المجموع : 41
وَلا عَن رِضاً كانَ الحِمارُ مطيَّتي
وَلا عَن رِضاً كانَ الحِمارُ مطيَّتي / وَلكِنَّ مَن يَمشي سَيَرضى بِما رَكِب
أَيَعذُبُ مِن بَعدِ اِبن حَمدونَ مشرَبٌ
أَيَعذُبُ مِن بَعدِ اِبن حَمدونَ مشرَبٌ / لَقَد كُدِّرَت بَعد الصَفاءِ المَشارِبُ
أُصِبنا بِهِ فَاِستَأسَدَ الضَبعُ بَعدَهُ / وَدَبّت إِلَينا من أُناسٍ عَقارِبُ
وَقُطِّبَ وَجهُ الدَهرِ بَعدَ وَفاتِهِ / فَمِن أَيِّ وَجهٍ جئتَهُ فَهوَ قاطِبُ
بِمَن أَلِجُ البابَ الشَديدَ حِجابُهُ / إِذا اِزدَحَمَت يَوماً عَلَيهِ المَواكِبُ
بِمَن أَبلُغُ الغاياتِ أَم مَن بِجاهِهِ / أَنالُ وَأَحوي كلَّ ما أَنا طالِبُ
فَأَصبَحتُ حِلفَ البَيتِ خَلفَ جِدارِهِ / وَبِالأَمرِ منّي يَستَعيذُ النَجائِبُ
لَم يَبلُغِ الشَيخُ إِبليسٌ إِرادَتَهُ
لَم يَبلُغِ الشَيخُ إِبليسٌ إِرادَتَهُ / حَتّى تَكاثَفَ في عُنقودِهِ العِنَبُ
أَلا أَيُّها البَرقُ الَّذي صابَ وَدقُه
أَلا أَيُّها البَرقُ الَّذي صابَ وَدقُه / وَسارَت بِهِ في الجانِبَينِ الجَنائِبُ
إِذا أَنتَ روَّيتَ المطيرَةَ مِثلَما / رَوينا بِهِ خَمراً فَحَقُّكَ واجِبُ
أَبا فَرَجٍ أُهجى لَدَيكَ وَيُعتَدى
أَبا فَرَجٍ أُهجى لَدَيكَ وَيُعتَدى / عَلَيَّ فَلا تَحمي لِذاكَ وَتَغضَبُ
لَعَمرُكَ ما أَنصَفتَني في مَوَدَّتي / فَكُن مُعتِباً إِنَّ الأَكارِمَ تَعتِبُ
وَلي صاحِبٌ لا قَدَّسَ اللَهُ روحَهُ
وَلي صاحِبٌ لا قَدَّسَ اللَهُ روحَهُ / وَكانَ مِنَ الخَيراتِ غَيرَ قَريبِ
أَكَلتُ عَصيراً عِندَهُ في مَضيرَةٍ / فَيا لَكَ مِن يَومٍ عَلَيَّ عَصيبِ
أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مواتِ
أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مواتِ / وَكُلَّ غَضيضِ الطَرفِ عَن هَفَواتي
يُطاوِعُني في كُلِّ أَمرٍ أُريدُهُ / وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ وَفاتي
شَبيهُكَ يا مَولايَ قَد حانَ أَن يَبدو
شَبيهُكَ يا مَولايَ قَد حانَ أَن يَبدو / فَهَل لَكَ أَن تَغدو وَفي الحُزنِ أَن تَغدو
عَلى قَهوَةٍ مِسكِيَّةٍ بابِلِيَّةٍ / لَها في أَعالي الكَأسِ مِن مَزجِها عِقدُ
فَقَد أَزعَجَ الناقوسُ مَن كانَ وادِعاً / وَأَهدى إِلَينا طيبَ أَنفاسِها الوَردُ
وَهَذي بَزوغى وَالغُروبُ وَطائِرٌ / عَلى الغُصنِ لا يَدري أَيندُبُ أَم يَشدو
فَقامَ وَفَضلاتُ الكَرى في جُفونِهِ / وَفي بُردِهِ غُصنٌ يَتيهُ بِهِ البُردُ
فَناوَلتُهُ كأساً فَأَسرَعَ شُربَها / وَلَم يَكُ لي مِن أَن أُساعِدَهُ بُدُّ
فَغَنّى وَقَد غابَت سَماديرُ سُكرِهِ / أَلا مَن لِصَبٍّ قَد تَحَيَّفَهُ الوَجدُ
سَقى اللَهُ أَيّامي بِرَحبَةِ هاشِمٍ / إِلى دارِ شِرشيرٍ وَإِن قَدُمَ العَهدُ
فَقَصرُ اِبنِ حَمدونٍ إِلى الشارِعِ الَّذي / غَنينا بِهِ وَالعَيشُ مُقتَبِلٌ رَغدُ
مَنازِلُ كانَت بِالمِلاحِ أَنيسَةً / فَأَضحَت وَما فيهِنَّ دَعدٌ وَلا هِندُ
فَسُبحانَ مَن أَضحى الجَميعُ بِأَمرِهِ / وَتَقديرِهِ أَيدي سَبا وَلَه الحَمدُ
كَأَنَّ بَقاءَ الوَيلِ في جَنَباتِها
كَأَنَّ بَقاءَ الوَيلِ في جَنَباتِها / بَقِيَّةُ دَمعٍ فَوقَ خَدٍّ مُوَرَّدِ
وَغَيثٍ دَرورِ المُقلَتَينِ كَأَنَّما
وَغَيثٍ دَرورِ المُقلَتَينِ كَأَنَّما / مَدامِعُهُ فَوقَ الثَرى لُؤلُؤٌ أَثرى
شَرِبتُ عَلَيهِ قَهوَةً بابِلِيَّةً / هِيَ الخَمرُ أَو عودٌ تُناوِلُهُ جَمرا
وَلي كَبِدٌ لا يُصلِحُ الطِبُّ سُقمَها
وَلي كَبِدٌ لا يُصلِحُ الطِبُّ سُقمَها / مِنَ الوَجدِ لا تَنفَكُّ دامِيَةٌ حَرّى
فَيا لَيتَ شِعري وَالظُنونُ كَثيرَةٌ / أَيَشعُرُ بي مَن بِتُّ أَرعى لَهُ الشِعرى
طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها
طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها / وَفيها لَعَمرُ اللَهِ لِلعَينِ مَنظَرُ
وَكَم مِن بَهارٍ يَبهَرُ العَينَ حُسنُهُ / وَمِن جَدوَلٍ بِالبارِدِ العَذبِ يَزخَرُ
وَمِن مُستَحِثٍّ بِالمُدامِ كَأَنَّهُ / وَإِن كانَ ذِمِيّاً أَميرٌ مُؤَمَّرُ
وَفي كَفِّهِ اليَمنى شَرابٌ مُوَرَّدٌ / وَفي كَفِّهِ اليُسرى بَنانٌ مُعَصفَرُ
شَقائِقُ تَندى بِالنَدى فَكَأَنَّها / خُدودٌ عَلَيهِنِّ المَدامِعُ تَقطُرُ
وَكَم ساقِطٍ سُكراً يَلوكُ لِسانَهُ / وَكَم قائِلٍ هَجراً وَما كانَ يَهجُرُ
وَكَم مُنشِدٍ بَيتاً وَفيهِ بَقِيَّةٌ / مِنَ العَقلِ إِلّا أَنَّهُ مُتَحَيِّرُ
فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي / ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
وَكَم مِن حُسانٍ جَسَّ أَوتارَ عودِهِ / فَأَلهَبَ ناراً في الحَشا تَتَسَعَّرُ
يُغَنّي وَأَسبابُ الصَوابِ تُمِدُّهُ / بَصَوتٍ جَليلٍ ذِكرُهُ حينَ يُذكَرُ
أَحِنُّ حَنينيَ الوالِهِ الطَرِبِ الَّذي / ثَنى شَجوَهُ بَعدَ الغَداءِ التَذَكُّرُ
أَجَحظَةُ إِن تَجزَع عَلى فَقدِ مَعشَرٍ / فَقَدتَ بِهِم مَن كانَ لِلكَسرِ يَجبُرُ
وَأَصبَحتُ في قَومٍ كَأَنَّ عِظامَهُم / إِذا جَئتَهُم في حاجَةٍ تَتَكَسَّرُ
فَصَبراً جَميلاً إِنَّ في الصَبرِ مَقنَعاً / عَلى ما جَناهُ الدَهرُ وَاللَهُ أَكبَرُ
وَرَدنا بِزَوغى وَالغُروبُ كَأَنَّها
وَرَدنا بِزَوغى وَالغُروبُ كَأَنَّها / أَهاضيبُ سودٌ في جَوانِبِها زُمرُ
فَقامَ إِلَينا البائِعونَ كَأَنَّهُم / نُجومٌ تَهاوَت مِن مَطالِعِها زُهرُ
فَمِن مائِلٍ عِندي شَرابٌ مُعَتَّقٌ / وَمِن تائِهٍ بِالخَمرِ أَسكَرَهُ الفِكرُ
أِنا اِبنُ أُناسٍ مَوَّلَ الناسَ جودُهُم
أِنا اِبنُ أُناسٍ مَوَّلَ الناسَ جودُهُم / فَأَضحوا حَديثاً بِالنَوالِ المُشَهَّرِ
فَلَم يَخلُ من إِحسانِهِم لَفظُ مُخُبِرٍ / وَلَم يَخلُ مِن تَقريظِهِم بَطنُ دَفتَرِ
سَلامٌ عَلى تِلكَ الطُلولِ الدَوائِرِ
سَلامٌ عَلى تِلكَ الطُلولِ الدَوائِرِ / وَإِن أَقفَرَت بَعدَ الأَنيسِ المُجاوِرِ
غَرائِرُ ما فَتَّرنَ في صَيدِ غافِلٍ / بِأَلحاظِهِنَّ الساجِياتِ الفَواتِرِ
سَقى اللَهُ أَيّامي بِرَحبَةِ هاشِمٍ / إِلى شِرشيرٍ مَحَلِّ الجَآذِرِ
سَحائِبَ يَسحَبنَ الذَبولَ عَلى الثُرى / وَيُضحي بِهِنَّ الزَهرُ رَطبَ المَحاجِرِ
مَنازِلُ لَذّاتي وَدارُ صبابَتي / وَلَهوي بِأَمثالِ النُجومِ الزَواهِرِ
رَمَتنا يَدُ المَقدورِ عَن قَوسِ فُرقَةٍ / فَلَم يُخطِنا لِلحينِ سَهمُ المَقادِرِ
أَلا هَل إِلى فَيءِ الجَزيرَةِ بِالضُحى / وَطيبِ نَسيمِ الرَوضِ بَعدَ الظَهائِرِ
وَأَفنانِها وَالطَيرُ تَندُبُ شَجوَها / بِأَشجارِها بَينَ المِياهِ الزَواخِرِ
وَرِقَّةِ ثَوبِ الجَوِّ وَالريحُ لَدنَةٌ / تُساقُ بِمَبسوطِ الجَناحَينِ ماطِرِ
سَبيلٌ وَقَد ضاقَت بِيَ السُبُلُ حَيرَةً / وَشَوقاً إِلى أَفيائِها بِالهَواجِرِ
وَقائِلَةٍ لي كَيفَ حالُكَ بَعدَنا
وَقائِلَةٍ لي كَيفَ حالُكَ بَعدَنا / أَفي ثَوبِ مُثرٍ أَنتَ أَم ثَوبِ مُفتِرِ
فَقُلتُ لَها لا تَسأَليني فَإِنَّني / أَروحُ وَأَغدو في حرامٍ مُقَتِّرِ
جَرَت نُوَبُ الأَيّامِ بَيني وَبَينَهُ
جَرَت نُوَبُ الأَيّامِ بَيني وَبَينَهُ / فَلَم يَبقَ إِلّا ما أُعيدُ مِن الذِكرِ
نَروحُ وَنَغدو مِنكَ في ظِلِّ نِعمَةٍ
نَروحُ وَنَغدو مِنكَ في ظِلِّ نِعمَةٍ / وَتُضحي وَتُمسي في لباسٍ من الشُكرِ
فَلا زِلتَ تَبقى لِلسَماحَةِ وَالنَدى / فَفيكَ أَمانٌ لِلعُفاةِ من الفَقرِ
مَدَدتُ يَدي يَوماً إِلى فَرخِ باخِلٍ
مَدَدتُ يَدي يَوماً إِلى فَرخِ باخِلٍ / كَما يَفعَلُ الخِلُّ الصَديقُ المُؤانِسُ
فَأَوما إِلى غَلمانِهِ فَتَواثبوا / إِلَيَّ وَوَجهُ النَذلِ إِذ ذاكَ عابِسُ
فَهذا لِبَطني حينَ أَسقُطُ دائِسٌ / وَذاكَ لِجنبي حين أَنهَضُ رافِسُ
فَأَنشَدتُ بَيتاً قالَهُ ذو صَرامَةٍ / وَقَد ناوَشتَه بِالرِماحِ الفَوارِسُ
وَمَن يَطلُبِ المالَ المُمَنَّع بِالقَنا / يَعِش مُثرِياً أَو يُودِ فيمَن يُمارِسُ
وَعودٍ يَهيجُ الشَجوَ طيبُ رَنينِهِ
وَعودٍ يَهيجُ الشَجوَ طيبُ رَنينِهِ / فَصيحٍ بِما اِستَنطَقتَهُ وَهوَ أَخرَسُ
إِذا أَوحَتِ اليُمنى إِلَيهِ وَوَسوَسَت / أَبانَت لَهُ اليُسرى بِماذا توسوسُ