المجموع : 82
إِليكَ كما جرَّ النسيمُ بسحرة
إِليكَ كما جرَّ النسيمُ بسحرة / على صفحاتِ الروض فَضْل ردائِه
سلاماً يحكي الروضَ عند اقتباله / وجِدَّتِهِ في طيبه وروائِه
وبطنٍ من الوادي حللنا مَقِيلة
وبطنٍ من الوادي حللنا مَقِيلة / وفي ضِفَّتَيهِ العُشْبُ يدعوكَ للخصب
لمُسْتَشْرفٍ زَرّتْ فوارزَ جَيْبِه / على جسمِ مَيْثاء الثرى ناعمُ القضب
بَرُودَ مدبّ الظل فينان أَخضر / عطير شميم الريح يلهي عن الكَرْب
إِذا اطردت أنهاره خلت جنة / بِمَدْرَجَةِ الأرواح قامت إلى اللعب
أُتيح لها منها حبيكُ سلاسل / تُناط بأيدي الريح من باردٍ عَذْب
إلى روضةِ الآدابِ ريحانة الندى
إلى روضةِ الآدابِ ريحانة الندى / تحايا حفاظ حركتها يدُ الودِّ
فجاءت كأنفاسِ الرياح تسحّبتْ / على رشحاتِ الطَّلِّ من وجنة الورد
وَالطَيرُ جَذلان مُبتَهِج / بَينَ فارِدٍ وَمُزدَوِج
قَد صدح ومرح / وغنى بكل مقترح
جوارٍ على قضب الأراك تناوحت / وما هي للأحشاء إِلاّ جوارح
هو الحديقة إِلاّ أن صبيها / صوب النهي وجناه زهرة الكلم
لا بل هو السلك لم تنظم جواهره / أيَدي النواظم لكن برية القلم
يسيل به نقل الحظى فترده / رجاحة أعكان له وترائب
فما روضة أبدت بكل كِمامة
فما روضة أبدت بكل كِمامة / من المائسات اللُدن للنور كوكبا
يباكوها ركبُ السَحابُ مُخضِّلاً / ويُمسي وقد عاد المُسحّ المُطَنِّبا
وينضح شريان الغمام بسُمرةٍ / عليها بطَلٍّ ما ألذَّ وأَطيبا
فترشِفه والرشف أنقع للصدى / فيغدو بها ثغر الأقاحيّ أشنبا
وما النَشْر من دارَين جاء عشية / يضمّخُ أنفاسَ الرياض مع الصَبا
وما أصَهبٌ من مسك تُبَّتَ ضمّنت / نوافجه من عنبر الشِحْر أشْهَبا
بأبهجَ منه أو بأعطَر نفحة / إِذا رحت أهديه إليك تحببا
إِليك حفاظ الود ليس ببارح / وثيق عُرَى الإِخلاض لم يُلفَ قُلَّبَا
ولما تفاوَضْنا الحديثَ وأقبلتْ
ولما تفاوَضْنا الحديثَ وأقبلتْ / عَليَّ بِعَتْبٍ لا أبالَكَ من عَتْب
هصرتُ بأغصانِ المنى من حديثها / وقمت صريع العَتْب أزهو على الشَرْب
تناولني الاشفاق مزجاً بقسوة / وتفتر أحياناً عن البارد العذب
لترمز أني في الهوى ملء عينها / وتظهر للواشين في سلمها حربي
فديتك لا أختار حبيك مذهبا / إِذا لم أكن جلداً على الجد واللعب
فإن تصرمي طوعاً وكرهاً ولم أكن / عليك بحال لا دعيت بذي حب
فكيف وقد شاهدت منك مخائلاً /
ثلاثين قاض عُدَّ من بعد أَربع
ثلاثين قاض عُدَّ من بعد أَربع / موالٍ لهم مدنٌ تُعٌّد رحاب
فأم القرى قدسٌ دمشقُ مدينةٌ / طرابُلُسٌ مصر وبغداد عنتاب
كذا حلب مغنيصة ثم صاقز / وأَدرنة بوسنا سواري سِناب
وصوفية أَيضاً سنانيك بعدها / ديار بني بكر فذاك صواب
كتاهية أَيوب من بعد فلبة / وقونية يحصي الجميع حساب
وتيرة انكورية ثم برسة / ومملكة السلطان فهي تهاب
بلغراد قيسارية عد مرعشا / كذلك ينكي شهر ليس تعاب
بخانية ثم اسكدار وغلطة / وأزمير مع أزروم ثم نصاب
سلام له من نشر دارين نفحةً
سلام له من نشر دارين نفحةً / تحدث عنها الروض والمندل الرطبُ
تحمّله ركب النسيم مراوحاً / مغانيك شوقاً ما أناخ بك الركب
بريحانة المود تندى غضارة / إِذا حدثت عنك الأخلاء والصحب
وإن لم تكن كتبي تمتّ سطورها / بسابقة مني إليك فلا عتب
سمعت وبعض السمع يعضده الهوى / فيفضل رؤيا العين فارقها القلب
مهينمة جاءت بأوصاف ماجد
مهينمة جاءت بأوصاف ماجد / إِذا حل مصراً حَلّ في أرضها الخصب
فقمت وفي أذنيِّ فضل حديثها / وقد طربت مني السويداء واللب
ابث إِلى علياه بعض خلاله / وهذا لساني بالثناء له رطب
ويا ليلة أفنيتُ فاحم نَفْسها
ويا ليلة أفنيتُ فاحم نَفْسها / بفكريَ في مُهْراق بيض المنى كتبا
عبرت بها بحر الهموم فلم أجد / به لارتقاب الفجر شرقاً ولا غرباً
فهبْ حَلَّقتْ بالفجر عنقاء مغرب / فأين استقلا حين ناما فما هبا
يُخَيِّلُ لي أَن النجومَ شَواخصٌ / حيارى على إِثريهما ترقب الدربا
أَتبغي انتظار القارظِيّيْن منهما / نجوم الدجى من بعد ما قضيا نحبا
سقت مستهلات الدموع السوارب
سقت مستهلات الدموع السوارب / معاهد هاتيك البدور والغوارب
وحيا الحيا الربعي فضل تأنس / سرقناه من أيدي الزمان المغاضب
إذا العيش بسام يرف به الصبا / رفيف الخزامى في أكف الجنائب
وبطن من الوادي حللنا مسيله
وبطن من الوادي حللنا مسيله / خلال غصون عاكفات على الشَرب
تنقط منه الشمس في مسكة الثرى / مدبَّ عذار الظل من وجنة الترب
بِخيلانِ كافور الشعاع كأنما / ابتْ غير جلد النمر يُفرش للصحب
وميثاءً لا تحتلُّها الشمس ثرة
وميثاءً لا تحتلُّها الشمس ثرة / تهدّل فيها بالجنى ناعُم القُضْب
كأنَّ عناقَ الغُصن منها لشبههِ / تعانُقُ نشْوانينْ في منتهى الشُرْبِ
سلام كما افتْرَّ الأقاحِي في الربى
سلام كما افتْرَّ الأقاحِي في الربى / وسارت بعَرْف الروض ريدانَة الصَبا
يوافيك عن قلب أكيد وداده / وثيق عُرَى الإِخلاص لم يُلْفَ قُلَّبا
وأهيفَ مهضوم الحشا كاد رقصه
وأهيفَ مهضوم الحشا كاد رقصه / يُحكّمُ فينا السحر من كل جانب
يسيل به نقل الخطا فتردّه / رجاحة أعكان له ومناكب
أيا محتداً هزت نسائم ذكره
أيا محتداً هزت نسائم ذكره / وقد هينمت في الجو تُنشي وتُطرِب
بريحانة للودِّ تنْدَى غضارةً / لها من طريق السمع فينا مسببُ
تهدل من باناس شطٌّ إِلى الفلا
تهدل من باناس شطٌّ إِلى الفلا / فأصبح كالمفلوج سال لعابه
وعهدي بالنصل المقارع في الوغى / يَفلُّ وهذا فُلَّ منه قرابُه
وفي تلعاتِ الصخر قد شق نهره / يزيد فصانت ضفتيه هضابُه
وخير سيوف الهند ما صحَّ متنُه / ومُزِّقَ فوق الشفرتين قرابُه
توغلتُ فيما لستَ مبديه جاهداً
توغلتُ فيما لستَ مبديه جاهداً / ولذَّتْ لي الشكوى وحاقَ بها الصمْت
فمن أين لي خل أُواري بقلبه / لدى الدهر ميتاً في ضميري له خَفْتُ
سقى اللهُ أياماً بغُوطة جِلَّق
سقى اللهُ أياماً بغُوطة جِلَّق / إِلى أرضِها الميثاءِ مسرى تفرجي
إِلى تلعات السفح من قاسيونها / مدارج داري الصبا المتأرج
إِلى مرجها الموشى غب سمائه / إِلى روضها الأحوى الأغن المدبّج
لقد بشّرتنا باقتبالٍ وجدة
لقد بشّرتنا باقتبالٍ وجدة / من الروض انفاس الربيع النوافح
فسِرنا وقضب الواديين نواضِر / نمتها سوارٍ للعشايا نواضح
ترامى بنا والعيش فينا اخضرٌ / على صفحات الروض تلك المسارح
فظلْنا وحنّان النواعير شاحبٌ / يُرنُ جوى والحوض مَلآن طافح
نقارب فيها الخطو والدوحُ عاكفٌ / ونجني قطوف الزهو والزهر فائح
ونألف منها الغَضَّ والظِلُّ وارف / على أرضها الميثاءِ والنهر سارح
ونبتكر اللّذاتِ والجوُّ أدْكَنٌ / بسفك دم الراووق والزِق ناضح
ونُصغي لتَرنام اليراع مُوَقعاً / على شدوات الطير والطلُّ راشح
وللعود من صوتِ القِيان مساجل / وللزِّير من شدو الحمام مطارح
فذا ساقُ حرٍّ فوق ساقٍ مغرَدٌ / يناغيه قُمريُّ على الشطٍ نائح
وهذا ابْن ورقاءٍ على الغصن مفردٌ / لعوب بأطراف الأهازيج صادح
وذاك عراقيٌ من الدُبْس واجدٌ / عزيزُ اسىً عمّا تُجنُّ الجوانح
جوارٍ على قضيب الأراك تناوحت / وما هي إِلاّ للقلوب جوارح
خطرنا بحكم اللهو للسفح خطرة
خطرنا بحكم اللهو للسفح خطرة / سقاها الحيا من خطرة وسقا السفحا
ثنينا بها نحو البطالة والصبا / عنان النهى من حيث لم يعرف النصحا
ومرت على الآثار منها خلائف / نهضنا إِليها كيف شاء الهوى صبحا
وكلاً رعينا فيه روضاً مفوفاً / وأوسعنا شادي البكور به صدحا
وأهدي لنا ركب النسيم لطائماً / من النشر لا ينفك ينفحها نفحا
فما زال يقتاد النفوس ادّكارُها / ويوري لزند الشوق وسط الحشا قدْحا
إِلى أن تنادينا لتجديد عهدها / بيوم سرحنا فيه طوع المنى سرحا
لغربي ذاك السفح والموطن الذي / شهدنا به الدير المشيَّد والصرحا
نحاول فيه الأنس من رونق الصبا / ونضرب عن راجي الهموم به صفحا
بمستشرق للغوطتين وما حوت / من الحسن مما راح يعجزنا شرحا
تراث لدينا منه جنة عَبْقَرٍٍ / جرت حولها الأنهار في سائر الأنحا
وممتحن بالنرد عن غير خبرة / تخلف عنا واستبد به قبحا
أيزعم أن الفرس أوصت له به / وحجبه عن غيره ملكها شحَّا
وأن زراد شت استعان بفكره / على وضعه حتى استفاد به نجحا
وأن مليك الهند وابن مليكها / بِلهْورَ قد أعيته فطنته كدحا
فحث على الشطرمج فكر ابن داهِر / ولولاه لم يسطِع لمُرتَجِه فتحا
ويزعم أن النرد أربح بلغة / يبلغها الإِنسان أن حاول الربحا
رويدك لا تحفل بزعمك واطرح / وساوس نفسٍ قد رُميت بها كفحا
أتعرض عن قصد اللحوق بجمعنا / وتقصد أمراً تستحق به القَدحا
ونحن بني الآداب من خير معشر / يودُّ المُعَليّ لو يكون لهم قِدحا
فتباً لزعم خالف الرُشد ربه / وبدّل عن نور الصباح به جُنْحا
وما كان إِلماعِي بشأنك إِنّه / مهمُّ ولكني عثرت به مزحا
وما القصد إِلاّ ذكر أيامنا التي / مرحنا بحكم اللهو في ظلها مرحا