القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 24
سقى اللّهُ إنساناً لعيني دفنتُهُ
سقى اللّهُ إنساناً لعيني دفنتُهُ / على رَغْم أَنْفي جاعلاً قبرَه قلبي
فلا تَحْسَبوا أَنَّ التُّرابَ ضريحُهُ / فمنزلُهُ بين التّرائب لا الترْبِ
أيا ساكني مصر أَلم تتحتَّفوا
أيا ساكني مصر أَلم تتحتَّفوا / بأَنكم لم تبرحوا ساكني قلبي
حنانيكمُ زادَ الحنينُ إليكمُ / فأَضعفَ من صبري وضاعفَ من كربي
لقد أَشفقتْ من لوعة الحبِّ مُهجتي / وهل مهجةٌ تَبْقَى على لوعة الحبِّ
ولو أَنّني أَودعتُ شوقي كتبكم / لخفت لقلبي مُحرقاً وقده كتبي
بغير الرِّضا منّي ببعدِ مزاركم / رضيتُ بإهداءِ السّلامِ مع الرَّكبِ
وأَنثرُ درَّ الدَّمع من قبلُ أَبيضا
وأَنثرُ درَّ الدَّمع من قبلُ أَبيضا / وقد حالَ مُذْ بِنْتُمُ فأَصبحَ ياقوتا
هنيئاً لمصر حَوز يوسف ملكها
هنيئاً لمصر حَوز يوسف ملكها / بأمرٍ من الرَّحمنِ قد كان مَوْقوتا
وما كان فيها قتلُ يوسف شاوراً / يماثلُ إلاّ قتل داود جالوتا
وقلتُ لقلبي أَبشر اليوم بالمُنى / فقد نلتَ ما أَمّلتَ بلْ حزتَ ماشِيتا
تضعضعَ في هذا المصابِ المباغتِ
تضعضعَ في هذا المصابِ المباغتِ / منَ الدِّينِ لولا نورهُ كلُّ ثابتِ
فأَيامُ نورِ الدِّينِ دامتْ منيرةً / لنا خَلَفاً من كلِّ مُودٍ وفائتِ
فما بالنا نُبدي التّصامُمَ غفلةً / وداعي المنايا ناطقٌ غيرُ صامتِ
نُؤمِّلُ في دار الفناء بقاءَنا / ونرجو من الدنيا صداقةَ ماقتِ
وما الناسُ إلاّ كالغصون يدُ الردى / تُقرِّبُ منها كلَّ عودٍ لناحتِ
لقد أَبلغتْ رُسْلُ المنايا وأَسمعتْ / ولكنّها لم تحظَ منا بناصتِ
فلهفي على تلكَ الشّمائلِ إنّها / لقد كرُمتْ في الحسنِ عن نعتِ ناعتِ
أَرى الحزنَ لا يُجدي على مَنْ فقدتُهُ
أَرى الحزنَ لا يُجدي على مَنْ فقدتُهُ / ولو كان في حزني مزيدٌ لزدتُهُ
تغيّرت الأحوالُ بعدَكَ كلها / فلستُ أَرى الدُّنيا على ما عهدتُهُ
عقدتُ بكَ الإيمانَ بالنُّجحِ واثقاً / فحلّت يد الأقدارِ ما قد عقدتُهُ
وكان اعتقادي أَنّكَ الدَّهر مسعدي / فخانتني الأَيامُ فيما اعتقدتُهُ
أردتُ لكَ العمرَ الطويلَ فلم يكنْ / سوى ما أَرادَ اللهُ لا ما أَردتُهُ
فيا وحشةً من مؤنسٍ قد عدمتهُ / ويا وَحْدَةً من صاحبٍ قد فقدتُهُ
وداعٍ دعاني باسمهِ ذاكراً له / فأَطربني ذكرُ اسمهِ فاستعدتُهُ
فقدتُ أَحبَّ الناسِ عندي وخيرهم / فمَنْ لائمي فيه إذا ما نَشَدْتُهُ
إذا شئتما عن غير قلبي تحدثا
إذا شئتما عن غير قلبي تحدثا / فما حلَّ فيه الهمُّ إلاّ ليلبثا
خُذا شاهدي صدقي على صحة الهوى / ضَنىً ساكتاً منّي ووجداً محدثا
مريضكما أَشْفَى على النّاس سقمُهُ / فلا تعجلا في أمرهِ وتَريّثا
رثى لي عَدوِّي من جفاءِ أَحبّتي / وناهيكَ من حالٍ عدوِّي لها رَثَى
عهودكمُ بعدَ النّوى ما تشعّثتْ / وحاشا لذاكَ العهد أَنْ يتشعّثا
وأَملكُ بالملْكِ المظفّر ظافراً / من الجدِّ والجدوى قديماً ومُحدثا
مخوفُ السُّطا صعبُ إلا بأحسن الثّنا / مرجى النّدى سهلُ الرِّضا طيبُ النّثا
صَفا آخرُ العُمرين من عمرِ الذي / به العمران اليومَ بالعدلِ ثُلِّثا
همُ أَحدثوا قمعَ الضّلالةِ بالهُدى / فمذ ملكوا لم تلقَ في الدِّين محدثا
غثائي وغثي أنتَ حامل نقصهِ / بفضلَك إنَّ البحرَ يحتملُ الغثا
وقد سَهُلَتْ والثّاءُ أَوعرُ مرتقىً / فلا فرقَ عندي بين تَاءٍ وبين ثا
أحبّكُم حبَّ النُّفوسِ بقاءَها
أحبّكُم حبَّ النُّفوسِ بقاءَها / وأشتاقكم شوقَ الظِّماءِ إلى الوردِ
ترحَلتُ عنكم والفؤادُ بحالهِ / صبورٌ على البلوى مقيمٌ على الوجد
فإنْ رمتُمُ غدري فإنّي على الوفا / وإنْ خنتمُ عهدي فإنّي على العهدِ
نزلنا بأرض المُنيتين ومُنيتي / لقاؤكم الشافي ووصلكم المجدي
سأَبلَى ولا تَبْلى سريرةُ ودّكم / وتؤنسني إنْ متُّ في وحشةِ اللّحد
أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ
أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ / وذا المجدِ مما لا يليقُ بذي المجدِ
تُفرِّدُني بالعتبِ دونَ عصابةٍ / تفرَّدُ عنّي بالإجابةِ والرَّدِّ
ومن نائباتِ الدَّهر أنّي نائبٌ / ومالي يدٌ في حلِّ أمرٍ ولا عقْدِ
إذا لم يكن يوماً لَدَى البأسِ لي يَدٌ / فلا حَمَلَتْ كفيِّ لمكرُمَةٍ زَنْدي
وإن لم أكن أقضي حقوقَ ذوي النُّهَى / فمن ذا الذي يقْضي حقوقَهُمْ بعدي
ولو أَنني أُعطيتُ سُؤْلي من العلى / لكنتُ بما أُخفيهِ من سرّها أُبدي
ولست بما فيه أنا اليومَ قانعاً / ولكنْ من العلياء أَغدو على وعدِ
بواسِطَ مكثي لانتظارِ مواعدٍ / لها وليومٍ يمكُثُ السّيفُ في الغمْدِ
سأَعزِمُ عزمَ الماجدينَ برحلةٍ / أُصَوَّبُ فيها نحوَ مَنْقَبَةٍ قصدي
وما فضَلَ الهِنديُّ إثراً وقيمةً / حدودُ الظُّبى حتى تناءَت عن الهندِ
وما أَنصفَ العلياءَ مَنْ خَصَّ أهلَها / بذمّ وهم أَهلُ الثَّنا وذوو الحخمدِ
أولي الفضلِ باسِيسِيُّكُمْ خصَّ بأسه / عتاباً بمن يرجوه في الوُدِّ للرِّفْدِ
فاهُدوا له عنّي عِتاباً لعلَّه / على حادثات الدَّهرِ يُعْتبُ أو يُعدِي
أَنارت مساعيهِ النيرةُ فاغتدى / لها كلُّ من يَبْغي السّعادةَ يستهدي
أَمستفرِغاً في عَتْب مثليَ جَهْدَه / وفي شكره ما زِلتُ مُستفرِغاً جهدي
تجرَّعتُ كأسَ العتب مُرّاً وإنّما / لِوُدَّكَ عندي كان أحلى من الشُّهْدِ
وإنَّ اعتدادي بالوِداد لصادق / لديكَ فلمْ كذَّبتَ آمال مُعْتَدِّ
أَفي العدل أنَّ الوصلَ يَحْظَى به العِدا / وبالعَذْلِ أَحظى والعلاقة بي وحدي
أَبا عُمَرُ المعمورُ قلبي بودِّه / أَتهدِمُ بُنياناً عَمَرْتُ من الوُدِّ
تأمّلْ حسابي ثمَّ عُدَّ فضائلي / فجموعُها يُنبيكَ عن حَسَبي العِدِّ
لقد كَسَدَتْ سوقُ الفضائلِ كلَّها / وَللْهَزْلُ أَحظى في الزَّمان من الجدِّ
ولستُ أَرى إلاّ كريماًن يَفرُّ من / لئيمٍ وحُرّاً يشتكي الضيّمَ من عبدِ
ومالي سِوَى ظلِّ الوزيرِ ورأَيهِ / ملاذٌ ومأمولٌ على القُربِ والبُعدِ
قد ابيضَّ حظِّي في ذَراهُ وإنّني / مُسَوَّدُ مجدٍ حظّه غيرُ مُسَوَدِّ
وبي حَصَرٌ من حَصْرِ أنواءِ بِرِّه / وما تدخُلُ الأنَواءُ في الحصرِ والعَدِّ
وإنعامهُ عندي عن الحدِّ زائدٌ / وشكري له شكرٌ يزيدُ عن الحدِّ
أَحبةَ قلبي طالَ ليليَ بعدكمْ
أَحبةَ قلبي طالَ ليليَ بعدكمْ / أَسىً فمتى أَلقى بوجهكم الفَجْرا
سكنتمْ فؤادي وهو في نار شوقكمْ / فهلاَّ أَخذتُمْ فيه من نارِه حِذْرا
فقدتُ حياتي مذْ فقدتُ لقاءَكم / فهل بحياتي منكم نشأةٌ أُخرى
لقد عادَ أُنسي وحشةً بفراقكم / كما عادَ عرفُ الدَّهرِ بعدكم نُكرا
وقد كنتُ مُغترّاً بأيامِ وصلكم / ولا يأمن الأيَامَ من كانَ مغترّا
أجيرانَ جيرونَ المجبرينَ جارهمْ / من الجَوْرِ حوزوا في مشوقكم الأجرا
محبّتُكم قد خانَهُ الصّبْرُ فاطلبوا / مسحباً سواء عنكمُ يحسنُ الصّبرا
ومذ غبتُ عن مَقرْي مَقَريَّ قد نبا / سقَآ ورعَى ربّي مَقريَّ في مقْرى
أَحنُّ إلى عذرا وعذريَ واضحٌ / لأَنَّ الهوى العذريَّ منّي في عذرا
إذا القدرُ المحتومُ من جلِّقٍ بنا / إلى مصر أَسرى فالقلوبُ بها أسرى
رحلنا فما باحتْ بأسرارنا سوَى / عبارةُ عينٍ خوف يومِ النّوَى عَبْرَى
تركنا دمشقاً والجنانُ وراءَنا / وقد أَمّنا بالكسوةِ الرفقة السّفرا
وجئنا إلى المَرْجِ الذي طابَ نشرُهُ / فلا زالَ من أَحبابنا طَيّباً نَشرا
رحلنا بمرجِ الصُّفرِ بالعيسِ غدوةً / فسارتْ وحطّتْ في محجَّتها ظهرا
وقد قطعتْ تُبْنى إلى الديِّرِ بعدها / وما عرستْ حتى أناختْ على بُصرى
نزلنا الدِّناحَ والجلاعبَ بعدها / وبعدهما غدرَ البشاميَّةِ الغزرا
ورأسَ الجشا والقريتينِ وكلُّها / مواردُ فيها السُّحبُ قد غادرتْ غدرا
وردنا من الزَّيتونِ حِسْمىَ وأَيلة / وجزنا عُقاباً كان مسلكها وعرا
إلى قلّةِ الرَّاعي إلى نابعٍ إلى / جراولَ فالنخلِ الذي لم يزل قفرا
إلى منزلٍ في روضةِ الجملِ اغتدتْ / به عيسنا في صدرِ شارحه صدرا
ودونَ حَشَا لمّا حَثَثْنا ركابنا / عيون لموسى لم يزل ماؤها مُرا
هناكَ تلقانا الوفودُ بِبرِّهم / فسروا بنا نفساً وزادوا بنا بِشرا
قطعنا إلى بحرِ النّدى بحرَ قُلْزُم / ومَنْ قصدُهُ بحرَ النَّدى يقطعُ البحرا
عبرنا إلى من كاثر الرمل جوده / وجزنا إليه ذلكَ الرَّملَ والجسرا
ولم يرونا ماء الثماد بعَجرَد / ولم يقتنع بالقل من يأمل الكثرا
وجبنا البوَيْب والمصانع قبله / إلى بركة الجب التي قربت مصرا
إلى عزمةٍ في المجدِ غيرِ قصيرةٍ / وكان قُصارى أَمرنا أَنْ نرى القصرا
ولما نزلنا مصرَ في شهر طوبة / وردنا بكف العادل النيل في مسرى
غدا قاصراً عن قصرِه قصرُ قيصرٍ / وإيوانُ ةكسرى عند إيوانهِ كسرا
أَبا يوسف الإحسان والحسن خير من
أَبا يوسف الإحسان والحسن خير من / حَوى الفضلَ والإفضالَ والنُّهى والأمرا
ومَنْ للهُدى وجهُ النّجاحِ برأيهِ / تجلى وثغرُ النّصرِ من عزمهِ افترَّا
حمى حوزةَ الدِّينِ الحنيفِ بحوزهِ / من الخالقِ الحُسنى ومن خلقهِ الشُّكرا
أَبوه أَبى إلاَ العلاءَ وعمُّهُ / بمعروفهِ عمَّ الورى البدوَ والحضْرا
وطالَ الملوك شيركوه بطَوله / وما شاركوه في العلى فحوى الفخرا
بنو الأصفر الإفرنج لاقوا ببيضهِ / وسمرِ عواليهِ مناياهمُ حُمرا
وما ابيضَّ يومُ النّصرِ واخضرَّ روضُهُ / من الخصبِ حتى اسودَّ بالنّقعِ واغبرَّا
رأى النّصرَ في تقوى الإله وكلّ من / تقوَّى بتقوى اللهِ لا يعدمُ النَّصرا
ولما رأَى الدُّنيا بعينِ ملالةٍ / أَغذَّ من الأُولى مسيراً إلى الأُخرى
وقامَ صلاحُ الدِّينِ بالملكِ كافلاً / وكيف ترى شمسَ الضُّحى تخلفُ البدرا
ولما صَبَتْ مصرٌ إلى عصرِ يوسف / أَعادَ إليها اللهُ يوسفَ والعصرا
فأَجرى بها من راحتهِ بجودهِ / بحاراً فسماها الورى أَنْمُلاً عشرا
هزمتم جنود المشركين برعبكم / فلم يلبثوا خوفاً ولم يمكثوا ذُعرا
وفرقتمُ من حولِ مصر جموعهم / بكسرٍ وعادَ الكسرُ من أهلها جبرا
وأمنتم فيها الرَّعايا بعدلكم / وأَطفأتم من شرِّ شاوَرِها الجمرا
بسفكِ دمٍ حطتمْ دماءً كثيرةً / وحُزتم بما أَبديتم الحمدَ والشكرا
وما يرتوي الإسلام حتى تغادروا / لكم من دماءِ الغادرينَ بها غُدرا
فصبُّوا على الإفرنج سوطَ عذابها / بأن تقسموا ما بينها القتلَ والأَسرا
ولا تهملوا البيتَ المقدَّسَ واعزموا / على فتحهِ غازينَ وافترعوا البكرا
تديمونَ بالمعروفِ طيِّبَ ذكركم / وما الملك إلاّ أن تُديموا لكم ذِكرا
وإنَّ الذي أَثرى من المالِ مُقتْرٌ / وإنْ يُفْنِهِ في كسبِ محمدةٍ أُخرى
عفا اللّهُ عنكم عن ذوي الشّوقِ نَفِّسوا
عفا اللّهُ عنكم عن ذوي الشّوقِ نَفِّسوا / فقد تُلفَتْ منا قلوبٌ وأَنفسُ
ألم تعلموا أَنِّي من الشّوقِ مُوسرٌ / أَلم تعلموا أَنّي من الصبّرِ مُفلسُ
ظَنَنْتُمْ بعيني أَنّها تأْلَفُ الكرَآ / فهلاّ بعثتمْ طيفَكُم يَتجسّسُ
وليس لقلبي في السرورِ تَصرُّفٌ / فَقلبي على الأَحزانِ وقفٌ مُحَبّسُ
لفتكِ محبيهِ تَيقّظ طرفُهُ / وتحسبهُ من سقمِ عينيهِ ينعسُ
له ناظرٌ عند الخلافِ مناظرٌ / يقولُ دليلُ الدَّلِّ عنديَ أَقيسُ
إذا درستْ أَلحاظُه السِّحرَ أَصبحتْ / رسومُ اصطباري دُرَّساً حينَ تَدرسُ
ولم أَنسَ أُنسي بالحمى رَعَى الحمى / عشيّةَ لي مَجنَى ومَجلَى ومجلسُ
لحى اللّهُ أَبناءَ الزَّمانِ فكلُّهم / صحيفتهُ أَودَى بها المتلمِّسُ
ولولا ابتساماتُ المظفّر بالنّدى / لما راقَ نفسي صبحُهُ المتنفسُ
جَلَتْ شمسُ لقياهُ الحنادسَ بَعْدَمَا / عرتنا وهل يَبْقَى معَ الشّمسِ حنْدسُ
وصارَ به هذا الزُّمانُ جميعُه / نهاراً فما للناسِ ليلٌ مُعَسْعسُ
إذا صالَ فالمغلولُ أَلْفٌ مُدرَّعٌ / وإِن جادَ فالمبذولُ أَلفٌ مُكَيّسُ
وليس بمغبونٍ على فضلِ رأْيهِ / ويغبنُ في الأَموالِ منه ويبخسُ
إذا أَطلقَ المَلْكُ المظفّرُ في الوغى / أَعنّتَهُ فالشّمسُ بالنّقعش تحبس
فداكَ ملوكٌ لا يُلَبُّونَ داعياً / وكلّهم عن دعوةِ الحقِّ يخنسُ
تَشكّى إليكَ الغَرْبُ جورَ ملوكهِ / فأَشكيتَهُ والجورُ بالعدلِ يعكسُ
سيهدي إلى المهديّةِ النّصرَ والهُدَى / بهديكُم فيها وتونسُ تُؤْنَسُ
رَدَدْتَ كراديسَ الفرنجِ وكلُّهم / لَدَى الأَسرِ في غلِّ الصِّغارِ مُكَرْدَس
وبَيّضْتَ وجهَ الدِّينِ يومَ لقيتهم / وأَبيضكمْ من أسودِ القصرِ أَشوس
أَفادَ دَمُ الأَنجاسِ طُهْرَ سيوفكم / وما يستفادُ الطُّهْرُ لولا التَنَجُّسُ
شموسُ ظُبىً تغدو لها الهامُ سُجَّداً / فللهِ نصرانيّةٌ تَتَمجّسُ
وكم كُفيَ الإسلام سوءاً بملككم / كفيتمْ على رغم المعادينَ كلَّ سو
ولا يفتحُ البيتَ المقدّسَ غيركمْ / وبيتكمُ من كلِّ عابٍ مُقَدَّسُ
لهم كلَّ يومٍ في جهادٍ مُثلَّثٌ / إذا نصروا التوحيدَ فيءٌ مُخَمّسُ
إذا ما تقيُّ الدِّين صالَ تساقطتْ / لأَقدامهِ من عصبةِ الشِّركِ أَرؤسُ
وما عمرٌ إلا شبيهُ سَميِّهِ / شديدٌ على الأَعداءِ ثَبْتٌ عَمَرَّسُ
لقد بسطَ الإحسانَ والعدلَ في الأرضِ
لقد بسطَ الإحسانَ والعدلَ في الأرضِ / إمامٌ بحكمِ اللّهِ في خَلْقهِ يَقضي
أَفادَ المنايا والمنى فوليُّهُ / غدا للمنى يَقضي وحاسدُهُ يقضي
مَهيبٌ يُغَضُّ الطّرفُ دونَ لقائهِ / يَغُضُّ حياءً وهو في الحق لا يُغضي
أَفي يوسفَ المستنجدِ اللّه قولُه / كذلك مكّنا ليوسُفَ في الأرضِ
ألا إنَّ أَمراً ليس يُبرَمُ باسمهِ / فإبرامُهُ يُفضي سريعاً إلى النّقضِ
وختمُ دوامِ المُلكِ فيه فللتُّقى / على مُلكهِ ختمٌ يجلُّ عن الفَض
لسَيْبٍ وسيفٍ كَفُّهُ حالتي ندىً / وبأْسٍ فما تخلو من البسط والقبضِ
صرائمهُ في الحادثاتِ صوارمٌ / إذا نَبت الآراءُ عن كشفها تمضي
بحزمٍ لأَسرارِ المقاديرِ مُقتض / وعزمٍ لأبكارِ الحوادثِ مُفْتضِّ
إمامٌ له ما يُسخطُ اللّهَ مسخطٌ / وما غيرُ ما يُرضي الإلهَ له مُرضِ
لكَ النُّورُ موصولاً بنورِ محمدٍ / أَضاءَتْ بهِ الأَنسابُ عن شرفٍ محضِ
وظلُّكَ في شرقِ البلادِ وغربها / مديدٌ على طولِ البسيطةِ والعَرضِ
أَنمتَ عبادَ اللّهِ أمناً فلم تدعْ / عيونَ العدى رُعباً تكحَّلُ بالغمضِ
فعهدُ الأَعادي قالصُ الظلِّ مُنقضٍ / ونجمُ الموالي طالعٌ غيرُ منقضِّ
لقد فرضتْ منكَ النّوافلُ شكرَها / على النّاسِ حتى قابلوا النّفلَ بالغرضِ
وما الفرقُ بين الرُّشد والغيِّ في الورى / سوى حُبِّكم في طاعةِ اللّهِ والبُغضِ
رفعتَ منارَ الدِّين عدلاً فأَهلُهُ / من العزِّ في رفعٍ وبالعيشِ في خفضِ
بخيلٍ كمثلِ العارضِ السَّحِّ كثرةً / تضيقُ صدورُ البيدِ عنها لدى العَرضِ
معوَّدةٌ خوضَ النّجيعِ من العدى / إذا انتجعَتْهُ أَلسنُ السُّمرِ بالوَخضِ
إذا حَفيتْ منها النِّعالُ تنعّلَتْ / بهام عِدىً رُضّتْ بها أَيَما رَضِّ
حوافرُ خيلٍ ودَّتْ الصِّيدُ أَنّها / تكحّل منها بالغبارِ لدى النفضِ
عوارضكم نابتْ عن العارضِ الرَّوي / وآراؤكم أَغنتْ عن الجحفلِ العَرْض
عدُّوكَ مرفوضٌ بمَجْهلِ حيرةٍ / لقى كلَ سيلٍ من عقابكَ مُرفضِ
عقابُك أَوهاهُ فأصبحَ ناكصاً / على عقبيهِ ماله مُنَّةُ النَّكضِ
لشانئكم قلبٌ من الرُّعبِ خافقٌ / ومن وَهَج الحمّى ترى سرعة النبضِ
وما صدقتْ إلاّ بوارقُ عدلكم / أَوان بروقِ الظلم صادقة الومضِ
ويحيا ليحيى كلُّ حقٍ قضى وهل / قضى غيركم ما كان للدِّين من قرض
وزيرٌ بأعباءِ الممالكِ ناهضٌ / إذا عجزتْ شمُّ الرواسي عن النهضِ
مشتّتُ شملٍ للُّهى غيرُ مُنفضٍ / وجامعُ شملٍ للعُلى غيرُ منفضِّ
وعزمٌ كحدِّ الصّارمِ السّيفِ مُنتضى / نَضوتَ به ثوبَ الغبارِ الذي ينضي
رجوتُ أَميرَ المؤمنينَ رجاءَ مَن / إلى كلِّ مقصودٍ به قصدُه يفضي
وأَشكو إليه نائباتٍ نُيوبها / نوابتُ في عظمي ثوابتُ ف نَحضي
ومنكرةٍ إنْ عضّني نابُ نائبٍ / أَما عرفتْ عودي صليباً على العَضِّ
تحضُّ على نِشدان حَظٍّ فقدتُهُ / إذا الحظُّ لم ينفعْ فلا نفعَ في الحضِّ
يُكلِّفها حبُّ السّلامةِ أَنّها / تُكلِّفني حبَّ القناعةِ والغضِّ
لقد صَدَقَتْ إنَّ القناعة والتُّقى / لأَصونُ في الحالينِ للدِّينِ والعرضِ
تقولُ إِلامَ السّعيُ في الرِّزق راكضاً / ورزقُكَ محتومٌ وعُمرُكَ في رَكضِ
ولو كانتِ الأَرزاقُ بالسّعي لم يكن / غنى العزِّ معقولاً ولا فاقة العِضِّ
إنْ كان هذا البحرُ جَمّاً نَميرَه / ففيمَ اقتناعي عنه بالوشلِ البَرْضِ
كفَى شرفاً في عصرِ يوسفَ أَنّني / لبستُ جديدَ العِزِّ في الزَّمنِ الغَضِّ
لساني وقلبي في ولائكَ والثّنا / عليكَ فها بعضي يغارُ من البعضِ
لَسوَّدَني تسويدُ مدحِك في الورى / فإضْتُ بوجهٍ من ولائكَ مبيضِّ
وما كلُّ شِعرٍ مثلَ شعريَ فيكمُ / ومَن ذا يقيسُ البازلَ العَودَ بالنقضِ
وما عزَّ حتى هانَ شعرُ ابن هانىءٍ / وللسُّنّةِ الغرّاءِ عِزٌّ على الرَّفضِ
أَصَحُّ عيونِ الغانياتِ مريضُها
أَصَحُّ عيونِ الغانياتِ مريضُها / وافتكُ أَلحاِ الحسانِ غضيضُها
تهزُّ قُدودَ السُّمرِ للفتكِ سحرُها / وتشهرُ من أَجفانها البيضِ بيضُها
وقد طالَ فكري في خصورٍ ضعيفةٍ / بأعباءِ ما في الأُزْرِ كيف نهوضُها
غَرِضْنَ بشيبي والشّبيبةُ إنّما / يغرُّ الغَريرات الحسانَ غَريضها
سوافرُ غُرٌّ عن وجوهٍ لحسنها / معانٍ على فهمي يدقُّ غموضُها
نوافرُ مسودَ الشّبابِ أليفها / حبائب مبيضُّ المشيب بَغيضُها
عن المُقْترِ البادي القَتير نِفارُها / وعند الفتى الحالي الثراء ربُوضُها
كأنَّ قلوبَ العاشقينَ بدينها / رُهونُ غرامٍ ما تؤدَّى قُروضُها
وقد غرَّ في ميعادِها وهو خُلّبٌ / كما غَرَّ مِن شَيمِ البروقِ وميضُها
أَجرني بصبرٍ إنَّ فيضَ مدامعي / سيولُ همومٍ في فؤادي مغيضُها
وهل مطفئاتٌ أَدمعي نارَ لوعةٍ / توقّدُ في أَرجاءِ قلبي مضيضُها
تُكلِّفُني نقضَ العهودِ بسلوةٍ / ثباتي على إبرامِ وَجدي نقيضُها
أأُغضي على حدٍ من الضَّيم مُرمضٍ / وسيفي بتّارُ الحدودِ رميضُها
أَغثنيَ بالإرشادِ فالطُّرقُ إنّما / يَدلُّ بها خِرَّيتُها ونفيضُها
أَعِنّي على بلواي فالعمرُ غمرةٌ / يعاينُ أَهوال الردى من يخوضُها
شجاني انضمامي والخطوبُ كثيرة / إلى خطّةٍ يؤذي الأسودَ بعوضُها
تساوَى لديها غَثُّها وسمينُها / وأَودَى بها منحوضُها ونحيضُها
ولي عندَ تحقيقِ المعاني أَدلّةٌ / تزيَّفُ في وقتِ النُّضارِ نقوضُها
حُظوظي على عِلاّتِها وشتاتِها / كأبياتِ شعرٍ ما يصحُّ عَروضُها
جوامدُ لكنْ نارُ عزمي تُذيبها / جوامحُ لكنْ طولُ صبري يروضها
ستشرقُ في أَوجِ الصُّعودِ سُعودُها / وإنْ زادَ إظلامَ الحظوظِ حضيضُها
بجودِ أَميرِ المؤمنينَ وسَيبهِ / تفيضُ على أَرضِ الأماني فيوضُها
إمامُ البرايا خيرُها مُستضيئها / غزيرُ الأيادي جَمُّها مستفيضها
تقفيضُ لترويضِ الرَّجاءِ مياهُهُ / وللنُّجحِ يُرجى عدُّها ونضيضها
جزيلُ العطايا وافر الفضلُ وارفُ ال / ظِّلالِ طويلُ المأثراتِ عريضُها
تبَدَّلُ بالأموالِ آمالُ وَفدِهِ / فكم فاقةٍ منّا بوجدٍ يعيضُها
ويفتحُ مِن مُلتاحهِ باللُّها اللِّها / وقد حالَ من دونِ القريضِ جَريضُها
إذا اقترحتْ منّا القرائحُ مدحَهُ / تسابقَ من شوقٍ إليه قريضُها
مُواليه مشكورُ المساعي نجيحها / وشانيهِ مردودُ المباغي دَحُوضُها
أَتتنا وفودُ المكرماتِ بجودهِ / ووافى إلينا قضها وقضيضُها
إذا ظمئتْ آمالنا وردتْ له / بحار لهىً يروي العطاشَ فَضيضُها
من الأُسرةِ الغُرِّ التي بولائها / أَفاضَ المبرّاتِ الغزارَ مفيضُها
مكرّمةٌ أَعراضُها ومهانةٌ / لإظهار عزِّ الأولياء عُروضُها
موالاتهم في اللّهِ عن صدقِ نيّةٍ / غسولٌ لأَدرانِ الذُّنوبِ رحوضُها
هم الكاشفو الغمّاء في كلِّ لزبةٍ / عدا بنيوبِ النائباتِ عضوضُها
أَضاءَ بهم شرق البلادِ وغربها / وحيزتْ لهم أَطوالها وعروضُها
ومن عجبٍ صلَّتْ لقبلةِ بأْسهم / رؤوسُ أَعادٍ من ظُباهم محيضُها
تدلُّ على الرُّعبِ الذي في قلوبها / مفاصلُ للأَعداءِ شاج نقيضُها
وما هامرٌ هامٍ من الودقِ إنْ بكى / تبسَّمَ مرهومُ الرِّياض أَريضُها
ج أَ واديها وطابَ نسيمُها / وغرَّدَ شاديها وغنّى غريضُها
بأَغزرَ من جودِ الإمامِ الذي به / إذا شكتِ الآمالُ يشفى مريضُها
حباني على ضنّ الزَّمانِ بثروةٍ / حلا زُبدُها في عيشتي ومخيضها
جناح رجائي ريشَ والناسُ منهمُ / رجائيَ محصوص الخوافي مهيضُها
إليكَ أميرَ المؤمنينَ أَحثُّها / نِياقاً تردَّى بالهُزال نغوضُها
طلائعُ آمالٍ رَذايا مطالبٍ / تداعتُ بتعريقِ النُّحولِ نحوضُها
حواملُ آرابٍ حواملُ نجحها / إذا عقمتْ ميلادُها ونفوضُها
لئن عافتِ الأقدارُ عن قصدِ بابكم / وعارضني عندَ المسيرِ عروضُها
فإنّي أَنَّى كنتُ في ظلِّ طاعةٍ / لغير هداكم ما تقامُ فروضُها
سأَطلبُ ربّي في ورودِ بحاركم / وأَهجرُ قوماً أَظمأتني بروضُها
عفا اللهُ عنكم ما لكم أَيُّها الرَّهطُ
عفا اللهُ عنكم ما لكم أَيُّها الرَّهطُ / قسطتمْ ومن قلب المحبِّ لكم قسْطُ
شرطتمْ له حفظَ الودادِ وخُنْتُمُ / حنانيكمُ ما هكذا الوُدُّ والشَّرْطُ
جعلتم فؤادَ المستهامِ بكم لكمْ / مَحَطاً فعنه ثقْلَ هَمِّكُمُ حُطُّوا
إذا كنتمُ في القلبِ والدارُ قد نأَتْ / فسيّانِ مِنْ أَحبابهِ القربُ والشَّحْطُ
ثوى هَمُّهُ لما ثَوَى الوجدُ عنده / مقيماً وشطَّ الصّبرُ في جيرةٍ شَطُّوا
وأَرَّقَهُ طيفٌ طَوَى نحه الدُّجَى / وقد كادَ جيبُ الليلِ بالصُّبحِ يَنْعَطُّ
تشاغلتمُ عنه وشوقاً بودِّهِ / كأنّ رضاكم عن محبكمُ سُخْطُ
جزعتُ غداةَ الجزْعِ لمّا رحلتمُ / وأَسْقطني من بينكمْ ذلكَ السِّقطُ
ملكتمْ فأنكرتمْ قديمَ مودَّتي / كأنْ لم يكن في البينِ معرفةٌ قَطُّ
فَدَتْ مهجتي مَنْ لا يُذَمُّ لمهجتي / إذا حاكَمتْهُ وهو في الحُكْمِ مُشْتطُّ
يُريكَ ابتساماً عن شتيتِ مُقَبَّلٍ / كَأنَّ نظيمَ الدرِّ أَلّفَهُ السِّمْطُ
وما كنتُ أَدري قبل سطوةِ طرفهِ / بأَنَّ ضعيفاً فاتراً مثْلَهُ يَسْطو
وهبْ أَنَّ بالقُرْطينِ منه مُعَلّقٌ / لذنبِ الهوى قلبي فَلمْ عُلِّقَ القُرْطُ
وأَهيفَ للإشفاقِ من ضعفِ خصرهِ / محلُّ نطاقٍ للقلوبِ بهِ رَبْطُ
على قُربهِ في الحالتين مُحَسّدٌ / من الثّغرِ والشّعْرِ الأَراكةُ والمشطُ
بوجنتهِ نورُ المُدامةِ مُشْرِقٌ / ومقلته نَشْوَى وفي فيه إسْفَنْطُ
تزينُ عِذاريه كتابةُ حُسنهِ / ومن خاله في وجنتيه لها نَقْطُ
فؤادكَ خالٍ يا خليلي فلا تَلُمْ / فؤاداً سباه الخالُ والخدُّ والخَطُّ
يلازمُ قلبي في الهوى القبضُ مثلما / يلازمُ كفَّ النّاصرِ الملكِ البَسْطُ
مليكٌ حوى الملكَ العقيمَ بضبطه / كريمٌ وما للمالِ في يدهِ ضَبْطُ
ومولى سريرُ الملكِ حفَّ بشخصهِ / كما حفَّ بالإنسانِ من ناظرٍ وسْطُ
مليكٌ لنجمِ النُّجحِ من أُفْقِ عزِّهِ / سناً ولطيرِ السّعْدِ في وكرِهِ قَحْطُ
إذا لُثمَتْ أيدي الملوكِ فعندَهُ / مدى الدَّهرِ إجلالاً له تَلْثمُ البُسطُ
لنومِ الرَّعايا وادعين سهادُهُ / إذا وادِعوا الأملاك في نومهم غَطُّوا
أَكفُّ ملوكِ العصر لا وَكْفَ عندها / وكفُّ المليكِ النّاصرِ البحرُ لا الوقطُ
عطايا نقودٌ لا نَسايا فكلُّها / تُعَجِّلُ لا وعدٌ هناك ولا قَسْطُ
أغرُّ لكفِّ الكفرِ كفٌّ ببأسهِ / كما لفقارِ الفَقرِ من جوده وَهْطُ
أياديهِ غرٌّ وهيَ غيرُ مُغِبَة / وإحسانهُ غَمْرٌ وليس له غَمْطُ
يحب ضجيجَ الشّاكرين إذا دَعَوا / ويهوى سؤال المعتفين إذا أطوا
ويَعْبَقُ عَرْفُ العُرفِ والقِسط عندهُ / ونَدُّ النّدَى لا البانُ والرَّندُ والقسطُ
إلى طوله المعروفِ طولُ يدِ الرَّجا / وفي بحرِ جدواه لآمالنا غَطُّ
صنائعُهُ رُبْطُ الكرامِ وإنّها / لوفد أَياديهِ المصانعُ والرُّبْطُ
يَمُرُّ ويحلو حالةَ السُّخطِ والرِّضا / فنعمتُه دأبٌ ونقمتهُ فَرْطُ
من القومِ تلقاهم عن النكرِ إن دُعوا / بطاءً وإن يُدْعَوا إلى العُرفِ لا يُبْطُوا
هم رَضَعوا دَرَّ الحجَى في مهودهمْ / أَماجدُ وانضمتْ على السؤددِ القُمْطُ
يصبون فيما يقصدون فكم رَمَوا / بسهم الثّراءِ المملقين فلم يُخطوا
متى يَقدِروا ويَعفوا وإن يعدوا يَفوا / وإن يبذُلوا يَغْنوا وإن يسألُوا يُعطوا
يصيبُ الذي يصبو إلى قصدِ بابهم / في غيرِ هذا القصدِ يُخْطِي الذي يخْطُو
وما أَسعدَ المَلْكَ الذي نحوَ بابهِ / مطايا بأَبناءِ الرَّجاءِ غدتْ تَمْطوا
وما روضةٌ غناءُ حُسْناً كأنّما / لوارفها من نَسْج نُوّارِها مِرْطُ
إذا قادني للنرجسِ النّضرِ ناضرٌ / تلاهُ عذارٌ للبنفسج مُخْتَطُّ
وللوردِ خدُّ للحياءِ مُوَرَّدٌ / وللبانِ قَدٌ جيدُهُ أَبداً يَعْطو
تلوحُ به الأشجارُ صَفّاً كأنّها / سطورُ كتابٍ والغديرُ لها كَشْطُ
تُغَنِّي على أَعوادِها الوُرْقُ مِثْلَما / يرتِّلُ للتوراةِ أَلحانَها سِبْطُ
كأنَّ سقيط الطلِّ عبرةُ مغرمٍ / وبارقَةُ من نارِ لوعته سِقْطُ
ترى لمُحيّا الشمسِ من هامرِ الحيا / لثامِ حياءٍ دونه ليس ينحَطُّ
بأزكى وأَذكى منكَ حُسْناً وإنّما / بحسناكَ لا بالرَّوضِ للعائذِ الغَبْطُ
لكَ الصدرُ والباعُ الرَّحيبان في العلى / وذاكَ المحيا الطلقُ والأنملُ السُّبْطُ
لراجيكمُ ماءُ البشاشة والنّدَى / جميعاً وحظُّ الحاسد النارُ والنّفطُ
عَنالكَ طوعاً نيلُ مصرٍ ودجلةُ ال / عراقِ ودانَ العُرْبُ والعُجْمُ والقِبْطُ
وللنيل شطٌّ ينتهي سيبهُ به / ونَيْلُكَ للراجينَ نِيلٌ ولا شَطُّ
وعفوكَ وَرْدٌ والجناةُ جُناتُهُ / وبيضُكَ شوكٌ في العداةِ لها خَرْطُ
عدوُّكَ مثلُ الشّمعِ في نارِ حقدهِ / له عنقٌ إصلاحُ فاسدِه القَطُّ
فداؤكَ ممتدُّ المِطالِ مُحجّبٌ / وحاجبُهُ للكُبرِ والعُجْبِ مُمْتَطُّ
فداؤكَ قومٌ في النّديِّ وفي النّدَى / وجوههم سُهْمٌ وأَسهمهم مُرْطُ
لتبكِ دماً عينُ العدو فقد جرى / على الأرضِ من أَوداجهِ دَمُهُ العَبْطُ
منعتَ حمى الإسلامِ للنصرِ معطياً / غداةَ عوتْ من دونهِ الأذؤبُ المُعْطُ
وصُلْتَ وكم فرَّجْتَ عنّا مُلمّةً / بسهم الرَّزايا في الكرامِ لها لَهْطُ
بعودِكَ عادَ الحقُّ واتّضحَ الهدى / وهبَّ نسيمُ النّصرِ وانفرجَ الضّغْطُ
وأَنتَ أَجَرْتَ الشّامَ من شُؤْمِ جاره / ولم يكفِ رهطُ الكفرِ حتى بغى رهطُ
أَجرتَ وقد جاروا ودنتَ وقد عدوا / وصلت وقد خاروا ولنت وقد لطُوا
فلا يعبأ المولى بمن مِلءُ جأشهِ / هوىً وبقومٍ حَشْوُ جيشِهمُ زُطُّ
كثيرٌ تَعدِيهمْ قليلٌ غَناؤهُمْ / وهمْ ولا أَصابوا رشدَهم هملٌ رَهْطُ
عَدلْتَ فلا ظلمٌن وطُلْتَ فلا مدىً / وقُلتَ فلا مَينٌ وجُدتَ فلا قَحطُ
فميِّزْ مكانَ المخلصين فإنّما ال / أَعادي أُناسٌ في رؤُوسهمُ خَلْطُ
وقرِّب وليّاً صحَّ فيكَ ضميرُهُ / ولا يأمنِ التمساحَ مَنْ دأبُهُ السَّرطُ
نَبا بي مقامُ الجاهلينَ فَعِفْتُهُ / وقد نَضْنَضَتْ للنهش حَيّاتُهُ الرُّقطُ
همُ مَنَعوا رِفْدَيْ قبولٍ ونائلٍ / وذا وَشَلٌ بَرضٌ وذا أُكُلٌ خَمطُ
وكم مُطْمعٍ في خيره بشرُ وجهه / ومشتملٍ منه على شَرِّهِ الإبْطُ
لأَبدى بلا عذر حظوظَ فضائلي / نفارُ العَذارى من عذارٍ به وَخْطُ
وجئتكَ ألقى العزَّ عندك مُلْقياً / قلائدَ للأَسماعِ من دُرِّها لَقْطُ
أَعرْني جميلاً واصطنعنيَ واصفُ لي / جميلَكَ حتى يشمتَ الحاسدُ المِلْطُ
أَعنّي فعينُ الفضل عانٍ مُقيَّدٌ / بعُقلةِ حرمانٍ نداكَ لها نَشطُ
وأَوْعزْ بتشريفي ورسمي فإنّهُ / لحمدي جزاءٌ قد تقدَّمَهُ الشّرْطُ
إلامَ زماني لا يزالُ مُسَلّطاً / على نابهٍ من أَهلهِ نابُهُ المّلْطُ
سَعَتْ نحوكم منّي مطايا مطالبٍ / لأَنْسعُها في النّجح عندكم مَغْطُ
فَدُمْ ظافراً أَبا المظفر بالعِدَى / حليفَ قبولٍ لا يكون لها حَبْطُ
بقيتَ ولا زالتْ عداكَ مُفيدةٌ / سعوداً ولا تُحْسنْ صعوداً ولا هَبْطُ
ولو كنتَ جاراً للمعريِّ لم يقل / لمن جيرةٌ سيموا النوالَ فلم يُنْطوال
بنفسي وما أَحوى وروحي ومُهجتي
بنفسي وما أَحوى وروحي ومُهجتي / كتابٌ لأَسبابِ الفضائلِ جامعٌ
يُخبِّرُ عن قلبٍ حوتْهُ أَضالعٌ / ويومَ النّوى قلبي نَفَتْهُ الأَضالعُ
ومن عجبٍ إنسانُ عينيَ ظامياً / وقد غرَّقَتْهُ في المياهِ المدامعُ
تأَلّقَ برقٌ مِن تهامةَ لامعُ
تأَلّقَ برقٌ مِن تهامةَ لامعُ / يبشِّرُ أَنَّ اللّهَ للشملِ جامعُ
يحاكي خفوقَ القلبِ منّي خفوقَهُ / فهل راعَهُ مثلي من البينِ رائعُ
لقد طالَ ليلي لانتظارِ صباحكم / فهل لتباشيرِ الصّباحِ طلائعُ
صفتْ وضفتْ في الجودِ منكَ وفي العُلى / مشارعُ بالحسنى لنا ومدارعُ
كأنّك شمسُ الدَّولةِ البدرُ بيننا / ونحنُ حواليكَ النُّجومُ الطّوالعُ
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف / يؤرَّخ فيها ثمَّ يُمحى ويُمحقُ
ولم أَرَ في دهري كدائرةِ المنى / تُوسِّعُها الآمالُ والعمرُ ضيقُ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ / وفُزْ باجتماعِ الشملِ قبلَ التفرُّقِ
هلموا نسابقُ نحوَ مشمس جِلِّق / وثم لما نهوى على الأكل نلتقي
تصفَّرُ شوقاً لانتظارِ قدومنا / ومن يتعشّقْ ذا الفضائل يشتقِ
وما رمقْت للشوقِ رُمدُ عيونهِ / فإنْ تترفّقْ منه تنظرْ وترفقِ
إذا حضَرتْ أَطباقُهُ غابَ رشدُنا / لما يتلاقى من مشوقٍ وشَيِّقِ
لأَنَّ مذابَ الشَّهدِ فيه مجسّدٌ / أَجدّ له عهدُ الرَّحيقِ المعتَّقِ
وما اصفرَّ إلا خوفَ أيدي جناته / فليس له أمنٌ من المتطرِّق
حكى جمراتٍ بالفضا قد تعلّقتْ / فيا عجبي من جمرةِ المتعلِّقِ
كأنَّ نجومَ الأرضِ فوقَ غصونهِ / فيا حيرتي من نجة المتألِّقِ
وجَنّاتُها محمّرةٌ وَجَناتُها / فَمَنْ يَرَها مثلي يحبَّ ويعشقِ
بدتْ بينَ أوراقِ الغصونِ كأنَّها / كَراتُ نُضارٍ في لجينٍ مُطرَّقِ
تساقِطُها أَشجارُها فكأَنَّها / دنانيرُ في أيدي الصَّيارفِ ترتقي
ومشمشُ بُستانِ الزّكي بشهدِهِ / شهادتُهُ تقضي فَزكّ وصَدِّقِ
يقولُ رفيقي في دمشقَ تعجباً / أَما لكَ بستانٌ مقالة مشفقِ
فقلتُ إلى بابِ البريدِ وسوقِهِ / لأَمثالنا تُجنى بساتين جِلِّقِ
ولو كانَ لي بالسّهمِ سهمٌ وجدت لي / منالي بأيامِ الثِّمارِ ومرفقي
إذا كنتَ مُبتاعاً من السُّوقِ مشمشي / فما ليَ إلاّ لذَّةُ المتسوِّقِ
وما لي بأرباب البساتينِ خلطة / فيصبح في حيطاتها مُتسلّقي
كرامٌ وثوقي في الشِّتاءِ بودّهم / ولكنّهم في الصّيفِ ينسونَ موثقي
وما ثم من يجدي ويقري ويقتني / ثنائي سوى المحيي الكريم الموفّقِ
وذلكَ يومٌ واحدٌ ليس غيره / أَمنْ أَجلِ يومٍ واحدٍ قلتَ لي اسبقِ
على أَنّني لو قيلَ بالصّينِ دعوةٌ / أثرتُ إليها لوعةَ المتحرِّقِ
فإنْ جئتَ قبلي جِلِّقاً فارمِ منعماً / حديثي ينادي المنعمينَ وحَلِّقِ
لعلَّ كريماً ينتخي لضيافتي / بمشمشةٍ عندَ القدومِ وينتقي
فلا تنسَ نشوَ الدِّينِ نشوةَ خاطري / وقلْ عن صبوحي كيف شئت ورقِّقِ
وهاتِ وساعدني وخُذْ من قريحتي / لطيمةَ داريٍ من الحمدِ واعبقِ
قَضَى عمرَهُ في الهجرِ شوقاً إلى الوصلِ
قَضَى عمرَهُ في الهجرِ شوقاً إلى الوصلِ / وأَبلاهُ من ذكرى الأَحبَّةِ ما يبلي
وكان خلِّي القلبِ من لوعةِ الهوى / فأَصبحَ من بَرْحِ الصّبابةِ في شغلِ
وأَطربَهُ اللاحي بذكرِ حبيبهِ / فآلى عليهِ أَن يَزيدَ من العذلِ
وإنّ مريرَ العيشِ يحلو بذكركمْ / وهل لمريرِ العيشِ غيريَ مُسْتَحْلِ
وصالكم الدُّنيا وهجركم الرَّدى / وقربكُمُ عزِّي وبُعدكمُ ذُلِّي
ومستحسنٌ حفظ الودادِ فراقبوا / لأَجلِ اقتناء الحمدِ عهديَ لا أَجْلي
نَفى الصَّبرَ من قلبِ المتيَّمِ خبلُهُ / وكيف ثباتُ القلبِ في مسكنِ الخبلِ
فقلبيَ بينَ الشّوقِ والصبرِ واقفٌ / على جَدَدٍ بينَ الولايةِ والعزلِ
إذا ما بقاءٌ المرءِ كان بوصلِ مَنْ / يحبُّ فإنَّ الهجرَ نوعٌ من القتلِ
وهل نافعي عذلٌ ونصحٌ على الهوى / وعذليَ يُغري بي ونصحيَ لا يسلي
وما كنتُ مفتونَ الفؤادِ وإنَّما / عليَّ فتوني دلَّه فاتنُ اللِ
نحولي ممَّن شدَّ عَقْدَ نطاقهِ / على ناحلٍ واهٍ من الخصر منحل
إذا رامَ للصدِّ القيامَ أَبتْ له / روادفه إلاَّ القيامَ على وصلي
وكيف تجلّى في هَزيعٍ من الدُّجى / وغصنٍ تثنّى فوق حقْفٍ من الرَّمل
وناظرُهُ نشوانُ لا من سلافةٍ / سقيمٌ بلا سقمٍ كحيلُ بلا كحلِ
وأَشهدُ أنَّ الحسنَ ما خطَّ خطّهُ / بعارضهِ والسِّحرُ ما طرفه يُملي
وما لحظُهُ إلاّ عُقارٌ فإنَّني / وجدتُ هوى عينيهِ يذهبُ بالعقلِ
سقى اللّهُ بالزَّوراءِ قصرَ استقامتي / لإنجازهِ الوعدَ المصونَ من المَطلِ
غداةَ نضوتُ الجد أَبلى جديده / ولا عيشَ إلا هزَّ عطفي إلى الهزلِ
أُنامُ غرَّاً من أَفاضلِ أَهلها / كراماً وكلُّ حليةُ الزَّمنِ العطلِ
وإخوانُ صدقٍ للصداقةِ بيننا / صفاءُ صدورٍ طهَّروها من الغلِّ
ندارسُ آي العقلِ من سورةِ الهوى / ونفهمُ معنى العلمِ من صورةِ الجهلِ
وها أنَا قد أًصبحتُ بالشّامِ شائماً / سنا بارقٍ من غيرِ وَبْلٍ ولا كلِّ
يُؤهِّلُني للبعدِ من كلِّ حظوة / ويحرمني اللذاتِ بُعدي من الأَهلِ
ولا صاحبٌ عندي أُحاولُ نصرَهُ / بتخفيفِ ما يعروهُ من فادح الثُّقلِ
وإنِّي أَرى عينَ الخصاصةِ ثروتي / إذا عجزتْ عن سَدِّها خَلّةُ الخلِّ
أُلاينُ حُسّادي الأَشدّاءَ رقبةً / لهم وأُعاني الصّعبَ بالخُلُقِ السّهلِ
وأُبقي مداراةَ اللئيمِ لعلّهُ / يبيتُ ولا يطوي الضَّميرَ على دغلِ
سوى السُّوءِ لا تجدي مداراة حاسدي / كما يستفادُ السُّمُّ من صلةِ الصِّلِّ
ومن نقصِ هري قصد فضلي بصرفهِ / ليرخصَ منه ما من الحقِّ أَن يغلي
وإنّي من العلياءِ في الكنفِ الذي / به حظُّ فضلي كلَّما انحطَّ يستعلي
وماذا بأَرضِ الشّامِ أَبغي تَعسفاً / ولا ناقتي فيها تُرامُ ولا رحلي
ولي حرمٌ منه الأَفاضلُ في حمى / من الصّونِ بالمعروفِ بالبذلِ في حِلِّ
أَبى الفضلَ فيه أَن يكونَ كمالُهُ / لغيرِ كمال الدِّينِ أَعني أَبا الفضلِ
رحيبُ النّوادي والنّدى واسعُ الذَّرا / رفيعُ الذُّرا عالي السّنا وافرُ الظِّلِّ
نداه حيا المعروف قد شمل الورى / عموماً وغيثُ الخصبِ شُرِّدَ بالمحلِ
إذا خفيت سُبْلُ الكرام فإنّه / كريمُ المساعي بينهم واضحُ السُّبلِ
وفي الجدب إنْ جادتْ سماهُ سماحةً / بدا زَهَرُ الإسعافِ في الأَمل العقلِ
تساوى له الإعلانُ والسرُّ في العلى / فخلوتُهُ ملء المهابةِ كالحفلِ
فتى السنّ إلاّ أَنَّ للملكِ قوةً / بما هو يستهديهِ من رأْيهِ الكهلِ
من القوم أَمّا المالُ منهم فعرضةُ ال / سّماحِ وأَمّا العِرضُ منهم فللبخلِ
أَضاءَ زَمان المستضيء إمامنا / بآرائهِ الميمونةِ العقدِ والحلِّ
فمن رأيه ما يطلعُ السعدُ من سنا / ومن عزمهِ ما يطبعُ النّصر من نصلِ
وما روضةٌ غناء مرهوبة الثّرى / مُضَوَّعة الأَسحارِ طَيِّبة الفصل
شمائلُها طابتْ وطابَ شمالُها / سقتها شَمُولاً عند مجتمعِ الشّملِ
تُردَّدُ أَنفاسَ النَّسيمِ عليلةً / عليها فيشفي مرُّها كلَّ معتلِّ
تهبُّ الصِّبا فيها بليلٍ بليلةً / على زهر من عبرة الطلِّ مبتلِّ
لها من ثغورِ الأُقحوانِ تبسّمٌ / وتنظرُ عن أَحداقِ نرجسها النُّجلِ
كأَنَّ نُعاماها تبلّغُ نحونا / تحايا قرأَناها على أَلسنِ الرُّسلِ
تُؤرِّجَ أَرجاءَ الرضاءِ كأَنّما / تجاملُ في حملِ التّحيةِ عن جُمْلِ
مرجعةٌ فوقَ الغصونِ حمامُها / فنونَ هديلٍ بينَ أَفنانها الهُدلِ
تنوحُ بها الورقاءُ شجواً كأَنّها / مفجَّعةٌ بينَ الحمائمِ بالشكلِ
مطوَّقةٌ أَبلتْ سوادَ حدادِها / ففي الجيدِ باقٍ منه طوق له كُحْلي
بأحسنَ من أَخلاقكَ الزُّهرِ بهجة / وأَذكى وأَزكى من سجيتك الرِّسلِ
إليكَ سرتْ منّي مطايا مدائحٍ / من الشُّكرِ والإحمادِ موقرةَ الحملِ
سوائرُ في الآفاقِ وهي مطيفةٌ / ببابكَ دون الخلقِ مخلوفة العُقلِ
تهذَّبَ معناها بصقليَ لفظَها / كما بانَ إثر المشرفيِّ لدى الصقلِ
وإنْ يجل شعري في مديحك رونقاً / وحسناً فإنَّ الشَّهدَ من نَحلِ النَّحلِ
سلمتُ ولا لاقتْ عداكَ سلامةً / ورهطكَ في كُثرٍ وشانيكَ في فَلِّ
ودمتَ ولا زالتْ بسطوكَ ديمةُ ال / وبالِ على الأَعداءِ دائمةَ الوبل
ودرَّتْ لكَ النُّعمى على كلِّ آملٍ / بقيتَ بقاءَ الذرِّ والحرثِ والنّسلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025