المجموع : 11
رَمَيناكَ أَيّامَ الفِجارِ فَلَم تَزَل
رَمَيناكَ أَيّامَ الفِجارِ فَلَم تَزَل / حَمِيّاً فَمَن يَشرَب فَلَستَ بِشارِبِ
أَشاقَتكَ لَيلى في الخَليطِ المُجانِبِ
أَشاقَتكَ لَيلى في الخَليطِ المُجانِبِ / نَعَم فَرَشاشُ الدَمعِ في الصَدرِ غالِبي
بَكى إِثرَ مَن شَطَّت نَواهُ وَلَم يَقِف / لِحاجَةِ مَحزونٍ شَكا الحُبَّ ناصِبِ
لَدُن غُدوَةٍ حَتّى إِذا الشَمسُ عارَضَت / وراحَ لَهُ مِن هَمِّهِ كُلُّ عازِبِ
تَبَيَّن فَإِنَّ الحُبَّ يَعلَقُ مُدبِراً / قَديماً إِذا ما خُلَّةٌ لَم تُصاقِبِ
كَسَوتُ قُتودي عِرمِساً فَنَصَأتُها / تَخُبُّ عَلى مُستَهلِكاتٍ لَواحِبِ
تُباري مَطايا تَتَّقي بِعُيونِها / مَخافَةَ وَقعِ السَوطِ خوصَ الحَواجِبِ
إِذا غُيِّرَت أَحسابُ قَومٍ وَجَدتَنا / ذَوي نائِلٍ فيها كِرامَ المَضارِبِ
نُحامي عَلى أَحسابِنا بِتِلادِنا / لِمُفتَقِرٍ أَو سائِلِ الحَقِّ راغِبِ
وَأَعمى هَدَتهُ لِلسَبيلِ حُلومُنا / وَخَصمٍ أَقَمنا بَعدَ ما لَجَّ شاغِبِ
وَمُعتَرَكٍ ضَنكٍ تَرى المَوتَ وَسطَهُ / مَشَينا لَهُ مَشيَ الجِمالِ المَصاعِبِ
بِخُرسٍ تَرى الماذِيَّ فَوقَ جُلودِهِم / وَبيضاً نِقاءً مِثلَ لَونِ الكَواكِبِ
فَهُم جُسُرٌ تَحتَ الدُروعِ كَأَنَّهُم / أُسودٌ مَتى تُنضَ السُيوفُ تُضارِبِ
مَعاقِلُهُم في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ / مَعَ الصَبرِ مَنسوبُ السُيوفِ القَواضِبِ
فَخَرتُم بِجَمعٍ زارَكُم في دِيارِكُم / تَغَلغَلَ حَتّى دوفِعوا بِالرَواجِبِ
أَباحَ حُصوناً ثُمَّ صَعَّدَ يَبتَغي / مَظِنَّةَ حَيٍّ في قُرَيظَةَ هارِبِ
أَتاني الَّذي لا يَقدِرُ الناسُ قَدرَهُ
أَتاني الَّذي لا يَقدِرُ الناسُ قَدرَهُ / لِزَينَبَ فيهِم مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
وَإِخراجُها لَم يُخزَ فيها مُحَمَّدٌ / عَلى مَأقِطٍ وَبَينَنا عِطرُ مَنشِمِ
وَأَمسى أَبو سُفيانَ مِن حِلفِ ضَمضَمٍ / وَمِن حَربِنا في رَغمِ أَنفٍ وَمَندَمِ
قَرَنّا اِبنَهُ عَمراً وَمَولى يَمينِهِ / بِذي حَلَقٍ جَلدِ الصَلاصِلِ مُحكَمِ
فَأَقسَمتُ لا تَنفَكُّ مِنّا كَتائِبٌ / سُراةُ خَميسٍ في لُهامٍ مُسَوَّمِ
نَزوعُ قُرَيشَ الكُفرَ حَتّى نَعُلَّها / بِخاطِمَةٍ فَوقَ الأُنوفِ بِمَيسَمِ
نُنَزِّلُهُم أَكنافَ نَجدٍ وَنَخلَةٍ / وَإِن يُتهِموا بِالخَيلِ وَالرَجلِ نُتهِمِ
يَدَ الدَهرِ حَتّى لا يُعَوَّجَ سِربُنا / وَنُلحِقَهُم آثارَ عادٍ وَجُرهُمِ
وَيَندَمُ قَومٌ لَم يُطيعوا مُحَمَّداً / عَلى أَمرِهِم وَأَيُّ حينَ تَنَدُّمِ
فَأَبلِغ أَبا سُفيانَ إِمّا لَقيتَهُ / لَئِن أَنتَ لَم تُخلِص سُجوداً وَتُسلِمِ
فَأَبشِر بِخِزيٍ في الحَياةِ مُعَجَّلٍ / وَسِربالِ قارٍ خالِداً في جَهَنَّمِ
فَسِرنا إِلَيهِم كافَةً في رِحالِهِم
فَسِرنا إِلَيهِم كافَةً في رِحالِهِم / جَميعاً عَلَينا البيضُ لا نَتَخَشَّعُ
وَجِئنا إِلى مَوجٍ مِنَ البَحرِ زاخِرٍ / أَحابيشَ مِنهُم حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ
لَعَمري لَقَد حَكَّت رَحى الحَربِ بَعدَما
لَعَمري لَقَد حَكَّت رَحى الحَربِ بَعدَما / أَطارَت لُؤَيّاً قَبلُ شَرقاً وَمَغرِبا
بَقِيَّةَ آلِ الكاهِنَينِ وَعِزَّها / فَعادَ ذَليلاً بَعدَما كانَ أَغلَبا
فَطاحَ سَلامٌ وَاِبنُ سَعيَةَ عَنوَةً / وَقيدَ ذَليلاً لِلمَنايا اِبنُ أَخطَبا
وَأَجلَبَ يَبغي العِزَّ وَالذُلَّ يَبتَغي / خِلافُ يَدَيهِ ما جَنى حينَ أَجلَبا
كَتارِكِ سَهلِ الأَرضِ وَالحَزنُ هَمُّهُ / وَقَد كانَ ذا في الناسِ أَكدى وَأَصعَبا
وَشَأسٌ وَعَزّالٌ وَقَد صَلِيا بِها / وَما غُيِّبا عَن ذاكَ فيمَن تَغَيَّبا
وَعَوفُ بنُ سَلمى وَاِبنُ عَوفٍ كِلاهُما / وَكَعبٌ رَئيسُ القَومِ حانَ وَخُيِّبا
فَبُعداً وَسُحقاً لِلنَضيرِ وَمِثلُها / إِنُ اُعقِبَ فَتحٌ أَو إِنِ اللَهُ أَعقَبا
وَعَدنا أَبا سُفيانَ بَدراً فَلَم نَجِد
وَعَدنا أَبا سُفيانَ بَدراً فَلَم نَجِد / لِميعادِهِ صِدقاً وَما كانَ وافِيا
فَأُقسِمُ لَو وافَيتَنا فَلَقيتَنا / لَأُبتَ ذَميماً وَاِفتَقَدتَ المَوالِيا
تَرَكنا بِهِ أَوصالَ عُتبَةَ وَاِبنَهُ / وَعَمراً أَبا جَهلٍ تَرَكناهُ ثاوِيا
عَصَيتُم رَسولَ اللَهِ أُفٍّ لِدينِكُم / وَأَمرِكُمُ السَيءِ الَّذي كانَ غاوِيا
فَإِنّي وَإِن عَنَّفتُموني لَقائِلٌ / فِدىً لِرَسولِ اللَهِ أَهلي وَمالِيا
أَطَعناهُ لَم نَعدِلهُ فينا بِغَيرِهِ / شِهاباً لَنا في ظُلمَةِ اللَيلِ هادِيا
لَقَد ذاقَ حَسّانُ الَّذي هُوَ أَهلُهُ
لَقَد ذاقَ حَسّانُ الَّذي هُوَ أَهلُهُ / وَحَمنَةُ إِذ قالوا هَجيراً وَمِسطَحُ
تَعاطَوا بِرَجمِ الغَيبِ زَوجَ نَبِيِّهِم / وَسَخطَةَ ذي العَرشِ الكَريمِ فَأُترِحوا
وَآذَوا رَسولَ اللَهِ فيها فَجُلِّلوا / مَخازِيَ تَبقى عُمِّموها وَفُضِّحوا
وَصُبَّت عَلَيهِم مُحصَداتٌ كَأَنَّها / شَآبيبُ قَطرٍ مِن ذُرا المُزنِ تَسفَحُ
فَلَم أَرَ كَالإِسلامِ عِزّاً لِأُمَّةٍ
فَلَم أَرَ كَالإِسلامِ عِزّاً لِأُمَّةٍ / وَلا مِثلَ أَضيافِ الأَراشِيِّ مَعشَراً
نَبِيٌّ وَصِدّيقٌ وَفاروقُ أُمَّةٍ / وَخَيرُ بَني حَوّاءَ فَرعاً وَعُنصُرا
فَوافَوا لِميقاتٍ وَقَدرِ قَضِيَّةٍ / وَكانَ قَضاءُ اللَهِ قَدراً مُقَدَّرا
إِلى رَجُلٍ نَجدٍ يُباري بِجودِهِ / شُموسَ الضُحى جوداً وَمَجداً وَمَفخَرا
وَفارِسِ خَلقِ اللَهِ في كُلِّ غارَةٍ / إِذا لَبِسَ القَومُ الحَديدَ المُسَمَّرا
فَفَدّى وَحَيّا ثُمَّ أَدنى قِراهُمُ / فَلَم يَقرِهِم إِلّا سَميناً مُتَمَّرا
وَفينا رَسولُ اللَهِ يَتلو كِتابَهُ
وَفينا رَسولُ اللَهِ يَتلو كِتابَهُ / إِذا اِنشَقَّ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ
أَرانا الهُدى بَعدَ العَمى فَقُلوبُنا / بِهِ موقِناتٌ أَنَّ ما قالَ واقِعُ
يَبيتُ يُجافي جَنبَهُ عَن فِراشِهِ / إِذا اِستُثقِلَت بِالكافِرينَ المَضاجِعُ
وَأَعلَمُ عِلماً لَيسَ بِالظَنِّ أَنَّني / إِلى اللَهِ مَحشورٌ هُناكَ وَراجِعُ
شَهِدتُ بِإِذنِ اللَهِ أَنَّ مُحَمَّداً
شَهِدتُ بِإِذنِ اللَهِ أَنَّ مُحَمَّداً / رَسولُ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ مِن عَلُ
وَأَنَّ أَبا يَحيى وَيَحيى كِلَيهِما / لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ
وَأَنَّ الَّتي بِالجِزعِ مِن بَطنِ نَخلَةٍ / وَمَن دانَها فِلٌّ مِنَ الخَيرِ مَعزِلُ
وَأَنَّ الَّذي عادى اليَهودَ اِبنُ مَريَمٍ / رَسولٌ أَتى مِن عِندِ ذي العَرشِ مُرسَلُ
وَأَنَّ أَخا الأَحقافِ إِذ يَعذِلونَهُ / يُجاهِدُ في ذاتِ الإِلَهِ وَيَعدِلُ
بَدا لِيَ أَنّي لَستُ مُدرِكَ ما مَضى
بَدا لِيَ أَنّي لَستُ مُدرِكَ ما مَضى / وَلا سابِقٍ شَيئاً إِذا كانَ جائِيا