المجموع : 53
لَكِ اللَهُ كَم أودَعتِ قَلبيَ مِن أَسى
لَكِ اللَهُ كَم أودَعتِ قَلبيَ مِن أَسى / وَكَم لَكِ ما بَينَ الجَوانِحِ مِن كَلْمِ
لَحاظُكِ طولَ الدَهرِ حَربٌ لِمُهجَتي / أَلا رَحمَةٌ تُثنيك يَوما إِلى سِلمي
عَفا اللَهُ عَن سِحرٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ
عَفا اللَهُ عَن سِحرٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ / وَلا حوسِبَتْ عَمّا بِها أَنا واجِدُ
أَسِحرٌ ظَلَمتِ النَفس وَاِخترتِ فُرقَتي / فَجَمَّعتِ أَحزاني وَهُنَّ شَوارِدُ
وَكانَت شُجوني بِاقتِرابِكِ نُزّحاً / فَها هُنّ لَمّا ان نأيت شَواهِدُ
فان تَستَلَذّي بَردَ مائِكِ بَعدَنا / فَبَعدَكِ ما نَدري مَتى الماءُ بارِدُ
تَظُنُّ بِنا أُمُّ الرَبيع سآمَةً
تَظُنُّ بِنا أُمُّ الرَبيع سآمَةً / أَلا غَفَرَ الرَحمانُ ذَنبا تُواقِعُهْ
أَأَسأمُ ظَبيا في ضُلوعي كِناسهُ / وَبَدرَ تَمامٍ في فُرادي مَطالِعُهْ
وَرَوضَةَ حُسنٍ أَجتَني مِن ثِمارِها / وَبارِدَ ظَلمٍ لَم تُكَدّر شَرائِعُهْ
إِذا سَئِمَت كَفّي نَوالاً تُفيضُهُ / عَلى مُعتَفيها أَو عَدُوّا تُقارِعُهْ
كَتَبتُ وَعِندي مِن فراقِكِ ما عِندي
كَتَبتُ وَعِندي مِن فراقِكِ ما عِندي / وَفي كَبِدي ما فيهِ مِن لَوعَة الوَجدِ
وَما خَطَّتِ الأَقلامُ إِلّا وَأَدمُعي / تَخُطُّ كِتابَ الشَوق في صَفحَة الخَدِّ
وَلَولا طِلابُ المَجدِ زُرتُكِ طَيَّهُ / عَميداً كَما زارَ النَدى وَرَقَ الوَردِ
فَقَبَّلتُ ما تَحتَ اللثامِ مِنَ اللَمى / وَعانَقتُ ما فَوقَ الوِشاح إِلى العِقد
أَغانيةً عَنّي وَحاضِرَةً مَعي / لَئِن غِبتِ عَن عَيني فَإِنَّكِ في كَبِدي
أَقيمي عَلى العَهدِ الَّذي كانَ بَينَنا / فَإِنّي عَلى ما تَعلَمينَ مِنَ العَهدِ
سَلي تَعَلمي إِن كُنتِ عالِمَةٍ
سَلي تَعَلمي إِن كُنتِ عالِمَةٍ / بِأَنَّ لَيسَ في حُبّي لِغَيركِ مَطمَعُ
وَأَنَّ ليَ القَلبَ الَّذي لَيسَ خاليا / مِنَ الوَجدِ وَالجَفن الَّذي لَيسَ يَهجَعُ
يُذَكِّرُنيكِ الغُصنُ يَهتَزّ عِندَما / يَهبّ نَسيمٌ وَالغَزالَةُ تَطلَعُ
فَواللَه لا أَنفَكَ أَذكُرُ مَوضِعي / لَدَيكَ وَلا أَنفَكُّ نَحوَكِ أَنزِعُ
وَلَما التَقينا للوَداع غُدَيَّةً
وَلَما التَقينا للوَداع غُدَيَّةً / وَقَد خَفَقَت في ساحَة القَصر راياتُ
وَقُربَتِ الجُردُ العِتاقُ وَصُفِّقت / طُبولٌ وَلاحَت لِلفِراق عَلاماتُ
بَكَينا دَماً حَتّى كأنَّ عُيونَنا / لجري الدُموع الحُمر مِنها جِراحاتُ
وَكُنّا نُرَجّي الأوبَ بَعدَ ثَلاثَةٍ / فَكَيفَ وَقَد طالَت عَلَيها زياداتُ
أَلا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ
أَلا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ / وَسَلهُنّ هَل عَهدُ الوِصال كَما أَدري
وَسَلِّم عَلى قَصر الشَراجيب عَن فَتىً / لَهُ أَبَداً شَوقٌ إِلى ذَلِكَ القَصرِ
مَنازِلُ آسادٍ وَبِيضِ نَواعِمٍ / فَناهيكَ من غيل وَناهيك مِن خِدرِ
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أَنعَمُ جُنحَها / بِمُخْصَبَة الأَرداف مُجدَبَة الخَصرِ
وَبيضٍ وَسُمرٍ فاعِلاتٌ بِمُهجَتي / فِعال الصِفاح البيضِ وَالأسلِ السُمرِ
وَلَيلٍ بِسُدّ النَهر لَهواً قَطَعتُهُ / بِذات سِوارٍ مِثلَ مُنعَطَفِ البَدرِ
نَضَت بُردَها عَن غُصنِ بان مُنَعَّمٍ / نَضيرٍ كَما اِنشَقّ الكِمامُ عَن الزَهرِ
وَبانَت تُسقيني المُدامِ بِلَحظها / فَمِن كأسِها حينا وَحينا مِن الثَغرِ
وَتُطربُني أَوتارُها وَكأَنَّني / سَمِعتُ بِأَوتار الطُلى نَغَمَ البُترِ
أَباحَ لِطَيفي طَيفُها في الكَرى الخَدّ
أَباحَ لِطَيفي طَيفُها في الكَرى الخَدّ / فَعَضَّ بِهِ تُفاحَةً وَاِجتَنى وَردا
وَألمَتني ثَغراً شَمَمتُ نَسيمهُ / فَخُيِّلَ لي أَنّي شَمَمتُ بِهِ نَدّا
وَلَو قَدَرَت زارَت عَلى حال يَقظَةٍ / وَلَكِن حِجابُ البَينِ ما بَينَنا مُدّا
أَما وَجَدَت عَنّا الشؤونُ مُعَرَّجا / وَلا وَجَدَت مِنّا خُطوبُ النَوى بُدّا
سَقى اللَهُ صَوبَ القَطر أَمَّ عُبَيدَةٍ / كَما قَد سَقَت قَلبي عَلى حَرِّه بَردا
هيَ الظَبيُ جيداً وَالغَزالَةُ مُقلَةً / وَرَوضُ الرُبى فَوحا وَغُصن الَّتي قَدّا
أَدارَ النَوى كَم دارَ فيك تَلَدُّدي
أَدارَ النَوى كَم دارَ فيك تَلَدُّدي / وَكَم عُقتِني عَن دارِ أهيَفَ أَغيدِ
حَلَفتُ بِهِ لَو قَد تَعَرَّضَ دونَهُ / كُماةُ الأَعادي في النَسيج المُسردِ
لَجَرّدتُ لِلضَربِ المُهَنَّدَ فاِنقَضى / مُرادي وَعَز ما مِثلَ حَدّ المُهَنَّدِ
فَما حَلَّ خِلٌّ مِن فُؤادِ خَليلِه / مَحَلَّ اِعتِمادٍ مِن فُؤادِ مُحَمَّدِ
وَلَكِنَّها الأَقدارُ تُردي بِلا ظُبى / وَتُصمي بِلا قَتل وَتَرمي بِلا يَدِ
سَأسألُ رَبّي أَن يُديمَ بيَ الشَكوى
سَأسألُ رَبّي أَن يُديمَ بيَ الشَكوى / فَقَد قَرَبَت مِن مَضجَعي الرَشأ الأَحوى
إِذا عِلَّةٌ كانَت لِقُربِك عِلَّةً / تَمَنَّيتُ أَن تَبقى بِجِسمي وأن تَقوى
شَكَوتُ وَسِحرٌ قَد أَغَبَّت زِيارَتي / فَجاءَت بِها النُعمى الَّتي سُمِّيَت بَلوى
فَيا عِلَّتي دومي فَأَنت حَبيبَةٌ / وَيا رَبّ سمعا مِن نِدائيَ وَالشَكوى
غُلاميَةٌ جاءَت وَقَد جَعَلَ الدُجى
غُلاميَةٌ جاءَت وَقَد جَعَلَ الدُجى / لِخاتَمَ فيها فَصٌّ غاليَة خَطّا
فَقُلتُ أُحاجيها بِما في جُفونِها / ما في الشِفاهِ اللُعسِ مِن حُسنِها المُعطّى
مُحَيَّرَةَ العَينَين في غَيرِ سَكرَةٍ / مَتى شَرَبت أَلحاظُ عَينَيك اِسفَنطا
أَرى نَكهَةَ المِسواك في حُمرَةِ اللَمى / وَشارِبَك المُخضَر بِالمِسكِ قَد خُطّا
عَسى قُزَحا قَبَّلتِهِ فَأخالُهُ / عَلى الشِفَة اللَمياء قَد جاء مُخَطّا
خَليلَيّ قولا هَل عَلَيَّ مَلامَةٌ
خَليلَيّ قولا هَل عَلَيَّ مَلامَةٌ / إِذا لَم أَغِب إِلّا لِتَحضُرَني الشَمسُ
وَأَهدي بِأكواس المُدام كَواكِباً / إِذا ابصَرَتها العَينُ هَشَّت لَها النَفسُ
سَلامٌ سَلامٌ أَنتُما الأُنسُ كُلهُ / وَإِن غِبتُما أمُّ الرَبيع هيَ الانسُ
أمعتَضِداً بِاللَه دَعوَةَ آمِلٍ
أمعتَضِداً بِاللَه دَعوَةَ آمِلٍ / رَجاكَ عَلى بُعدِ فَأَصبَح ذا قُربِ
فَأمَّمَ مأمولاً وَأَمَّ مُيَمَّماً / وَحامَت أَمانيهِ عَل مَورِد عَذبِ
مَوارِدُ ما حَلّأنَ عنهن حائما / وَلا غادَرتهُ غَير مُستَعذِب الشِربِ
وَها أَنا ظَمآنٌ لمنهل وردكم / وَحَسبيَ مَوقوفٌ عَلى وردكم حَسبي
أَفُز بِالَّذي أَمَّلتُ مُذ كُنتُ آمِلاً / وَتَحتَلّ مِن عَلياهُ في المَنزِل الرَحبِ
فَجِئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّني / لإفراط إِغذاذي عَلى أَظهُرِ النُجبِ
فَألفَيتُ أَعلى الناسِ قَدراً وَسُؤدُداً / وَعَدلاً فدَتهُ النَفسُ صدقاً بِلا كَذبِ
يَهشُّ إِلى راجيهِ كالوامِقِ الصَبِّ / وَيَهتَزُّ لِلمَعروفِ كالصارِمِ العَضبِ
وَإِنّي لِما تُولي وَأَولَيتَ شاكِرٌ / فَمَن شَكَرَ النعماءَ نالَ رِضا الرَبِّ
نَوالٌ جَزيلٌ يَنهِر الشكرَ وَالحَمدا
نَوالٌ جَزيلٌ يَنهِر الشكرَ وَالحَمدا / وَصُنعٌ جَميلٌ يوجِب النُصحَ وَالودّا
لَقَد جُدتَ بِالعِلق الَّذي لَو أُباعُه / بَذَلتُ وَلَم أَغبن بِهِ العَيشَةَ الرَغدا
جَوادٌ أَتاني مِن جَوادٍ تَطابَقا / فَيا كَرَمَ المُهدي وَيا كَرَمَ المُهدَى
وَكَم مِن يَدٍ أَولَيتَ موقِعها نَدٍ / لَديّ وَلَكِن أَينَ مَوضِع الأَصدا
لَعَلّيَ يَوماً أَن أُوَفِّيَ حَقَّه / فَأنعلَه مِمَّن عَصى أَمرَكَ الخَدّا
أَلا يا مَليكا ظلّ في الخطب مَفزَعا
أَلا يا مَليكا ظلّ في الخطب مَفزَعا / وَيا واحِداً قَد فاقَ ذا الخَلقَ أَجمَعا
ترفَّق بِعَبدٍ وُدُّهُ لكً شيمَةٌ / إِذا كانَ ودُّ مَن سِواهُ تَصَنُّعا
لَئِن كنت عَن جهلٍ فديتكَ غافِراً / فَكَم عاثرٍ قالَت عُلاكَ لَه لعا
أَقِلني تَجِد عَبداً شَكوراً وَصارِماً / يَحُزُّ مِن الأَعداءِ لَيثاً وَأَخدَعا
عَلَتني مِن السَخطِ الأَليم سَحابَةٌ / فَأغرَبُها ريحُ الرِضى كَي تَقَشَّعا
لِكَفّيَ أَهدى في نَداها مِنَ العَطا
لِكَفّيَ أَهدى في نَداها مِنَ العَطا / إِلى موردٍ عَذبٍ عَلى بَوحِ
إِذا أَبطَل الأَملاك غَيري لِلثَنا / فَإِنّيَ وَضّاحُ الجَبين إِلى المَدحِ
وَكُلُّ امرىءٍ يَجني عَليَّ جَريمَةً / فَإِنّي أُجازيه عَلى الذَنبِ بِالصَفحِ
وَلَم أَدرِ مَن أَلقَ عَلَيهِ رِداءَهُ
وَلَم أَدرِ مَن أَلقَ عَلَيهِ رِداءَهُ / سِوى أَنَّهُ قَد سُلَّ عَن ماجِد محضِ
إِذا كانَ أَردى الزَمان بِمِثلِهِ
إِذا كانَ أَردى الزَمان بِمِثلِهِ / وَلَم يَبقَ في عودٍ لَهُ طَمَعٌ بَعدُ
فَلا بُتِرَت بُتُر وَلا فنِيَت قَنا / وَلا زَأرت أَسُدٌ وَلا صَهلَت جردُ
وَلا زالَ ملذوعاً عَلى سَيِّد حشا / ولا انفكّ مَلطوماً عَلى مِلكٍ خَدُّ
أَبا قاسِمٍ قَد كُنتَ دُنيا صَحِبتها
أَبا قاسِمٍ قَد كُنتَ دُنيا صَحِبتها / قَليلاً كَذا الدُنيا قَليل مَتاعُها
تقدّم إِلى ما اِعتدت عِندي مِن الرَحبِ
تقدّم إِلى ما اِعتدت عِندي مِن الرَحبِ / وَرِدْ تلقك العُتبى حِجاباً مِنَ العُتبِ
مَتى تلقني تلقَ الَّذي قَد بَلَوتَهُ / صفوحاً عَن الجاني رَؤُوفاً عَلى الصحبِ
سأُوليكَ مِنّي ما عهدتَ مِنَ الرِضا / وَأَعرِضُ عَمّا كانَ إِن كانَ مِن ذَنبِ
فَما أَشعَرَ الرَحمنُ قَلبيَ قَسوَةً / وَلا صارَ نسيانُ الأذمة مِن شَعبي
تكلفتُه أَبغي بِهِ لَكَ سلوَةً / فَلَيسَ يُعاني الشِعرَ مُشتَرَكُ اللبِّ