المجموع : 44
يُحِبُّ الفَتى طولَ البَقاءِ وَإِنَّهُ
يُحِبُّ الفَتى طولَ البَقاءِ وَإِنَّهُ / عَلى ثِقَةٍ أَنَّ البَقاءَ فَناءُ
زِيادَتُهُ في الجِسمِ نَقصُ حَياتِهِ / وَلَيسَ عَلى نَقصِ الحَياةِ نَماءُ
إذا ما طَوى يَوماً طَوى اليَومُ بَعضَهُ / وَيَطويهِ إِن جَنَّ المَساءُ مَساءُ
جَديدانِ لا يَبقى الجَميعُ عَلَيهِما / وَلا لَهُما بَعدَ الجَميعِ بَقاءُ
أَما عَجَبٌ أَن يكفَلَ الناسُ بَعضهُم
أَما عَجَبٌ أَن يكفَلَ الناسُ بَعضهُم / بِبَعضٍ فَيَرضى بِالكَفيلِ المُطالِبُ
وَقَد كَفَلَ اللَهُ الوَفِيُّ بِعَهدِه / فَلَم يرضَ وَالإِنسانُ فيهِ عَجائِبُ
عَليمٌ بِأَنَّ اللَهَ موفٍ بِوَعدِهِ / وَفي قَلبِهِ شَكٌّ عَلى القَلبِ دائِبُ
أَبى الجَهلُ إِلّا أَن يَضُرَّ بِعِلمِهِ / فَلَم يُغنِ عَنهُ عِلمهُ وَالتَجارِبُ
إِذا اِعتَصَمَ الوالي بِإِغلاقِ بابِهِ
إِذا اِعتَصَمَ الوالي بِإِغلاقِ بابِهِ / وَرَدَّ ذَوي الحاجاتِ دونَ حجابِهِ
ظَنَنتُ بِهِ إِحدى ثَلاثَ وَرُبَّما / نَزَعتُ بِظَنّ واقِع بِصَوابِهِ
فَقُلتُ بِهِ مَسٌّ مِنَ العيِّ ظاهِر / فَفي إِذنِهِ لِلناسِ إِظهارُ ما بِهِ
فَإِن لَم يَكُن عيُّ اللِسانِ فَغالِب / مِنَ البُخلِ يَحمي مالَهُ عَن طِلابِهِ
فَإِن لَم يَكُن هَذا وَلا ذا فَريبَةٌ / يُصِرُّ عَلَيها عِندَ إِغلاقِ بابِهِ
رَأَيتُ صَلاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ
رَأَيتُ صَلاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ / وَيُعديهِمُ داءُ الفَسادِ إِذا فَسَد
يُعَظَّم في الدُنيا بِفَضلِ صَلاحِهِ / وَيُحفَظُ بَعدَ المَوتِ في الأَهلِ وَالوَلَد
يبكي عَلى مَيتٍ وَيُغفِلُ نَفسَهُ
يبكي عَلى مَيتٍ وَيُغفِلُ نَفسَهُ / كَأَنَّ بِكَفَّيهِ أَماناً مِنَ الرَدى
وَما المَيِّتُ المَقبورُ في صَدرِ يَومِهِ / أَحَقُّ بِأَن يبكيه مِن مَيِّتٍ غَدا
كَتَمت الهَوى حَتّى إِذا نَطَقت بِهِ
كَتَمت الهَوى حَتّى إِذا نَطَقت بِهِ / بَوادِرُ من دَمع تَسيلُ عَلى خَدّي
وَشاعَ الَّذي أَضمَرتُ مِن غَيرِ مَنطِقٍ / كَأَنَّ ضَميرَ القَلبِ يَرشَحُ مِن جِلدي
وَقالوا اِدَّخِر ما حُزتَهُ وَجَمعتَه
وَقالوا اِدَّخِر ما حُزتَهُ وَجَمعتَه / لعَقبِكَ إِنَّ الحَزمَ أَدنى مِن الرشدِ
فَقُلتُ سَأمضيهِ لِنَفسي ذَخيرَةً / وَأَجعَلُ رَبّي الذُخرَ لِلأَهلِ وَالولدِ
دَجاجُ أَبي عُثمانَ أَبعَدُ مَنظَراً
دَجاجُ أَبي عُثمانَ أَبعَدُ مَنظَراً / وَأَطوَلُ أَعماراً مِنَ الشَمسِ وَالقَمَر
فَإِن لَم نَمُت حَتّى نَفوزَ بِأَكلِها / حييتُ بِإِذنِ اللَهِ ما أَورَقَ الشَجَر
تَنَكَّب بُنَيّاتِ الطَريقِ وَجَورَها
تَنَكَّب بُنَيّاتِ الطَريقِ وَجَورَها / فَإِنَّكَ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرُ
فَإِن تَكُ حُمّى الغِبِّ شَفَّكَ وِردُها
فَإِن تَكُ حُمّى الغِبِّ شَفَّكَ وِردُها / فَعُقباكَ مِنها أَن يَطولَ لَكَ العُمرُ
وَقَيناكَ لَو يُعطى الهَوى فيكَ وَالمُنى / لَكانَت بِنا الشَكوى وَكانَ لَكَ الأَجرُ
هَواكَ وَلا تكذب عَلَيكَ أَميرُ
هَواكَ وَلا تكذب عَلَيكَ أَميرُ / وَأَنتَ رَهينٌ في يَدَيهِ أَسيرُ
يَسومُكَ عِصياناً وَأَنتَ تُطيعُهُ / وَطاعَتُهُ عارٌ عَلَيكَ كَثيرُ
إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً
إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً / عَلَيَّ لَهُ في مِثلِها يَجِبُ الشُكرُ
فَكَيفَ بلوغُ الشُكرِ إِلّا بِفَضلِهِ / وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِتَّصَلَ العُمرُ
إِذا مُسَّ بِالسَرّاءِ عَمَّ سُرورُها / وَإِن مُسَّ بِالضَرّاءِ أَعقَبَها الأَجرُ
وَما مِنهُما إِلا لَهُ فيهِ نِعمَةٌ / تَضيقُ بِها الأَوهامُ وَالبرُّ وَالبَحرُ
أَراني إِذا ما اِزدَدتُ مالاً وَثَروَةً
أَراني إِذا ما اِزدَدتُ مالاً وَثَروَةً / وَخَيراً إِلى خَير تَزَيَّدتُ في الشَرِّ
فَكَيفَ بِشُكرِ اللَهِ إِن كُنتُ إِنَّما / أَقومُ مَقامَ الشُكرِ لِلَهِ بِالكُفرِ
بِأَيِّ اِعتِذارٍ أَو بِأَيَّةِ حُجَّةٍ / يَقولُ الَّذي يَدري مِنَ الأَمرِ ما أَدري
إِذا كانَ وَجهُ العُذرِ لَيسَ بِبَيِّنٍ / فَإِنَّ اِطِّراحَ العُذرِ خَيرٌ مِنَ العُذرِ
وَكُنتَ أَخي أَيّامَ عودُكَ يابِس
وَكُنتَ أَخي أَيّامَ عودُكَ يابِس / فَلَمّا اِكتَسى وَاِخضَرَّ صِرتَ مَع الدَهرِ
لَعَمرُكَ لَو ذَوَّقتَني ثَمرَ الغِنى / أَذَقتُكَ ما يُرضيكَ مِن ثَمَرِ الشُكرِ
فَلَو نِلتُ ما يُغني بِكَ اليَوم أَو غَداً / أَنَلتُكَ ما يَبقى إِلى آخرِ الدَهرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يُرجى لَهُ الغِنى / وَأَنَّ الغِنى يُخشى عَلَيهِ مِنَ الكُفرِ
شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى
شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى / كَشُغلِهِمُ عَن مَكسَبِ العِلمِ بِالوَفرِ
فَصارَ لَهُم حَظٌّ مِنَ الجَهلِ وَالغِنى / وَصارَ لَنا حَظٌّ مِنَ العِلمِ وَالفَقرِ
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب / عَلى ضيقِها لَم نَبغِ داراً بِدارِهِ
وَلَكِنَّ هَذا الشَيبَ لِلمَوتِ رائِدٌ / يُخَبِّرُنا عَنهُ بِقُربِ مَزارِهِ
أَخو البِشرِ مَحمودٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ
أَخو البِشرِ مَحمودٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ / وَلَن يَعدَمَ البَغضاءَ مَن كانَ عابِسا
وَيُسرِعُ بُخلُ المَرء في هتكِ عِرضِهِ / وَلَم أَرَ مِثلَ الجودِ لِلعِرضِ حارِسا
غِنى النَفسِ يُغنيها إِذا كُنتَ قانِعاً
غِنى النَفسِ يُغنيها إِذا كُنتَ قانِعاً / وَلَيسَ بِمُغنيكَ الكَثيرُ مَع الحِرصِ
وَإِنَّ اِعتِقادَ الهَمِّ لِلخَيرِ جامِعٌ / وَقِلَّةُ هَمِّ المَرءِ تَدعو إِلى النَقصِ
وَذي حيلَةٍ في الشَيبِ ظَلَّ يَحوطُهُ
وَذي حيلَةٍ في الشَيبِ ظَلَّ يَحوطُهُ / فَيَخضِبُهُ طَوراً وَطَوراً يُنَتِّفُ
وَما لَطُفَت لِلشَيبِ حيلَةُ عالِمٍ / عَلى الدَهرِ إِلّا حيلَةُ الشَيبِ أَلطَفُ
كَذَبتَ وَمَن يَكذِب فَإِنَّ جَزاءهُ
كَذَبتَ وَمَن يَكذِب فَإِنَّ جَزاءهُ / إِذا ما أَتى بِالصِدقِ أَلا يُصَدَّقا
إِذا عُرِفَ الكَذّابُ بِالكِذبِ لَم يَكُن / لَدى الناسِ ذا صِدقٍ وَإِن كانَ صادِقا
وَمِن آفَةِ الكَذّابِ نِسيانُ كِذبِه / وَتَلقاهُ ذا حِفظٍ إِذا كانَ حاذِقا