القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحدّاد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 23
لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ
لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ / فكا لعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ ما أنا واطئُ
وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيْحِهِمْ / فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشئُُ
ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ ومَنارِهِمْ / هُداةً حُداةٌ والنُّجُومُ طوافئُ
لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وحَمْحَمَتْ / عِرابِي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطئُ
فهل هاجَها ما هاجَني أو لعلَّها / إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجئُ
رُوَيْداً فذا وادي لُبَيْنَى وإنَّه / لَوِرْدُ لُبَاناتي وإنِّي لَظَامِئُ
ويا حَبَّذا من آلِ لُبْنَى مَواطِنٌ / ويا حَبَّذَا من أرض لُبْنَى مَوَاطِئُ
ميادينُ تَهْيامِي ومَسْرَحُ ناظِري / فَلِلشَّوْقِ غاياتٌ به ومبادئ
ولا تَحْسِبُوا غِيْداً حَمَتْها مقاصِرٌ / فتلك قلوبٌ ضُمِّنَتْها جآجئ
وفي الكِلَّة الزَّرْقَاءِ مَكْلُوْءُ عَزَّةَ / تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالئُ
مَحَا مِلَّة السُّلْوانِ مَبْعَثُ حُسْنِهِ / فكلٌّ إلى دِيْن الصَّبابةِ صابِئُ
تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ تَوالِعٌ / وتَهْوَى ضيِا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازئُ
وفي مَلْعب الصَّدْغَيْن أبيضُ ناصِعٌ / تخلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانئُ
أفاتكةَ الألحاظ ناسكةَ الهوى / وَرِعْتِ ولكنْ لَحْظُ عَيْنِكِ خاطئُ
وآلُ الهوى جَرْحَى ولكنْ دماءُهُم / دُمُوعٌ هَوامٍ والجُرُوْحُ مآقِئ
فكيف أُرَفِّي كَلْمَ طَرْفِكِ في الحَشَا / وليس لتمزيق المُهَنَّد رافئُ
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى / وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارئُ
وما ليَ لا أسموا مُراداً وهِمَّةً / وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضئُ
وما أَخَّرَتْني عن تَناهٍ مبادئُ / ولا قَصَّرَتْ بِي عن تَباهٍ مَناشئُ
ولكنَّهُ الدّهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ / فذو الفضل مُنْحَطٌّ وذو النَّقْص نامِئُ
كأنَّ زمانِي إذ رآني جُذَيْلَهُ / قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِئُ
فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً / ولم يُغْنِني أنّي مُدارٍ مُدارئُ
فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ / فما أنا إلاَّ بالحقائقِ عابئُ
ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فَدامةٍ / فَلِي منطقٌ للسَّمْع والقلب مالئُ
ولولا عُلَى المَلْكِ ابنِ مَعْنٍ محمَّدٍ / لَمَا بَرِحَتْ أصدافَهُنُّ اللآلئُ
لآلئُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ / وعِلْمِيَ دأماءٌ ونُطْقِيَ شاطئُ
تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى / وأَعْشَى الحِجَى لألاؤُه المتلالئُ
فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ / وتنقلبُ الأبصارُ وهو خواسئُ
ولولاه كانت كالنسيء وخاطري / كفُقَيْمٍ للمُحَرَّمِ ناسئُ
هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إِلاَّ لمجدِهِ / ومِثْلِي لأَعْلاقِ النَّفَاسةِ خابِئُ
كأنَّ عُلاَهُ دولةٌ أمويَّةٌ / وما نابَ من خَطْبٍ عُمِيرٌ وضابئُ
وإنْ يَمْسَسِ العاصِيْنَ قَرْحُكَ آنفاً / فأيدي الوَغَى عمّا قليلٍ تَوَالِئُ
عَسُوا فعَصَوْا مُسْتَنْصِرِيْنَ بخاذلٍ / وأخذلَ أَخْذُ الحَيْنِ ما منه لاجئُ
وشُهْبُ القَنَا كالنُّقْبِ والنَّقْعُ ساطِعُ / هِناءً وأيدي المُقْرَباتِ هوانِئُ
يُعَوِّدُ تخضيْبَ النُّصُوْلِ وإنْ رَأَى / نُصُوْلَ خِضابٍ فالدِّماءُ برايئُ
إلى الموتِ رُجْعَي بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ
إلى الموتِ رُجْعَي بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ / فقد خُلِّدَتْ خُلْدَ الزمانِ مناقِبي
وذِكْرِيَ في الآفاقِ طارَ كأنَّه / بكلِّ لسانٍ طِيْبُ عذراءَ كاعِبِ
ففي أيِّ عِلْمٍ لم تُبَرِّزْ سَوَابِقِي / وفي أيِّ فَنٍّ لم تُبَزِّزْ كتائبي
خليليَّ مِنْ قَيْسِ بنِ عَيْلاَنَ خَلِّيَا
خليليَّ مِنْ قَيْسِ بنِ عَيْلاَنَ خَلِّيَا / رِكابي تُعَرِّجْ نَحْوَ مُنْعَرَجَاتِها
بِعَيْشِكُمَا ذاتِ اليمينِ فإنَّني / أَرَاحٌ لِشَمِّ الرَّوْحِ مِنْ عَقَدَاتِها
أَمَا إنَّها الأَعْلامُ مِنْ هَضَبَاتِها / فكيف تَكُفُّ العَيْنُ عَنْ عَبَرَاتِها
ذَرَانِي وإذْرَاءُ الدُّمُوْعِ لَعَلَّهُ / يُسَكّنُ ما قد هاجَ مِنْ ذُكُرَاتِها
فَقَدْ عَبِقَتْ رِيْحُ النُّعَامَى كأنَّما / سَلامُ سُلَيْمَى رَاحَ في نَفَحَاتِها
وتَيْمَاءُ للقَلْبِ المُتَيَّمِ مَنْزِلٌ / فَعُوْجَا بتسليمٍ على سَلَمَاتِها
وإنْ تُسْعِدَا مَنْ أَسْلَمَ الصَّبْرُ قَلْبَهُ / يُعَرِّسْ بدوحِ البَانِ مِنْ عَرَصَاتِها
فَبَانَتُها الغَيْنَاءُ مَأْلَفُ بَانَةٍ / جَنَيْتُ الغَرَامَ البَرْحَ مِنْ ثَمَرَاتِها
ورَوْضَتُها الغَنَّاءُ مَسْرَحُ رَوْضَةٍ / تَبَخْتَرُ في المَوْشِيِّ مِنْ حَبَرَاتِها
هنالك خُوْطٌ في مَنَابِتِ عَزَّةٍ / تَخَالُ القَنَا الخَطِّيَّ بَعْضَ نَبَاتِها
مَشَاعِرُ تَهْيَامٍ وكعبةُ فِتْنَةٍ / فؤاديَ مِنْ حُجَّاجِها ودُعَاتِها
فكم صافَحَتْنِي في مِنَاهَا يَدُ المُنَى / وكم هَبَّ عَرْفُ اللَّهْوِ مِنْ عَرَفَاتِها
عَهِدْتُ بها أَصْنامَ حُسْنٍ عَهِدْنَنِي / هَوىً عَبْدَ عُزَّاهَا وعَبْدَ مَنَاتِها
أُهِلُّ بأشواقِي إليها وأَتَّقِي / شَرَائِعَها في الحُبِّ حَقَّ تُقَاتِها
غَرَامٌ كإقدامِ ابنِ مَعْنٍ ومَغْرَمٌ / كإنْعَامِهِ والأرضُ في أَزَمَاتِها
فَتَى البَأْسِ والجُوْدِ اللَّذيْنِ تَبَارَيَا / إلى غايةٍ حَازَا له قَصَبَاتِها
تَدِيْنُ يَدَاهُ دِيْنَ كَعْبٍ وحاتِمٍ / فَحَتْمٌ عليها الدَّهْرُ وَصْلُ صِلاَتِها
يُجَاهِدُ في ذَاتِ النَّدَى بَيْتُ مالِها / ولا جَيْشَ إلاَّ مِنْ أَكُفِّ عُفَاتِها
إذا البِدَرُ انثالتْ عليهمْ تَخَالُها / بأَيْدِي مَوَالِيْهَا رؤوسَ عُدَاتِها
وكَمْ قدْ رَأَتْ رَأْيَ الخوارِجِ فِرْقَةٌ / فَكُنْتَ عَلِيَّاً في حُرُوبِ شُرَاتِها
بِعَزْمِ أَبِيٍّ لا يُرَدُّ مَضَاؤُه / وهل تُمْلَكُ الأفْلاكُ عَنْ حَرَكَاتِها
هو الجاعِلُ الهَيْجَا حَشاً وسِنَانَهُ / هَوىً فَهْوَ لا يَعْدُو قُلُوبَ كُمَاتِها
وكم خَطَبَتْنِي مِصْرُ في نَيْلِ نِيْلِها / ورامَتْ بنا بَغْدادُ وِرْدَ فُراتِها
ولم أَرْضَ أَرْضاً غيرَ مبدإ نَشْأتي / ولو لُحْتُ شَمْساً في سماءِ وُلاتِهَا
ولِي أَمَلٌ إنْ يُسْعِدِ السَّعْدُ نِلْتُهُ / ويُفْهَمُ سِرُّ النَّفْسِ في رَمَزَاتِها
وأَسْنَى المُنى ما نِيْلَ في مَيْعَةِ الصِّبَا / وهل تَحْسُنُ الأشياءُ بعد فَواتِها
حَدِيثُكِ ما أَحْلَى فَزِيْدِي وَحَدِّثِي
حَدِيثُكِ ما أَحْلَى فَزِيْدِي وَحَدِّثِي / عَنِ الرَّشإِ الفَرْدِ الجَمَالِ المُثَلِّثِ
ولا تَسْأَمِي ذِكْرَاهُ فالذِكْرُ مُؤْنِسِي / وإنْ بَعَثَ الأشواقَ مِن كلِّ مَبْعَثِ
وبالله فَارقِي خَبلَ نَفْسِي بقوله / وفي عَقْدِ وَجْدِي بالإعادة فانفُثِي
أَحَقَّاً وقد صَرَّحْتُ ما بِيَ أنَّهُ / تَبَسَّمَ كاللاَّهِي بنا المُتَعَبِّثِ
وأَقْسَمَ بالإِنْجِيلِ إنِّي لَمَائِنٌ / وناهِيكَ دَمْعِي من مُحِقٍّ مُحَنَّثِ
ولا بُدَّ مِن قَصِّي على القَسِّ قِصَّتِي / عَسَاهُ مُغِيثَ المُدْنَفِ المُتَغَوِّثِ
فلم يَأْتِهِمْ عِيْسَى بِدِيْنِ قَسَاوَةٍ / فَيَقْسُوْ على مُضْنىً ويَلْهُوْ بِمُكْرَثِ
وَقَلْبِيَ مِنْ حَلْيِ التَّجَلُّدِ عاطلٌ / هَوَىً في غزالٍ ذي نِفَارٍ مُرَعَّثِ
سَيُصبحُ سِرِّي كالصَّباحِ مُشَهَّراً / ويُمْسِي حَدِيثِي عُرْضَةَ المُتَحَدِّثِ
وَيَغْرَى بذِكرِي بين كأسٍ وروضةٍ / وَيُنْشِدُ شِعْرِي بين مَثْنىً ومِثْلَثِ
نَوَى أَجْرَتِ الأفلاكَ وَهْيَ النَّوَاعِجُ
نَوَى أَجْرَتِ الأفلاكَ وَهْيَ النَّوَاعِجُ / وأَطْلَعْتِ الأبراجَ وَهْيَ الهَوَادِجُ
طَوَاوِيْسُ حُسْنٍ رَوَّعَتْنِي بِبَيْنِها / غَرَابِيْبُ حُزْنٍ بالفِرَاقِ شَوَاحِجُ
مَوَائِسُ قُضْبٍ فوق كُثْبٍ كأنَّما / تَحَمَّلَ نَعْمَانٌ بِهِنَّ وعَالِجُ
وما حَزَنِي ألاَّ تَعُوْجَ حُدُوْجُهُمْ / لَوِ الهَوْدَجُ المَزْرُوْرُ منهنَّ عائِجُ
مُضَرَّجُ بُرْدِ الوَجْنَتَيْنِ كأنَّما / له مِنْ ظُبَاتِ المُقْلَتَيْنِ ضَوارِجُ
وما الدَّهْرُ إلاَّ لَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ / وكَوْنُ ابنِ مَعْنٍ صُبْحُها المُتَبَالِجُ
كأنَّكَ في الأَمْلاكِ نُقْطَةُ دائرٍ / وأمْلاَكُها منها خطوطٌ خَوارِجُ
سَمَاحٌ وإقدامٌ وحِلْمٌ وعِفَّةٌ / مُزِجْنَ فأَبْدَى مُهْجَةَ الفَضْلِ مازِجُ
فقد صَاكَ مِنْ فَضْلِ العَوَالِمِ طِيبُهُ / وهل يَكْتُمُ المِسْكَ الذَّكِيَّ نَوَافِجُ
مَسَاعٍ أَحَلَّتْكَ العُلاَ فكأنَّها / مَرَاقٍ إلى حَيْثُ السُّهَا ومَعَارِجُ
مَضَاؤكَ مَضْمُوْنٌ له النَّصْرُ والفَتْحُ
مَضَاؤكَ مَضْمُوْنٌ له النَّصْرُ والفَتْحُ / وسَعْيُكَ مَقْرُوْنٌ به اليُمْنُ والنُّجْحُ
إذا كان سَعْيُ المرءِ لله وَحْدَهُ / تَدَانَتْ أقاصِي ما نَحَاهُ وما يَنْحُو
بكَ اقتَدَحَ الإِسلامُ زَنْدَ انتصارِهِ / وبِيْضُكَ نارٌ شُبِّهَا ذلك القَدْحُ
وجَلَّى ظلامَ الكُفْرِ مِنْكَ بِغُرَّةٍ / هي الشَّمْسُ والهِنْدِيُّ يَقْدُمُها الصُّبْحُ
فَهُمْ ذَهَلُوا عن شَرْعِهِمْ وحدودِهِ / فقد عُطِّلَ الإنْجيلُ واطُّرِحَ الفِصْحُ
فلا مُهْجَةٌ إلاَّ إليكَ نِزَاعُهَا / وما زَالَ يُطْوَى عن سِوَاكَ لها كَشْحُ
وليس يَحِيْقُ المَكْرُ إلاَّ بِأَهْلِهِ / وكم مُوْقِدٍ يَغْشاهُ مِنْ وَقْدِهِ لَفْحُ
ومَنْ تَكُنِ الأَقْدَارُ مُسْعِدَةً له / يَعُدْ شَبِماً عَذْباً له الآجِنُ المِلْحُ
إذا خِيْفَ أنْ تَشْتَدَّ شَوْكَةُ مارِقٍ / فلا رأْيَ إِلاَّ ما رَأَى السَّيْفُ والرُّمْحُ
وَقَفُوا غَدَاةَ النَّفْرِ ثم تَصَفَّحُوا / فَرَأَوا اُسَارَى الدَّمْعِ كيف تُسَرَّحُ
كَافأْتَ مُتَّجِهِي بِوَجْهِيَ نَحْوَكُمْ / ونواظرُ الأملاكِ نَحْوِيَ طُمَّحُ
أَيّامَ رَوَّعَنِي الزَّمَانُ بِرَيْبِهِ / وأَجَدَّ بِي خَطْبُ الفِرارِ الأَفْدَحُ
وَلَئِنْ أَتَانِي صَرْفُهُ من مَأْمَنِي / فالدَّهْرُ يُجْمِلُ تارةً ويُجلِّحُ
فَكَأَنَّما الإظلامُ أَيْمُ أَرْقَطُ / وكأَنَّما الإِصْباحُ ذِئبٌ أَضْبَحُ
صَدَعَ الزَّمانُ جميعَ شَمْلِيَ جائراً / إنَّ الزَّمانَ مُمَلَّكٌ لا يُسْجِحُ
فَقَضَى بِحَطِّي عن سَمَائِيَ واقْتَضَى / رِحَلاً تُطِيْحُ رَكَائِبِي وتُطَلِّحُ
يَمَّمْتُها سَرَقُسْطَةً وَهْيَ المَدَى / والدَّهْرُ يَكْبَحُ واعتزامِي يَجْمَحُ
حَيْثُ العُلاَ تُجْلَى وآثارُ المُنَى / تُجْنَى وساعِيَةُ المَطَالِبِ تُنْجَحُ
والنَّفْسُ تُوْقِنُ أنَّ عَهْدَكَ في النَّدَى / مُوفٍ بما طَمَحَتْ إليه وتَطْمَحُ
فَحَيَا المُنَى مِنْ بَحْرِ جُوْدِكَ يُمْتَرَى / وَسَنَا الضُّحَى مِنْ زَنْدِ مَجْدِكَ يُقْدَحُ
والشِّعْرُ إنْ لم أَعْتَقِدْهُ شريعةً / أُمْسِي إليها بالحِفَاظِ وأُصْبِحُ
فَبِسِحْرِهِ مَهْمَا دَعَوتُ إجَابةٌ / ولِفِكْرِهِ مَهْمَا اجْتَلَيْتُ تَوَضُّحُ
فاذْخَرْ مِنَ الكَلِمِ العَليِّ لآلِئاً / يَبْأَيَ بها جِيدُ العلا ويَجْبَحُ
وارْبَأْ بِمَجْدِكَ عن سَوَاقِطِ سُقَّطٍ / هي في الحقيقةِ مَقْدَحُ لا مَمْدَحُ
ونظامُ مُلْكِكَ رائِقٌ مُتَنَاسِبٌ / فَكَمَا جَلَلْتُمْ فَلْيُجَلَّ المُدَّحُ
بلادٌ غَدَتْ يَأْجُوْجُ فيها فَأَفْسَدَتْ
بلادٌ غَدَتْ يَأْجُوْجُ فيها فَأَفْسَدَتْ / فكنتَ كذي القَرْنَيْنِ والجَحْفَلُ السَّدُّ
وما زالَ شَرْقِيُّ المَرِيَّة عاطلاً / إلى أنْ عَلاَهَا من رؤوسِهِمُ عِقْدُ
قد عَوَّضُوا من بائناتِ جُسومِهِمْ / بِمُصْمَتَةٍ لا عَظْمَ فيها ولا جِلْدُ
كَأَنّهُمُ فيها غرابيبُ وُقَّعٌ / على باسقاتٍ لا تَرُوْحُ ولا تَغْدُو
هامَ صَرْفُ الرَّدَى بِهَامِ الأعادِي / أنْ سَمَتْ نَحْوَهُمْ لها أَجْيَادُ
وَتَرَاءتْ بِشَرْعِها كَعُيُونٍ / دَأْبُهَا مِثْلُ خائِفِيْها سُهادُ
ذاتُ هُدْبٍ من المَجَادِيْفِ حاكٍ / هُدْبَ باكٍ لِدَمْعِهِ إِسْعادُ
حُمَمٌ فوقها من البيضِ نارٌ / كُلُّ مَنْ أُرْسِلَتْ عليه رَمَادُ
ومِنْ الخَطِّ في يَدِيْ كلِّ ذِمْرٍ / أَلِفٌ خَطَّها على البحر صادُ
لقد سَامَنِي هُوْناً وخَسْفاً هَوَاكُمُ
لقد سَامَنِي هُوْناً وخَسْفاً هَوَاكُمُ / ولا غَرْوَ عِزُّ الصَّبِّ أَنْ يَتَعَبَّدَا
إِذا شِئْتَ تنكيلاً وتَنْكِيْدَ عِيشةٍ / فَحَسْبُكَ أَنْ تَهْوَى سُلَيْمَى ومَهْدَدَا
وإنْ تَبْغِ إِحساناً وإحمادَ مَقْصَدٍ / فَحَسْبُكَ أَنْ تَلْقَى ابنَ مَعْنٍ مُحَمَّدَا
حليمٌ وقد خَفَّتْ حُلُوْمٌ فلو سَرَى / بِعُنْصُرِ نارٍ حِلْمُهُ ما تَصَعَّدَا
جَوَادٌ لَوَانَّ الجُوْدَ بارَى يَمِيْنَهُ / لَكَانَ قرارُ الحربِ في الناسِ سَرْمَدَا
ذَكِيٌّ لَوَ أنَّ الشَّمْسَ تَحْوِي ذكاءه / لَمَا وَجَدَ الظَّمْآنُ للماءِ مَوْرِدا
ولو في الحِدادِ البِيْضِ حِدَّةُ ذِهْنِهِ / لَمَا صَاغَ داودُ الدِّلاَصَ المُسَرَّدَا
سَلِ البَانَةَ الغَينَاءَ عن مَلْعَبِ الجُرْدِ
سَلِ البَانَةَ الغَينَاءَ عن مَلْعَبِ الجُرْدِ / ورَوْضَتَها الغَنَّاءَ عن رَشَإِ الأَسْدِ
وسَجْسَجَ ذاكَ الظِّلِّ عن مُلْهِبِ الحَشَا / وسَلْسَلَ ذاكَ الماءِ عن مُضْرِمِ الوَجْدِ
فَعَهْدِي به في ذلك الدَّوْحِ كَانِساً / ومَنْ ليَ بالرُّجْعَى إلى ذلك العَهْدِ
وفي الجنَّةِ الألْفَافِ أَحْوَرُ أَزْهَرٌ / تُلاعِبُ قُضْبَ الرَّنْدِ فيه قَنَا الهِنْدِ
فأيُّ جَنَانٍ لم يُدَعْ نَهْبَ لَوْعَةٍ / وقد لاحَ من تلك المحاسِنِ في جُنْدِ
وفي صُدْغِهِ اللَّيْليِّ نارُ حُبَاحِبٍ / مِنَ القُرْطِ يَصْلاَهَا حَبَابٌ من العِقْدِ
وفي زَنْدِهِ الرَّيَّانِ سُوْرٌ تَعَضُّهُ / فَيَدْمَى كما ثَارَ الشَّرارُ من الزَّنْدِ
أُحاذِرُ أنْ يَنْقَدَّ لِيْناً فأَنْثَنِي / بِقَلْبٍ شَفِيقٍ من تَثَنِّيْهِ مُنْقَدِّ
وقد جَرَحَتْ عَيْنَايَ صَفْحَةَ خَدِّهِ / على خَطَإٍ فاختار قَتْلِي على عَمْدٍ
وآمُلُ من دَمعِي إلاَنَةَ قَلْبِهِ / ولا أَثَرٌ لِلْغَيْثِ في الحَجَرِ الصَّلْدِ
وإنِّي بذاتِ الأَيْكِ أُسْعِدُ وُرْقَةُ / فهل عند ذاتِ الطَّوْقِ ما لِلْهَوَى عِنْدِي
ولكَ مِنْ نَهْرٍ صَؤوْلٍ مُجَلْجِلٍ / كأنَّ الثَّرَى مُزْنٌ به دائمُ الرَّعْدِ
إذا صافَحَتْهُ الرِّيْحُ تَصْقُلُ مَتْنَهُ / وتَصْنَعُ فيه صُنْعَ داودَ في السَّرْدِ
كأنَّ يَدَ المَلْك ابنِ مَعْنٍ مُحَمَّدٍ / تُفَجِّرُهُ مِنْ مَنْبَعِ الجُوْدِ والرِّفْدِ
ويَرْفُلُ في أزهارِهِ واخضرارِهِ / كما رَفَلَتْ نُعْمَاهُ في حُلَلِ الحَمْدِ
وقد وَرَدَتْ في غَمْرِهِ نُهَّلُ القَطَا / كما ازدَحَمَتْ في كَفِّه قُبَلُ الوَفْدِ
مَفِيْضُ الأيادِي فوقَ أَدْنَى وأَرْفَعٍ / وصَوْبُ الغَوَادِي شامِلُ الغَوْرِ والنَّجْدِ
فَمِنْ جُوْدِهِ ما في الغَمَامةِ من حَياً / ومِنْ نُوْرِهِ ما في الغَزَالَةِ مِنْ وَقْدِ
تَلأْلأ كالإِفْرِنْدِ في صَارِمِ النُّهَى / وكُرِّرَ كالإبْرِيْزِ في جَاحِمِ الوَقْدِ
وإنْ وَلِهَتْ فيه أَذَيْهانُ مَعْشَرٍ / فلا فَضْلَ للأنوار في مُقْلَةِ الخُلْدِ
ومِنْكَ أَخَذْنا القولَ فيكَ جَلاَلَةً / وما طابَ ماءُ الوِرْدِ إلاَّ من الوِرْدِ
أَيَا شَجَرَاتِ الحَيِّ مِنْ شاطئ الوادِي
أَيَا شَجَرَاتِ الحَيِّ مِنْ شاطئ الوادِي / سَقَاكِ الحَيَا سُقْيَاكِ للدَّنِفِ الصَّادِي
فَكَانَتْ لنا في ظِلِّكُنَّ عَشِيَّةٌ / نَسِيْتُ بها حُسْناً صَبِيْحَةَ أَعيادِي
بها ساعَدَتْنِي مِنْ زمانِي سَعَادةٌ / فَقَابَلَنِي أُنْسُ الحبيب بإسْعادِي
فَيَا شَجَرَاتٍ أَثْمَرَتْ كلَّ لَذَةٍ / جَنَاكِ لذيذٌ لَوْ جَنَيْتِ على الغادِي
فهل لِي إلى الظَّبْي الذي كان آنساً / بِظِلِّك من تجديد عَهْدٍ وتَرْدَادِ
وقَلْبِي على أغصانِ دَوْحِكِ طائرٌ / يَنُوْحُ ويَشْدُوْ والهَوَى نائِحُ شادِ
وسَاجِعةِ الأَطْيَارِ تَشْدُو كأنَّها
وسَاجِعةِ الأَطْيَارِ تَشْدُو كأنَّها / فَتَاةٌ لها الأوراقُ حُجْبٌ وأَسْتارُ
عَجِبْتُ لِغَمَّازِيْنَ عِلْمِي بِجَهْلِهِمْ
عَجِبْتُ لِغَمَّازِيْنَ عِلْمِي بِجَهْلِهِمْ / وإِنَّ قَناتِي لا تَلِيْنُ على الغَمْزِ
تَجَلَّتْ لهمْ آياتُ فَهْمِي ومَنْطِقِي / مُبَيِّنَةَ الإِعجازِ مُلْزِمَةَ العَجْزِ
ولاحتْ لهمْ هَمْزِيَّةٌ أَوْحَدِيَّةٌ / وَوَيْلٌ بها وَيْلٌ لذي الهَمْزِ واللَّمْزِ
رَمَوْهَا بِنَقْصٍ بَيَّنَتْ فيه نَقْصَهُمْ / ومَنْ لَمَسَ الأَفْعَى شَكَا أَلَمَ النَّكْزِ
وإِنْ أَنْكَرَتْ أَفْهامُهُمْ بعضَ هَمْزِهَا / فقد عَرَفَتْ أكبادُهُمْ صِحَّةَ الهَمْزِ
تُطَالِبُني نَفْسِي بما فيه صَوْنُها
تُطَالِبُني نَفْسِي بما فيه صَوْنُها / فأَعْصِي ويَسْطُو شَوْقُها فأُطِيْعُها
ووالله ما يَخْفَى عليَّ ضلالُها / ولكنها تَهْوَى فلا أَسْتَطِيْعُها
بِخَافِقَةِ القُرْطَيْنِ قَلْبُكَ خافِقُ
بِخَافِقَةِ القُرْطَيْنِ قَلْبُكَ خافِقُ / وعن خَرَسِ القُلْبَيْنِ دَمْعُكَ ناطِقُ
وفي مَشْرِقِ الصُّدْغَيْنِ لِلبَدْرِ مَغْرِبٌ / ولِلْفِكْرِ حَالاتٌ وللعَيْنِ شارِقُ
وبين حَصَى الياقوتِ ماءُ وَسَامَةٍ / مُحَلاَّةً عَنْهُ الظِّباءُ السَّوابِقُ
وحَشْوُ قِباب الرَّقْم أَحْوَى مُقَرْطَقٌ / كما آسُ رَوْضٍ عِطْفُهُ والقَرَاطِقُ
غزالٌ رَبِيْبٌ في المَقَاصِرِ كانِسٌ / وخُوْطٌ رَطيْبٌ بالغرائرِ وارِقُ
مَسَاعِيْكَ في نَحْرِ العَدُوِّ سِهَامُ
مَسَاعِيْكَ في نَحْرِ العَدُوِّ سِهَامُ / ورَأْيُكَ في هَامِ الضَّلالِ حُسامُ
ولَمْحُكَ يُرْدِي القِرْنَ وَهْوَ مُدَجَّجٌ / وذِكْرُكَ يَُْنِي الجَيْشَ وَهْوَ لُهامُ
كأنَّكَ لا تَرْضَى البسيطةَ مَنْزِلاً / إذا لم يُطَنِّبْهُ عليكَ قَتَامُ
كأنَّكَ خِلْتَ الشَّمْسَ خَوْداً فلم يَزَلْ / يُقَنِّعُها بالنَّقْعِ منكَ لِثامُ
وقد يَحْسِبُوْنَ السِّلْمَ منك سَلامَةً / ورُبَّ مَنامٍ دَبَّ فيه حِمامُ
وبين المَسِيْحِيَّاتِ لِي سَامِرِيَّةٌ
وبين المَسِيْحِيَّاتِ لِي سَامِرِيَّةٌ / بَعِيْدٌ على الصَّبِّ الحَنِيْفيِّ أن تَدْنُو
مُثَلِّثَةٌ قد وحَّدَ اللهُ حُسْنَها / فَثُنِّيَ في قَلْبِي بها الوَجْدُ والحُزْنُ
وطَيَّ الخِمارِ الجَوْنِ حُسْنٌ كأنَّما / تَجَمَّعَ فيه البَدْرُ والليلُ والدَّجْنُ
وفي مَقْعِدِ الزُّنَّارِ عَقْدُ صَبَابَتِي / فَمِنْ تَحْتِهِ دِعْصٌ ومِنْ فوقه غُصْنُ
وفي ذلك الوادِي رَشاً أَضْلُعي له / كِناسٌ وقُمْرِيٌّ فوادِي له وَكْنُ
دُوَيْنَ الكَثْيبِ الفَرْدِ قُضْبٌ وكُثْبانُ
دُوَيْنَ الكَثْيبِ الفَرْدِ قُضْبٌ وكُثْبانُ / عليها لِوُرْقِ الوَجْدِ سَجْعٌ وإِرْنانُ
وفي ظُلَلِ الأفْنانِ خُوْطٌ على نَقَاً / مَنيْعُ الجَنى لَدْنُ التَأَوُّدِ فَيْنانُ
وفي مَكْنِسِ الرَّقْمِ المُنَمْنَمِ أَحْوَرُ / كأنَّ مصاليْتَ الظُّبَى منه أَجْفانُ
وبين دَرَارِيِّ القلاََئِدِ نَيِّرٌ / له الحُسْنُ تَمًّ والتَّلَثُّمُ نُقْصانُ
على صُدْغِهِ الشِّعْرَى تَلُوْحُ وتَلْتَظِي / وفي نَحْرِهِ الجَوْزَاءُ تَزْهَى وتَزْدَانُ
وما بَالُ طَرْفِي لا يُوَافِيكَ شاكِياً / وطَرْفُكَ في كلِّ الأحايِيْن وَسْنانُ
وفي ثَغْرِكَ الوَضَّاحِ رِيُّ لُبَانَتِي / فَظَلْمُكَ صَدْآءٌ وقلبيَ صَدْيانُ
تَسُحُّ بأهواءِ الوَرَى منه راحَةٌ / شآبِيْبُها فيها لُجَيْنٌ وعِقْيَانُ
وما كَيَمِيْنَيْهِ الفُرَاتُ ودِجْلَةٌ / وإنْ حَكَمُوا أنَّ المَرِيَّةَ بَغْدَانُ
به اعتَدَلَتْ أزمانُها وهواؤُها / فكانونُ أيلولٌ وتَمُّوزُ نَيْسانُ
حَاشَا لِعَدْلِكَ يا ابنَ مَعْنٍ أنْ يُرَى / في سِلْكِ غَيْرِي دُرِّيَ المَكْنُونُ
وإلَيْكَهَا تَشْكُو استلابَ مَطِيِّها / عُجْ بالحِمَى حَيْثُ الخِماصُ العِيْنُ
فاحكُمْ لها واقطَعْ لِسَاناً لا يَداً / فلسانُ مَنْ سَرَقَ القريضَ يَمِيْنُ
رُوَيْدَكَ أَيُّها الدَّمْعُ الهَتُوْنُ / فَدُوْنَ عِيَانِ مَنْ أَهْوَى عُيُونُ
يُظَنُّ بظاهِرِي حِلْمٌ وفَهْمٌ / ودِخْلَةُ باطِني فيه جُنُونُ
إلى كم ذا أُسَتِّرُ ما ألاقي / وما أُخْفِيْهِ مِنْ شَوْقِي يَبِيْنُ
نويرةُ بِي نويرةُ لا سِواها / ولا شَكَّ فقد وَضَحَ اليَقِيْنُ
أسَالَتْ غَدّاةَ البَيْنِ لُؤلُؤَ أَجْفَانِ
أسَالَتْ غَدّاةَ البَيْنِ لُؤلُؤَ أَجْفَانِ / وأَجْرَتْ عَقِيْقَ الدَّمْعِ في صَحْنِ عِقْيَانِ
وأَلْقَتْ حُلاَهَا مِنْ أَسىً فكأنَّما / أَطَارَتْ شَوَادِي الوُرْقِ عن فَنَنِ البانِ
وأَذْهَلَها داعِي النَّوَى عن تَنَقُّبٍ / فَحَيَّا مُحَيَّاهَا بِتُفَّاحِ لُبْنَانِ
وقد أَطْبَقَتْ فوق الأَقَاحِي بَنَفْسَجاً / كما خَمَشَتْ وَرْداً بِعُنَّابِ سُوْسَانِ
وليلٍ بهيْمٍ سِرْتُهُ ونُجُوْمُهُ / أَزاهِرُ رَوْضٍ أو سَوَاهِرُ أَجْفَانِ
كأنَّ الثُّرَيَّا فيه كأسُ مُدَامةٍ / وقد مَالَتِ الجَوْزَاءُ مِيْلَةَ نَشْوَانِ
وما الدَّهْرُ إلاَّ لَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ / وشَمْسُ ضُحَاهَا أحمدُ بنُ سُلَيْمَانِ
وسُقْمُ فؤادِي مِنْ سَقَامِ جُفُوْنِهِ
وسُقْمُ فؤادِي مِنْ سَقَامِ جُفُوْنِهِ / فإنْ نَقِهْتْ عَيْنَاُه فالقَلْبُ نَاقِهُ
مَرَادُ هَوىً حَفَّتْ به مُرُدُ العِدَى / ودُوْنَ جِنَانِ الخُلْدِ تُلْقَى المَكَارِهُ
وما خُيَلاَءُ الخَيْلِ فيها سَجِيَّةً / ولكنَّها لمَّا امتَطَوْها تَوَائِهُ
فلا تَكْرَهَنْ إنْ خَاسَ قَوْمٌ بِعَهْدِهِمْ / عَسَى الخَيْرُ في الشيء الذي أنت كَارِهُ
فَنَصْرُكَ أيّاً ما سَلَكْتَ مُسَايِرٌ / وفَتْحُكَ أيّاً ما اتَّجَهْتَ مُوَاجِهُ
ففي أَنْفُسِ الحُسَّادِ منها هَزَاهِرٌ / وفي أَلْسُنِ النُّقَّادِ منها زَهَازِهُ
ومَنْ جَرَحَتْهُ مُقْلَتَاكِ نُوَيْرةُ
ومَنْ جَرَحَتْهُ مُقْلَتَاكِ نُوَيْرةُ / فليس يُرَجِّي مِنْ جِرَاحِ الأَسَى أَسْوَا
أَرَى كلَّ ذِي سَلْوَى رآكِ مُتَيَّماً / فما أَكْثَرَ البَلْوَى بِحُسْنِكِ والشَّكْوَى
ونارُ الأَسَى تَخْبُو بِقُرْبِ نويرة / ومَنْ لِي بأنْ آوِي إلى جَنَّةِ المَأْوَى
وفي شِرْعَةِ التَّثْلِيْثِ فَرْدُ مَحَاسِنٍ / تَنَزَّلَ شَرْعُ الحُبِّ مِنْ طَرْفِهِ وَحْيَا
وأُذْهِلُِ نَفْسِي في هَوَى عِيْسَوِيَّةٍ / بها ضَلَّتِ النَّفْسُ الحَنِيْفَيَّةُ الهَدْيَا
فَمَنْ لِجُفُوْنِي بالتماحِ نُوَيْرَةٍ / فَتَاةٌ هي المَرْدَى لِنَفْسيَ والمَحْيَا
سَبَتْنِي على عَهْدٍ من السِّلْم بيننا / ولَوْ أنَّها حَرْبٌ لكانتْ هي السَّبْيَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025