المجموع : 85
وَإِنَّكَ إِذ أَطمَعتَني مِنكَ بالرِضا
وَإِنَّكَ إِذ أَطمَعتَني مِنكَ بالرِضا / وَأَيأستَني مِن بَعدِ ذَلِكَ بِالغَضَبْ
كَمُمكِنَةٍ مِن ضَرعِها كَفَّ حالِبٍ / وَدافِقَةٍ مِن بَعدِ ذَلِكَ ما حَلَبْ
وَكانَت لِعَباسٍ ثَلاثٌ نَعدُّها
وَكانَت لِعَباسٍ ثَلاثٌ نَعدُّها / إِذا ما جناب الحيِّ أَصبَحَ أَشهبا
فسلسلةٌ تنهى الظَلومَ وَجفنَةٌ / تُباحُ فَيَكسوها السِنامَ المزغَّبا
وَحلةُ عَصبٍ ما تَزالُ مُعدّةً / لعارٍ ضَريكٍ ثَوبُهُ قَد تَهبَّبا
وَقَد وَرِثِ العَبّاسُ قَبلَ مُحمَّدٍ
وَقَد وَرِثِ العَبّاسُ قَبلَ مُحمَّدٍ / نَبِيَّينِ حَلّا بَطنَ مَكَّةَ أَحقُبا
تَرى ظِلَّها عِندَ الرَواحِ كَأَنَّهُ
تَرى ظِلَّها عِندَ الرَواحِ كَأَنَّهُ / إِلى دَفِّها رألٌ يَخبُّ جَنيبُ
دَعَوني وَقَد شالَت لإبليسَ رايَةٌ
دَعَوني وَقَد شالَت لإبليسَ رايَةٌ / وَأُوقِدَ لِلغاوينَ نارُ الحَباحِبِ
أَبِاللَّيثِ تَغتَرُّونَ يَحمي عَرينَهُ / وَتَلقَونَ جَهلاً أُسدَهُ بِالثَعالِبِ
فَلا نَفَعَتني السِنُّ إِن لَم يَؤزُّكُم / وَلا أَحكَمَتني صادِقاتِ التَجارِبِ
وَمُستَنبِحٌ نَبَّهتُ كَلبي لِصَوتِهِ
وَمُستَنبِحٌ نَبَّهتُ كَلبي لِصَوتِهِ / وَقُلتُ لَهُ قُم في اليَفاعِ فَجاوِبِ
فَجاءَ خَفيَّ الصَوتِ قَد مَسَّهُ الضَوى / بِضَربَةِ مَسنونِ الغَرارَينِ قاضِبِ
فَرَحَّبتُ واستَبشَرتُ حَتّى بَسَطتُهُ / وَتِلكَ الَّتي أَلقى بِها كُلَّ آئِبِ
وَما نال مِثلَ اليأسِ طالبُ حاجَةٍ
وَما نال مِثلَ اليأسِ طالبُ حاجَةٍ / إِذا لَم يَكُن فيها نَجاحٌ لِطالِبِ
وَإِنّي لرمّاءٌ وَراءَ عَشيرَتي / صَبورٌ عَلى قَذفِ العدى وَالمَصائبِ
بَدأنا عَلَيها وَهيَ عِيسٌ فَأَصبَحَت
بَدأنا عَلَيها وَهيَ عِيسٌ فَأَصبَحَت / مِنَ السَيرِ جُوناً دامياتِ الغَوارِبِ
سَلا القَلبُ إِلّا مِن تَذَكُّرِ لَيلَةٍ
سَلا القَلبُ إِلّا مِن تَذَكُّرِ لَيلَةٍ / بِجَمعٍ وَأُخرى أَسعَفَت بالمُحَصَّبِ
وَمَجلسِ أَبكارٍ كَأَنَّ عُيونَها / عُيونُ المَها أَنضَينَ قُدّامَ رَبرَبِ
أَتاني وَأَهلي بِاللَوى فَوقَ مَثعَرٍ
أَتاني وَأَهلي بِاللَوى فَوقَ مَثعَرٍ / وَقَد زَجَرَ اللَيلُ النُجومَ فَوَلَّتِ
وَفاةُ ابنِ عَبّاسٍ وَصيِّ مُحَمَّدٍ / فَأُبتُ فِراشي حَسرَة ما تَجَلَّتِ
فَإِن تَكُ أَحداثُ المَنايا اختَرمَنَهُ / فَقَد أَعظَمَت رزأً بِهِ وَأَجَلَّتِ
وَإِن يَكُ غَدرٌ نالَهُ مِن مُنافِقٍ / فَإِنَّ لَهُ العُقبى إِذا النَعلُ زَلَّتِ
نِصالُ بَني الشَيخِ المُوَلّى عَلى الكُنى / أَصابَت جُروماً مِنهُمُ واسمألَّتِ
فَنالوا بإِبراهيمَ ثأراً وَلَم يَكُن / دَماً سالَ يَجري في دِماءٍ فَطَلَّتِ
أَمروانُ أَولى بِالخِلافَةِ مِنكُمُ / أُصيبَت إِذَن يُمنى يَديَّ فَشُلَّتِ
وَأَنتُم بَنوعَمِّ النَبيِّ وَرِهطُهُ / فَقَد سَئِمَت نَفسي الحَياةَ وَمَلَّتِ
فَشأنُ المَنايا بَعدَكُم ثُمَّ شأنَها / وَشأني إِذا طافَت بِنا وَأَطَلَّتِ
وَقَد كانَ إِبراهيمُ مُوَلى خِلافَةٍ / بِها خَضَعَت صَعبُ الرِقابِ وَذَلَّتِ
وَأَوصَى لِعَبدِاللَهِ بِالعَهدِ بَعدَهُ / خِلافَةَ حَقٍّ لا أَمانيَّ ضَلَّتِ
فَشَمَّرَ عَبدُ اللَهِ لَمّا تَجَرَدَّت / لَواقِحُ مِن حَربٍ وَحولٌ فَجَلَّتِ
فَقادَ إِليها الحالبينَ فَأنهَلوا / ظِماءً إِذا صارَت إِلى الريِّ عَلَّتِ
حِلاباً تَحَلَّتها الحُروبُ وَلَم تَكُن / حلاباً لِقاحٌ حُلِبَّت فَتَحَلَّتِ
فَقامَ ابنُ عَبّاسٍ مَقامَ ابنِ حُرَّةٍ / حَصانٍ إِذا البيضُ الصَوارِمُ سُلَّتِ
أَتَتهُ الضَواحي مِن مَعَدٍّ وَغَيرِها / فَطَنَّبَ ظِلاًّ فَوقَها فاِستَظَلَّتِ
وَشامَ إِليَها الراغِبونَ غَمامَةً / عَريضاً سَناها أَنشأت واِستَهَلَّتِ
جَزى اللَهُ ابراهيمَ خَيرَ جَزائِهِ / وَجادَت عَلَيهِ البارِقاتُ وَظَلَّتِ
وَكُنّا بِهِ حَتّى مَضى لِسَبيلِهِ / كَذاتِ العُطولِ حُلِّيَت فَتَحَلَّتِ
يُعينُ عَلى الجُلَّى قُرَيشاً بِمالِهِ / وَيَحمِلُ عَن هُلّاكِها ما أَكَلَّتِ
وَكَم مِن كَسيرِ الساقِ لاءَمَ ساقَهُ / بِمَعروفِهِ حَتّى اِستَوَت وَاِستَمَرَّتِ
تَوَلَّيتُكُم لَمّا خَشيتُ ضَلالَةً / أَلا كُلُّ نَفسٍ أَهلُها مَن تَوَلَّتِ
رَأَيتُكَ مُختَلَّاً عَلَيكَ خَصاصَةٌ
رَأَيتُكَ مُختَلَّاً عَلَيكَ خَصاصَةٌ / كَأَنَّكَ لَم تَنبت بِبَعضِ المَنابِتِ
كَأَنَّكَ لَم تَصحَب شُعَيبَ بنَ جَعفَرٍ / وَلا مُصعَباً ذا المَكرُماتِ اِبنَ ثابِتِ
فَأَصبَحتُ لا أَقلي الحَياةَ وَطولَها
فَأَصبَحتُ لا أَقلي الحَياةَ وَطولَها / أَخيراً وَقَد كانَت إِليَّ تَقَلَّتِ
قَضى وَطَراً مِن حاجَةٍ فَتَرَوَّحا
قَضى وَطَراً مِن حاجَةٍ فَتَرَوَّحا / عَلى أَنًّهُ لَم يَنسَ سَلمى وَبَيدَحا
وَصاحَت مَساميرُ الرِحالِ وَكُلِّفَت
وَصاحَت مَساميرُ الرِحالِ وَكُلِّفَت / عَلى الجَهدِ بالموماةِ سَيراً مُطَحطَحا
كَما صاحَ سِربٌ مِن عَصافيرِ صَيفَةٍ / تَواعَدنَ كَرماً بالسَراةِ مُمَزَّحا
حَمَدناكَ بالعُرفِ الَّذي قَد صَنَعتَهُ
حَمَدناكَ بالعُرفِ الَّذي قَد صَنَعتَهُ / كَما حَمَد الساري السُرى حينَ أَصبَحا
غَدا الجودُ يَبغي مَن يؤدّي حُقوقَهُ
غَدا الجودُ يَبغي مَن يؤدّي حُقوقَهُ / فَراحَ وَأَسرى بَينَ أَعلى وَأَروَحا
تَصبّحَ أَقوامٌ عَن المَجدِ وَالعُلا
تَصبّحَ أَقوامٌ عَن المَجدِ وَالعُلا / فَأَضحوا نياماً وَهوَ لَم يَتَصَبَّحِ
إِذا كَدَحت اعراضُ قَومٍ بلؤمِهم / نَجا سالِماً مِن لؤمِهم لَم يُكدَّحِ
لدينكَ إِنَّ المَجدَ أَطلقَ رحلَه / لَدَيكَ عَلى خَصبٍ خَصيبٍ وَمسَرَحِ
جَزى اللَهُ إِبراهيمَ عَن جُلِّ قَومِهِ
جَزى اللَهُ إِبراهيمَ عَن جُلِّ قَومِهِ / رَشاداً بِكَفَّيهِ وَمَن شاءَ أَرشَدا
أَغَرُّ كَضَوءِ الصُبحِ يَستَمطِرُ النَدى / وَيَهتاشُ مُرتاحاً إِذا هُوَ أَنفَدا
وَمَهما يَكُن مِنّي اليكَ فإِنَّهُ / بِلا خَطأٍ مِنّي وَلَكِن تَعَمُّدا
وَقُلتُ اُمرؤٌ غَمْرُ العَطيِّاتِ ماجِدٌ / مَتى أَلقَهَ أَلقَ الجَواريَ أَسعَدا
غَرائِبُ شِعرٍ قُلتُهُ لَكَ صادِقاً / وَأَعلَمتُهُ رَسماً فَغارَ وَأَنجَدا
وَأَنتَ امرؤٌ حُلوُ المُؤاخاةِ باذِلٌ / إِذا ما بَخيلُ القَومِ لَم يَصطَنِع يَدا
لَكَ الفَضلُ مِن هَنّا وَهَنّا وَراثَةً / أَباً عَن أَبٍ لَم يَختَلِس تِلكَ قَعدَدا
بَنى لَكَ عَبّاسٌ مِن المَجدِ غايَةً / إِلى عِزِّ قُدموسٍ مِن المَجدِ أَصيَدا
وَشَيَّدَ عَبدُاللَهِ إِذا كانَ مثلها / وَشَدَّ بِأَطنابِ العُلا فَتَشَيَّدا
وَشَدَّ عَليٌّ في يَدَيهِ بِعُروَةٍ / وَحَبلَينِ مِن مَجدٍ أَغَرَّ فَأحصَدا
وَكَم مِن عَلاءٍ أَو عُلىً قَد وَرِثتَها / بِأَحسَنَ مِيراثٍ أَباكَ مُحَمَّدا
وَأَنتَ امرؤٌ أَو في قُرَيشٍ حَمالَةً / وَأَكرَمَها فيها مَقاماً وَمَقعَدا
كَريمٌ إِذا ما أَوجَبَ اليَوم نائِلاً / عَلَيهِ جَزيلاً بَثَّ أَضعافَهُ غَدا
سَعى ناشِئاً لِلمَكرُماتِ فَنالَها / وَأَفرَعَ في وادي العُلا ثُمَّ أَصعَدا
عَلى مأثَراتٍ مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ / فَأَكرِم بِذا فَرعاً وَبالأَصلِ مَحتِدا
وَأَجرى جَواداً يَحسرُ الخَيلَ خَلفَهُ / إِلى قَصَباتِ السَبقِ شَتّى وَموحِدا
إِذا شاءَ يَوماً عَدَّ مِن آلِ هاشِمٍ / أَباً ذكرُهُ لا يَقلِبُ الوَجهَ أَسوَدا
إِذا هُوَ أَعطى مَرَّةً هَزَّهُ النَدى / فَعادَ وَكانَ العَودُ بِالخَيرِ أَحمَدا
أَغَرَّ مُنافِياً بَنى المَجدَ بَيتُهُ / مَكانَ الثُرَيّا ثُمَّ عَلىَّ فَكَبَّدا
وَموردُ أَمرٍ لَم يَجِد مَصدَراً لَهُ / أَتاكَ فَأَصدَرتَ الَّذي كانَ أَورَدا
وَموقِدُ نارٍ لَم يَجِد مُطفِئاً لَها / أَتاكَ فَأَطفأتَ الَّذي كانَ أَوقَدا
فَلَم أَرَ في الأَقوامِ مِثلَكَ سَيِّداً / أَهَشَّ بِمَعروفٍ وَأَصدَقَ مَوعِدا
وَأَنهَضَ بالعَزمِ الثَقيلِ اِحتِمالَهُ / وَأَعظَمَ إِذ لا يُوقِدُ الناسُ مَرفَدا
وَلَو لَم يَجِد لِلواقِفينَ بِبابِهِ / سِوى الثَوبِ أَلقى ثَوبَه وَتَجَرَّدا
وَلَيسَ امرؤٌ ذاق الغِنى بعد حاجةٍ / فَشَحَّ عليه ما اِستَطاع وَأَخمَدا
كآخر لَم تبرح له النَدى / ممهَّدة يعطي طَريفاً ومتلدا
أَفاطِمَ إِنَّ النأيَ يُسلي ذَوي الهَوى
أَفاطِمَ إِنَّ النأيَ يُسلي ذَوي الهَوى / إِنَّ النأيَ يُسلي ذَوي الهَوى
أَرى حَرَجاً ما نِلتُ مِن وُدِّ غَيرِكُم / وَنافِلَةً ما نِلتُ مِن وُدِّكُم رُشدا
وَما نَلتَقي مِن بَعدِ نأيٍ وَفُرقَةٍ / وَشَحطِ نَوى إِلّا وَجَدتُ لَها بَردا
عَلى كَبِدٍ قَد كادَ يُبدي بِها الهَوى / نُدوباً وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُني جَلدا
إِذا مَطمَعٌ يَوماً غَزَاني غَزَوتُهُ
إِذا مَطمَعٌ يَوماً غَزَاني غَزَوتُهُ / كَتائِبَ ناسٍ كَرَّها واِطِّرادَها
أَمصُّ ثِمادي وَالمياهُ كَثيرَةٌ / أُعالِجُ مِنها حَفرَها واِكتِدادَها
وَأَرضى بِها مِن بَحرِ آخَرَ إِنَّهُ / هُوَ الرأيُ أَن تَرضى النُفوسُ ثَمادَها