المجموع : 40
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن / يُنزَّلَ في التنزيلِ ما كان أَوْجَبا
قضى فيه قبل الوحي خير قضية / فأنزلها الرحمن حقاً مرتبا
على قاتلِ الصيدِ الحرامِ كمثلهِ / من النَّعَمِ المفروضِ كان مُعَقَّبا
إلى البيت بيتِ الله معتمِداً إذا / تعمَّده كيلا يَعودَ فَيعطَبا
وسلَّمَ جبريلٌ وميكالُ ليلةً / عليه وإسرافيلُ حيَّاه مُعْرِبا
أحاطوا به في روعةٍ جاءَ يَستقي / وكلٌّ علىْ ألفٍ بها قد تحزَّبا
ثلاثة آلاف ملائكَ سلَّموا / عليه فأدناهمْ وحَيّا ورحَّبا
وأعتقَ ألفاً من صُلبِ مالهِ / أراد بهم وجهَ الإلهِ وسيَّبا
وليلةَ قاما يَمشيان بِظُلمةٍ / يجوبان جِلباباً من الليلِ غَيْهَبا
إلى صنم كانت خُزاعة كلُّها / تُوَقِّرُه كي يَكسراه ويَهربا
فقال اعْلُ ظهري يا عليُّ وحُطَّه / فقامَ به خيرُ الأَنامِ مركَّبا
يُغادِرُه قضّاً جُذاذاً وقال ثُبْ / جزاكَ به ربي جَزاءً مؤرَّبا
لِعَلوةَ زارَ الزائرُ المتأوِّبُ
لِعَلوةَ زارَ الزائرُ المتأوِّبُ / ومن دون مَسراها الصِّفاحِ فَكبْكَبُ
تسدَّتْ إلينا بعد هَدو ودونَها / طويلُ الذُّرى من بطنِ نَخلَة أَغلب
فقلت لها أنَّى اهتديتِ ودونَنا / قِفارٌ تَرامى بالركائبِ سَبْسَبُ
مخوف الرّدى قفرٌ كأنّ نَعامه / عَذارى عليهنَّ المِلاءُ المجوَّبُ
إلى أهلِ بيتٍ أذهبَ الرجسَ عنهمُ / وصُفُّوا من الأَدناسِ طُرّاً وطُيِّبوا
إلى أهلِ بيتٍ ما لمن كان مؤمِناً / من النّاسِ عنهم في الولايةِ مَذهبُ
وكمْ مِن خَصيمٍ لامني في هَواهمُ / وعاذلةٍ هبّتْ بِلَيْلٍ تُؤنِّبُ
تقولُ ولم تقصِدْ وتعتِبُ ضَلَّةً / وآفةُ أخلاقِ النِّساءِ التعتُّبُ
تركتَ امتداحَ المُفضِلين ذوي النَّدى / ومَن في ابتغاءِ الخير يَسعى ويَرغَبُ
وفارقتَ جيراناً وأهلَ مَودّةِ / ومَن أنت منهم حينَ تُدعى وتُنْسَبُ
فأنتَ غريبٌ فيهمُ متباعدٌ / كأنّك مّما يَتَّقونَكَ أجربُ
تَعٍيبُهمُ في دِينِهم وهمُ بما / تَدينُ به أَزرى عليكَ وأَعْيَبُ
فقلتُ دَعيني لن أُحَبِّر مدحةً / لغيرهمِ ما حجَّ للهِ أَرْكُبُ
أتنهَينَني عن حُبِّ آل محمدٍ / وحُبُّهمُ ممّا بهِ أتقرَّبُ
وحبّهمُ مثلُ الصلاة وإنّه / على الناسِ من بعضِ الصلاةِ لأوْجَبُ
أيا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى
أيا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى / فحتى متى تَخفى وأنتَ قريبُ
يا ابن الوصيِّ ويا سميَّ محمدٍ / وكنيَّه نَفسي عليك تذوبُ
فلو غابَ عنّا عُمرَ نوحٍ لأيقَنَتْ / منّا النفوسُ بأنّهُ سيؤوبُ
أيا راكباً نحو المدينةِ جَسْرَةً
أيا راكباً نحو المدينةِ جَسْرَةً / عُذافِرَةً يَطوي بها كلَّ سبسب
إذا ما هداكَ الله عايَنت جَعفراً / فقل لوليِّ اللهِ وابن المهذبِ
ألا يا أمينَ الله وابنَ أمينِه / أتوبُ إلى الرحمن ثُمّ تأوُّبي
إليك من الأمر الذي كنتُ مُطنِباً / أحاربُ فيه جاهداً كلَّ مُعْرِبِ
إليكَ رددتُ الأمرَ غيرُ مخالِفٍ / وفِئتُ إلى الرحمنِ من كلّ مذهبِ
سوى ما تراه يا ابن بنتِ محمدٍ / فإنّه بِهِ عَقدي وزُلفى تَقرُِّبي
وما كان قولي في بن خولةَ مُبطِناً / معاندةً منّي لنسلِ المطيَّبِ
ولكنْ رَوينا عن وصيِّ محمدٍ / وما كان فيما قال بالمتكذِّبِ
بأن وليَّ الأمر يُفقد لا يُرى / ستيراً كفعل الخائف المترقِّبِ
فيقسِم أموالَ الفقيدِ كأنّما / تغيُّبه بينَ الصفيحِ المُنَصَّبِ
فيمكثُ حيناً ثم يُنْبعُ نَبعةً / كنَبعة جَدِّيٍّ من الأفق كوكبِ
يسيرُ بنصرِ اللهِ من بيت ربّهِ / على سؤدُدٍ منه وأمر مسبَّبِ
يسير إلى أعدائه بلوائه / فيقتلهم قتلاً كحران مغضب
فلمّا روى أنّ ابنَ خولةَ غائبٌ / صَرفنا إليه قولَنا لم نُكذِّبِ
وقلنا هو المهديُّ والقائمُ الذي / يَعيش به من عِدْلِه كلُّ مُجْدِبِ
فإن قلتُ لا فالحقُّ قولُك والذي / أمرتَ فَحتمٌ غيرُ ما مُتَعَصَّبِ
وأُشهِدُ ربّي أنّ قولَك حُجّةٌ / على الخَلق طُرّاً من مُطيعِ ومُذْنبِ
بأنّ وليَّ الأمرِ والقائمَ الذي / تَطَلَّعُ نَفسي نَحوَهُ بِتَطَرُّبِ
له غيبةٌ لا بدّ من أن يَغيبها / فصلّى عليه اللهُ من مُتَغَيِّبِ
فيمكثُ حيناً ثم يظهرُ حِينُه / فيملأُ عدلاً كلَّ شرقٍ ومَغْرِبِ
بذاك أدين اللهَ سِرّاً وجَهرةً / ولستُ وإنْ عُوتبتُ فيهِ بمُعْتِبِ
عليّ عليه رُدتْ الشمسُ مَرَّةً
عليّ عليه رُدتْ الشمسُ مَرَّةً / بِطَيْبَةَ يوم الوَحْيِ بعدَ مَغيبِ
ورُدّتْ له أُخرى ببابلَ بعدَما / عَفت وتدلّت عينُها لِغُروبِ
وقيلَ له أنذرْ عشيرَتكَ الأُولى / وهم من شبابٍ أربعينَ وشِيبِ
فقال لهم إنّي رسولٌ إليكمُ / ولست أراني عندكم بِكذوبِ
وقد جئتكمُ من عندِ ربٍّ مهيمنٍ / جَزيلِ العَطايا للجزيلِ وَهُوبِ
فأيُّكُم يَقفو مَقالي فأمْسِكوا / فقالَ ألا مِن ناطقٍ فَمُجِيبي
ففازَ بها منهم عليٌّ وسادَهُم / وما ذاكَ من عاداتهِ بغريبِ
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وعِزُّهُم
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وعِزُّهُم / إذا الناس خافوا مُهلكاتِ العَواقبِ
عليٌّ هو الحامي المرجَّا بفعلِهِ / لدى كلِّ يومٍ باسلِ الشرِّ عاصبِ
عليٌّ هو المرهوبُ والذائذُ الذي / يَذودُ عن الإسلامِ كلَّ مُناصِبِ
عليٌّ هو الغيثُ الربيعُ مع الحِبا / إذا نَزلت بالناسِ إحدى المصائبِ
عليٌّ هو العُدل الموفّق والرِّضا / وفارجُ لُبسِ المبهماتِ الغرائبِ
عليٌ هو المأوى لكلِّ مُطَرَّدٍ / شريدٍ ومنحوبٍ من الشرِّ هاربِ
عليٌّ هو المهديُّ والمُقتَدى به / إذا الناسُ حاروا في فنونِ المذاهبِ
عليٌّ هو القاضي الخطيبُ بقولِه / يجيءُ بما يعيا به كلّ خاطِبِ
عليٌّ هو الخَصمُ القؤولُ بحجّةٍ / يَرُدُّ بها قولَ العدوِّ المُشاغبِ
عليٌّ هو البدرُ المنيرُ ضِياؤه / يُضيء سَناه في ظلامِ الغياهبِ
عليٌّ أعزُّ الناسِ جاراً وحامياً / وأقتلُهم للقِرنِ يومَ الكتائبِ
عليٌّ أعمُّ الناس حِلماً ونائلاً / وأجودُهم بالمالِ حقّاً لطالبِ
عليٌّ أَكَفُّ الناس عن كلّ مَحْرمٍ / وأتقاهم للهِ في كلّ جانبِ
ألا أيّها اللاَّحي عَليّاً دعِ الخِنا
ألا أيّها اللاَّحي عَليّاً دعِ الخِنا / فما أنتَ من تأنيبِه بِمَصُوَّبِ
أتَلْحى وليَّ اللهِ بعد أَمينِهِ / وصاحبَ حوضٍ شُربُه خيرُ مَشْرَبِ
وحافاتُه دُرُّ ومِسكٌ تُرابُه / وقد حازَ ماءً من لُجينٍ مُذَهَّبِ
متى ما يُرِدْ مولاهُ يَشربْ وإن يُرِدْ / عدُوٌّ له يَرجعْ بِخِزيٍ ويُضْربِ
لَعمرُكَ ما من مسجدٍ بعدَ مسجدٍ
لَعمرُكَ ما من مسجدٍ بعدَ مسجدٍ / بمكّةَ طُهراً أو مصلّى بيثرب
بشرقٍ ولا غربٍ علمنا مكانَه / من الأرض معموراً ولا متجنَّبِ
بِأبينَ فضلاً من مصلّى مباركٍ / بكوفانَ رحبٍ ذي أرأسٍ ومَحْصَبِ
مصلَّى به نُوح تأثَّل وابتنى / به ذاتَ حَيزومٍ وصدرٍ مُحَنَّبِ
وفار به التنّورُ ماءً وعنده / له قيل يا نوحٌ ففي الفُلكِ فاركبِ
وبابُ أميرِ المؤمنين الذي به / ممرُّ أميرُ المؤمنينَ المهذّبِ
إمامُ الهُدى قلّ لي متى أنتَ آيبٌ
إمامُ الهُدى قلّ لي متى أنتَ آيبٌ / فمُنَّ علينا يا إمامُ بِرَجْعةِ
مَلَلنا وطالَ الانتظار فَجُدْ لنا / بحقِّكِ يا قطبَ الوجودِ بِزَوْرةِ
فأنت لهذا الأمرِ قِدما مُعيَّنٌ / كذلك قال اللهُ أنتَ خَليفتي
إذا أنا لم أحفظْ وَصاةَ محمدٍ
إذا أنا لم أحفظْ وَصاةَ محمدٍ / ولا عهدَه يومَ الغديرِ المؤكَّدا
فإنّي كَمَن يَشري الضلالةَ بالهدى / تَنَصَّر من بعد الهُدى أو تَهوّدا
وما لي وتَيْماً أو عديّا وإنّما / أُولو نِعمتي في اللهِ من آلِ أحمدا
تتمُّ صَلاتي بالصلاةِ عليهمُ / وليست صَلاتي بعد أن أتشهَّدا
بكاملةٍ إن لم أُصَلِّ عليهمُ / وأدعو لهم ربّاً كريماً مُمجَّدا
بذلتُ لهم وُدّي ونُصحي ونُصرتي / مدى الدهرِ ما سُمِّيتُ يا صاحِ سيّدا
وإنّ امرأ يَلحى على صدقِ وُدِّهم / أحقُّ وأَولى فيهمُ أن يُفَنَّدا
فإن شئتَ فاختر عاجلَ الغمِّ ضِلةً / وإلاّ فامْسِكْ كي تُصانَ وتُحمدا
أليس عليٌّ كان أوّلَ مؤمنٍ
أليس عليٌّ كان أوّلَ مؤمنٍ / وأوّلَ من صلَّى غُلاماً ووحَّدا
فما زالَ في سرٍّ يَروح ويَغتدي / فيَرقى بثورٍ أو حِراءَ مُصَعَّدا
يُصلّي ويدعو ربّه فهما به / مع المصطفى مثنى وإن كانَ أوحدا
سنين ثلاثاً بعد خمسٍ وأشهراً / كواصل صلّى قبلَ أن يتمرَّدا
ومن ذا الذي قد باتَ فوقَ فراشهِ / وأدنى وسادَ المصطفى فتوسَّدا
وخمَّر منهُ وجهَهُ بِلحافِه / ليدفعَ عنه كيدَ مَن كان أكْيَدا
فلمّا بدا صبحٌ يَلوحُ تَكشَّفت / له قِطَعٌ من حالكِ اللونِ أسوَدا
ودارتْ به أحراسُهم يَطلبونهُ / وبالأمسِ ما سبَّ النبيّ وأوعدا
أتوا طاهراً والطيَّب الطُّهرِ قد مضى / إلى الغار يَخشى فيه أن يَتَورَّدا
فهمُّوا به أن يَقتُلوه وقد سَطَوْا / بأيديهِمِ ضرباَ مُقيماَ ومُقعِدا
فصدّهم عن غارِه عَنكبٌ له / على بابه سَدَّى ووشَّى فجوَّدا
فقال زعيمُ القومِ ما فيه مطلبٌ / ولم يُظفرِ الرحمنُ منهم بهِ يدا
وخصّ رجالاً من قريش بأن بنى / لهم حُجَراً فيهِ وكان مسدّدا
فقيل له اسدُد كلّ بابٍ فتحتَه / سوى بابِ ذي التقوى عليٍّ فسدّدا
وأهوجَ لاحى في عليٍّ وعابَهُ
وأهوجَ لاحى في عليٍّ وعابَهُ / بسفكِ دماءِ من رِجالٍ تَهَوَّدوا
وتلك دماءُ المارقينَ وسفكُها / من اللهِ ميثاق عليهِ مؤكّدُ
هم نَكثوا إيْمانَهم بِنِفاقهمْ / كما أبرقوا من قبل ذاكَ وأرعَدوا
أتَلْحى امرأ ما زال مذ هو يافعٌ / يُصلِّي ويُرضي ربَّه ويُوحِّدُ
وقد كانت الأوثانُ قبلَ صَلاتِه / يُطاف بها في كلِّ يومٍ وتُعبَدُ
أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر
أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر / عَفتْهُ أهاضيبُ السَّحائِب المّطرْ
وجرَّت به الأذيالَ رِيحان خِلفةً / صَباً ودَبورٌ بالعشيّاتِ والبُكَرْ
منازلُ قد كانت تكونُ بجوِّها / هَضيمُ الحشا ريّا الشَّوى سحرُها النَّظرْ
قطوفُ الخُطا خمصانةٌ بَختريّةٌ / كأنّ مُحيّاها سَنا دارةِ القمرْ
رَمتني ببعدٍ بعد قربٍ بها النّوى / فبانَت ولّما أقضِ من عبدةَ الوَطَرْ
ولمّا رأتني خشيةَ البينِ موجعاً / أُكَفكِف منّي أدمعاً فيضُها دُرَرْ
أشارت بأطرافٍ إليَّ ودمعُها / كَنَظْمِ جُمان خانه السِّلكُ فانْتَثَرْ
وقد كنتُ ممّا أحدث البينُ حاذراً / فلم يُغنِ عنّي منه خوفيَ والحذرْ
ألم يَسمعوا يومَ الغديرِ مقالَهُ
ألم يَسمعوا يومَ الغديرِ مقالَهُ / يُؤمِّرُ خيرَ الناسِ عُوداً ومعتصر
يقول ألا هذا ابن عمّي ووارثي / وأوّلُ مَنْ صلّى وأوّلُ مَنْ نَصَرْ
وليُّكمُ بَعدي فوالوا وليَّه / وكانوا لمن عادى عدوّاً لمن كَفَرْ
وصدَّقَ ما قالَ النبيُّ محمّدٌ
وصدَّقَ ما قالَ النبيُّ محمّدٌ / وكان غلاماً حين لم يبلغِ العَشرا
أليسَ عجيباً أنّ آلَ محمدٍ
أليسَ عجيباً أنّ آلَ محمدٍ / قتيلٌ وباقٍ هائمٌ وأسيرُ
تَنام الحمامُ الورقُ عند هُجوعها / ونومُهُمُ عند الرّقاد زَفيرُ
فتى أخواه المُصطفى خيرُ مُرْسَلٍ
فتى أخواه المُصطفى خيرُ مُرْسَلٍ / وخيرُ شهيدٍ ذو الجَناحين جَعْفَرُ
ولما رأيتُ الناسَ في الدين قد غَوَوْا
ولما رأيتُ الناسَ في الدين قد غَوَوْا / تجعفرتُ باسم اللهِ فيمن تَجعفروا
وناديتُ باسم اللهِ واللهُ أكبرُ / وأيقنتُ أنّ اللهَ يَعفو ويَغفِرُ
ويُثبت مهما شاءَ ربّي بأمرِهِ / ويمحو ويقضي في الأُمورِ ويَقدِرُ
ودِنتُ بدينٍ غير ما كنت داينا / به ونَهاني سيّدُ الناسِ جعفرُ
فقلتُ فهَبني قد تهوّدتُ برهةً / وإلاّ فدِيني دينُ من يَتَنَصَّرُ
وإنّي إلى الرحمن من ذاك تائبٌ / وإنّي قد أسلمتُ واللهُ أكبرُ
فلستُ بغالٍ ما حييتُ وراجعٌ / إلى ما عليه كنتُ أُخفي وأُضمرُ
ولا قائلٌ حيٌّ برَضوى محمدٌ / وإن عابَ جهّالٌ مَقالي فأكثروا
ولكنّهُ ممّا مَضى لِسبيلِهِ / على أفضلِ الحالات يُقفى ويُخبرُ
مع الطّيبين الطاهرينَ الأولى لهمْ / من المصطفى فرعٌ زَكيٌّ وعُنصرُ
أفي رسمِ دارٍ إذ وقفَت به قفِر
أفي رسمِ دارٍ إذ وقفَت به قفِر / جَرى لك دمعٌ كالجُمانِ من القَصرِ
ولكنّه أصفى عليّاً وجَعفراً
ولكنّه أصفى عليّاً وجَعفراً / وحمزةَ للهادي المبشَّرِ بالنّصرِ
هم بارزوا الأعداءَ واستوردوا الوغى / بِبدرٍ وما يومٌ بأعظمَ من بدرِ
وشارون من أولاد عمرِو بن عامرٍ / من الأَزد أهل العِزّ والعددِ والدَّثْرِ
ولا يذكروا من كانَ في الحربِ خامِلاً / بَعيدَ مَقامٍ لا يَريشُ ولا يَبري
ومن غَيُّه أغرى بآلِ محمد / وشانَ من يَغدو عليهم ومن يُغْري
ولكنّني أهوى عليّاً وجَعفراً / وحمزةَ والعبّاسَ أهلَ النَّدى الغمرِ
أناس بهم عزّتْ قريشٌ فأصبحت / بهم بعد عُسر في رخاءٍ وفي يُسرِ
ملوكٌ على شرقِ البلادِ وغربِها / أمورهمُ في البرِّ تجري وفي البحرِ
مع العزِّ بالدين الذي أنقذوا به / من النارِ لو كانت قريشٌ ذوي شُكرِ
ولكنّهم خانوا النبيَّ وأَسّسوا / أمورَهمُ في المسلمينَ على كُفْرِ
أجاءَ نبيُّ الحقِّ من آلِ هاشمٍ / لتملكَ تيمٌ دونَهم عُقدةَ الأمرِ
وتصرفُ عن أهلٍ أُتمّ أمورِها / وتملِكُها بالغَصْبِ منهم وبالقَسرِ
أفي حكمِ من هذا فنسمعُ حكمَه / لقد صار عرفُ الدينِ منهمْ إلى نُكْرِ