المجموع : 19
مُعاويَ إِنَّ المُلكَ قَد آبَ غارِبُهْ
مُعاويَ إِنَّ المُلكَ قَد آبَ غارِبُهْ / وَأَنتَ بِها في كَفِّكَ اليَومَ صاحِبُهْ
أَتاكَ كِتابٌ مِن عَلِيٍّ بِخَطِّهِ / هِيَ الفَصلُ فَاِختَر سِلمَهُ أَو تُحارِبُهْ
وَلا تَرجُوَنْ مِنهُ الغَداةَ مَوَدَّةً / وَلا تَأمَنَنَّ الدَهرَ ما أَنتَ راهِبُهْ
وَحارِبهُ إِن حارَبتَ حَربَ اِبنِ حُرَّةٍ / وَإِلّا فَسِلماً لا تَدُبُّ عَقارِبُهْ
فَإِنَّ عَلِيّاً غَيرَ ساحِبٍ ذَيلَهُ / إِلى خُدعَةِ ما غَصَّ بِالماءِ شارِبُهْ
وَلا قابِلَ ما لا تُربِد وَهذَهُ / يَقومُ بِها لَوماً عَلَيكَ نَوادِبُهْ
وَلا تَدَعَنَّ المُلكَ وَالأَمرُ مُقبِلٌ / وَلا تَطلُبَنَّهُ حينَ تَهوى مَذاهِبُه
فَإِن كُنتَ تَنوي أَن تُجيبَ كِتابَهُ / وَأَنتَ لِأَمرٍ لا مَحالَةَ راكِبُهْ
فَأَلحِقْ إِلى الحَيِّ اليَمانينَ كَلِمَةً / تَنالُ بِها الأَمرَ الَّذي أَنتَ طالِبُهْ
يَقولُ أَميرُ المُؤمِنينَ أَصابَهُ / عَدُوُّ وَما لاهٍ عَلَيهِ أَقارِبُهْ
أَفانينَ مِنهُم قاتَلٌ وَمُحَضِّضٌ / بِلا بزَّةٍ مِنهُم وَآخَرَ سالِبُهْ
وَكُنتُ أَميراً قَبلَ ذاكَ عَلَيكُمُ / وَحَسبي وَإِيّاكُم مِنَ الحَقِّ واجِبُهْ
فَجَيبوا وَمَن أَرمي ثَبيراً مَكانَهُ / بِتَدفاعِ مَوجٍ لا مَرَدَّ غَوارِبُهْ
فَأَقلِلْ وَأَكثِرْ ما لَها اليَومَ صاحِبٌ / سِواكَ فَصَرِّح لَستُ مِمَّن تُوارُبُهْ
أَلا مَن لِلَيلٍ لا تَغورَ كَواكِبُهْ
أَلا مَن لِلَيلٍ لا تَغورَ كَواكِبُهْ / إِذا لاحَ نَجمٌ لاحَ نَجمٌ يُراقِبُهْ
بَني هاشِمٍ رُدّوا سِلاحَ اِبنِ اُختِكُم / وَلا تَنهَبوهُ لا تَحِلُّ مَناهِبُهْ
بَني هاشِمٍ لا تَعجَلوا بِإِقادَةٍ / سَواءٌ عَلَينا قاتَلوهُ وَسالَبَهْ
فَقَد يُجبَرُ العَظمَ الكَسيرِ وَيَنبَري / لِذي الحَقِّ يَوماً حَقُّهُ فَيُطالِبُهْ
وَإِنّا وَإِيّاكُم وَما كانَ مِنكُمُ / كَصَدْعِ الصَفا لا يَرأَبُ الصَدعَ شاعُبهْ
أَلَم تَرَ لِلأَنصارِ فُضَّت جُموعُها
أَلَم تَرَ لِلأَنصارِ فُضَّت جُموعُها / لِتَكشِفَ يَوماً لا تُوارى كَواكِبُهْ
وَإِنَّ قُرَيشاً وَزعّتها عِصابَةٌ / سَما لَهُم فيها الدَميمُ وَصاحِبُهْ
وَصاحِبُ عُثمانَ المُشيرُ بِقَتلِهِ / تَدِبُّ إِلَينا كُلَّ يَومٍ عَقارِبُهْ
وَإِنَّ دُليماً يُظهِرُ اليَومَ غَدرَهَ / وَفي نَفسِهِ الأَمرَ الَّذي هُوَ راكِبُهْ
هُمُ زَجَروا مَن عابَ عُثمانَ بَينَهُم / وَأَولى بَني العَلّاتِ بِالعَيبِ عائِبُهْ
وَقَد سَرَّني كَعبٌ وَزَيدُ بنُ ثابِتٍ / وَطَلحَةَ وَالنُعمانُ لا جُبَّ غارُبهْ
بَني هاشِمٍ كَيفَ التَعاقُدُ بَينَنا / وَعِندَ عَلِيٍّ سَيَُهُ وَحَرائِبُهْ
لَعَمرُكَ لا أَنسى اِبنَ أَروى وَقَتلِهِ / وَهَل ليَنسَين الماءَ ما عاشَ شارِبُهْ
هُمُ قَتَلوهُ كَي يَكونوا مَكانَهُ / كَما غَدَرَت يَوماً بِكِسرى مَرازِبُهْ
وَإِنّي لَمُجتابٌ إِلَيكُم بِجَحفَلٍ / يُصِمُّ السَميعَ جَرسَهُ وَجَلائِبُهْ
شَرِبتُ عَلى الجَوزاءِ كَأساً رَوِيَّةً
شَرِبتُ عَلى الجَوزاءِ كَأساً رَوِيَّةً / وَأُخرى عَلى الشِّعري إِذا ما اِستَقَلَّتِ
مُشَعشَعَةً كانَت قُرَيشٌ تُكنُها / فَلَمّا اِستَحَلّوا قَتلَ عُثمانَ حَلَّتِ
وَاللَهِ ما هِندٌ بامك إِن مَضى الن
وَاللَهِ ما هِندٌ بامك إِن مَضى الن / نَهارُ وَلَم يَثأَر بِعُثمانَ ثائِرُ
أَيَقتُلُ عَبدُ القَومِ سيِّدَ أَهلِهِ / وَلَم يَقتُلوهُ لَيتَ أُمَّكَ عاقِرُ
وَأَنَّا مَتى نَقتُلْهُمُ لا يُقَدْ بِهِم / مَقيدٌ فَقَد دارَت عَلَيكَ الدَوائِرُ
خُذيني فَجُرّيني ضِباعَ وَإِنَّما
خُذيني فَجُرّيني ضِباعَ وَإِنَّما / بِلَحمِ اِمرىءٍ لَم يَشهَدِ اليَومَ ناشِرُهْ
تَباذَخَت الأَنصار في الناسِ بِاِسمِها
تَباذَخَت الأَنصار في الناسِ بِاِسمِها / وَنِسبَتها في الأَزدِ عَمرو بنُ عامِرِ
وَقالوا لَنا حَقٌّ عَظيمٍ وَمَنَّةٌ / عَلى كُلِّ بادٍ مِن مَعَدٍّ وَحاضِرِ
فَإِن يَكُ لِلأَنصارِ فَضلٌ فَلَم تَنَل / بِحُرمَتِهِ الأَنصارُ فَضلَ المُهاجِرِ
وَإِن تَكنِ الأَنصارُ آوَت وَقاسَمَت / مَعايِشَها مَن جاءَها قِسمَ جازَرِ
فَقَد أَفسَدَت ما كانَ فيها بَمَنَّها / وَما ذاكَ فِعلُ الأَكرَمينَ الأَكابِرِ
إِذا قالَ حسّانٌ وَكَعبٌ قَصيدَةً / بِشَتمِ قُرَيشٍ غُنِّيَتْ في المَعاشِرِ
وَسارَ بِها الرُكبانُ في كُلِّ وُجهَةٍ / وَأَعمَلَ فيها كُلَّ خُفٍّ وَحافِرِ
فَهذا لَنا مِن كُلِّ صاحِبِ خُطبَةٍ / يَقومُ بِها مِنكُم وَمِن كُلِّ شاعِرِ
وَأَهلٌ بِأَن يُهجَوا بِكُلِّ قَصيدَةٍ / وَأَهلٌ بأَن يُرمَوا بِنَبلٍ فَواقِرِ
تَبَدَّلتُ مِن عُثمانَ عُمراً وَفاتَني
تَبَدَّلتُ مِن عُثمانَ عُمراً وَفاتَني / فَلِلَّهِ مِن مَولى وَمِن ناصِرِ عَمرِو
أَلا إِنَّ خَيرَ الناسِ بَعدَ ثَلاثَةٍ / قَتيلُ التُجيبِيِّ الَّذي جاءَ مِن مِصرِ
وَماليَ لا أَبكي وَتَبكي قَرابَتي / وَقَد حَجَبَت عَنّا فُضولَ أَبي عَمرِو
فَإِن يَكُ ظَنّي يا اِبنَ أمِّيَ صادِقي / عُمارَةُ لا يُدرَكُ بِذَحلٍ وَلا وِترِ
تُضاحِكُ أَقتالَ اِبنِ عَفّانَ لاهِياً / كَأَنَّكَ لَم تَسمَع بِمَوتِ أَبي عَمرِو
يَظَلُّ وَأَوتارُ اِبنِ عَفّانَ عَندَهُ / مُخَيِّمَةٌ بَينَ الحَوَرنَقِ وَالجِسرِ
أَلا جَعَلَ اللَهُ المُغيرَةَ وَاِبنَهُ
أَلا جَعَلَ اللَهُ المُغيرَةَ وَاِبنَهُ / وَمَروانَ بَعلَى ذِلَّةً لِاِبنِ عامِرِ
لِكَي يَقياهُ الحَرَّ وَالقَرَّ إِن مَشى / وَلَسعَ الأَفاعي وَاِحتِدامِ الهَواجِرِ
أَتاني مِنَ الفَجِّ الَّذي كُنتُ آمِناً
أَتاني مِنَ الفَجِّ الَّذي كُنتُ آمِناً / بَقِيَّةُ شُذّاذٍ مِنَ الخَيلِ ظُلَّعِ
عَلَيها العَبيدُ يَضرِبونَ جُنوبَها / مَنازِلَ مِنّا كُلُّ خَرقٍ سَميدَعِ
فَإِنّي زَعيمُ أَن تَصيحَ نِساؤُهُم / صِياحَ دَجاجِ القَريَةِ المُتَوزعِ
تَقَدَّمتُ لَمّا لَم أَجِد ليَ مَقدَماً
تَقَدَّمتُ لَمّا لَم أَجِد ليَ مَقدَماً / أَمامي وَلا خَلفي مِنَ المَوتِ مَرحَلا
قولا لِعَمرٍو وَالدَميمِ خَطَئتُما
قولا لِعَمرٍو وَالدَميمِ خَطَئتُما / بِقَتلِ اِبنِ عَفّانٍ بِغَيرِ قَتيلِ
وَرَمي أَبي عَمرٍو لِكُلِّ عَظيمَةٍ / عَلى غَيرِ شَيءٍ غَيرَ قالٍ وَقيلِ
وَأَصبَحتُما وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ / وَلَم تَظفَرا مِن عَيبِهِ بِفَتيلِ
فَأَمّا جَدَعتُم بِاِبنِ أَروى أُنوفَنا / وَجِئتُم بِأَمرٍ كانَ غَيرَ جَميلِ
فَإِنّا وَأَنتُم في البَلِيَّةِ عُصبَةٌ / عَلى صَبرِ أَمرٍ مِن شَناً وَذُحولِ
تَلاحِظكُم في كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ / بِطَرفٍ عَلى ما في النُفوسِ دَليلِ
إِلى أَن يُرى ما فيهِ لِلعَينِ قَرَّةٌ / وَتِلكَ الَّتي مِنها شِفاءُ غَليلِ
وَقالوا دَليمٌ لازِمٌ قُعرَ بَيتِهِ / وَما أَمرُهُ فيما أَتى بِجَميلِ
وَما كانَ بِالأَمرِ الخَفِيِّ مَكانهِ / وَما كانَ فيما قَد مَضى بِضَليلِ
وَلَو قالَ كَفّوا عَنهُ شاموا سُيوفَهُم / وَوَلَّوا بِغَمٍّ في النُفوسِ طَويلِ
وَلكِنَّهُ أَغضى وَكانَت سَبيلَهُ / سَبيلَهُمُ وَالظُلمُ شَرُّ سَبيلِ
فَكُلٌّ لَهُ ذَنبٌ إِلَينا نَعُدُّهُ / وَذَنبُ دُليمٍ فيهِ غَيرُ قَليلِ
أَعِفُّ وَأَستَحيي كَما قَد أَمَرَتني
أَعِفُّ وَأَستَحيي كَما قَد أَمَرَتني / فَأَعطِ سِوايَ ما بَدا لَكَ وَاِنحَلِ
سَأَحدو رِكابي عَنكَ إِنَّ عَزيمَتي / إِذا نابَني أَمرٌ كَسَلَّةِ مُنصَلِ
وَإِنّي اِمرُؤٌ لِلرَّأيِ مِنّي تَطَرُّفٌ / وَلَيسَ شَبا قُفلِ عَلَيَّ بِمُقفَلِ
وَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أَغلَقَ بابَهُ
وَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أَغلَقَ بابَهُ / وَأَيقَنَ أَنَّ اللَهَ لَيسَ بِغافِلِ
وَقالَ لِأَهلِ الدارِ مَه لا تُقاتِلوا / عَفا اللَهُ عَن كُلِّ اِمرئٍ لَم يُقاتِلِ
وَكَيفَ رَأَيتَ اللَهَ أَلقى عَلَيهِمُ ال / عَداوَةَ وَالبَغضاءَ بَعدَ التَواصُلِ
وَكَيفَ رَأَيتَ الخَيرَ أَدبَرَ بَعدَهُ / عَنِ الناسِ إِدبارَ المَخاضِ الجَوافِلِ
إِذا ما شَدَدتُ الرأسَ مِنّي بِمِشوَذٍ
إِذا ما شَدَدتُ الرأسَ مِنّي بِمِشوَذٍ / فَغَيّكَ مِنّي تَغلِبَ اِبنَةَ وائِلِ
رَأَيتُ لِعَمِّ المَرءِ زُلفى قَرابَةٍ
رَأَيتُ لِعَمِّ المَرءِ زُلفى قَرابَةٍ / دُوَينَ أَخيهِ حادِثاً لَم يَكُن قِدَما
فَأَمَّلَتُ عُمراً أَن يَشِبَّ وَخالِداً / لِكَي يَدعُواني يَومَ مَزحَمَةٍ عَمّا
مَعاوِيَ إِنَّ الشامَ شامُكَ فَاِعتَصِم
مَعاوِيَ إِنَّ الشامَ شامُكَ فَاِعتَصِم / بِشامِكَ لا تُدخِل عَلَيكَ الأَفاعِيا
وَحامِ عَلَيها بِالقَنابِلَ وَالقَنا / وَلا تَكُ مَحشوشَ الذِراعَينِ وانِيا
وَإِنَّ عَلِيّاً ناظِرٌ ما تُجيبُهُ / فَأَهدِ لَهَ حَرباً تُشيبُ النَواصِيا
وَإِلّا فَسَلِّم إِنَّ في السِلمِ راحَةً / لِمَن لا يُريدُ الحَربَ فَاِختَر مَعاوِيا
وَإِنَّ كِتاباً يا اِبنَ حَربٍ كَتَبتَهُ / عَلى طَمَعٍ يُزجي إِلَيكَ الدَواهِيا
سَأَلتَ عَلِيّاً فيهِ ما لَن تَنالَهُ / وَلَو نِلتَهُ لَم يَبقَ إِلّا لَيالِيا
وَسَوفَ تَرى مِنهُ الَّذي لَيسَ بَعدَهُ / بَقاءً فَلا تُكثِرَ عَلَيكَ الأَمانِيا
أَمِثلَ عَلِيٍّ تَعتَريهِ بِخِدعَةٍ / وَقَد كانَ ماجَرَّبتَ مِن قَبلُ كافِيا
وَلَو نَشَبتَ أَظفارَهُ فيكَ مَرَّةً / خَذاكَ اِبنُ هِندٍ مِنهُ ما كُنتَ خاذِيا
أَلا أَيُّها المُزجي المَطِيَّةِ غادِياً
أَلا أَيُّها المُزجي المَطِيَّةِ غادِياً / أَلا أَبلِغَنْ عَنّي هُدِيتَ مُعاوِيا
فَإِنَّكَ إِذ تُهدي الرَسائِلَ سادِراً / وَتَدعو عَلِيّاً في الصَحائِفِ خالِيا
كَدابِغَةٍ تَرجو صَلاحَ أَديمِها / وَقَد عادَ بَعدَ الدَبغِ وَالرَمِ بالِيا
لَكَ الخَيرُ أَورَدَنا عَلَيهِم فَخَيرُ مَن / يُريدُ دِراكَ الثَأرَ مَن كانَ ماضِيا
أَعتِبَةَ حَرَّكَ مِن أَخيكَ وَلا تَكُن
أَعتِبَةَ حَرَّكَ مِن أَخيكَ وَلا تَكُن / فَوَلِّ الهُوينا إِن أَرادَ مُؤاتِيا
وَإِيّاكَ أَن تَقبَل مِنَ القَومِ رُخصَةً / فَأَنتَ بِها إِن قُمتَ يَوماً إِمامِيا
وَإِنَّكَ قَد أَشبَهتَ صَخراً وَمَن يَكُن / شَبيهاً لَهُ يُصبِحْ عَلى الناسِ عالِيا
فَوَلِّ الهُوينا وَالسَلام مَنِ اِدَّعى / أَخاكَ فَإِنّي خِلتُهُ مُتَراخِيا