القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَبْد رَبِّه الكل
المجموع : 51
أَبَا صَالحٍ أَيْنَ الكِرَامُ بأَسْرِهمْ
أَبَا صَالحٍ أَيْنَ الكِرَامُ بأَسْرِهمْ / أَفِدْنِي كَريماً فَالكَريمُ رِضَاءُ
أَحَقّاً يَقولُ النَّاسُ في جُودِ حَاتمٍ / وَابْنُ سِنَانٍ كانَ فِيهِ سَخَاءُ
عَذيريَ مِنْ خَلْفٍ تَخَلَّفَ مِنْهُمُ / غَبَاءٌ وَلُؤمٌ فَاضِحٌ وَجَفَاءُ
حِجارة بخلٍ ما تجود وربَّما / تفجَّر من صمِّ الحجارة ماءُ
وَلو أَنَّ مُوسى جَاءَ يَضْربُ بِالعَصَا / لمَا اْنَبجَسَتْ مِنْ ضَرْبِهِ البُخَلاءُ
بَقَاءُ لِئَامِ النَّاسِ مَوْتٌ عَلَيْهِمُ / كما أَنَّ مَوْتَ الأكرَمِينَ بَقَاءُ
عَزيزٌ عَلَيْهِمْ أَنْ تَجُودَ أَكُفُّهُمْ / عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ العَزيزِ عَفَاءُ
وَأَزْهَرَ كالعَيُّوقِ يَسعَى بِزهْرَاءِ
وَأَزْهَرَ كالعَيُّوقِ يَسعَى بِزهْرَاءِ / لَنَا مِنْهُما دَاءٌ وَبرْءٌ مِنَ الدَّاءِ
أَلا بِأَبي صُدْغٌ حَكَى العَينَ عِطفُهُ / وشَارِبُ مِسْكٍ قَدْ حَكى عَطفَةَ الرَّاءِ
فَما السِّحْرُ ما يُعزَى إلى الأَرْضِ بَابِلٍ / وَلكنْ فُتُورُ اللَّحْظِ مِنْ طَرْفِ حوْرَاءِ
وَكَفٌّ أَدارَتْ مُذْهَبَ اللَّون أَصْفراً / بِمُذْهَبَةٍ في رَاحَةِ الكفِّ صَفْراءِ
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُولَها
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُولَها / وما طَللٌ تبكي عليه السحائبُ
وتَنْدُبُها الأرواحُ حتّى حَسبتُها / صَدى حفرةٍ قامتْ عليها النوادبُ
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظُباتِها
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظُباتِها / لها في الكُلَى طُعْمٌ وبينَ الكُلى شُرْبُ
إذَا اصْطفَّتِ الرَّاياتُ حُمْراً مُتُونُهَا / ذَوَائِبُها تَهْفُو فَيَهْفُو لَها القَلْبُ
وَلَم تَنْطِقِ الأبْطالُ إِلّا بِفِعْلهِا / فَأَلْسُنُهَا عُجْمٌ وَأَفْعَالُها عُرْبُ
إذَا مَا التَقَوْا في مَأزِقٍ وَتَعَانَقُوا / فَلُقْيَاهُمُ طَعْنٌ وتَعنيقُهمْ ضَرْبُ
أَلا إنَّما الدُّنيا نَضَارَةُ أَيْكةٍ
أَلا إنَّما الدُّنيا نَضَارَةُ أَيْكةٍ / إذا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَانبُ
هِيَ الدَّارُ مَا الآمَالُ إِلّا فَجائِعٌ / عَليْها وَلا اللَّذَّاتُ إِلّا مَصَائِبُ
فَكَمْ سَخِنَتْ بِالأَمْسِ عَيْنٌ قريرَةٌ / وَقَرَّتْ عُيُونٌ دَمعُهَا الْيوْمَ سَاكبُ
فَلا تَكتَحِلْ عَيْنَاكَ فِيهَا بِعَبْرَةٍ / على ذَاهِبٍ مِنْهَا فَإِنَّكَ ذاهِبُ
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعذَّبِ
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعذَّبِ / وإِنْ كانَ يُرْضِيْكِ العَذابُ فَعَذِّبي
لَعَمْري لَقْد باعَدْتِ غَيْرَ مُبَاعدٍ / كما أَنَّني قَرَّبْتُ غَيرَ مُقَرِّبِ
ِبنَفْسيَ بَدْرٌ أَخْملَ البدْرَ نُورُهُ / وَشَمْسٌ مَتى تَطْلُعْ إلى الْشَّمْسِ تَغْربِ
لَوَ انَّ امْرأَ القيْسِ بْنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ / لَما قَالَ مُرَّا بي على أُمِّ جُنْدُبِ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامةٌ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامةٌ / فَأَيَّ أسىً هَاجَتْ على الهائِمِ الصَّبِّ
لَكِ الويلُ كمْ هَيَّجْتِ شَجْوي بِلَا جَوىً / وَشكوَى بِلا شَكوى وَكَرْباً بِلَا كَرْبِ
وأَسْكبْتِ دَمْعاً مِنْ جُفُونِ مُسَهَّدٍ / وَمَا رَقْرَقَتْ مِنْكِ المَدَامِعُ بِالسَّكبِ
أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبي
أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبي / قَريبٌ وَهلْ منْ لا يُرى بقَريبِ
لَئِنْ خُنْتَ عَهْدِي إنَّني غَيْرُ خَائنٍ / وَأَيُّ مُحبٍّ خَانَ عَهْدَ حَبِيبِ
وَسَاحِبَةٍ فَضْلَ الذُّيُولِ كأَنَّهَا / قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ فَوْقَ كَثيبِ
إِذَا ما بَدَتْ مِنْ خِدْرِهَا قَالَ صَاحِبي / أَطِعْني وَخُذْ مِنْ وَصلِهَا بِنَصيبِ
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ / وَمَا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ
مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ
مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ / وَإنْسَانُ عَيْنٍ خاضَ في غَمَراتِ
فَيا مَنْ بِعَيْنَيْهِ سَقامِي وَصِحَّتي / ومَنْ في يَدَيْهِ مِيتَتي وَحَياتي
بِحُبِّكَ عاشَرْتُ الهمُومَ صَبابَةً / كَأَنِّي لَها تِرْبٌ وَهُنَّ لِداتِي
فَخدِّي أَرضٌ للدُّمُوعِ وَمُقْلتي / سَمَاءٌ لها تَنْهَلُّ بِالعَبَراتِ
أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ
أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ / فَأَبْدَتْ دَواعِي قَلْبِهِ مَا أَجَنَّتِ
فَدَيْتُ الَّتي كانَتْ ولا شَيءَ غَيْرُها / مُنى الْنَّفسِ أوْ يُقْضى لَها مَا تَمَنَّتِ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ / وما فيهما عهدٌ ولا فيهما صُلحُ
سِوى أنَّ صَفحاً كانَ من بعدِ قُدرةٍ / وأحسنُ مقرونٍ إلى قُدرةٍ صَفحُ
سَلِ السَّيفَ والرُّمحَ الرُّدينيَّ عنهما / فتسمعَ ما يُنْبي به السيفُ والرمحُ
لقد شَفعت يومَ العروبةِ عِندَها / بعيدٍ لنا فيه السلامةُ والنُّجحُ
ذبائحُ راحتْ يوَم عيدِ لحومِها / وما ازدانَ عيدٌ لا يكونُ بهِ ذبحُ
قَرَيناهُمُ سَجْلاً من الحربِ مُرَّةً / وعَشراً ركيكاً ليس في طَعمهِ ملحُ
ومُقْرَبة يشقرُّ في النَّقْعِ كمْتُها / وتَخْضرُّ حيناً كلَّما بَلَّها الرَّشحُ
تَراهُنَّ في نَضْحِ الدماءِ كأنَّما / كساها عَقيقاً أحمراً ذلكَ النَّضحُ
تطيرُ بلا ريشٍ إلى كلِّ صَيحةٍ / وتَسبحُ في البرِّ الَّذي ما بهِ سَبْحُ
عليها منَ الأبطالِ كلُّ مُمارِسٍ / يرى أن جِدَّ الحربِ من بأسهِ مَزْحُ
يَعدُّونَه الأعداءُ كَرْباً عليهمُ / على أنه طَلقٌ لنا وجهُهُ سَمْحُ
وكانَ ابنُ حفصونٍ يعدُّ جيادَهُ / سَراحينَ قبلَ اليومِ فهي لنا سَرْحُ
نَجا مُستَكِنَّاً تحتَ جُنحٍ منَ الدُّجَى / وليسَ يؤدِّي شكرَ ما أنعمَ الجُنْحُ
دعَتْهُ مُنىً كانت عليهِ مَنِيَّةً / فَترْحا لهُ منها وقَلَّ لهُ الترْحُ
تَسرْبَلَ ثوبَ اللَّيلِ خامسَ خمسةٍ / فكلُّهم في كلِّ جارحةٍ جُرحُ
يودُّونَ أنَّ الصبحَ ليلٌ عليهمُ / ونحن نودُّ الليلَ لو أَنَّه صُبْحُ
أقادِحَ نارٍ كانَ طعمَ وقودِها / بعينيكَ فانظرْ ما أضاءَ لكَ القَدْحُ
مَحا السيفُ ما زخرفتَ أوّلَ وَهْلةٍ / ودونكَ فانظرْ بعد ذلكَ ما يَمْحو
فكم شاربٍ منكمْ صحا بعدَ سُكرهِ / وما كانَ لولا السيفُ من سُكرهِ يَصْحو
كأَنَّ بلايا والخنازيرُ حولها / مُقطَّعةُ الأوصالِ أنيابُها كُلحُ
ديارُ الَّذينَ كذَّبوا رُسْلَ ربِّهم / فلاقَوا عذاباً كان موعدهُ الصُّبحُ
فلو نطقَ السَّفحُ الذي قُتلوا بهِ / إذنْ لبكَى من نَتْنِ قتلاهُمُ السَّفحُ
دماءٌ شَفتْ منها الرماحُ غَليلَها / فودَّ قضيبُ البانِ لو أنَّه رُمحُ
وللَّهِ ما أَزكى تجارةَ صَفقةٍ / يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ
أقَمنا عليها اللهوَ في يومِ عيدِهمْ / فكم لهم فِصحاً بهِ قُطعَ الفصحُ
ألا تَعِستْ تلكَ الوجوهُ وقُبِّحتْ / فما خُلقا إلّا لها التَّعسُ والقُبحُ
فيا وقعةً أنستْ وقيعةَ راهطٍ / ويا عزمةً من دونِها البطنُ والنَّطحُ
ويا ليلةً أبقتْ لنا العزَّ دهرَنا / وذُلّاً على الأعداءِ جلَّ بهِ التَّرحُ
بدولةِ عبدِ اللَّهِ ذي العزِّ والتُّقَى / يُحبَّرُ في أدنَى مَقاماتهِ المَدْحُ
ألا إنَّهُ فتحٌ يُقِرُّ له الفتحُ
ألا إنَّهُ فتحٌ يُقِرُّ له الفتحُ / فأوّلُهُ سعدٌ وآخرُهُ نُجْحُ
سَرى القائدُ الميمونُ خيرَ سَرِيَّةٍ / تقدَّمَها نصرٌ وتابعَها فَتْحُ
ألم ترَهُ أرْدَى بإسْتجةَ العِدَى / فلاقَوا عذاباً كانَ موعدَه الصُّبحُ
فلا عهدَ للمُرّاقِ من بعدِ هذهِ / يتمُّ لهمْ عند الإمامِ ولا صُلحُ
تَولَّوا عباديداً بكلِّ ثنيَّةٍ / وقد مَسَّهمْ قَرحٌ وما مسَّنا قَرْحُ
طَلَبْتُ بِكَ التَّكثيرَ فازْدَدْتُ قِلَّةً
طَلَبْتُ بِكَ التَّكثيرَ فازْدَدْتُ قِلَّةً / وَقَدْ يَخْسَرُ الإنْسانُ في طلَبِ الرِّبْحِ
لقد فُجعَ الإسلامُ منهُ بناصرٍ
لقد فُجعَ الإسلامُ منهُ بناصرٍ / كما فُجعَ الأيتامُ منه بوالدِ
بكتْهُ اليتامى والأيامَى وأَعوَلتْ / عليهِ الأسارَى خائباتِ المواعدِ
تَجَنَّبْ لِبَاسَ الخَزِّ إِنْ كُنْتَ عَاقِلاً
تَجَنَّبْ لِبَاسَ الخَزِّ إِنْ كُنْتَ عَاقِلاً / ولا تَخْتَتمْ يَوْماً بِفَصِّ زَبَرْجَدِ
ولا تَتَطَيَّبْ بِالغَوالي تَعطُّراً / وَتَسْحَبَ أَذْيَالَ الملاءِ المُعضَّدِ
ولا تَتَخَيَّرْ صَيِّتَ النَّعْلِ زاهِياً / ولا تَتَصَدَّرْ في الفِراشِ المُمَهَّدِ
وكُنْ هَملاً في النَّاسِ أَغْبَرَ شَاعِثاً / تَرُوحُ وَتَغْدُو في إِزارٍ وَبُرْجُدِ
يَرى جِلْدَ كَبْشٍ تَحْتَهُ كُلَّما اسْتَوى / عَلَيْهِ سَريراً فَوْقَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ
ولا تَطْمَحِ العَيْنانِ مِنكَ إلى امْرئٍ / لَهُ سَطَواتٌ بِاللِّسانِ وباليَدِ
تَراءَتْ لَهُ الدُّنْيا بزِبْرِجِ عَيْشِها / وقادَتْ لَهُ الأَطْماعُ مِنْ غَيرِ مِقْودِ
فَأَسْمَنََ كَشحَيْهِ وَأَهْزَلَ دِيْنَهُ / وَلم يَرْتَقِبْ في الْيَومِ عاقبةَ الغَدِ
فَيَوْماً تَراهُ تَحْتَ سَوْطٍ مُجَرَّداً / ويَوماً تَراهُ فَوْقَ سَرْجٍ مُنَضَّدِ
فَيُرْحَمُ تاراتٍ ويُحسَدُ تارَةً / فذا شَرُّ مَرْحُومٍ وَشَرُّ مُحَسَّدِ
رَياحينُ أُهْديها لِرَيْحانَةِ المَجْدِ
رَياحينُ أُهْديها لِرَيْحانَةِ المَجْدِ / جَنَتْها يَدُ التَّخجيلِ مِنْ حُمْرَةِ الخَدِّ
ووَرْدٌ بهِ حَيَّيْتُ غُرَّةَ ماجِدٍ / شَمَائِلهُ أَذْكَى نَسيماً مِنَ الوَرْدِ
ووَشْيُ رَبيعٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ ناضِرٍ / يَلوحُ عليْهِ ثَوْبُ وشْيٍ مِنَ الحمدِ
بَعْثتُ بها زَهْراءَ مِنْ فَوْقِ زَهْرَةٍ / كتركيبِ مَعشوقَينِ خَدّاً على خَدِّ
وحامِلَةٍ راحَاً على راحَةِ اليَدِ
وحامِلَةٍ راحَاً على راحَةِ اليَدِ / مُوَرَّدةٍ تَسْعَى بِلَوْنٍ مُوَرَّدِ
متَى ما تَرَى الإبْريقَ لِلْكأسِ راكِعاً / تُصلِّي لَهُ مِنْ غَيْرِ طُهْرٍ وَتَسجُدِ
على ياسَمينٍ كاللُّجينِ ونَرْجِسٍ / كأَقْراطِ دُرٍّ في قَضيبِ زَبَرْجَدِ
بِتلْكَ وهذي فَالهُ لَيْلكَ كُلَّهُ / وعَنْها فَسَلْ لا تَسْألِ النَّاسَ عَنْ غَدِ
سَتُبدي لكَ الأيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً / وَيأتِيك بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوّدِ
ألمَّا على قصرِ الخليفةِ فانظُرا
ألمَّا على قصرِ الخليفةِ فانظُرا / إلى مُنيةٍ زهراءَ شِيدتْ لأزهرا
مُزَوَّقةٍ تستودعُ النجمَ سرَّها / فتحسَبُهُ يُصغي إليها لتُخبَرا
هيَ الزهرةُ البيضاءُ في الأرضِ ألبستْ / لها الزهرةُ الحمراءُ في الجوِّ مِغْفَرا
يودُّ وِداداً كلَّ عضوٍ ومفصلٍ / لمبصرها لو أنَّه كان أبصرا
بناءٌ إذا ما الليلُ حل قِناعَهُ / بَدا الصُّبحُ من أعرافهِ الشمِّ مُسْفِرا
تعالى عُلوّاً فاتَ عن كلِّ واصفٍ / إذا أكثَروا في وصفهِ كان أكثَرا
تَرى المنْيةَ البيضاءَ في كلِّ شارقٍ / تلبّسُ وجهَ الشمس ثَوباً مُعصفرا
إذا سَدَلتْ سِتراً على كلِّ كوكبٍ / كبا نورُه من نورِها فتستَّرا
فإن عذرتْ شمسُ الضُّحى في نجومِها / على الجوَّ كان القصرُ في الشمس أعذرا
ودونَكَ فانظرْ هل تَرى من تفاوُتٍ / به أو رأتْ عيناكَ أحسنَ منظرا
ترى السَّوسنَ المُنآدَ بينَ رياضِها / تلألأ حسناً في بهارٍ تَدنَّرا
توشَّحنَ من هذا اليمانيّ مِثْلما / تأزَّرْنَ من ذاكَ المُلاءِ المُزَعْفرا
بمَوْشَّيةٍ يُهدي إليها نسيمُها / على مَفرقِ الأرواحِ مسكاً وعَنبرا
سِداوَتُها من ناصعِ اللونِ أبيضٍ / ولُحمتُها من فاقعِ اللونِ أصفرا
تُلاحظُ لحظاً من عيونٍ كأنها / فُصوصٌ من الياقوتِ كُلِّلْنَ جَوهَرا
تَفكَّهْ أمينَ اللَّه وابنَ أمينهِ / بجنةِ دُنيا رائحاً ومُبكّراً
إمامَ الهُدى لا زلتَ في ظل حَبْرةٍ / ولا زلتُ أكسوكَ الثناءَ المحبَّرا
هِلالٌ نَماهُ المجدُ واختارَهُ الفخرُ
هِلالٌ نَماهُ المجدُ واختارَهُ الفخرُ / تلقَّتْ به شمسٌ وأنجبَهُ بدرُ
على وجههِ سِيما المكارِم والعُلا / فضاءَتْ به الآمالُ وابتهجَ الشِّعرُ
سلالةُ أملاكٍ ربيبُ خَلائفٍ / أكفُّهمُ بحرٌ ونائلُهمْ غَمرُ
بدا لصلاةِ الظُّهرِ نجمَ مَكارمٍ / تحفُّ به العَليا ويكنفُه الفخرُ
نَماهُ إلى العلياءِ خيرُ خليفةٍ / تَتيهُ به الدنيا ويزهَى به القَصْرُ
كذاك يَطيبُ الفْرعُ إنْ طاب نَجْرُهُ / وما طابَ فرعٌ لا يطيبُ له نَجْرُ
فلا زال محفوفاً بأكنافِ نعمةٍ / يطيرُ له ذِكرٌ ويسمو بهِ قَدْرُ
هنيئاً إمامَ المسلمين عطيّةً / حباكَ بها ربٌّ له الحمدُ والشّكرُ
فيا من كساهُ اللَّهُ تاجَ خلافةٍ / ومَن جُودُهُ قَطرٌ إذا أُعدمَ القطرُ
ومَن كان يَنْدَى الخيزُرانُ بكفِّهِ / ويَنبُتُ في أطرافهِ الورقُ الخُضْرُ
عَلى مِثْلِها مِنْ فَجْعَةٍ خانَني الصَّبرُ
عَلى مِثْلِها مِنْ فَجْعَةٍ خانَني الصَّبرُ / فِراقُ حَبيبٍ دُونَ أَوبَتِهِ الحَشْرُ
وَلي كَبدٌ مَشطورَةٌ في يَدِ الأَسى / فَتَحْتَ الثَّرى شَطْرٌ وفَوْقَ الثَّرى شَطرُ
يَقولونَ لي صَبِّرْ فُؤادَكَ بَعْدَهُ / فَقُلتُ لهُمْ ما لِي فؤادٌ ولا صَبْرُ
فُرَيْخٌ مِنَ الحُمْرِ الحَواصلِ ما اكْتَسى / مِنَ الرِّيشِ حَتَّى ضَمَّهُ المَوْتُ والقَبْرُ
إذَا قُلْتُ أَسْلو عَنْهُ هَاجَتْ بَلابِلٌ / يُجَدِّدُها فِكْرٌ يُجَدِّدُهُ ذِكْرُ
وَأَنْظُرُ حَوْلي لا أرَى غَيرَ قَبرِهِ / كأنَّ جميعَ الأَرضِ عِنْدِي لَهُ قَبرُ
أَفَرْخَ جِنَانِ الخُلْدِ طِرْتَ بِمُهْجَتي / وَليْسَ سِوى قَعْرِ الضَّريحِ لَهُ وَكرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025