المجموع : 15
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي / ويقتادُني في السير إذْ أنا راكبُ
لقد يَستضيءُ القومُ بي في أمورهم / ويخبو ضياءُ العين والرأيُ ثاقبُ
أبو جعفرٍ كالناس يرضى ويغضبُ
أبو جعفرٍ كالناس يرضى ويغضبُ / ويبعدُ في كل الأمور ويقربُ
ولكنْ رضاه ليس يُجدي قلامةً / فما فوقه إذْ سخطُهُ ليس يُرهبُ
أقول له والجوسقُ الفرد لائحٌ
أقول له والجوسقُ الفرد لائحٌ / ونحن بغربي الصراة جوانح
وشيب البدر الدجى وترنمت / على شرفات القصر ورقٌ صوادحُ
وقد بردتْ كاساتنا وتنسمتْ / رياحٌ مريضاتُ الهبوبِ صحائحُ
إذا كنتَ مختاراً لنفسك صاحباً / فلا كان واشينا ولا كان كاشحُ
سَمِعْنَا بأشعار الملوك فكلُّها
سَمِعْنَا بأشعار الملوك فكلُّها / إذا عَضَّ مَتْنيهِ الثِّقافُ تَأَوَّدا
سوى ما رأينا لامرئ القيس أننا / نراه متى لم يًَشْعُر الفتحُ أوحدا
أقامَ زماناً يَسمعُ القولَ صامتاً / ونحسبه إن رام أكْدى وأصلدا
فلما امتطاه راكباً ذلَّ صعبُهُ / وسارَ فأضحى قد أغار وأنجدا
بك الله حاط الدين وانتاش أهله
بك الله حاط الدين وانتاش أهله / من الموقف الدَحْض الذي مثلهُ يردي
فولِّ ابنك العباسَ عهدَك أنه / له موضع واكتب إلى الناس بالعهد
فإن خلَفتُهُ السنُ فالعقلُ بالغٌ / به رتبة الشيخ الموفق للرشيد
وقد كان يحيى أوتي العلم قبله / صبيّاً وعيسى كلَّم الناسَ في المهد
جزى الله عني آل خاقانَ إنهم
جزى الله عني آل خاقانَ إنهم / أطالوا لساني بالثناء وبالشكر
هم استعتبوا لي الدهرَ والدهرُ ساخطٌ / فأعتبني بالكره منه وبالصعر
وهمْ نوّهوا باسمي ومدّوا إلى العلى / يديَّ وأحيوا كلّ ما مات من ذكري
وهم عرَّفوني قدر نفسي وعظّموا / بأحسابهم ما صغّر الناسُ من أمري
كفاني عبيد الله لا زال كافياً / به الله همّاً كان ضاق به صدري
كفاني ولم استكفه متبرعاً / فتىً غير ممنوع العطاء ولا نزر
فتى لا يريد المال إلاّ لبذله / ولا يتلقى صفحة الحق بالغدر
أتانا أبو العيناءِ بابن مزوّرِ
أتانا أبو العيناءِ بابن مزوّرِ / سنحكم فيه عادلاً غير جائرِ
نهنئه في أسبوعه وملاكه / فإن مات عزّينا سعيد بن ياسرِ
ولابسة ثوباً من الخزِّ أدكناً
ولابسة ثوباً من الخزِّ أدكناً / ومن أخضر الديباج راناً ومِعْجرا
مقلّدة في النحر سُبحة عنبرٍ / على أنها لم تلتمس أنْ تعطرا
لها مقلتا جَزْعٍ يمانِ تحمّلتْ / جفونهما من موضع الكحل عصفرا
مطرّزة الكمين طرزاً تخالها / بتقويمها من حلكة الليل أسطرا
ألمّتْ بنا يومَ الرحيل اختلاسةً
ألمّتْ بنا يومَ الرحيل اختلاسةً / فأضْرَمَ نيرانَ الهوى النظرُ الخلّسُ
تأَبَّتْ قليلاً وهي تُرعدُ خِيفةً / كما تتأبَّى حين تعتدل الشمس
فخاطبها صمتي بما أنا مُضْمِرٌ / وأنبستُ حتى ليس يُسمع لي حس
وولَّت كما ولَّى الشباب لِطيةٍ / طوتْ دونها كَشْحاًُ على بأسها النفس
لقد قَرَعَ الواشي بأهونِ سعيهِ
لقد قَرَعَ الواشي بأهونِ سعيهِ / صفاةً قديمأً أخطأتها القوارعُ
فأقلقني في ضعفه وهو ساكنٌ / وشرَّدَ عن عيني الكرى وهو هاجع
لنا كلَّ يوم نَوْبة قد نَنوبُها
لنا كلَّ يوم نَوْبة قد نَنوبُها / وليس لنا رزقٌ ولا عندنا فضلُ
فقل لسعيدِ أسعد اللهُ جدَّه / لقد رثَّ حتى كاد ينصرم الحبلُ
وكن عندما نرجوه منك فإننا / جميعاً لما أوليت من حسن أهل
ولا تعتذر بالشغل عنها فإنما / تُناطُ بك الآمال ما اتصل الشغل
ولا ترتفعْ عنا بشيء وليته / كما لم يُصغِّرْ عندنا شأنّك العَزْل
رأيت أبا هفَّان يسال قعنباً
رأيت أبا هفَّان يسال قعنباً / فقلت له قولاً أمضَّ من الشتمِ
تعلمتَ حتى من كلاب عُواءَها / لعمري لقد أسرفت في طلب العلمِ
هل القول إن أطنبتُ في القول نافعٌ
هل القول إن أطنبتُ في القول نافعٌ / لديكَ وهل لي من ضميرك شافعُ
وهل أنتَ راعِ للَذي كان بَيْنَنا / وجازيّه الإحسانُ أم هو ضائع
وهل أنا إن عَفَّرتُ خدِّي بعبرةِ / مُقالٌ وهل عَهْدُ الرضى منك راجعُ
حَلَفْتُ يميناً بَرًّةً وشَفَعْتُها / فهل أنت منّي باليمينين قانعُ
لقد قَرعَ الواشي بأهونِ سَعْيه / صفاةً قديماً أخطأتها القوارعُ
فأقْلَقَنِي في ضَعفِه وهو خافضٌ / وشَرَّدَ عن عيني الكرى وهو هاجعُ
فإن كان لي عُذْرٌ يَصحُّ قبلتَهُ / وأن ضاق عني العُذرُ فالعفوُ واسِعُ
سأَلْبَسُ ثَوْبَي ذِلَّةٍ واستكانَةٍ / ويأتيك منّي كاسفُ البال ضارعُ
أبا جعفرٍ إنّ الولاية إن تكن
أبا جعفرٍ إنّ الولاية إن تكن / مُنبِّلَةً قوماً فأنت لها نبْلُ
فلا ترتفع عنّا لشيء وليتَهُ / كما لم يُصغّشر عندنا شأنك العزْلُ
أتحجْبُني وقد أذِنْتَ بحضرتي / لقوم ولي فيما أتيتُ لَهُ الفَضْلُ
سآتيك غَبّاً إن أتيتك بعدها / وإِلاّ فهجرٌ جَرَّهُ بيننا الوَصْلُ
بنفسي ومالي من طريف وتالد
بنفسي ومالي من طريف وتالد / وأهلي وأنتم يا بني خاتم الرسلْ
بحبكم ينجو من النار من نجا / ويزكو لدى الله اليسير من الحمل
أواصل من واصلتموه وانصب / وأقطع من قاطعتموه وإن وصل
عليه حياتي ما حييت وإن أمت / فلست على شيء سوى ذاك أتكل