المجموع : 10
أُرَجّى دُنُوَّ الوَصلِ مِن بَعدِ بُعدِهِ
أُرَجّى دُنُوَّ الوَصلِ مِن بَعدِ بُعدِهِ / كَما قَد تُرَجّى في الجُدوبِ السَحائِبُ
وَأُكثِرُ في الهَجرِ العِتابَ كَأَنَّني / لِدَهرِيَ مِن ظُلمِ الكِرامِ أُعاتِبُ
وَأَهوى مَواعيدَ المُنى عَنكَ بِالرِضا / وَقَد تُمتِّعُ الآمالُ وَهيَ كَواذِبُ
تَغَرَّب عَلى اِسمِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى
تَغَرَّب عَلى اِسمِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى / وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ نَفسٍ وَاِلتِماسُ مَعيشَةٍ / وَعِلمٌ وَآدابٌ وَرُفقَةُ ماجِدِ
فَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَغُربَةٌ / وَتَشتيتُ شَملٍ وَاِرتِكابُ شَدائِدِ
فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن مُقامِهِ / بِدارِ هَوانٍ بَينَ ضِدٍّ وَحاسِدِ
شَرِبتُ مُجاجَ الكَرمِ تَحتَ ظِلالِهِ
شَرِبتُ مُجاجَ الكَرمِ تَحتَ ظِلالِهِ / عَلى وَجهِ مَعشوقِ الشَمائِلِ أَغيَدِ
كَأَنَّ عَناقيدَ الكُرومِ وَظِلَّها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ زَبَرجَدِ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ يَذكو شِهابُهُ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ يَذكو شِهابُهُ / عَلى حُسنِ أَغصانٍ مِنَ الدَوحِ مُيَّدِ
حَكى وَحَكَت أَغصانُهُ في اِخضِرارِها / جَلاجِلَ تِبرٍ في قِبابِ زَبَرجَدِ
ذَوائِبُ كَتّانٍ تَمايَلُ في الضُحى
ذَوائِبُ كَتّانٍ تَمايَلُ في الضُحى / عَلى خُضرِ أَغصانٍ مِنَ الرَيِّ مُيَّدِ
كَأَنَّ اِصفِرارَ الزَهرِ فَوقَ اِخضِرارِها / مَداهِنُ تَبرٍ رُكِّبَت في زَبَرجَدِ
خَليلَيَّ ما لِلآسِ يَعبَقُ نَشرُهُ
خَليلَيَّ ما لِلآسِ يَعبَقُ نَشرُهُ / إِذا هَبَّ أَنفاسُ الرِياحِ العَواطِرِ
حَكى لَونُهُ أَصداغَ ريمٍ مُعَذَّرٍ / وَصورَتَهُ آذانَ خَيلٍ نَوافِرِ
أُناسٌ إِذا غابوا رَمَتكَ سِهامُهُم
أُناسٌ إِذا غابوا رَمَتكَ سِهامُهُم / وَخَصَّكَ مِنهُم في الحُضورِ وَالتَمَلُّقُ
غُرورُ لِقاءٍ قَد تَبَيَّنتُ زورَهُ / فَأَصبَحَ عِندي بائِراً لَيسَ يَنفُقُ
وَإِنَّ اِمرَأً نالَت يَداهُ كِفايَةً / وَلازَمَ فيهِم بَيتَهُ لَمُوَفَّقُ
وَصَفراءَ مِن ماءِ الكَرومِ كَأَنَّها
وَصَفراءَ مِن ماءِ الكَرومِ كَأَنَّها / فِراقُ عَدُوٍّ أَو لِقاءُ صَديق
كَأَنَّ الحَبابَ المُستَديرَ بِطَوقِها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ عَقيقِ
صَبَبتُ عَلَيها الماءَ حَتّى تَعَوَّضَت / قَميصَ بَهارٍ مَن قَميصِ شَقيقِ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ فيها كَأَنَّهُ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ فيها كَأَنَّهُ / يَلوحُ عَلى خُضرِ الغُصونِ المَوائِلِ
قِبابٌ بِمُخضَرِّ الرِياحينِ غُشِّيَت / وَقَد زُيِّنَت مِن عَسجَدٍ بِجَلاجِلِ
أَلَستَ تَرى وَشيَ الرَبيعِ المُنَمنَما
أَلَستَ تَرى وَشيَ الرَبيعِ المُنَمنَما / وَما رَصَّعَ الرَبعِيُّ فيهِ وَنَظَّما
فَقَد حَكَتِ الأَرضُ السَماءَ بَنَورِها / فَلَم أَدرِ في التَشبيهِ أَيُّهُما السَما
فَخُضرَتُها كَالجَوِّ في حُسنِ لَونِهِ / وَأَنوارُها تَحكي لِعَينَيكَ أَنجُما
فَمِن نَرجِسٍ لَما رَأى حُسنَ نَفسِهِ / تَداخَلَهُ عُجبٌ بِها فَتَبَسَّما
وَأَبدى عَلى الوَردِ الجِنِيِّ تَطاوُلاً / فَأَظهَرَ غَيظُ الوَردِ في خَدِّهِ دَما
وَزَهرٍ شَقيقٍ نازَعَ الوَردَ فَضلَهُ / فَزادَ عَلَيهِ الوَردُ فَضلاً وَقَدَّما
وَظَلَّ لِفَرطِ الحُزنِ يَلطِمُ خَدَّهُ / فَأَظهَرَ فيهِ اللَطمُ جَمراً مُضَرَّما
وَمِن سَوسَنٍ لِما رَأى الصِبغَ كُلَّهُ / عَلى كُلِّ أَنوارِ الرِياضِ تُقُسِّما
تَجَلبَبَ مِن زُرقِ اليَواقيتِ حُلَّةً / فَأَغرَبَ في المَلبوسِ مِنهُ وَأَعلَما
وَأَلوانِ مَنثورٍ تَخالَفَ شَكلُها / فَظَلَّ بِها شَكلُ الرَبيعِ مُتَمَّما
جَواهِرُ لَو قَد طالَ فينا بَقاؤُها / رَأَيتَ بِها كُلَّ المُلوكِ مُخَتَّما
فَقُم فَاِسقِني ما حَرَّموهُ فَما أَرى / مِنَ العَيشِ حُلواً غَيرَ ما قيلَ حُرِّما