المجموع : 43
وَأَهْوى الَّذي أَهْوَى لَهُ الْبَدر ساجداً
وَأَهْوى الَّذي أَهْوَى لَهُ الْبَدر ساجداً / أَلَسْتَ تَرَى في وَجْهِهِ أَثرَ التُّرْبِ
وَمِنْ حَسَناتِ الدَّهْرِ عِنْدِيَ لَيْلَةٌ
وَمِنْ حَسَناتِ الدَّهْرِ عِنْدِيَ لَيْلَةٌ / مِنَ الْعُمْرِ لَمْ تَتْرُكْ لأَيَّامِها ذَنْبا
خَلَوْنا بِها نَنْفي الْقَذَى عَنْ عُيُونِنا / بِلُؤْلُؤَةٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَباً سَكْبا
وَمِلْنا لِتَقْبيلِ الثغُورِ وَلَثْمِها / كَمِثْلِ جُنُوحِ الطَّيْرِ تَلْتَقِطُ الَحَبَّا
عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ
عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ / وَفي مَفْرِقِ الظَّلْماءِ منْهُ نَسيبُ
يَزِفُّ إِلَيْهِ ضاحِكاً أُقْحُوانُهُ / وَيَهْتَزُّ في بُرْدَيْهِ منْهُ قَضيبُ
فَأُوِصيكُمُ بِالْبَغْلِ شَرّاً فَإِنَّهُ
فَأُوِصيكُمُ بِالْبَغْلِ شَرّاً فَإِنَّهُ / مِنَ الْعَيْرِ في سُوءِ الطِّباعِ قَريبُ
وَكَيْفَ يَجِيءُ الْبَغْلُ يَوْماً بِحاجَةٍ / تَسُرُّ وَفِيهِ لِلْحِمارِ نَصيبُ
عتاباً عَسَى أَنَّ الزَّمانَ لَهُ عُتْبَى
عتاباً عَسَى أَنَّ الزَّمانَ لَهُ عُتْبَى / وَشَكْوى فَكَمْ شَكْوى أَلانَتْ لَهُ قَلْبا
إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلاَّ إِلى الدَّمْعِ راحَةٌ / فلا زَالَ دَمْعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِلاً سَكْبا
إِذا لَذَّةٌ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ ادِّكارُها
إِذا لَذَّةٌ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ ادِّكارُها / فَحَسْبي مِنَ اللَّذَّاتِ ذِكْرِي لها حَسْبي
وَمَا اللَّهْوُ إِلاَّ حُلْمَ يَقْظانَ صادِقٍ / وَقَدْ يَحْلُمُ النُّوَّامُ بالصِّدّقِ وَالكِذْبِ
فَقُلْ لِصُروفِ الدَّهْرِ ضُرِّي أَوِ انْفَعي
فَقُلْ لِصُروفِ الدَّهْرِ ضُرِّي أَوِ انْفَعي / فَإِنّيَ مِنْ مَثْوَىً بَعيدٍ عَلى قُرْبِ
هُوَ المَرْءُ أَمَّا جارُهُ فَهْوَ آمِنٌ / وَأَمّا الْعِدى وَالمَالُ مِنْهُ فَفي رُعْبِ
مَتى يَدْعُهُ الدَّاعي لِدَفْعِ مُلِمَّةٍ / تُجاوِبْهْ مَنْصُورَ اليَدَيْنِ عَلى الَخْطْبِ
وَقَدْ أَطْفَأوا شَمْسَ النَّهارِ وَأَوْقَدُوا
وَقَدْ أَطْفَأوا شَمْسَ النَّهارِ وَأَوْقَدُوا / نُجومَ العَوالي في سَماء عَجاجِ
يَعيبونَ بَلْقيسيَّةً أَنْ رَأَوا بِها
يَعيبونَ بَلْقيسيَّةً أَنْ رَأَوا بِها / كَما قَدْ رَأَى مِنْ تِلْكَ مَنْ نَصَبَ الصَّرْحا
وَقَد زادَها التَّزْغيبُ ملْحاً كَمِثْلِ ما / يَزيدُ خُدُودَ الغِيدِ تَزْغِيبُها ملْحَا
أُشاوِرُ أَقْواماً لآِخُذَ رَأْيَهُمْ
أُشاوِرُ أَقْواماً لآِخُذَ رَأْيَهُمْ / فَيَلْوُونَ عَنِّي أَعْيُناً وَخُدُودا
وَلَيْسَ بِرَأْيي حَاجَةٌ غَيْرَ أَنَّني / أُؤَنِّسُهُ كَيْ لا يَكُونَ وَحيدا
وَلا أَنا مِمَّنْ يَبْعَثُ السَّهْمَ رامِياً / إِلى غَرَضٍ حَتَّى يَكُونَ سَديدا
فَلا يَتَّهِمْ عَقْلي الرِّجالُ فإِنَّني / أُعَرِّفُهُمْ أَنِّي خُلِقْتُ وَدُودا
وَدَوْحَةِ نارِنْجٍ بُهِتْنا بِحُسْنها
وَدَوْحَةِ نارِنْجٍ بُهِتْنا بِحُسْنها / وَقَد نُشِرَتْ أَغْصانُها لِلتَّأَوُّدِ
وَنارِنْجُها فَوْقَ الغُصُونِ كَأَنَّهُ / نُجومُ عَقيقٍ في سَماءِ زَبَرْجَدِ
إِذا لَمْ تَجِدْ بُدّاً مِنَ القَوْلِ فَانْتَصِفْ
إِذا لَمْ تَجِدْ بُدّاً مِنَ القَوْلِ فَانْتَصِفْ / بِحَدِّ لِسانٍ كالُحْسامِ المُهَندِ
فَقَدْ يَدْفَعُ الإِنْسانُ عَنْ نَفْسِهِ الأَذى / بِمِقْوَلِهِ إِنْ لَمْ يُدافِعْهُ بالْيَدِ
وَتُفَّاحَةٍ مِنْ كَفِّ ظَبْيٍ أَخَذْتُها
وَتُفَّاحَةٍ مِنْ كَفِّ ظَبْيٍ أَخَذْتُها / جَناها مِنَ الغُصْنِ الَّذي مِثلُ قَدِّهِ
حَكَتْ لَمْسَ نَهْدَيْهِ وَطِيبَ نَسيمِهِ / وَطَعْمَ ثَناياهُ وَحُمْرَةَ خَدِّهِ
خُذِ العَفْوَ وَائْبَ الضَّيْمَ وَاجْتَنِبِ الأَذى
خُذِ العَفْوَ وَائْبَ الضَّيْمَ وَاجْتَنِبِ الأَذى / وَأَغْضِ تَسُدْ وَارْفُقْ تَنَلْ وَاسْخُ تُحْمَدِ
وَماءٍ بَعيدِ الغَوْرِ كالنَّجْمِ في الدُّجَى
وَماءٍ بَعيدِ الغَوْرِ كالنَّجْمِ في الدُّجَى / وَرَدْتُ طرُوقاً أَوْ وَرَدْتُ مُهَجِّرا
على قَدَمَيْ أُخْتِ الْجَناحِ وَأَخْمَصٍ / يَخالُ حَصَى المَعْزَاءِ جَمْراً مُسَعَّرا
فَريداً مِن الأَصْحابِ صَلْتاً مِنَ الْكِسا / كَما أَسْلَمَ الْغِمدُ الْحُسامَ المُذَكَّرا
خَليلَيَّ هَلْ لِلْمُزْنِ مُقْلَةُ عاشِقٍ
خَليلَيَّ هَلْ لِلْمُزْنِ مُقْلَةُ عاشِقٍ / أَمْ النَّارُ في أَحْشائِها وَهْيَ لا تَدْري
سَحابٌ حَكَتْ ثَكْلى أُصِيبَت بِواحِدٍ / فَعاجَتْ لَهُ نَحْوَ الرِّياضِ على قَبْرِ
تَرَقْرَقُ دَمْعاً في خُدودٍ تَوَشَّحَتْ / مَطارِفُها بالْبَرْقِ طِرزاً مِنَ التِّبْرِ
فَوَشْيٌ بِلا رَقْمٍ وَنَسْجٌ بِلا يَدٍ / وَدَمْعٌ بِلا عَيْنٍ وَضِحْكٌ بِلا ثَغْرِ
أَرَى النَّاسَ مِنْ ضِدَّيْنِ صِيغَتْ طباعهم
أَرَى النَّاسَ مِنْ ضِدَّيْنِ صِيغَتْ طباعهم / فَظاهِرُهُمْ ماءٌ وبَاطِنُهُمْ نارُ
وَإِنَّ ابْنَ عَبْدِ اللهِ قاضِيَ عَصرِهِ / لأَفْضَلُ مَنْ يُثْنَى عَلَيْهِ وَيُخْتارُ
كَرِيْمٌ أَرادَ اللهُ إِتْمامَ فَضْلِهِ / فَأَخْلاقُهُ أَرْضٌ وَجْدَواهُ أَمْطارُ
لَهُ بَدَهاتٌ حِينَ لا يَنْطِقُ الْوَرَىَ / وَرَأْيٌ إِذا ما اسْتَعْجَزَ السَّيْفُ بَتَّارُ
وَلَمْ أَرَ بَحْراً قَط يُدْعَى بِجَعْفَرٍ / سِوَاهُ وَإِلاَّ فَالْجَعافِرُ أَنْهارُ
سَقَى اللهُ أَرْضَ الْقَيْرَوانِ وَقَبْرَهُ
سَقَى اللهُ أَرْضَ الْقَيْرَوانِ وَقَبْرَهُ / فَفيها ثَوى شَخْصٌ عَلَيَّ عَزيزُ
تَرى أَنَّني بالْقُرْبِ مَّمنْ أُحِبُّهُ / عَلى بُعْدِ ما بَيْنَ الدِّيارِ أَفُوزُ
وَإِنْ كانَ إِدْراكُ المُحِبيِّنَ بَغْتَةً / عَلأى مَذْهَبِ الأَيّامِ لَيْسَ يَجوزُ
وَلَمْ أَدْخُلِ الْحَمَّامَ ساعَةَ بَيْنِهِمْ
وَلَمْ أَدْخُلِ الْحَمَّامَ ساعَةَ بَيْنِهِمْ / لأِجْلِ نَعيمٍ قَدْ رَضِيتُ بِبُوسي
وَلكِنْ لِتَجْري عَبْرَتي مُطْمَئِنَّةً / فَأَبْكي وَلا يَدْرِي بِذَاك جَليسي
كَأَنَّ ثَناياهُ أَقاحٍ وَخَدَّهُ
كَأَنَّ ثَناياهُ أَقاحٍ وَخَدَّهُ / شَقيقٌ وَعيْنَيْهِ بَقِيَّةُ نَرْجِسِ