القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دَقِيق العِيد الكل
المجموع : 15
ذروا فِي السُّرى نحو الجناب الممنَّعِ
ذروا فِي السُّرى نحو الجناب الممنَّعِ / لذيذَ الكرى واجفُو لَهُ كل مضجع
وأهدوا إِذَا جئتم إِلَى خير مرْبع / تحيةَ مضنىً هائم القلبِ موجَع
سريع إِلَى دَاعِ الصَّبابة طيِّعٍ /
يَقُومُ بِأحْكامِ الهَوى ويُقيمها / فكمْ ليلة قَدْ نازلتُه هُمُومُهَا
فسَامَرَها حَتَّى تَوَلَّتْ نجومُها / لَهُ فِكرةٌ فيمَنْ يُحبُّ نديمها
وطَرْفٌ إِلَى اللقيا كثير التَّطَلع /
وكمْ ذَاقَ فِي أحوَالِه طَعم محنة / وكمْ عاذَ مِنهُ من مواقف فِتنة
وكمْ أنَّةِ يأتي بِهَا بَعْد أَنَّةٍ / تَنِمُّ عَلَى سر لَهُ فِي أكِنَّة
وَتُخْبِرُ عَنْ قلْب لَهُ مُتقَطع /
نعَى صَبْرَهُ شَوْقٌ أقَامَ ملازِماً / وحبٌّ يحاشى أن يطيعَ اللوائما
وجفنٌ ترى أَنْ لا يرى الدهر نائماً / وعقلٌ ثَوَى فِي سكرة الحب دائما
وأقسَمَ أن لا يَسْتَفِيقَ وَلا يَعِي /
أقامَ عَلَى بُعْد المزَار مُتَيَّماً / وَأَبْكاهُ برقٌ بالحجازِ تَبَسَّما
وشوَّقه أحبابَهُ نَظَرُ الحمى / دَعُوهُ لأمْر دُونَه تَقْطر الدما
فَيَا وَيْحَ نَفْس الصب من مَا لَهُ دُعِي /
لَهُ عندَ ذكر المُنْحَنا سَفْحُ عبرة / وبين الرجا والخوف موقفُ عِبرة
فَحِيناً يُوافِيهِ النعيمُ بنَظْرة / وحيناً ترى فِي قَلبِهِ نار حسرة
يَجِيء إِلَيْهِ الموْت منْ كل مَوْضع /
سَلامٌ عَلَى صَفْو الحَيَاة وطِيبِهَا / إِذَا لَمْ تفز عيني بِلُقْيا حَبيبِها
ولم تحظَ من إِقبالِه بِنَصِيبِها / ولا استعطفتهُ عَبرتِي بِصَبِيبِها
وَلا وَقَعَتْ شَكْوَايَ مِنه بمَوْقِع /
مُوَكِّلَ طَرْفي بِالسُّهاد الْمُؤرّق / وَمُجْرِىَ دَمْعِي كَالحيا المتدفِّق
وملهبَ وَجدٍ فِي فؤادي مُحَرق / بِعينَيْك مَا يَلْقَى الفؤَادُ وَمَا لَقِي
وعِنْدَكَ مَا تَحوي وتُخْفِيهِ أَضْلُعِي /
أضرتْ بي البلوى وذو الحب مبتلى / يعالجُ دَاءً بَيْنَ جنبيه مُعْضلا
ويُثْقِلُه مِنْ وَجْده مَا تحملا / وتبعثه الشكوى فيَشْتَاقُ منزلا
بِهِ يَتَلَقَّى رَاحَةَ الْمُتَوَدع /
مقر الَّذِي دلَّ الأنام بشرْعِه / عَلَى أصل دين الله حقّاً وَفرعِه
بِهِ انضم شمل الدين من بعد صدعه / لَنَا مذْهبُ العشاق فِي قصْدِ رَبعه
نُقيمُ بِهِ رَسْمَ البُكَا والتَّضَرع /
تحلُّ بِهِ الأنوارُ مِلءَ رحَابِه / ومستودَعُ الأسرار عِند صحَابِه
هِدايةُ من يحتارُ تأميل بَابِه / وتشريف منْ يختارُ قَصْدَ جنابِه
بِتَقْبِيلِه وَجْهَ الثَّرى المتَضوع /
أقامَ لَنَا شرْعَ الهدَى وَمَنارَهُ / وَأَلْبَسَنَا ثَوْبَ التقَى وشِعارَهُ
وجَنَّبَنا جورَ العَمَى وَعِثَارَهُ / سَقَى اللهُ عَهْدَ الهاشِمِيّ ودارهُ
سَحَاباً من الرضْوَان لَيْسَ بِمقلَعِ /
بني العز للتوحيد من بعد هدِّهِ / وأَوْجَبَ ذُلَّ المُشركينَ بِجِده
عزيزٌ قضَى رَبُّ السَّماءِ بسعده / وأيَّدَهُ عِنْدَ اللقاء بِجُنْده
فأَوْرَدَهُ لِلنَّصرِ أعْذَبَ مَشرَع /
أقُولُ لِرَكْبٍ سَائِرينَ لِيثْرب / ظَفرْتُم بتَقْريب النَّبي المقَرَّب
فَبُثوا إِلَيْهِ كُلَّ شَكْوَى ومتعب / وَقُصُّوا عَلَيْهِ كُلَّ سُؤلٍ وَمَطْلَب
فَأَنْتُم بِمِرءى للرَّسُول ومَسْمع /
ستحمون فِي مغناهُ خير حماية / وتكفوْنَ مَا تخشوْنَ أيَّ كفاية
وتبدو لكمْ منْ مجده كل آيَة / فَحلوا من التعظيمِ أبْعَدَ غَايَةِ
فَحَق رَسُول الله آكَدُ مَا رُعى /
أما والذي آتاهُ مَجْداً مُؤَثَّلاً / لقد كَانَ كهفاً للعفاة ومعقلاً
يبوِّئهمْ ستراً منَ الحِلم مسْبِلا / ويمطرهم غيثاً من الجود مُسبَلا
وَينزعُ فِي إِكرامِه كُلَّ منزعِ /
تَعِبْنا بِعيش مَا هَنا فِي وروده / وضرٍّ ثَقيل الوطء فِيهِ شَديده
فَرُحْنا إِلَى رَب النَّدى وعَمِيده / ولما قَصَدْناهُ وَثِقْنا بِجُوده
وَلَمْ نَخشَ رَيْبَ الحَادث المُتوقَّع /
لَقَدْ شرَّفَ الدُّنْيا قدومُ محمد / وألْقى بِهَا أنوارَ حقٍّ مُؤَيَّدِ
تَزينُ بِهِ وُرَّاثه كلَّ مَشْهَد / فَهُمْ بَيْنَ هَاد للأنامِ ومهتدِ
وَمَنْبِتُ أَصْل فِي الهُدَى ومُفَرِّع /
سَلاَمٌ عَلَى منْ شرَّفَ اللهُ قَدْرَهُ / سَلامَ مُحِب عمَّر الدهر سِرَّه
لَهُ مطلبٌ أفنى تَمَنيه عُمرَه / وحَاجَات نفس لا تجاوز صدره
أعَدَّ لَهَا جَاه الشَّفِيعِ الْمشَفَّعِ /
تمنيت أن الشَّيبَ عاجَلَ لِمَّتي
تمنيت أن الشَّيبَ عاجَلَ لِمَّتي / وَقَرَّبَ مني فِي صبَاي مَزَارَهُ
لآخُذَ منْ عصر الشباب نشاطَهُ / وآخذَ منْ عصر المشيب وَقَارَهُ
لعمري لقدْ قاسيتُ بالفقر شدة
لعمري لقدْ قاسيتُ بالفقر شدة / وَقعتُ بِهَا فِي حَيْرة وَشَتات
فإنْ بحتُ بالشكوى هتكتُ مروءَتي / وإِنْ لن أبحْ بالصَّبْر خفْتُ مَمَاتي
فأعظِمْ بِهِ مِنْ نَازل بِمُلِمَّة / يُزيلُ حَيائي أَوْ يُزيلُ حَيَاتي
أأحبابَ قلبي والذينَ بذكرهم
أأحبابَ قلبي والذينَ بذكرهم / وتَرْدَاده طولَ الزَّمان تَعَلقي
لئنْ غابَ عنْ عيني بديع جمالكم / وجارَ عَلَى الأبدَان حُكْمُ التفرُّقِ
فما ضرنا بعدُ المسَافة بَيْنَنَا / سَرائرنا تسري إليكمُ فَنَلْتَقِي
أتيتك والآمال تسري إِلَى مدى
أتيتك والآمال تسري إِلَى مدى / بعيد أراه باصطناعك يقربُ
وَقَدْ شنع الأعداء أنَّ مطالِبي / ترُدُّ عَلَى أعقابِها وهي حُبَّبُ
وَمَا تركوا مِنْ حُجَّة أَوْ أتوْا بِهَا / عَلَى أَنَّني مَا لي بِبَحرك مَشرَبُ
وَوالله لا صدَّقتُ أنكَ تُرْتَجَى / لِدَفْع مُلِمٍّ حَادث فَتُجنَّبُ
إذَا كنت فِي نجد وطيب نسيمها
إذَا كنت فِي نجد وطيب نسيمها / تذكرت أهلي باللوى فمحيجر
وإن كنت فيهم ذبت شوقاً ولوعة / إِلَى ساكني نجدٍ وعيل تصبّري
وَقَدْ طال مَا بَيْنَ الفرقين قصتي / فمن لي بنجد بَيْنَ أهلي ومعشري
سَرَيْنا وَلَمْ يُظْهِرْ لنا الغيم بارقاً
سَرَيْنا وَلَمْ يُظْهِرْ لنا الغيم بارقاً / ولا كوكباً نُهْدَى بِهِ فَنَسِيرُ
فقال صحَابي قَدْ هلكنا فقلتُ لا / هلاكَ علينا والدليلُ بصيرُ
أفكر فِي حالي وقرب منيتي
أفكر فِي حالي وقرب منيتي / وسيري حثيثاً فِي مصيري إِلَى القبرِ
فينشئ لي فكري سحائبَ للأسى / تَسِح هُموماً دونَهَا وابلُ القَطْرَ
إِلَى الله أشكو مِن وجودي فإنني / تعبت بِهِ مذ كنت فِي مبدأ العمر
تروح وتغدو للمنايا فجائعٌ / تكدره والموت خاتمةَ الأمر
تجاوزت حدّ الأكثرينَ إِلَى العلاَ
تجاوزت حدّ الأكثرينَ إِلَى العلاَ / وسافرتُ واستبقيتُهُمْ فِي المعاوز
وخضت بحاراً لَيْسَ يُعْرَفُ قدرها / وألقيتُ نفسي فِي فسيح المفاوز
ولجَّجتُ فِي الأفكار ثُمَّ تراجع اخ / تياري إِلَى استحسان دين العجائز
يقولون لي هلا نهضت إلى العلا
يقولون لي هلا نهضت إلى العلا / فما لذَّ عيش الصابر المتقنع
و هلا شددت العيس حتى تُحِلَّهَا / بمصر إلى ظلِ الجناب المرَفَّع
ففيها من الأعيان من فيض كفه / إذا شاء روّى سَيْلُهُ كل بلقع
و فيها قضاةٌ ليس يَخْفَى عليهمُ / تعيَّنُ كون العلمِ غيرَ مُضيع
و فيها شيوخُ الدين و الفضل و الألى / يشيرُ إليهمْ بالعلا كل اصْبُع
و فيها و فيها و المهانةُ ذلةٌ / فقم واسْع و اقصدْ باب رزقك و اقرع
فقلت نعم أسعى إذا شئتُ أن أرى / ذليلا مُهانا مستخفا بموضعي
و أسعى إذا ما لذ لي طول موقفي / على باب محجوب اللقاء ممنَّع
و أسعى إذا كان النفاقُ طريقتي / أروح و أغدو في ثياب التَصنُّع
وأسعى إذَا لَمْ يبق فيَّ بقية / أراعي بِهَا حق التقَى والتورع
فكم بَيْنَ أرباب الصدور مجالس / تشب بِهَا نار الغضا بَيْنَ أضلعي
وكم بَيْنَ أرباب العلوم وأهلها / إذَا بحثوا فِي المشكلات بمجمع
مناظرة تحمي النفوسَ فتنتهي / وَقَدْ شرعوا فِيهَا إِلَى شر مشرع
إِلَى السفه المزْري بمنصب أهله / أَوْ الصمت عن حق هناكَ مُضيَّع
فإما تَوخّى مسلك الدين والنهى / وإما تَلقَّى غصةَ المتجرع
ألا أن نبت الكرم أغلى مهرَها
ألا أن نبت الكرم أغلى مهرَها / فيا خُسرَ من أضحى لذلك باذلا
تُزَوَّجُ بالعقل المكرَّم عاجلاً / وبالنار والغسلين والمهْلِ آجلاَ
ومستعبدٍ قلبَ المحب وطرفَه
ومستعبدٍ قلبَ المحب وطرفَه / بسلطان حُسْنٍ لا ينازَعُ فِي الحكمِ
متين التقى عف الضمير عن الخنا / دقيق حواشي الطرف والحسِ والفهم
يناولني مسواكه فأظنه / تحيل فِي رشفي الرضاب بلا إثم
تجادل أرباب الفضائل إذ رأوا
تجادل أرباب الفضائل إذ رأوا / بضاعتهم موكوسة الحظ فِي الثمنْ
وقالوا عرضناها فلم نلف طالباً / ولا من لَهُ فِي مثلها نظر حسنْ
وَلَمْ يبق إِلاَّ رفضها وإطراحُها / فقلت لهم لا تعجلوا السوقُ باليمنْ
وقائلة مات الكرام فمن لنا
وقائلة مات الكرام فمن لنا / إذَا عضنا الدهر الشديد بنابِه
فقلت لَهَا من كَانَ غاية قصده / سؤالاً لمخلوق فليس بنابِه
لئن مات من يرجى فمعطيهمُ الَّذِي / يرجونه باق فلوذي ببابه
لقد بَعُدَتْ ليلى وعز وصالها
لقد بَعُدَتْ ليلى وعز وصالها / كما عز بَيْنَ العالمين مثالَها
فمن لي بنوق لا تزال تمدها / قواها ولا يدنو إليّ كلالها
ولكنها جسم يذوب وصبره / يحول وأرواح يخاف زوالها
لعمري لقد كلفتها فِي مسيرها / بلوغ مدى قَدْ قلّ فِيهِ احتمالها
وتسألني رفقاً بِهَا وبضعفها / ولو خفّ من شوقي أجبت سؤالها
وللعيش آمالٌ بليلى تعلقت / أخاف المنايا قبل كوني أنا لَهَا
يقرب لي وصلها حسن لطفها / ويبعدها استغناؤها ودلالها
وأني لأرضى اليوم بعد تشوقي / إلى أن أراها أن يزور خيالها
فبادر إِلَى نجد ولُذْ بنسيمها / وبرد جناها ثُمَّ طيب ظلالها
وفاح نسيم الروض حَتَّى تعطرت / رباك بريَّاه وريقُ جمالها
وغنت لَكَ الأطيار من كل جانب / فأطرب أهل الحي منها مآلها
فلا تبخلي أن ترسلي لي نسمة / تُبِلُّ عَلَيْكَ الشوق مني بلالها
فيا حبذا برق فِي أراضي مسرة / ونفحة ريح من هناك انتقالها
عقَدَّتْ عَلَى حبي لذكرك عقدة / عسير عَلَى مر الزمان انحلالها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025