المجموع : 63
عَجِبتُ مِنَ السارينَ وَالريحُ قَرَّةٌ
عَجِبتُ مِنَ السارينَ وَالريحُ قَرَّةٌ / إِلى ضَوءِ نارٍ بَينَ فَردَةَ وَالرَحى
إِلى ضَوءِ نارٍ يَشتَوي القِدَّ أَهلُها / وَقَد يُكرَمُ الأَضيافُ وَالقِدُّ يُشتَوى
فَلَمّا أَتَونا فَاِشتَكَينا إِلَيهِمُ / بَكَوا وَكِلا الحَيَّينِ مِمّا بِهِ بَكى
بَكى مُعوِزٌ مِن أَن يُلامَ وَطارِقٌ / يَشُدُّ مِنَ الجوعِ الإِزارَ عَلى الحَشا
فَأَلطَفتُ عَيني هَل أَرى مِن سَمينَةٍ / وَوَطَّنتُ نَفسي لِلغَرامَةِ وَالقِرى
فَأَبصَرتُها كَوماءَ ذاتَ عَريكَةٍ / هِجاناً مِنَ اللاتي تَمَتَّعنَ بِالصُوى
فَأَومَأتُ إيماءً خَفِيّاً لِحَبتَرٍ / وَلِلَّهِ عَينا حَبتَرٍ أَيُّما فَتى
وَقُلتُ لَهُ أَلصِق بِأَيبَسِ ساقِها / فَإِن يَجبُرِ العُرقوبُ لا يَرقَإِ النَسا
فَأَعجَبَني مِن حَبتَرٍ أَنَّ حَبتَراً / مَضى غَيرَ مَنكوبٍ وَمُنصُلَهُ اِنتَضى
كَأَنّي وَقَد أَشبَعتُهُم مِن سَنامِها / جَلَوتُ غِطاءً عَن فُؤادِيَ فَاِنجَلى
فَبِتنا وَباتَت قِدرُنا ذاتَ هِزَّةٍ / لَنا قَبلَ ما فيها شِواءٌ وَمُصطَلى
وَأَصبَحَ راعينا بُرَيمَةُ عِندَنا / بِسِتّينَ أَنقَتها الأَخِلَّةُ وَالخَلا
فَقُلتُ لِرَبِّ النابِ خُذها ثَنِيَّةً / وَنابٌ عَلَينا مِثلُ نابِكَ في الحَيا
يُشَبُّ لِرَكبٍ مِنهُمُ مِن وَرائِهِم / فَكُلُّهُمُ أَمسى إِلى ضَوئها سَرى
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت بُعدَ مائِنا
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت بُعدَ مائِنا / وَإِطلابَهُ هَل بِالسُبَيلَةِ مَشرَبُ
فَقُلتُ لَها إِنَّ القَوافِيَ قَطَّعَت / بَقِيَّةَ خُلّاتٍ بِها نَتَقَرَّبُ
رَأَيتُ بَني حِمّانَ أَسقَوا بَناتِهِم / وَما لَكِ في حِمّانَ أُمٌّ وَلا أَبُ
عَفَت بَعدَنا أَجراعُ بِكرٍ فَتَولَبِ
عَفَت بَعدَنا أَجراعُ بِكرٍ فَتَولَبِ / فَوادى الرِداهِ بَينَ مَلهىً فَمَلعَبِ
إِذاً لَم يَكُن رِسلٌ يَعودُ عَلَيهِمُ / مَرَينا لَهُم بِالشَوحَطِ المُتَقَوِّبِ
بِمَكنونَةٍ كَالبيضِ شانَ مُتونَها / مُتونُ الحَصى مِن مُعلَمٍ وَمُعَقَّبِ
بَقايا الذُرى حَتّى تَعودَ عَلَيهِمُ / عَزالي سَحابٍ في اِغتِماسَةِ كَوكَبِ
إِذا كُنتَ مُجتازاً تَميماً لِذِمَّةٍ / فَمَسِّك بِحَبلٍ مِن عَديِّ بنِ جُندَبِ
هُمُ كاهِلُ الدَهرِ الَّذي يُتَّقى بِهِ / وَمَنكِبُهُ المَرجُوُّ أَكرَمُ مَنكِبِ
إِذا مَنَعوا لَم يُرجَ شَيءٌ وَراءَهُم / وَإِن رَكِبَت حَربٌ بِهِم كُلَّ مَركَبِ
وَإِنّي لَداعيكَ الحَلالَ وَعاصِماً / أَباكَ وَعِندَ اللَهِ عِلمُ المُغَيَّبِ
أَبى لِلحَلالِ رِخوَةً في فُؤادِهِ / وَأَعراقُ سَوءٍ في رَجيعٍ مُعَلَّبِ
وَأَصفَرَ عَطّافٍ إِذا راحَ رَبُّهُ / جَرى اِبنا عِيانٍ بِالشِواءِ المُضَهَّبِ
خَروجٍ مِنَ الغُمّى إِذا كَثُرَ الوَغى / مُفَدّىً كَبَطنِ الأَينِ غَيرِ مُسَبَّبِ
غَدا عانِداً صَعلاً يَنوءُ بِصَدرِهِ / إِلى الفَوزِ مِن كَفِّ المُفيضِ المُؤَرَّبِ
حَلَفتُ لَهُم لا تَحسِبونَ شَتيمَتي / بِعَينَي حُبارى في حِبالَةِ مُعزِبِ
رَأَت رَجُلاً يَسعى إِلَيها فَحَملَقَت / إِلَيهِ بِمَأقى عَينِها المُتَقَلِّبِ
تَنوشُ بِرِجلَيها وَقَد بَلَّ ريشَها / رَشاشٌ كَغِسلِ الوَفرَةِ المُتَصَبِّبِ
وَأَورَقَ مُذ عَهدِ اِبنِ عَفّانَ حَولَهُ / حَواضِنُ أُلّافٌ عَلى غَيرِ مَشرَبِ
وِرادُ الأَعالي أَقبَلَت بِنُحورِها / عَلى راشِحٍ ذي شامَةٍ مُتَقَوِّبِ
كَأَنَّ بَقايا لَونِهِ في مُتونِها / بَقايا هَناءٍ في قَلائِصِ مُجرِبِ
أَلَم تَعلَمي يا أَلأَمَ الناسِ أَنَّني / بِمَكَّةَ مَعروفٌ وَعِندَ المُحَصَّبِ
وَكُنّا كَنوكانِ الرِجالِ وَعِندَنا / حِبالٌ مَتى تَعلَق بِنوكانَ تَنشَبِ
أَخو دَنَسٍ يُعطي الأَعادي بِإِستِهِ / وَفي الأَقرَبينَ ذو كِذابٍ وَنَيرَبِ
سَريعٌ دَريرٌ في المِراءِ كَأَنَّهُ / عَمودُ خِلافٍ في يَدَي مُتَهَيِّبِ
وَبَدرِيَّةٍ شَمطاءَ تَبني خِباءَها / عَلى بَرَمٍ عِندَ الشِتاءِ مُجَنَّبِ
أَلا أَيُّها الرَبعُ الخَلاءُ مَشارِبُه
أَلا أَيُّها الرَبعُ الخَلاءُ مَشارِبُه / أَشِر لِلفَتى مِن أَينَ صارَ حَبائِبُه
فَلَمّا رَأَينا أَنَّما هُوَ مَنزِلٌ / وَمَوقِدُ نارٍ قَلَّما عادَ حاطِبُه
مَضَيتُ عَلى شَأني بِمِرَّةِ مُخرَجٍ / عَنِ الشَأوِ ذي شَغبٍ عَلى مَن يُحارِبُه
وَأَوسُ بنُ مَغراءَ الهَجينُ يَسُبُّني / وَأَوسُ بنُ مَغراءَ الهَجينُ أُعاقِبُه
تَمَنّى قُرَيشٌ أَن تَكونَ أَخاهُمُ / لِيَنفَعَكَ القَولُ الَّذي أَنتَ كاذِبُه
قُرَيشُ الَّذي لا تَستَطيعُ كَلامَهُ / وَيَكسِرُ عِندَ البابِ أَنفَكَ حاجِبُه
بُوَيزِلُ عامٍ لا قُلوصٌ مُمَلَّةٌ
بُوَيزِلُ عامٍ لا قُلوصٌ مُمَلَّةٌ / وَلا عَوزَمٍ في السِنِّ فانٍ شَبيبُها
إِنّا وَجَدنا العيسَ خَيراً بَقِيَّةً
إِنّا وَجَدنا العيسَ خَيراً بَقِيَّةً / مِنَ القُفعِ أَذناباً إِذا ما اِقشَعَرَّتِ
تَنالُ جِبالاً لَم تُنِلها جِبالُها / وَدَوِّيَّةً ظَمأى إِذا الشَمسُ ذَرَّتِ
مَهاريسُ في لَيلِ التِمامِ نَهَتهُ / إِذا سَمِعَت أَصواتَها الجِنُّ فَرَّتِ
إِذا اِكتَحَلَت بَعدَ اللِقاحِ نُحورُها / بِنَسأٍ حَمَت أَغبارُها وَاِزمَهَرَّتِ
عَلى الدارِ بِالرُمّانَتَينِ تَعوجُ
عَلى الدارِ بِالرُمّانَتَينِ تَعوجُ / صُدورُ مَهارى سَيرُهُنَّ وَسيجُ
فَعُجنا عَلى رَسمٍ بِرَبعٍ تَجُرُّهُ / مِنَ الصَيفِ جَشّاءُ الحَنينِ نَؤوجُ
شَآمِيَّةٌ هَوجاءُ أَو قَطَرِيَّةٌ / بِها مِن هَباءِ الشِعرَيَينِ نَسيجُ
تُثيرُ وَتُبدي عَن دِيارٍ بِنَجوَةٍ / أَضَرَّ بِها مِن ذي البِطاحِ خَليجُ
عَلامَتُها أَعضادُ نُؤيٍ وَمَسجِدٌ / يَبابٌ وَمَضروبِ القَذالِ شَجيجُ
وَمَربَطُ أَفلاءِ الجِيادِ وَمَوقِدٌ / مِنَ النارِ مُسوَدُّ التَرابِ فَضيجُ
أَذاعَ بِأَعلاهُ وَأَبقى شَريدَهُ / ذَرى مُجنَحاتٍ بَينَهُنَّ فُروجُ
ثَلاثٍ صَلَينَ النارَ شَهراً وَأَرزَمَت / عَلَيهِنَّ رَجزاءُ القِيامِ هَدوجُ
كَأَنَّ بِرَبعِ الدارِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / سَلائِبَ وُرقاً بَينَهُنَّ خَديجُ
تَبَدَّلَتِ العُفرُ الهِجانِ وَحَولَها / مَساحِلُ عاناتٍ لَهُنَّ نَشيجُ
نَفَينَ حَوالِيَّ الجِحاشِ وَعَشَّرَت / مَصايِيفُ في أَكفالِهِنَّ سُحوجُ
تَأَوَّبَ جَنبَي مَنعِجٍ وَمَقيلُها / بِحَزمِ قِرَورى خِلفَةٌ وَوَشيجُ
عَهِدنا بِها سَلمى وَفي العَيشِ غِرَّةٌ / وَسُعدى بِأَلبابِ الرِجالِ خَلوجُ
لَيالِيَ سُعدى لَو تَراءَت لِراهُبٍ / بِدَومَةَ تَجرٌ عِندَهُ وَحَجيجُ
فَلا دينَهُ وَاِهتاجَ لِلشَوقِ إِنَّها / عَلى الشَوقِ إِخوانَ العَزاءِ هَيوجُ
وَيَومَ لَقيناها بِتَيمَنَ هَيَّجَت / بَقايا الصِبى إِنَّ الفُؤادَ لَجوجُ
غَداةَ تَراءَت لِاِبنِ سِتّينَ حِجَّةً / سَقِيَّةُ غَيلٍ في الحِجالِ دَموجُ
إِذا مَضَغَت مِسواكَها عَبِقَت بِهِ / سُلافٌ تَغالاها التِجارُ مَزيجُ
فِداءٌ لِسُعدى كُلُّ ذاتِ حَشِيَّةٍ / وَأُخرى سَبَنتاةُ القِيامِ خَروجُ
كَأَدماءَ هَضماءَ الشَراسيفِ غالَها / عَنِ الوَحشِ رِخوَدُّ العِظامِ نَتيجُ
رَعَتهُ صُدورَ الطَلعِ فَنّاءُ كَمشَةٌ / بِحَزمِ رِضامٍ بَينَهُنَّ شُروجُ
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ أَسعَدَ أَنَّني / أُهاجُ لِخَيراتِ النَدى وَأَهيجُ
وَهَمٍّ عَراني مِن بَعيدٍ فَأَدلَجَت / بِيَ اللَيلَ مَنجاةُ العِظامِ زَلوجُ
وَشُعثٍ نَشاوى مِن نُعاسٍ وَفَترَةٍ / أَثَرتُ وَأَنضاءٍ لَهُنَّ ضَجيجُ
ظَلِلنا بِحَوّارينَ في مُشمَخِرَّةٍ / تَمُرُّ سَحابٌ تَحتَنا وَتَلوجُ
تَرى حارِثَ الجَولانِ يَبرُقُ دونَهُ / دَساكِرُ في أَطرافِهِنَّ بُروجُ
شَرِبنا بِبَحرٍ مِن أُمَيَّةَ دونَهُ / دِمَشقُ وَأَنهارٍ لَهُنَّ عَجيجُ
فَلَمّا قَضَينَ الحاجَ أَزمَعنَ نِيَّةً / لِخَلجِ النَوى إِنَّ النَوى لَخَلوجُ
عَلَيها دَليلٌ بِالفَلاةِ وَوافِدٌ / كَريمٌ لِأَبوابِ المُلوكِ وَلوجُ
وَيَقطَعنَ مِن خَبطٍ وَأَرضٍ بَسيطَةٍ / بَسابِسَ قَفراً وَحشُهُنَّ عُروجُ
فَلَمّا دَنا مِنها الإِيابُ وَأَدرَكَت / عَجارِفُ حُدبٌ مُخُّهُنَّ مَزيجُ
إِذا وُضِعَت عَنها بِظَهرِ مَفازَةٍ / حَقائِبُ عَن أَصلابِها وَسُروجُ
رَأَيتَ رُدافَي فَوقَها مِن قَبيلَةٍ / مِنَ الطَيرِ يَدعوها أَحَمُّ شَهوجُ
فَلَمّا حَبا مِن خَلفِنا رَملُ عالِجٍ / وَجَوشٌ بَدَت أَعناقُها وَدَجوجُ
أَفي أَثَرِ الأَظعانِ عَينُكَ تَلمَحُ
أَفي أَثَرِ الأَظعانِ عَينُكَ تَلمَحُ / نَعَم لا تَهَنّا إِنَّ قَلبَكَ مِتيَحُ
ظَعائِنُ مِئنافٍ إِذا مَلَّ بَلدَةً / أَقامَ الرِكابَ باكِرٌ مُتَرَوَّحُ
مِنَ المُتبِعينَ الطَرفَ في كُلِّ شَتوَةٍ / سَنا البَرقِ يَدعوهُ الرَبيعُ المُطَرِّحُ
يُسامي الغَمامَ الغُرَّ ثُمَّ مَقيلُهُ / مِنَ الشَرَفِ الأَعلى حِساءٌ وَأَبطَحُ
رَعَينَ قَرارَ المُزنِ حَيثُ تَجاوَبَت / مَذاكٍ وَأَبكارٌ مِنَ المُزنِ دُلَّحُ
بِلادٌ يَبُزُّ الفَقعُ فيها قِناعَهُ / كَما اِبيَضَّ شَيخٌ مِن رِفاعَةَ أَجلَحُ
أَقامَت بِهِ حَدَّ الرَبيعِ وَجارُها / أَخو سَلوَةٍ مَسّى بِهِ اللَيلُ أَملَحُ
فَلَمّا اِنتَهى نَيُّ المَرابيعِ أَزمَعَت / خُفوفاً وَأَولادُ المَصايِيفِ رُشَّحُ
رَماها السَفا وَاِعتَزَّها الصَيفُ بَعدَما / طَباهُنَّ رَوضٌ مِن زُبالَةَ أَفيَحُ
وَحارَبَتِ الهَيفُ الشِمالَ وَآذَنَت / مَذانِبُ مِنها اللَدنُ وَالمُتَصَوِّحُ
تَحَمَّلنَ مِن ذاتِ التَنانيرِ بَعدَما / مَضى بَينَ أَيديها سَوامٌ مُسَرَّحُ
وَعالَينَ رَقماً فَوقَ رَقمٍ كَسَونَهُ / قَنا عَرعَرٍ فيهِ أَوانِسُ وُضَّحُ
عَلى كُلِّ عَجعاجٍ إِذا عَجَّ أَقبَلَت / لَهاةٌ تُلاقيها مَخالِبُ كُلَّحُ
تَبَصَّرتُهُم حَتّى إِذا حالَ دونَهُم / رُكامٌ وَحادٍ ذو غَذاميرَ صَيدَحُ
وَقُلنَ لَهُ حُثَّ الجِمالَ وَغَنِّها / بِصَوتِكَ وَالحادي أَحَثُّ وَأَنجَحُ
بِإِحدى قَياقِ الحَزنِ في يَومِ قُتمَةٍ / وَضاحي السَرابِ بَينَنا يَتَضَحضَحُ
تَواضَعُ أَطرافِ المَخارِمِ دونَهُ / وَتَبدو إِذا ما غَمرَةُ الآلِ تَنزَحُ
فَلَمّا دَعا داعي الصَباحِ تَفاضَلَت / بِرُكبانِها صُهبُ العَثانينِ قُرَّحُ
لَحِقنا بِحَيٍّ أَوَّبوا السَيرَ بَعدَما / دَفَعنا شُعاعَ الشَمسِ وَالطَرفُ مُجنَحُ
تُدافِعُهُ عَنّا الأَكُفُّ وَتَحتَهُ / مِنَ الحَيِّ أَشباحٌ تَصولُ وَتَمصَحُ
فَلَمّا لَحِقنا وَاِزدَهَتنا بَشاشَةٌ / لِإِتيانِ مَن كُنّا نَوَدُّ وَنَمدَحُ
أَتَتنا خُزامى ذاتُ نَشرٍ وَحَنوَةٌ / وَراحٌ وَخَطّامٌ مِنَ المِسكِ يَنفَحُ
فَنِلنا غِراراً مِن حَديثٍ نَقودُهُ / كَما اِغبَرَّ بِالنَصِّ القَضيبُ المُسَمَّحُ
نُقارِبُ أَفنانَ الصِبى وَيَرُدُّنا / حَياءٌ إِذا كِدنا نُلِمُّ فَنَجمَحُ
حَرائِرُ لا يَدرينَ ما سوءُ شيمَةٍ / وَيَترُكنَ ما يُلحى عَلَيهِ فَيُفصِحُ
فَأَعجَلَنا قُربُ المَحَلِّ وَأَعيُنٌ / إِلَينا فَخِفناها شَواخِصُ طُمَّحُ
فَكائِن تَرى في القَومِ مِن مُتَقَنِّعٍ / عَلى عَبرَةٍ كادَت بِها العَينُ تَسفَحُ
لَهُ نَظرَتانِ نَحوَهُنَّ وَنَظرَةٌ / إِلَينا فَلِلَّهِ المَشوقُ المُتَرَّحُ
كَحَرّانِ مَنتوفِ الذِراعَينِ صَدَّهُ / عَنِ الماءِ فُرّاطٌ وَوِردٌ مُصَبَّحُ
فَقامَ قَليلاً ثُمَّ باحَ بِحاجَةٍ / مُصَرَّدُ أَشرابٍ مُرَمّىً مُنَشَّحُ
إِلى المُصطَفى بِشرِ بنِ مَروانَ ساوَرَت / بِنا اللَيلَ حولٌ كَالقِداحِ وَلُقَّحُ
نَقانِقُ أَشباهٌ بَرى قَمَعاتِها / بُكورٌ وَإِسآدٌ وَمَيسٌ مُشَيَّحُ
فَلَم يَبقَ إِلّا آلُ كُلِّ نَجيبَةٍ / لَها كاهِلٌ جَأبٌ وَصُلبٌ مُكَدَّحُ
ضُبارِمَةٌ شُدقٌ كَأَنَّ عُيونَها / بَقايا جِفارٍ مِن هَراميتَ نُزَّحُ
فَلَو كُنَّ طَيراً قَد تَقَطَّعنَ دونَكُم / بِغُبرِ الصُوى فيهِنَّ لِلعَينِ مَطرَحُ
وَلَكِنَّها العيسُ العِتاقُ يَقودُها / هُمومٌ بِنا مُنتابَها مُتَزَحزِحُ
بَناتُ نَحيضِ الزَورِ يَبرُقُ خَدُّهُ / عِظامُ مِلاطَيهِ مَوائِرُ جُنَّحُ
لَهُ عُنُقٌ عاري المَحالِ وَحارِكٌ / كَلَوحِ المَحاني ذو سَناسِنَ أَفطَحُ
وَرِجلٌ كَرِجلِ الأَخدَرِيِّ يَشُلُّها / وَظيفٌ عَلى خُفِّ النَعامَةِ أَروَحُ
يُقَلِّبُ عَينَي فَرقَدٍ بِخَميلَةٍ / كَساها نَصِيُّ الخِلفَةِ المُتَرَوِّحُ
تَرَوَّحنَ مِن حَزمِ الجُفولِ فَأَصبَحَت / هِضابُ شَرَورى دونَها وَالمُضَيَّحُ
وَما كانَتِ الدَهنا لَها غَيرَ ساعَةٍ / وَجَوَّ قَساً جاوَزنَ وَالبومُ يَضبَحُ
سَمامٌ بِمَوماةٍ كَأَنَّ ظِلالَها / جَنائِبُ تَدنو تارَةً وَتَزَحزَحُ
وَلَمّا رَأَت بُعدَ المِياهِ وَضَمَّها / جَناحانِ مِن لَيلٍ وَبَيداءُ صَردَحُ
وَأَغسَت عَلَيها طِرمِساءُ وَعُلِّقَت / بِهَجرٍ أَداوى رَكبِها وَهيَ نُزَّحُ
حَذاها بِنا روحٌ زَواجِلُ وَاِنتَحَت / بِأَجوازِها أَيدٍ تَمُدُّ وَتَنزَحُ
فَأَضحَت بِمَجهولِ الفَلاةِ كَأَنَّها / قَراقيرُ في آذِيِّ دِجلَةَ تَسبَحُ
لَهاميمُ في الخَرقِ البَعيدِ نِياطُهُ / وَراءَ الَّذي قالَ الأَدِلّاءُ تُصبِحُ
فَما أَنا إِن كانَت أَعاصيرُ فِتنَةٍ / قُلوبُ رِجالٍ بَينَهُنَّ تَطَوَّحُ
كَمَن باعَ بِالإِثمِ التُقى وَتَفَرَّقَت / بِهِ طُرُقُ الدُنيا وَنَيلٌ مُتَرَّحُ
رَجَوتُ بُحوراً مِن أُمَيَّةَ دونَها / عَدُوٌّ وَأَركانٌ مِنَ الحَربِ تَرمَحُ
وَما الفَقرُ مِن أَرضِ العَشيرَةِ ساقَنا / إِلَيكَ وَلَكِنّا بِقُربِكَ نَبجَحُ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّكَ تَشتَري / جَميلَ الثَنا وَالحَمدُ أَبقى وَأَربَحُ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ تَروي السِجالَ وَيَنتَحي / لِأَبعَدَ مِنّا سَيبُكَ المُتَمَنِّحُ
وَإِنَّكَ وَهّابٌ أَغَرُّ وَتارَةً / هِزَبرٌ عَلَيهِ نُقبَةُ المَوتِ أَصبَحُ
أَبوكَ الَّذي نَجّى بِيَثرِبَ قَومَهُ / وَأَنتَ المُفَدّى مِن بَنيهِ المَمَدَّحُ
إِذا ما قُرَيشُ المُلكِ يَوماً تَفاضَلوا / بَدا سابِقٌ مِن آلِ مَروانَ أَقرَحُ
فَإِن تَنءِ داراً يا اِبنَ مَروانَ غَربَةٌ / بِحاجَةِ ذي قُربى بِزَندِكَ يَقدَحُ
فَيا رُبَّ مَن يُدني وَيَحسِبُ أَنَّهُ / يَوَدُّكَ وَالنائي أَوَدُّ وَأَنصَحُ
هَجَوتُ زُهَيراً ثُمَّ إِنّي مَدَحتُهُ / وَما زالَتِ الأَشرافُ تُهجى وَتُمدَحُ
فَلَم أَدرِ يُمناهُ إِذا ما مَدَحتُهُ / أَبِالمالِ أَم بِالمَشرَفِيَّةِ أَنفَحُ
وَذي كُلفَةٍ أَغراهُ بي غَيرُ ناصِحٍ / فَقُلتُ لَهُ وَجهُ المُحَرِّشِ أَقبَحُ
وَإِنّي وَإِن كُنتُ المُسيءَ فَإِنَّني / عَلى كُلِّ حالاتي لَهُ مِنهُ أَنصَحُ
دَأَبتُ إِلى أَن يَنبُتَ الظِلُّ بَعدَما / تَقاصَرَ حَتّى كادَ في الآلِ يَمصَحُ
وَجيفَ المَطايا ثُمَّ قُلتُ لِصُحبَتي / وَلَم يَنزِلوا أَبرَدتُمُ فَتَرَوَّحوا
أَلَم تَدرِ ما قالَ الظِباءُ السَوانِحُ
أَلَم تَدرِ ما قالَ الظِباءُ السَوانِحُ / مَرَرنَ أَمامَ الرَكبِ وَالرَكبُ رائِحُ
فَسَبَّحَ مَن لَم يَزجُرِ الطَيرَ مِنهُمُ / وَأَيقَنَ قَلبي أَنَّهُنَّ نَواجِحُ
فَأَوَّلُ مَن مَرَّت بِهِ الطَيرُ نِعمَةٌ / لَنا وَمَبيتٌ عِندَ لَهوَةَ صالِحُ
سَبَتكَ بِعَينَي جُؤذَرٍ حَفَلَتهُما / رِعاثٌ وَبَرّاقٌ مِنَ اللَونِ واضِحُ
وَأَسوَدَ مَيّالٍ عَلى جيدِ مُغزِلٍ / دَعاها طَلىً أَحوى بِرَمّانَ راشِحُ
وَعَذبُ الكَرى يَشفي الصَدى بَعدَ هَجعَةٍ / لَهُ مِن عُروقِ المُستَظِلَّةِ مائِحُ
غَذاهُ وَحَولِيُّ الثَرى فَوقَ مَتنِهِ / مَدَبُّ الأَتِيِّ وَالأَراكِ الدَوائِحُ
فَلَمّا اِنجَلى عَنهُ السُيولُ بَدا لَها / سَقِيُّ خَريفٍ شُقَّ عَنهُ الأَباطِحُ
إِذا ذُقتَ فاها قُلتَ طَعمَ مُدامَةٍ / دَنا الزِقُّ حَتّى مَجَّها وَهوَ جانِحُ
وَفي العاجِ وَالحِنّاءِ كَفٌّ بَنانُها / كَشَحمِ النَقا لَم يُعطِها الزَندَ قادِحُ
فَكَيفَ الصِبى بَعدَ المَشيبِ وَبَعدَما / تَمَدَّحتَ وَاِستَعلى بِمَدحِكَ مادِحُ
وَقَد رابَني أَنَّ الغَيورَ يَوَدُّني / وَأَنَّ نَدامايَ الكُهولُ الجَحاجِحُ
وَصَدَّ ذَواتُ الضِغنِ عَنّي وَقَد أَرى / كَلامِيَ تَهواهُ النِساءُ الجَوامِحُ
وَهِزَّةَ أَظعانٍ عَلَيهِنَّ بَهجَةٌ / طَلَبتُ وَرَيعانُ الصِبى فِيَّ جامِحُ
بِأَسفَلِ ذي بيضٍ كَأَنَّ حُمولَها / نَخيلُ القُرى وَالأَثأَبُ المُتَناوِحُ
فَعُجنَ عَلَينا مِن عَلاجيمَ جِلَّةٍ / لِحاجَتِنا مِنها رَتوكٌ وَفاسِحُ
يُحَدِّثنَنا بِالمُضمَراتِ وَفَوقَها / ظِلالُ الخُدورِ وَالمَطِيُّ جَوانِحُ
يُناجينَنا بِالطَرفِ دونَ حَديثِنا / وَيَقضينَ حاجاتٍ وَهُنَّ مَوازِحُ
وَخالَطَنا مِنهُنَّ ريحُ لَطيمَةٍ / مِنَ المِسكِ أَدّاها إِلى الحَيِّ رابِحُ
صَلَينَ بِها ذاتَ العِشاءِ وَرَشَّها / عَلَيهِنَّ في الكَتّانِ رَيطٌ نَصائِحُ
فَبِتنا عَلى الأَنماطِ وَالبيضُ كَالدُمى / تُضيءُ لَنا لَبّاتِهِنَّ المَصابِحُ
إِذا فاطَنَتنا في الحَديثِ تَهَزهَزَت / إِلَيها قُلوبٌ دونَهُنَّ الجَوانِحُ
وَظَلَّ الغَيورُ آنِفاً بِبَنانِهِ / كَما عَضَّ بِرذَونٌ عَلى الفَأسِ جامِحُ
كَئيباً يَرُدُّ اللَهفَتَينِ لِأُمِّهِ / وَقَد مَسَّهُ مِنّا وَمِنهُنَّ ناطِحُ
فَلَمّا تَفَرَّقنا شَجينَ بِعَبرَةٍ / وَزَوَّدنَنا نُصباً وَهُنَّ صَحائِحُ
فَرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وَأَبَّنوا / هُنَيدَةَ فَاِشتاقَ العُيونُ اللَوامِحُ
فَوَيلُ اِمِّها مِن خُلَّةٍ لَو تَنَكَّرَت / لِأَعدائِنا أَو صالَحَت مَن نُصالِحُ
وَصَهباءَ مِن حانوتِ رَمّانَ قَد غَدا / عَلَيَّ وَلَم يَنظُر بِها الشَرقَ صابِحُ
فَساقَيتُها سَمحاً كَأَنَّ نَديمَهُ / أَخا الدَهرِ إِذ بَعضَ المُساقينَ فاضِحُ
فَقَصَّرَ عَنّي اليَومَ كَأسٌ رَوِيَّةٌ / وَرَخصُ الشِواءِ وَالقِيانُ الصَوادِحُ
إِذا نَحنُ أَنزَفنا الخَوابِيَ عَلَّنا / مَعَ اللَيلِ مَلثومٌ بِهِ القارُ ناتِحُ
لَدُن غُدوَةً حَتّى نَروحَ عَشِيَّةً / نُحَيّا وَأَيدينا بِأَيدٍ نُصافِحُ
إِذا ما بَرَزنا لِلفَضاءِ تَقَحَّمَت / بِأَقدامِنا مِنّا المِتانُ الصَرادِحُ
وَداوِيَّةٍ غَبراءَ أَكثَرُ أَهلِها / عَزيفٌ وَهامٌ آخِرُ اللَيلِ ضابِحُ
أَقَرَّ بِها جَأشي بِأَوَّلِ آيَةٍ / وَماضٍ حُسامٍ غِمدُهُ مُتَطايِحُ
يَمانٍ كَلَونِ المِلحِ يُرعَدُ مَتنُهُ / إِذا هُزَّ مَطبوعٌ عَلى السَمِّ جارِحُ
يُزيلُ بَناتِ الهامِ عَن سَكَناتِها / وَما يَلقَهُ مِن ساعِدٍ فَهوَ طائِحُ
كَأَنَّ بَقايا الأُثرِ فَوقَ عَمودِهِ / مَدَبُّ الدَبا فَوقَ النَقا وَهوَ سارِحُ
وَطَخياءَ مِن لَيلِ التِمامِ مَريضَةٍ / أَجَنَّ العَماءُ نَجمَها فَهوَ ماصِحُ
تَعَسَّفتُها لَمّا تَلاوَمَ صُحبَتي / بِمُشتَبِهِ المَوماةِ وَالماءُ نازِحُ
وَعِدٍّ خَلا فَاِخضَرَّ وَاِصفَرَّ ماؤُهُ / لِكُدرِ القَطا وِردٌ بِهِ مُتَطاوِحُ
نَشَحتُ بِها عَنساً تَجافى أَظَلُّها / عَنِ الأُكمِ إِلّا ما وَقَتها السَرائِحُ
فَسافَت جَباً فيهِ ذُنوبٌ هَراقَهُ / عَلى قُلُصٍ مِن ضَربِ أَرحَبَ ناشِحُ
تَريكٍ يَنِشُّ الماءَ في حَجَراتِهِ / كَما نَشَّ جَزرٌ خَضخَضَتهُ المَجادِحُ
كَريحِ خُزامى حَرَّكَتها عَشِيَّةً / شَمالٌ وَبَلَّتها القِطارُ النَواضِحُ
فَأَصبَحَتِ الصُهبُ العِتاقُ وَقَد بَدا / لَهُنَّ المَنارُ وَالجَوادُ اللَوائِحُ
لِتَهجَعَ وَاِستَبقَيتُها ثُمَّ قَلَّصَت
لِتَهجَعَ وَاِستَبقَيتُها ثُمَّ قَلَّصَت / بِسُمرٍ خِفافِ الوِطءِ وارِيَةِ المُخِّ
وَلِلسِرِّ حالاتٌ فَمِنهُ جَماعَةٌ
وَلِلسِرِّ حالاتٌ فَمِنهُ جَماعَةٌ / وَمِنهُ نَجِيّانِ وَأَحزَمُها الفَردُ
وَأَفضَلُ مِنها صَونُ سِرِّكِ كاتِماً / إِلى الفُرَصِ اللاتي يُنالُ بِها الجَدُّ
وَدَيتَ اِبنَ راعي الإِبلِ إِذ حانَ يَومُهُ
وَدَيتَ اِبنَ راعي الإِبلِ إِذ حانَ يَومُهُ / وَشَقَّ لَهُ قَبراً بِأَرضِكَ لاحِدُ
وَقَد كانَ ماتَ الجودُ حَتّى نَعَشتَهُ / وَذَكَّيتَ نارَ الجودِ وَالجودُ خامِدُ
فَلا حَمَلَت أُنثى وَلا آبَ غائِبٌ / وَلا وَلَدَت أُنثى إِذا ماتَ خالِدُ
تَذَكَّرَ هَذا القَلبُ هِندَ بَني سَعدِ
تَذَكَّرَ هَذا القَلبُ هِندَ بَني سَعدِ / سَفاهاً وَجَهلاً ما تَذَكَّرَ مِن هِندِ
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ موفٍ فَناظِرٌ / إِلى آلِ هِندٍ نَظرَةً قَلَّما تُجدي
تَذَكَّرتُ عَهداً كانَ بَيني وَبَينَها / قَديماً وَهَل أَبقَت لَنا الحَربُ مِن عَهدِ
فَما مُغزِلٌ أَدماءُ ريعَت فَأَقبَلَت / بِسالِفَةٍ كَالسَيفِ سُلَّ مِنَ الغِمدِ
بِأَحسَنَ مِن هِندٍ وَلا ضَوءُ مُزنَةٍ / جَلا البَرقُ عَنها في مُكَلَّلَةٍ فَردِ
تَضُمُّ عَلى مَضنونَةٍ فارِسِيَّةٍ / ضَفائِرَ لا ضاحي القُرونَ وَلا جَعدِ
وَتُضحي وَما ضَمَّت فُضولَ ثِيابِها / إِلى كَتِفَيها بِاِئتِزارٍ وَلا عَقدِ
كَأَنَّ الخُزامى خالَطَت في ثِيابِها / جَنِيّاً مِنَ الرَيحانِ أَو قُضُبِ الرَندِ
وَساقَ النِعاجَ الخُنسَ بَيني وَبَينَها / بِرَعنِ إِشاءٍ كُلُّ ذي جُدَدٍ قَهدِ
غَدَت بِرِعالٍ في قَطاً في حُلوقِهِ / أَداوى لِطافُ الطَيِّ موثَقَةُ العَقدِ
فَلَمّا عَلا وَجهُ النَهارِ وَرَفَّعَت / بِهِ الطَيرُ أَصواتاً كَواعِيَةِ الجُندِ
وَفي ناتِقٍ كانَ اِصطِلامُ سَراتِهِم
وَفي ناتِقٍ كانَ اِصطِلامُ سَراتِهِم / لَيالِيَ أَفنى القَرحُ جُلَّ إِيادِ
نَفَوا إِخوَةً ما مِثلَهُم كانَ إِخوَةٌ / لِحَيٍّ وَلَم يَستَوحِشوا لِفَسادِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / تَحَمَّلنَ مِن وادي العَناقِ وَثَهمَدِ
تَحَمَّلنَ حَتّى قُلتَ لَسنَ بَوارِحاً / وَلا تارِكاتِ الدارِ حَتّى ضُحى الغَدِ
يُطِفنَ ضُحِيّاً وَالجِمالُ مُناخَةٌ / بِكُلِّ مُنيفٍ كَالحِصانِ المُقَيَّدِ
تُخَيِّرنَ مِن أَثلِ الوَريعَةِ وَاِنتَحى / لَها القَينُ يَعقوبٌ بِفَأسٍ وَمِبرَدِ
لَهُ زِئبَرٌ جوفٌ كَأَنَّ خُدودَها / خُدودُ جِيادٍ أَشرَفَت فَوقَ مِربَدِ
كَأَنَّ مَناطَ الوَدعِ حَيثُ عَقَدنَهُ / لَبانُ دَخيلِيٍّ أَسيلِ المُقَلَّدِ
أَطَفنَ بِهِ حَتّى اِستَوى وَكَأَنَّها / هَجائِنُ أُدمٍ حَولَ أَعيَسَ مُلبِدِ
فَلَمّا تَرَكنَ الدارَ رُحنَ بِيانِعٍ / مِنَ النَخلِ لا جَحنٍ وَلا مُتَبَدِّدِ
فَقُلتُ لِأَصحابي هُمُ الحَيُّ فَاِلحَقوا / بِحَوراءَ في أَترابِها بِنتُ مَعبَدِ
فَما أَلحَقَتنا العيسُ حَتّى وَجَدتَني / أَسِفتُ عَلى حاديهِمُ المُتَجَرِّدِ
وَقَد أَرخَتِ الضَبعَينِ حَرفٌ شِمِلَّةٌ / بِسَيرٍ كَفانا مِن بَريدٍ مُخَوَّدِ
فَلَمّا تَدارَكنا نَبَذنا تَحِيَّةً / وَدافَعَ أَدنانا العَوارِضَ بِاليَدِ
صَدَدنا صُدوداً غَيرَ هِجرانِ بِغضَةٍ / وَأَدنَينَ أَبراداً عَلى كُلِّ مُجسِدِ
يُنازِعنَنا رَخصَ البَيانِ كَأَنَّما / يُنازِعنَنا هُدّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ
وَأُقصِدَ مِنّا كُلُّ مَن كانَ صاحِياً / صَحيحَ الفُؤادِ وَاِشتَفى كُلُّ مُقصَدِ
فَلَمّا قَضَينا مِل أَحاديثِ سَلوَةً / وَخِفنا عُيونَ الكاشِحِ المُتَفَقِّدِ
دَفَعنا الجِمالَ ثُمَّ قُلنا لِقَينَةٍ / صَدوحِ الغِناءِ مِن قَطينٍ مُوَلَّدِ
لَكِ الوَيلُ غَنّينا بِهِندٍ قَصيدَةً / وَقولي لِمَن لا يَبتَغي اللَهوَ يَبعَدِ
وَلَم أَرَ مَعقوراً بِهِ وَسطَ مَعشَرٍ
وَلَم أَرَ مَعقوراً بِهِ وَسطَ مَعشَرٍ / أَقَلَّ اِنتِصاراً بِاللِسانِ وَبِاليَدِ
سِوى نَظَرٍ ساجٍ بِعَينٍ مَريضَةٍ / جَرَت عَبرَةٌ مِنها فَفاضَت بِإِثمِدِ
بَكَت عَينُ مَن أَذرى دُموعَكِ إِنَّما / وَشى بِكِ واشٍ مِن بَني أُختِ مِسرَدِ
فَلَو كُنتُ مَعذوراً بِنَصرِكِ طَيَّرَت / صُقورِيَ غِربانَ البَعيرِ المُقَيَّدِ
لَظَلَّ قُطامِيٌّ وَتَحتَ لَبانِهِ / نَواهِضَ رُبدٌ ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ
وَلِلدارِ فيها مِن حُمولَةِ أَهلِها / عَقيرٌ وَلِلباكي بِها المُتَبَلِّدِ
إِذا ما اِنجَلَت عَنهُ غَداةً ضَبابَةٌ / رَأى وَهوَ في بَلدٍ خَرانِقَ مُنشِدِ
وَخودٌ مِنَ اللائي يُسَمَّعنَ بِالضُحى / قَريضَ الرُدافى بِالغِناءِ المُهَوَّدِ
ضَوارِبُ بِالأَذقانِ مِن ذي شَكيمَةٍ / إِذا ما هَوى كَالنَيزَكِ المُتَوَقِّدِ
دَعَتنا فَأَلوَت بِالنَصيفِ وَدونَها / جَناحٌ وَرُكنٌ مِن أَهاضيبِ ثَهمَدِ
مُرَبَّعُ أَعلى حاجِبُ العَينِ أُمُّهُ / شَقيقَهُ عَبدٍ مِن قَطينٍ مُوَلَّدِ
وَما مُزنَةٌ جادَت فَأَسبَلَ وَدقُها
وَما مُزنَةٌ جادَت فَأَسبَلَ وَدقُها / عَلى رَوضَةٍ رَيحانُها قَد تَخَضَّدا
كَأَنَّ تِجارَ الهِندِ حَلّو رِحالَهُم / عَلَيها طُروقاً ثُمَّ أَضحَوا بِها الغَدا
بِأَطيَبَ مِن ثَوبَينِ تَأوي إِلَيهِما / سُعادُ إِذا نَجمُ السِماكَينِ عَرَّدا
كَأَنَّ العُيونَ المُرسِلاتِ عَشِيَّةً / شَآبيبَ دَمعٍ لَم تَجِد مُتَرَدَّدا
مَزائِدُ خَرقاءَ اليَدَينِ مُسيفَةٍ / أَخَبَّ بِهِنَّ المُخلِفانِ وَأَحفَدا
وَما بَيضَةٌ باتَ الظَليمُ يَحُفُّها / بِوَعساءَ أَعلى تُربِها قَد تَلَبَّدا
فَلَمّا عَلَتهُ الشَمسُ في يَومِ طَلقَةٍ / وَأَشرَفَ مَكّاءُ الضُحى فَتَغَرَّدا
أَرادَ القِيامَ فَاِزبَأَرَّ عِفاءُهُ / وَحَرَّكَ أَعلى رِجلِهِ فَتَأَوَّدا
وَهَزَّ جَناحَيهِ فَساقَطَ نَفضُهُ / فَراشَ النَدى عَن مَتنِهِ فَتَبَدَّدا
فَغادَرَ في الأُدحِيِّ صَفراءَ تَركَةً / هِجاناً إِذا ما الشَرقُ فيها تَوَقَّدا
بِأَليَنَ مَسّاً مِن سُعادَ لِلامِسٍ / وَأَحسَنَ مِنها حينَ تَبدو مُجَرَّدا
وَإِنّي لَأَحمي الأَنفَ مِن دونِ ذِمَّتي / إِذا الدَنِسُ الواهي الأَمانَةِ أَهمَدا
بَنَينا بِأَعطانِ الوَفاءِ بُيوتَنا / وَكانَ لَنا في أَوَّلِ الدَهرِ مَورِدا
إِذا ما ضَمِنّا لِاِبنِ عَمٍّ خِفارَةً / نَجيءُ بِها مِن قَبلِ أَن يَتَشَدَّدا
أَناخوا بِأَشوالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ / طُروقاً وَقَد أَقعى سُهَيلاً فَعَرَّدا
يَخِبّانِ قَصراً في شَمالٍ عَرِيَّةٍ / أَمامَ رَوايا بادَراهُنَّ قَردَدا
أَمُرُّ وَأَحلَولي وَتَعلَمُ أُسرَتي / عَنائي إِذا جَمرٌ لِجَمرٍ تَوَقَّدا
إِذا ما فَزِعنا أَو دُعينا لِنَجدَةٍ / لَبِسنا عَلَيهِنَّ الحَديدَ المُسَرَّدا
بِرَبِّ اِبنَةِ العَمرِيِّ ما كانَ جارُها / لِيُسلِمُها ما وافَقَ القائِمُ اليَدا
ماذا ذَكَرتُم مِن قُلوصٍ عَقَرتُها
ماذا ذَكَرتُم مِن قُلوصٍ عَقَرتُها / بِسَيفي وَضَيفانُ الشِتاءِ شُهودُها
فَقَد عَلِموا أَنّي وَفَيتُ لِرَبِّها / فَراحَ عَلى عَنسٍ بِأُخرى يَقودُها
قَرَيتُ الكِلابِيَّ الَّذي يَبتَغي القِرى / وَأُمَّكَ إِذ تَخدي إِلَينا قَعودُها
رَفَعنا لَها ناراً تُثَقَّبُ لِلقِرى / وَلِقحَةَ أَضيافٍ طَويلاً رُكودُها
إِذا أُخلِيَت عودَ الهَشيمَةِ أَرزَمَت / جَوانِبُها حَتّى نَبيتَ نَذودُها
إِذا نُصِبَت لِلطارِقينَ حَسَبتَها / نَعامَةَ حَزباءٍ تَقاصَرَ جيدُها
تَبيتُ المَحالُ الغُرُّ في حَجَراتِها / شَكارى مَراها ماؤُها وَحَديدُها
بَعَثنا إِلَيها المُنزِلَينِ فَحاوَلا / لِكَي يُنزِلاها وَهيَ حامٍ حُيودُها
فَباتَت تَعُدُّ النَجمَ في مُستَحيرَةٍ / سَريعٍ بِأَيدي الآكِلينَ جُمودُها
فَلَمّا سَقَيناها العَكيسَ تَمَلَّأَت / مَذاخِرُها وَاِزدادَ رَشحاً وَريدُها
فَلَمّا قَضَت مِن ذي الإِناءِ لُبانَةً / أَرادَت إِلَينا حاجَةً لا نُريدُها
فَلَمّا عَرَفنا أَنَّها أُمُّ خَنزَرٍ / جَفاها مَواليها وَغابَ مُفيدُها
إِذا ما اِعتَرانا الحَقُّ بِالسَهلِ أَصبَحَت / لَها مِثلِ أَسرابِ الضِباعِ خُدودُها
تَبيتُ وَرِجلاها أَوانانِ لِاِستِها / عَصاها اِستُها حَتّى يَكِلَّ قَعودُها
مُجَسَّمَةُ العِرنينِ مَنقوبَةُ العَصا / عَدوسُ السُرى باقٍ عَلى الخَسفِ عودُها
فَجاءَت إِلَينا وَالدُجى مُرجَحِنَّةٌ / رَغوثُ شِتاءٍ قَد تَقَوَّبَ عودُها
تَؤُمُّ وَصَحراءُ المَشافِرِ دونَها / سَنا نارِنا أَنّى يُشَبُّ وَقودُها
ظَلِلتُ بِيَومٍ عِندَهُنَّ تَغَيَّبَت / نُحوسُ جَواريهِ وَمَرَّت سُعودُها
فَلا يَومُ دُنيا مِثلُهُ غَيرَ أَنَّنا / نَرى هَذِهِ الدُنيا قَليلاً خُلودُها
فَأَصبَحَ يَستافُ الفَلاةَ كَأَنَّهُ / مُشَرّىً بِأَطرافِ البُيوتِ قَديدُها
أَمِن آلِ وَسنى آخِرَ اللَيلِ زائِرُ
أَمِن آلِ وَسنى آخِرَ اللَيلِ زائِرُ / وَوادي العَويرِ دونَنا وَالسَواجِرُ
تَخَطّى إِلَينا رِكنَ هَيفٍ وَحافِراً / طُروقاً وَأَنّى مِنكَ هَيفٌ وَحافِرُ
وَأَبوابُ حُوّارينَ يَصرِفنَ دونَنا / صَريفَ المَحالِ أَقلَقَتهُ المَحاوِرُ
فَقُلتُ لَهُم فيئي فَإِنَّ صَحابَتي / سِلاحي وَفَتلاءُ الذِراعَينِ ضامِرُ
وَهَمٍّ وَعاهُ الصَدرُ ثُمَّ سَما بِهِ / أَخو سَفَرٍ وَالناعِجاتُ الضَوامِرُ
وَلَن يُدرِكَ الحاجاتِ حَتّى يَنالَها / إِلى اِبنِ أَبي سُفيانَ إِلّا مُخاطِرُ
فَإِنَّ لَنا جاراً عَلِقنا حِبالَهُ / كَغَيثِ الحَيا لا يَجتَويهِ المُجاوِرُ
وَأُمّاً كَفَتنا الأُمَّهاتِ حَفِيَّةً / لَها في ثَناءِ الصِدقِ جَدٌّ وَطائِرُ
فَما أُمُّ عَبدِ اللَهِ إِلّا عَطِيَّةٌ / مِنَ اللَهِ أَعطاها اِمرَأً فَهوَ شاكِرُ
هِيَ الشَمسُ وافاها الهِلالُ بَنوهُما / نُجومٌ بِآفاقِ السَماءِ نَظائِرُ
تُذَكِّرُهُ المَعروفَ وَهيَ حَيِيَّةٌ / وَذو اللُبِّ أَحياناً مَعَ الحِلمِ ذاكِرُ
كَما اِستَقبَلَت غَيثاً جَنوبٌ ضَعيفَةٌ / فَأَسبَلَ رَيّانُ الغَمامَةِ ماطِرُ
تَصَدّى لِوَضّاحِ الجَبينِ كَأَنَّهُ / سِراجُ الدُجى تُجبى إِلَيهِ السَوائِرُ
فَقَلَّ ثَناءً مِن أَخٍ ذي مَوَدَّةٍ / غَدا مُنجِحُ الحاجاتِ وَالوَجهُ وافِرُ
تَخوضُ بِهِ الظَلماءَ ذاتُ مُخيلَةٍ / جُمالِيَّةٍ قَد زالَ عَنها المُناظِرُ
وَرودٌ سَبَنتاةٌ تُسامي جَديلُها / بِأَسجَحَ لَم تَخنِس إِلَيهِ المَشافِرُ
وَعَينٍ كَماءِ الوَقبِ أَشرَفَ فَوقَها / حِجاجٌ كَأَرجاءِ الرَكِيَّةِ غائِرُ
مِنَ الغيدِ دَفواءُ العِظامِ كَأَنَّها / عُقابٌ بِصَحراءِ السُمَينَةِ كاسِرُ
يَحِنَّ مِنَ المَعزاءِ تَحتَ أَظَلِّها / حَصىً أَوقَدَتهُ بِالحُزومِ الهَواجِرُ
كَما نَفَخَت في ظُلمَةِ اللَيلِ قَينَةٌ / عَلى فَحَمٍ شُذّانُهُ مُتَطايِرُ
فَلَمّا عَلَت ذاتَ السَلاسِلِ وَاِنتَحَت / لَها مُصغِياتٌ لِلنِجاءِ عَواسِرُ
قَوالِصُ أَطرافِ المُسوحِ كَأَنَّها / بِرِجلَةِ أَحجاءٍ نَعامٌ نَوافِرُ
سِراعُ السُرى أَمسَت بِسَهبٍ وَأَصبَحَت / بِذي القورِ يُغشيها المَفازَةَ عامِرُ
أَشَمُّ طَويلُ الساعِدَينِ كَأَنَّهُ / يُحاذِرُ خَوفاً عِندَهُ وَيُحاذِرُ
قَليلُ الكَرى يَرمي الفَلاةَ بِأَركُبٍ / إِذا سالَمَ النَومَ الضِعافُ العَواوِرُ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / بِذي نَبِقٍ زالَت بِهِنَّ الأَباعِرُ
دَعاها مِنَ الحَبلَينِ حَبلى ضَئيدَةٍ / خِيامٌ بِعُكّاشٍ لَها وَمَحاضِرُ
تَحَمَّلنَ حَتّى قُلتُ لَسنَ بَوارِحاً / بِذاتِ العَلَندى حَيثُ نامَ المَفاجِرُ
وَعالَينَ رَقماً فارِسِيّاً كَأَنَّهُ / دَمٌ سائِلٌ مِن مُهجَةِ الجَوفِ ناحِرُ
فَلَمّا تَرَكنَ الدارَ قُلتُ مُنيفَةٌ / بِقُرّانَ مِنها الباسِقاتُ المَواقِرُ
أَوِ الأَثلُ أَثلُ المُنحَنى فَوقَ واسِطٍ / مِنَ العِرضِ أَو دانٍ مِنَ الدَومِ ناضِرُ
فَحَثَّ بِها الحادي الجِمالَ وَمَدَّها / إِلى اللَيلِ سَربٌ مِقبِلُ الريحِ باكِرُ
فَلا غَروَ إِلّا قَولُهُنَّ عَشِيَّةً / مَضى أَهلُنا فَاِرفَع فِإِنّا قَواصِرُ
فَأَفرَعنَ في وادي الأُمَيِّرِ بَعدَما / ضَبا البيدَ سافي القَيظَةِ المَتَناصِرُ
نَواعِمُ أَبكارٌ تُواري خُدورَها / نِعاجُ المَلا نامَت لَهُنَّ الجَآذِرُ
وَنَكَّبنَ زوراً عَن مُحَيّاةَ بَعدَما / بَدا الأَثلُ أَثلُ الغينَةِ المُتَجاوِرُ
وَقالَ زِيادٌ إِذ تَوارَت حُمولُهُم / أَرى الحَيُّ قَد ساروا فَهَل أَنتَ سائِرُ
إِذا خَبَّ رَقراقٌ مِنَ الآلِ بَينَنا / رَفَعنا قُروناً خَطوُها مُتَواتِرُ
مَطِيَّةَ مَشعوفَينِ أَفنى عَريكَها / رَواحُ الهِبِلِّ حينَ تَحمى الظَهائِرُ
فَجاءَت بِكافورٍ وَعودِ أُلُوَّةٍ / شَآمِيَّةٍ تُذكى عَلَيها المَجامِرُ
تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / سَلَكنَ أَريكاً أَو رَعاهُنَّ فازِرُ
ظَعَنَّ وَوَدَّعنَ الفَلاةَ مَلالَةً / جَمادَ قَساً لَمّا دَعاهُنَّ ساجِرُ
كَأَنَّكَ بِالصَحراءِ مِن فَوقِ حَتلَمٍ / تُناغيكَ مِن تَحتِ الخُدورِ الجَآذِرُ
تَرَوَّحَ وَاِستَنعى بِهِ مِن وُعَيلَةٍ / مَوارِدُ مِنها مُستَقيمٌ وَجائِرُ
تَضَمَّنَهُم وَاِرتَدَّتِ العَينُ عَنهُمُ / بِذاتِ الصُوى مِن ذي التَنانيرِ ماهِرُ
وَإِنَّ أَبا ثَوبانَ يَزجُرُ قَومَهُ / عَنِ المُندِياتِ وَهوَ أَحمَقُ فاجِرُ
بِراقُ قُشاواتٍ بِهِنَّ العَشائِرُ /
حَلَفتُ لَهُ إِن تُدلِجِ اللَيلَ لا يَزَل / أَمامَكَ بَيتٌ مِن بُيوتِيَ سائِرُ