المجموع : 20
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها / عليَّ وقلبي بينَهُمْ قلبُ واحدِ
ولي شاهِداً عَدلٍ سهادٌ وعَبرةٌ / وكم مُدَّعٍ للحقِّ من غيرِ شاهِدِ
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني / لبستُ على فقدِ الشَّبابِ حِدادا
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ / وقد قرحتْ بالدمعِ منها المحاجرُ
وقد أبصرت حِمّانَ من بَعدِ أُنسها / بنا وهي منا مُقفِراتٌ دواثرُ
كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفا / أنيسٌ ولم يَسمُر بمكَّةَ سامِرُ
فقلتُ لها والقلبُ مني كأنَّما / تَخَلَّبَه بين الجناحين طائرُ
بلى نحنُ كنا أهلَها فأزالَنا / صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثرُ
فأوحش منها أهلَها كلُّ مأنسٍ / وأضحى قريبُ الودِّ لي وهو هاجِرُ
أرِقتُ وما ليلُ المُضامِ بنائمٍ / وقد ترقُدُ العينانِ والقلبُ ساهرُ
فيا نفسُ لا تَفني أسًى واذكُري الأُسى / فيوشِكُ يوماً أن تدور الدَّوائرُ
تَعَزَّ بصبرٍ لا وجدِّكَ لا ترى
تَعَزَّ بصبرٍ لا وجدِّكَ لا ترى / عِراصَ الحِمى أخرى الليالي الغوابِر
كأنَّ فؤادي من تَذكُّرِه الحِمى / وأهلِ الحِمى يهفو بهِ ريشُ طائرِ
إِذا ما علا الأعوادَ منا ابنُ حرَّةٍ
إِذا ما علا الأعوادَ منا ابنُ حرَّةٍ / فأسفَرَ عن بدرٍ ولا حظَ عن صقرِ
رأيتَ عدوَّ الدِّينِ أخنعَ كاسفاً / وذا الدِّينِ والإسلامِ مُنبلِجَ الصَّدرِ
لنا سيِّدا هذه الأنامِ أُبوَّةً / وسيِّدتاهُم في المواقف والحشرِ
وما عالَنت كفٌّ بإنكارِ فضلِنا / كم الناسِ إلاَّ وهي مُذعِنةُ السرّ
وإنا أُناسٌ ما تزالُ نفوسُنا / مُحَبَّسةً بين المكارمِ والفخرِ
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ أشرقتْ
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ أشرقتْ / وجوهُ قُريشٍ لا بوجهٍ من الفخر
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ آمنتْ / قريشٌ بأيامِ المَواقف والحشرِ
بأمرِكمُ يا آلَ أحمد أصبحتْ / قريشٌ ولاةَ الأمرِ دون ذوي الذِكر
إِذا ما أناخت في ظلالِ بيوتها / أنختُّمْ ببيتِ الطُّهر في مُحكم الذِّكرِ
أناسٌ همُ عِدلُ القُرانِ ومألفُ ال / بيانِ وأصحابُ الحكومةِ في بدرِ
ومازَهُمُ الجبارُ منهم بخلةٍ / يراها ذوو الأقدارِ ناهيةَ الفخر
أباحَ لكم أوساخَ كلِّ مُصدِّقٍ / ونزَّه عنهُ أوجُهَ النَّفرِ الغُرِّ
فأعطاهمُ الخُمسَ الذي فُضِّلوا بهِ / بآيةِ ذي القُربى على العُسرِ واليُسرِ
وقال وأنذِر أقربيكَ فخُلِّصت / بنو هاشمٍ قُرباهُ دون بني فِهرِ
إِذا قلتُمُ مِنا الرسولُ فقولُهم / أبونا رسولُ الله فخرٌ على فخرِ
وآخاهُمُ مثلاً لمثلٍ فأصبحت / أخوَّتهُ كالشمسِ ضُمَّت إلى البدرِ
فآخى علياً دونكم وأصارَهُ / لكم علَماً بين الهدايةِ والكُفرِ
وأنزَلَهُ منهُ على رغمةِ العدى / كهارونَ من موسى على قِدَمِ الدَّهرِ
فمن كان في أصحابِ موسى وقومِهِ / كهارونَ لا زلتُم على زلَلِ الكُفرِ
وأنزلَهُ منهُ النبيُّ كنفسِهِ / روايةُ أبرارٍ تأدَّت إلى البِرّ
فَمَن نفسُهُ منكم كنفسِ مُحمَّدٍ / ألا بأبي نفسُ المُطهَّرِ والطُّهرِ
ونحنُ سنَنَّا الصَبر في كلِّ موطنٍ
ونحنُ سنَنَّا الصَبر في كلِّ موطنٍ / وخُطَّتْ مساعينا على خططِ الفخرِ
كأنَّ نجومَ الليلِ سارت نَهارها
كأنَّ نجومَ الليلِ سارت نَهارها / ووافت عِشاءً وهي أنضاءُ أسفارِ
فَخَيَّمنَ حتَّى يستريحَ ركابُها / فلا فَلَكٌ جارٍ ولا كوكبٌ سارِ
وركبٍ ثلاثٍ كالأثافي تَعاوَروا
وركبٍ ثلاثٍ كالأثافي تَعاوَروا / دجى الليلِ حتَّى أومضت سِنةُ البدرِ
إِذا اجتمعوا سمَّيتَهم باسمِ واحدٍ / وإن فُرِّقوا لم يُعرفوا آخر الدَّهرِ
لقد فاخَرتنا من قُريشٍ عِصابةٌ
لقد فاخَرتنا من قُريشٍ عِصابةٌ / بِمَطِّ خدودٍ وامتدادِ أصابعِ
فلما تنازَعنا الفَخارَ قضى لنا / عليهم بما نَهوى نداءُ الصوامِعِ
تَرانا سكوتاً والشهيدُ بفضلِنا / عليهمْ جهيرُ الصوتِ في كلِّ جامعِ
بأنَّ رسولَ الله لا شكَّ جدُّنا / ونحنُ بنوهُ كالنجومِ الطَّوالِعِ
تَضوَّعَ مِسكاً جانبُ القبرِ أن ثوى
تَضوَّعَ مِسكاً جانبُ القبرِ أن ثوى / وما كانَ لولا شِلوهُ يتضَوَّعُ
مصارعُ أقوامٍ كرامٍ أعزَّةٍ / أُبيحَ ليحيى الخير في القومِ مصرعُ
كفى حَزَناً أن جَمَّعت مُتَشَتِّتاً
كفى حَزَناً أن جَمَّعت مُتَشَتِّتاً / وأخنَت على مجموعِنا فتصدَّعا
صروفُ الليالي بعد ما كان قوسُها / إِذا قصَدَتنا لم تجِد فيه مَنزعا
ففي كلِّ أرضٍ أو كلِّ محلةٍ / أخو أملٍ منا يُحاوِلُ مطمَعا
إِذا أجدَبت أرضٌ به أو تَنكَّرتْ / معالِمُها حَثَّ الرِّكابَ فأسرَعا
إلى بلدٍ أدنى وأرخى مخايلاً / وإن كان أنأى عن أخيهِ وأشْسَعا
كأنَّا خُلِقنا لِلنَّوى وكأنَّما / حَرامٌ على الأيامِ أن نتجمَّعا
بنا يُستثارُ العِزُّ عن مُستَقَرِّهِ
بنا يُستثارُ العِزُّ عن مُستَقَرِّهِ / وعن سُخطِنا تَدمى أنوفُ المُخالفِ
تقول قريشٌ وهي تَفخرُ إنَّنا / خلائفُ أشبَهنا كرامَ الخلائفِ
وهل خَلفوا إلاَّ أبانا فَفخرُهم / علينا به نكراءُ من وجهِ عارفِ
بنو هاشمٍ سادوكمُ جاهليَّةً / وجاءوكمُ عند الهُدى بالجوارفِ
لهُم دونَكم سقيُ الحجيجِ وندوةُ ال / نديِّ وأمُّوكُم غداةَ المواقفِ
همُ الثَّقلانِ الداعيانِ إلى الهُدى / مقامَ وصيٍّ أو بيان مصاحفِ
فإنْ تشكروا لله نعماهُ فيكمُ / وإلا أتتكمْ حِميرٌ بالعَجارفِ
بِتُبُّعها وسيفها وذوينها / وكلِّ ابنِ مجدٍ تالدٍ غير طارفِ
وجاسَتكمُ عليا ربيعةَ بالقنا / وساقَتْ لكم قيسٌ متونَ المراهفِ
فهل لكمُ من ذائدٍ عن فَخارهم / سوى أُسرةِ الزاكي الكرامِ الغطارفِ
لعَمري لئن سُرَّت قريشٌ بهُلكهُ
لعَمري لئن سُرَّت قريشٌ بهُلكهُ / لما كان وقافاً غداةَ التوقفِ
فإن ماتَ تلقاء الرِّماحِ فإنَّه / لَمِن معشرٍ يشنونَ موتَ التَّتَرُّفِ
فلا تَشمَتوا فالقومُ من يبقَ منهمُ / على سَننٍ منهم مقامَ المخلِّفِ
لهم معكم إما جدعتُمْ أنوفكم / مقاماتُ ما بين الصَّفا والمُعرَّفِ
تراثٌ لهم من آدمٍ ومحمَّدٍ / إلى الثقلينِ من وصايا ومُصحفِ
فجازوا أباهم عنهمُ كيف شئتمُ / تُلاقوا لديهِ النَّصفَ من خيرِ مُنصفِ
وفي خمسةٍ منّي حَلَتْ منكِ خمسةٌ
وفي خمسةٍ منّي حَلَتْ منكِ خمسةٌ / فَريقُكِ منها في فمي طيِّبُ الرَّشْفِ
ووجهُكِ في عيني ولَمْسُكِ في يدي / ونُطقُكِ في سمعي وعَرْفُكِ في أنفي
هُمُ صفوةُ الله التي ليسَ مثلها
هُمُ صفوةُ الله التي ليسَ مثلها / وما مثلهم في العالمينَ بَديلُ
خيارُ خيارِ الناسِ من لا يُحِبُّهم / فليسَ له إلاَّ الجحيم مَقيلُ
فإن يكُ يحيى أدركَ الحتفُ يومَهُ
فإن يكُ يحيى أدركَ الحتفُ يومَهُ / فما ماتَ حتَّى ماتَ وهو كريمُ
وما ماتَ حتَّى قالَ طُلابُ نفسِهِ / سَقى الله يحيى إنَّه لصميمُ
فتًى أنِسَت بالرَّوعِ والبأسِ نفسُهُ / وليسَ كمن لاقاهُ وهو سَنومُ
فتًى غُرَّةٌ لليوم وهو بهيمُ / ووجهٌ لوجهِ الجمعِ وهو عظيمُ
لعَمرُ ابنة الطيار إذْ نَتجت بهِ / لهُ شيمٌ لا تُجتوى ونسيمُ
لقد بيَّضَت وجهَ الزَّمانِ بوجههِ / وسَرَّت به الإسلامَ وهو كظيمُ
فما انتَجَبت من مثلِهِ هاشميَّةٌ / ولا قلَّبَتهُ الكفُّ وهو فطيمُ
هواك هو الدُّنيا ونَيلُك ملكُها
هواك هو الدُّنيا ونَيلُك ملكُها / وهجرُكَ مقرونٌ بكلِّ هوانِ
كذبتك ما قلتُ الذي أنت أهله / بلى لم يجد ما فوق ذاك لساني
ألم أكُ يومَ الرَّوعِ أوَّلَ طاعنٍ
ألم أكُ يومَ الرَّوعِ أوَّلَ طاعنٍ / وإن كنتُ وسطَ الحيِّ كنتُ لهم مُزنا
رأيتُ لسانَ المرءِ رائدَ عقلِهِ
رأيتُ لسانَ المرءِ رائدَ عقلِهِ / وعنوانَهُ فانظُر بماذا تُعنونُ
ولا تَعدُ إصلاحَ اللسانِ فإنهُ / يُخبِّرُ عما عندَهُ ويُبَيِّنُ
ويُعجبني زِيُّ الفتى وجمالُهُ / فيسقطُ من عينيَّ ساعةَ يلحنُ