المجموع : 22
أَوَحشَةَ نَدمانَيكَ تَبكي فَرُبَّما
أَوَحشَةَ نَدمانَيكَ تَبكي فَرُبَّما / تُلاقيهِما وَالحِلمُ عَنكَ عَزوب
تَرى خَلَفاً مِن كُلِّ نَيلٍ وَثَروَةٍ / سَماعَ قيانٍ عُودُهُنَّ قَريبُ
يُغَنِّيكِ يا بِنتي فَتَستَصحِبُ النُهى / وَتَحتازكِ الآفاتُ حينَ أَغيبُ
وَإِنَّ امرأً أَودى السَماعُ بِلُبَّهِ / لَعُريانُ مِن ثَوبِ الفَلاحِ سَليبُ
خَلا بَينَ نَدمانيَّ مَوضِعُ مَجلي
خَلا بَينَ نَدمانيَّ مَوضِعُ مَجلي / وَلَم يَبقَ عِندي لِلوصالِ نَصيبُ
وَرُدَّت عَلى الساقي تَفيضُ وَرُبَّما / رَدَدتُ عَلَيهِ الكأسَ وَهيَ سَليبُ
وَأَيُّ امرىءٍ لا يَستَهِشُّ إِذا جَرَت / عَلَيهِ بَنانٌ كَفُّهُنَّ خَضيبُ
رَكِبنَ الدُجى حَتّى نَزَحنَ غِمارَهُ
رَكِبنَ الدُجى حَتّى نَزَحنَ غِمارَهُ / ذَميلاً وَلَم تَنزَح لَهُنَّ غُروب
لَعَمرُكَ ما اَسقي البِلادَ لِحُبِّها
لَعَمرُكَ ما اَسقي البِلادَ لِحُبِّها / وَلَكِنَّما أَسقيكَ حارِ بنَ تَولَبِ
وَأَهدَت لَهُ الأَيّامُ عَنهُنَّ سَلوَةً
وَأَهدَت لَهُ الأَيّامُ عَنهُنَّ سَلوَةً / وَعُرّيَ مِن رَحلِ الصَبابَةِ غارِبُه
مَضى ابنُ سَعيدٍ حينَ لَم يَبقَ مَشرِقٌ
مَضى ابنُ سَعيدٍ حينَ لَم يَبقَ مَشرِقٌ / وَلا مَغرِبٌ إِلّا لَهُ فيهِ مادِحُ
وَما كُنتُ أَدري ما فَواضِلُ كَفِّهِ / عَلى الناسِ حَتّى غَيَّبَتهُ الصَفائِحُ
فَأَصبَحَ في لَحدٍ مِنَ الحَيِّ مَيِّتاً / وَكانَت لَهُ حَيّاً تَضيقُ الصَحاصِحُ
وَما أَنا مِن رُزءٍ وَإِن جَلَّ جازِعٌ / وَلا بِسُرورٍ بَعدَ مَوتِكَ فارِحُ
كَاَن لضم يَمُت حَيٌّ سِواكَ وَلَم تَقُم / عَلى أَحَدٍ إِلّا عَلَيكَ النَوائِحُ
لَئِن حَسُنَت فيكَ المَراثي وَذِكرُها / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
سَأَبكيكَ ما فاضَت دُموعي فَإِن تَغِض / فَحَسبُكَ مِنّي ما تَفيضُ الجَوانِحُ
وَلَيسَ نَصيرُ الحَقِّ مَن صَدَّ دونَهُ
وَلَيسَ نَصيرُ الحَقِّ مَن صَدَّ دونَهُ / وَنَدَّ وَلا مَن شَكَّ فيهِ وَأَلحَدا
وَعَينٌ مُحيطٌ بِالبَريَّةِ طَرفُها
وَعَينٌ مُحيطٌ بِالبَريَّةِ طَرفُها / سَواءٌ عَلَيهِ قُربُها وَبَعيدُها
مُضِزٌّ عَلى فأسِ اللِجامِ كَأَنَّهُ
مُضِزٌّ عَلى فأسِ اللِجامِ كَأَنَّهُ / إِذا ما اِشتَكَت أَيدي الجِيادِ يَطيرُ
فَظَلَّ عَلى الصَفصافِ يَومٌ تَباشَرَت / ضِباعٌ وَذؤبانٌ بِهِ وَنورُ
فَأُقسِمُ لا يَنسى لَهُ اللَهُ أَجرَها / إِذا نُسِيَت بَينَ العِبادِ أُجورُ
إِذا الغَيثُ أَكدى وَاِقشَعَرَّت نُجومُهُ / فَغَيثُ أَميرِ المُؤمِنينَ مَطيرُ
وَما حَلَّ هارونُ الخَليفَةُ بَلدَةً / فَأَخلَفَها غَيثٌ وَكادَ يَضيرُ
إِذا ما عَدَدتَ الناسَ بَعدَ مُحَمَّدٍ / فَلَيسَ لِهارونَ الإِمامِ نَظيرُ
مَنيعُ الحِمى لَكِنَّ أَعناقَ مالِهِ / يَظَلُّ النَدى يَسطو بِها وَيَسورُ
وَقَفتُ عَلى حالَيكُما فَإِذا النَدى / عَلَيكَ أَميرَ المؤمِنينَ أَميرُ
كَرِهنَ مِنَ الشَيبِ الَّذي لَو رَأَيتَهُ
كَرِهنَ مِنَ الشَيبِ الَّذي لَو رَأَيتَهُ / بِهِنَّ رَأَيتَ الطَرفَ عَنهُنَّ أَزوَرا
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ / فَهَذا أَوانُ الشأمِ تُخمَدُ نارُها
إِذا جاشَ مَوجُ البَحرِ مِن آلِ بَرمَكٍ / عَلَيها خَبَت شُهبانُها وَشَرارُها
رَماها أَميرُ المُؤمِنينَ بِجَعفَرٍ / وَفيهِ تَلاقى صَدعُها وَانجِبارُها
رَماها بِمَيمونِ النَقيبَةِ ماجِدٍ / تَراضى بِهِ قَحطانُها وَنِزارُها
تَدَلَّت عَلَيهِم صَخرَةٌ بَرمَكيَّةٌ / دَموغٌ لِهامِ الناكِثينَ اِنحِدارُها
غَدَوتَ تُزَجّي غابَةً في رُؤوسِها / نُجومُ الثُرَيّا وَالمَنايا ثِمارُها
إِذا خَفَقَت راضياتُها وَتَجَرَّسَت / بِها الريحُ هالَ السامِعينَ اِنبِهارُها
فَقولوا لأَهلِ الشامِ لا يَسلُبَنَّكُم / حِجاكُم طَويلاتُ المُنى وَقِصارُها
فَإِنَّ أَميرَ المؤمِنينَ بِنَفسِهِ / أَتاكُم وَإِلّا نَفسَهُ فَخيارُها
هُوَ المَلِكُ المأمولُ لِلبِرِّ وَالتُقى / وَصَولاتُه لا يُستَطاعُ خِطارُها
وَزيرُ أَميرِ المؤمِنينَ وَسَيفُهُ / وَصَعدَتُهُ وَالحَربُ تَدمى شِفارُها
وَمَن تُطوَ أَسرارُ الخَليفَةِ دونَهُ / فَعِندَكَ مأواها وَأَنتَ قَرارُها
وَفَيتَ فَلَم تَغدِر لِقَومٍ بِذِمَّةٍ / وَلَم تَدنُ مِن حالٍ يَنالُكَ عارُها
طَبيبٌ بِإحياءِ الأُمورِ إِذا التَوَت / مِنَ الدَهرِ أَعناقٌ فَأَنتَ جُبارُها
إِذا ما ابنُ يَحيى جَعفَرٌ قَصَدَت لَهُ / مُلِمّاتُ خَطبٍ لَم تَرعُهُ كِبارُها
لَقَد نَشأت بِالشامِ مِنكَ غَمامَةٌ / يُؤَمَّلُ جَدواها وَيُخشى دَمارُها
فَطوبّى لأَهلِ الشامِ أَم وَيلَ أُمِّها / أَتاها حَياها أَو أَتاها بَوارُها
فَإِن سالَموا كانَت غَمامَةَ نائِلٍ / وَغَيثٍ وَإِلّا فَالدِماءُ قِطارُها
أَبوكَ أَو الأَملاكِ يَحيى بنُ خالِدٍ / أَخو الجودِ وَالنُعمى الكِبارُ صِغارُها
كَأَيّن تَرى في البَرمَكيّينَ مِن نَدىً / وَمِن سابِقاتٍ ما يُشَقُّ غُبارُها
غَدا بِنُجومِ السَعدِ مَن حَلَّ رَحلُهُ / إِلَيكَ وَعَزّت عُصبَةٌ أَنتَ جارُها
عَذيري مِنَ الأَقدارِ هَل عَزَماتُها / مُخَلّفَتي عَن جَعفَرٍ وَاقتِسارُها
فَعَينُ الأَسى مَطروفَةٌ لِفِراقِهِ / وَنَفسي إِلَيهِ ما يَنامُ ادِّكارُها
وَلَو قِستَ يَوماً حِجلَها بِحِقابِها
وَلَو قِستَ يَوماً حِجلَها بِحِقابِها / لَكانَ سَواءً لا بَلِ الحِجلُ أَوسَعُ
يَكفيكَ مِن قَلعِ السَماءِ مُهَنَّدٌ
يَكفيكَ مِن قَلعِ السَماءِ مُهَنَّدٌ / فَوقَ الذِراعِ وَدونَ بَوعِ البائِعِ
صافي الحَديدَةِ قَد أَضَرَّ بِجِسمِهِ / طولُ الدياسِ وَبضطنُ طَيرٍ جائِعِ
أُمِرَ المَواطِرُ وَالرِياحُ بِحَملِهِ / فَحَمَلنَهُ لِمَضايرٍ وَمَنافِعِ
حَملَ الحَصانِ مِنَ النِساءِ جَنينَها / حَتّى تُتِمَّ لِسابِعٍ أَو تاسِعِ
ذَكَرٌ بِرَونَقِهِ الدِماءُ كَأَنَّما / يَعلو الرِجالَ بِأُرجوانٍ ناقِعِ
يَمضي مِنَ الحَلَقِ المُضاعَفِ نَسجُهُ / وَمِنَ الحُشاشَةِ قَبلَ نَزعِ النازِعِ
وَتَرى مَضارِبَ شَفرَتَيهِ كَأَنَّها / مَلحٌ تَناثَرَ مِن وَراءِ الدارِعِ
وَتَراهُ مُعتمّاً إِذا جَرَّدتَهُ / بِدَمِ الرِجالِ عَلى الأَديمِ الفاقِعِ
وَكأَنَّ وَقعَتَهُ بِجُمجُمَةِ الفَتى / خَدَرُ المُدامَةِ أَو نُعاسُ الهاجِعِ
رَضيتُ بِأَيّامِ المَشيبِ وَإِن مَضى
رَضيتُ بِأَيّامِ المَشيبِ وَإِن مَضى / شَبابي حَميداً وَالكَريمُ أَلوفُ
وَلَستُ أَعافُ المَوتَ إِن جاءَ زائِراً / وَرَبّي لَطيفٌ بالعِبادِ رَؤوفُ
يُجَرِّدُ فينا السَيفَ مِن بَين مارِقٍ
يُجَرِّدُ فينا السَيفَ مِن بَين مارِقٍ / وَعانٍ بِجودٌ كُلُّهُم مُتَحامِلُ
وَقَد عَلِمَ العُدوانُ وَالجَورُ وَالخَنا / بِأَنَّكَ عَيّافٌ لَهُنَّ مُزايلُ
وَلَو عَمِلوا فينا بِأَمرِكَ لَم يَكُن / يَنالُ بَريّاً بالأَذى مُتَناوِلِ
لَنا مِنكَ أَرحامٌ وَنَعتَدُّ طاعَةً / وَبأساً إِذا اِصطَكَّ القَنا وَالقَنابِلُ
وَما يَحفَظُ الأَنسابَ مِثلَكَ حافِظٌ / وَلا يَصِلُ الأَرحامَ مِثلَكَ واصِلُ
جَعَلناكَ فاِمنَعنا مَعاذاً وَمَفزَعا / لَنا حينَ عَضَّتنا الخُطوبُ الجَلائِلُ
وَأَنتَ إِذا عاذَت بِوَجهِكَ عوَّذٌ / تَطامَنَ خَوفٌ واِستَقَرَّت بَلابِلُ
تَرى الخَيلَ يَومَ الرَوغِ يَظمأنَ تَحتَهُ
تَرى الخَيلَ يَومَ الرَوغِ يَظمأنَ تَحتَهُ / وَيَروى القَنا في كَفِّهِ وَالمَناصِلُ
حَلالٌ لِأَطرافِ الأَسِنَّةِ نَحرُهُ / حَرامٌ عَلَيها مِنهُ مَنٌ وَكاهِلُ
مُمَرُّ القوى مُستَحكِمُ الأَمرِ مُطرِقٌ
مُمَرُّ القوى مُستَحكِمُ الأَمرِ مُطرِقٌ / لَهُ الدَهرُ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ
إِذا ما رأى وَالرأيُ مُغلِقُ بابِهِ / عَلى القَومِ لَم تُسدَد عَلَيهِ المَداخِلُ
وَداعٍ دَعا بَعدَ الهُدوءِ كَأَنَّما
وَداعٍ دَعا بَعدَ الهُدوءِ كَأَنَّما / يُقاتِلُ أَهوالَ السُرى وَتُقاتِلُه
دَعا يائِساً شِبهَ الجُنونِ وَما بِهِ / جُنونٌ وَلَكِن كَيدُ أَمرٍ يُحاوِلُه
فَلَمّا سَمِعتُ الصَوتَ نادَيتُ نَحوَهُ / بِصَوتٍ كَريمِ الجَدِّ حُلوٍ شَمائِلُه
فَأَبرَزتُ ناري ثُمَّ أَثقَبتُ ضَوءَها / وَأَخرَجتُ كَلبي وَهوَ في البَيتِ داخِلُه
فَلَمّا رَآني كَبَّرَ اللَهَ وَحدَهُ / وَبَثَّرَ قَلباً كانَ جَمّاً بَلابِلُه
فَقُلتُ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / رَشدتَ وَلَم أَقعُدَ إِلَيهِ أُسائِلُه
فَقُمتُ إِلى بَركٍ هِجانٍ أُعِدُّهُ / لِوَجبَةِ حَقٍّ نازِلٍ أَنا فاعِلُه
بِأَبيَضَ خَطَّت نَعلُهُ حَيثُ أَدرَكَت / مِنَ الأَرضِ لَم تَخطَل عَليَّ حَمائِلُه
فَجالَ قَليلاً وَاتَّقاني بِخَيرِهِ / سَناماً وَأَملاهُ مِنَ النَبيِّ كاهِلُه
بِقَرمٍ هِجانٍ مُصعَبٍ كانَ فَحلَها / طَويلِ القَرى لَم يَعدُ أَن شَقَّ بازِلُه
فَخَر وَظيفُ القَرمِ في نِصفِ ساقِهِ / وَذاكَ عِقالٌ لا يُنَشِّطُ عاقِلُه
بِذَلِكَ أَوصاني أَبي وَبِمِثلِهِ / كَذَلِكَ أَوصاهُ قَديماً أَوائِلُه
لَعَلَّ لَها عُذراً وَأَنتَ تَلومُ
لَعَلَّ لَها عُذراً وَأَنتَ تَلومُ / وَكَم لائِمٍ قَد لامَ وَهُوَ مُليمُ
أَخٌ لَكَ مُشتاقٌ تَذَكَّرَ خُلَّةً / لَها عِندَهُ وُدٌّ فَباتَ يَهيمُ
سَلامٌ عَلى أُمِّ الوَليدِ وَذِكرِها / وَعَهدٍ لَها لَم يُنسَ وَهوَ قَديمُ
إِنّي مُقِرٌّ بِالخَطيئَةِ عائِذٌ
إِنّي مُقِرٌّ بِالخَطيئَةِ عائِذٌ / بِجَميلِ عَفوِكَ فاعفُ عَنّي مُنعِما
وَإِذا عَفَوتَ عَنِ الكَريمِ مَلَكتَهُ / وَإِذا عَفَوتَ عَنِ اللئيمِ تَجَرَّما
قَلَدَّتَني نِعَماً بِها اِستَعبَدتَني / وَرأَيتَ إِتيانَ المَكارِمِ مَغنَما