القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحِمّاني الكوفي الكل
المجموع : 20
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها / عليَّ وقلبي بينَهُمْ قلبُ واحدِ
ولي شاهِداً عَدلٍ سهادٌ وعَبرةٌ / وكم مُدَّعٍ للحقِّ من غيرِ شاهِدِ
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني / لبستُ على فقدِ الشَّبابِ حِدادا
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ / وقد قرحتْ بالدمعِ منها المحاجرُ
وقد أبصرت حِمّانَ من بَعدِ أُنسها / بنا وهي منا مُقفِراتٌ دواثرُ
كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفا / أنيسٌ ولم يَسمُر بمكَّةَ سامِرُ
فقلتُ لها والقلبُ مني كأنَّما / تَخَلَّبَه بين الجناحين طائرُ
بلى نحنُ كنا أهلَها فأزالَنا / صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثرُ
فأوحش منها أهلَها كلُّ مأنسٍ / وأضحى قريبُ الودِّ لي وهو هاجِرُ
أرِقتُ وما ليلُ المُضامِ بنائمٍ / وقد ترقُدُ العينانِ والقلبُ ساهرُ
فيا نفسُ لا تَفني أسًى واذكُري الأُسى / فيوشِكُ يوماً أن تدور الدَّوائرُ
تَعَزَّ بصبرٍ لا وجدِّكَ لا ترى
تَعَزَّ بصبرٍ لا وجدِّكَ لا ترى / عِراصَ الحِمى أخرى الليالي الغوابِر
كأنَّ فؤادي من تَذكُّرِه الحِمى / وأهلِ الحِمى يهفو بهِ ريشُ طائرِ
إِذا ما علا الأعوادَ منا ابنُ حرَّةٍ
إِذا ما علا الأعوادَ منا ابنُ حرَّةٍ / فأسفَرَ عن بدرٍ ولا حظَ عن صقرِ
رأيتَ عدوَّ الدِّينِ أخنعَ كاسفاً / وذا الدِّينِ والإسلامِ مُنبلِجَ الصَّدرِ
لنا سيِّدا هذه الأنامِ أُبوَّةً / وسيِّدتاهُم في المواقف والحشرِ
وما عالَنت كفٌّ بإنكارِ فضلِنا / كم الناسِ إلاَّ وهي مُذعِنةُ السرّ
وإنا أُناسٌ ما تزالُ نفوسُنا / مُحَبَّسةً بين المكارمِ والفخرِ
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ أشرقتْ
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ أشرقتْ / وجوهُ قُريشٍ لا بوجهٍ من الفخر
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ آمنتْ / قريشٌ بأيامِ المَواقف والحشرِ
بأمرِكمُ يا آلَ أحمد أصبحتْ / قريشٌ ولاةَ الأمرِ دون ذوي الذِكر
إِذا ما أناخت في ظلالِ بيوتها / أنختُّمْ ببيتِ الطُّهر في مُحكم الذِّكرِ
أناسٌ همُ عِدلُ القُرانِ ومألفُ ال / بيانِ وأصحابُ الحكومةِ في بدرِ
ومازَهُمُ الجبارُ منهم بخلةٍ / يراها ذوو الأقدارِ ناهيةَ الفخر
أباحَ لكم أوساخَ كلِّ مُصدِّقٍ / ونزَّه عنهُ أوجُهَ النَّفرِ الغُرِّ
فأعطاهمُ الخُمسَ الذي فُضِّلوا بهِ / بآيةِ ذي القُربى على العُسرِ واليُسرِ
وقال وأنذِر أقربيكَ فخُلِّصت / بنو هاشمٍ قُرباهُ دون بني فِهرِ
إِذا قلتُمُ مِنا الرسولُ فقولُهم / أبونا رسولُ الله فخرٌ على فخرِ
وآخاهُمُ مثلاً لمثلٍ فأصبحت / أخوَّتهُ كالشمسِ ضُمَّت إلى البدرِ
فآخى علياً دونكم وأصارَهُ / لكم علَماً بين الهدايةِ والكُفرِ
وأنزَلَهُ منهُ على رغمةِ العدى / كهارونَ من موسى على قِدَمِ الدَّهرِ
فمن كان في أصحابِ موسى وقومِهِ / كهارونَ لا زلتُم على زلَلِ الكُفرِ
وأنزلَهُ منهُ النبيُّ كنفسِهِ / روايةُ أبرارٍ تأدَّت إلى البِرّ
فَمَن نفسُهُ منكم كنفسِ مُحمَّدٍ / ألا بأبي نفسُ المُطهَّرِ والطُّهرِ
ونحنُ سنَنَّا الصَبر في كلِّ موطنٍ
ونحنُ سنَنَّا الصَبر في كلِّ موطنٍ / وخُطَّتْ مساعينا على خططِ الفخرِ
كأنَّ نجومَ الليلِ سارت نَهارها
كأنَّ نجومَ الليلِ سارت نَهارها / ووافت عِشاءً وهي أنضاءُ أسفارِ
فَخَيَّمنَ حتَّى يستريحَ ركابُها / فلا فَلَكٌ جارٍ ولا كوكبٌ سارِ
وركبٍ ثلاثٍ كالأثافي تَعاوَروا
وركبٍ ثلاثٍ كالأثافي تَعاوَروا / دجى الليلِ حتَّى أومضت سِنةُ البدرِ
إِذا اجتمعوا سمَّيتَهم باسمِ واحدٍ / وإن فُرِّقوا لم يُعرفوا آخر الدَّهرِ
لقد فاخَرتنا من قُريشٍ عِصابةٌ
لقد فاخَرتنا من قُريشٍ عِصابةٌ / بِمَطِّ خدودٍ وامتدادِ أصابعِ
فلما تنازَعنا الفَخارَ قضى لنا / عليهم بما نَهوى نداءُ الصوامِعِ
تَرانا سكوتاً والشهيدُ بفضلِنا / عليهمْ جهيرُ الصوتِ في كلِّ جامعِ
بأنَّ رسولَ الله لا شكَّ جدُّنا / ونحنُ بنوهُ كالنجومِ الطَّوالِعِ
تَضوَّعَ مِسكاً جانبُ القبرِ أن ثوى
تَضوَّعَ مِسكاً جانبُ القبرِ أن ثوى / وما كانَ لولا شِلوهُ يتضَوَّعُ
مصارعُ أقوامٍ كرامٍ أعزَّةٍ / أُبيحَ ليحيى الخير في القومِ مصرعُ
كفى حَزَناً أن جَمَّعت مُتَشَتِّتاً
كفى حَزَناً أن جَمَّعت مُتَشَتِّتاً / وأخنَت على مجموعِنا فتصدَّعا
صروفُ الليالي بعد ما كان قوسُها / إِذا قصَدَتنا لم تجِد فيه مَنزعا
ففي كلِّ أرضٍ أو كلِّ محلةٍ / أخو أملٍ منا يُحاوِلُ مطمَعا
إِذا أجدَبت أرضٌ به أو تَنكَّرتْ / معالِمُها حَثَّ الرِّكابَ فأسرَعا
إلى بلدٍ أدنى وأرخى مخايلاً / وإن كان أنأى عن أخيهِ وأشْسَعا
كأنَّا خُلِقنا لِلنَّوى وكأنَّما / حَرامٌ على الأيامِ أن نتجمَّعا
بنا يُستثارُ العِزُّ عن مُستَقَرِّهِ
بنا يُستثارُ العِزُّ عن مُستَقَرِّهِ / وعن سُخطِنا تَدمى أنوفُ المُخالفِ
تقول قريشٌ وهي تَفخرُ إنَّنا / خلائفُ أشبَهنا كرامَ الخلائفِ
وهل خَلفوا إلاَّ أبانا فَفخرُهم / علينا به نكراءُ من وجهِ عارفِ
بنو هاشمٍ سادوكمُ جاهليَّةً / وجاءوكمُ عند الهُدى بالجوارفِ
لهُم دونَكم سقيُ الحجيجِ وندوةُ ال / نديِّ وأمُّوكُم غداةَ المواقفِ
همُ الثَّقلانِ الداعيانِ إلى الهُدى / مقامَ وصيٍّ أو بيان مصاحفِ
فإنْ تشكروا لله نعماهُ فيكمُ / وإلا أتتكمْ حِميرٌ بالعَجارفِ
بِتُبُّعها وسيفها وذوينها / وكلِّ ابنِ مجدٍ تالدٍ غير طارفِ
وجاسَتكمُ عليا ربيعةَ بالقنا / وساقَتْ لكم قيسٌ متونَ المراهفِ
فهل لكمُ من ذائدٍ عن فَخارهم / سوى أُسرةِ الزاكي الكرامِ الغطارفِ
لعَمري لئن سُرَّت قريشٌ بهُلكهُ
لعَمري لئن سُرَّت قريشٌ بهُلكهُ / لما كان وقافاً غداةَ التوقفِ
فإن ماتَ تلقاء الرِّماحِ فإنَّه / لَمِن معشرٍ يشنونَ موتَ التَّتَرُّفِ
فلا تَشمَتوا فالقومُ من يبقَ منهمُ / على سَننٍ منهم مقامَ المخلِّفِ
لهم معكم إما جدعتُمْ أنوفكم / مقاماتُ ما بين الصَّفا والمُعرَّفِ
تراثٌ لهم من آدمٍ ومحمَّدٍ / إلى الثقلينِ من وصايا ومُصحفِ
فجازوا أباهم عنهمُ كيف شئتمُ / تُلاقوا لديهِ النَّصفَ من خيرِ مُنصفِ
وفي خمسةٍ منّي حَلَتْ منكِ خمسةٌ
وفي خمسةٍ منّي حَلَتْ منكِ خمسةٌ / فَريقُكِ منها في فمي طيِّبُ الرَّشْفِ
ووجهُكِ في عيني ولَمْسُكِ في يدي / ونُطقُكِ في سمعي وعَرْفُكِ في أنفي
هُمُ صفوةُ الله التي ليسَ مثلها
هُمُ صفوةُ الله التي ليسَ مثلها / وما مثلهم في العالمينَ بَديلُ
خيارُ خيارِ الناسِ من لا يُحِبُّهم / فليسَ له إلاَّ الجحيم مَقيلُ
فإن يكُ يحيى أدركَ الحتفُ يومَهُ
فإن يكُ يحيى أدركَ الحتفُ يومَهُ / فما ماتَ حتَّى ماتَ وهو كريمُ
وما ماتَ حتَّى قالَ طُلابُ نفسِهِ / سَقى الله يحيى إنَّه لصميمُ
فتًى أنِسَت بالرَّوعِ والبأسِ نفسُهُ / وليسَ كمن لاقاهُ وهو سَنومُ
فتًى غُرَّةٌ لليوم وهو بهيمُ / ووجهٌ لوجهِ الجمعِ وهو عظيمُ
لعَمرُ ابنة الطيار إذْ نَتجت بهِ / لهُ شيمٌ لا تُجتوى ونسيمُ
لقد بيَّضَت وجهَ الزَّمانِ بوجههِ / وسَرَّت به الإسلامَ وهو كظيمُ
فما انتَجَبت من مثلِهِ هاشميَّةٌ / ولا قلَّبَتهُ الكفُّ وهو فطيمُ
هواك هو الدُّنيا ونَيلُك ملكُها
هواك هو الدُّنيا ونَيلُك ملكُها / وهجرُكَ مقرونٌ بكلِّ هوانِ
كذبتك ما قلتُ الذي أنت أهله / بلى لم يجد ما فوق ذاك لساني
ألم أكُ يومَ الرَّوعِ أوَّلَ طاعنٍ
ألم أكُ يومَ الرَّوعِ أوَّلَ طاعنٍ / وإن كنتُ وسطَ الحيِّ كنتُ لهم مُزنا
رأيتُ لسانَ المرءِ رائدَ عقلِهِ
رأيتُ لسانَ المرءِ رائدَ عقلِهِ / وعنوانَهُ فانظُر بماذا تُعنونُ
ولا تَعدُ إصلاحَ اللسانِ فإنهُ / يُخبِّرُ عما عندَهُ ويُبَيِّنُ
ويُعجبني زِيُّ الفتى وجمالُهُ / فيسقطُ من عينيَّ ساعةَ يلحنُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025