القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 46
تَجَلّى فَألهى القَلْبَ عَنْ كُلِّ مقصَدِ
تَجَلّى فَألهى القَلْبَ عَنْ كُلِّ مقصَدِ / وَلاحَ فَألوى الطّرفَ عَنْ كُلِّ مَشْهَدِ
خَفِيٌّ لأفِراطِ الظُّهورِ وَكَم نَبَتْ / عَنِ الشَمْسِ للإِشراقِ مُقلَةُ أرْمَدِ
أَرَاني بهِ في وَصْفِ مَعناهُ حائراً / على أنّني في حَيْرةِ الْقَصْدِ مُهْتَدي
وَمَن كانَ ذا حُسْنٍ بغيْرِ نهايةٍ / فَكلُّ هَوَىً في حُبِّهِ لَمْ يُجَدَّدِ
بَدَا بِيَ إحساناً لأَكرَمِ غايةٍ / وَغايَتُها أَنّي أُشاهِدُ مُوجدي
وَلاحَظَني مِنّي بِعَينِ مُخَيِّرٍ / إلى أَمرِهِ أَمرُ الهُدى والتّهوُّدِ
فإنَ لَمْ أشاهدْهُ بِكُلِّ مُشاهدٍ / لآياتهِ أَنكَرْتُ مَعْنى التّشَهُّدِ
أَهيمُ بهِ في كُل وادٍ وإنّني / لآنَسُ مِنْهُ بابتهاجِ التَوَدُّدِ
وَلولا عَلاقاتُ الصّبابةِ والهَوَى / لما طالَ في تلك الرُّسومِ تَرَدُّدي
وَمَا عاقَني في الْبُعْدِ والْقُربِ عائقٌ / سِوَى طَمَعي في بُلْغَةِ الْمُتَزَوِّدِ
وَفي كَبدي لِلْواقِدِيِّ لَواعجٌ
وَفي كَبدي لِلْواقِدِيِّ لَواعجٌ / وَمَنْ لِيَ أن أَحظى بِذاكَ المبَرِّدِ
كلِفْتُ بِرَشفي مِنْ سُلافة حُبِّهِ / وَقَدْ شَعْشَعَتْ كالكَوكَبِ المتوقدِ
إذا ما أُديرَتْ للِندامى كُؤوسُها
إذا ما أُديرَتْ للِندامى كُؤوسُها / بَدَتْ بَيْنَ ساه سامدٍ وَمُعَرْبِدِ
فَمِنْ ثَمِلٍ يَهْتَزُّ في الحانِ نَشْوَةً / كما اهتَزَّ غُصْنُ البانةِ المتأوِّدُ
وَمِن خالِعِ ثوبَ الوقارِ خَلاعةً / وَمِنْ طَرِبٍ قَدْ شاقَهُ كُلُّ مُنْشِدِ
وَنَشْوانَ مِنْها قَدْ تَداوى بِها هَوَىً / وقيلَ لَهُ إنْ كُنْتَ ملآن فازدَدِ
نَزيفٌ قَضاهُ السُّكرُ إلاَ صَبابةً / متى ساوَرَتْهُ للصّبابةِ يَلْحَدِ
وَمُسْتَندٍ نَحْو الدِّنانِ يَظُنُّها / ينابيعَ نورٍ و معادِنَ عَسْجَدِ
وَجَذْ لان في ظِلِّ العَريشِ مُحاولاً / جنى كُلِّ قَطْفٍ كالجُمانِ المنَضَدِ
يَنُمُّ عَلَيْهِ العَرْفُ مِن بابليّة / سحورٍ لِلُبِّ النَاسِكِ المُتَعَبِّدِ
فَيَا حُسْنَ ما أَبْدَتْ لِعَينيْ كؤوسُها / ويَا بَرْدَ ما أَهدَتْ إلى قَلبيَ الصّدي
على أَنني والحمدُ للهِ آملٌ / شفاعَةَ خَيْرِ المرسَلينَ مُحَمّدِ
نَبيٌّ براهُ الله مِشكاةَ نورِهِ / فَلاحَ فَلاحٌ هادياً مِنْهُ مُهتَدي
وكم فارسٍ في أَرضِ فارسَ نارُهُ / دَعاها لنورٍ نورُ أَحمدَ أَخمدي
وذاكَ دَليلٌ للنّجاةِ مِنَ اللّظى / بهِ لانطفاءِ النّارِ مِن كُلِّ موقدِ
وَلولا غِنى الآفاقِ عن كلِّ نَيِّرٍ / بمرآهُ لم يَنْشَقَّ بدرٌ بمِشْهَدِ
فَلا بدرَ إلاَّ وَجْهُهُ النّيِّرُ الذي / بهِ أَهلُ بَدْرٍ نالت الفوزَ في غدِ
دنا فَتَدلّى قابَ قُرْبٍ وما رمى / بهِ قوسُ سَهْمِ الغَيْبِ رَمْيَ مُبَعّدِ
على أَنّهُ ما زايَلَ الوَصْلَ إنما / تَجَلّى بأوصاف الكمالِ المؤبّدِ
فَلانَ لَهُ الأقصى حُنُواً وَلمْ تَكَدْ / لَهُ الصَخرَةُ الصمّاءُ تُلفى بجْلمدِ
وعادَ كَلَمحِ الطرفِ في مُسْتَقَرِّهِ / إلى مَرْقَد ما زال أَشرَفَ مَرْقَدِ
وَمن شَرَفي أَنّي شَرُفتُ بمَدْحه / وأطربتُ بالإنشادِ كُلَّ مُغَرِّدِ
عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ما لاحَ بارِقٌ / وَهَبّت صَبَا نَجْدٍ بُبْرقَةِ ثَهْمَدِ
نَعَمْ أخَجَلَتْ وردَ الرياض خدودها
نَعَمْ أخَجَلَتْ وردَ الرياض خدودها / وأزرَت ْ برمان الغصون نهودُها
رَداح تَجافَتْ أنْ تلامِسَ مَسّها / لأردافِها عندَ التَّثَنّي بُرودُها
فَمَثنى إذا رامَتْ نُهوضاً نُهوضُها / وفَل إذا رامَتْ قُعوداً قُعودُها
هِي الظبيُ لا ما للظباء قوامُها / هيَ البدرُ لا ما للبدور عقودُها
وللبدر منها وجْهُها ومكانُها / وللظّبي مِنها مُقْلتاها وجيدُها
ونافِرَةٍ عني سأنصُبُ في الكرى / حبائلّ أحلامٍ لَعلَي أَصيدُها
وَمَنْ لي بِعَينٍ تألفُ الغمضَ ليلةً / إذا ألفَتْ طيفَ الخيال رُقودُها
إلى الله أشكو قلبَ من لا يُريدني / على مقتَضى حظّي وَقَلبي يُريدُها
ولا ذنب لي إلا تلثمُ لوعةٍ / أبى الصَّبر أنْ تبدو ودمعي يعيدُها
ومِسقامَة الجفنين والخصر لم تَعُدْ / وَوُدِّي أنّي كلَّ يومٍ أعودُها
محجبةٌ تَجني على الصّب دَلّها / ولا مِثلما تَجني عَلَيْه صُدودُها
لها مُقلةٌ أنكى مِنَ البيضِ في الحشا / إذا جرَّدَتْها فالقلوبُ غمودُها
أَباحَتْ لهَا قَتْلَ المحبِّ تَعَمُّداً / وماذا تُرى قَتْلُ المحِبُ يُفيدُها
إذا قُلْتُ سَلماً حارَبتني لحاظُها / ألا فاشهدوا أنّي الغداةَ شهيدُها
أما وَليالينا بكاظمة الحمى / وَقَدْ أشغَفَتْنا بالتواصُل غيدُها
وذكّرني صيدَ الظباءِ اقتناصُها / بِتركِ كماةٍ ماترامُ أسودُها
ولمّا وَقَفنا بالقطاحيّة التي / تنفّس مِسكاً بالرّياضِ صَعيدُها
وقد ضمَّ ذاك الجيش بالبيدِ حَلْقَةً / على كُلِّ قُطْرٍ ليسَ يحصى عَديدُها
وَللْغَيْثِ رشٌّ بالرَّذاذِ وَمِثْلُه / سحائبُ نيلٍ والصّريخُ رُعودُها
وَسَلْ بالصّقورِ الطاميات مَنِ الذي / تجشّمها حتى أتيحَ ورودُها
وهل غيرُ خيلِ الصالحِ الملك التي / بها اتّسَمَتْ أغوارُها ونُجودُها
أطلّتُ على البحرِ الطّويل مغيرةً / سريعٌ إلى ما يبتغيهِ مديدُها
فكانَ فريداً في الزَّمان مقدَّماً
فكانَ فريداً في الزَّمان مقدَّماً / عَلَيْهم وكلٌّ بالنتيجة بالي
مطاع أطاعَ الله سَراً وجهرةً / فألبَسَهُ ثَوْبي حَياً وَجَلال
وَشَرَّفَهُ بالأَشرف الملْك صاحباً / كما يَكْتسي بدر الدجى بِكمال
وَلَما سَرَى مِن أَرض طيبةَ طَيِّباً
وَلَما سَرَى مِن أَرض طيبةَ طَيِّباً / مجابَ دعاءٍ بالإفاضة حال
وقالَ بأنّي مِن مِنىً نِلتُ منيتي / بِقَصْدي وَفَالي بالمرام وفى لي
أَزورُ كما زُرتُ الخليلَ مُقامَه / وَخَيرُ الموالي للعبيد مُوالي
تعَبدَ أحرارَ الرِّجال تَطَولاً / بصِدْق مقالٍ أو بِحُسن فِعال
بِمْجدٍ كأَسرار المُحِبِّ صيانةً / ومالٍ كَدَمْع الصّبِّ أيِّ مُذال
تَذَكَرتَ سُعدى أم أتاكَ خَيالُها
تَذَكَرتَ سُعدى أم أتاكَ خَيالُها / أم الريحُ قد هَبّت أليك شمالُها
وما كنتَ لولا بينُ سعدي وصدها / تغركَ أوهامُ المنى وَضَلالُها
لَقَدْ حَلّ هذا البينُ عَقْدَ تَصَبري / عشيّةَ شُدَّتْ للرحيل حالُها
إذا اقتيدَت الأحمالُ للسّير قادَني / إلى مَوْطن من آل سعدي جِمالُها
سأجعَلُ خَدَّي مَوطئاً لِمَطيِّها / على الأين إن أدنى خُطاها كِلالُها
وَمَنْ لي بتِشبيع الحمول ودونَها / عيونُ حُماةٍ ما يُباحُ حَلالُها
وما أنا مِمّنْ يرهبُ الموتَ إن سطا / عليه بِما يُدني المنيّةَ آلُها
ولم أنْسَها لمّا تَوَلّت وَمُقْلَتي / تُريها غروبَ الدمع كيفَ انهمالها
لأتبعتُها في السّيْر نَفْساً أسيرةً / إلى الله إنْ عزَّ اللقاء مآلُها
فآهاً لما غادَرت يا أم مالك / منم الحسرة اللاتي تشبَ اشتعالها
وإنّي بتسآل الرَّسوم لمولَعٌ / بعيد النّوى لو كانَ يُجدي سؤالها
أما وليالينا التي قد تصَرَّمتْ / بها أذْ شَفَا الّداءَ الدَّفينَ وصالهُا
لَقَد أقبَلَ الصّلد الوزيرُ محمّدٌ / فأقبَلَت الدُّنيا وَسَرَّ وصالُها
بغى إذ بغى حتى تَصَرَّعَ أهلُهُ
بغى إذ بغى حتى تَصَرَّعَ أهلُهُ / بدار هوانِ قد عَرَاهُمْ زكالُها
وألقوا عن الأفراس حيث رؤوسُهُم / أكاليلُها فوقَ التّرابِ نعالها
وللخيل أجفالُ الظليم هزيمةً / تجولُ ولكن يومَ ضاقَ مجالُها
وكانَتْ لها تلكَ الذّوائبُ في الثرى / شكالاً وثيقاً يوم حلَّ شَكالُها
فأمسوا فَراشاً والأَسنَةُ شُرع / ذَبالٌ إلى أن أحرَقَتَهم ذُبالُها
أرى الوجدَ أقوى ما يكونُ وأغلبا
أرى الوجدَ أقوى ما يكونُ وأغلبا / إذا لم أجد عن مذهب الحبِّ مَذْهبا
فَمَنْ مُنقذي من نار صَدّكَ والهوى / يُضَرِّمُها بينَ الضُّلوع تَلَهُّبا
أبى القلبُ أن يسلو هواكَ وأنّه / لأغدرُ قَلبٍ في سلوككَ إنْ أبى
ألم تَرهُ يَسْتَعذبُ الوجدَ كُلّما / تَحَمّلَ وجداً في الغرامِ وعذّبا
بِروحيَ بدراً لاحَ في ليلِ طُرَّة / وَمَطْلَعُه للمُجتَلي فَلَكُ القبا
وَلم أرَ بدراً كاملاً قبلَ وجهه / لهُ شَرَفٌ إذ حلَّ بالصّدغِ عَقْرَبا
غزالٌ دعى حبَّ القلوبِ بحبِّه / فباتَ إلى كُلِّ القلوب مُحَبّبا
مُمَسِّكُ خّدَ بالعذار وَرُبّما / غدا بدماء العاشقينَ مُخَضّبا
لهُ مُقلةٌ أينَ الظِّبا من فتورها / بقلبكَ لا بَلْ أينَ من قبلها الظِّبا
يُعاتبنُي والذَّنبُ في الحبّ ذنبه / وَيَسألُ عن سُقمي وَمنه تَسَبَبا
وَيَزعَم أنّي مُذْنبٌ فأطيعُهُ / موافقة منِّي ولم أكُ مُذنباً
وَيُعجبنُي ذِكرُ العذول لذِكره / وإنْ لَمْ أجد إلاّ عذولاً مؤنِّبا
عَجبتُ لأمر الحب أمراً ولا أرى / به عَجَباً إلاّ أرى منه أعجبا
يُفَدِّي قتيلُ الحب قاتلَهُ هوىً / وَيُمسي به الضرغامُ في الأسر رَبَربا
ويسالُ عنهُ القلبُ وَهْوَ مُخَيِّمٌ / به وَيُناجي البرقَ أو نسمةَ الصبا
وآونةُ يَشجيه نوحُ حمامة / بلَحْن تراهُ للصبابةِ مُعْربا
إلى الله طَرْفاً بالدُّموعِ أنطرافُهُ / وقَلباً أبى إلاَّ إليه تَقَلباً
تملَكَهُ جيشُ الغَرام عَرَ مرَ مَا / فأصبَحَ في أيدي سَبَا رَهنَ مَنْ سبا
كما مَلَكَ المنصورُ بالنّصر مرقبا / غدا النّصر فيه للهُدى مُتَرَقَبا
وَقَدْ كانَ حُصْناً لا يرامُ مُمَنّعاً / وَمُهْلكَ أبطال لمَنْ رامَ مَطْلَبا
ولَمَّا بَدَتْ تلْكَ السيوفُ جَداولاَ
ولَمَّا بَدَتْ تلْكَ السيوفُ جَداولاَ / غَدَتْ لنفوس الشِّرك بالموت مشَربا
وإصبَغُ سَهْم المنجنيق تشيرُ بال / تَشَهد إذْ لاحَ العدوَ مُصَلِّبا
ليُرسلَها في الجوِّ صاعقةً يُرى / لها كلُّ بُرْج هابطاً مًتَلَهِّبا
وأرعدَتِ الكوساتُ والبيضُ في الطلى / بَوارقَ لَمْ تُبرقْ منَ الدّم خُلبا
نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا
نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا / وأكرمُ مَنْ نُهدي المديحَ لَهُ دراً
وما أنتَ إلا ديمة / تَسُحُّ فَيحْيي سَحُّها البلدَ القفرا
ولو لم تَكَنْ يا بنَ الأكارمِ دَيمةً / تجودُ لما استهديتُ من صَوْبِك القطرا
فجدُ لي بهِ من ساعتي أنني امرؤ / أخافُ إذا جُرِّعتُ في عَسَلٍ صَبْرا
وَدَعْني من رَفعِ النحاةِ ونَصْبهم / وجرهمِ أنْ يملؤا جَرِّيَ جرّا
فقد لَهَثَتْ عندي القطايفُ غلَّةً / عليه وابدَتْ ألسُناً للظّما حَرَّى
وشقّت له أيد الكنافةِ جيبَها / وقد ضيقَتْ من طولِ وَحْشَتِه الصدرا
وَقَدْ صَدَعَ البين المشِتُّ لِبُعدِهِ / قلوباً فقلبُ اللوزِ منكَسر كَسرا
وإنْ جاءَني مَعْ ذلك القطرِ سكّرٌ / أنَقطُهُ حتى يعودَ لَكُمْ شُكرا
وجاريةٍ هَيْفاءَ مَمشوقةِ القَدِّ
وجاريةٍ هَيْفاءَ مَمشوقةِ القَدِّ / لَها وَجْنَةٌ أبهى احمراراً منَ الوَرْدِ
من اليمنيات التي حرُّ وَجْهها / يفوقُ صقالا صَفْحَةَ الصّارمِ الهِندي
وَثيقَةُ حَبلِ الوَصلِ منذُ صَحبِتُها / فَلَسْتُ أراهُ قطُّ مُنْتَقِضَ العَهْدِ
وفي وَصْلها أمس الشّقاءُ مُيَسّراً / وجاوزَ في تَيسيرهِ غايةَ الجَهْدِ
ولم أرَ وَجْهاُ قبلَها كُلَّ ساعَةٍ / على التّربِ ألقاها مَعفّرَةَ الخَدِّ
وَمن عَجَبي أني إذا ما وَطِئتُها / تَئنُّ أنيناً دونَه أنّةُ الوَجدْ
مباركةُ عِندي ولا بَرِحَتْ إذاً / مُدّوَرةَ الكَعْبَينِ شُؤماً على ضِدِّ
طبيب غدا في الكُحْل غيرَ مُوَفّق
طبيب غدا في الكُحْل غيرَ مُوَفّق / لَهُ حكمة تَجْني على العين والسَمْع
إذا أرمَد وافاهُ يَشكو تألماً / منَ العين داوى العينَ كالضِّرس بالقمْع
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر / فإنّكَ بينَ الناس أجدرُ بالفخر
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً / ولكنّهُ في علْمه فاسدُ الذِّهن
استره بالكفِّ خوفَ انطفائه / وآفتُه منْ طَفْئه كثرَةُ الدُّهن
وَلَم أقطَع الوطواطَ بخُلاً بكُحْله
وَلَم أقطَع الوطواطَ بخُلاً بكُحْله / ولا أنا مَنْ يُعييه يوماً تَرَدُّدُ
ولكنّه ينبو عَن الشّمس طرفُه / وكيفَ به لي قُدْرَة وهو أرمَدُ
عَجِبتُ لِقِندنلٍ تَضَمّنَ قَلبُهُ
عَجِبتُ لِقِندنلٍ تَضَمّنَ قَلبُهُ / زُلالاً وناراً في دُجى الليلِ تُشعَلُ
وأعجبُ من ذا أنه طولَ دهرِهِ / يَجنُ عَليهِ الليلُ وهو مسلسلُ
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً / وأَنتَ بتحقيق الكلام قمينُ
إذا كانَ معنى اللام والميم واحداً / برأي تميمٍ فالمعينُ لعينُ
لقد كانَ حَدُّ السكر من قبل صَلْبه
لقد كانَ حَدُّ السكر من قبل صَلْبه / خفيفَ الأذى إذا كانَ في شَرْعنا جلدا
فلمّا بَدا المصلوبُ قُلتُ لصاحبي / ألا تُبْ فإنَّ الحدَّ قد جاوز الحدّا
أبا شاكرٍ يا مَنْ عَلا كُلَّ رُتْبَةٍ
أبا شاكرٍ يا مَنْ عَلا كُلَّ رُتْبَةٍ / وفاتَ صعوداً رُتْبَةَ المدح والشكرِ
تشهّتْ عليَّ اليومَ أهلي قَطايفاً / وقد أخّروني في شِراها إلى العصرِ
وقد حَصَلَتْ لي غيرَ أنِّي لم أعنْ / سوى خبزها والحشو الدّهن والقطر
وإن عزّني قطرُ النبات فإنّني / سأغرفُ فيما أبتغيهِ من البحرِ
ومالي وللأمطارِ والبحرُ كفُّهُ / وأيسَرُ ما يهديهِ لي خالصُ الدُّرِّ
وإنْ قارَنَ القطر المجهزَ سُكّرٌ / فمُرسِلُهُ تَصحيفُهُ لكل في الدهر
فلا زلْتَ حُلْوَ الورد مُسْتَعذبَ الجنى / كثيرَ الحيا والفضلِ مُتّسعَ الصّدرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025