المجموع : 37
حَبيبي حَبيبٌ يَكتُمُ الناسَ أَنَّهُ
حَبيبي حَبيبٌ يَكتُمُ الناسَ أَنَّهُ / لَنا حينَ تَرمينا العُيونُ حَبيبُ
يُباعِدُني في المُلتَقى وَفُؤادُهُ / وَإِن هُوَ أَبدى لي البِعادَ قَريبُ
وَيُعرِضُ عَنّي وَالهَوى لي مُقبِلٌ / إِذا خافَ عَيناً أَو أَشارَ رَقيبُ
فَتَخرَسُ مِنّا أَلسُنٌ حينَ نَلتَقي / وَتَنطِقُ مِنّا أَعيُنٌ وَقُلوبُ
تكلَّم عَمّا في الصُدورِ عُيونُنا
تكلَّم عَمّا في الصُدورِ عُيونُنا / وَتَفقَهُ عَنّا أَعيُنٌ وَحَواجِبُ
فَمَن قالَ إِنَّ الحبَّ يَخفى لِذي الهَوى / إِذا ما رَأى أَحبابَهُ فَهوَ كاذِبُ
تُحَدِّثُنا الأَبصارُ ما في قُلوبِنا
تُحَدِّثُنا الأَبصارُ ما في قُلوبِنا / فَنَغنى بِها عَمّا يُرَدَّدُ في الكُتبِ
عَلاماتُنا مَكتوبَةٌ في جِباهِنا / حَبيبانِ مَوقوفانِ في سُبُلِ الحُبِّ
أَبا حَسَنٍ إِنَّ الخَليفَةَ أَصبَحَت
أَبا حَسَنٍ إِنَّ الخَليفَةَ أَصبَحَت / لَنا كَفُّهُ غَيثاً وَأَنتَ سَحابُها
فَما مِن يَدٍ بَيضاءَ تُسدي لِاِمرِئٍ / وَلا نِعمَةٍ إِلّا إِلَيكَ اِنتِسابُها
مُخضرَمَةُ الجَنبَينِ صادِقَةُ السُرى
مُخضرَمَةُ الجَنبَينِ صادِقَةُ السُرى / تُراقِبُ مِن ذي الرَكبِ ما لا يُراقِبُه
تَكادُ نُفوسُ القَومِ تَجري بِجَريِها / إِذا غالَبَت مِن مَوجِهِ ما تُغالِبُه
تَصُدُّ حَبابَ الماءِ عَن جَنَباتِها / إِذا البَحرُ ساحَت في السَفينِ مَراكِبُه
رَأَيتُ أَبا عيسى وَقَد ذُكِرَ القِرى
رَأَيتُ أَبا عيسى وَقَد ذُكِرَ القِرى / فَأَسبَلَ عَينَيهِ وَشابَت ذَوائِبُه
رَأى الصَيفَ مَكتوباً فَظَنَّ بِأَنَّهُ / لِتَصحيفِه ضَيفٌ فَقامَ يُواثِبُه
ذَهَبتِ عَلى صَبٍّ شَكا أَلَمَ الهَوى
ذَهَبتِ عَلى صَبٍّ شَكا أَلَمَ الهَوى / كَما ذَهَبَت أَرضٌ وَطِئتِ تُرابَها
وَكانَ يُرَجّي نَفعَ شَكواهُ إِذ شَكا / إِلَيكِ فَقَد أَمسى يَخافُ عِقابَها
إِذا نَحنُ حُكنا الشِعرَ فيكَ تَسَهَّلَت
إِذا نَحنُ حُكنا الشِعرَ فيكَ تَسَهَّلَت / عَلَينا مَعانيهِ وَدانَ صِعابُها
فَما اِنتَظَمَت إِلّا عَلَيكَ عُقودُها / وَلا اِنتَشَرَت إِلّا عَلَيكَ ثِيابُها
أَغَنُّ رَبيبُ الرَبرَبِ الغيدِ وَالمَها
أَغَنُّ رَبيبُ الرَبرَبِ الغيدِ وَالمَها / بِمُقلَةِ وَحشِيِّ المَحاجِرِ أَدعَجِ
لَهُ وَجَناتٌ نُكتَةُ الخالِ وَسطَها / كَنُقطَةِ زاجٍ في صَفيحَةِ زِبرَجِ
وَمطلعَةٍ بِاللَيلِ وَهيَ تَعُلُّني
وَمطلعَةٍ بِاللَيلِ وَهيَ تَعُلُّني / ثَلاثَ شُموسٍ وَجَنَتَيها وَراحها
وَيَومٍ كَنارِ الشوقِ في قَلبِ عاشِقٍ
وَيَومٍ كَنارِ الشوقِ في قَلبِ عاشِقٍ / عَلى أَنَّهُ مِنها أَحَرُّ وَأَوقَدُ
ظَلِلتُ بِها عِندَ المُبَرِّدِ قائِظاً / فَما زِلتُ مِن أَلفاظِهِ أَتَبَرَّدُ
شَكَرتُ عَلِيّاً بِرَّهُ وَبَلاءَهُ
شَكَرتُ عَلِيّاً بِرَّهُ وَبَلاءَهُ / فَقَصَّرَ بي شُكري وَإِنّي لَواجِدُ
وَما أَنا في شُكري عَلِيّاً بِواحِدٍ / وَلَكِنَّهُ في الفَضلِ وَالجودِ واحِدُ
إِذا ما المَنايا أَخطَأَتكَ وَصادَفَت
إِذا ما المَنايا أَخطَأَتكَ وَصادَفَت / حَميمَكَ فَاِعلَم أَنَّها سَتَعودُ
وَإِنَّ اِمرَأً يَنجو مِنَ النارِ بَعدَما / تَزَوَّدَ مِن أَعمالِها لَسَعيدُ
وَزائِرَةٍ جاءَت وَلَو جاءَ رَبُّها
وَزائِرَةٍ جاءَت وَلَو جاءَ رَبُّها / غَنينا بِهِ عَنها وَعَن نَفحَةِ الوَردِ
حَكى نَشرُها مِنهُ خَلائِقَ نَشرِها / كَنَشرِ نَسيمِ الريحِ مِن جَنَّةَ الخُلدِ
وَشَبَّهتُها في صَفوِها بِصَفائِهِ / لِإِخوانِهِ في القُربِ مِنهُ وَفي البُعدِ
وَأَهدى لَنا مِنهُ النسيمَ نَسيمُها / وَإِن كانَ إِن حالَت يَدومُ عَلى العَهدِ
وَما الشِعرُ إِلّا السَيفُ يَنبو وَحَدُّهُ
وَما الشِعرُ إِلّا السَيفُ يَنبو وَحَدُّهُ / حُسامٌ وَيَمضي وَهوَ لَيسَ بِذي حَدِّ
وَلَو كانَ بِالإِحسانِ يُرزَقُ شاعِرٌ / لَأَجدى الَّذي يُكدي وَأَكدى الَّذي يُجدي
إِذا كُنتَ لا تَحفى بِقُربي وَلا بُعدي
إِذا كُنتَ لا تَحفى بِقُربي وَلا بُعدي / وَلَم تَدرِ ما عِندي وَقَد جَلَّ ما عِندي
فَهَل أَنتَ إِن حَكَّمتُ جودَكَ مُنصِفٌ / فَما لي عَلَيهِ غَيرُ جودِكَ مِن مُعدِ
أَبى الحَقُّ أَن يَخفى وَأَقضي وَلا أُرى / بِجودِكَ يَوماً في سَعيدٍ وَلا سَعدِ
وَيَدفَعُ في صَدري حِجابُكَ بَعدَما / أَكونُ وَما قَلبي لإِنسٍ وَلا بَعدي
فَما لي قَد أُبعِدتُ عَنكَ وَطالَما / دَعَوتُ فَلَم تُبعِد نَداكَ عَلى بُعدي
وَأَصبَحتُ قَد شورِكتُ فيكَ وَلَم نَزَل / كَغُصنَينِ في ساقٍ وَسَيفَينِ في غِمدِ
أَلِلجِدِّ هَذا مِنكَ أَم أَنتَ مازِحٌ / فَكَم مِن مُزاحٍ عادَ يَوماً إِلى الجِدِّ
وَلَيسَ دَوامُ الشُكرِ يَوماً بِواجِدٍ / لِمَن لَم يَدُم مِنهُ الوَفاءُ عَلى العَهدِ
يُكَلِّمُها طَرفي فَتومي بِطَرفِها
يُكَلِّمُها طَرفي فَتومي بِطَرفِها / فَتُخبِرُ عَمّا في الضَميرِ مِنَ الوَجدِ
فَإِن نَظَرَ الواشونَ صَدَّت وَأَعرَضَت / وَإِن غَفَلوا قالَت أَلَستَ عَلى العَهدِ
أَبا الصَقرِ لا زالَت مِنَ اللَهِ نِعمَةٌ
أَبا الصَقرِ لا زالَت مِنَ اللَهِ نِعمَةٌ / تُجَدِّدُها الأَيّامُ عِندَكَ وَالدَهرُ
وَلا زالَتِ الأَعيادُ تَمضي وَتَنقَضي / وَتَبقى لَنا أَيّامُكَ الغُرَرُ الزُهرُ
فَإِنَّكَ لِلدُنيا جَمالٌ وَزينَةٌ / وَإِنَّكَ لِلأَحرارِ ذُخرٌ هُوَ الذُخرُ
رَأَيتُ الهَدايا كُلّها دونَ قَدرِهِ / وَلَيسَ لِشَيءٍ عِندَ مِقدارِهِ قَدرُ
فَلا فَضلَ إِلّا وَهوَ مِن فَضلِ جودِهِ / وَلا بِرَّ إِلّا دونَهُ ذَلِكَ البِرُّ
فَأَهدَيتُ مِن حَليِ المَديحِ جَواهِراً / مُنصَّلَةً يزهى بِها النَظمُ وَالنَثرُ
مَدائِحُ تَبقى بَعدَما نَفَدَ الدَهرُ / وَتَبهى بِها الأَيّامُ ما اِتَّصَلَ العُمرُ
شَكَرتُ لِإِسماعيلَ حُسنَ بَلائِهِ / وَأَفضَلُ ما تُجزى بِهِ النِعَمُ الشُكرُ
حِجابٌ فَإِن تَبدوا فَلِلدَمعِ جَولَةٌ
حِجابٌ فَإِن تَبدوا فَلِلدَمعِ جَولَةٌ / يَكونُ لَهُ مِن دونِ رُؤيَتِهِ سِترا
فَإِن غاضَ دَمعُ العَينِ أَقبَلَ كاشِحٌ / يَرُدُّ جُفونَ العينِ قَد مُلِئَت ذُعرا
وَمَن يَشتَري مِنّي حَياتي بِميتَةٍ / أَبِعهُ حَياةً يَشتَري بَعدَها قَبرا
وَمَن يَشتَري عَيني بِعَينٍ صَحيحَةٍ / أَزِدهُ عَلى عَينَيَّ قَلباً أَبى الصَبرا
سَرى طَيفُ لَيلى موهِناً فَسرى صَبري
سَرى طَيفُ لَيلى موهِناً فَسرى صَبري / وَجَدَّدَ مِن وَجدي وَهَيَّجَ مِن ذكري
تَأَوَّبَني مِنها خَيالٌ قَرى المُنى / وَما خِلتُها تَسري وَلا خِلتُهُ يَقري
فَبِتُّ بِها ضَيفاً مُقيماً بِرَحلِهِ / وَباتَت بِنا طَيفا يُثيبُ وَما يَدري
فَزارَت وَما زارَت وَجادَت وَلَم تَجُد / وَواصَلَ عَنها الطيفُ وَهيَ عَلى هَجرِ
لَهَوتُ بِها مِن كاذِبِ اللَهوِ لَيلَةً / أَرى باطِلاً كَالحَقِّ في النَومِ وَالفِكرِ