القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 149
لَئِن ظَهَرت في مُقلةِ الحب حُمرَةٌ
لَئِن ظَهَرت في مُقلةِ الحب حُمرَةٌ / فَما ذاكَ داءٌ يُختشى مِن بَقائِهِ
وَلَكِنَّها سَيفٌ أَصابَت ادَا الهَوى / فَطارَ رَشاشٌ نَحوَها مِن دِمائِهِ
لا سِفرَ هَذا السفر إِن صارَ ملك مَن
لا سِفرَ هَذا السفر إِن صارَ ملك مَن / مَكارمُه أَندى وَأَجدى مِن السُحبِ
وَتاهَ عَلى الأَسفارِ زَهواً وَنَخوَةً / وَانشر زَهواً وَافتخاراً عَلى الكُتبِ
لَقَد جَلَّ قَدري إِذ بَلَغتُ بِهمَّتي / سَماءَ المَعالي وَاِنتَقَلتُ إِلى الشُهبِ
إِلى العالَم العُلويِّ سَعدي مُصعِّد / أُناجي إِماماً خَصَّني مِنهُ بِالقُربِ
تَفرَّستُ أَن لَو كانَ في عَصرِهِ أَبو / فِراسٍ ثَنى شعري إِلى جُودِهِ الرَّحبِ
فَكانَ شهابُ الدينِ يُعليهِ رُتبةً / يَصير بِها مَلكاً عَلى جِنسِهِ العُربِ
وَإِن كانَ قَد أَودى فَإِنَّ بذكره / لَهُ شَرَفاً يَبقى عَلى غابِرِ الحقبِ
كَريم لَهُ في كُل قُطرٍ مَكارِم / مِن الفَضل قَد عَمَّت وَمرَّت إِلى الغَربِ
فَأَحيت أَبا حَيّان مِن بَعد ميتَةٍ / وَأَروَتهُ ظَمآناً مِن البارد العَذبِ
بِحَيث قُدودُ البيضِ سُمرٌ تَهزُّها
بِحَيث قُدودُ البيضِ سُمرٌ تَهزُّها / شَمولُ الصِبا وَالدَّلِّ لا شَمأَلُ الصِبا
خِفافٌ فَلَولا ثِقلُ كُثبٍ تَقصَّفَت / لَعادَ لجدب الخصرِ رِدفٌ قَد أَخصَبا
عَلَتها بدورٌ قَد سَفَرنَ فَما تَرى / لَهُنَّ سِوى مِن حالِكِ الشَعر غَيهَبا
هُمُ الناسُ شَتّى في المَطالبِ لا تَرى
هُمُ الناسُ شَتّى في المَطالبِ لا تَرى / أَخا همَّةٍ إِلا قَد اختارَ مَذهَبا
فَمَن يَعتني بِالفِقهِ يَرأس إِذ يلي / قَضاءً وَتَدريساً وَفُتيا وَمَنصِبا
وَمَن كانَ ذا حَظٍّ مِن النَحو وَاللُغا / يَرى أَنَّهُ أَسنى الفَضائلِ مَطلَبا
وَيزهى عَلى هَذا الأَنام لِأَنَّهُ / يَرى هَمَجا في الناس مَن لَيسَ مُعرِبا
وَمَن كانَ بِالمَعقول مُشتغلاً يَرى / جَميعَ الوَرى صُمّاً عَن الحَق غَيَّبا
فَإِن كانَ في النَحوين صاحبَ دِريَةٍ / فَذاكَ الَّذي يُدعى الإمام المهذَّبا
وَحافظ أَلفاظِ القِراءاتِ جاهِلٌ / بِالإعرابِ وَالمَعنى للإقراءِ رُتِّبا
يرقِّقُ ما قَد فَخَّمُوا وَمفخِّمٌ / لما رَقَّقوا لَم يَلقَ شَيخاً مُهذَّبا
يَرى أَنَّ نَظمَ الشاطِبي غايةُ المُنى / وَلَم أَرَ نَظماً مِنهُ أَعصى وَأًصعَبا
يَظَلُّ الفَتى فيهِ سِنينَ عَديدَةً / يُحاولُها فَهما فَيَبقى مُعَذَّبا
بِلُغزٍ وَأُحجِيّاتِ شُلشل شَمَردَلٍ / وَدَغفَلِ أَسماءٍ عَن الفَهم حُجَّبا
وَقَد أولعَ الجُهّالُ فيهِ بِشَرحِهِ / فَمِن شارِحٍ قَصراً وَآخَر أَطنَبا
وَغايَتُهُ نُطقٌ بِأَلفاظِ أَحرُفٍ / كَمالك نَنسَخ ننسِها لا نكذِّبا
لَقَد كانَ هَذا الفَنُّ سَهلاً مُعَرَّبا / فَبَعَّدَهُ هَذا القَصيد وَصعَّبا
وَناظمِ أَشعارٍ يَدورُ عَلى الوَرى / بِذمٍّ وَمَدحٍ مُرهِبا أَو مُرغّبا
يرى أَنَّ نظمَ الشعرِ أَسنى فَضيلَةً / وَلَيسَ بِفَضلٍ ما بِطَبعٍ تركَّبا
وَراوي حِكاياتٍ لِناس تَقَدَّمُوا / غَدا وَاعِظاً يَشرو وَيَنشر مُطرِبا
وَطوراً يُبكّي الناسَ خَوفاً وَرَهبةً / وَطوراً يُرجِّي بِالتَسامح مُذنِبا
وَتالٍ لِقُرآنٍ بِتُربة مَيِّتٍ / قَد اتَخَذَ التَنغيمَ بِالصَوتِ مَكسبا
وَجامعِ آدابٍ وَحفظِ رَسائِلٍ / وَجودَةِ خَطٍّ راجِياً أَن يُقرّبا
إِلى ملكٍ كيما يَكون موقِّعا / فَينظُف أَثواباً وَينبُل مَوكِبا
وَحاملِ أَجزاءٍ لِطافٍ سَقيمَةٍ / تَأبّطها كيما تَروّى وَتكتبا
يَدورُ عَلى شَيخٍ جَهولٍ وَشَيخةٍ / عَجوزٍ تَرى جمع الرُؤوسِ تقربا
وَجمّاعِ أَنواعٍ مِن الفِسقِ لَم يبَل / بِمعصيَة إِن كانَ كَهلاً أَو أَشيبا
أَتَأخُذُ دينَ اللَهِ عَن مثلِ هَؤلا / لَأَنتَ إِذَن في الغَي أَصبَحتَ مُسهبا
وَغايةُ ما يدريهِ أَنَّ فلانةً / رَوَت جُزءَ بيبي وَهيَ ماتَت بِيَثرِبا
وَذا لَقَّبوه جَزرةً وَملقبٌ / بِصاعِقَةٍ إِن كانَ في الحِفظِ أَغلبا
وَمشتغلٍ بِالطبِّ قَد رامَ صَنعَةً / قَليلاً جَداها ما أَشقَّ وَأَخيَبا
يَدور عَلى المَرضى وَيُحرز علَّة / وَيَسأل ماذا كانَ عَنهُ تَسبَّبا
وَيَنهَبُ مِنهُ مالَهُ لا يهمُّه / سواء لَدَيهِ أَن يَصِحَّ وَيَعطَبا
وَغايَتُهُ استقبالُ بَولٍ بِوجهِهِ / وَشَمُّ قَذوراتٍ كَأَن شمّ زرنَبا
وَكَسلانَ يَختارُ المَشيخةَ صَنعةً / فَيَجمَع أَوشاباً إِلى الزَّرد رُغَّبا
تيوسٌ رُعاعٌ وَهوَ جَهلا أَبوهُمُ / فَاقبِح بِهِم وُلداً وَاقبِح بِهِ أَبا
وَيَبهَتُ نَحوَ الأَرض طَوراً وَتارَة / إِلى العالَمِ العُلوِيِّ يَستَمِعُ النَبا
وَيَركبُ عيراً وَهوَ عيرٌ حَقيقةً / فَجهلٌ بَسيطٌ قادَ جَهلاً مركَّبا
فَيُخبِرُ عَن أَشياءَ في ملكوتِهِ / رَآها عَياناً لَيسَ عَنها محجّبا
تَلاميذُهُ يَمشونَ حَولَ حمارِهِ / وَأَوساطُهم مَشدودة لابِسو القَبا
عريُّون عَن علمٍ وَمَن كانَ فاضِلا / تَقرمَطَ كَي يُدعى الامامَ المقرَّبا
فَيُبدي لَهُم أَسرارَ عِلمٍ غَوامِضاً / تلقَّفها عَن سر سرٍّ ترتّبا
فَمِنهُ إِلَيهِ عَنهُ فيهِ لَديهِ قَد / بَدَت غامِضاتٌ عَنهُ تنبَثُ كَالهبا
عَجِبتُ لِمثلي عِشتُ سَبعينَ حِجَّةً / وَتِسعاً أُلاقي الناسَ شَرقا وَمَغرِبا
فَما ظَفِرت عَيني بِمَن هُوَ صالِحٌ / سِوى مَن بِهِ بَينَ الأَنامِ تَلقَّبا
أَتَيتُ وَما أُدعى وَأَقبلتُ سامِعاً
أَتَيتُ وَما أُدعى وَأَقبلتُ سامِعاً / فَوائِدَ مَولى سَيّدٍ ماجِدٍ نَدبِ
وَأَحضُرُ جَمعاً أَنتَ فيهِ جَمالُهُ / أُشنِّفُ سَمعِي مِنكَ بِاللؤلؤِ الرَّطبِ
مَغيبُك في الأُسبوعِ يَومين عَن شَجٍ
مَغيبُك في الأُسبوعِ يَومين عَن شَجٍ / وَيَومين بُعدٌ قاتِلٌ لِلشَجي الصَبِّ
وَهَبكَ بِقَلبي حاضِراً فَلِمُقلَتي / بِرُؤيَتِكَ الأنسُ المريحُ مِن الكَربِ
وِمِن نورِكَ الوَهّاجِ تَسري أَشعَّةٌ / لِعَيني فَيَسري النور مِنها إِلى قَلبي
عَجِبتُ لِمُهري إِذ رَأَى العُربَ نَكَّبا
عَجِبتُ لِمُهري إِذ رَأَى العُربَ نَكَّبا / كَأَن لَم يَكُن بَينَ الأَعاريبِ قَد رَبا
فَلا لَيسَ نُكراً لِلفَريق وَإِنَّما / تَخوَّف عَتباً مِنهُمُ فَتَجَنَّبا
مهَنَّدُكَ المَيمونُ كَالسَيفِ صورةً
مهَنَّدُكَ المَيمونُ كَالسَيفِ صورةً / وَلَكن فِرِندُ السَيفِ ماءٌ بِمُزنَةِ
لَئِن كانَ يَحكي الماءَ لُطفاً وَرِقَّةً / فَكَم هامَةٍ في ذَلِكَ الما غَريقَةِ
فِرِندٌ لَو اَنَّ الجِنَّ لَيلاً تَمُرُّ بي / سَناءً رَأَتها الأُنسُ مِن بَعدِ خِفيَةِ
عَبيدُكَ خَيّاطونَ في الحَربِ قَد رَأَوا / لَها بِذِراعِ الرُّمحِ أَبدان بُهمةِ
وَقَد قَطَّعوها بِالسُيوفِ وَخَيّطوا / بأسهُمِهِم فَتقَ الجُسومِ العَصِيَّةِ
وَبَحرُ دِماءٍ زَورَقُ الشَمسِ غارِقٌ / بِهِ وَنُجومٌ كَالحَبابِ بِخَمرةِ
فَلَو أَذهَبَت ريحٌ تُرابَ جَنابِكُمُ / إِلى النار أَضحَت ماءَ رَوضٍ بِجَنَّةٍ
وَلَو حَلَّ في مِصرَ دُخانُ بلائِكُم / إِذَن بَلغَ الأَهرام حلق بَعوضَةِ
وَلَو أَنَّ مَلكاً رامَ لَثمَ ركابِكُم / وَقَد حَطَّ تَحتَ الرجل أَعلى مَكانَةِ
كَراسيّ أَفلاكِ العُلا التِسعُ لَم يَصِل / لِتَقبيلِه إِلا بِأَوهامِ فِكرةِ
مَليكٌ علا الأَملاك عِزاً وَرفعةً / يُقَصِّر عَن إِدراكِها كُلُّ رِفعةِ
محمد في الأَفلاكِ شَمس وَإِنَّهُم / نُجومٌ مَتى يَبدو سَناهُ اِضمَحَلَّتِ
أَقامَ مَنارَ الشَرعِ شرعِ محمدٍ / وَقامَ بِنَصرِ المِلَّةِ الحَنفيةِ
دَعا دَعوةً في مِصرَ يا لَمحمدٍ / فَكُلُّ مُلوكِ الشَرقِ طاعَت وَلَبَّتِ
إِذا آنَسَت عَيني سَناءَ عُلاكُمُ / فَقَد بَلَغَت مِن دَهرِها ما تَمَنَّتِ
وَرُحتُ كَمثلِ الشَيخ عادَ شَبابُهُ / أَو المَيتِ يَحيا في نَعيمٍ وَغبطةِ
أَجَلتُ لِحاظي في الرِياضِ الرَمائثِ
أَجَلتُ لِحاظي في الرِياضِ الرَمائثِ / وَنَزَّهتُ فكري في فُنونِ المَباحثِ
وَشاهَدتُ مَجموعاً حَوى العلمَ كُلَّه / فَأَولُ مَكتوبٍ وَثانٍ وَثالثِ
فَيا حُسنه مِن جامِعٍ لِفَضائلٍ / جَليلٍ على نَيلِ المَعارفِ باعثِ
لَحازَ لِسانَ العُربِ أَجمَعَ فَاِغتَدى / نِهايةَ مُرتادٍ وَمَطلَبَ باحِثِ
بِهِ أَزهَرَت لِلأَزهَريِّ رِياضُهُ / فَأَنوارُها تَجلو دَياجي الحَوادثِ
وَصَحَّت بِهِ لِلجَوهَريِّ صِحاحُه / فَلا كسرَ يَعروها وَلا نقرَ عابِثِ
وَسادَ بِهِ بَينَ الأَنامِ ابنُ سيدةٍ / فَمحكمُهُ ما فيهِ عيثٌ لِعايثِ
وَبرّ ابنُ بريٍّ وَصَحَّت بِنَقدِهِ الص / صحاحُ اِستَقَلَّت في بَراثِنِ ضابثِ
وَللجزريِّ ابنِ الأَثير نِهايَةٌ / إِذا قُرِئَت أَزرَت بِسَمعِ المَثالِبِ
وَكُلّ مُجَلٍّ إِذ تَقادَمَ عَهدُهُ / وَلَيسَ المُصلّي في السباقِ بِرابِثِ
وَإِنَّ جَمالَ الدينَ جَمَّلَ كُتبَهُمُ / بإصلاحِ ما قَد أَوهَنوا مِن رَثائِثِ
لَقَد فاقَهَم عِلماً وَزادَ عَلَيهِم / وَأَنّى بِبادي الفتخ حُرج الأَباغِثِ
تَجمَّع فيهِ ما تَفَرَّقَ عِندَهُم / وَأَربى عَلَيهِم بِالعلوم الأثائِثِ
بنثرٍ كَشِبهِ الزَهرِ غِبَّ سَمائِهِ / وَنَظمٍ كَمثلِ الزَهرِ بِالسحرِ نافثِ
لَهُ قدمٌ في ساحةِ الفَضلِ راسِخٌ / وَمَجدٌ قَديمٌ لَيسَ فيهِ بِحادثِ
وَنسبةُ علمٍ كابِراً بَعدَ كابرٍ / فَمِن خَيرِ مَوروثٍ إِلى خَيرِ وَارثِ
حَفيظٍ لِأَسرارِ المُلوكِ أَمينها / عَليمٍ بِتَصريفِ الخُطوبِ الكَوارثِ
بِهِ افتخرت قحطانُ وَاشتَدَّ أَزرُها / وَباهت بِهِ الأَملاكَ أَبناءُ يافثِ
وَلا بَرِحَت روحُ الجَمالِ مُقيمَةً / بِعَدنٍ لَدى الحُورِ الحِسانِ الأَواعثِ
أَوَجهُكَ أَم بَدرٌ مُنيرٌ تَبَلَّجا
أَوَجهُكَ أَم بَدرٌ مُنيرٌ تَبَلَّجا / وَنشرُكَ أَم مِسكٌ فَتيقٌ تَأَرَّجا
وَعِطفكَ أَم خُوطٌ مِن البانِ ناعِمٌ / وَردفُكَ أَم دِعصٌ مَهيلٌ تَرجرجا
مَحاسِنُ لَم يُجمع لِغَيركَ مِثلُها / شَباباً وَحُسناً باهِراً يسلب الحِجا
أَجلتُ لِحاظي في المِلاحِ فَما رَأَت / لِحاظِي أَبهى مِنكَ حُسناً وَأَبهَجا
حييٌّ إِذا ناطَقتُهُ كادَ خَدُّهُ / لِفَرطِ حَياءٍ فيهِ أَن يَتَضَرَّجا
شَكَوتُ إِلَيهِ ما بِقَلبي مِنَ الجَوى / وَوَجدي فَاستَخذى حَياءً وَلَجلَجا
رَأَى شَبَحي نِضواً وَنُطقي خافِتاً / وَدَمعيَ هَتّاناً وَحِسّي قَد سَجا
فَزارَ بِلا وَعدٍ دُجىً فَاخالُهُ / ترصَّدَ مِن حُراسِّهِ غَفلَةً وَجَا
فَلَم أَرَ مَولىً زارَ عَبداً كَمِثلِهِ / وَلَم أَرَ مِثلي نالَ ما كانَ قَد رَجا
خَلوتُ بِهِ وَالدَهرُ قَد غَضَّ طَرفَهُ / وَقَد سَدَّ بابَ الخَوفِ مفتتِحُ الرَجا
فَعانَقتُ مِنهُ الغُصنَ أَملَدَ ناضِراً / وَغازَلتُ مِنهُ الخِشفَ أَحورَ أَدعَجا
وَلِليلِ مِن تلكَ الذَوائبِ ظُلمَةٌ / وَلِلصُبحِ مِن خَدَّيهِ نُورٌ تَبَلَّجا
فَمن يَستحِل جَمعٌ لِضدَّينِ عِندَهُ / فَهَذا حَبيبي جامعُ النورِ وَالدُجى
أَرى كُلَّ زِنديقٍ إِذا رامَ نَشرَ ما
أَرى كُلَّ زِنديقٍ إِذا رامَ نَشرَ ما / طَواه اِدَّعى أَن صارَ في الناسِ صالِحا
فَيستخدِمُ الجُهّالَ يَنهبُ مالَهُم / وَيُبدي لَهُم كِذباً عَلى اللَه فاضِحا
قرامطُ دَجّالونَ سِنخُ ضَلالَةٍ / كلابٌ عَلى الإِسلامِ أَضحَت نَوابِحا
أَلا أَسَداً يُردي الكلابَ زَئيرهُ / يَكون لَهُم بِالهنداونيِّ ماسِحا
أَلا قائِماً للّهِ ناصرَ دينه / يُرى لِدماء الباطنيَّةِ سافِحا
همُ حرّفُوا القُرآنَ تَحريفَ كافِرٍ / بِهِ وَادَّعَوا فيهِ لَدَيهِم فَضائِحا
يَقول عَلى رَأسِ الجَماهيرِ كُلهم / وَقَد أَوهَمَ الجُهالَ أَن صارَ ناصِحا
بِأَنَّ وَليَّ اللَهِ مَن كانَ فاسِقاً / وَمَن كانَ عَن دينِ الشَريعةِ نازِحا
وَأَنَّ اليَهودَ وَالنَصارى وَشِبهَهُم / عَلى الحَقّ كُلٌّ فعلُهُ كانَ راجِحا
وَعابد أَصنام وَعابد كَوكَبٍ / وَعابد نارٍ صارَ لِلحَقِّ جانِحا
وفسر عليٍّ وَابنِ عَبّاسٍ اغتدى / لَدَيهِ لَقى فَشراً مَع الريح طامِحا
وَلا أكلَ في الجَنّاتِ لا شُربَ إِنَّما / مَعارفُ تَلقى للولي مَنائِحا
أَلا مَن عذيري مِن صِغارٍ تَمَشيَخوا / فَكُلٌ لِبابِ الكُفرِ أَصبَحَ فاتِحا
زَناديقُ أَبلاط تيوسٌ تَقَرمَطوا / لَهُم أَعيُن أَضحت لِكُفرٍ طَوامِحا
وَقالوا لَنا العلمُ اللدُنّي وَعلمكُم / قشورٌ مَع الأَرياحِ قَد صارَ رايحا
وَما هُوَ مِن تَنبيهكُم وَقدوركم / وَلَكن أَتى فَتحاً مِن الكَونِ سانِحا
وَقَد كَذَّبوا القُرآنَ وَالسُنَنَ الَّتي / عَن المُصطَفى جاءَت بِنقلٍ صَحائِحا
وَقالوا رَسول اللَه ما ماتَ بَل غَدا / يَطوفُ عَلى الأَمواتِ يَغشى الضَرائِحا
كَذاكَ إِذا قُلتَ السَلامُ عَلَيك في / صَلاةٍ تَبدّى حاضِراً لَكَ لائِحا
وَقَد فَسَّروا القُرآنَ مِن مُخ رُوسِهِم / تَخاليطَ كُفرانٍ تَبدَّت فَواضِحا
أَلا يا قُضاةَ المُسلِمين أَلا اِنهَضوا / لِقَتلِ كَفورٍ صارَ في الدينِ قادِحا
كَأَنِّيَ بِالقاضي المُعظَّم قَد دَرى / بِهِم فَاِغتَدوا فَوقَ التُرابِ ذَبائِحا
وَجُّرَّ بِأَبدانٍ وَطيفَ بِأَرؤُسٍ / عَلى سِنِّ رُمحٍ لِلزَناديقِ رامِحا
تَشمُّ عَوافِي الطَيرِ نَتنَ لُحومِهم / فَتَنأى وَإِن كانَت غِراثا جَوارِحا
وَتُنقَلُ أَرواحٌ لَهُم مِن مَقَرِّها / إِلى النارِ فيها خالِدين كَوالِحا
وَإِنَّ جَلالَ الدينِ قاضي قُضاتِنا / أَقامَ مَنارَ الشَرعِ فَالتاح واضِحا
وَقامَ بِنصرِ الدينِ دينِ مُحمدٍ / وَأَخمَدَ شَراً كانَ كَالنارِ لافِحا
عَلى حين لَم يَنهَض إلى نَصرِهِ امرؤٌ / سِواهُ فَأضحى وافِرَ الأَجرِ رابِحا
لَقَد حاقَ بِاللبانِ سوءُ اِعتِقادِهِ / وَقامَ مَقامَ الذُلِّ خَزيانَ كالِحا
أَقرَّ بِكُفرٍ ثُمَ أَظهرَ تَوبَةً / مَخافَةَ سَيفٍ أَن يرى الروحَ رائِحا
وَما تابَ زِنديقٌ وَلَكن قبولَ تَو / بَةِ مَذهب القاضي فَأَبقاهُ سامِحا
وَقالَ مَتى ما عادَ للكُفرِ أرده / بِحدِّ حسامٍ تتركُ الرَأسَ طائِحا
فَدامَ جَلالُ الدينِ للدينِ ناصِراً / وَللعلمِ ذا نَشرٍ وَللجودِ مانِحا
تَنَفَّسَ من أَهوى فأرَّجَ عَرفُهُ
تَنَفَّسَ من أَهوى فأرَّجَ عَرفُهُ / كَأَنَّ سَحيقَ المِسكِ مِن فيهِ ينفَحُ
فَشَبَّ بِقَلبي نار وَجدٍ وَإِنَّها / سَرَت مِنهُ لِلأَعضاءِ تَذكى وَتلفَحُ
هَوىً ما هَوى قَد زادَ حَتّى جَوانِحي / تَقَلَّبُ في نار وَعَينِيَ تَسفحُ
وَخِلت اِنتِشاقَ العَرفِ يُبرِدُ غُلَّتي / فَزادَت بِهِ ناراً عَلى القَلبِ تَطفَحُ
تَصَفَّحتُ أَقمارَ الوَرى وَمِلاحَهُم / فَكانَ حَبيبي فَوقَ مَن أَتَصفَّحُ
ذَكاءً كَأَنَّ النارَ مِنهُ تَوَقَّدَت / فَيُدرِكُ مَخفيَّ الأُمورِ وَيَشرَحُ
وَحُسنٌ كَأَنَّ الشَمسَ في وَجَناتِهِ / أَقامَت لَها مُمسىً عَلَيها وَمُصبَحُ
وَفَرطُ حَياءٍ في خَفارة حييٍّ / يَكادُ للاستحياءِ بِاللَحظِ يجرحُ
وَكانَ مَليحاً قَبلَ نَبتِ عِذارِهِ / فَها هُوَ أَضحى وَهوَ بِالنَبتِ أَملَحُ
لِقَلبي في مَعناهُ سِرّاً تفكر / وَللعينِ في مرآهُ جَهراً تلمحُ
وَتَأخُذُني مِن عظمِ رُؤياه هَيبَةٌ / فَيعيى لِساني بِالَّذي أَنا أفصحُ
لَنا قَدَمٌ في ساحَةِ الحُبِّ راسِخ
لَنا قَدَمٌ في ساحَةِ الحُبِّ راسِخ / وَحُكمٌ لِمسلاةِ المُحبينَ ناسِخُ
وَلَو أَنَّ قَلبي رامَ عَقداً لسلوَةٍ / لَكانَ لَهُ مِن حاكم العشقِ فاسِخُ
وَلي مِن بَني الأَتراكِ أَهيفُ شادنٌ / لَهُ نَسَبٌ في آلِ خاقانَ باذِخُ
يلينُ كَلاماً وَهوَ قاسٍ فؤادُهُ / وَيَدنو اتضاعاً مِنهُ وَالأَنفُ شامِخُ
بِوَجهٍ يَلوحُ الحُسنُ مِن قَسماتِهِ / وَقَدٍّ كَغُصنِ البانِ وَالبانُ شارِخُ
وَرِدفٌ حماهُ أَن يُنالَ بِنَظرَةٍ / مِن الشعرِ المضفورِ أَسودُ سالِخُ
إِذا ما رَنا يَوماً إِلَيهِ أَخو الهَوى / تَلَقّاه مِنهُ نافِثُ السُمِّ نافِخُ
أَيا عَجَباً للحُبِّ كَم ذا أكنُّهُ / وَأكتمُهُ وَالوَجد بِالحُبِّ صارِخُ
تملَّكَني هَذا الهَوى فَكَأَنَّما / بِهِ نَحو قَلبي مِن دَواعيه ناتِخُ
وَقَد حَلَّ بي ما لَو يحُلُّ أَقلُّهُ / بِيذبلَ أَمسى وَهوَ في الأَرضِ سايِخُ
فَفي مُهجَتي نارٌ عَلى الكبدِ وَقدها / وَمِن مُقلَتي ماءٌ عَلى الخَدِّ ناضِخُ
وَخَلقٍ غَريبِ الشَكلِ في مصرَ ناشيء
وَخَلقٍ غَريبِ الشَكلِ في مصرَ ناشيء / وَما هُوَ في أَرضٍ سِوى مِصرَ يُوجَدُ
هُوَ السَبُعُ العادي بِنيلِ صَعيدِها / يُقافِصُ مَن للماءِ في النيلِ يقصدُ
وَيخطُفُهُ خَطف العُقابِ لِصَيدها / وَيفصلُه عُضواً فَعُضواً وَيزرَدُ
وَما مِن شُخوصِ النيلِ خَلقٌ لَهُ يَدٌ / وَرجلٌ سواهُ وَهوَ في البَرِ يصعَدُ
وَربَّتَما يَلقى لَدى البر كاسِراً / وَيجري كَمثلِ الطرفِ أَو هُوَ أَزيَدُ
لَهُ ذَنبٌ مُرخىً طَويلٌ يُقيمُهُ / يلُفُّ بِهِ مَن كانَ في الناسِ يفقدُ
وَأَسنانُهُ أُنثى عَلى ذكرٍ أَتَت / لِكَسرِ العِظامِ الصُلبِ مِنها تفقّدُ
وَيحفُرُ في رَملٍ وَيدفنُ بيضَهُ / يُعاهِدُها غِباً إِلى حين تولَدُ
وَلا تَعمَلُ الأَسيافُ فيهِ كَأَنَّما / عَلى جلدِهِ مِنهُ صَفيحٌ مُسرَّدُ
وَلَكنَّ تَحتَ الإبطِ ليِّنَ جلدةٍ / فَمِنها المَنايا دونَهُ تَتَصَعَّدُ
وَلَيسَ لَهُ دُبرٌ فَيُخرِج نَجوَهُ / وَلَكن إِلى حُلقومِهِ يَتَرَدَّدُ
فَيفتَح فاهُ ثُم يَدخُلُ طائِرٌ / فَيلفظ ما قَد كانَ فيهِ يدودُ
فَإِن رامَ إِطباقاً عَليه فَإِنَّه / يَكونُ لسقفِ الحلقِ بِالريشِ يُفصَدُ
وَيقتُلُه الجاموسُ فَهوَ إِذا دَرى / بِهِ فَرَّ مِنهُ وَهوَ في السِبحِ يُجهَدُ
وَيَخدَعُهُ الإِنسانُ حَتّى يَصيدَهُ / وَيَربُطُهُ كَالعَنزِ بِالحَبلِ تُصفَدُ
رَأَيناهُ مَحمولاً عَلى جَمَلٍ وَقَد / أَتَت طرفاهُ الأَرضَ فيها يخددُ
وَللعقلِ في صَيدِ التَماسيحِ صَنعَةٌ / يُرتِّبُها الفكرُ المُصِيبُ فَتُحمَدُ
وَذو العَقلِ مَقدورٌ عَلَيهِ وَقادِرٌ / عَلى كُلِّ ذي روحٍ رَقيبٌ مُؤيدُ
فَلا الطَيرُ في جَوٍّ وَلا الوَحشُ في الفَلا / وَلا سافِحٌ إِلّا لَهُ مُتَرَدّدُ
فَيقهَرهُ قَتلاً وَذَبحاً وَخدمةً / وَفي آخرٍ ذو العَقلِ في الرَمسِ يُلحَدُ
تَعَجَّبَ ناسٌ مِن غَرامي وَمِن وَجدي
تَعَجَّبَ ناسٌ مِن غَرامي وَمِن وَجدي / بِريمَينِ وَالمَعهودُ عِشقُ رَشاً فَردِ
وَقالوا صَواباً لَيسَ قَلبانِ للفَتى / وَلا يُجمعُ السيفان وَيحكَ في غِمدِ
وَما عَلِموا سِرَّ الهَوى وَصُنوفَهُ / وَإِنَّ فُؤادَ الصَّبِّ مُتَّسِعُ الودِّ
تَلوحُ لَنا أَصنافُ حُسنٍ لطيفَةٌ / فيعلَقُ مِنها بِالمناسِبِ وَالقَصدِ
وَأَهدى ليَ المَحبوبُ الأترُجَّ مُحسنا
وَأَهدى ليَ المَحبوبُ الأترُجَّ مُحسنا / فَيا حُسنَهُ مَولىً بِهِ عزَّ عَبدُهُ
ثَمانيَ حَبّاتٍ غَرَسنَ مَحَبَّةً / وَهَيَّجنَ مِن وَجدٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
تَجمَّعَ لي المثلانِ لوني وَلَونُها / كَما اِجتَمَعَ الضدّانِ قُربي وَبعدُهُ
وَلَكن حَوى راءً وَجيما حُروفُهُ / فَرَجَّيتُ أَن يَسخُو وَيَذهَبَ ضِدُّهُ
وَجاءَ كَما يُرجَى مِن الصَخر لينُهُ / وَمِن حَرِّ أَنفاسي وَقَلبي بَردُهُ
أُعَلِّلُ قَلبي بِالأَماني وَكَم صدٍ / رَأى الماءَ لَكن لَيسَ يُمكنُ وِردُهُ
فَحَسبيَ مِن وَصلٍ كَلامٌ وَنَظرَةٌ / وَذا غايَة الصَبِّ العَفيفِ وَقَصدُهُ
وَلَم أَرَ مِثلي كانَ أَكتَمَ لِلهَوى / صِيانَةُ حُبِّي إن يُدَنَّسَ بردُهُ
تَمَنَّيتُ تَقبيلَ الحَبيبِ فَجاءَني
تَمَنَّيتُ تَقبيلَ الحَبيبِ فَجاءَني / وَقَبَّلَني في النَومِ ثِنتَينِ في العَدِّ
فَيا طِيبَ ذاكَ اللثمِ عِندي وَبَردَهُ / عَلى كَيدٍ حَرّى تَذوبُ مِن الوَجدِ
وَإِني لَأَرجُو أَن أُقبِّلَ يَقظَةً / فَماً فيهِ شِيبَ الخَمر بِالمِسكِ وَالشهدِ
فَيَقضي ظَمآنٌ مِن الراحِ ريَّهُ / وَيَشهَدُ ثَغراً كَاللآليءِ في العِقدِ
أَقُول لأَصحابي أَلا ماء بارِدٌ
أَقُول لأَصحابي أَلا ماء بارِدٌ / فَقَد قَدَحَت في القَلبِ نارُ زِنادِ
فَجاءُوا بكُوزٍ أَحمَرِ اللَونِ قانيءٍ / وَحافاتُهُ مَطلِيَّةٌ بِسَوادِ
فَقُلتُ عُيونُ الكوزِ سُودٌ لذكرة / عُيون حَبيبٍ باخلٍ بِمِدادِ
وَما لَونُهُ إِلا يُشابه حُمرةً / بِوَجنَةِ مَولىً مالِكٍ لِقِيادِ
أَيا عَجَباً هَذا الجَمادُ محرِّكٌ / رَسيس الهَوى في قَلبِ أَهيمَ صادِ
أَراني مَتى أنظُر لِشَيءٍ أَجِد بِهِ / مشابهَ حسن في الحَبيبِ بِوادِ
يَلَذُّ لِقَلبِي ما يُريدُ حَبيبُهُ / دَوامُ سهادٍ وَالتزامُ وَسادِ
وَتركُ غِذاءٍ غَيرَ ذكرى حَبيبة / فَذاكَ إِلى أُخراه فَضلَةُ زادِ
أَيا ناصِرَ الدينِ اِنفَرَدت بِمَنشأٍ
أَيا ناصِرَ الدينِ اِنفَرَدت بِمَنشأٍ / مِن النَثرِ ما فيهِ انتِقادٌ لِناقِدِ
قَلائد عقيان تُحاكي وَإِنَّهُ / فَرائدُ ياقوتٍ لتلكَ القَلائِدِ
فَرائدُ لَو كانَت تجسَّدُ نُظِّمَت / عُقوداً لأَجيادِ الغَواني النَّواهِدِ
هُوَ الأَدَبُ الغَضُّ الجَنيُّ أَتَت بِهِ / قَريحَةُ فكرٍ واقِدٍ غَيرِ خامِدِ
شَفَعتَ بِها إِحسانَها فَكَأَنَّما / شَفَعتَ الدَراري بِالشُموسِ الخَوالِدِ
خَوالدُ لا تبلى عَلى الدَهرِ جِدَّةً / إِذا تُليَت جاءَت لَكُم بِالمَحامِدِ
سِوارٍ إِلى الآفاقِ يَزهى بِسَمعِها / ذوو النَثرِ مِن نقادِّنا وَالقَصائِدِ
غَدا شافِع في العلمِ وَالفَضلِ واحِداً / فَأَعظِم بِهِ مِن شافِعٍ فيهِ واحِدِ
تَصاوَنَ مَن أَهوى وَصَوني أَورَثا
تَصاوَنَ مَن أَهوى وَصَوني أَورَثا / لِقَلبِيَ ناراً كُلَّ وَقتٍ لَها وَقدُ
كَأَنّي ابنُ داودٍ شَهيدُ ابن جامِعٍ / أَو ابنُ كُليبٍ في هَوى أَسلمٍ يَعدُو
هُما أَظهَرا في الناسِ حُبَّيهِما مَعاً / وَحُبّي مَستورٌ لَدى الناسِ ما يَبدو
عَلى أَنَّني في الحُبِّ ثالِث ثَلاثة / تَوالى عَلَينا الشَوقُ وَالدَّمعُ وَالسُّهدُ
قَضى نَحبَهُ وَجداً وَشَوقاً كِلاهُما / وَضَمَّهُما مِن فَرطِ بَلواهما لَحدُ
فَإِن كُنتُ عَن صَحبي تَراخَت مَنيَّتي / فَحَسبي أَنّي في الوَرى الفَلكُ الفَردُ
وَرِثتُ لَذاذاتِ المحَبّاتِ كُلّها / فَماليَ فيها لا شريكٌ وَلا ضِدُّ
وَحُبّي يَدري أَنَّني صادِقُ الهَوى / كَتُومٌ وَمالي مِن هَوى حُسنِهِ بُدُّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025