المجموع : 17
دَمُ المَجْدِ أَجْراهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ
دَمُ المَجْدِ أَجْراهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ / عَلى سَاعِدِ العَلْيَاءِ تِلكَ الْعَصَائِبُ
لَئِنْ لاحَ في عَضْدِ الأَميرِ نَجيعُهُ / غَدَاةَ جَرَتْ في الطَّسْتِ مِنْهُ سَباسِبُ
فَلا غَرْوَ للصَّمْصامِ إِنْ مَسَّ حَدَّهُ / دَمٌ وهو مَصْقُولَ الغِرَاريْنِ قاضِبُ
وَلَيْثُ الشَّرى لا تُنْكِرُ العَيْنُ أَنْ تُرَى / بَرَاثِنُه مَخْضُوبَةً والمَخَالِبُ
وَبَدْرِ دُجَىً يَمْشي بِهِ غُصُنٌ رَطْبُ
وَبَدْرِ دُجَىً يَمْشي بِهِ غُصُنٌ رَطْبُ / دَنا نُورُه لَكِنْ تَناوُلُهُ صَعْبُ
إِذا ما بَدا أَغْرَى بِهِ كُلَّ نَاظِرٍ / كأَنَّ قُلوبَ النّاسِ في حُبِّهِ قَلْبُ
وتَأْتي بِكَ الحَاجاتُ عَفْواً كَأَنَّما
وتَأْتي بِكَ الحَاجاتُ عَفْواً كَأَنَّما / مَغالِقُها في راحَتَيْكَ مَفاتِحُ
ودونكها أَبْياتَ شِعْرٍ كَأَنَّها / خُدودُ الغَواني فَوْقَها المِسْكُ فائِحُ
خَليلَيَّ إِنّي لِلثُّريّا لَحاسِدُ
خَليلَيَّ إِنّي لِلثُّريّا لَحاسِدُ / وإِنّي عَلى رَيْبِ الزَّمانِ لَواجِدُ
أَيَبْقى جَميعاً شَمْلُها وَهْيَ سَبْعَةٌ / وأَفْقِدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ وَهْوَ واحِدُ
ومَعْذورَةً في هَجْرِها لِجَمالِها
ومَعْذورَةً في هَجْرِها لِجَمالِها / كَبَدْرٍ عَلى خُوطٍ مِنَ البانِ مائِدِ
أَرومُ هَواها والمَشيبُ مُحالِفي / وقَدْ هَجَرَتْني والشَّبابُ مُساعِدي
ومَنْ عَرَفَ الدُّنْيا اسْتَقَلَّ سُرورَها / ولَوْ بَرَزَتْ مِنْ حُسْنِها في مَجاسِدِ
صَقيلُ حُسَامِ الفِكْرِ يَلْقاكَ رَأْيُهُ / لمّا غابَ عَنْ أَلْحاظِهِ كَالمُشاهِدِ
وما شَهِدَ الهَيْجاءَ إِلاّ تَباعَدَتْ / مَسافَةُ ما بَيْنَ الكُلَى والسَّواعِدِ
يُؤَازِرُهُ في الرَّوْعِ قَلْبٌ مُشَيَّعٌ / ومُبْتَسِمٌ يُبْكي عُيونَ العَوائِدِ
سَهِرْتُ لَها والنَّجْمُ في الأُفُقِ نَائِمٌ / فَهاهِيَ كَالإِبْريزِ في كَفِّ ناقِدِ
بَقيتَ كَما تَبْقى مَعاليكَ في الوَرى / فَهُنَّ عَلى الأَيّامِ غَيْرُ بَوائِدِ
سَعِدَتْ صُحْبَتي بِدَيْرِ سَعيدِ / يَوْمَ عيدٍ في حُسْنِهِ أَلْفُ عيدِ
كَمْ فَتاةٍ مِثْلَ المَهاةِ سَلَبْنا / ها صَليباً مِنْ بَيْنِ نَحْرٍ وَجيدِ
وغَريرٍ مِثْلَ الغَزَالِ حَلَلْنا / عَقْدَ زُنّارِ خَصْرِهِ المَعْقودِ
وحَطَطْنا رِحالَنا بِفِناءِ ال / هَيْكَلِ المُوَنَّقِ البَعيدِ المَشِيدِ
والرَّوابي مُشَهَّراتٌ كَغُلْما / نٍ لَنا في مُحَبَّراتِ البُرودِ
فَخُدودٌ مِثْلَ الشَّقائِقِ في اللو / ن تَليها شَقائِقٌ كَالخُدودِ
وإِذا مَا الهَزارُ غَرَّدَ في الغُصْ / نِ حَكَتْهُ الأَوْتارُ في التَّغْريدِ
مَنْ رَآنا ونَحْنُ في الأَرْضِ صَرْعَى / قَالَ قَوْمٌ مَوْتى بِغَيْرِ لُحُودِ
يُرى فيهِ إِيماضُ السُّيوفِ كَأَنَّهُ
يُرى فيهِ إِيماضُ السُّيوفِ كَأَنَّهُ / خُدودُ الغَواني والعَجاجُ لَها خُمْرُ
يَهْدي إِلَيْهِ الذِّئْبُ من أَبْعَدِ المَدى / وكَيْفَ يَضِلُ الذِّئْبُ والرّائِدُ النَّسْرُ
بَدا فَأَراكَ الشَّمْسَ في الغُصْنِ النَّضْرِ
بَدا فَأَراكَ الشَّمْسَ في الغُصْنِ النَّضْرِ / وعَيْنَيْ مَهاةِ الرَّمْلِ في القَمَرِ البَدْرِ
هِلالُ دُجىً لَوْلا الخَلاخِلُ في الشَّوى / وظَبْيٌ نَقا لَوْلا المَناطِقُ في الخَصْرِ
ويَنْظُمُ عِقْدَ الشَّوْقِ تِيهاً ونَخْوَةً / بِياقُوتِ خَدٍ فَوْقَ دُرٍّ مِنَ الدُّرِ
ومُسْوَدّ صِدْغٍ فَوْقَ مُحْمَرِّ وَجْنَةٍ / تَرى ذَاك مِنْ مِسْكٍ وهاتيكَ مِنْ خَمْرِ
فَكَمْ يا غَراماً جَائِراً تَرْشُقُ الحَشا / بِأَسْهُمِ وَجْدٍ مِنْ فِراقٍ ومِنْ هَجْرِ
وقَفْتُ فؤادي بَيْنَ هَمٍّ وحَسْرَةٍ / بِذِكْرٍ لَهُ يَجْري وطَيْفٍ لَهُ يَسْري
ويا طَيْفُ أَنّى بِتُّ بِتَّ مُضاجِعي / كَأَنَّكَ ما قَدْ سارَ في الأَرْضِ مِنْ ذِكْري
عَدِمْتُكَ يا مَنْ رَامَ شِعْري سَفاهَةً / مَتى كُنْتَ مِنْ أَقْرانِ هاروتَ في السِّحْرِ
وِدادي لَهُمْ دانٍ وأَمّا وِدادَهُمْ / فَفي عُنُقِ العَنْقاءِ أَو مِنْسَرِ النَّسْرِ
وأُمْسِكُ سَهْمَ العَتْبِ بَيْنَ أَنامِلي / وأُغْمِد صَمْصَامَ المَلامَةِ في صَدْري
وما يُحْسِنُ الخِلْخالُ في السّاقِ يَدَّعي / بِأَنَّ لَهُ حُسْنَ القِلادَةِ في النَّحْرِ
كَأَنَّ القَنا تَلْقاهُ مِنْ أُنْسِهِ بِها / بِتُفّاحَتَيْ خَدٍّ ورُمّانَتَيْ صَدْرِ
وأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدامَةُ فَانْثَنى
وأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدامَةُ فَانْثَنى / كَما يَنْثَني مِنْ رَيِّهِ الغُصُنُ الغَضُّ
دَعَوْتُ إِلَيْها وَهْوَ في دَعْوَةِ الكَرى / وقَدْ أَخَذَتْ في خَلْعِ أَسْوَدِها الأَرْضُ
فَقامَ وفي أَعْطافِهِ فَضْلُ سَكْرَةٍ / وفي عَيْنِهِ مِنْ وَرْدِ وَجْنَتِهِ بَعْضُ
دَعِ العُودَ مَحْزوناً يُطيلُ بُكاءَهُ
دَعِ العُودَ مَحْزوناً يُطيلُ بُكاءَهُ / عَلى الزِّقِّ مَذْبوحاً يَسيلُ نَجيعُهُ
ويَوْمَ نَأى إِصْباحُهُ مِنْ مَسائِهِ / غَداةَ تَدانَتْ لِلْضِرّابِ جُموعُهُ
إِذا كَانَ لَيْلاً رَهْجُهُ وقَتامُهُ / ثَنَتْهُ نَهاراً بيضُهُ ودُروعُهُ
جَعَلْتُ لِقَلْبي الصَّبْرَ فيهِ شَريعَةً / حِفاظاً وأَطْرافُ الرِّماحِ شُروعُهُ
سَلِمْتَ لِمَجْدٍ دَارَةُ الشَّمْسِ دَارُهُ / وبَيْنَ رُبوعِ الفَرْقَدَيْنِ رُبوعُهُ
أَلا فَاسْقِني واللًّيْلُ قَدْ غابَ نورُهُ
أَلا فَاسْقِني واللًّيْلُ قَدْ غابَ نورُهُ / لِغَيْبَةِ بَدْرٍ في الغَمامِ غَريقِ
وقَدْ فَضَحَ الظَّلْماءَ بَرْقٌ كَأَنَّهُ / فُؤادُ مَشوقٌ مولَعٌ بِخَفوقِ
نُعايِنُها نوراً جَلاهُ تَجَسُّدٌ / ونَشْرَبُها ناراً بِغَيْرِ حَريقِ
كَأَنَّ حَبابَ الكَأْسِ في جَنَباتِها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ عَقيقِ
كَأَنّي بِهِمْ إِذْ خالَفوا بَعْضَ أَمْرِهِ
كَأَنّي بِهِمْ إِذْ خالَفوا بَعْضَ أَمْرِهِ / وقَدْ جُمِعَتْ أَعْناقُهُمْ والسَّلاسِلُ
وصيغَتْ خَلاخيلٌ لَهُمْ وأَساوِرٌ / عَلى أَنَّ حاليها مَدى الدَّهْرِ عاطِلُ
فلا نُزِعَتْ تِلْكَ الأَساوِرُ عَنْهُمُ / ولا فارَقَتْهُمْ في الحَياةِ الخَلاخِلُ
وأَنْحَلَني حتَّى لو أَنّي بِكَفْةٍ
وأَنْحَلَني حتَّى لو أَنّي بِكَفْةٍ / وظِلّي بِأُخْرى ما رَجَحْتُ على ظِلّي
إذا طَلَعَتْ قُلْتَ الغَزالَةُ في الضُّحى / وإِنْ نَظَرَتْ قُلْتَ الغَزالةُ في الرَّمْلِ
خِلالٌ يَراها الطَّرْفُ حتَّى كَأَنَّها / مَبادي نُعاسٍ ذُرَّ في أَعْيُنٍ نُجْلِ
وقَدْ هَذَّبَتْهُ الحادِثاتُ وإِنَّما / يَبينُ افْرَنْدُ الحُسامِ على الصَّقْلِ
كَذا البَدْرُ شِبْهٌ لِلهِلالِ ولَمْ يَزَلْ / يُرى في هِزَبْرِ اللَّيْثِ شِبْهٌ مِنَ الشِّبْلِ
تَبارَكَ مَنْ أَبْداكَ بَدْراً بِلا دُجىً / وَشِبْلاً بِلا غَيْلٍ وغَيْثاً بِلا وَحْلِ
وتَطْمَحُ فَواراتُها فَكَأَنَّها
وتَطْمَحُ فَواراتُها فَكَأَنَّها / دُموعَ المُحِبّينَ اسْتَهْلَّ هُمولُها
تّمُدُّ إلى الجَوْزاءِ أَرْماحَ مائِها / فَتَذْعَرُها في أُفْقِها وتَرُوعُها
وما خُلقَ الإِنْسان إِلا لِيَنْطوي
وما خُلقَ الإِنْسان إِلا لِيَنْطوي / عَلَيْهِ مِنَ الأَيّامِ بُؤْسى وأَنْعُمُ
ولَوْلا اخْتياري حاسِدي صُلْتُ صَوْلَةً / تَروحُ وماءُ البَحْرِ مِنْ هَوْلِها دَمُ
ويأَيُّها المُسْتامُ حَرْبي بِجَهْلِهِ / وذو الجَهْلِ يَغْلو ساعَةً ثُمَّ يَنْدَمُ
إِذا وَصَلَتْنا بِالأَميرِ رِكابُنا / فَلَيْسَ لَنا عَتَبٌ عَلى الدَّهْرِ يُعْلَمُ
وإِنْ نَحْنُ أَعْصَمْنا الرَّجاءَ بِحَبْلِهِ / فَإِنّا بِأَمْراسِ الكَواكِبِ نُعْصَمُ
ومِنْ أَيِّ وَجْهٍ وَاجَهَتْهُ عُيونُنا / تَبَدّى لَها بَدْرٌ وبَحْرٌ وضَيْغَمُ
سَمّاحٌ بِتَيّارِ الغَمامِ مُسَرْبَلٌ / وفَخْرٌ بِلأَلآءِ النُّجومِ مُعَمَّمُ
وشانيكَ يَدْري أَنْهُ غَيْر بَالِغٍ / مَداكَ ولَكِنْ يَرْتَجي ويُرَجِّمُ
طَما بَحْرُكَ السَّامي عَلَيْهِ فَلَوْ لَجا / إِلى الفَلَكِ الدَّوّارِ ما كَانَ يَسْلَمُ
إِذا انْآَدَتِ الأَرْماحُ في هَبْوَةِ الوَغى / غَدَتْ بِكَ في عَوَجِ الضُّلوعِ تُقَوَّمُ
سُرىً قاسمتنا الأَيْنَ فيها رِكابُنا / تَجَشَّمُ مِنْها مِثْلَما نَتَجَشَّمُ
تَجوبُ جِبالاً تَبْلُغُ الأُفْقَ رِفْعَةً / ومِنْ دونِها العُقْبانُ في الجَوِّ حُوَّمُ
إِذا ما عَلَوْنا فَالصُخورُ لِوَطْئِنا / مَراقٍ إِلى الجَوْزاءِ والطَّوْدُ سُلَّمُ
وكَمْ مِنْ عَدُوٍّ صَارَ بَعْدَ عَداوَةٍ
وكَمْ مِنْ عَدُوٍّ صَارَ بَعْدَ عَداوَةٍ / صَديقاً مُجِلاًّ في المَجالِسِ مُعْظِما
ولا غَرْوَ فَالعُنْقودُ مِنْ عودِ كَرْمَةٍ / يُرى عِنَباًمن بَعْدَ ما كَانَ حِصْرِما
ويَكْشِفُ بِالآَراءِ ما كَانَ مُشْكِلاً
ويَكْشِفُ بِالآَراءِ ما كَانَ مُشْكِلاً / ولَوْ كَانَ في طَيِّ الضَّميرِ مُكَتَّما
يَرى العارَ أَنْ يَثْني العَنانَ عَنْ الرَّدى / إِذا ما ثَنى الطَّعْنُ الوَشيحَ المُقْرَما
يَرُدُّ غِرارَ المشْرَفيَّ مُثَلَّماً / ضِراباً وصدَر الرّاعِبيَّ مُحَطَّما
ومُنْتَقِمٍ حَتَّى إِذا ما تَمَكَّنَتْ / يَميناهُ مِنْ أَعْدائِهِ ظَلَّ مُنْعِما
وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها
وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها / بمَرْقَبِها العالي وجانِبها الصَّعْبِ
يَزِرُّ عَليها الجَوّ جَيْبَ غَمامِهِ / ويُلْبِسُها عقداً بأنْجمه الشهبِ
إِذا ما سَرى بَرْقٌ بَدَتْ من خلاله / كَما لاحَتِ العَذْراءُ من خِلَلِ الحجبِ
فكم ذي جُنودٍ قد أَماتَ بِعَضْبِهِ / وذي سَطَواتٍ قد أَبانَ عَلى عَقْبِ
سَمَوْتَ لَها بالرأَي يشرق في الدُّجى / ويَقْطَعُ في الجُلَّى ويَصْدَعُ في الهضبِ
فأَبرزتَها مَنْهوكة الجَيْبِ بِالقَنا / وغادَرْتَها مَلْصُوقَةَ الخَدِّ بالتُربِ