك آياتٌ ولعنا بها درسا
اليك بها حّراً تلقب أحرفاً / وقطعة ديباج يسمونها طرسا
وفضلك في الاغضاء عما بعثته / فليس يجيد الشعرَ من عُدمَ الحسا
أبنت الهدى جددت صنعا علا صنعا
أبنت الهدى جددت صنعا علا صنعا / مضى المرتضى أصلا وأتبعته فرعا
جرى الموت جرى الريح في منيتكما / فاذواك ريحاناً وكسّره نبعا
على نسق جاء المصاب وانما / تقدم وترا ثم أتبعته شفعا
قدمَت ربيعاً والربيع كأنما
قدمَت ربيعاً والربيع كأنما / تأخر وتراً اذ تقدمته شفعا
على نسق وافيتها ووفيتها / فكنت حياً سكباً وكان حياً معا
صباح الأماني أنت أطلعته ضحى / وأصل المعالي أنت أنبته فرعا
أيا ضيف لم تنزل فنائي وحده / بَلَى قد نزلت العين والقلب والسمعا
اليك ودادي ان تشهيته قرى / ودونك صدري ان رضيت به ربعا
ودونك خدي فانتعله ومهجتي / فشد على نعليك ناظرها شسعا
وهبني شفاء النفس منك فطالما / بكيت نجيع القلب بعدك لا الدما
ذكرتك والامال نحوك عُطّش / وقد منعوها الخُمسَ بعدك والربعا
وكم ذر لي من أفق بشرك شارق / والليل القطع من اونه قطعاً كذا
صغرتُ مكانا اذ كبرت دراية / كأني ممسيّ على خلقة الأفعى
وكنت أهز المجد في حال حيرة / كمريم اذ هزت وقد حازت الجذعا
ودونكها رقت وراقت محاسنا / فما الروضة الحسناء تشبهها طبعا
تُحيّك حتى الشهب عني وقلّ لك
تُحيّك حتى الشهب عني وقلّ لك / فانك نور الشمس تجلى لي الحلك
أكذب ظني أنني لك أرتقي / ومن ذا الذي يرقى من الفلك الفلك
وأعلم أني لست عندك عالماً / أفي تلك اجرى لحاظي أم ملك
لك اللَه حلاك الضحى من سمائه / وختمك الجوزاء والنجم أنعلك
وبوأك المجد الذي في جلاله / تبوأت من وادي المجرة منزلك
تراودك الدنيا الى ذات نفسها / فلا دولة الا تناديك هيت لك
قطعت اليك البحر استصحب الصبا / وأسلك حيث البرق في حفظه سلك
وآمل من ذاك الحجاب رفوعه / لعلي بعين الشوق أن اتأملت
أنا العبد أهلّني الى البشر والرضا / لمن للمعالي والمكارم أهّلك
اقاسمك النفس التي في جوانحي / مقاسمك المعطيك غاية ما ملك
فما اسود فيها من ظلام يكون لي / وما ابيضّ فيها من ضياء يكون لك
تكر وشتى الخيل والرجل دونها
تكر وشتى الخيل والرجل دونها / فصيرتها شتى المسالك والسبل
تخالهم رجل الجراد فعندما / دلفت لهم طاروا بأجحنة النمل
وحسبك عند الله حسبتك التي / دعت شدة التقوى الى الكرم الفعل
جلوت سني الاصباح في غسق الدجى / وأنشأت غُرَّ المزن في كلب المحل
فما كنت الا رحمة انزلت على / ثرى الارض فامتدت الى الوعر والسهل
تنشق رياحين السلام فانما
تنشق رياحين السلام فانما / أفض بها مسكاً عليك مختما
وقل لي مجازا ان عدمت حقيقة / لعلك في نعمى فكم كنت منعما
أفكر في عصر مضى لك مشرقاً / فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة اذ رأى / كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما
لئن عظمت فيك الرزية اننا / وجدناك منها في المزية أعظما
قناة سعت للطعن حتى تقصّدت / وسيف أطال الضرب حتى تثلما
وطود غريب في الشواهق أمره / بنى كلَّة من فوقها وتهدما
منأبته زادت على النبع بالجنى / فإذ عريت عادت مع النبع أسهما
بكى آل عباد ولا كمحمد / وأولاده صوب الغمامة اذ همى
حبيب الى قلبي حبيب لقوله / عسى وطن يدنو بهم ولعلما
صباحهم كنا به نحمد السرى / فلما عدمناهم سرينا على عمى
وكنا رعينا العز حول حماهم / فقد اجدب المرعى وقد أقفر الحمى
وقد ألبست أيدي الليالي قلوبهم / مناسج سدى الغيث فيها وألحما
قصور خلت من ساكنيها فما بها / سوى الأدم تمشي حول واقفة الدمى
يُجيبُ بها الهامَ الصدى ولطالما / أجاب القيانُ الطائر المترنما
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى / بها الوفد جمعاً والخميس عرمرما
ولا حلت الآمال فيك ثباثبا / فقامت اليها المكرمات لما لما
ولا اخضر وض في رباها فخلته / توشح منهم لا من النور أنعُما
ولا انعطفت فيه الغصون فعانقت / وشيجاً بأيدي الدارعين مقوما
ولا حسبت بيضُ الظبى من فرندها / سوالف بات الدرّ فيها منظما
ولم تخفق الرايات فيه فاشبهت / قوادم طير في ذرى الجو حُوَّما
ولا جرّ فيها صعدة الرمح خلفه / فتاها فقلت الصلّ أتبع ضيغما
ولم يصدع النقع المثار سنانه / كما صدع الظلماء برق تضرّ ما
ولا صورت في جسمه الدرع شكلها / فأشبه مما صوَّرت فيه أرقما
جرى القدر الجاري الى نقض أمره / فعاد سحيلا منه ما كان مبرما
مؤيد لخم هل تؤمل رجعة / فكم أمل أضحى الى النجم سلما
حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً / ومن ولهي أحكى عليك مُتمما
مصاب هوى بالنيرات من العلى / ولم يبق في ارض المكارم معلما
تضيق عليَّ الارض حتى كأنما / خُلقت واياها سواراً ومعصما
ندبتك حتى لم يُخل لي الأسى / دموعاً بها أبكي عليك ولا دما
واني على رسمي مقيم فان أمُت / سأترك للباكين رسمي موسما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها / عليك وناح الرعد باسمك معلما
ومزق ثوب البرق واكتست الدجى / حداداً وقامت أنجم الليل مأتما
وحار ابنك الاصباح وجدا فما اهتدى / وغار اخوك البحر غيظاً فما طما
وما حلّ بدر التم بعدك داره / ولا أظهرت شمس الظهيرة مبسما
قضى اللَه أن حطوك عن ظهر أشقرٍ / أشمَّ وأن أمطوك أشام أدهما
قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت / قيودك منهم بالمكارم ارحما
عَجِبتُ لأن لان الحديدُ وان قسوا / لقد كان منهم بالسريرة أعلما
سينجيك من نجّى من الجب يوسفا / ويأويك من آوى المسيح بن مريما
وداعٌ ولكني أقول سلام
وداعٌ ولكني أقول سلام / وللنفس في ذكر الوداع حِمام
أخادع نفساً ان تحققتِ النوى / فليس لها بين الضلوع مقام
قد ائتلفت أهواؤها بك جملة / كما ائتلفت في وكرهن حمامُ
وشقت على النصح المبين جيوبها / كما شققت عن زهركن كمام
أكرر لحظي في محياك انه / لنور الهدى فيه عليك قسام
وأحمد من تقبيل كفيك سؤدداً / على عاتق الجوزاء منه حسام
أملبسي النعمى قديما ومثلها / حديثاً وأحداث الزمان عظام
لأجلستني حتى اتكأت ولم تزل / تدل على المولى الكريم
عسى عند حمل العيس رحلي في غد / يهيأ عن زادي لديك طعام
وميلي الى الطاهي وطيب ارادةٍ / ليثبت لي في وصف ذاك كلام
وكيف أزيد المجد صحب محاسن / سهرت لها والعالمون نيام
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس / يكون به بردٌ له وسلام
لبستُ سواداً والجميع مبيض / كأني غرابُ والانام حمام
الا يا بن معنٍ ما لمجدك غايةُ / ولا لمكان أنت فيه مرام
قد اتفقت فيك المكارم كلّها / فلم يبق في شرع الكرام كلام
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي / على نظرة كانت بغير توهم
حموا نظري ما في الخدود من الجنى / وقد أخذوا ما في الترائب من دمي
فردوا علي الأرض حلقة خاتم / باعراضهم ودارة درهم
وعهدي بهم الكثيب وخدرهم / يشير بعَناب اليَ وعندم
يا قطني درَّ الحديث وذوبه / عقيق مذاب في الدماء من الدم
وفود يقودون العراب وتحتهم / كرائم من رهطي جديل وشذقم
يغير على زرق المياه وقد رنت / اليها عيون الزرق من كل لهذم
وترعى ربيعا للصوارم حوله / رياض بما فيها من الدهر تحتمي
وفي سدرة الوادي من الحي شادن / ربيب ولكن في عرينة ضيغم
يدير علي الراح من لحظ ناضر / ويمنعنيها من ثنيّة مبسم
مشى في موشىً عبقريّ كأنه / طراز الصبا منه بخّدٍ منعّم
ومال على كافورة من بنانه / لها منبت بين الوشيج المقدم
حبيب لو انّ الحسن شِعرٌ لما غدا / مديح حبيب أو تغزل مسلم
فيه انتما من صبابتي / ومن رميه نحوى لمقلة مرتمي
رماني بعينيه وثنى بسهمه / فأثبت في قلبي ثلاثة أسهم
وما أنس لا أنس الخيال الذي سرى / سرى البرق في داج من الليل مظلم
أتى بهدياتٍ فما مدّ راحةً / وادى رسالاتٍ ولم يتكلم
لثمت الثرى حيث استقلت بي الخُطى / فلافحني عن ردع مسك مختم
وأملت تسليما عليه فقيل لي / على الشمس عن إذن الكواكب سلّم
ومَن لم يسلم في الديانة والدُّنا / الى ناصر الأنصار ليس بمسلم
همام تبيت المأثرات همومه / فيصبح منها بين مغنىً ومغنم
بعيد حدود الفضل لاصفةً له / سوى انه من جوهر متجسّم
صفا فلوان الشمس تُعطي شعاعه / لما احتجبت في ليل أريد أقتم
ورقّ فلولا ان فيه جزالة / من الباس لاستنشقته في التنسم
كأنّ سجاياه ربيع مفوّق / تفتح عن زهر نضير منعم
كأنّ تخاطيط الحياة بخدّه / حواشي رداء مذهب النسج معلم
كأنّ سنا مرآه في جود كفّه / سنا الشمس في حِبَا الغيث ينهمي
كأنّ الذي في نوره من تلألؤٌ / شقيق الذي في ناره من تضرم
كأنّ تواقيع الرضا بعد سخطه / مواقع مزنٍ في عواقب صيلم
كأنّ مذاقيه ليانا وشدة / حلاوة شهد في مرارة علقم
كأنّ لدى هيباته وهِباته / جنى جنةٍ محفوفةٍ بجهنم
كأنّ ثبوت الراسيات ثبوته / اذا خفّ من خوف الردى كل محجم
كأنّ أديم الأرض راحة كفّه / وفي بسطها قبض على كل مجرم
اذا ضلّ أملاك الزمان فانه / الى رشده اهدى من اليدِ للفمِ
يزف الى الأعداء من حومة الوغى / عروس خمار عطرها عطر منشم
ويركب في أوحالها ظهر شيظم / فيحملهم منهم على ظهر شيهم
فيرجوه حتى الطير مما تعودت / بلحم عداه مطعما بعد مطعم
نفى العدم حتى ردّ كل مكانةٍ / واغرب من عنقائها شخص معدم
لك المنشآت الجاريات كأنها / ضواري شواهين على الماء حوم
فظلّت بها بين النواظر والكرى / فمن محرم يسري الخيال لمحرم
حمدنا لها فضل التأخر انه / يقال يكون الفضل للمتقدم
أقامت عذاري بالعذارى حواملاً / ولم تر الا أن تجيء بتوأم
هي الغيد وافت منك في الصدِّ عيدها / فمن موسم في موسم طيّ موسم
محاسن اثار لو تمثلت / بمثل شجي كان عدة أرهم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025