القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّيّد الحِمْيري الكل
المجموع : 40
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن / يُنزَّلَ في التنزيلِ ما كان أَوْجَبا
قضى فيه قبل الوحي خير قضية / فأنزلها الرحمن حقاً مرتبا
على قاتلِ الصيدِ الحرامِ كمثلهِ / من النَّعَمِ المفروضِ كان مُعَقَّبا
إلى البيت بيتِ الله معتمِداً إذا / تعمَّده كيلا يَعودَ فَيعطَبا
وسلَّمَ جبريلٌ وميكالُ ليلةً / عليه وإسرافيلُ حيَّاه مُعْرِبا
أحاطوا به في روعةٍ جاءَ يَستقي / وكلٌّ علىْ ألفٍ بها قد تحزَّبا
ثلاثة آلاف ملائكَ سلَّموا / عليه فأدناهمْ وحَيّا ورحَّبا
وأعتقَ ألفاً من صُلبِ مالهِ / أراد بهم وجهَ الإلهِ وسيَّبا
وليلةَ قاما يَمشيان بِظُلمةٍ / يجوبان جِلباباً من الليلِ غَيْهَبا
إلى صنم كانت خُزاعة كلُّها / تُوَقِّرُه كي يَكسراه ويَهربا
فقال اعْلُ ظهري يا عليُّ وحُطَّه / فقامَ به خيرُ الأَنامِ مركَّبا
يُغادِرُه قضّاً جُذاذاً وقال ثُبْ / جزاكَ به ربي جَزاءً مؤرَّبا
لِعَلوةَ زارَ الزائرُ المتأوِّبُ
لِعَلوةَ زارَ الزائرُ المتأوِّبُ / ومن دون مَسراها الصِّفاحِ فَكبْكَبُ
تسدَّتْ إلينا بعد هَدو ودونَها / طويلُ الذُّرى من بطنِ نَخلَة أَغلب
فقلت لها أنَّى اهتديتِ ودونَنا / قِفارٌ تَرامى بالركائبِ سَبْسَبُ
مخوف الرّدى قفرٌ كأنّ نَعامه / عَذارى عليهنَّ المِلاءُ المجوَّبُ
إلى أهلِ بيتٍ أذهبَ الرجسَ عنهمُ / وصُفُّوا من الأَدناسِ طُرّاً وطُيِّبوا
إلى أهلِ بيتٍ ما لمن كان مؤمِناً / من النّاسِ عنهم في الولايةِ مَذهبُ
وكمْ مِن خَصيمٍ لامني في هَواهمُ / وعاذلةٍ هبّتْ بِلَيْلٍ تُؤنِّبُ
تقولُ ولم تقصِدْ وتعتِبُ ضَلَّةً / وآفةُ أخلاقِ النِّساءِ التعتُّبُ
تركتَ امتداحَ المُفضِلين ذوي النَّدى / ومَن في ابتغاءِ الخير يَسعى ويَرغَبُ
وفارقتَ جيراناً وأهلَ مَودّةِ / ومَن أنت منهم حينَ تُدعى وتُنْسَبُ
فأنتَ غريبٌ فيهمُ متباعدٌ / كأنّك مّما يَتَّقونَكَ أجربُ
تَعٍيبُهمُ في دِينِهم وهمُ بما / تَدينُ به أَزرى عليكَ وأَعْيَبُ
فقلتُ دَعيني لن أُحَبِّر مدحةً / لغيرهمِ ما حجَّ للهِ أَرْكُبُ
أتنهَينَني عن حُبِّ آل محمدٍ / وحُبُّهمُ ممّا بهِ أتقرَّبُ
وحبّهمُ مثلُ الصلاة وإنّه / على الناسِ من بعضِ الصلاةِ لأوْجَبُ
أيا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى
أيا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى / فحتى متى تَخفى وأنتَ قريبُ
يا ابن الوصيِّ ويا سميَّ محمدٍ / وكنيَّه نَفسي عليك تذوبُ
فلو غابَ عنّا عُمرَ نوحٍ لأيقَنَتْ / منّا النفوسُ بأنّهُ سيؤوبُ
أيا راكباً نحو المدينةِ جَسْرَةً
أيا راكباً نحو المدينةِ جَسْرَةً / عُذافِرَةً يَطوي بها كلَّ سبسب
إذا ما هداكَ الله عايَنت جَعفراً / فقل لوليِّ اللهِ وابن المهذبِ
ألا يا أمينَ الله وابنَ أمينِه / أتوبُ إلى الرحمن ثُمّ تأوُّبي
إليك من الأمر الذي كنتُ مُطنِباً / أحاربُ فيه جاهداً كلَّ مُعْرِبِ
إليكَ رددتُ الأمرَ غيرُ مخالِفٍ / وفِئتُ إلى الرحمنِ من كلّ مذهبِ
سوى ما تراه يا ابن بنتِ محمدٍ / فإنّه بِهِ عَقدي وزُلفى تَقرُِّبي
وما كان قولي في بن خولةَ مُبطِناً / معاندةً منّي لنسلِ المطيَّبِ
ولكنْ رَوينا عن وصيِّ محمدٍ / وما كان فيما قال بالمتكذِّبِ
بأن وليَّ الأمر يُفقد لا يُرى / ستيراً كفعل الخائف المترقِّبِ
فيقسِم أموالَ الفقيدِ كأنّما / تغيُّبه بينَ الصفيحِ المُنَصَّبِ
فيمكثُ حيناً ثم يُنْبعُ نَبعةً / كنَبعة جَدِّيٍّ من الأفق كوكبِ
يسيرُ بنصرِ اللهِ من بيت ربّهِ / على سؤدُدٍ منه وأمر مسبَّبِ
يسير إلى أعدائه بلوائه / فيقتلهم قتلاً كحران مغضب
فلمّا روى أنّ ابنَ خولةَ غائبٌ / صَرفنا إليه قولَنا لم نُكذِّبِ
وقلنا هو المهديُّ والقائمُ الذي / يَعيش به من عِدْلِه كلُّ مُجْدِبِ
فإن قلتُ لا فالحقُّ قولُك والذي / أمرتَ فَحتمٌ غيرُ ما مُتَعَصَّبِ
وأُشهِدُ ربّي أنّ قولَك حُجّةٌ / على الخَلق طُرّاً من مُطيعِ ومُذْنبِ
بأنّ وليَّ الأمرِ والقائمَ الذي / تَطَلَّعُ نَفسي نَحوَهُ بِتَطَرُّبِ
له غيبةٌ لا بدّ من أن يَغيبها / فصلّى عليه اللهُ من مُتَغَيِّبِ
فيمكثُ حيناً ثم يظهرُ حِينُه / فيملأُ عدلاً كلَّ شرقٍ ومَغْرِبِ
بذاك أدين اللهَ سِرّاً وجَهرةً / ولستُ وإنْ عُوتبتُ فيهِ بمُعْتِبِ
عليّ عليه رُدتْ الشمسُ مَرَّةً
عليّ عليه رُدتْ الشمسُ مَرَّةً / بِطَيْبَةَ يوم الوَحْيِ بعدَ مَغيبِ
ورُدّتْ له أُخرى ببابلَ بعدَما / عَفت وتدلّت عينُها لِغُروبِ
وقيلَ له أنذرْ عشيرَتكَ الأُولى / وهم من شبابٍ أربعينَ وشِيبِ
فقال لهم إنّي رسولٌ إليكمُ / ولست أراني عندكم بِكذوبِ
وقد جئتكمُ من عندِ ربٍّ مهيمنٍ / جَزيلِ العَطايا للجزيلِ وَهُوبِ
فأيُّكُم يَقفو مَقالي فأمْسِكوا / فقالَ ألا مِن ناطقٍ فَمُجِيبي
ففازَ بها منهم عليٌّ وسادَهُم / وما ذاكَ من عاداتهِ بغريبِ
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وعِزُّهُم
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وعِزُّهُم / إذا الناس خافوا مُهلكاتِ العَواقبِ
عليٌّ هو الحامي المرجَّا بفعلِهِ / لدى كلِّ يومٍ باسلِ الشرِّ عاصبِ
عليٌّ هو المرهوبُ والذائذُ الذي / يَذودُ عن الإسلامِ كلَّ مُناصِبِ
عليٌّ هو الغيثُ الربيعُ مع الحِبا / إذا نَزلت بالناسِ إحدى المصائبِ
عليٌّ هو العُدل الموفّق والرِّضا / وفارجُ لُبسِ المبهماتِ الغرائبِ
عليٌ هو المأوى لكلِّ مُطَرَّدٍ / شريدٍ ومنحوبٍ من الشرِّ هاربِ
عليٌّ هو المهديُّ والمُقتَدى به / إذا الناسُ حاروا في فنونِ المذاهبِ
عليٌّ هو القاضي الخطيبُ بقولِه / يجيءُ بما يعيا به كلّ خاطِبِ
عليٌّ هو الخَصمُ القؤولُ بحجّةٍ / يَرُدُّ بها قولَ العدوِّ المُشاغبِ
عليٌّ هو البدرُ المنيرُ ضِياؤه / يُضيء سَناه في ظلامِ الغياهبِ
عليٌّ أعزُّ الناسِ جاراً وحامياً / وأقتلُهم للقِرنِ يومَ الكتائبِ
عليٌّ أعمُّ الناس حِلماً ونائلاً / وأجودُهم بالمالِ حقّاً لطالبِ
عليٌّ أَكَفُّ الناس عن كلّ مَحْرمٍ / وأتقاهم للهِ في كلّ جانبِ
ألا أيّها اللاَّحي عَليّاً دعِ الخِنا
ألا أيّها اللاَّحي عَليّاً دعِ الخِنا / فما أنتَ من تأنيبِه بِمَصُوَّبِ
أتَلْحى وليَّ اللهِ بعد أَمينِهِ / وصاحبَ حوضٍ شُربُه خيرُ مَشْرَبِ
وحافاتُه دُرُّ ومِسكٌ تُرابُه / وقد حازَ ماءً من لُجينٍ مُذَهَّبِ
متى ما يُرِدْ مولاهُ يَشربْ وإن يُرِدْ / عدُوٌّ له يَرجعْ بِخِزيٍ ويُضْربِ
لَعمرُكَ ما من مسجدٍ بعدَ مسجدٍ
لَعمرُكَ ما من مسجدٍ بعدَ مسجدٍ / بمكّةَ طُهراً أو مصلّى بيثرب
بشرقٍ ولا غربٍ علمنا مكانَه / من الأرض معموراً ولا متجنَّبِ
بِأبينَ فضلاً من مصلّى مباركٍ / بكوفانَ رحبٍ ذي أرأسٍ ومَحْصَبِ
مصلَّى به نُوح تأثَّل وابتنى / به ذاتَ حَيزومٍ وصدرٍ مُحَنَّبِ
وفار به التنّورُ ماءً وعنده / له قيل يا نوحٌ ففي الفُلكِ فاركبِ
وبابُ أميرِ المؤمنين الذي به / ممرُّ أميرُ المؤمنينَ المهذّبِ
إمامُ الهُدى قلّ لي متى أنتَ آيبٌ
إمامُ الهُدى قلّ لي متى أنتَ آيبٌ / فمُنَّ علينا يا إمامُ بِرَجْعةِ
مَلَلنا وطالَ الانتظار فَجُدْ لنا / بحقِّكِ يا قطبَ الوجودِ بِزَوْرةِ
فأنت لهذا الأمرِ قِدما مُعيَّنٌ / كذلك قال اللهُ أنتَ خَليفتي
إذا أنا لم أحفظْ وَصاةَ محمدٍ
إذا أنا لم أحفظْ وَصاةَ محمدٍ / ولا عهدَه يومَ الغديرِ المؤكَّدا
فإنّي كَمَن يَشري الضلالةَ بالهدى / تَنَصَّر من بعد الهُدى أو تَهوّدا
وما لي وتَيْماً أو عديّا وإنّما / أُولو نِعمتي في اللهِ من آلِ أحمدا
تتمُّ صَلاتي بالصلاةِ عليهمُ / وليست صَلاتي بعد أن أتشهَّدا
بكاملةٍ إن لم أُصَلِّ عليهمُ / وأدعو لهم ربّاً كريماً مُمجَّدا
بذلتُ لهم وُدّي ونُصحي ونُصرتي / مدى الدهرِ ما سُمِّيتُ يا صاحِ سيّدا
وإنّ امرأ يَلحى على صدقِ وُدِّهم / أحقُّ وأَولى فيهمُ أن يُفَنَّدا
فإن شئتَ فاختر عاجلَ الغمِّ ضِلةً / وإلاّ فامْسِكْ كي تُصانَ وتُحمدا
أليس عليٌّ كان أوّلَ مؤمنٍ
أليس عليٌّ كان أوّلَ مؤمنٍ / وأوّلَ من صلَّى غُلاماً ووحَّدا
فما زالَ في سرٍّ يَروح ويَغتدي / فيَرقى بثورٍ أو حِراءَ مُصَعَّدا
يُصلّي ويدعو ربّه فهما به / مع المصطفى مثنى وإن كانَ أوحدا
سنين ثلاثاً بعد خمسٍ وأشهراً / كواصل صلّى قبلَ أن يتمرَّدا
ومن ذا الذي قد باتَ فوقَ فراشهِ / وأدنى وسادَ المصطفى فتوسَّدا
وخمَّر منهُ وجهَهُ بِلحافِه / ليدفعَ عنه كيدَ مَن كان أكْيَدا
فلمّا بدا صبحٌ يَلوحُ تَكشَّفت / له قِطَعٌ من حالكِ اللونِ أسوَدا
ودارتْ به أحراسُهم يَطلبونهُ / وبالأمسِ ما سبَّ النبيّ وأوعدا
أتوا طاهراً والطيَّب الطُّهرِ قد مضى / إلى الغار يَخشى فيه أن يَتَورَّدا
فهمُّوا به أن يَقتُلوه وقد سَطَوْا / بأيديهِمِ ضرباَ مُقيماَ ومُقعِدا
فصدّهم عن غارِه عَنكبٌ له / على بابه سَدَّى ووشَّى فجوَّدا
فقال زعيمُ القومِ ما فيه مطلبٌ / ولم يُظفرِ الرحمنُ منهم بهِ يدا
وخصّ رجالاً من قريش بأن بنى / لهم حُجَراً فيهِ وكان مسدّدا
فقيل له اسدُد كلّ بابٍ فتحتَه / سوى بابِ ذي التقوى عليٍّ فسدّدا
وأهوجَ لاحى في عليٍّ وعابَهُ
وأهوجَ لاحى في عليٍّ وعابَهُ / بسفكِ دماءِ من رِجالٍ تَهَوَّدوا
وتلك دماءُ المارقينَ وسفكُها / من اللهِ ميثاق عليهِ مؤكّدُ
هم نَكثوا إيْمانَهم بِنِفاقهمْ / كما أبرقوا من قبل ذاكَ وأرعَدوا
أتَلْحى امرأ ما زال مذ هو يافعٌ / يُصلِّي ويُرضي ربَّه ويُوحِّدُ
وقد كانت الأوثانُ قبلَ صَلاتِه / يُطاف بها في كلِّ يومٍ وتُعبَدُ
أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر
أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر / عَفتْهُ أهاضيبُ السَّحائِب المّطرْ
وجرَّت به الأذيالَ رِيحان خِلفةً / صَباً ودَبورٌ بالعشيّاتِ والبُكَرْ
منازلُ قد كانت تكونُ بجوِّها / هَضيمُ الحشا ريّا الشَّوى سحرُها النَّظرْ
قطوفُ الخُطا خمصانةٌ بَختريّةٌ / كأنّ مُحيّاها سَنا دارةِ القمرْ
رَمتني ببعدٍ بعد قربٍ بها النّوى / فبانَت ولّما أقضِ من عبدةَ الوَطَرْ
ولمّا رأتني خشيةَ البينِ موجعاً / أُكَفكِف منّي أدمعاً فيضُها دُرَرْ
أشارت بأطرافٍ إليَّ ودمعُها / كَنَظْمِ جُمان خانه السِّلكُ فانْتَثَرْ
وقد كنتُ ممّا أحدث البينُ حاذراً / فلم يُغنِ عنّي منه خوفيَ والحذرْ
ألم يَسمعوا يومَ الغديرِ مقالَهُ
ألم يَسمعوا يومَ الغديرِ مقالَهُ / يُؤمِّرُ خيرَ الناسِ عُوداً ومعتصر
يقول ألا هذا ابن عمّي ووارثي / وأوّلُ مَنْ صلّى وأوّلُ مَنْ نَصَرْ
وليُّكمُ بَعدي فوالوا وليَّه / وكانوا لمن عادى عدوّاً لمن كَفَرْ
وصدَّقَ ما قالَ النبيُّ محمّدٌ
وصدَّقَ ما قالَ النبيُّ محمّدٌ / وكان غلاماً حين لم يبلغِ العَشرا
أليسَ عجيباً أنّ آلَ محمدٍ
أليسَ عجيباً أنّ آلَ محمدٍ / قتيلٌ وباقٍ هائمٌ وأسيرُ
تَنام الحمامُ الورقُ عند هُجوعها / ونومُهُمُ عند الرّقاد زَفيرُ
فتى أخواه المُصطفى خيرُ مُرْسَلٍ
فتى أخواه المُصطفى خيرُ مُرْسَلٍ / وخيرُ شهيدٍ ذو الجَناحين جَعْفَرُ
ولما رأيتُ الناسَ في الدين قد غَوَوْا
ولما رأيتُ الناسَ في الدين قد غَوَوْا / تجعفرتُ باسم اللهِ فيمن تَجعفروا
وناديتُ باسم اللهِ واللهُ أكبرُ / وأيقنتُ أنّ اللهَ يَعفو ويَغفِرُ
ويُثبت مهما شاءَ ربّي بأمرِهِ / ويمحو ويقضي في الأُمورِ ويَقدِرُ
ودِنتُ بدينٍ غير ما كنت داينا / به ونَهاني سيّدُ الناسِ جعفرُ
فقلتُ فهَبني قد تهوّدتُ برهةً / وإلاّ فدِيني دينُ من يَتَنَصَّرُ
وإنّي إلى الرحمن من ذاك تائبٌ / وإنّي قد أسلمتُ واللهُ أكبرُ
فلستُ بغالٍ ما حييتُ وراجعٌ / إلى ما عليه كنتُ أُخفي وأُضمرُ
ولا قائلٌ حيٌّ برَضوى محمدٌ / وإن عابَ جهّالٌ مَقالي فأكثروا
ولكنّهُ ممّا مَضى لِسبيلِهِ / على أفضلِ الحالات يُقفى ويُخبرُ
مع الطّيبين الطاهرينَ الأولى لهمْ / من المصطفى فرعٌ زَكيٌّ وعُنصرُ
أفي رسمِ دارٍ إذ وقفَت به قفِر
أفي رسمِ دارٍ إذ وقفَت به قفِر / جَرى لك دمعٌ كالجُمانِ من القَصرِ
ولكنّه أصفى عليّاً وجَعفراً
ولكنّه أصفى عليّاً وجَعفراً / وحمزةَ للهادي المبشَّرِ بالنّصرِ
هم بارزوا الأعداءَ واستوردوا الوغى / بِبدرٍ وما يومٌ بأعظمَ من بدرِ
وشارون من أولاد عمرِو بن عامرٍ / من الأَزد أهل العِزّ والعددِ والدَّثْرِ
ولا يذكروا من كانَ في الحربِ خامِلاً / بَعيدَ مَقامٍ لا يَريشُ ولا يَبري
ومن غَيُّه أغرى بآلِ محمد / وشانَ من يَغدو عليهم ومن يُغْري
ولكنّني أهوى عليّاً وجَعفراً / وحمزةَ والعبّاسَ أهلَ النَّدى الغمرِ
أناس بهم عزّتْ قريشٌ فأصبحت / بهم بعد عُسر في رخاءٍ وفي يُسرِ
ملوكٌ على شرقِ البلادِ وغربِها / أمورهمُ في البرِّ تجري وفي البحرِ
مع العزِّ بالدين الذي أنقذوا به / من النارِ لو كانت قريشٌ ذوي شُكرِ
ولكنّهم خانوا النبيَّ وأَسّسوا / أمورَهمُ في المسلمينَ على كُفْرِ
أجاءَ نبيُّ الحقِّ من آلِ هاشمٍ / لتملكَ تيمٌ دونَهم عُقدةَ الأمرِ
وتصرفُ عن أهلٍ أُتمّ أمورِها / وتملِكُها بالغَصْبِ منهم وبالقَسرِ
أفي حكمِ من هذا فنسمعُ حكمَه / لقد صار عرفُ الدينِ منهمْ إلى نُكْرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025