القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 6
أعيدي إلى المضنى وإنْ بَعُد المدى
أعيدي إلى المضنى وإنْ بَعُد المدى / بُلَهْنِيَةَ العيشِ الذي كان أرغْدا
تبارك هذا الوجهُ ما أوْضَحَ السَّنى / وما أطيبَ المفْتَرَّ والمتورِّدا
فقدتكِ فقْدانَ الصبا وهل امرؤٌ / توَّلى صِباه اليومَ يرجعه غدا
فقدتكِ لكنِّي فقدتُ ثلاثةً / سواك فؤادي والأمانيَّ والهدى
وأبقيتِ لي غيرَ القنوط ثلاثةً / هواك وسقمي الحنينَ المؤَّيدا
أيا وادي الرمان لا طِبْتَ وادياً / إذا هي لم تنعم بظلِّك سرمدا
ويا وادي الرمان لا ساغ طعمُهُ / إذاً أنا لم أْمدُدْ لذاك الجنى يدا
ويا وادي الرمان واهاً وعندهم / حرامٌ على المحزون أنْ يتنهَّدا
كأنيَ لم أنزلْ دياركَ مرة / ولم ألقَ في أهليك حباً ولا ندى
ولم تَسقني كأسَ المدام حبيبةٌ / وردتُ ثناياها مع الكأسِ موردا
ولم تُوحِ لي شعراً ولا قمتُ منشداً / ولم يَرْوِ شعري عندليبُكَ منشدا
أخي وحبيبي كنتُ أرجوكَ مسعداً / يسامحك الرّحمن لم تَكُ مسعدا
ألم ترني في مصر أطلب شافياً / وراعك إشفائي على هوَّة الردى
ألم ترني في مضجعي متقلّباً / أُقَلَّبُ في الأفلاك طرفاً مُسهَّدا
ومن عجبٍ أنَّا شبيهان في الهوى / بِمنْ أنت تهوى هل أطَقتَ تجّلدا
أَغمدان ما يُبكيكَ يا كَعبةَ الهُدى
أَغمدان ما يُبكيكَ يا كَعبةَ الهُدى / وَفيم الأَسى يا هَيكل الفَضلِ وَالنَدى
عذرتُكَ لَو أَصبَحتَ وَحدَكَ مُبتلىً / أَغمدان صَبراً لَست بِالخَطب أَوحَدا
لَئن ماتَ يا غَمدان جبرٌ فَشدَّما / أَعدَّ رِجالاً للحياةِ وَجنّدا
أَتَبكي عَلى جَبر وَحَولك جنده / عَزاؤك فيمن راحَ حَولك وَاِغتَدى
لِبانيك روحٌ ما يَزال يمدُّهُم / وَظلُّك مَمدود عَلى الدَهرِ سرمدا
وَيا مَن رَأى أَركانَكَ الشمَّ في الرُبى / تَبَوّأنَ مِن جَناتِ لبنان مقعدا
حنوتَ عَلى أُمِّ اللُغات فَصُنتَها / وَكُنتُ لَها الصرحَ المَنيعَ الممرَّدا
وَكانَ لَها جبرٌ أَميناً وَحامياً / إِذا ما بَغى الباغي عَلَيها أَو اِعتَدى
وَللعلم في لُبنان شيدت مَعاهِدٌ / فَلَم تبقِ أَيدي الجَهلِ مِنهن مَعهَدا
وَأَقبحُ مِما قَد جَنَوهُ اِعتذارهم / فَقالوا يَضيعُ المالُ في رفعِها سُدى
وَقَد زَعموها تُنفِدُ المالَ كَثرةً / فَهَل ترَكوا مالاً هُناكَ فَينفدا
مَصابيحُ إِن هم أَطفَأوها فَإِنَّها / حَباحبُ شؤمٍ كَم أَضلّت مَن اِهتَدى
وَما لَهفي إِلّا عَلى ساعَةٍ بِها / صدقنا العدا لا باركَ اللَهُ في العِدا
فَكَم مِن يَدٍ بَيضاءَ للعَرب عِندَهُم / وَمن لكَ بِالحَرّ الَّذي يَحفظ اليَدا
لَئن خلّفوا لُبنان يخبط في الدُجى / فَغمدان يا لُبنان ما اِنفَكَّ فَرَقَدا
طَريقُ الرَدى مَهما يَطل يَلقه الرَدى / قَصيراً وَإِن يَوعُر يَجِدهُ ممهدا
وَمَوت الفَتى تَحني الثمانون ظَهرَه / كَمَوت الفَتى في ميعةِ العُمر أَمرَدا
حَياتك يا إِنسان شَتّى ضروبها / تَحيط بِها شَتى ضُروب مِن الرَدى
وَما قَهَرَ المَوتَ القَويَّ سِوى امرئٍ / يَخلِّفُ بَينَ الناس ذكراً مخلّدا
يخلّف طيبَ الذكر لا كَالَّذي قَضى / وَخلّف وَعداً في فَلسطين أَنكَدا
فَأَبكى بِهِ قَوماً وَأَضحك أُمة / أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَهيمَ تَشَرُّدا
وَلَكنَّ خَيرَ الناسِ مِن كَفَّ شَرَّه / عَن الناس أَو أَغنى الحَياةَ وَأَسعَدا
كَجَبرٍ وَعبد اللَه طابَ ثَراهُما / وَلا زالَ فَوّاح الشَذى ريِّق النَدى
عَلى خَير ما نَرجوه كانَ كِلاهُما / جِهاداً وَإِسعاداً وَغَيباً وَمَشهَدا
وَهاما هياماً في هَوى مَضرية / كَما اِنقَطَعا دَهراً لَها وَتَجَرَّدا
فَكَم نَشَرا مِن ذَلِكَ الحُسن ما اِنطَوى / وَكَم آيةٍ في ذَلِكَ السحر جَدَّدا
بَلاغَتها اِفتنّت بجبرٍ وَآثرت / فَصاحتها البُستانَ ظلاً وَموردا
إِذا لُغَةٌ عَزَّت وَلَو ضيم أَهلها / فَقَد أَوشَك اِستقلالهم أَن يَوطّدا
لجبرٍ يَدٌ عِندي تَأَلَّقُ كَالضُحى / وَقَلَّ لَها شكراً رثائيكَ مُنشِدا
غَشيتك في دارٍ بِبَيروت لِلنَدى / وَلِلأَدب العالي فِناءً وَمُنتَدى
وَحفَّ ذَويكَ البشرُ مِن كُلِ جانِبٍ / وَبَينَ أَسارير الوُجوه تَرَدَّدا
وَآنستَ بي مِن فَيض نورك لَمحةً / فَأَعليتَ مِن شَأني مَعيناً وَمرشدا
لَقَد كُنتَ بي بَرّاً فيا بِرَّ والدٍ / توسّمَ خَيراً في ابنه فَتَعَهّدا
وَيا حسرتا أَضحي بِنعماكَ نائِحاً / وَكُنتُ بِها مِن قبل حينٍ مغرِّدا
عَجبتُ لَها مِن همةٍ كانَ مُنتَهى / حَياتك فيها حافِلاً مثلَ مبتدا
فَيا لُغتي تيهي بجبرٍ عَلى اللُغى / وَيا وَطَني ردِّد بآثاره الصَدى
تعلقها قلبي ولم أدْرِ ما اسْمُها
تعلقها قلبي ولم أدْرِ ما اسْمُها / وفي عيْنها ما بي وما سمعتْ باسمي
وما كان الاّ في الطريقِ لقاونا / ولحظٌ كباقي الناس يرْمي ولا يُصمي
أَما عجبٌ والأرضُ مَلأى بمثلها / هُيامي بها دونَ الحسانِ على رغمي
وما بالُها لم تحمل الوجْدَ والهوى / لغيري لهُ روحي ولمْ يعدُهُ جسمي
أراها فلم أملِكْ تَهالُك واهنٍ / بجنبيَّ مسلوبِ الجراءَ ةِ والعزم
فيخطفُ لوْني فرطُ ما أنا واجدٌ / بها وبما يُلقى هواها على وهمي
يُخيَّلُ لي أني دنوتُ فأعرضتْ / فاصرفُ وجهي مثقل الصدر بالغمَ
ظننتُ بها سوءاً ولم تجنِ بعدما / يُظنُّ به ما أشبه الظنّ بالإثمِ
ويُعربُ عن سِرِّ الضُّلوعِ شحوبُها / إذا ما تلاقينا فبئْسَ إذنْ زَعْمي
وأُقسِمُ لو حدثتها وتكشَّفتْ / سرائِرنا ما شَذَّ عن همِّها همي
هوى ألّفَتْ شتَّى القلوبِ يمينُه / وكْم قَطعَتْ يُسراهُ مِن صِلةِ الرَّحمِ
إذا كان في دنيا الهوى مثلما أرى / فأيُّ عجيبٍ في هوى العُمي والصمِّ
بني هاشم بين المَنايا وَبَينَكُم
بني هاشم بين المَنايا وَبَينَكُم / تُراثٌ وَما تَغفو المَنايا عَن الوِترِ
مَضَت بِأَبي الأَشبالِ يَستشهد الوَغى / وَراياته فيها عَلى دول الغَدرِ
وَما نكّبَت عَن شاكر بَعد فَيصَلٍ / وَغالَت عَلياً وَاللواعج في الصَدرِ
مَقامات إقيالٍ تَغيب شُموسها / وَغارات أَبطال تُرَدّ عَن النَصرِ
بَني هاشم لا أَخمَدَت جَمراتِكُم / وَلا أَغمدت أَسيافَكُم نوبُ الدَهرِ
بِأَوجهكم تَنفضُّ حالِكَة الدُجى / وَأَيمانَكُم تَرفضُّ مجفلةُ القطرِ
وَنيطت بِعَبد اللَه آمالُ أُمَّةٍ / وَفي ظلّ غازي عَودُ أَيامِها الغرِّ
أرى عدداً في الشؤم لا كثلاثةٍ
أرى عدداً في الشؤم لا كثلاثةٍ / وعشر ولكن فاقَه في المصائبِ
هو الأَلفُ لم تعرف فلسطينُ ضربةً / أشدَّ وأنكى منه يوماً لضاربِ
يهاجر ألفٌ ثم ألفٌ مهرباً / ويدخل ألفٌ سائحاً غير آيبِ
وألف جوازٍ ثم ألف وسيلةٍ / لتسهيل ما يلقونه من مصاعبِ
وفي البحر آلافٌ كأنَّ عبابَه / وأمواَجه مشحونةٌ في المراكبِ
بني وطني هل يقظةٌ بعد رقدةٍ / وهل من شعاعٍ بين تلك الغياهب
فو الله ما أدري ولليأس هبةٌ / أُنادي أميناً أم أهيب براغبِ
يقولون في بيروت أنتم بنعمةٍ
يقولون في بيروت أنتم بنعمةٍ / تبيعونهم تُرْباً فيعطونكم تبرا
شقيقتنا مهلاً متى كان نعمةً / هلاكُ أُلوف الناس في واحدٍ أثرى
وباذلُ هذا المال يعلم أنَّه / يسِّلم باليمنى إلى يده اليسرى
على أنها أوطاننا ما كنوزُهم / وأمواُلهم حتى تُساوَى بها قَدْرا
ولو كان قومي أهلَ بأسٍ ونخوةٍ / إذن أصبحتْ للطامعين بها قبرا
ولكنهم قد آثروا السهلَ مركباً / تسيِّره الأَهواءُ واجتنبوا الوعرا
وما حسرتي إلاَّ على متعفِّف / يقومُ لوجه الله بالنهضة الكبرى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025