القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 135
بِنفسي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه
بِنفسي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه / وبُعدُ التَّقَالي غيرُ بُعدِ السَباسِبِ
أَراهُ مكانَ الشّمسِ بُعداً وبينَنا / كما بينَ عينٍ في التّداني وحاجِبِ
وهل نَافِعي قربٌ ومِن دُون قلبِه / نَوىً قُذُفٌ أَعيَت ظُهورَ الرَكائِبِ
تجنَّى لِيَ الذي ما جَنَيتُه / ولا هُو مغفورٌ بِعذرَةٍ تائِبِ
وَمَلَّ فلو أهدى إليّ خيَالَه / بَدا لِيَ مَنهُ في الكَرى وجهُ عاتِبِ
وضَنَّ فلو أنّ النسيمَ يُطيعُه / لجنَّبَني بَرْدَ الصَّبا والجنائبِ
إذَا رجَعَتْ باليأسِ مِنهُ مَطامِعي / علِقتُ بأذيال الظُّنونِ الكَواذِبِ
وأعجبُ ما خُبِّرتُه من صَبابتي / بِه والَهوى ما زالَ جَمَّ العَجائِبِ
حَنيني إلى مَن خِلبُ قَلبيَ دارُهُ / وشَوقي إلى مَن لَيس عنّي بغائبِ
نشدتُكُما يا مُدَّعِيَّيْنِ سَلوةً
نشدتُكُما يا مُدَّعِيَّيْنِ سَلوةً / عن الحُبِّ لِمْ يُستحسنُ الظُّلمُ في الحُبِّ
وما بالُه يَلَقى البَريءُ من الضَّنى / جَريرَةَ ما يأتي المسيءُ من الذَّنْبِ
وكيفَ استمرَّ الجَورُ فيه وأُوجِبَتْ / عقوبةُ ما تَجني العيونُ على القلبِ
أيرجعُ لي شرخُ الشبابِ وعصرُه
أيرجعُ لي شرخُ الشبابِ وعصرُه / وكيفَ رجوعُ اللّيلِ قَد لاحَ فَجرُهُ
رداءٌ قشيبٌ حالَ حالِكُ لونِهِ / وأنْهَجَهُ طيُّ الزّمان ونَشْرُهُ
وكنتُ به كلَّ الضّنِينِ فبزَّهُ ال / مشيبُ فَويحَ الشّيبِ لاَ دَرّ دَرُّهُ
فيا سعدُ كَم أحسنتَ بي قبلَ هذه / فدونَك بِرّا خالِصاً لكَ شُكرُه
تَراءَ معي داراً بأكثِبة الحِمَى / فقد رانَ من دمعي على العين سِتْرُهُ
فإن تَكُ أطلالِي فَقِف بي بِرَبْعها / لأُبرِدَ قلبا قد توهَّج جَمرُهُ
وأُفرغَ فيها قَطرَ دَمعٍ يُغيرُه / إذا جَادَها من صيِّبِ الغِيثِ قَطرُهُ
وعاهدتُ قلبيَ أنّه لِيَ مُنجِدٌ / متى خُنْتُمُ والآنَ قَد بان غَدرُهُ
وأبدى الهوى منهُ تَجَهّمَ خَاذِلٍ / فمَن خَانَني مِن بَعدِه قَام عُذْرُهُ
وقد كان سُكرُ الحُبّ يهفو بلبِّه / وما خِلتُه يبقى مع الغَدرِ سُكْرُهُ
ولم أَتَّبعْ ضَنّاً بكم سَقَطَاتِكُم / لأسبُرَكُم والكَلْمُ يُدميه سَبْرُهُ
ولكن أرَانِيها اشتهارُكُمُ بها / وهل يَخْتفي في حِندس اللّيل بَدْرُهُ
دعانِي إلى هَجري بثينةَ حِقبةً
دعانِي إلى هَجري بثينةَ حِقبةً / من الدّهر خَوفي هَجَرها آخرَ الدّهرِ
ولا بأسَ بالهِجرانِ ما لم يكن قِلىً / ولا الصّدِّ ما لم يُبدِهِ المرءُ عن غَدْرِ
أُطيعُ هَوَى عَصْمَاءَ وهو يُضِلُّنِي
أُطيعُ هَوَى عَصْمَاءَ وهو يُضِلُّنِي / ومَا أنَا فيها للنُّهى بمُطيعِ
وَيَسمِعُني داعي الهَوى من بلادِها
وَيَسمِعُني داعي الهَوى من بلادِها / وَإِني لَداعِي النُصحِ غيُر سَمِيعِ
وأحفَظُها وهيَ المُضِيعُ لَعَهْدهِ
وأحفَظُها وهيَ المُضِيعُ لَعَهْدهِ / فيا عجَبَاً من حافظٍ لِمُضيعِ
بُثَيْنَةُ ما أعرَضتُ عنكِ ملاَلةً
بُثَيْنَةُ ما أعرَضتُ عنكِ ملاَلةً / ولا أنَا عمّا تعلمينَ مُفِيقُ
ولكن خشِيتُ الكاشِحين فإنَّني / على سِرِّنا مِن أَن يَذيعَ شفيقُ
فأصبحتُ كالهَيمانِ عَايَنَ مَورِداً / بَروداً ولكن ما إليهِ طَريقُ
يَلُومُونَنِي في حبِّ لَيلى وإنَّنِي
يَلُومُونَنِي في حبِّ لَيلى وإنَّنِي / لأُكْرِمُها عن عُرضَةِ اللّوْمِ والعَذْلِ
وقالُوا هَواها خابِلٌ لَكَ فاسلُها / ومن لومِهم لا مِنْ هَوايَ لها خَبَلي
هي الشمسُ تَبدُوا في رداءٍ من الدُّجَى / على خُوطِ بانٍ في كَثيبٍ من الرّملِ
تَهادَى تهادي الظّلِّ هَوناً كأَنَّما / تَخَافُ عِثارَ الحَزْنِ في الدّهَسِ السّهلِ
وتنظُر من عَيْنَيْ مَهاةٍ كفَاهُما / وأغناهُما كُحُلُ المَلاحَةِ عن كُحلِ
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني / إِليهِ وَفاءٌ بالإخاءِ ضَنِينُ
كأَنّيَ أَمّ البَوّ تُنْكرُ شَخْصَهُ / وَيعطِفُها وَجدٌ بِهِ وَحَنينُ
يَغالِطُني فيكم هَوايَ فأَنْثَنِي
يَغالِطُني فيكم هَوايَ فأَنْثَنِي / إِليكُم عَلى إِنكار ما قَدْ بَدَا لِيَا
كَعَطْفَةِ أُمِّ البَوِّ تَرأَمُ شِلْوَهُ / وقَد رَابَها منْه الّذي لَيس خَافيا
أَأَحبَابَنَا مَن غَابَ عَمَّن يَودُّهُ
أَأَحبَابَنَا مَن غَابَ عَمَّن يَودُّهُ / فَسِيّانِ عِندي بُعدُهُ واِقترابُهُ
إِذا المَيْتُ وَارَى شَخْصَهَ عَفَرُ الثّرَى / فَهل يُدنِيَنْهُ أن يَقِلَّ تُرابُهُ
وكلُّ غريبِ الدّارِ فالأَرضُ دونَهُ / وإِن كان حيّاً فالحِمامُ اغتِرابُهُ
ألَمياءُ إِن شَطَّت بِنَا الدّارُ عَنوةً
ألَمياءُ إِن شَطَّت بِنَا الدّارُ عَنوةً / فَدارَاكِ أَجفاني القريحَةُ والخِلبُ
تَدانت بِنَا الأَهواءُ والبعدُ بَينَنا / وما فُرقَةُ الأَحبابِ حَزْنٌ ولا سَهبُ
ولكنَّما البينُ المُشِتُّ هُوَ القِلى / وإنْ قَربُوا والبُعْدُ أن يَبعُدَ القلبُ
وكم مَهْمَهٍ تَستهوِلُ الشمسُ قطعَه / طَوتْهُ لنا الأَشواقُ نَحوَكِ والحبُّ
عقَلتُ بِهِ العيسَ المراسيلَ بالوَجى / إليك فأَدنَتنا المطهَّمَةُ القُبُّ
فلَمّا وصلْنَا بَرقَعيدَ تَحاشدت / عليَّ صَبَاباتِي وعنّفَني الرّكبُ
ولَجَّ اشتياقٌ كنتُ أَتّهِم النّوَى / علَيهِ إِلى أَن زَادَ سَورَتَه القُربُ
فأَيقنْتُ أَن لا قُربَ يَشفي من الجوَى / ولا يَنْقَضي ذا الحبُّ أو ينقضِي النّحْبُ
رَمتْنا اللَّيالي بافتراقٍ مُشَتِّتٍ
رَمتْنا اللَّيالي بافتراقٍ مُشَتِّتٍ / أَشَتَّ وأَنْأَى من فِراقِ المُحَصَّبِ
تَخَالَفَتِ الأَهواءُ وانْشقَتِ العَصَا / وشَعَّبَهُمْ وشَكُ النَّوَى كلَّ مَشْعَبِ
وقد نَثَر التوديعُ من كلّ مُقلةٍ / على كلِّ خدٍّ لؤْلُؤاً لم يُثَقَّبِ
إِلى اللهِ أَشكوُ عيشَةً قَد تنكَّدتْ
إِلى اللهِ أَشكوُ عيشَةً قَد تنكَّدتْ / عَلَيَّ ودهراً قد ألَحَّت نوائِبُهْ
تكَدّرَ من بَعْدِ الصّفاءِ نميرُهُ / وأَحزَنَ من بَعْد السُّهولةِ جانِبُهْ
وقَصَّرَ كَفّي عن نَوالٍ تُنيلهُ / وزَاولَها عن نيلِ ما أَنا طالِبُهْ
إلى كَم أُعَنَّى بالسُّرى والسّباسِبِ
إلى كَم أُعَنَّى بالسُّرى والسّباسِبِ / ويُصدَعُ شَملي بالنَّوَى والنّوائِبِ
فمَن لاقَهُ يوماً من الدّهرِ منزِلٌ / فما مَنزلي إلا ظهورُ النَجائِبِ
ومن رَاقَه خِلٌّ يُسَرُّ بِقُربِهِ / فيا ويحَ قلبي من فِراق الأقَارِبِ
فلي كلَّ يومٍ من جَوى الهمِّ صاحبٌ / يُجدِّدُ أحزاني على فَقدِ صاحبِ
ولي منزلٌ مَا مَسَّ جلدِي تُرَابهُ / ولا فيه أتْرابي ومَلْهَى مَلاعبي
دَعُونِي أَبُحْ مَا مِثلُ وَجْدِيَ يُجحَدُ
دَعُونِي أَبُحْ مَا مِثلُ وَجْدِيَ يُجحَدُ / عَسى جَمراتٌ في الجوانِحِ تخمدُ
أُجَشِّمُ نَفسي كَتْمَ ما أَنا كاظِمٌ / عَليهِ وما لي بالّذِي رُمتُهُ يَدُ
ووجدي بمَن فارقتُ لولا تجلُّدي / وما قَدْرُ ما يُجدِي عليَّ التَّجَلُّدُ
كوجدِ لبيدٍ أَو كَوجدِ مُتَمِّمٍ / ومَن مالِكٌ مَع من فقدتُ وأَربَدُ
ولمّا تَصافَينا وأَخلَصَ وُدُّنَا
ولمّا تَصافَينا وأَخلَصَ وُدُّنَا / ورُدَّ بيأسٍ كاشحٌ وحَسودُ
طرَتْ هَجرةٌ لم تُحْتَسَبْ وتَقطَّعَت / عَلائِقُ وصْلٍ واستَمرَّ صُدودُ
فليتَ زمانَ الهجرِ ينقصُ من مَدَى / حياتي وساعاتِ الوصالِ تَعودُ
وكانتْ لَيالي الوصلِ مُشرِقَةً بِهِ / كما أَنَّ أَيَّام القَطيعَةَِ سُودُ
أَسيرُ إِلى أَرضِ الأَعادي وفي الحشَا
أَسيرُ إِلى أَرضِ الأَعادي وفي الحشَا / لِبُغضِهمُ نارٌ تَلظّى وَقُودُهَا
إذا زُرتُها طالَتْ طريقي وإِن أَعُدْ / أَرَى الأَرضَ تُطوَى لي ويدنُو بعيدُهَا
إِذا مرَّ ذِكراكُم بقلبي تَضَايَقتْ
إِذا مرَّ ذِكراكُم بقلبي تَضَايَقتْ / ضُلوعِيَ عَمَّا تَحتَهُنَّ من الوَجْدِ
وأَعْجبُ من تَشْتِيتِنَا بعدَ أُلْفَةٍ / ومن نَقلِنَا بعد الدُّنُوِّ إِلى البُعدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025