المجموع : 7
هنيئاً لَكَ الإِقبَالُ واليُمنُ والنُّجحُ
هنيئاً لَكَ الإِقبَالُ واليُمنُ والنُّجحُ / لَقَد جَاءَ نَصرُ اللهِ إذ جئت وَالفَتحُ
قَضَى اللهُ أن تَسعَى لإِحيَاءِ دِينِهِ / فَتَفعَل مَا لا يَفعَلُ السَّيفُ والرُّمحُ
وَقدّرَ أن تُبلَى عَلَى مَشهد الوَرَى / سَريرَتُكَ الفُضلَى وَآراؤُكَ السُّجحُ
وَأن يَتَقَاضَى مَوضِعَ النَّصرِ فِي العِدَا / حَفِيظٌ عَلَى الإِسلامِ مُؤتَمَنٌ سَمحُ
فَوَفّقَ مَا تَنوِي وَسَدّدَ مَا تَرَى / وَيَسَّر مَا تَأتي وقَرَّبَ مَا تَنحُو
أرادَكُمُ أَدفُونشُ بالغَدرِ قادحاً / زِنَادَ هِياجٍ لَم يُعِنهُ بِهَا القَدحُ
وَأبدَى بِبِيضِ الهِندِ بَيضَةَ مُلكِهِ / فَمُزِّق عَنها القَيضُ واستُرِطَ المُحًُّ
أتَى في جُموع الرُّومِ تَنوِي بِزَعمِهَا / لأندَلُسٍ كَسحاً فَكانَ بِهَا الكَسحُ
بِمَا كَالحَصَى عَدّاً وَكَالشُّهبِ عِدَّةً / تَضَاءَلَ عَنهَا السَّهبُ وَالوَهدُ والسَّفحُ
أطَلَّ عَلَيهِم نَاصِرُ الدِّينِ فَانثَنَوا / وَبَأوُهُمُ صُغرٌ وَزأرُهُمُ نَبّحُ
وَخَرَّت جِبَالٌ مِنهُمُ صَدَمُوا بِهَا / عَزيمَتَهُ نَطحاً فَأَرداهُمُ النَّطحُ
فَقُل لِعَمِيدِ الشِّركِ هَل نُصِرَ العِدَا / وَهَل حَلّت البُشرَى وَهَل عَظُمَ المَنحُ
وَهَل أُدرِكَ الثّأرُ المُنِيمُ لَدَيكُمُ / وَهَل رُدَّت النُّعمَى وَهَل أُسِيَ الجَرحُ
أَلَم يَلتَئِم مِن فورِهِ ذَلِكَ الثَّأَى / أَلَم يَندَمِل مِن حِينِهِ ذَلكَ القَرحُ
كَتَبتَ سُطورَ الظِّنِّ فِي مهرَقِ العَرَا / فَخَانَكَ مِنهَا مَا تُقِرُّ وَمَا تَمحُو
ولاقَيتَ مِن دُونِ الأَمَانِي خَلِيفَةً / بدِيهَتُه وَحيٌ وَعَزمَتُهُ لَمحُ
ألا إنَّهُ المَلكُ الَّذِي لَم يَسِر إِلَى / مَدَى أمَلٍ إلاّ وَسَايَرَهُ النُّجحُ
يُقَاتِلُ عَنهُ الطَّمُّ والرِّمّ مَن عَصَى / وَيَغزُو لَهُ فِي المُلتَقَى الرِّيحُ والضِّحُّ
وَقَد عَرَّفتَكَ الحَربُ قَدرَكَ عِندَهُ / ولا جِدَّ مِن بَعدِ العِيَانِ ولا مَزحُ
فَكَيفَ تَرَى بَعدَ اعتِرَافٍ وخِبرَةٍ / أهَيجَاؤُهُ أشهَى إلَيكَ أمِ الصُّلحُ
وَلَمّا رَأيتَ الأُسدَ تَأوِي مِنَ القَنَا / إِلَى أُجُمٍ لا الضَّالُ مِنهَا ولا الطَّلحُ
فَرَرتَ وجِنحُ اللَّيلِ دِرعٌ مُفاضَةٌ / عَلَيكَ وأوقَى جُنَّةِ الهَارِبِ الجِنحُ
وَخَلَّوكَ لا شُحاً عَلَيكَ مِنَ الرَّدَى / وَلَكِن عَلَى أرماقِ خَيلِهِمُ شَحوا
فَصِرتَ طِرِيداً لِلخلافَةِ لائِذاً / تَضِيقُ بِكَ الدُّنيا وَيَذعَرُكَ الصُّبحُ
بِأدنَى رَذَاذٍ مِن غُيُومِ انتِقَامِهِم / غَرِقتَ فَمَا يُدرِيكَ وَيحَكَ إن سَحّوا
فَإن رَشَحَت مِن بَعدِهَا لَكَ بَلَّةٌ / مِنَ العَيشِ لَم يَنجَع بِهِ ذَلِكَ الرَّشحُ
أقَمتُم عَلَى أمصَارِهِ سوقَ فِتنَةٍ / فكَانَ عَلَيكُم خُسرُهَا وَلَهُ الرِّبحُ
وَأطغَاكُمُ ظِلُّ الهُدُونِ وَبَردُهُ / فأَدَّبَكُم حَرُّ المَعَارِكِ وَاللَّفحُ
وَهِجتُم لِكَي تُنحُوا عَلَى الثَّغرِ هَيجَةً / فَنَاحَ صَدَى أروَاحِكُم قَبلَ أَن تُنحُوا
غَزَاكُم أمِيرُ المُؤمِنِينَ بِعَسكَرٍ / يُشيِّعُهُ نَصرٌ وَيقدُمُهُ فَتحُ
وَفِي حَشوِهِ نَبعٌ لِوَابِلِ نَبلِهِ / عَلَى الرُّومِ فِي الظّلماءِ نقعُ الوَغَى سَحّ
تَمَشّى عَلَى أَعقَابِها الخَيلُ خَشيَةً / لَهَا فَكَأَنّ الرَّكضَ فِي جَنبِهَا كَبحُ
وبِيضٍ جَلاهَا الصَّقلُ حَتَّى تَشَابَهَت / فَلَم يَستَبِن لِلعَينِ حَدٌّ ولا صَفحُ
فَأمسَى نَثِيرُ السَّردِ عَن سَبَرَاتِهَا / عَلَى الأَرضِ مَفضوضاً كَمَا بُدّد المِلحُ
وسُمرٍ كِثِيرٍ في الدّماءِ وُرُودُهَا / وَلَكِن بِهَا مِن شُربِهَا ظَمَأ بَرحُ
فَكانَ لَهَا فِي الأَربِعَاءِ مَرارة / مِنَ الدّم ريٌّ بالأَسِنّةِ لا تَضحو
وشدّت إلَيهَا الخًَيلُ وَهي مُشيحَةٌ / فَصُدَّت وَمِن وَقعِ الرِّمَاحِ بِهَا رمحُ
فقلّص آل الشِّركِ ذيلَ غُرورِهِ / وَسَيلُ الجِيَادِ المُحضَرات بِهِ يَدحُو
وَغَارَت نُجُومُ الكُفرِ شَرَّ مُغارِها / أمَامَ شُعَاعِ الشَّمسِ لَمّا بَدَا الصُّبحُ
وَيوشِكُ إِن أَبصَرتَهُ عِندَ لَمحِها / يُجَلّي دُجَى ظَلمَائِها ذَلِكَ اللّمحُ
وَلَكِنّها تَعمَى القُلُوبُ فلا تَرَى / وَتَسكُنُ أفهَامُ النُّفوسِ فلا تصحُو
فَيَا قُبحَ هَاتِيكَ المَصَارِعِ بِالفلا / وَيَا حُسنَ مَا سَنّى لَنَا ذَلِكَ اللّمحُ
فإن عُدتُمُ لِلحَرب عَادَت لِشَأنِهَا / تَعَضُّكُمُ بِالبُؤسِ أنيَابُهَا القُلحُ
وَحَسبُكُمُ مَا طَلَّقَت مِن نِسَائِهَا / طلاقَ بَتَاتٍ سَنّهُ السَّيفُ وَالرُّمحُ
فَشَابَت نَوَاصِيهَا وَجَفّت لِبَانُهَا / حذاراً فَما فِي ثَدي مُرضِعَةٍ نَشحُ
تَوَجَّعُ نَوحاً أَو تَصُكُّ مَحَاجِراً / فَأوجُهُهَا حُمرٌ وَأصوَاتُهَا بُحُّ
فَخَافُوا أمِينَ اللهِ فِي السِّلمِ وَالوَغَى / وَنحّوا بَقايَا الغَدرِ عَن صَوبِهِ نَحّوا
فَمَا لَكُمُ عَن بَذلِ طَاعَتِهِ غِنى / ولا لَكُمُ فِي بَحرِ سَطوَتِهِ سَبحُ
مَنَاسِكُ دِينِ الحَقِّ وَاضِحَةٌ بِهِ / فلا نُسكُ حَقٍّ فِي سِوَاه ولا ذِبحُ
وَأعيَادُ هَذَا الفَتحِ بَاهِرَةٌ فَلا / شَعانِينُ دَيرٍ بَعدَهُنّ ولا فَصحُ
ألا أيُّهَا الوَفدُ ادخُلُوا حَضرَةَ الرِّضَى / تَفِض لَكُمُ النُّعمَى وَيغمُرُكُم مَنحُ
فَحَيُّوا إِمَاماً مِن خَلائِقِهِ الحِجَى / وَمِن عَادِهِ الإِحسَانُ وَالحِلمُ وَالصَّفحُ
خَلِيفَة صِدقٍ أنجَبَتهُ خَلائِفٌ / لِمِسكِ ثَناهُم كُلَّمَا ذُكِرُوا نَفحُ
أنَارَت بِهِ الآفَاقُ بِشراًُ وَنَوَّرَت / فَأمسَوا بِهَا فِي النّورِ وَالنُّورُ أوضحُ
فَدَامَت لَهُ النَّعمَاءُ شامِلَةً بِهِ / ولا بَرِحَت تَنحو المَقَادِيرُ مَا يَنحُو
فَلَولا نُهاهُ لَم يَكُن لِلوَرَى نُهىً / وَلَولا هُدَاهُ لَم يَفُز لِلهُدَى قِدحُ
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى / وَعًصرَ الشّبابِ الغَضِّ أكرِم بِهِ عَصرَا
سَحَاباً يدِرّ المَاءَ في مَحلِ رَوضِهَا / وَيُنبِتُ فِي أَغصَانِهَا الوَرَقَ الخُضرَا
وَجَادَ أَصِيلاً بالقصيبَة لَم يُضَف / إِلَى حُسنِهِ عَيبٌ سِوَى أنَّهُ مَرّا
إِذِ الشَّمسُ تَحكِينِي وَتَحكِي مُعَذِّبي / بِما احمَرَّ مِنهَا لِلغُرُوبِ وَمَا اصفَرّا
وراحَةُ مَن أهوَى وبَارِقُ ثَغرِهِ / وَلَحظَتُهُ الوَطفَاءُ تَمزِج لِي خَمرَا
فَقَامَت بِهِ حَولِي سقاةٌ كَثِيرَةٌ / مُنَى كُلِّ ساقٍ أن أمِيدَ لَهُ سُكرَا
فَلَم أدرِ مِمَّا كنت أُسقَى هَل الهَوَى / شَرِبتُ أمِ الصَّهبَاءَ صِرفاً أمِ السِّحرَا
سلامٌ عَلَى ذَاكَ الأَصِيلِ وَطِيبِهِ / يُرَدَّدُ مَا مَرَّ الأصِيلُ وَمَا مَرَّا
وَلَم أَدخُل الحَمّامَ سَاعَةَ بَينِهِم
وَلَم أَدخُل الحَمّامَ سَاعَةَ بَينِهِم / طلابَ نَعِيمٍ قَد رَضِيتُ بِيُوسِي
وَلكِن لِتَجرِي دَمعَتِي مُطمَئِنَّةً / فأبكِي ولا يَدرِي بِذَاكَ جَلِيسي
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ / ودار كزعم العادلات مذيق
وَهَبكَ التَمَست الطَّيفَ مِن السُّها / أرَدّاهُ غَيمٌ أم جلاهُ شُروقُ
وَمَن ذَا يُجَارِي الشُّهبَ فِي حَلَبَاتِهَا / إذا حَثّها نَحوَ المَغِيبِ خَفوقُ
لَقَد سَاقَ نَحوِي كُلّ سُهدٍ وَلَوعَةٍ / بُرَيقٌ إلَى ثَغرِ الحَبِيبِ يَشوقُ
سرَى بَعد وخطِ الشَّيبِ في لِمّةِ الدُّجَى / يُخَضّبُ فَودَ اللَّيلِ مِنهُ خَلُوقًُ
جَفَا وَصَفا فَاعتَزّ واكتنّ لَاعِباً / كَمَا نَبَضَت تَحتَ البَنانِ عُرُوقُ
وَجَالَ عَلَى مِسكِ الظّلامِ عَبِيرُهُ / كَمَا ذَابَ فَوقَ الآبنوسِ عقيقُ
أَامرِي بِهِ طَرفِي مَحَلٌ مَدامِعِي / وَلا غَروَ أَن تَمرِي الغَمَامَ بُرُوقُ
وََإنِّي بِشَيمِ البَرقِ مِن جَانِبِ الحِمَى / وشمّ الصّبا مِن حَرِّه لَخَلِيقُ
ذَكَرتُ بِهِ الأحبًابًَ إذ أنَا يَافِعٌ / وإذ غُصُنِي لَدنُ الفُرُوعِ وَرِيقُ
وَإِذا أنًا مَغرورٌ عَلَى الجَهلِ فِي الهَوَى / وَشَأوُ ارتِكَاضِي في النََّشَاطِ عَمِيقُ
وَإِذ هِمَّتِي تُثنَى إلى غَيرِ هَمِّها / وَلا أنا مأخُوذٌ عَلَيَّ طَرِيقُ
ولا شَيءَ إلا مَا أُرِيدُ وَأشتَهِي / ولا عَائِقٌ مِن دُونِ ذَاكَ يَعُوقُ
فَجُوزيَ خَيراً من زمَانٍ مَضَى بِهِ / أخٌ لِوِصَالِ الغَانِيَاتِ شَقِيقُ
فَإن أنَأ لَم أُتبِعهُ لَهفاً وَعَبرَةً / فَمَأ تِلك إلا جَفوَةٌ وَعُقُوقُ
وَإِني لِمَاءِ اللّهوِ والزَّهوِ وَالصِّبَا / وَمَاءِ شُؤُونِي بَعدَه لَمُرِيقُ
فَوجدِي بِهِ كاسمِي عَلِيٌّ زَفِيرُه / وَجَدِّيَ مِن نَعتِ الفُؤَادِ حَرِيقُ
وَأحسَنُ مِن ذِكرَى شَبَاب طَوَيتُهُ / ثَناءٌ بآفاقِ البلادِ طَلِيقُ
تَخُبّ بِهِ تَحتَ الرُّوَأةِ نََائِبٌ / عَلِيهنَّ من دُر الكلام وُسُوق
تَسيرُ بِهِ شَرقاً وَغَربا فَدَأبُهَا / رَحيلٌ وَنَصٌّ دَائِم وَخَِفيقُ
أحَيّي بهِ مِن وَجهِ يوسُفَ قِبلَةً / أحنُّ إلَى استِقبالِها وَأتوقُ
يُصلِّي إلَى مِحرَابِهَا الأمَلُ الَّذِي / بِهِ ألمٌ من غَيرِها فيُفِيقُ
مَحيّاًَ يُعِيدُ اللَّيلَ أبيَضَ ناصِحاًَ / وَتَبدُو لَهُ شَمسُ الضُّحَى فَيَفُوقُ
مَطِلٌّ عَلَى نيقِ العلا لم يًَزل لَهُ / بِكُلِّ فِجاجٍِ المعلًُواتِ طَرِيقُ
إِذَا صالَ أو سارَ انتِقاماً وَعَزمَةً / تَجَرّدَ صَمصامٌ وَصالَ فَنيقُ
يُسدِّدُ مِن آرائهِ سَهمَ فِطنَةٍ / لَهُ من رَمَايا المُشكلاتِ مُرُوقُ
تَطيرُ بِهِ حِين البهديهَةِ قُذّةٌ / وَيَحفِزه بَعدَ الرَّوِيَّةِ فُوقُ
وَمهمَا يَغص معنًى دقيقٌ يحيلُه / عَلَيه افتِكَارٌ فِي الغُيُومِ دَقيقُ
وَوَكّلَ بالأيام من فَضلِ سَيبِهِ / نَدىً لِفُتوقِ النّائباتِ رَتُوقُ
ظَنَنّا بِهِ من كَثرة البذلِ أنّنا / لَنا إرثُ مالٍ عِندًَهُ وحُقوقُ
عَمِيدٌ عَمِيدٌ بالمَحامِدِ والعُلَى / وَمُغرىً ببنتِ المَكرُمَات مَشُوقُ
مَنَزِلُهُ وَقفٌ عَلَى الزَّدِ والقِرى / يَحُلُّ فَرِيقٌ إِذ يَسِيرُ فِريقُ
فدونَكَها بِكراً مُوَفّىً صَدَاقُهَا / بِعُذرَتِها دونَ الأنامِ حَقِيقُ
لَهَا إمرَة عندَ الكلامِ مُطاعَةٌ / وَمُنتَسَبٌ يَومَ القَرِيضِ عَرِيقُ
فَهَنَّأكَ الأَعياد مَن زادَ حُسنَها / بِوَجهِك مَا وَالَى الظَّلامَ شُرُوقُ
فَما أَخفَقَت لِلسَّفرِ نَحوَكَ رِحلَةٌ / وَلا كَسَدَت لِلحَمدِ عِندَك سوقُ
أَعِلُّوا نَسيم الرِّيحِ ثم اِبعَثوا به
أَعِلُّوا نَسيم الرِّيحِ ثم اِبعَثوا به / إِلَيَّ فقد يَشفي العَليلَ عليل
سَأرمِي بِنَبلِي ذائِدا عن حِمَى نُبلِي
سَأرمِي بِنَبلِي ذائِدا عن حِمَى نُبلِي / وَأغتَرُّ حَظِّي بالغُرَيرِيَّةِ الفُتلِ
قَدِيراً علَى نَيلِ الأَمَانِيِّ عَنوَةً / إِذا لَم تُنِلنيهَأ اللَّيالي على رِسلِ
إذا سَأَلَت مِنِّي القَبَائِلُ نِسبَةً / كَتَبتُ لَها أصلِي عَلَى ظُبَتَي نَصلِي
تُعَزِّزُ نَفسِي هِمَّةٌ نَشَأت مَعِي / فَلَن تُبتَغَى بَعدِي وَلا وُجِدَت قَبلِي
وَفي زَمَنٍ أغضَى لِيَخبُرَ أهلَهُ / فَأكسَبَهُ الإِغضَاءُ ضَرباً مِنَ الخَبلِ
وَأصبحَتِ الأعجَازُ فِي غَفلاتِهِ / هَوَادِيَ والهَامَاتُ يُوطَأنَ بِالنَّعلِ
وَعُدَّ النَّدَى تَبذِيرَ مَالٍ عَلَى الفَتَى / وَخَوضُ الوَغَى رَأياً بَعِيداً مَنَ العَقلِ
ولا تُشتَرَى اليومَ السُّيوفُ لِقَطعِهَا / وَلَكِن لِحُسنِ الحَليِ أو رَونَقِ الصَّّقلِ
ولا تُوهَبُ المَدَّاحُ عَن حُرِّ مَدحِهَا / وَلَكن عَلَى قَدرِ الفُكَاهَةِ وَالهَزلِ
فَلَولا ابنُ عَبدِ اللهِ مَا لاحَ لِلنّدَى / جَبِينٌ وَلا اقتَادَ السَّمَاحُ مِنَ البُخلِ
وَولا أبُو عَبدِ الإلاهِ بنُ سَبرَةٍ / لأضحَى نِجَارُ المَجدِ مُنقَطِعَ النَّسلِ
وَلولا أيادِيهِ المُبَدِّدُ شَملَهَا / نَداهُ لَكَانَ الجُودُ مُفتَرِقَ الشَّملِ
وَمَا كُنتُ لَولا أَنتَ إلا مُزَمِّماً / رَكَابِي مُثٍِيراً عَن بَلنسِيَةٍ رَحلِي
وُمستَبدِلاً أهلاً سِوَاهَا وَمَنزِلاً / وَإِن كَانَ فِيهَا مَنزِلي وَبِهَا أهلِي
فَأمرُكَ لِي بِالمُكثِ فِيهَا إقَامَةٌ / وَصَلتُ بِهَا أهلِي وَصُنتُ بِهَا إبلِي
فلمّا رأونا باديا ركباتنا
فلمّا رأونا باديا ركباتنا / على موطنٍ لا يخلط الجد بالهزل
تولّوا وخوف الطعن يلوء رؤوسهم / كما ولّت الأورى تحيد من النّبل