القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ النَّقِيب الكل
المجموع : 82
إِليكَ كما جرَّ النسيمُ بسحرة
إِليكَ كما جرَّ النسيمُ بسحرة / على صفحاتِ الروض فَضْل ردائِه
سلاماً يحكي الروضَ عند اقتباله / وجِدَّتِهِ في طيبه وروائِه
وبطنٍ من الوادي حللنا مَقِيلة
وبطنٍ من الوادي حللنا مَقِيلة / وفي ضِفَّتَيهِ العُشْبُ يدعوكَ للخصب
لمُسْتَشْرفٍ زَرّتْ فوارزَ جَيْبِه / على جسمِ مَيْثاء الثرى ناعمُ القضب
بَرُودَ مدبّ الظل فينان أَخضر / عطير شميم الريح يلهي عن الكَرْب
إِذا اطردت أنهاره خلت جنة / بِمَدْرَجَةِ الأرواح قامت إلى اللعب
أُتيح لها منها حبيكُ سلاسل / تُناط بأيدي الريح من باردٍ عَذْب
إلى روضةِ الآدابِ ريحانة الندى
إلى روضةِ الآدابِ ريحانة الندى / تحايا حفاظ حركتها يدُ الودِّ
فجاءت كأنفاسِ الرياح تسحّبتْ / على رشحاتِ الطَّلِّ من وجنة الورد
وَالطَيرُ جَذلان مُبتَهِج / بَينَ فارِدٍ وَمُزدَوِج
قَد صدح ومرح / وغنى بكل مقترح
جوارٍ على قضب الأراك تناوحت / وما هي للأحشاء إِلاّ جوارح
هو الحديقة إِلاّ أن صبيها / صوب النهي وجناه زهرة الكلم
لا بل هو السلك لم تنظم جواهره / أيَدي النواظم لكن برية القلم
يسيل به نقل الحظى فترده / رجاحة أعكان له وترائب
فما روضة أبدت بكل كِمامة
فما روضة أبدت بكل كِمامة / من المائسات اللُدن للنور كوكبا
يباكوها ركبُ السَحابُ مُخضِّلاً / ويُمسي وقد عاد المُسحّ المُطَنِّبا
وينضح شريان الغمام بسُمرةٍ / عليها بطَلٍّ ما ألذَّ وأَطيبا
فترشِفه والرشف أنقع للصدى / فيغدو بها ثغر الأقاحيّ أشنبا
وما النَشْر من دارَين جاء عشية / يضمّخُ أنفاسَ الرياض مع الصَبا
وما أصَهبٌ من مسك تُبَّتَ ضمّنت / نوافجه من عنبر الشِحْر أشْهَبا
بأبهجَ منه أو بأعطَر نفحة / إِذا رحت أهديه إليك تحببا
إِليك حفاظ الود ليس ببارح / وثيق عُرَى الإِخلاض لم يُلفَ قُلَّبَا
ولما تفاوَضْنا الحديثَ وأقبلتْ
ولما تفاوَضْنا الحديثَ وأقبلتْ / عَليَّ بِعَتْبٍ لا أبالَكَ من عَتْب
هصرتُ بأغصانِ المنى من حديثها / وقمت صريع العَتْب أزهو على الشَرْب
تناولني الاشفاق مزجاً بقسوة / وتفتر أحياناً عن البارد العذب
لترمز أني في الهوى ملء عينها / وتظهر للواشين في سلمها حربي
فديتك لا أختار حبيك مذهبا / إِذا لم أكن جلداً على الجد واللعب
فإن تصرمي طوعاً وكرهاً ولم أكن / عليك بحال لا دعيت بذي حب
فكيف وقد شاهدت منك مخائلاً /
ثلاثين قاض عُدَّ من بعد أَربع
ثلاثين قاض عُدَّ من بعد أَربع / موالٍ لهم مدنٌ تُعٌّد رحاب
فأم القرى قدسٌ دمشقُ مدينةٌ / طرابُلُسٌ مصر وبغداد عنتاب
كذا حلب مغنيصة ثم صاقز / وأَدرنة بوسنا سواري سِناب
وصوفية أَيضاً سنانيك بعدها / ديار بني بكر فذاك صواب
كتاهية أَيوب من بعد فلبة / وقونية يحصي الجميع حساب
وتيرة انكورية ثم برسة / ومملكة السلطان فهي تهاب
بلغراد قيسارية عد مرعشا / كذلك ينكي شهر ليس تعاب
بخانية ثم اسكدار وغلطة / وأزمير مع أزروم ثم نصاب
سلام له من نشر دارين نفحةً
سلام له من نشر دارين نفحةً / تحدث عنها الروض والمندل الرطبُ
تحمّله ركب النسيم مراوحاً / مغانيك شوقاً ما أناخ بك الركب
بريحانة المود تندى غضارة / إِذا حدثت عنك الأخلاء والصحب
وإن لم تكن كتبي تمتّ سطورها / بسابقة مني إليك فلا عتب
سمعت وبعض السمع يعضده الهوى / فيفضل رؤيا العين فارقها القلب
مهينمة جاءت بأوصاف ماجد
مهينمة جاءت بأوصاف ماجد / إِذا حل مصراً حَلّ في أرضها الخصب
فقمت وفي أذنيِّ فضل حديثها / وقد طربت مني السويداء واللب
ابث إِلى علياه بعض خلاله / وهذا لساني بالثناء له رطب
ويا ليلة أفنيتُ فاحم نَفْسها
ويا ليلة أفنيتُ فاحم نَفْسها / بفكريَ في مُهْراق بيض المنى كتبا
عبرت بها بحر الهموم فلم أجد / به لارتقاب الفجر شرقاً ولا غرباً
فهبْ حَلَّقتْ بالفجر عنقاء مغرب / فأين استقلا حين ناما فما هبا
يُخَيِّلُ لي أَن النجومَ شَواخصٌ / حيارى على إِثريهما ترقب الدربا
أَتبغي انتظار القارظِيّيْن منهما / نجوم الدجى من بعد ما قضيا نحبا
سقت مستهلات الدموع السوارب
سقت مستهلات الدموع السوارب / معاهد هاتيك البدور والغوارب
وحيا الحيا الربعي فضل تأنس / سرقناه من أيدي الزمان المغاضب
إذا العيش بسام يرف به الصبا / رفيف الخزامى في أكف الجنائب
وبطن من الوادي حللنا مسيله
وبطن من الوادي حللنا مسيله / خلال غصون عاكفات على الشَرب
تنقط منه الشمس في مسكة الثرى / مدبَّ عذار الظل من وجنة الترب
بِخيلانِ كافور الشعاع كأنما / ابتْ غير جلد النمر يُفرش للصحب
وميثاءً لا تحتلُّها الشمس ثرة
وميثاءً لا تحتلُّها الشمس ثرة / تهدّل فيها بالجنى ناعُم القُضْب
كأنَّ عناقَ الغُصن منها لشبههِ / تعانُقُ نشْوانينْ في منتهى الشُرْبِ
سلام كما افتْرَّ الأقاحِي في الربى
سلام كما افتْرَّ الأقاحِي في الربى / وسارت بعَرْف الروض ريدانَة الصَبا
يوافيك عن قلب أكيد وداده / وثيق عُرَى الإِخلاص لم يُلْفَ قُلَّبا
وأهيفَ مهضوم الحشا كاد رقصه
وأهيفَ مهضوم الحشا كاد رقصه / يُحكّمُ فينا السحر من كل جانب
يسيل به نقل الخطا فتردّه / رجاحة أعكان له ومناكب
أيا محتداً هزت نسائم ذكره
أيا محتداً هزت نسائم ذكره / وقد هينمت في الجو تُنشي وتُطرِب
بريحانة للودِّ تنْدَى غضارةً / لها من طريق السمع فينا مسببُ
تهدل من باناس شطٌّ إِلى الفلا
تهدل من باناس شطٌّ إِلى الفلا / فأصبح كالمفلوج سال لعابه
وعهدي بالنصل المقارع في الوغى / يَفلُّ وهذا فُلَّ منه قرابُه
وفي تلعاتِ الصخر قد شق نهره / يزيد فصانت ضفتيه هضابُه
وخير سيوف الهند ما صحَّ متنُه / ومُزِّقَ فوق الشفرتين قرابُه
توغلتُ فيما لستَ مبديه جاهداً
توغلتُ فيما لستَ مبديه جاهداً / ولذَّتْ لي الشكوى وحاقَ بها الصمْت
فمن أين لي خل أُواري بقلبه / لدى الدهر ميتاً في ضميري له خَفْتُ
سقى اللهُ أياماً بغُوطة جِلَّق
سقى اللهُ أياماً بغُوطة جِلَّق / إِلى أرضِها الميثاءِ مسرى تفرجي
إِلى تلعات السفح من قاسيونها / مدارج داري الصبا المتأرج
إِلى مرجها الموشى غب سمائه / إِلى روضها الأحوى الأغن المدبّج
لقد بشّرتنا باقتبالٍ وجدة
لقد بشّرتنا باقتبالٍ وجدة / من الروض انفاس الربيع النوافح
فسِرنا وقضب الواديين نواضِر / نمتها سوارٍ للعشايا نواضح
ترامى بنا والعيش فينا اخضرٌ / على صفحات الروض تلك المسارح
فظلْنا وحنّان النواعير شاحبٌ / يُرنُ جوى والحوض مَلآن طافح
نقارب فيها الخطو والدوحُ عاكفٌ / ونجني قطوف الزهو والزهر فائح
ونألف منها الغَضَّ والظِلُّ وارف / على أرضها الميثاءِ والنهر سارح
ونبتكر اللّذاتِ والجوُّ أدْكَنٌ / بسفك دم الراووق والزِق ناضح
ونُصغي لتَرنام اليراع مُوَقعاً / على شدوات الطير والطلُّ راشح
وللعود من صوتِ القِيان مساجل / وللزِّير من شدو الحمام مطارح
فذا ساقُ حرٍّ فوق ساقٍ مغرَدٌ / يناغيه قُمريُّ على الشطٍ نائح
وهذا ابْن ورقاءٍ على الغصن مفردٌ / لعوب بأطراف الأهازيج صادح
وذاك عراقيٌ من الدُبْس واجدٌ / عزيزُ اسىً عمّا تُجنُّ الجوانح
جوارٍ على قضيب الأراك تناوحت / وما هي إِلاّ للقلوب جوارح
خطرنا بحكم اللهو للسفح خطرة
خطرنا بحكم اللهو للسفح خطرة / سقاها الحيا من خطرة وسقا السفحا
ثنينا بها نحو البطالة والصبا / عنان النهى من حيث لم يعرف النصحا
ومرت على الآثار منها خلائف / نهضنا إِليها كيف شاء الهوى صبحا
وكلاً رعينا فيه روضاً مفوفاً / وأوسعنا شادي البكور به صدحا
وأهدي لنا ركب النسيم لطائماً / من النشر لا ينفك ينفحها نفحا
فما زال يقتاد النفوس ادّكارُها / ويوري لزند الشوق وسط الحشا قدْحا
إِلى أن تنادينا لتجديد عهدها / بيوم سرحنا فيه طوع المنى سرحا
لغربي ذاك السفح والموطن الذي / شهدنا به الدير المشيَّد والصرحا
نحاول فيه الأنس من رونق الصبا / ونضرب عن راجي الهموم به صفحا
بمستشرق للغوطتين وما حوت / من الحسن مما راح يعجزنا شرحا
تراث لدينا منه جنة عَبْقَرٍٍ / جرت حولها الأنهار في سائر الأنحا
وممتحن بالنرد عن غير خبرة / تخلف عنا واستبد به قبحا
أيزعم أن الفرس أوصت له به / وحجبه عن غيره ملكها شحَّا
وأن زراد شت استعان بفكره / على وضعه حتى استفاد به نجحا
وأن مليك الهند وابن مليكها / بِلهْورَ قد أعيته فطنته كدحا
فحث على الشطرمج فكر ابن داهِر / ولولاه لم يسطِع لمُرتَجِه فتحا
ويزعم أن النرد أربح بلغة / يبلغها الإِنسان أن حاول الربحا
رويدك لا تحفل بزعمك واطرح / وساوس نفسٍ قد رُميت بها كفحا
أتعرض عن قصد اللحوق بجمعنا / وتقصد أمراً تستحق به القَدحا
ونحن بني الآداب من خير معشر / يودُّ المُعَليّ لو يكون لهم قِدحا
فتباً لزعم خالف الرُشد ربه / وبدّل عن نور الصباح به جُنْحا
وما كان إِلماعِي بشأنك إِنّه / مهمُّ ولكني عثرت به مزحا
وما القصد إِلاّ ذكر أيامنا التي / مرحنا بحكم اللهو في ظلها مرحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025