المجموع : 28
وَقائِلَةٍ إِنّ المَعالي مَواهِبٌ
وَقائِلَةٍ إِنّ المَعالي مَواهِبٌ / فَقُلتُ لَها أَخطَأتِ هُنَّ مَناهِبُ
أَرادَت صُدُوفي وَاِنحِرافي عَنِ العُلا / وَما أَنا في هَذي المَذاهِبِ ذاهِبُ
وَكَيفَ تَنامُ العَينُ بَعدَ فِراقِهِم
وَكَيفَ تَنامُ العَينُ بَعدَ فِراقِهِم / وَقَد رَحَلَ القَلبُ المشَوقُ مَعَ الرَكبِ
يَقُولونَ سَلِّ القَلبَ بَعدَ فِراقِهِم / فَقُلتُ وَهَل قَلبٌ فَيَسلو عَنِ الحُبِّ
مَواعيدُهُ بِالوَصلِ أَحلامُ نائِمٍ
مَواعيدُهُ بِالوَصلِ أَحلامُ نائِمٍ / أُشبِّهُها بِالقَفرِ أَو بِسَرابِهِ
فَمَن لِي بِوَجهٍ لَو تَحَيَّر في الدُجى / أَخُو سَفَرٍ في لَيلِ غَيمٍ سَرى بِهِ
وَلَيلٍ كَإِبهامِ القَطاةِ مُعَلَّقٍ
وَلَيلٍ كَإِبهامِ القَطاةِ مُعَلَّقٍ / بِنورِ صَباحٍ ظَلَّ فيهِ بِمُرقَبِ
أَقَمنا عَلى أَوطارِ لَهوٍ مُعَجَّلٍ / بِهِ وَتَواعَدنا بِلَيلٍ مُعَقَّبِ
عَلى حين لا عَهدُ الشَبابِ بمحلقٍ / لَديّ وَلا زِندُ المشيبِ بِمَثقَبِ
لَقَد راعَني بِدرُ الدُجى بِصدودِهِ
لَقَد راعَني بِدرُ الدُجى بِصدودِهِ / وَوَكَّلَ أَجفاني برعيِ كَواكِبِهِ
فَيا جَزَعي مَهلاً عَساهُ يَعودُ لي / وَيا كَبِدي صَبراً عَلى ما كَواكَ بِهِ
شَكَوتُ إِلَيهِ الحُبَّ أَبغي شِفاءَه
شَكَوتُ إِلَيهِ الحُبَّ أَبغي شِفاءَه / حَرارَةَ أَحشائي بِبَردِ رُضابِه
فَجادَ بِبُخلٍ وَهوَ مَوتٌ مُعَجَّلٌ / فَابدَيتُ مُرتاداً رِضاهُ الرضا بِه
عَذيري مِن رامٍ رَماني بِسَهمِهِ
عَذيري مِن رامٍ رَماني بِسَهمِهِ / فَلَم يُخطِ ما بَينَ الحَشا وَالتَرائِبِ
فَأَصداغُهُ يَلسَعنَني كَالعَقارِبِ / وَأَلحاظُهُ يَفعَلنَ فِعلَ العُقارِ بي
هُوَ السُؤلُ لا يُعطيكَ وافِرَ مِنَّةٍ
هُوَ السُؤلُ لا يُعطيكَ وافِرَ مِنَّةٍ / يَدُ الدَهرِ إِلّا حينَ أَبصرته جلدا
أَخٌ لي أَما الودُّ مِنهُ فَزائِدُ
أَخٌ لي أَما الودُّ مِنهُ فَزائِدُ / وَأَلفاظُهُ بَينَ الحَديثِ فَرائِدُ
إِذا غابَ يَوماً لَم يَنُب عَنهُ شاهِدٌ / وَإِن شَهِدَ اِرتاحَت إِلَيهِ المَشاهِدُ
بِنَفسي غَزالٌ صارَ لِلحُسنِ كَعبَةً
بِنَفسي غَزالٌ صارَ لِلحُسنِ كَعبَةً / تُحَجُّ مِن الفَجِّ العَميقِ وَتُعبَدُ
دَعاني الهَوى فيهِ فَلَبّيتُ طائِعاً / وَأَحرَمَتُ بِالإِخلاصِ وَالسَعيُ يَشهَدُ
فَجفنيَ لِلتَّسهيدِ وَالدَمعِ قارِنٌ / وَقَلبي فيهِ بِالصَبابَةِ مُفرِدُ
وَنبّئتُها يَوماً أَلَمّت بِجَنَّةٍ
وَنبّئتُها يَوماً أَلَمّت بِجَنَّةٍ / تَنَزّه طَرفاً في الأَزاهيرِ وَالخُضَر
فَأَبصَرَ رَبُّ الباغِ رُمّانَ صَدرِها / فَقالَ اِطرَحيهِ عَنكِ يا لِصَّةَ الشَجَر
فَناداهُ نورُ الجِلّنارِ بِخَدِّها / كَذَبتَ فَهَذا النُورُ أَطلَعَ ذا الثَمَر
كَتَبتُ وَلَيلي بِالسُهادِ نَهارُ
كَتَبتُ وَلَيلي بِالسُهادِ نَهارُ / وَصَدري لِورّادَ الهُمومِ صِدارُ
وَلي أَدمُعٌ غُزرٌ تَفيضُ كَأَنَّها / سَحائِبُ فاضَت مِن يَدَيكَ غِزارُ
وَلَم أَرَ مِثلَ الدَمعِ ماءً إِذا جَرى / تَلَهَّبُ مِنهُ في الجَوانِحِ نارُ
رَحَلتُ وَزادي لَوعَةٌ وَمَطِيَّتي / جَوانِحُ مِن جَمرِ الفِراقِ حرارُ
مَسيرٌ دَعاهُ الناسَ سَيراً / تَوَسُّعاً وَمَعنى اِسمِهِ إِن حَقَّقوهُ أَسارُ
وَهَذا كِتابي وَالجُفون كَأَنَّها / تُحَكِّم لي أَشفارُهُنَّ شِفارُ
أَسيرُ وَقَلبي في هَواكَ أَسيرُ
أَسيرُ وَقَلبي في هَواكَ أَسيرُ / وَحادي رِكابي لَوعَةٌ وَزَفيرُ
وَلي أَدمُعٌ غُزرٌ تَفيضُ كَأَنَّها / نَدىً فاضَ في العافينَ مِنكَ غَزيرُ
وَطَرفٌ طَريفٌ بِالسّهادِ كَأَنَّهُ / لهاكَ جَليسُ الجُودِ فيهِ يغيرُ
وَلَيلٍ كَلَونِ الهَجرِ أو ظُلمَةِ الحِبرِ
وَلَيلٍ كَلَونِ الهَجرِ أو ظُلمَةِ الحِبرِ / نَصَبنا لِداجِيهِ عَمُوداً مِنَ التِبرِ
يَشُقُّ جَلابيبَ الدُجى فَكَأَنَّما / نَرى بَينَ أَيدينا عَموداً مِنَ الفَجرِ
يُحاكي رُواءَ العاشِقينَ بِلَونِهِ / وَذَوبِ حَشاهُ وَالدُموعُ الَّتي تَجري
خَلا أَن جاري الدَمعَ يَنحلُهُ قُوىً / وَعَهدِي بِدَمعِ العَينِ يَنحَلُّ إِذ يَجري
تَبدّى لَنا كَالغُصنِ قَدّاً وَفَوقَهُ / شُعاعٌ كَأَنّا مِنهُ في لَيلَةِ البَدرِ
تَحمّلَ نوراً حَتفُهُ فيهِ كامِنٌ / وَفيهِ حَياةُ الأُنسِ وَاللَهوِ لَو يَدري
تَراهُ يَدبُّ الدَهرَ في بَريِ جِسمِهِ / وَقَد كانَ أَولى أَن يَريشَ وَلا يَبري
إِذا ما عَرتهُ عِلَّةٌ جُذَّ رَأسُهُ / فَيَختالُ في ثَوبٍ جَديدٍ مِنَ العُمرِ
وَما ضَمَّ شَملَ الأُنسِ يَوماً كَنَرجِسٍ
وَما ضَمَّ شَملَ الأُنسِ يَوماً كَنَرجِسٍ / يَقومُ بَعُذرِ اللَهوِ مِن خالِعِ العُذرِ
فَأحداقُهُ أَحداقُ تِبرٍ وَساقُهُ / كَقامَةِ ساقٍ في غَلائِلِهِ الخُضرِ
وَمَن يَسرِ فَوقَ الأَرضِ يَطلبُ غايَةً
وَمَن يَسرِ فَوقَ الأَرضِ يَطلبُ غايَةً / مِنَ المَجدِ يَسري فَوقَ جُمجُمَةِ النَسرِ
وَمَن يَختَلِف في العالَمينَ نِجارُهُ / فَإِنّا مِنَ العَلياءِ نَجري عَلى نَجرِ
وَمَن يَتَّجر بِالمالِ يَكسِبُ رِبحَهُ / فَبِالمالِ نَشري رابِحَ الحَمدِ وَالنَشرِ
كَتبتُ وَخَطّي مَن أَذى السُقمِ شاهِد
كَتبتُ وَخَطّي مَن أَذى السُقمِ شاهِد / بِأَنَّ بَناني مِن أَذى السُقمِ مَرتَعِش
وَنَفسي إِن تَأمُر تَعش في سَلامَةٍ / فَأُهدِ لَها مِنكَ السُكونُ وَمن تَعِش
دَعِ الحِرصَ وَاِقنَع بِالكَفافِ مِنَ الغَنى
دَعِ الحِرصَ وَاِقنَع بِالكَفافِ مِنَ الغَنى / فَرزقُ الفَتى ما عاشَ عِندَ مَعيشِهِ
وَقَد يُهلِكُ الإِنسانَ كَثرَةَ مالِهِ / كَما يُذبَحُ الطاووسُ مِن أَجلِ ريشِهِ
وَما المَرءُ في دُنياهُ إِلّا كَهاجِعٍ
وَما المَرءُ في دُنياهُ إِلّا كَهاجِعٍ / تَراءت لَهُ الأَحلامُ وَهيَ خَوادِعُ
ينعِّمُهُ طَيفٌ مِنَ اللَهوِ باطِلٌ / وَيُوقِظُهُ نَومٌ مِنَ الدَهرِ فاجِعُ
تَفرَّقَ قَلبي في هَواهُ فَعِندَهُ
تَفرَّقَ قَلبي في هَواهُ فَعِندَهُ / فَريقٌ وَعِندي شُعبَةٌ وَفَريقُ
إِذا ظَمِئَت نَفسي أَقولُ لَهُ اِسقِني / فَإِن لَم تَكُن راحٌ لَدَيكَ فَريقُ