المجموع : 7
خَليليَّ عُوجا اليَومَ واِنتظراني
خَليليَّ عُوجا اليَومَ واِنتظراني / فَإِنَّ الهَوى وَالهَمَّ أمُّ أَبانِ
هيَ الشَّمسُ تَدنو لي قَريباً بعيدُها / أَرى الشَّمسَ ما أسطيعُها وَتَراني
نأت بَعدَ قُربٍ دارُها وَتَبدَّلَت / بِنا بَدَلاً وَالدَهرُ ذو حَدَثانِ
فَهاجَ الهَوى وَالشوقُ لي ذِكرَ حُرَّةٍ / مِن المُرجَحِنّاتِ الثِّقالِ حَصانِ
شَموسٌ وشاحاها إِذا اِبتُزَّ ثَوبُها / عَلى مَتنِ خُمصانِيَةٍ سَلِسانِ
رَقودُ الضُّحى رَيّا العِظامِ كَأَنَّها / مَهاةُ كِناسٍ مِن نِعاجِ قِطانِ
شَديدَةُ إِشراقِ التَّراقي أسيلَةٌ / عَلَيها رَقيباً مَربإٍ حَذِرانِ
ومن دونِها صَعبُ المَراقي مَشَيَّدٌ / نِيافٌ وَصَرّارانِ مؤتلفانِ
خَليليَّ ما لامَ امرأً مِثلُ نَفسِه / إِذا هيَ لاقَت فاِربَعا وَذَراني
سَبَتني بِجيدٍ لَم يُعَطَّل ولبَّةٍ / عَلَيها رِدافا لؤلؤٍ وَجُمانِ
وَأَسحَم مَجّاجِ الدهانِ كَأَنَّهُ / بِأَيدي النِّساءِ الماشِطاتِ مَثاني
جَرى ليَ طَيرٌ أَنَّني لَن أَنالَها / وَإِنَّ الهَوى وَالنَّجرَ مختَلِفانِ
فعزَّيتُ قَلباً كان صَبّاً إِلى الصبا / وَعدَّيتُ وَالعَينانِ تَبتَدِرانِ
بأَربَعَةٍ في فَضلِ بُردي ومِحمَلي / كَما انهَلَّ غَربا شَنَّةٍ خَضِلانِ
خَليليَّ غُضّا اللومَ عَنّي إِنَّني / عَلى العَهدِ لا مُخنٍ وَلا مُتَوانِ
سَتَعلَمُ قَومي أَنَّني كُنتُ سورَةً / مِن العِزِّ إِن داعي المَنون دَعاني
أَلا رُبَّ مَسرورٍ بِمَوتيَ لَو أَتى / وآخرَ لَو أنعَى لَه لَبَكاني
نَدِمتُ عَلى شَتمِ العَشيرَةِ بَعدَما / تَغَنّى عراقيٌّ بِهِم وَيَماني
قلبتُ لهم ظَهرَ المِجَنِّ وَلَيتَني / عَفَوتُ بِفَضلٍ مِن يَدي وَلِساني
بني عَمِّنا إِنّا كَما قَد عَلِمتُم / أُولو خُشنَةٍ مَخشِيَّةٍ وَزِبانِ
عَلى أَنَّني لَم أَرمِ في الشِّعرِ مسلما / وَلَم أَهجُ إِلا مَن رَمى وهَجاني
هُمُ بَطروا الحلمَ الَّذي من سَجِيَّتي / فَبدَّلتُ قَومي شِدَّةً بِليانِ
فَلَو شِئتُم أَولادَ وَهبٍ نَزَعتُم / وَنَحنُ جَميعاً شَملُنا أَخوانِ
نَهَيتُ أَخاكُم عَن هِجائي وَقَد مَضى / لَهُ بَعدَ حَولٍ كامِلٍ سنتانِ
فَمَنَّ وَمنّاهُم رِجالٌ رأَيتُهُم / إِذا ضارسوني يكرهونَ قِراني
وَكُنتُ امرءاً يأبى لي الضيمَ أَنَّني / صَرومٌ إِذا الأَمرُ المُهِمُّ عَناني
وَصولٌ صَرومٌ لا أَقولُ لمدبِرٍ / هَلُمَّ إِذا ما اِغتَشَّني وَعَصاني
خَليليَّ لَو كُنتُ امرءاً فيَّ سقطَةٌ / تَضَعضَعتُ أَو زَلَّت بيَ القَدَمانِ
أَعيشُ عَلى بغي العُداةِ ورغمِهم / وَآتي الَّذي أَهوى عَلى الشَّنآنِ
وَلَكِنَّني ثَبتُ المَريرَةِ حازِمٌ / إِذا صاحَ حُلابي ملأتُ عِناني
خَليليَّ كَم مِن كاشِحٍ قَد رَميتُهُ / بقافيةٍ مَشهورَةٍ وَرَماني
فَكانَ كَذاتِ الحَيضِ لَم تُبقِ ماءَها / وَلَم تُنقِ عَنها غُسلَها لأوانِ
تَشَمَّتُ للأعداءِ حينَ بَدا لَهُم / مِن الشَرِّ داني الوَبلِ ذو نَفَيانِ
فَهابوا وِقاعي كالَّذي هابَ حاذِراً / شتيمَ المُحَيّا خَطوُهُ مُتَداني
تُشَبِّهُ عينيهِ إِذا ما فَجِئتَهُ / سِراجَينِ في دَيجورَةٍ تَقِدانِ
كَأَنَّ ذِراعَيهِ وَبَلدَةَ نَحرِهِ / خُضِبنَ بِحنّاءٍ فَهُنَّ قَواني
عَفَرناً يَضُمُّ القرنَ مِنهُ بِساعِدٍ / إِلى كاهِلٍ عاري القَرا وَلَبانِ
أَزَبُّ هَريتُ الشّدقِ وَردٌ كَأَنَّما / يُعَلَّى أَعالي لَونِهِ بدِهانِ
مُضاعفُ لَونُ الساعِدَينِ مُضَبَّرٌ / هَموسُ دُجى الظَّلماءِ غَيرُ جَبانِ
أَبا خالِدٍ حَنَّت إِلَيكَ مَطيَّتي / عَلى بُعدِ مُنتابٍ وَهَولِ جَنانِ
كَأَنَّ ذِراعَيها إِذا ما تَذَيَّلَت / بَدا ماهِرٍ في الماءِ يَغتَليانِ
إِذا رُعتُها في سَيرَةٍ أَو بَعثتُها / عَدَت بي ونِسعا ضَفرِها قَلِقانِ
جماليةٌ مِثلُ الفَنيقِ كَأَنَّما / يَصيحُ بِفَلقَي رأسِها صَديانِ
أَبا خالِدٍ في الأَرضِ نأيٌ وَمَفسَحٌ / لِذي مِرَّةٍ يُرمى بِهِ الرجَوانِ
فَكَيفَ يَنامُ الليلَ حُرٌّ عَطاؤُهُ / ثَلاثٌ لِرأسِ الحَولِ أَو مِئَتانِ
تَناهَت قَلوصي بَعد إِسآديَ السُّرى / إِلى مَلِكٍ جَزل العَطاءِ هِجانِ
تَرى الناسَ أَفواجاً يَنوبونَ بابَهُ / لِبِكرٍ مِن الحاجاتِ أَو لِعَوانِ
فَلا تَنكحَنَّ الدَّهرَ إِن كُنتَ ناكِحاً
فَلا تَنكحَنَّ الدَّهرَ إِن كُنتَ ناكِحاً / عَشَوزَنةً لَم يَبقَ إِلا هَريرُها
تَجودُ برجلَيها وَتَمنَعُ مالَها / وَإِن غَضِبَت راعَ الأُسودَ زَئيرُها
إِذا فرغَت مِن أَهلِ دارٍ تُبيرُهم / سَحَت سَحوةً أُخرى لِدارٍ تُبيرُها
إِذا زفراتُ الحُبِّ صَعَّدنَ في الحَثا
إِذا زفراتُ الحُبِّ صَعَّدنَ في الحَثا / وَرَدنَ وَلَم يوجَد لَهُنَّ طَريقُ
مَدحتُ سَعيداً واِصطَفَيتُ ابنَ خالِدٍ
مَدحتُ سَعيداً واِصطَفَيتُ ابنَ خالِدٍ / وَللخَيرِ أَسبابٌ بِها يُتَوَسَّمُ
فَكُنتُ كمُجتَسٍّ بِمحفارِهِ الثَّرى / فَصادَفَ عَينَ الماءِ إِذ يَتَرَسَّمُ
فَإِن يَسألِ اللَهُ الشُهورَ شَهادَةً / تُنَبِّئ جُمادى عَنكُم وَالمُحَرَّمُ
بِأَنَّكُما خَيرُ الحِجازِ وَأَهلِهِ / إِذا جَعَلَ المُعطي يَمَلُّ وَيَسأَمُ
تَجَرَّمَ لي بِشرٌ غَداةَ أَتَيتُه
تَجَرَّمَ لي بِشرٌ غَداةَ أَتَيتُه / فَقُلتُ لَه يا بِشرُ ماذا التَّجَرُّمُ
إِذا قُلتُ هَذا السّلمُ قَد أَقبَلوا بِهِ
إِذا قُلتُ هَذا السّلمُ قَد أَقبَلوا بِهِ / أَبى ما مَضى وَالحَربُ ذاتُ زِبانِ
أُريدُ لأنسى ذِكرها فَكأَنَّما
أُريدُ لأنسى ذِكرها فَكأَنَّما / تمثَّلُ لي لَيلى بِكُلِّ سَبيلِ
وَقُل أُمُّ عَمروٍ داؤُهُ وَشِفاؤُه / لَدَيها وَرَيّاها الشِّفاءُ مِن الخَبلِ