المجموع : 46
تَجَلّى فَألهى القَلْبَ عَنْ كُلِّ مقصَدِ
تَجَلّى فَألهى القَلْبَ عَنْ كُلِّ مقصَدِ / وَلاحَ فَألوى الطّرفَ عَنْ كُلِّ مَشْهَدِ
خَفِيٌّ لأفِراطِ الظُّهورِ وَكَم نَبَتْ / عَنِ الشَمْسِ للإِشراقِ مُقلَةُ أرْمَدِ
أَرَاني بهِ في وَصْفِ مَعناهُ حائراً / على أنّني في حَيْرةِ الْقَصْدِ مُهْتَدي
وَمَن كانَ ذا حُسْنٍ بغيْرِ نهايةٍ / فَكلُّ هَوَىً في حُبِّهِ لَمْ يُجَدَّدِ
بَدَا بِيَ إحساناً لأَكرَمِ غايةٍ / وَغايَتُها أَنّي أُشاهِدُ مُوجدي
وَلاحَظَني مِنّي بِعَينِ مُخَيِّرٍ / إلى أَمرِهِ أَمرُ الهُدى والتّهوُّدِ
فإنَ لَمْ أشاهدْهُ بِكُلِّ مُشاهدٍ / لآياتهِ أَنكَرْتُ مَعْنى التّشَهُّدِ
أَهيمُ بهِ في كُل وادٍ وإنّني / لآنَسُ مِنْهُ بابتهاجِ التَوَدُّدِ
وَلولا عَلاقاتُ الصّبابةِ والهَوَى / لما طالَ في تلك الرُّسومِ تَرَدُّدي
وَمَا عاقَني في الْبُعْدِ والْقُربِ عائقٌ / سِوَى طَمَعي في بُلْغَةِ الْمُتَزَوِّدِ
وَفي كَبدي لِلْواقِدِيِّ لَواعجٌ
وَفي كَبدي لِلْواقِدِيِّ لَواعجٌ / وَمَنْ لِيَ أن أَحظى بِذاكَ المبَرِّدِ
كلِفْتُ بِرَشفي مِنْ سُلافة حُبِّهِ / وَقَدْ شَعْشَعَتْ كالكَوكَبِ المتوقدِ
إذا ما أُديرَتْ للِندامى كُؤوسُها
إذا ما أُديرَتْ للِندامى كُؤوسُها / بَدَتْ بَيْنَ ساه سامدٍ وَمُعَرْبِدِ
فَمِنْ ثَمِلٍ يَهْتَزُّ في الحانِ نَشْوَةً / كما اهتَزَّ غُصْنُ البانةِ المتأوِّدُ
وَمِن خالِعِ ثوبَ الوقارِ خَلاعةً / وَمِنْ طَرِبٍ قَدْ شاقَهُ كُلُّ مُنْشِدِ
وَنَشْوانَ مِنْها قَدْ تَداوى بِها هَوَىً / وقيلَ لَهُ إنْ كُنْتَ ملآن فازدَدِ
نَزيفٌ قَضاهُ السُّكرُ إلاَ صَبابةً / متى ساوَرَتْهُ للصّبابةِ يَلْحَدِ
وَمُسْتَندٍ نَحْو الدِّنانِ يَظُنُّها / ينابيعَ نورٍ و معادِنَ عَسْجَدِ
وَجَذْ لان في ظِلِّ العَريشِ مُحاولاً / جنى كُلِّ قَطْفٍ كالجُمانِ المنَضَدِ
يَنُمُّ عَلَيْهِ العَرْفُ مِن بابليّة / سحورٍ لِلُبِّ النَاسِكِ المُتَعَبِّدِ
فَيَا حُسْنَ ما أَبْدَتْ لِعَينيْ كؤوسُها / ويَا بَرْدَ ما أَهدَتْ إلى قَلبيَ الصّدي
على أَنني والحمدُ للهِ آملٌ / شفاعَةَ خَيْرِ المرسَلينَ مُحَمّدِ
نَبيٌّ براهُ الله مِشكاةَ نورِهِ / فَلاحَ فَلاحٌ هادياً مِنْهُ مُهتَدي
وكم فارسٍ في أَرضِ فارسَ نارُهُ / دَعاها لنورٍ نورُ أَحمدَ أَخمدي
وذاكَ دَليلٌ للنّجاةِ مِنَ اللّظى / بهِ لانطفاءِ النّارِ مِن كُلِّ موقدِ
وَلولا غِنى الآفاقِ عن كلِّ نَيِّرٍ / بمرآهُ لم يَنْشَقَّ بدرٌ بمِشْهَدِ
فَلا بدرَ إلاَّ وَجْهُهُ النّيِّرُ الذي / بهِ أَهلُ بَدْرٍ نالت الفوزَ في غدِ
دنا فَتَدلّى قابَ قُرْبٍ وما رمى / بهِ قوسُ سَهْمِ الغَيْبِ رَمْيَ مُبَعّدِ
على أَنّهُ ما زايَلَ الوَصْلَ إنما / تَجَلّى بأوصاف الكمالِ المؤبّدِ
فَلانَ لَهُ الأقصى حُنُواً وَلمْ تَكَدْ / لَهُ الصَخرَةُ الصمّاءُ تُلفى بجْلمدِ
وعادَ كَلَمحِ الطرفِ في مُسْتَقَرِّهِ / إلى مَرْقَد ما زال أَشرَفَ مَرْقَدِ
وَمن شَرَفي أَنّي شَرُفتُ بمَدْحه / وأطربتُ بالإنشادِ كُلَّ مُغَرِّدِ
عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ما لاحَ بارِقٌ / وَهَبّت صَبَا نَجْدٍ بُبْرقَةِ ثَهْمَدِ
نَعَمْ أخَجَلَتْ وردَ الرياض خدودها
نَعَمْ أخَجَلَتْ وردَ الرياض خدودها / وأزرَت ْ برمان الغصون نهودُها
رَداح تَجافَتْ أنْ تلامِسَ مَسّها / لأردافِها عندَ التَّثَنّي بُرودُها
فَمَثنى إذا رامَتْ نُهوضاً نُهوضُها / وفَل إذا رامَتْ قُعوداً قُعودُها
هِي الظبيُ لا ما للظباء قوامُها / هيَ البدرُ لا ما للبدور عقودُها
وللبدر منها وجْهُها ومكانُها / وللظّبي مِنها مُقْلتاها وجيدُها
ونافِرَةٍ عني سأنصُبُ في الكرى / حبائلّ أحلامٍ لَعلَي أَصيدُها
وَمَنْ لي بِعَينٍ تألفُ الغمضَ ليلةً / إذا ألفَتْ طيفَ الخيال رُقودُها
إلى الله أشكو قلبَ من لا يُريدني / على مقتَضى حظّي وَقَلبي يُريدُها
ولا ذنب لي إلا تلثمُ لوعةٍ / أبى الصَّبر أنْ تبدو ودمعي يعيدُها
ومِسقامَة الجفنين والخصر لم تَعُدْ / وَوُدِّي أنّي كلَّ يومٍ أعودُها
محجبةٌ تَجني على الصّب دَلّها / ولا مِثلما تَجني عَلَيْه صُدودُها
لها مُقلةٌ أنكى مِنَ البيضِ في الحشا / إذا جرَّدَتْها فالقلوبُ غمودُها
أَباحَتْ لهَا قَتْلَ المحبِّ تَعَمُّداً / وماذا تُرى قَتْلُ المحِبُ يُفيدُها
إذا قُلْتُ سَلماً حارَبتني لحاظُها / ألا فاشهدوا أنّي الغداةَ شهيدُها
أما وَليالينا بكاظمة الحمى / وَقَدْ أشغَفَتْنا بالتواصُل غيدُها
وذكّرني صيدَ الظباءِ اقتناصُها / بِتركِ كماةٍ ماترامُ أسودُها
ولمّا وَقَفنا بالقطاحيّة التي / تنفّس مِسكاً بالرّياضِ صَعيدُها
وقد ضمَّ ذاك الجيش بالبيدِ حَلْقَةً / على كُلِّ قُطْرٍ ليسَ يحصى عَديدُها
وَللْغَيْثِ رشٌّ بالرَّذاذِ وَمِثْلُه / سحائبُ نيلٍ والصّريخُ رُعودُها
وَسَلْ بالصّقورِ الطاميات مَنِ الذي / تجشّمها حتى أتيحَ ورودُها
وهل غيرُ خيلِ الصالحِ الملك التي / بها اتّسَمَتْ أغوارُها ونُجودُها
أطلّتُ على البحرِ الطّويل مغيرةً / سريعٌ إلى ما يبتغيهِ مديدُها
فكانَ فريداً في الزَّمان مقدَّماً
فكانَ فريداً في الزَّمان مقدَّماً / عَلَيْهم وكلٌّ بالنتيجة بالي
مطاع أطاعَ الله سَراً وجهرةً / فألبَسَهُ ثَوْبي حَياً وَجَلال
وَشَرَّفَهُ بالأَشرف الملْك صاحباً / كما يَكْتسي بدر الدجى بِكمال
وَلَما سَرَى مِن أَرض طيبةَ طَيِّباً
وَلَما سَرَى مِن أَرض طيبةَ طَيِّباً / مجابَ دعاءٍ بالإفاضة حال
وقالَ بأنّي مِن مِنىً نِلتُ منيتي / بِقَصْدي وَفَالي بالمرام وفى لي
أَزورُ كما زُرتُ الخليلَ مُقامَه / وَخَيرُ الموالي للعبيد مُوالي
تعَبدَ أحرارَ الرِّجال تَطَولاً / بصِدْق مقالٍ أو بِحُسن فِعال
بِمْجدٍ كأَسرار المُحِبِّ صيانةً / ومالٍ كَدَمْع الصّبِّ أيِّ مُذال
تَذَكَرتَ سُعدى أم أتاكَ خَيالُها
تَذَكَرتَ سُعدى أم أتاكَ خَيالُها / أم الريحُ قد هَبّت أليك شمالُها
وما كنتَ لولا بينُ سعدي وصدها / تغركَ أوهامُ المنى وَضَلالُها
لَقَدْ حَلّ هذا البينُ عَقْدَ تَصَبري / عشيّةَ شُدَّتْ للرحيل حالُها
إذا اقتيدَت الأحمالُ للسّير قادَني / إلى مَوْطن من آل سعدي جِمالُها
سأجعَلُ خَدَّي مَوطئاً لِمَطيِّها / على الأين إن أدنى خُطاها كِلالُها
وَمَنْ لي بتِشبيع الحمول ودونَها / عيونُ حُماةٍ ما يُباحُ حَلالُها
وما أنا مِمّنْ يرهبُ الموتَ إن سطا / عليه بِما يُدني المنيّةَ آلُها
ولم أنْسَها لمّا تَوَلّت وَمُقْلَتي / تُريها غروبَ الدمع كيفَ انهمالها
لأتبعتُها في السّيْر نَفْساً أسيرةً / إلى الله إنْ عزَّ اللقاء مآلُها
فآهاً لما غادَرت يا أم مالك / منم الحسرة اللاتي تشبَ اشتعالها
وإنّي بتسآل الرَّسوم لمولَعٌ / بعيد النّوى لو كانَ يُجدي سؤالها
أما وليالينا التي قد تصَرَّمتْ / بها أذْ شَفَا الّداءَ الدَّفينَ وصالهُا
لَقَد أقبَلَ الصّلد الوزيرُ محمّدٌ / فأقبَلَت الدُّنيا وَسَرَّ وصالُها
بغى إذ بغى حتى تَصَرَّعَ أهلُهُ
بغى إذ بغى حتى تَصَرَّعَ أهلُهُ / بدار هوانِ قد عَرَاهُمْ زكالُها
وألقوا عن الأفراس حيث رؤوسُهُم / أكاليلُها فوقَ التّرابِ نعالها
وللخيل أجفالُ الظليم هزيمةً / تجولُ ولكن يومَ ضاقَ مجالُها
وكانَتْ لها تلكَ الذّوائبُ في الثرى / شكالاً وثيقاً يوم حلَّ شَكالُها
فأمسوا فَراشاً والأَسنَةُ شُرع / ذَبالٌ إلى أن أحرَقَتَهم ذُبالُها
أرى الوجدَ أقوى ما يكونُ وأغلبا
أرى الوجدَ أقوى ما يكونُ وأغلبا / إذا لم أجد عن مذهب الحبِّ مَذْهبا
فَمَنْ مُنقذي من نار صَدّكَ والهوى / يُضَرِّمُها بينَ الضُّلوع تَلَهُّبا
أبى القلبُ أن يسلو هواكَ وأنّه / لأغدرُ قَلبٍ في سلوككَ إنْ أبى
ألم تَرهُ يَسْتَعذبُ الوجدَ كُلّما / تَحَمّلَ وجداً في الغرامِ وعذّبا
بِروحيَ بدراً لاحَ في ليلِ طُرَّة / وَمَطْلَعُه للمُجتَلي فَلَكُ القبا
وَلم أرَ بدراً كاملاً قبلَ وجهه / لهُ شَرَفٌ إذ حلَّ بالصّدغِ عَقْرَبا
غزالٌ دعى حبَّ القلوبِ بحبِّه / فباتَ إلى كُلِّ القلوب مُحَبّبا
مُمَسِّكُ خّدَ بالعذار وَرُبّما / غدا بدماء العاشقينَ مُخَضّبا
لهُ مُقلةٌ أينَ الظِّبا من فتورها / بقلبكَ لا بَلْ أينَ من قبلها الظِّبا
يُعاتبنُي والذَّنبُ في الحبّ ذنبه / وَيَسألُ عن سُقمي وَمنه تَسَبَبا
وَيَزعَم أنّي مُذْنبٌ فأطيعُهُ / موافقة منِّي ولم أكُ مُذنباً
وَيُعجبنُي ذِكرُ العذول لذِكره / وإنْ لَمْ أجد إلاّ عذولاً مؤنِّبا
عَجبتُ لأمر الحب أمراً ولا أرى / به عَجَباً إلاّ أرى منه أعجبا
يُفَدِّي قتيلُ الحب قاتلَهُ هوىً / وَيُمسي به الضرغامُ في الأسر رَبَربا
ويسالُ عنهُ القلبُ وَهْوَ مُخَيِّمٌ / به وَيُناجي البرقَ أو نسمةَ الصبا
وآونةُ يَشجيه نوحُ حمامة / بلَحْن تراهُ للصبابةِ مُعْربا
إلى الله طَرْفاً بالدُّموعِ أنطرافُهُ / وقَلباً أبى إلاَّ إليه تَقَلباً
تملَكَهُ جيشُ الغَرام عَرَ مرَ مَا / فأصبَحَ في أيدي سَبَا رَهنَ مَنْ سبا
كما مَلَكَ المنصورُ بالنّصر مرقبا / غدا النّصر فيه للهُدى مُتَرَقَبا
وَقَدْ كانَ حُصْناً لا يرامُ مُمَنّعاً / وَمُهْلكَ أبطال لمَنْ رامَ مَطْلَبا
ولَمَّا بَدَتْ تلْكَ السيوفُ جَداولاَ
ولَمَّا بَدَتْ تلْكَ السيوفُ جَداولاَ / غَدَتْ لنفوس الشِّرك بالموت مشَربا
وإصبَغُ سَهْم المنجنيق تشيرُ بال / تَشَهد إذْ لاحَ العدوَ مُصَلِّبا
ليُرسلَها في الجوِّ صاعقةً يُرى / لها كلُّ بُرْج هابطاً مًتَلَهِّبا
وأرعدَتِ الكوساتُ والبيضُ في الطلى / بَوارقَ لَمْ تُبرقْ منَ الدّم خُلبا
نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا
نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا / وأكرمُ مَنْ نُهدي المديحَ لَهُ دراً
وما أنتَ إلا ديمة / تَسُحُّ فَيحْيي سَحُّها البلدَ القفرا
ولو لم تَكَنْ يا بنَ الأكارمِ دَيمةً / تجودُ لما استهديتُ من صَوْبِك القطرا
فجدُ لي بهِ من ساعتي أنني امرؤ / أخافُ إذا جُرِّعتُ في عَسَلٍ صَبْرا
وَدَعْني من رَفعِ النحاةِ ونَصْبهم / وجرهمِ أنْ يملؤا جَرِّيَ جرّا
فقد لَهَثَتْ عندي القطايفُ غلَّةً / عليه وابدَتْ ألسُناً للظّما حَرَّى
وشقّت له أيد الكنافةِ جيبَها / وقد ضيقَتْ من طولِ وَحْشَتِه الصدرا
وَقَدْ صَدَعَ البين المشِتُّ لِبُعدِهِ / قلوباً فقلبُ اللوزِ منكَسر كَسرا
وإنْ جاءَني مَعْ ذلك القطرِ سكّرٌ / أنَقطُهُ حتى يعودَ لَكُمْ شُكرا
وجاريةٍ هَيْفاءَ مَمشوقةِ القَدِّ
وجاريةٍ هَيْفاءَ مَمشوقةِ القَدِّ / لَها وَجْنَةٌ أبهى احمراراً منَ الوَرْدِ
من اليمنيات التي حرُّ وَجْهها / يفوقُ صقالا صَفْحَةَ الصّارمِ الهِندي
وَثيقَةُ حَبلِ الوَصلِ منذُ صَحبِتُها / فَلَسْتُ أراهُ قطُّ مُنْتَقِضَ العَهْدِ
وفي وَصْلها أمس الشّقاءُ مُيَسّراً / وجاوزَ في تَيسيرهِ غايةَ الجَهْدِ
ولم أرَ وَجْهاُ قبلَها كُلَّ ساعَةٍ / على التّربِ ألقاها مَعفّرَةَ الخَدِّ
وَمن عَجَبي أني إذا ما وَطِئتُها / تَئنُّ أنيناً دونَه أنّةُ الوَجدْ
مباركةُ عِندي ولا بَرِحَتْ إذاً / مُدّوَرةَ الكَعْبَينِ شُؤماً على ضِدِّ
طبيب غدا في الكُحْل غيرَ مُوَفّق
طبيب غدا في الكُحْل غيرَ مُوَفّق / لَهُ حكمة تَجْني على العين والسَمْع
إذا أرمَد وافاهُ يَشكو تألماً / منَ العين داوى العينَ كالضِّرس بالقمْع
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر / فإنّكَ بينَ الناس أجدرُ بالفخر
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً / ولكنّهُ في علْمه فاسدُ الذِّهن
استره بالكفِّ خوفَ انطفائه / وآفتُه منْ طَفْئه كثرَةُ الدُّهن
وَلَم أقطَع الوطواطَ بخُلاً بكُحْله
وَلَم أقطَع الوطواطَ بخُلاً بكُحْله / ولا أنا مَنْ يُعييه يوماً تَرَدُّدُ
ولكنّه ينبو عَن الشّمس طرفُه / وكيفَ به لي قُدْرَة وهو أرمَدُ
عَجِبتُ لِقِندنلٍ تَضَمّنَ قَلبُهُ
عَجِبتُ لِقِندنلٍ تَضَمّنَ قَلبُهُ / زُلالاً وناراً في دُجى الليلِ تُشعَلُ
وأعجبُ من ذا أنه طولَ دهرِهِ / يَجنُ عَليهِ الليلُ وهو مسلسلُ
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً / وأَنتَ بتحقيق الكلام قمينُ
إذا كانَ معنى اللام والميم واحداً / برأي تميمٍ فالمعينُ لعينُ
لقد كانَ حَدُّ السكر من قبل صَلْبه
لقد كانَ حَدُّ السكر من قبل صَلْبه / خفيفَ الأذى إذا كانَ في شَرْعنا جلدا
فلمّا بَدا المصلوبُ قُلتُ لصاحبي / ألا تُبْ فإنَّ الحدَّ قد جاوز الحدّا
أبا شاكرٍ يا مَنْ عَلا كُلَّ رُتْبَةٍ
أبا شاكرٍ يا مَنْ عَلا كُلَّ رُتْبَةٍ / وفاتَ صعوداً رُتْبَةَ المدح والشكرِ
تشهّتْ عليَّ اليومَ أهلي قَطايفاً / وقد أخّروني في شِراها إلى العصرِ
وقد حَصَلَتْ لي غيرَ أنِّي لم أعنْ / سوى خبزها والحشو الدّهن والقطر
وإن عزّني قطرُ النبات فإنّني / سأغرفُ فيما أبتغيهِ من البحرِ
ومالي وللأمطارِ والبحرُ كفُّهُ / وأيسَرُ ما يهديهِ لي خالصُ الدُّرِّ
وإنْ قارَنَ القطر المجهزَ سُكّرٌ / فمُرسِلُهُ تَصحيفُهُ لكل في الدهر
فلا زلْتَ حُلْوَ الورد مُسْتَعذبَ الجنى / كثيرَ الحيا والفضلِ مُتّسعَ الصّدرِ