القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 70
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ / سَماها سَنا مِن نوره وَسَناءُ
عَلَيكَ لِواءُ الحَمد ظل مظللا / عَلاه مِن النَصر العَزيز لواءُ
لِأَنك أَولى الناس بِالمَجد وَالعُلا / كَما لَكَ بِالفَضل العَميم وَلاءُ
لَكَ الملك فاحكم كَيفَ شئت عَلى الثَرى / فَما الأَرض إِلّا مَصر وَهِيَ ثَراءُ
مُبَوأ صدق وَهِيَ أَنضَر رَبوة / مَقامٌ كَريمٌ حلهُ كُرَماءُ
وَذاتُ قَرار وَهِي خَير مَدينة / وَملك عَظيم أَهله عُظَماءُ
عَلى أَنَّها مِن جَنةَ الخُلد غَيضة / رياض بِها عين وَأَنتَ ضياءُ
تَجَلَت عَلى الدُنيا بِأَنوار طَلعة / وَخَير بِهِ عَمَ العُموم رضاءُ
فَأَمعنَت فكري في مَعاني صِفاتِها / لأغلم ما قَد قَرر العُلَماءُ
فَأَبصَرَت فَردوساً تَدانَت قُطوفها / وَللنيل فيها كَوثر وَشِفاءُ
وَأَورَثَها المَولى المَجيد أَئمة / لَهُم كُل أَملاك البِلاد فِداءُ
لَها اِبن إِبراهيم مَجد مؤثل / وَعَهد قَديم دامَ منهُ وَفاءُ
أَنارَت باسماعيل مِنها قُصورَها / فَنَجم الثُريا وَالثَرى قَرناءُ
بِها عَين شَمس مِنه ما الشَمس في الضُحى / باشرق منها وَالشُموس سواءُ
بِها ارم ذات العِماد يَزينها / بَهاءٌ وَنور وَالخلاف هَباءُ
وَمَصر هِيَ الدُنيا جَميعاً وَرَبُها / عَزيز وَأَهلوها هُمُ النُجَباءُ
لَقَد جَمَعت ما بَينَ شَرق وَمَغرب / كَذَلِكَ بِالفُرقان جاءَ ثَناءُ
خَزائن أَرض اللَه مَصر وَكَم أَتى / حَديث رَوته السادة القُدَماءُ
لَقَد صَير الباري ثَراها وَأَهلها / وَرَوّى رباها كَيفَ شاءَ وَشاءوا
إِذا فاضَ نَهر النيل فيها يمده / نَوال مليك وَفده وَزراءُ
تَسامَت باسماعيل قَدراً وَمَنصِباً / وَقد هَزَّ قَطريها بِهِ خَيلاءُ
تَعالى عَلى كُرسيها فَتَرَنَحَت / وَقَرَّت بِهِ عَيناً وَزالَ عَناءُ
وَأَسس فيها مُلكَهُ فَتَشَرَفَت / وَطاول مِنهَ الفرقدين بِناءُ
وَقَد قَضي الأَمر الَّذي كانَ يُرتَجى / فَلا خابَ للاسلام فيكَ رَجاءُ
وأَنتَ عِماد الدين لا زلتَ قائِماً / وَيَلقاكَ مَن عاداكَ وَهُوَ لفاءُ
وَدُمتَ وَدامَ الفرع وَالأَصل ثابت / دَوام الدراري ما اِستَهَل سَماءُ
فإِن سَرير الملك قَرَّ قَراره / وَعَمَّ الأَهالي بِالسُرور هَناءُ
وَأَشرَق تاج الفَخر وَاِنعَقَدَ اللوا / وَأَشرَق فَوقَ الأُفق مِنهُ عَلاءُ
فَلَيس الَّذي عاديت باقٍ وَإِنَّما / إِلى ملك مصر كَيفَ شئت بَقاءُ
بَقيت مَليك الأَرض بالعز ما سَما / لِسَعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب / كَأَنك شَمس الأُفق بَينَ الكَواكب
وَسَيفك وَهُوَ البَرق في خَمس أَبحُرٍ / وَجَيشك وَهُوَ النَجم فَوقَ السَحائب
سَيَظهَر مِنكَ البَدر في بَدر مُشرِقاً / وَيَقطر مِن يُمناك غَيث المَواهب
وَتُشرق فَوقَ الأُفق شُهب ثَواقب / وَما هِيَ إِلّا من سهام ثَواقب
مَلأت قُلوب العرب رعباً فَما دَروا / بَعثت لَهُم بِالكُتب أَم بِالكَتائب
تَرَكتَهُم في أَمرِهم بَينَ صادق / وَآخر في تيه مِن الظَن كاذب
تَسير لَهُم في بَحر جَيش عَرمرم / يَفيض بِمَوج الحَتف مِن كُلِ جانب
إِذا هَتَفوا باسم العَزيز تَزلزَلَت / جِبال عَلَيها الذُل ضَربَةَ لازب
فَكَيفَ إِذا يَممت بِالشُهب أَرضهم / وَزاحَمَت ما في أَفقهم بِالنَجائب
وَجُردٍ عَلَيها الأسد في قَصب القَنا / تَرى الأَسد في الآجام مثل الثَعالب
تذكرهم بالرجفة اللاتي قَد مَضَت / وَتنسيهُم إقبال حسن العَواقب
تذلُّ لَكَ الأَعناق مَنهُم إِذا رَنوا / لبيض قَواض بِالقَضاء قَواضب
وَعَسكَرَك الجَرار في الأَرض بِالظبا / يَدب لَهُم لَيلاً دَبيب العَقارب
يَرون مسيل الخَير كَالخَيل خشية / وَجودك أَمثال الجُنود الشَواذب
تُراقب حَرب مِنهُ كَالبَحر فَيلَقاً / يَموج بِهم ما بَينَ تِلكَ السَباسب
تَريهم بِهِ طوفان نوح وَهَوله / وَما كانَ مِن أَمر السفين وَراكب
عَلى أَنَهم ما بَينَ يَأس وَمَطمَع / وَذُلّ وَعزّ مِن جذور وَراقب
إِذا جالَ فكر في السَعيد محمد / سَرى الرُعب في أَصلابَهُم وَالتَرائب
قَد اِنتَظَروا مِنهُ الغَمام وَحاذَروا / صَواعقه وَالخَوف حَشو الجَوانب
يَكادَ يَسير النيل خَلف ركابهِ / وَكَيفَ يُجاري سابِقات الرَكائب
وَجَيشان لَو يَرضاه ضمن جيوشِهِ / وَمَصر وَمَن ضمتهُ خَلف الجَنائب
تَرَكت حَنيناً في حَنين إِلى اللُقا / وَرَضوي عَلى شَوق لِجَدواك دائب
وَفي أُحد وَجد وَما حَولَ يَثرب / فَسَفح اللَوى نَحوَ اللوا كَالمُراقب
فَسر غَيرَ مَأمور إِلى خَير مُرسل / وَعُد في سُرور بَعد نيل المَطالب
فَلا ملك عالٍ يُساميك بَعد ما / عَلَوت عَلى ما فَوقَ مَتن الكَواكب
تَسامَت باسماعيل مَصر وَاشرَقَت
تَسامَت باسماعيل مَصر وَاشرَقَت / سُروراً بِهِ لَما بَدا في مَواكب
وَمُذ طَلَعَت زَهر المَصابيح أَرخَت / سَماء الخديوي زينت بِكواكبي
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب / فَفَزتُم بِما فَوقَ المُنى وَالمَناصب
بِماذا نَهني كُل نَفس كَريمة / بِذُل الأَعادي أَم بعز الحَبائب
قَضيتُم مِن العَلياء يا آل مُحسن / مَناكم وَلَكن بِالقَواضي القَواضب
رَكبتم لَها الأَهوال شَرقاَ وَمَغرِباً / عَلى كُل ناج مِن كِرام النَجائب
قَدمتم عَلَيها بِالقَنابل وَالقَنا / فَدانَت وَفي الإِقدام نَيل الرَغائب
حَميتم حِماها يا ذَوي عَون فَاِغتَدَت / وَمِن دونَها الحَرب العوان لراغب
وَتَطلبها الأَعداء جَهلاً وَإِنَّها / لأَمنع مِن نَجم السُهى وَالكَواكب
إِذا اِزدَهت الأَيّام كُنتُم صباحها / وَكانَت أَعاديكم ظَلام الغَياهب
وَأَسيافَكُم مَثل الكَواكب فيهم / لَها طالع مِن سَعدَكُم غَير غارب
لعزكم تَعزى المَعالي وَتَنتَمي / العَوالي إِذا جالَت جياد السَلاهب
إِذا صَدَرَت أَرماحَكُم شكت الصَدى / وَإِن وردت شَكَّت صُدور الكَتائب
لَكُم قَصَبات السبق يا آل مُحسن / إِلى الغاية القُصوى وَأَقصى الكَتائب
بِجَرد عَلَيها مِنكُم كُل باسل / إِلى بسل تَفرى أَديم السَباسب
ظللتم عَلَيها بِالسَرى تَبعثونها / لماء عليٍّ وَهُوَ أَصفى المَشارب
إِلى أَن ضَرَبتُم في بِجيلة لللعلى / مَضارب عزّ مِن أَعَزّ المَضارب
أَدَرتُم عَلى دُور النَفيل دَوائِراً / هَوَت بِالأَعادي في مَهاوي المَصائب
هَزَزتم بِها أَرماحَكم فَمَلكتم / بَني مالك وَالطَعن ملء الجَوانب
فَلَما رَأى صَرف القَضا عمر مَضى / وَنار الفَضا في أَهله وَالأَقارب
وَسرتم تؤموا بِالسرى طرف العلى / عَلى كل طَرف زان صَدر المَواكب
وَبادرتُم بِالطَعن قَلب برحرح / وَدستم حمى دوس بِجَيش محارب
أَتوا لَكُم طَوعاً وَكُرهاً وَأَذعنوا / وَما هِيَ إِلّا نَظرة في العَواقب
رَأوا كُلَ قَوم قَد عَصوكم أَطاعكم / دماهم وَداموا تَحتَ ناب النَوائب
وَلَو خالَفوكم ما تَخلف مِنهُم / عَلى الأَرض إِلا صارِخات النَوادب
طَرَقتُم بِأَسد الحَرب قَرية ثروق / فَفرّت سَليم مِنكُم كَالثَعالب
دَخَلتُم إِلَيهُم أَرضَهُم فَنصرتم / عَلَيهُم بِضَرب مُخرج لِلضَرائب
رَقيتُم لَهُم تلك العِقاب عُقوبة / بِما قَد جَنوه مِن ثِمار المَعائب
وَأَضَرمتُم النيران فيهُم وَأَضرموا / لَهُم نار حَرب مثل نار الحَباحب
كَررتُم عَلى أَهل الجِبال بِمثلها / جِبال رِجال سيّرت بِالرَكائب
وَكانت عَليهم لا لَهُم فرقابهم / لِأَسيافكم ترنو بَعَيني مُراقب
وَما ثَبَتوا إِلّا قَليلاً وَزَلزلوا / وَأَبطالَكُم ما بَينَ ضار وَضارب
رَأوا باترات البيض تغمد فيهم / وَتَخرج مِن أَصلابهم وَالتَرائب
فَملوا وَمالوا لِلهَزيمة بَعدَها / وَملتم عَلى أَرواحَهم ميل ناهب
أَضلَهُم نَوم اللَيالي وَقَد نَسوا / صَباح الهَوادي وَالمَنا مِن مَناقب
وَما علموا أَن ابن عون بن محسن / عليهم يسدّ الطُرق مِن كُل جانب
فَيا قابض الأَرواح وَالنقع أَسود / بِأَبيض محمّر المَضارب قاضب
وَيا تارِكاً عرب المَشارق عبرة / وَيا مرعباً بِالأَخذ أَهل المَغارب
رَأتكَ الحجازيون ذا الرَأي وَالحجا / تنكس رايات العِدا بِالمَقانب
تَنال المَعالي بِالغَوالي وَتَنثَني / فَتَسحب ذيل النَصر فَوق السَحائب
تَعود عَلى الأَعداء فَوقَ نَجائِبٍ / مَناسمها تَتلو حوافي الجَنائب
فَلا زلت مَنصور اللواء مؤيداً / رَشيداً وَلا زالوا بصفقة خائب
وَدُمتم وَدامَ الملك يا آل محسن / دَوام الثُريا وَالنُجوم الثَواقب
وَدونَكُم بَكراً تَطوق جيدها / بلؤلؤ نطق في سلوك المَناقب
نخصّكم بالحمد وَالشُكر وَالثَنا / بِأَصدَق مَدح فيكم غير كاذب
إِذا حفها حسن القبول فقد قَضَت / مِن الرتب العَلياء كُل المآرب
يَهيكم فيها بعزّ وَنُصرة / غلام بكم يرجو أَجل المَطالب
يَقول مع الاخلاص فيها مؤرخاً / سما سعيكم في المَجد أَسنى المَراتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب / وَأَنجُم زَهو أَشرَقَت أَم كَواكب
أَم المَوسم الأَسمى تَزاهر نوره / وَزالَت بِأَنوار التَهاني الغَياهب
وَقَد أَنجَزَ الإِقبال وَاليَمن وَعدَه / فَقُم وَانتهب إِقبال ما الدَهر ناهب
هلّم التقط مِن كَنز صَفوك جَوهَراً / نَفيساً وَقُل للنفس هَذي المَطالب
لَقَد شابَ رَأس الراح حَتّى صَفَت لَنا / وَقَد شَبَّ صَفو ما لَهُ الدَهر شائب
فَبادر لَها واِنهب مِن الوَقت ما صَفا / وَهب سائِلاً إِن قالَ يَوماً لَنا هبوا
وَقُل لِبنات الدَهر وَهِيَ خُطوبه / تنجينَ ما فينا اليكنَّ خاطب
وَهم بابنة العنقود واعقد مَع الهَنا / عَلَيها فَقَد حَلَت وَلاحَت مَذاهب
وَبالكاسيات الراح بالراح حينّا / فمن وَكس الدينار بالكأس كاسب
وتلك المَلاهي لِلمَلاهي مغنم / يَفوزُ بِها مَن علمته التَجارُب
أَلا فَاجتلي بكراً عَجوزاً تَبَرَجَت / وَقَد فَضّ عَنها خَتمها وَهِيَ كاعب
إِذا مَزَجَت بابن السَحاب تَقَلَدَت / بَدرّ مَديح أَفردتهُ المَناقب
لآلئ أَلفاظ بسلك مآثر / لأَصعد مِن تَعزى إَلَيهِ المَراتب
وَمَن سَحَبَت عَلياه أَذيال سُؤدد / جَرَت دونَها مِن راحَتيهِ سَحائب
فَتى جَدّ نَحوَ المَجد حَتّى سَعى لَهُ / مُطيعاً وَفي الإِذعان فَرضٌ وَواجب
وَنادى المَعالي ان تَداني لرفعتي / فَدانَت أَقاصيها لَهُ وَالمَناصب
يَنالَ الَّذي يَرجوهُ مِنها كَأَنَّهُ / وَقَد هَمّ مَغناطيس ما هُوَ طالب
إِذا أَشرَقَت فيهِ المَدائح أَغرَبَت / عَطاياه وَاِنقادت إِلَيكَ المَواهب
بِبَحر بنان طابَ علّاً لِوارد / إِذ غاضَ بَحر فَهُوَ بِالجود ساكب
وَتَغرَق فيهِ الحاسِدون كَأَنَّما / يَنالُ النَدى مالا تَنال القَواضب
بِراح إِذا غابَت بِراح وَأن بَدَت / هُوَ الواضح الأَنوار وَهِيَ الحَباحب
لَنا كُلُ يَوم مَوسم بِلقائِهِ / وَأَيّام صَفو ما لَهُنَّ شَوائب
دِيار المَعالي أَشرَقَت عنَد ما اِرتَقى / لَها وَاِزدَهَت أَطرافها وَالجَوانب
إِذا ما الليالي بِالتَهاني تَبَسَمَت / فَأرخ بِها عيد السَعادة راتب
أَعَزّ أَغَرّ أَسَعَد الجَدّ أَصعَد
أَعَزّ أَغَرّ أَسَعَد الجَدّ أَصعَد / سَناه عَلى مَتن المَجَرّة راكب
أَلا أَيُّها السامي السماكين رفعة / وَلا رُتبة إِلّا لَها تَتَقارب
تَهنَأ بعيد أَنتَ غُرّة سَعدِهِ / بعزك صَفواً فيهِ راقَت مَشارب
وَهاكَ عَروساً قَد تَحَلَت بِوَصفِكُم / إِذا أَشرَقَت تاقت إِلَيها المَغارب
تَطوف بِكَأس خَتمها طيب مَدحكم / قبولك وَالاغضاء عَنها المآرب
أَرى السَعد وَالإِقبال بِالعَزّ أَقبَلا
أَرى السَعد وَالإِقبال بِالعَزّ أَقبَلا / وَطافا بِبَيت المَجد مِن كُلِ وَجهة
وَجاءَت لَهُ العَلياء تَسعى وَأَرخَت / بِناء لَهُ جاه بِتَجديد رفعة
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً / وَمِن كُلِ مَن وافاه آنس عيدا
فَصارَ مَجيداً مَن أَطاعَ وَمَن عَصى / بِصارمه الهندي صارم جيدا
فَكَم جازَ بيداً بِالحِجاز وَذكره / الينا مَع الرُكبان جاءَ زبيدا
بِقود بِهِ تَطوي الفَيافي كَأَنَّها / بِقَدح الحَصى تَصلي العداة وقودا
إِذا وَعَد الهندي بالريّ مِن دَم / رَأتهُ نُفوس المَعتَدين وَعيدا
صَبا لِلظبا لا للظبي حيثُ أَنه / يَصيد بِها يَوم التَصادم صَيدا
أذا اِلتَقَت الأَعدا وَحيد عَن الوَغى / أَتاه لُهام العَبدليّ وَحيدا
وَلَو شاءَ قادَ الجُند مِن كُلِ مسبغ / حَديداً مغل في الخَميس حَديدا
أَذا وَرَدوا رَوض الوَغى بِرِماحَهُم / جَنوا كُلَما راموا الصُدور وَرودا
جَنوا دَرَجات المَجد بالملك الَّذي / تَصير لَهُ سَود الأُسود جُنودا
سعودهم وافى وفيصلهم مَضى / وَذَلِكَ أَعيى فيصلاً وَسعودا
فَكُم تَرَكوا جَيشاً كَثيراً عَديده / عَلَيهِ تَطيل الثاكِلات عَديدا
وَما ذاكَ إِلّا مِن قَنا العادل الَّذي / أَقامَ بِحَد المُرهَفات حُدودا
جَميع بَني الدُنيا فَدَتهُ مُؤيداً / وَمَولى بِما يَولي الوُفود مُفيدا
وَدونَكَها مِمَن يَكاد لِقَصدكم / يَصيّر بِالنظم النُجوم قَصيدا
يَجل عَن التَعقيد سلك جمانه / وَلَو كانَ في جيد الحِسان عُقودا
أذا جاءَهُ حاشاكَ في النَظم ناقد / يرَيك لَبيد الناقدين بَليدا
وَما كانتَ الدَعوى شِعاري وَأَنَّما / رَأيت لِشعري في العِداة عَتيدا
حَسوا درَن الأَحقاد بُغضَاً وَأَنَّني / لَأَكرَه فَضلاً لا يَغيظ حَسَودا
فَتَكَت بِهُم مِن قَبل ذاكَ لِكَي أَرى / مَريدي بِسوءٍ لا يَصير مَريدا
شَددت بِكُم بَعدَ الإِلَه عَزائمي / فَكُنتُ عَلَيهُم بِالعَذاب شَديدا
وَأَني أَعيذ النَفس بَعدَ بَعَفوِكُم / وَإِن جَلّ ذَنبي أَو مَكَثَت بَعيدا
فَكَم مِن وجود يَممّتكم أَفضتُم / عَلَيهُم نَوالاً كَالسَحاب وَجودا
وَقَد سَدَت سادات العِباد فَأَصبَحَت / لِفَضلك يا اِبن العَبَدليّ عَبيدا
سَموت أَسود العَرب فَضلاً وَأَنَّني / لَأَرجو بِأَن تُسدى بِهِ وَأُسودوا
وَعش وَاِبق ما دامَ الجَديدان سالِماً / لِيَغدو بِكَ العز القَديم جَديدا
فَما تلد العُربان مِثلَك حازِماً / يَحوز المَعالي طارِفاً وَتَليدا
تَسابقك البُشرى بِملك مُؤبد
تَسابقك البُشرى بِملك مُؤبد / تَقول تَهنى بِالسَعيد مُحَمَد
لَقَد أَطلَع الرَحمن في مَصر كَوكَباً / تَجَلى عَلَيها فَاِختَفى كُل فَرقَد
وَقَد قَلَد الدين الحَنيف بمرهف / لَهُ قائم مِنهُ بَنصر الموحد
وَتَوج هام الملك بالملك الَّذي / بِدَولته تَعتَز ملة أَحمَد
وَأَسفَر وَجه الدَهر عَن غُرّة المنا / بِأَهيب بَسام عَزيز مُؤيد
وَحيد تَحَلّت أَنجُم السَعد باسمه / وَأَمسَت بِهِ السَيارة السَبع تَقتَدي
أَنارَت بِهِ الدُنيا وَدانَ لملكه / بِرَغم الأُنوف الشَمّ كل مسود
أَنامَ الرَعايا تَحتَ ظل أَمانه / فَلا رَوع ذي ظلم وَلا خَوف مُعتَد
وَقَد عَمّ نور العَدل مَصر فَأَشرَقَت / بِأَبلَج فَياض النَدى باسط اليَد
تَولى فَولى الجَور عَنها مَع العَنا / وَساسَ أَهاليها بِرأي مسدد
واحيي رُسوم الملك مِن بَعد ما عَفَت / وَنَظّم مِنها كُل شَمل مُبَدد
فَلَم تَرَ إِلا دَولة ملكية / بِهِ رفلت في ثَوب مَجد مُجَدد
وَعَهدي بِها دونَ الستور فَأَقبلَت / إَلَيهِ تَهادى في مَلابس سُؤدد
إِذا حَسرت باتَ الملوك بِحَسرة / تَردد فيها كُل فكر مُشَرّد
فَكَم مِن أُنوف أَرغَمَت في طلابها / وَكانَت شماخاً في حَضيض التَردد
وَتَكبر إِن تَهدى لِغَير مملك / سَعيدٌ أَعَزّ الوَجه طلاع أَنجَد
إِذا همّ أَمضى كُل أَمر فعزمه / أَحدّ وَأَمضى مِن حَديد المهند
فَقلدها طَوق السَعادة بَعدَ ما / تَعَطَل جيد الملك مِن كُلِ مسعد
وَأَلبَسَها تاج الفَخامة فَاِزدَهَت / عَلى رَونَق السَيف الصَقيل المُجَرّد
لَئن كانَت الدولات في الملك أَنجُما / فَدَولته شَمس بِها النَجم يَهتَدي
هُوَ الدائل السامي عَلى كُل سامك / وَجادع أَنف الظالم المُتَمَرد
وَمَغمد في هام البُغاة سيوفه / بِنَشر لِواء العَدل في كُل مَشهَد
وَمُستَبق الخَيرات في حَلبة الهُدى / وَناصر دين الهاشميّ المُمَجد
أَقام عِماد الملك مِن بَعد ميله / وَشيّد أَركان المقام المُشَيد
فَأَصبَح ثَغر الدَهر مُبتَسِماً بِهِ / تروح بَنوه بِالسُرور وَتَغتَدي
فَمن ناطق بِالحمد وَالشُكر وَالثَنا / وَمِن صامت يُصغي لِإِلقاء مُنشد
نَظمتُ لَهُ العقد الفَريد مهنئاً / وَأَعرَضت عَن صَوغ الكَلام المُعَقَد
وَقَد صنت شعري عَن سِواه وَإِنَّه / لعمري أَجدى بِالمَديح المُجوّد
لِأَني مِن القَوم الأُولى قَد تَسابَقوا / إِلى بَحرِهِ الفَياض في كُلِ مَورد
وَلَكِنَّهُم مِن بَعد رَيٍّ تَعَطَشوا / إَلَيهِ وَقَد حانَ الوُرود لمجتد
لتهنَ الجَواري المُنشِئات وَأَهلها / وَتَبسم بِالثَغر النَقيّ المُنَضَد
وَتَجري عَلى عاداتِها في مَسيرها / تَرَنح عَطفي عودها المُتأوّد
وَتَضرب ان مَرّ القُبول بِدَفها / عَلأى نَغمة تَزري بِنَغمة مَعبد
فضما حَبَسَت بِالرَغم إِلّا وَقَد حَكَت / صُقوراً هَوَت نَحوَ الحَمام المُغَرّد
فَبُشرى لِأَهل البَحر وَالبَر وَالعُلى / بَصدق مَوالاة وَحُسن تَودد
وَإِصلاح ذاتَ البَين بِالعَدل فيهُم / وَراحَتهُم مِن كُلِ باغ وَمُفسد
وَبُشرى لِأَرباب الحجا بِمُهَذَب / يَميز بَينَ الدُرّ وَالخَرَز الرّدي
لَقَد آن أن تَجلى الكُروب وَتَشتَفي / قُلوب الرَعايا مِن ظلوم وَأَنكَد
وَتَرفل في بَرد المَسَرّة مَصره / وَتُسفر عَن وجه السُعود بِأَسعد
وَتُشرق في أُفق مِن العز قَد سَما / وَتَزهو بِملك قَد تَأَيَّد سَرمدي
فَقَد أَومت البُشرى إَلَيها وَأَرَّخت / حَوَت مَصر نوراً بِالسَعيد مُحَمد
هلمَّ لِكي تَروي صَداك بِوَرد ماء
هلمَّ لِكي تَروي صَداك بِوَرد ماء / يَسوغ بِشُكر الوارد المُتَرَدد
يَطيب عَلى اسم اللَه مِنهُ مُؤرخ / سَبيل بِهِ للخير دائم مورد
أَذا رَقَ طَبع المَرء أَسس مَجده
أَذا رَقَ طَبع المَرء أَسس مَجده / عَلى البر وَالتَقوى وَدام ممجدا
وَأَبصر حسني كَيفَ شادَ مُؤرِخاً / أَنيقاً بِتَوفيق العَزيز تَجددا
سُرور بِإِقبال السَعيد تَأَبّدا
سُرور بِإِقبال السَعيد تَأَبّدا / وَبَشر وَإِقبال بِهِ السَعد قَد بَدا
لَقَد عادَ للدست السني مملك / بِهِ قَد رَعى الرَحمَن مَصر وَأَسعَدا
فَأَمسَت دِيار المُلك كَالأُفق زينة / وَمَصر عَلى فَرق البَسيطة فَرَقَدا
كَأَنَّ مَصابيح السَماء تَنَزَلَت / وَأَطلَع وَجه الأَرض نَجماً تَوَقَدا
وَإِلّا بَدَت كَالبَدر غُرة قائم / لَهُ هَبَطَت زَهر الكَواكب سُجّدا
قُدوم كَسا الخَضراء حلة أَطلَس / وَقَد قَلَد الغُبَراء مِنهُ زَبَرجَدا
أَلا أَيُّها البَحر الَّذي البَحر مِن نَدى / يَديه وَإِن أَجرَت أَياديه عَسجدا
رَمَيت شَناخيب الحِجاز وَأَهلها / بِعَزم أَقامَ العَرب رُعباً وَأَقعَدا
وَسَرَت بِجَيش تَحت عَقد لِوائه / نِظام بِهِ شَمل العَدوّ تَبَدَّدا
سَحاب جُنود دونَ أُفق بِيارق / إِذا أَبرَقَت بيض الصَوارم أَرعَدا
رَأوا تَحتَ رايات العَزيز عَزيمة / وَرأَياً كَمثل السمهريّ مسددا
كَسوتهمُ بِالفَضل وَالسَيف مغمد / وَلَو لَبِسوا ثَوبَ الفُضول تَجَرَدا
لَقَد نَظَروا زرق الأَسنة وَالنَدى / فَقالوا رَأَينا الرزق شَيئاً مُحَددا
وَلَو لَم يَعودوا لِلخُضوع أَريتهم / سناناً بِأَصلاب الكماة تَعودا
وَلَكنهم خافوا سطاك فَأَذعنوا / إِلى ملك بالحلم يَستعبد العدا
رَؤوف بِأَهل البرّ برُّ نَواله / يَفيض فَلو جاراه بَحر تَجَعَدا
وَأَعلى مُلوك الأَرض قَدراً وَمَنصِباً / وَأَيمنهم كَعباً وَأَكرَمَهُم يَدا
أَريتَهُم نيلاً حَكى النيل مزبدا / وَبِالوَجه بَدراً أَخجَل البَدر مُذ بَدا
غَمرتهم بِالجود فَضلاً فَما دَروا / نَوالك أَم قطر السَحاب هُوَ النَدى
وَما كُنتُ إِلّا كَالحسام إِذا مَضى / بَقائمه دين النَبيّ تَقَلَدا
جَمَعَت مَع الإِقبال حَزماً وَقُدرة / وَعَزماً بِهِ الملك الجَليل تَأيّدا
وَقَد زُرت خَير المُرسلين مُحَمداً / وَعَدت وَكانَ العود للملك أَحمَدا
قَدَمت فَأَعلنا البَشائر بَيننا / وَأَضحى سُرور العالمين مُجَدّدا
وَمُذ نلت إِيجاب الشَفاعة أَرخوا / فَبُشرى سَعيد الدَهر زار محمدا
دَعيني فَما في الأَمر غَير التَوَعد
دَعيني فَما في الأَمر غَير التَوَعد / فَحَتّى مَتى إِدمان هَذا التَهدُدِ
فَلا تَحسَبي تَهديد مَثلي يَروعه / فَإني بِما قالَ الفَرَزدق أَقتَدي
وَكَيفَ أَخاف الناس وَاللَه قابض / عَلى الناس وَالسَبعين في راحة اليَد
فَلا وَجَدت نَفسي مِن العَدَم مُنجِدا / إِذا خَضَعت يَوماً إِلى غَير موجد
إِذا المَرء لَم يَمنع مِن الأَمر نَفسه / فَلا فَضل إِذ لَم يَشقَ مَثلي وَيَسعَد
وَإِن لَم يَكُن أَمر الخَليفة في غَد / لِغَير الإِله العَرش صَبراً إِلى غَد
إِذا اِعتَضَد الباغي عَليَّ بِمثله / فَإِني بِالقهار معتضد اليَد
أَلا في سَبيل المَجد نَفس عَزيزة / يَعز عَلَيها ان تَذُل لمعتد
فَمالَكَ لا تَأوين لي مِن صَبابة / رويدك ان الحسن غَير مُخلّد
صَرمت حبال الودّ بَعد اِتصالها / وَلَم تقصدي إِلّا شَماتة حُسَّد
فَكوني كَما شاءَ الوشاة وَصدّقي / زَخارفهم واصغي لِقَول المفنّد
فَلَيسَت يَد الهُجران قاتلة أمرء / يَهزّ مِن السُلوان كُل مُجَرّد
وَهبك بلغتِ القَصد مني أَلَم يَكُن / إِلى اللَه يَقضي الأَمر يا امّ معبد
بِأَي اِعتِذار بَعد تَأتين في غَد / إِذا كانَ يَوم الحَشر أَمرك في يَدي
بَخلت بِشيء لا تَدوم بِحالة / دَواعيه مِن قَدّ وَخَدّ مورد
فَهَلا اِكتَسَبَت حَمد شاكر نعمة / بتعليه دون الوَعيد بِمَوعد
رويدك مَهلاً لا تَدلي بِمَعشر / تَصيد بِأَطراف القَنا كل أَصيد
لَئن لَم أَكُن كُفؤاً لَقَومك أَنَّني / سَآوي إِلى رُكن شَديد مُشيد
وَأَعدل عَن وَرد المَكاره مُذ بَدَت / إِلى وَرد بَحر بِالمَكارم مَزبد
إِلى مَلجأ العاني إِلى كَعبة الرَجا / إِلى حَرَم اللاجي إِلى خَير منجد
إِلى غَير مَنان بِما مَنَّ مِن نَدى / يَديه وَلَم يبدِ اِعتِذاراً لِمجتد
إِلى جامع شَمل المَكارم بَعدما / تَبَدّد فَاِستَولى عَلى كُل سُؤدد
فَتى زَرَع المَعروف حَتّى جَنى بِهِ / ثَناءً وَمَن يَزرع يَد الخَير يحصد
شَكَرت أَيادي فَضله فَأَدامها / فَحَققت ان الشكر كَالقَيد لليد
سَخا وَرآني لا أملّ مِن الثَنا / فَطوقَني بِالفَضل طَوق المُغَرّد
فَيا لَيتَني كُنتُ اِبتَدَأت بِمَدحه / وَلَم يَك قَبلي بِالمَكارم يَبتَدي
وَيا لَيتَني قَلدت لُبّة مَجدِهِ / عُقود بَديع لا عُقود زَبَرجد
وَلَكن لَهُ بِالسَبق في الفَضل عادة / وَمثلي بِذاكَ السَبق لَم يَتعوّد
كَذا فَليَكُن سَعي الكِرام إِلى العُلى / وَيَستَبق الغايات مِن لَم يَقيّد
وَمَن ذا الَّذي في المَجد يُدرك شَأوه / وَأَنّي تَباري الشَمس طَلعة فَرقد
فَلا فَضحَت نُظم الجمان قَصائدي / وَلا بَلَغَت بي رقتي كُل مَقصَد
إِذا لَم أَطوّق مَجده بِقَلائد / بِغَير حلاها الدَهر لَم يتَقَلد
فَرائد مَدح في سُلوك مَناقب / لِمنفرد بِالمُكرَمات مسوّد
وَإن لَم أُسيّر بِالقَوافي رَكائِباً / فَلا قيدت شعري مَحابر منشد
سَأطلع في أُفق البَلاغة أَنجُماً / إِلَيهِ بِها سَيّارة الحَمد تَهتَدي
وَأَتّرك الأَقلام ما بَينَ رُكَّع / لِذكر سَليم في المَديح وَسُجَّد
وأَرعف بِالتَحبير شمّ أُنوفَها / بِمسك عَلى كافور طرس مُجَسَد
وَسَوفَ إِذا نظَّمت بَعضَ صِفاته / أَبدد شَمل النَظم في كُل فَدفَد
وَأَدعو غَوادي الواكِفات لِتَقتَدي / بِكَفيهِ ما دامَت تَروح وَتَغتَدي
وإِن لَم تَكُن تَنهَلّ مَثل نَواله / بِنيران بَرق العَجز فَلتتوقد
وَإِن لَم يحاكِ البَحر فيض يمينه / بِلَفظ ثَمين الدُر فَليتقلد
وَإَلا فَلا صانَ الحَيا ماء وَجهه / وَدامَ مَتى يَسمَع بذكراه يَبرد
أَنا المخجل الشهب الدراري بِمَنطقي / وَتاركها في حيرة وَتَردّد
فَتُمسي إِذا لاحَت شُموس بَراعتي / تَلاحظها شَزراً بِطَرف مُسهد
وَلَيسَت تُباريها إِذا هِيَ أَشرَقَت / وَلا ذات تَمييز مِتى قلت تَشهَد
أَلا أَيُّها السامي السماكين رفعة / وَسِباق غايات الفَخار المُؤَبَّد
حَنانيك رفقاً بي وَأَمسك يَد النَدى / فَإِنّ اِداء الشُكر أَوهى تَجَلُدي
وَخُذها بِلا أَمر عَلَيك وَليدة / تَغازل بِالأَلفاظ أَلحاظ أَغيد
وَلَيسَ لَها إِلّا المَودة باعث / وَشُكر أَيادي فَضلك المُتَعدد
وَغاية ما أَرجوه مِنكُم قُبولها / إِذا هِيَ وافتكُم وَحُسن التَودد
بَشائر صَديق رَشيدٍ بِأَحمَدا
بَشائر صَديق رَشيدٍ بِأَحمَدا / تَوالَت عَلى الدُنيا بِمَن طابَ مَولِدا
سَما كَوكَباً في الأَرض فَاِبتَهَجَت بِهِ / وَأَصعَدَه مَولاه فيها وَأَسعَدا
فَقُلت إِلى العَين الَّتي هَو نورَها / أَرى البَدر في أَعلى المَنازل قَد بَدا
تَتَوج بِالإِقبال وَهُوَ بِمَهدِهِ / وَبِالعز في عَهد العَزيز تَقَلَدا
وَمِن عادة الدَوح الَّذي طابَ أَصله / مَتى اِخضَلَّ بِالفَضل العَميم تَعَودا
وَلما أَرَدت النَظم في وَصف مَجدَكُم / قَدحت زِناد الفكر حَتّى تَوَقَدا
وَجئت بِهِ كَالدُر قَد زانَ سلكه / وَفَصلته بِالحَمد حينَ تَفَرَدا
وَلَكِنَني لَم أَستَطع حَصرَ بَعضِهِ / وَمن رامَ حَصر النَجم في القَصد أَبعَدا
فَما أَوجد الرَحمن مِثلك في الوَرى / وَمِن كُل ذا جاه عَلا كانَ أَجوَدا
بَقيت بَقاء الدَهر للملك ما شَدا / بِشعري راوٍ لِلبداءة أَنشَدا
فَعلياك إِسماعيل أَهدَت وَأَرخَت / بَشائر صَديقٍ رَشيدٍ بِأَحمَدا
مِن الحَزم أن تَروي الحسام المهندا
مِن الحَزم أن تَروي الحسام المهندا / إِذا كانَ لا يُجدي التَكَرُم وَالجدا
وَإِن غر مِن عاديت حلم فإنما / مِن الحلم ما يَدعو الغَبي إِلى الرَدى
فَويل لَقحطان وَكَهلان رَهطَهُم / إِذا اِرتَكَبوا أَمراً عَسيراً فَأَجهَدا
أَثاروا لَهُم نَقعاً كحلت عَيونَهُم / بِهِ وَجَعَلَت السمهرية مرودا
أَرادوا بِكُم كَيداً فَحاقَ بِجَمعِهُم / وَعيد بِهِ قَد أَنجَزَ اللَهُ مَوعِدا
وَما هُم مِن الصَيد الكُماة وَإِنَّما / قَد اِستَأسَدَ السُنور لَما تَفَرَدا
أَمن حَمير أم مِن لؤى ابن غالب / قَد اِختارَ رَب العالمين مُحَمَدا
أَلَيسوا بَني مِن أَغرَق الفار أَرضَهُم / فَكَيفَ بِهُم وَالعاديات لَهُم عدا
وَهَذي جُنود اللَهِ لانَت بِهاشم / وَهُم كَضَباب وَالجِبال لَهُم كَدا
فَلَو ضَرَبَ الصَمصام صَفحاً مصمما / عَلى العَفو قامَ الرُمح حَتّى تَقَصَدا
وَلَيسَ يُبالي العَبدَليّ بِهُم وَقَد / أَعَدَّ لَهُم صاباً مَتّى شاءَ أَورَدا
فَأَرسل عقباناً تَزف اليهُم / عَلى أَنَّهُم أَبناء مَن هابَ هدهدا
وَقَد ذَبح الكَبش الرَئيس عَلَيهُم / فَظَنوا بِأَن الكَبش أُضحي لَهُم فَدا
وَلَيسَت بَنو القيل العرنجج في الوَرى / بِأَبذَخ مِن عَدنان مَجداً وَأَنجَدا
كَذا قَد عَصى فَرعون مَن جاءَ بِالعَصا / عتواً وَنَمرود الخَليل تَمَرَدا
عَلى أَنَّهُم فيما تَمَنَت نُفوسَهُم / بِغاث ضَعيف لِلنسور تَوَعدا
قَد اِكتَسَحوا أَموالَهُم وَدِيارَهُم / بِجَيش أَقام المَوت فيهُم وَأَقعَدا
فَكَم مِن رَسول مِن قُريش أَتاهُم / نَذيراً فَقالوا ما هَدى بَل تَهَدَدا
فَذاقوا وَبال الأَمر مَرّ مَذاقِهِ / وَما زَرَع المُرتاد إِلا لِيَحصِدا
قَد اِعتَصَم المَغرور بِالطود قَبلَهُم / وَلَكن طَغى الطوفان وَاِنقَطَع النَدا
وَقَد تَرَكوهم بَينَ قَتلى وَشارد / طَليق مَضى يَبكي الأَسير المُصفِدا
لِأَنَّهُم راموا مُباراة مَعشَر / بِهم وَلَهُم رَب البَرية أَنجَدا
فَلَو أَنَّهُم يأَجوج وَالسَد دونَهُم / قَديماً أَتى الفَتح المُبين مُجَدَدا
أَذَلَهُم مَولاهُمُ وَأَزالَهُم / وَأَيَّد عَبد اللَه عِزاً وَأَبَدا
فَمِن بَعد تلكَ الكُتب مِنهُ أَتَتهُم / كَتائب تَطوي الأَرض سَهلاً وَفَدفَدا
وَشَقَت لَهُم صَدر العَباب سَفائن / بَدَت كَجِبال تَحتَها البَحر أَزبَدا
رَمَتهُم بِأَمثال الصَواعق أَضرَمَت / فَكادَ بِها الدَأماء أَن يَتَوقَدا
فَما غَرَهُم بِالعَبدَلي وَسَيفه / مَتى اِستَقبَلَ الجارود يَمضي مُجَرَدا
وَهادَ بِأَنوار النُبوة مُهتَد / قَد اِقتَبَس الأَملاك مِن رَأيِهِ الهُدى
بِهِ أَحرَزَت حَمداً معد وَما حَوَت / وَسادَت بَني حَواء طَراً بِأَحمَدا
وَسَامَت قُريش كُل باد وَحاضر / بِأَكرَم أَهل الأَرض فرعاً وَمحتدا
مَليك بِمَجد الأَبطحي مُتَوج / وَقَد صارَ بِالنَصر العَزيز مُقَلَدا
إِذا رمت إِغراقاً وَشَبَهَت جوده / وَقَسَت نَدى كَفيهِ فَالبَحر كَالنَدى
فَسيرتها في الخافقين قَصيدة / مِن الشارِدات المُستَجيدات مَقصَدا
تَقبل أَطراف البِساط نيابة / وَتَبسط أَعذاري وَإِن بَعد المَدى
وَتعلمه أَني مُشوق وَإِنَّما / مَحال بِأَن يَسعى أَسير تَقَيَدا
مَتى قامَ بي شَوق رَمَتني عَوائق / مِن القَدر الجاري فَأَصبَحَت مَقعَدا
عَلَيكَ اِبن عَون كُلُ يَومٍ وَلَيلة / سَلام مِن اللَه السَلام تَرَدَدا
فَإِني لَم أَبَرَح عَلى العَهد مُخلِصاً / وَإِن طالَ عَهد البُعد وَاِشتَقَت مَعهَدا
بِفَضلك قَد يَقوى فوادي وَساعِدي
بِفَضلك قَد يَقوى فوادي وَساعِدي / فَأَيد يَدي بِالمُكرمات وَساعد
فَلَولا ضياء الشَمس ما ذر شارق / وَلا كانَ نور البَدر فَوقَ الفَراقد
أَرى الناس مِن جَدواك ما بَينَ صادر / رَوى ما رَوى شُكراً وَما بَينَ وارد
وَبَحرك فَياض فإِن شَطَ ساحِلاً / فَمن فَيضه تَجري جَميع المَوارد
تَكاد الغَوادي إِن تجاريك في نَدى / يَمينك لَولا وَصفَها بِالرَواعد
وَهَيهات أَن تَحكي وَلو ساغَ أَشبَهَت / وَحيداً بِهِ غَصَت جَميع الحَواسد
إِذا كُنتَ بالإِجماع في الفَضل مُفرَداً / وَفي البَذل لاذ الكُل مِنكَ بِواحد
وَما لي لَم أَقصد إِذا ضقت مَنعماً / كَريماً بِهِ أَرجو بُلوغ المَقاصد
أَأَحرم وَحدي مِن أَياديك وَالوَرى / بناديك طرّاً في مَحل الفَوائد
لَئن قُلت لَم أَحرم فَفي الحال شاهد / وَإِن قُلت لَم أَرحَم فَمِن لي بِشاهد
فَقُل لي إِلى مَن أَلتَجي إِن رَدَدتني / وَغَير بَني الزَهراء لَست بِواجد
أَقَلني وَبادر بِالجَميل فَإِنَّني / أَرى العَفو دَوماً مِن صِفات الأَماجد
لِأَنظم أَشتات المَعاني بَديعة / عَلى الجيد مِن عَلياك نَظم القَلائد
أَيَحسَن سوء الظَن بي وَأَنا الَّذي / أَقَمت عَلى عَهدي بتلك المَعاهد
وَجَدك بالاسلام قَد كانَ راحِماً / وَهَل يَقتدي المَولود إِلّا بِوالد
أَمالي بِكَعب أَسوة عِندَ ما التجا / اليه وَفي بانت سعاد مساعد
عَلى رُسلُكُم لا تَعجَلوا بِوَعيدَكُم / إِليّ وَلَكن عجلوا بَالعَوائد
وَثَقَت بِحُسن العَفو مِنكُم وَجئتَكُم / بِأَحسن مِما في نُحور الوَلائِدِ
أَناخَت بِأَعتاب الحُسين مَقاصد / لَهُ ركبت شَوقاً بِحار القَصائد
لَهُ طالع البَدر المُنير الَّذي بَدا / سَعيداً وَإِن عَدوه بَعدَ عَطارِدِ
لَئن كانَ بَيتُ المَلك مالَ عِماده / فَعَزم ذَوي عَون لَهُ كَالقَواعِدِ
وَإِن كانَ رَوض الحَمد ظَمآن لِلنَدى / فَغَيث نَداه في الطَريف كَتالِدِ
وَإِن كانَ جَيد المَجد قَد صارَ عاطِلاً / لِأَمر تَحلى مِنهُمُ بِالفَرائِد
وَإِن كانَ نَصل السَيف قَد صارَ مُغمَداً / تَناوَلَهُ في اللَهِ خَير مُجالِدِ
لَهُ قائم قَد لاحَ في يَد قائم / يَنال بِإِجراء العَدل أَجر المُجاهِدِ
فَلا زالَ لِلعافينَ ذَخراً وَمَلجَأ / وَدامَ دَوام الدَهر كَيد المُعانِدِ
وَلا بَرح الخَتم الشَريف بِخُنصر / بِخَير يَد تمتد مِن خَيرِ ساعِدِ
تَرَفَعت بَدراً لِلأَكارم إِذ بَدا
تَرَفَعت بَدراً لِلأَكارم إِذ بَدا / تَدافَعَت بَحراً بِالمَكارم أَزبَدا
وَقَد سَحَبَت فَوقَ السَحائب فَضلَها / أَياديكَ حَتّى صارَ يَعزى لَها النَدى
وَقَد حارَت الأَفكار في حُسن مَدحكم / أَتنظمه نَطقاً وَإِلا زَبَرجَدا
لِأَنَكُم أَجدى البَرية كُلَها / وَأَجدرَهُم بِالحَمد وَالمَجد وَالجدا
تَعاليتُم عَن دُر نَظمي فَلَيتَني / أَنظم مِن شَمل الدراري المبَددا
تَفردتمُ بِالمُكرَمات وَمثلَكُم / وَمِن مثلَكُم في الأَكرَمين تَفَردا
وَقَد سرتمُ بِالعَدل في الناس سيرة / تَصيّر حسن الذكر في الدَهر سرمدا
أَريد وَروداً مِن نَداكُم لأَرتوي / كَما يَطلب الصادي عَلى البُعد مَورِدا
إِذا جالَ ذِكراكم بِناد تَهزُني / مَعانيه هَزَ السَيف أَضحى مُجَرَدا
فَسيَّرَت آمالي دَليل قَصائِدي / لنيل الأَماني عَلّ أَبلغ مَقصَدا
أَرى الناس أَفواجاً بِأَبواب فَضلِكُم / جَميعاً وَللأَعتاب قَد جئت مُفرَدا
أَنخت المَطايا في رِحاب قَريبة / وَأَمل غَيري في سِواكُم فَأَبعَدا
وَيممت بَدراً قَد هَداني بِنوره / وَمِن قَصد المَولى بِتوفيقه اِهتَدى
رَويت جَليلاً في جَليل مِن الثَنا / فَكانَ عُقوداً لا كَلاماً مُعَقَدا
فَرائد لَفظ في فَريد نَظمتها / بِها الدُرر في جيد الحِسان تَقَلَدا
قَواف كَأَمثال الثُريا تَناسَقَت / بِسلك نَظامي لُؤلؤاً وَزمردا
تَغنى بِها حادي الأَماني فَأدلَجَت / إِلى أَن بَدا الإِصباح وَالطَير غَرَدا
وَأَورَدَت آمالي مِن الفَضل كَوثَرا / تَدَفَق بِالآلاء حَتّى جَلا الصَدى
وَإِن يَسر المَولى سَعيت إِلى الصَفا / وَإِن مَنَّ بِالتَوفيق زُرتُ محمدا
وَمَن هُوَ بِالأَعتاب أَولى هَل الفَتى / تَمَدَن بالآداب أَو مَن تَبَلَدا
إِذا ساعد الإِقبال أَقبلَت نَحوَهُ / مَع الحَمد وَالتَمجيد دامَ مُخَلَدا
وَسيرَتها شَرقاً وَغَرباً وَفرقها / مَضيءٌ يَريه الشَمس تَشبه فَرقَدا
فَإِن قارنت سَعد السعود تلوتها / وَأَبَت وَأَبقاه الإِله وَاَسعَدا
ظُهور التَرَقي في الكَمالات أَظهَرا
ظُهور التَرَقي في الكَمالات أَظهَرا / سَعوداً وَتَوفيقاً وَعِزّاً وَمَظهَرا
وَجَدد أَنسي بِالمَسَرة نَظمها / عُقوداً سَمَت بِالطَبع جَيِداً وَجَوهَرا
وَجَدت بِبُشراها المَطايا جَوائِباً / فَجاجاً فَجاراها النَسيم مُبَشِرا
وَلَو كانَ مَطلوق العَنان بَريدها / لَجابَ بِها سَهلاً وَوَعراً وَأَبحُرا
وَلَكِنَّهُ يَمشي الهوينا لَعَله / بِحُسن التَرَقي لِلعُلا يَحمَد السَرى
أَجابَ لَها الأَمر المُطاع وَإِنَّما / لَهُ العُذر مِن جاري البُروق فَقَصَرا
حَديقة أَخبار وَرَوضة مخبر / بِها الشَرق أَضحى كَالجِنان منوّرا
إِذا عَبَقت في الأَرض نَفحة طيبها / رَأيت بِها مَجرى القُبول مُعَطَرا
بَراعة لَفظ طرزتها يَراعة / تَدر عَلى القُرطاس مِسكاً وَعَنبَرا
تَنافس أَنفاس الصِبا بَعَبيرها / فَتَغدو بِطيب النَشر أَذكى وَأَذفَرا
تَحَلَت بِأَوصاف الخِديوي فَاِرتَقَت / لِزَهر الدَراري تنظم الدُر أَسطُرا
مَليك بِحُسن الرَأي دبر ملكه / وَقَد يَبلغ المَأمول شَهم تَدَبَرا
لَهُ قَد بَدا مِن طالع السَعد كَوكَب / هُوَ الشَمس إَشراقاً وَإِن كانَ أَظهَرا
أَذَل لَهُ التَدبير عِزة مِن طَغى / وَحاول أَن يَسمو العُلا فَتَحَدرا
كَذا فَلَيك الرَأي الملوكي إِن بَدا / تَستر وَجه الظُلم وَالعَدل أَسفَرا
وَتَبدو مِن الأَفكار كُلُ بَديعة / تَثَنَت كَدَوح بِالشَمائل أَنضَرا
رَوَت بازدياد النيل مَصر وَأَخضبت / فَأَجرى بِها مِن نيل جَدواه كَوثَرا
وَكَم ناظر شَذراً لَها فَتَمَنَعت / وَزَفَت إِلى من كان أَحسَن مَنظَرا
وَفي حلل مِن عَدلِهِ قَد تَبَرَجَت / وَحاكَت بشها وَشياً مِن الخَضب أَخضَرا
بَلَغَت بِتَوفيق العَزيز مَآربي / فَبالَغت في حُسن الثَناء تَشَكَرا
وَلَولا اِشتِغال الفكر أَجرَيت سَبقاً / تَجر لَتَجريد الوَقائع عَسكَرا
فَجارَت مَصابيح السَماء وَصيرت / ظُهور التَرَقي في الكَمالات أَظهَرا
لِمَظهر عز قَد سَما سَعد طالع
لِمَظهر عز قَد سَما سَعد طالع / بِمَولده يمناً تَسر العَشائر
فَبُشراكَ يا عَون الرَفيق مُؤرِخاً / بَدَت لَكَ مِن عَبد العَزيز البَشائر
تَبَسم ثَغر الصُبح فَالنور أَزهَر
تَبَسم ثَغر الصُبح فَالنور أَزهَر / وَشَمس الضُحى في الكَون لا البَدر أَظهَر
تَجَلى مَعَ الإِشراق لألاءُ غُرة / بِها الملك عَن وَجه السَعادة يُسفر
فَبينا تَرى الإِقبال أَقبَل رافِعاً / بُنوداً إِذا طيب المَسَرة يُنشَر
وَقَد أَشرَقَت في أَرض مصر كَواكب / لِطالِعِها فَوق المَنازل مَظهَر
وَقَد زَين المَجد السَني مملك / كَما زَين الملكين كِسرى وَقَيصَر
فَلا تَذكروا لي ما حَوى ملك تَبع / وَما أَحرزاه عَبد شَمس وَحَمير
فَقَد أَشرَقَ الدست الجَليل بِمَن سَما / سُروراً لَهُ اِرتاحا سَرير وَمَنبَر
تَعالى عَلى مَن طاولَ النسر وَاِرتَقى / وَلَن يَستَوي في المَجد ظلف وَمنسر
لَنا بازدياد النيل وَرد وَمَرتَع / وَمِن نيلهِ الفَياض نيل وَكَوثَر
فَلا تَعدلوا قَطر النَدى بِنَواله / فَإِنَّ النَدى مِن فَيض جَدواه يَقطر
لَقَد شَرف الدست الخديوي قائم / عَظيم عَلا شَأناً وَشانيه أَبتَر
تَقَلَد بِالنَصر العَزيز مُتَوج / وَبِالشَرَف الأَعلى تَختم خنصر
فَسِرنا إِلى أَعتابِهِ سَير وَفده / عَلى سَبق مِن رَفدِهِ نَتَشَكَر
إِلى كَعبة الآمال تَسعى رِكابُنا / عَلى الخَج مِن آمالنا تَتَخَطر
أَناخَت عَلى أَبوابِهِ ثِقَةً بِما / تَرجته وَالمَرعى زَكا وَهُوَ أَخضَر
فَأَرسَل سُحُباً بَرقها غَير خلب / وَفي الغَيث غَوث أَن أَتى وَهُوَ مُمطر
لَهُ بِوَفاء الوَعد في الخَير عادة / لِأَن وَفاءَ الوَعد بِالحُر أَجدَر
فَيا نَسمة قَد طابَ مَسرى هَبوبها / وَصارَت بِبُشراها الربى تَتَعَطر
وَقَد ماسَت الأَغصان وَالطَير فَوقَها / تَرجع وَالأَفنان في الخصب تَخطر
وَأَيدي التَهاني بِالمَسَرات لِلعُلا / تُشير عَلى أَن السُرور المخبر
كَما أَسفَر الإِصباح عَن غُرة الهُدى / وَقَد لاحَ وَجه مِنهُ أَبهى وَأَبهَر
وَقَد أَرسَل الباري إَلَينا مُحَمَداً / وَفي وَجهِهِ نور الهِداية يَظهَر
وَفاء بِبُشرى الوَعد وافى مُؤرخاً / نجاز بِتَوفيق العَزيز يبشر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025