المجموع : 4
وإني لاهوى ذكركم غير أنني
وإني لاهوى ذكركم غير أنني / اغار عليكم من مسامع جلاسي
عرفتُ بكم دهراً وللعبد حرمة / فلا تتركوني موحشاً إيناسي
أصبحت ممن كنت مستأنساً / به لخبث الدهر مستوحشا
ما ينقصني يوم ولا ليلة / إلا بأحوال تمض الحشا
أسكان هذا الحي من آل مالك
أسكان هذا الحي من آل مالك / مسالمة ما بيننا وجميل
ألم تعدونا أن تزوروا تكرماً / فما بال ميعاد الوصال يطول
وحلتم عن الوعد الجميل ملالة / وأنتم على نقض العهود نزول
إذا قيل من تهوونه صار حَانثا / بعهدكم ماذا هناك يقول
وإنا لنستبقى المودة والهوى / شهيد لنا إذ ليس عنه نزول
ولا تحسبوا العتبى عليكم توجعاً / فيطمع واش أو يلج عذول
رضينا رضينا أن نبيح نفوسنا / وما عاشق منا بذاك بخيلُ
وما منكم بد على كل حالة / وإن كان فيكم هاجر وملول
كذاك الهوى هذا حبيب معزز / وهذا محب في هواه ذليل
ووجد وشوق وارتياح ولوعة / وهجر وسقم دائم ونحول
دواعي الهوى محتومة فاصطبر لها / وإن جار بين أوجفاك خليل
علمنا بوشك البين أول خاله / وما حضرتنا للوداع عقول
إذا ما طمعنا أن تقر ديارهم / تداركهم بعد الرحيل رحيل
أتزعم ليلى أنني لا أحبها
أتزعم ليلى أنني لا أحبها / وأني لما ألقاه غير حمول
فلا ووقوفي بين ألوية الهوى / وعصيان قلبي للهوى وعذولي
لو انتظمتني بين أسهم الهجر كلها / لكنت على الايام غير ملول
ولست أبالي إذ تعلقت حبها / أفاضت دموعي أم أضر نحولي
وما عبثي بالنوم إلا تعللا / عسى الطيف منها أن يكون رسولي
تريد الهوى صِرفاً من الضُّرِّ والبَلْوَى
تريد الهوى صِرفاً من الضُّرِّ والبَلْوَى / لعمرك ما هذِي قضيَّة مَن يَهوَى
إذا لم يكن طَرفُ المحبِّ مُسَهَّداً / وأَدْمُعُهُ تَجْرِي فهذا هو الدعوى
ولا حبَّ إلا أن ترى كُلْفَةَ الهوى / أَلذَّ من المنِّ المنزِّل والسَّلْوَى
وحتى ترى القلب القريحَ من الهوى / يمانعه الصبرُ الجميل من السَّلْوَى
رَعَى اللهُ من أَعطى المحبةَ حَقَّها / وإن لم يكن فيها من الأَمر ما يقْوَى