المجموع : 27
تَضاعَفَ ضَعفي بَعدَ بُعدِ الحَبائِبِ
تَضاعَفَ ضَعفي بَعدَ بُعدِ الحَبائِبِ / وَقَد حَجَبوا عَنّي قِسِيَّ الحَواجِبِ
وَمُذ أَفَلَت تِلكَ الكَواكِبِ لَم تَزَل / مُوَكَّلَةً عَنّي بِرَعيِ الكَواكِبِ
فَما آيبٌ لِلهَمِّ عَنّي بِرائِحٍ / وَلا رائِحٌ لِلعَيشِ عَنّي بِآيِبِ
وَنادِبَةٍ ناحَت سُحَيراً بِأَيكَةٍ / فَهَيَّجَتِ الوَسواسَ في قَلبِ نادِبِ
تَنوحُ عَلى غُصنٍ أَنوحُ لِمِثلِهِ / وَهَل حاضِرُ يَبكي أَسىً مِثلُ غائِبِ
بِوادٍ بِوادي الغوطَتَينِ رُبوعَكُم / رَبيعي وَمِن ذاكَ التُرابُ تُرابي
يَزيدُ اِحتِراقي وَاِشتِياقي إِلَيكُم / إِذا صاحَ بي عَرِّج عَلى الدارِ صاحِبي
وَأَهوى هَواها مِن رِياضٍ أَنيقَةٍ / فَتَصرِفُني عَنها صُروفُ النَوائِبِ
تَظَلُّ ثُغورُ الأُقحُوانِ ضَواحِكاً / إِذا ما بَكَت فيها عُيونُ السَحائِبِ
كَأَنَّ لَميعَ البَرقِ في جَنَباتِها / سُيوفُ مُعينِ الدينِ بَينَ الكَتائِبِ
فَتىً لَم يَعُد حَتّى تَعَفَّر قَرنُهُ / كَأَنَّ عَلَيهِ الضَربَ ضَربَةُ لازِبِ
حَشِيَّتُهُ سِرجُ عَلى ظَهرِ سابِحٍ / وَحُلَّتُهُ دِرعٌ عَلى غَيرِ هارِبٍ
غَدا في المَعالي راغِباً غَيرَ زاهِدٍ / وَفيما سِواها زاهِداً غَيرَ راغِبِ
يَظُنُّ صَلاحُ الدينِ فُرسانَ جَلَّقٍ / كَفُرسانِهِ ما الأَسَدُ مِثلَ الثَعالِبِ
غَداً تَطلُعُ الشامُ الفِرِنجَ بِفَيلَقٍ / مُعَوَّدَةٍ أَبطالُهُ لِلمَصائِبِ
رِجالٌ إِذا قامَ الصَليبُ تَصَلَّبَتِ / رِماحُهُمُ في كُلِّ ماشٍ وَراكِبِ
لَها اللَيلُ نَقعٌ وَالأَسِنَّةُ أَنجُمُ / فَما غَيرُ أَبطالٍ وَغَيرُ جَنائِبِ
أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا
أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا / وَأَصبَحوا إِلى شَرخِ الشَبيبَةِ وَالصِبا
وَقَلبي إِلى الحَيِّ الجُلاحِيِّ لَم يَزَل / مَشوقاً عَلى ماءِ العُذيبُ مُعَذَّبا
وَأَغيدُ بَرّاقُ الثَنِياتِ واضِحٌ / أَبى القَلبُ عَن حُبِّيهِ أَن يَتَقَلَّبا
لَهُ شَعَرٌ ما اِهتَزَّ إِلّا تَثَعبَنَت / ذَوائِبُهُ وَالصُدغُ إِلّا تَعَقرَبا
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أُسقى بِكَفِّهِ / عَلى وَجهِهِ نادَمتُ بَدراً وَكَوكَبا
حَكَت فَمَهُ طَعماً وَريحاً وَخَدَّهُ / إِذا مَزَجوها رِقَّةً وَتلَهُّبا
وَكُلُ لَيلَةٍ أَمسى لِميعادِ وَصلِهِ / مُسَيلَمَةً إِلّا وَأَصبَحَت أَشعَبا
وَقائِلَةٍ لي حينَ أَصبَحتُ لاهِياً / بِزُخرُفِ دُنيا كُلَّما رُمتُهُ أَبى
لَعَمرُكَ ما شَرَخَ الشَبيبَةِ راجِعٌ / إِذا ما تَوَلّى العُمرُ عَنكَ وَجَنَّبا
وَلِلشَيبِ شَعَراتٌ تَدُلُّ عَلى الفَنا / إِذا اِبتَسَمت في عارِضِ المَرءِ قَطَّبا
سَلا هَل سَلا أَو هَل تَقَلَّبَ قَلبُهُ
سَلا هَل سَلا أَو هَل تَقَلَّبَ قَلبُهُ / وَإِلّا فَتُنبي بِالكَآبَةِ كُتبُهُ
غَريبُ أَسىً يَهوى غَريبَ مَلاحَةٍ / مِنَ التُركِ أَمثالُ الحَواجِبِ حَجبُهُ
غَزالٌ وَلَكِنَ الفُؤادَ كِناسُهُ / هِلالٌ وَلَكِنَّ الغَلائِلَ سُحبُهُ
تَغارُ المَها مِن مُقلَتَيهِ إِذا رَنا / وَتَحسُدُهُ إِن ماسَ في الرَوضِ قُضبُهُ
أَلا يا نَديمي مِن لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ / كَئيبٍ غِناهُ النَوحُ وَالدَمعُ شُربُهُ
جَفا جَفنُهُ طيبَ الكَرى لَيلَةَ السُرى / وَجُنِّبَ عَنِ لينِ الحَشِيَّةِ جَنبُهُ
وَمَضروبَةٍ مِن غَيرُ جُرمٍ وَلا ذَنبِ
وَمَضروبَةٍ مِن غَيرُ جُرمٍ وَلا ذَنبِ / حَوى قَلبُها مِثلَ الَّذي قَد حَوى قَلبي
إِذا ما أَتاها القابِسونَ عَشِيَّةً / حَكَت فُلكاً يَرمي الشَياطينَ بِالشُهُبِ
وَمَحبوبَةٍ في القَيظِ لَم تَخلُ مِن يَدٍ
وَمَحبوبَةٍ في القَيظِ لَم تَخلُ مِن يَدٍ / وَفي القَرِّ تَسلوها أَكُفُّ الحَبائِبِ
إِذا ما الهَوى المَقصورُ هَيَّجَ عاشِقاً / أَتَت بِالهَوى المَمدودِ مِن كُلِّ جانِبِ
عَبَرتُ عَلى دارِ الصَلاحِ وَقَد خَلَت
عَبَرتُ عَلى دارِ الصَلاحِ وَقَد خَلَت / مِنَ القَمَرِ الوَضّاحِ وَالمَنهِلِ العَذبِ
فَوَاللَهِ لَولا سُرعَةٌ مِثلُ عَزمِهِ / لَغَرَّقَها طَرفي وَأَحرَقَها قَلبي
أَلا رُبَّ طاهٍ جاءَنا بَعدَ فَترَةٍ
أَلا رُبَّ طاهٍ جاءَنا بَعدَ فَترَةٍ / بِأَوراقِ تُطماجَ أَشَفَّ مِنَ الثَلجِ
وَقَد غارَتِ الأَشياشُ فيهِ كَأَنَّها / يَغالِقُ تُركٍ في طَوارِقِ إِفرِنجِ
كَأَنَّ اِحمِرارَ الخَدِ مِمَّن أُحِبُّهُ
كَأَنَّ اِحمِرارَ الخَدِ مِمَّن أُحِبُّهُ / حَديقَةُ وَردٍ وَالعِذارُ سِياجُها
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ / تَروحُ بِها خَيلُ الجُلاحِ وَتَغتَدي
وَنارٌ بِقَلبي مِثلُها لِأُهَيلِها / تُشَبُّ لِضَيفٍ مُتهِمٍ وَلِمُنجِدِ
وَمَمشوقَةٍ رَقَّت وَدَقَّت شَمائِلاً / إِلى أَن تَساوى جِلدُها وَتَجَلُّدي
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ تُغني لِحاظِها / عَن المُرهَفاتِ البيضِ في كُلِّ مَشهَدِ
حِجازِيَةُ الأَجفانِ وَالخَصرِ وَالحَشا / شَآمِيَّةُ الأَردافِ وَالنَهدِ وَاليَدِ
إِذا اِبتَسَمَت فَالدُرُّ عِقدُ مُنَضَّدٌ / وَإِن حَدَّثَت فَالدُرُّ غَيرُ مُنَضَّدِ
وَأَلمى كَمِثلِ البَدرِ تَبدو جُيوبُهُ / عَلى مِثلِ خوطِ البانَةِ المَتَأَوِّدِ
لَهُ مُقلَةٌ سُكرى بِغَيرِ مُدامَةٍ / وَلي مُقلَةٌ شُكرى بِدَمعِ مُوَرَّدِ
رَعى اللَهَ يَوماً ظَلَّ في ظِلِّ أَيكَةٍ / نَديمي عَلى زَهرِ الرِياضِ وَمُنشِدي
وَكَأساً سَقانيها كَقِنديلِ بَيعَةٍ / بِها وَبِهِ في ظُلمَةِ اللَيلِ نَهتَدي
مُعتَقَةً مِن قَبلِ شَيثٍ وَآدَمِ / مُحَلَّلَةً مِن قَبلِ عيسى وَأَحمَدِ
صَفَت كَدُموعي حينَ صَدَّ مَديرُها / وَرَقَّت كَديني حينَ أَوفى بِمَوعِدِ
وَفي الشَيبِ لي عَن لاعَجِ الحُبِّ شاغِلٌ / وَقَد كُنتُ لَولا الشَيبُ طَلّاعَ أَنجُدِ
رَمى شَعَري بَعدَ السَوادِ بِأَبيَضٍ / وَحَظِيَ مِن بَعدِ البَياضِ بِأَسوَدِ
فَلا وَجدَ إِلّا ما وَجَدتُ مِنَ الأَسى / وَلا حَمدَ إِلّا لِلأَميرِ مُحَمَّدِ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ / وَلا مُنجِدٌ لَمّا أَغاروا وَأَنجَدوا
عَذَرتُ العَذارى في صُدودي وَلَم أَقُل / خَليلَيَّ لِمَ حَظِّيَ مِنَ البيضِ أَسوَدُ
وَلا عَجَبٌ لِلشَيخِ إِن أَلِفَ القِلى / وَقَد كانَ هَذا رَسمُهُ وَهُوَ أَمرَدُ
وَأَسمَرُ كَالخَطِّيِّ لَوناً وَلينَةً / يَكادُ يُحَلُّ الخَصرُ مِنهُ وَيُعقَدُ
تَقَلَّدَ بِالعَضبِ لِحُسامٍ وَما دَرى / بِأَنَّ دَمي مِن قَلبِهِ يَتَقَلَّدُ
وَوَجنَتَهُ وَاللَحظُ وَردٌ وَنَرجِسٌ / وَفي فَمِهِ خَمرٌ وَدُرٌّ مُنَضَّدُ
وَكَم شاعِرٍ أَودَت ثَعابينُ شَعرِهِ / إِذا ما بَدا مِنهُنَّ سَبطٌ وَأَجعَدُ
سَباني كَما يَسبي الأَميرُ عُداتَهُ / فَتى المَلِكِ المَنصورِ وَالخَيلُ تُرعَدُ
لِناصِرِ دينِ اللَهِ نَصرٌ عَلى العِدى / وَعَزمٌ حَكاهُ المَشرِفِيُّ المُهَنَّدُ
تَجودُ السَحابُ الغُرُّ قَطراً إِذا هَمَّت / وَما جودُهُ إِلّا لُجَينٌ وَعَسجَدُ
عَلى بَيتِ شِعرٍ بَيتُ مالٍ عَطاؤُهُ / إِلى أَن خَلا مِنهُ طَريفٌ وَمُتلِدُ
هُوَ البَدرُ لِلسارِ بِكُلِّ تَنوفَةٍ / إِلَيهِ إِذا ما طالَ لَيلٌ وَفَدفَدُ
فَصيحٌ إِذا قالَ ابنُ عَبّاسَ عَبدُهُ / وَيَبرُدُ مِن عِيٍّ لَدَيهِ المُبَرِّدُ
وَمَلِكٌ لَهُ بَحرانَ عِلمٌ وَنائِلٌ / يَفيضُ بِذا صَدرٌ وَتَهِمّي بِذا يَدُ
وَنارانِ لِلحَربِ العَوانِ وَلِلقِرى / غَدَت كُلُّ نارٍ مِنهُما تَتَوَقَّدُ
هُوَ القَيلُ وَاِبنُ القَيلِ وَالمَعشَرُ الأولى / إِذا غابَ مِنهُم سَيَّدٌ قامَ سَيِّدُ
غُيوثٌ إِذا جادَوا لُيوثٌ إِذا سَطَوا / لَهُم نائِلٌ جَمٌّ وَمَجدٌ مُشَيَّدُ
أَناصِرَ دينِ اللَهِ لازِلتَ ناصِرِ / عَلى زَمَنٍ فِيهِ الأَديبُ مُطَّهَدُ
لَئِن جَلَّ حَسّانٌ بِمَدحِ مُحَمَّدٍ / فيها أَنا حَسّانٌ وَأَنتَ مُحَمَّدُ
وَإِنّي لَفي قَومي كَريمٌ مُسَوَّدٌ / وَكُلُّ عَدوٍّ لي لَئيمُ مُسَوِّدُ
أَصِخ أَيُّها المَولى إِلَيّا وَلا تَقُل / مَضى ذَلِكَ الفَضلُ الَّذي كانَ يُعهَدُ
فَلَو كانَ هَذا الشِعرُ قِدَماً رَواهُ في / أُمَيَّةَ حُمادٌ وَغَنّاهُ مَعبَدُ
عَلى أَنَّهُ مازالَ في كُلِّ بَلدَةٍ / يُغَنّى بِهِ عِندَ المُلوكِ وَيُنشَدُ
فَلا مَلِكٌ يُرجى سِواكَ وَيُتَّقى / وَلا شاعِرٌ يُهوى سِوايَ وَيُحمَدِ
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي / وَغَيرِهِما في عَصرِنا لَيسَ يُقصَدُ
وَكَيفَ أَخافُ الفَقرَ أَو أُحرَمُ الغِنى / وَكَنزي مِنَ الأَمصارِ مِصرٌ وَصَرخَدُ
فَلازالَ طَلاعَ الثَنايا طَلائِعٌ / وَلازالَ مَحمودَ النَجَّارِ مُحَمَّدُ
أَرى الصَبرَ عَن نَجدٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ
أَرى الصَبرَ عَن نَجدٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ / وَمُذ بَعُدَت لَيلى فَلَيلي بِلا فَجرِ
وَقَد كُنتُ أَبكي مِن يَدِ الهَجرِ في الحِمى / فَلَمّا تَفَرَّقنا بَكَيتُ عَلى الهَجرِ
فَلو كانَ قَلبي صَخرَةً لَبَكيتُهُم / كَمَ بَكَتِ الخَنساءُ حيناً عَلى صَخرِ
أُعالِج شَوقاً في الأَصائِلِ وَالضُحى / بِبَردِ الهَوى النَجديِّ حَيِّ الهَوى العُذري
أَموتُ وَلا أَلفٌ أَغيظُ بِنَيلِها / عَدُوّي وَلا إِلفٌ أَشُدُّ بِهِ أَزري
أَعاذِلَتي قَومي اِنظُرى قَد بَدا البَدرُ
أَعاذِلَتي قَومي اِنظُرى قَد بَدا البَدرُ / وَلا تَعذُليني في عِذارَيهِ لي عُذرُ
بِمَن تُحدِقُ الأَحداقُ طُرّاً إِذا مَشى / وَيَخجَلُ مِن أَعطافِهِ الغُصُنُ النَضرُ
سِوى ما يَحيكُ الناسُ ما بي لِأَجلِهِ / فَلا زَيدٌ اللاحِيَ عَلَيهِ وَلا عَمرو
يَقولُ إِذا ما رُمتَ ضَمّاً وَريقَةً / مَتى صيدَتِ العَنقاءُ أَو حَلَّت الخَمرُ
وَكَم لَيلَةٍ قَد لاحَ مِن صُدغِهِ الدُجى / وَمِن كَأسِهِ الجَوزا وَمِن فَمِهِ الفَجرُ
وَكَم أَخَذَت أَوتارُهُ الثَأرَ مِن دَمي / سُحَيراً فَقالَ الناسُ هَذا هُوَ السِحرُ
يُشارِكُني حَذقاً فَمِن عِندَهُ الغِنا / إِذا ما تَنادَمنا وَمِن عِنديَ الشِعرُ
عَلى بابِكُم يا آلَ رُزّيكَ شاعِرٌ
عَلى بابِكُم يا آلَ رُزّيكَ شاعِرٌ / قَنوعٌ كَفاهُ مِنكُمُ الوِدُّ وَالبِشرُ
وَقَد رَدَّهُ البَوّابُ جَهلاً بِوَجهِهِ / كَما رَدَّها يَوماً بِسَوأَتِهِ عَمرو
تَمَنيتُكُم حَتّى إِذا ما قَرَبتُمُ / بَعُدتُم وَما بَيني وَبَينَكُم شِبرُ
وَقَد كانَ مُشتاقاً إِلَيَّ طَلائِعٌ / فَوا عَجَباً لِمَ قَد أَبى صُحبَتي بَدرُ
وَحَتّى حُسَينٌ وَهُوَ سَيِّدُ مَذهَبي / زَوى وَجهَهُ عَنّي كَأَنَّنِيَ الشِمرُ
وَزادَ عَلَيَّ الدَهرُ بُخلَ مُحَمَّدٍ / عَلى أَنَّهُ في كُلِّ أُنمُلَةٍ بَحرُ
وَما كُلُّ ماضٍ كَالحُسامِ لَدى الوَغى / وَلا كُلُّ مِصرٍ في جَلالَتِها مِصرُ
وَلَكِنَّ عِزَ الدينِ قَد نابَ عَنهُم / فَتىً قَد تَساوى عِندَهُ التِبنُ وَالتِبرُ
إِلَيكَ صَلاحُ الدينِ مَولايَ أَشتَكي
إِلَيكَ صَلاحُ الدينِ مَولايَ أَشتَكي / زَماناً عَلى الحُرِّ الكَريمِ يَجورُ
تُرى أُبصِرُ الأَلفَ الَّتي كُنتَ واعِدي / بِها في يَدي قَبلَ المَماتِ تَصيرُ
وَهَيهاتَ وَالإِفرِنجُ بَينِ وَبَينَكُم / سِياجُ قَتيلٍ دونَهُ وَأَسيرُ
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَنَّكَ ذو غِنىً / بِمِصرَ وَأَنّي في دِمَشقَ فَقيرُ
عَسى مِن دِيارِ الظاعِنينَ بَشيرُ
عَسى مِن دِيارِ الظاعِنينَ بَشيرُ / وَمِن جَورِ أَيّامِ الفِراقِ مُجيرُ
لَقَد عيلَ صَبري بَعدَهُم وَتَكاثَرَت / هُمومي ولَكِنَّ المُحِبَّ صَبورُ
وَكَم بَينَ أَكنافِ الثُغورِ مُتَيَّمٌ / كَئيبٌ غَزَتهُ أَعيُنٌ وَثُغورُ
سَقى اللَهُ مِن سَطرا وَمقرا مَنازِلاً / بِها لِلنَدامى نَظرَةٌ وَسُرورُ
وَلازالَ ظِلُّ النَيرَبَينِ فَإِنَّهُ / طَويلٌ وَعَيشُ المَرءِ فِيهِ قَصيرُ
فَيا بَرَدى لا زالَ ماؤُكِ بارِداً / عَسى شَبمٌ مِن حافَّتَيكِ نَميرُ
أَبى العَيشَ إِلّا بَينَ أَكنافِ جُلَّقٍ / وَقَد لاحَ فيها نَضرَةٌ وَسُرورُ
وَكَم بِحِمى جيرونَ سِربُ جَآذِرٍ / حَبائِلُهُنَّ المالُ وَهِيَ نَفورُ
وَلَكِن سَأَحويهِ إِذا كُنتُ قاصِداً / إِلى بَلَدٍ فيهِ الصَلاحُ أَميرُ
وَهَل هَمَّ يَوماً شيركوهُ بِجِلَّقٍ
وَهَل هَمَّ يَوماً شيركوهُ بِجِلَّقٍ / إِلى الصَيدِ إِلّا اِرتاعَ في مِصرَ شاوَرُ
هُوَ المَلِكُ المَنصورُ وَالأَسَدُ الَّذي / شَذى ذِكرِهِ في الشَرقِ وَالغَربِ سائِرُ
لَقَد فازَ بِالمُلكِ العَقيمِ خَليفَةٌ
لَقَد فازَ بِالمُلكِ العَقيمِ خَليفَةٌ / لَهُ شيرِكوهُ العاضِدِيُّ وَزيرُ
كَأَنَّ اِبنَ شاذي وَالصَلاحَ وَسَيفَهُ / عَلِيٌّ لَدَيهِ شَبَّرُ وَشَبيرُ
هُوَ الأَسَدُ الضاري الَّذي جَلَّ خَطبُهُ / وَشاوَرُ كَلبٌ لِلرِجالِ عَقورُ
بَغى وَطَغى حَتّى لَقَد قالَ قائِلٌ / عَلى مِثلِها كانَ اللَعينُ يَدورُ
فَلا رَحِمَ الرَحمَنُ تُربَةَ قَبرِهِ / وَلازالَ فيها مُنكَرٌ وَنَكيرُ
أَأَحداقِ بَيضٍ أَم حَديقَةِ نَرجِسٍ
أَأَحداقِ بَيضٍ أَم حَديقَةِ نَرجِسٍ / أَتَت بَينَ مُصفَرٍّ إِلَينا وَمُبيَضِّ
شَرِبنا عَلى التَبرِيِّ كَأساً كَلَونِهِ / وَأُخرى عَلى الفِضِّيِّ مِن ذَلِكَ الفِضّي
تُرى عِندَ مَن أَحبَبتُهُ لا عَدِمتُهُ
تُرى عِندَ مَن أَحبَبتُهُ لا عَدِمتُهُ / مِنَ الشَوقِ ما عِندي وَما أَنا صانِعُ
جَميعي إِذا حَدَّثتُ عَن ذاكَ أَلسُنٌ / وَكُلّي إِذا حُدِّثتُ عَنهُ مُسامِعُ