القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَريق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 7
هنيئاً لَكَ الإِقبَالُ واليُمنُ والنُّجحُ
هنيئاً لَكَ الإِقبَالُ واليُمنُ والنُّجحُ / لَقَد جَاءَ نَصرُ اللهِ إذ جئت وَالفَتحُ
قَضَى اللهُ أن تَسعَى لإِحيَاءِ دِينِهِ / فَتَفعَل مَا لا يَفعَلُ السَّيفُ والرُّمحُ
وَقدّرَ أن تُبلَى عَلَى مَشهد الوَرَى / سَريرَتُكَ الفُضلَى وَآراؤُكَ السُّجحُ
وَأن يَتَقَاضَى مَوضِعَ النَّصرِ فِي العِدَا / حَفِيظٌ عَلَى الإِسلامِ مُؤتَمَنٌ سَمحُ
فَوَفّقَ مَا تَنوِي وَسَدّدَ مَا تَرَى / وَيَسَّر مَا تَأتي وقَرَّبَ مَا تَنحُو
أرادَكُمُ أَدفُونشُ بالغَدرِ قادحاً / زِنَادَ هِياجٍ لَم يُعِنهُ بِهَا القَدحُ
وَأبدَى بِبِيضِ الهِندِ بَيضَةَ مُلكِهِ / فَمُزِّق عَنها القَيضُ واستُرِطَ المُحًُّ
أتَى في جُموع الرُّومِ تَنوِي بِزَعمِهَا / لأندَلُسٍ كَسحاً فَكانَ بِهَا الكَسحُ
بِمَا كَالحَصَى عَدّاً وَكَالشُّهبِ عِدَّةً / تَضَاءَلَ عَنهَا السَّهبُ وَالوَهدُ والسَّفحُ
أطَلَّ عَلَيهِم نَاصِرُ الدِّينِ فَانثَنَوا / وَبَأوُهُمُ صُغرٌ وَزأرُهُمُ نَبّحُ
وَخَرَّت جِبَالٌ مِنهُمُ صَدَمُوا بِهَا / عَزيمَتَهُ نَطحاً فَأَرداهُمُ النَّطحُ
فَقُل لِعَمِيدِ الشِّركِ هَل نُصِرَ العِدَا / وَهَل حَلّت البُشرَى وَهَل عَظُمَ المَنحُ
وَهَل أُدرِكَ الثّأرُ المُنِيمُ لَدَيكُمُ / وَهَل رُدَّت النُّعمَى وَهَل أُسِيَ الجَرحُ
أَلَم يَلتَئِم مِن فورِهِ ذَلِكَ الثَّأَى / أَلَم يَندَمِل مِن حِينِهِ ذَلكَ القَرحُ
كَتَبتَ سُطورَ الظِّنِّ فِي مهرَقِ العَرَا / فَخَانَكَ مِنهَا مَا تُقِرُّ وَمَا تَمحُو
ولاقَيتَ مِن دُونِ الأَمَانِي خَلِيفَةً / بدِيهَتُه وَحيٌ وَعَزمَتُهُ لَمحُ
ألا إنَّهُ المَلكُ الَّذِي لَم يَسِر إِلَى / مَدَى أمَلٍ إلاّ وَسَايَرَهُ النُّجحُ
يُقَاتِلُ عَنهُ الطَّمُّ والرِّمّ مَن عَصَى / وَيَغزُو لَهُ فِي المُلتَقَى الرِّيحُ والضِّحُّ
وَقَد عَرَّفتَكَ الحَربُ قَدرَكَ عِندَهُ / ولا جِدَّ مِن بَعدِ العِيَانِ ولا مَزحُ
فَكَيفَ تَرَى بَعدَ اعتِرَافٍ وخِبرَةٍ / أهَيجَاؤُهُ أشهَى إلَيكَ أمِ الصُّلحُ
وَلَمّا رَأيتَ الأُسدَ تَأوِي مِنَ القَنَا / إِلَى أُجُمٍ لا الضَّالُ مِنهَا ولا الطَّلحُ
فَرَرتَ وجِنحُ اللَّيلِ دِرعٌ مُفاضَةٌ / عَلَيكَ وأوقَى جُنَّةِ الهَارِبِ الجِنحُ
وَخَلَّوكَ لا شُحاً عَلَيكَ مِنَ الرَّدَى / وَلَكِن عَلَى أرماقِ خَيلِهِمُ شَحوا
فَصِرتَ طِرِيداً لِلخلافَةِ لائِذاً / تَضِيقُ بِكَ الدُّنيا وَيَذعَرُكَ الصُّبحُ
بِأدنَى رَذَاذٍ مِن غُيُومِ انتِقَامِهِم / غَرِقتَ فَمَا يُدرِيكَ وَيحَكَ إن سَحّوا
فَإن رَشَحَت مِن بَعدِهَا لَكَ بَلَّةٌ / مِنَ العَيشِ لَم يَنجَع بِهِ ذَلِكَ الرَّشحُ
أقَمتُم عَلَى أمصَارِهِ سوقَ فِتنَةٍ / فكَانَ عَلَيكُم خُسرُهَا وَلَهُ الرِّبحُ
وَأطغَاكُمُ ظِلُّ الهُدُونِ وَبَردُهُ / فأَدَّبَكُم حَرُّ المَعَارِكِ وَاللَّفحُ
وَهِجتُم لِكَي تُنحُوا عَلَى الثَّغرِ هَيجَةً / فَنَاحَ صَدَى أروَاحِكُم قَبلَ أَن تُنحُوا
غَزَاكُم أمِيرُ المُؤمِنِينَ بِعَسكَرٍ / يُشيِّعُهُ نَصرٌ وَيقدُمُهُ فَتحُ
وَفِي حَشوِهِ نَبعٌ لِوَابِلِ نَبلِهِ / عَلَى الرُّومِ فِي الظّلماءِ نقعُ الوَغَى سَحّ
تَمَشّى عَلَى أَعقَابِها الخَيلُ خَشيَةً / لَهَا فَكَأَنّ الرَّكضَ فِي جَنبِهَا كَبحُ
وبِيضٍ جَلاهَا الصَّقلُ حَتَّى تَشَابَهَت / فَلَم يَستَبِن لِلعَينِ حَدٌّ ولا صَفحُ
فَأمسَى نَثِيرُ السَّردِ عَن سَبَرَاتِهَا / عَلَى الأَرضِ مَفضوضاً كَمَا بُدّد المِلحُ
وسُمرٍ كِثِيرٍ في الدّماءِ وُرُودُهَا / وَلَكِن بِهَا مِن شُربِهَا ظَمَأ بَرحُ
فَكانَ لَهَا فِي الأَربِعَاءِ مَرارة / مِنَ الدّم ريٌّ بالأَسِنّةِ لا تَضحو
وشدّت إلَيهَا الخًَيلُ وَهي مُشيحَةٌ / فَصُدَّت وَمِن وَقعِ الرِّمَاحِ بِهَا رمحُ
فقلّص آل الشِّركِ ذيلَ غُرورِهِ / وَسَيلُ الجِيَادِ المُحضَرات بِهِ يَدحُو
وَغَارَت نُجُومُ الكُفرِ شَرَّ مُغارِها / أمَامَ شُعَاعِ الشَّمسِ لَمّا بَدَا الصُّبحُ
وَيوشِكُ إِن أَبصَرتَهُ عِندَ لَمحِها / يُجَلّي دُجَى ظَلمَائِها ذَلِكَ اللّمحُ
وَلَكِنّها تَعمَى القُلُوبُ فلا تَرَى / وَتَسكُنُ أفهَامُ النُّفوسِ فلا تصحُو
فَيَا قُبحَ هَاتِيكَ المَصَارِعِ بِالفلا / وَيَا حُسنَ مَا سَنّى لَنَا ذَلِكَ اللّمحُ
فإن عُدتُمُ لِلحَرب عَادَت لِشَأنِهَا / تَعَضُّكُمُ بِالبُؤسِ أنيَابُهَا القُلحُ
وَحَسبُكُمُ مَا طَلَّقَت مِن نِسَائِهَا / طلاقَ بَتَاتٍ سَنّهُ السَّيفُ وَالرُّمحُ
فَشَابَت نَوَاصِيهَا وَجَفّت لِبَانُهَا / حذاراً فَما فِي ثَدي مُرضِعَةٍ نَشحُ
تَوَجَّعُ نَوحاً أَو تَصُكُّ مَحَاجِراً / فَأوجُهُهَا حُمرٌ وَأصوَاتُهَا بُحُّ
فَخَافُوا أمِينَ اللهِ فِي السِّلمِ وَالوَغَى / وَنحّوا بَقايَا الغَدرِ عَن صَوبِهِ نَحّوا
فَمَا لَكُمُ عَن بَذلِ طَاعَتِهِ غِنى / ولا لَكُمُ فِي بَحرِ سَطوَتِهِ سَبحُ
مَنَاسِكُ دِينِ الحَقِّ وَاضِحَةٌ بِهِ / فلا نُسكُ حَقٍّ فِي سِوَاه ولا ذِبحُ
وَأعيَادُ هَذَا الفَتحِ بَاهِرَةٌ فَلا / شَعانِينُ دَيرٍ بَعدَهُنّ ولا فَصحُ
ألا أيُّهَا الوَفدُ ادخُلُوا حَضرَةَ الرِّضَى / تَفِض لَكُمُ النُّعمَى وَيغمُرُكُم مَنحُ
فَحَيُّوا إِمَاماً مِن خَلائِقِهِ الحِجَى / وَمِن عَادِهِ الإِحسَانُ وَالحِلمُ وَالصَّفحُ
خَلِيفَة صِدقٍ أنجَبَتهُ خَلائِفٌ / لِمِسكِ ثَناهُم كُلَّمَا ذُكِرُوا نَفحُ
أنَارَت بِهِ الآفَاقُ بِشراًُ وَنَوَّرَت / فَأمسَوا بِهَا فِي النّورِ وَالنُّورُ أوضحُ
فَدَامَت لَهُ النَّعمَاءُ شامِلَةً بِهِ / ولا بَرِحَت تَنحو المَقَادِيرُ مَا يَنحُو
فَلَولا نُهاهُ لَم يَكُن لِلوَرَى نُهىً / وَلَولا هُدَاهُ لَم يَفُز لِلهُدَى قِدحُ
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى / وَعًصرَ الشّبابِ الغَضِّ أكرِم بِهِ عَصرَا
سَحَاباً يدِرّ المَاءَ في مَحلِ رَوضِهَا / وَيُنبِتُ فِي أَغصَانِهَا الوَرَقَ الخُضرَا
وَجَادَ أَصِيلاً بالقصيبَة لَم يُضَف / إِلَى حُسنِهِ عَيبٌ سِوَى أنَّهُ مَرّا
إِذِ الشَّمسُ تَحكِينِي وَتَحكِي مُعَذِّبي / بِما احمَرَّ مِنهَا لِلغُرُوبِ وَمَا اصفَرّا
وراحَةُ مَن أهوَى وبَارِقُ ثَغرِهِ / وَلَحظَتُهُ الوَطفَاءُ تَمزِج لِي خَمرَا
فَقَامَت بِهِ حَولِي سقاةٌ كَثِيرَةٌ / مُنَى كُلِّ ساقٍ أن أمِيدَ لَهُ سُكرَا
فَلَم أدرِ مِمَّا كنت أُسقَى هَل الهَوَى / شَرِبتُ أمِ الصَّهبَاءَ صِرفاً أمِ السِّحرَا
سلامٌ عَلَى ذَاكَ الأَصِيلِ وَطِيبِهِ / يُرَدَّدُ مَا مَرَّ الأصِيلُ وَمَا مَرَّا
وَلَم أَدخُل الحَمّامَ سَاعَةَ بَينِهِم
وَلَم أَدخُل الحَمّامَ سَاعَةَ بَينِهِم / طلابَ نَعِيمٍ قَد رَضِيتُ بِيُوسِي
وَلكِن لِتَجرِي دَمعَتِي مُطمَئِنَّةً / فأبكِي ولا يَدرِي بِذَاكَ جَلِيسي
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ / ودار كزعم العادلات مذيق
وَهَبكَ التَمَست الطَّيفَ مِن السُّها / أرَدّاهُ غَيمٌ أم جلاهُ شُروقُ
وَمَن ذَا يُجَارِي الشُّهبَ فِي حَلَبَاتِهَا / إذا حَثّها نَحوَ المَغِيبِ خَفوقُ
لَقَد سَاقَ نَحوِي كُلّ سُهدٍ وَلَوعَةٍ / بُرَيقٌ إلَى ثَغرِ الحَبِيبِ يَشوقُ
سرَى بَعد وخطِ الشَّيبِ في لِمّةِ الدُّجَى / يُخَضّبُ فَودَ اللَّيلِ مِنهُ خَلُوقًُ
جَفَا وَصَفا فَاعتَزّ واكتنّ لَاعِباً / كَمَا نَبَضَت تَحتَ البَنانِ عُرُوقُ
وَجَالَ عَلَى مِسكِ الظّلامِ عَبِيرُهُ / كَمَا ذَابَ فَوقَ الآبنوسِ عقيقُ
أَامرِي بِهِ طَرفِي مَحَلٌ مَدامِعِي / وَلا غَروَ أَن تَمرِي الغَمَامَ بُرُوقُ
وََإنِّي بِشَيمِ البَرقِ مِن جَانِبِ الحِمَى / وشمّ الصّبا مِن حَرِّه لَخَلِيقُ
ذَكَرتُ بِهِ الأحبًابًَ إذ أنَا يَافِعٌ / وإذ غُصُنِي لَدنُ الفُرُوعِ وَرِيقُ
وَإِذا أنًا مَغرورٌ عَلَى الجَهلِ فِي الهَوَى / وَشَأوُ ارتِكَاضِي في النََّشَاطِ عَمِيقُ
وَإِذ هِمَّتِي تُثنَى إلى غَيرِ هَمِّها / وَلا أنا مأخُوذٌ عَلَيَّ طَرِيقُ
ولا شَيءَ إلا مَا أُرِيدُ وَأشتَهِي / ولا عَائِقٌ مِن دُونِ ذَاكَ يَعُوقُ
فَجُوزيَ خَيراً من زمَانٍ مَضَى بِهِ / أخٌ لِوِصَالِ الغَانِيَاتِ شَقِيقُ
فَإن أنَأ لَم أُتبِعهُ لَهفاً وَعَبرَةً / فَمَأ تِلك إلا جَفوَةٌ وَعُقُوقُ
وَإِني لِمَاءِ اللّهوِ والزَّهوِ وَالصِّبَا / وَمَاءِ شُؤُونِي بَعدَه لَمُرِيقُ
فَوجدِي بِهِ كاسمِي عَلِيٌّ زَفِيرُه / وَجَدِّيَ مِن نَعتِ الفُؤَادِ حَرِيقُ
وَأحسَنُ مِن ذِكرَى شَبَاب طَوَيتُهُ / ثَناءٌ بآفاقِ البلادِ طَلِيقُ
تَخُبّ بِهِ تَحتَ الرُّوَأةِ نََائِبٌ / عَلِيهنَّ من دُر الكلام وُسُوق
تَسيرُ بِهِ شَرقاً وَغَربا فَدَأبُهَا / رَحيلٌ وَنَصٌّ دَائِم وَخَِفيقُ
أحَيّي بهِ مِن وَجهِ يوسُفَ قِبلَةً / أحنُّ إلَى استِقبالِها وَأتوقُ
يُصلِّي إلَى مِحرَابِهَا الأمَلُ الَّذِي / بِهِ ألمٌ من غَيرِها فيُفِيقُ
مَحيّاًَ يُعِيدُ اللَّيلَ أبيَضَ ناصِحاًَ / وَتَبدُو لَهُ شَمسُ الضُّحَى فَيَفُوقُ
مَطِلٌّ عَلَى نيقِ العلا لم يًَزل لَهُ / بِكُلِّ فِجاجٍِ المعلًُواتِ طَرِيقُ
إِذَا صالَ أو سارَ انتِقاماً وَعَزمَةً / تَجَرّدَ صَمصامٌ وَصالَ فَنيقُ
يُسدِّدُ مِن آرائهِ سَهمَ فِطنَةٍ / لَهُ من رَمَايا المُشكلاتِ مُرُوقُ
تَطيرُ بِهِ حِين البهديهَةِ قُذّةٌ / وَيَحفِزه بَعدَ الرَّوِيَّةِ فُوقُ
وَمهمَا يَغص معنًى دقيقٌ يحيلُه / عَلَيه افتِكَارٌ فِي الغُيُومِ دَقيقُ
وَوَكّلَ بالأيام من فَضلِ سَيبِهِ / نَدىً لِفُتوقِ النّائباتِ رَتُوقُ
ظَنَنّا بِهِ من كَثرة البذلِ أنّنا / لَنا إرثُ مالٍ عِندًَهُ وحُقوقُ
عَمِيدٌ عَمِيدٌ بالمَحامِدِ والعُلَى / وَمُغرىً ببنتِ المَكرُمَات مَشُوقُ
مَنَزِلُهُ وَقفٌ عَلَى الزَّدِ والقِرى / يَحُلُّ فَرِيقٌ إِذ يَسِيرُ فِريقُ
فدونَكَها بِكراً مُوَفّىً صَدَاقُهَا / بِعُذرَتِها دونَ الأنامِ حَقِيقُ
لَهَا إمرَة عندَ الكلامِ مُطاعَةٌ / وَمُنتَسَبٌ يَومَ القَرِيضِ عَرِيقُ
فَهَنَّأكَ الأَعياد مَن زادَ حُسنَها / بِوَجهِك مَا وَالَى الظَّلامَ شُرُوقُ
فَما أَخفَقَت لِلسَّفرِ نَحوَكَ رِحلَةٌ / وَلا كَسَدَت لِلحَمدِ عِندَك سوقُ
أَعِلُّوا نَسيم الرِّيحِ ثم اِبعَثوا به
أَعِلُّوا نَسيم الرِّيحِ ثم اِبعَثوا به / إِلَيَّ فقد يَشفي العَليلَ عليل
سَأرمِي بِنَبلِي ذائِدا عن حِمَى نُبلِي
سَأرمِي بِنَبلِي ذائِدا عن حِمَى نُبلِي / وَأغتَرُّ حَظِّي بالغُرَيرِيَّةِ الفُتلِ
قَدِيراً علَى نَيلِ الأَمَانِيِّ عَنوَةً / إِذا لَم تُنِلنيهَأ اللَّيالي على رِسلِ
إذا سَأَلَت مِنِّي القَبَائِلُ نِسبَةً / كَتَبتُ لَها أصلِي عَلَى ظُبَتَي نَصلِي
تُعَزِّزُ نَفسِي هِمَّةٌ نَشَأت مَعِي / فَلَن تُبتَغَى بَعدِي وَلا وُجِدَت قَبلِي
وَفي زَمَنٍ أغضَى لِيَخبُرَ أهلَهُ / فَأكسَبَهُ الإِغضَاءُ ضَرباً مِنَ الخَبلِ
وَأصبحَتِ الأعجَازُ فِي غَفلاتِهِ / هَوَادِيَ والهَامَاتُ يُوطَأنَ بِالنَّعلِ
وَعُدَّ النَّدَى تَبذِيرَ مَالٍ عَلَى الفَتَى / وَخَوضُ الوَغَى رَأياً بَعِيداً مَنَ العَقلِ
ولا تُشتَرَى اليومَ السُّيوفُ لِقَطعِهَا / وَلَكِن لِحُسنِ الحَليِ أو رَونَقِ الصَّّقلِ
ولا تُوهَبُ المَدَّاحُ عَن حُرِّ مَدحِهَا / وَلَكن عَلَى قَدرِ الفُكَاهَةِ وَالهَزلِ
فَلَولا ابنُ عَبدِ اللهِ مَا لاحَ لِلنّدَى / جَبِينٌ وَلا اقتَادَ السَّمَاحُ مِنَ البُخلِ
وَولا أبُو عَبدِ الإلاهِ بنُ سَبرَةٍ / لأضحَى نِجَارُ المَجدِ مُنقَطِعَ النَّسلِ
وَلولا أيادِيهِ المُبَدِّدُ شَملَهَا / نَداهُ لَكَانَ الجُودُ مُفتَرِقَ الشَّملِ
وَمَا كُنتُ لَولا أَنتَ إلا مُزَمِّماً / رَكَابِي مُثٍِيراً عَن بَلنسِيَةٍ رَحلِي
وُمستَبدِلاً أهلاً سِوَاهَا وَمَنزِلاً / وَإِن كَانَ فِيهَا مَنزِلي وَبِهَا أهلِي
فَأمرُكَ لِي بِالمُكثِ فِيهَا إقَامَةٌ / وَصَلتُ بِهَا أهلِي وَصُنتُ بِهَا إبلِي
فلمّا رأونا باديا ركباتنا
فلمّا رأونا باديا ركباتنا / على موطنٍ لا يخلط الجد بالهزل
تولّوا وخوف الطعن يلوء رؤوسهم / كما ولّت الأورى تحيد من النّبل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025