المجموع : 157
أتيتُكَ أشكو رَيْبَ دَهريَ فانتصر
أتيتُكَ أشكو رَيْبَ دَهريَ فانتصر / لِعَبدِك مِنهُ واسْمَعِ البَثَّ والشَّكوى
ولا ترضَ مَنهُ ظُلْمَ عبدِكَ إنَّهُ / إذا ظلَمَ المَلوكَ كرَّ على المَوْلى
أرى المرءَ يرجو أن يطول بقاؤُهُ
أرى المرءَ يرجو أن يطول بقاؤُهُ / ليُدركَ ما يهوَى بطولِ بقائِه
وأيَّةُ جَدوى في البقاءِ وقدْ وهَتْ / وأَقْوى قلبُهُ من ذكائِهِ
إذا مانَبا حِسٌّ وكلَّتْ بَصيرةٌ / فطولُ بقاءِ المرء طولُ شقائهِ
سقَى اللهُ أيّام الشبَّابِ فإنَّني
سقَى اللهُ أيّام الشبَّابِ فإنَّني / لبستُ بها بُرْدَ الفَخارِ قَشيبا
أضعتُ لا جهلاً قَراها فغادرَتْ / على سَخَطٍ منِّي المَفارقَ شيبا
وإنَّي لَمُحْتاجٌ إلى سيِّدٍ لهُ
وإنَّي لَمُحْتاجٌ إلى سيِّدٍ لهُ / سَماحٌ ورَأْيٌ لا تَغيبُ كواكِبُهْ
فَيَكشِفُ أياَّمَ الجُدوبِ سَماحُةُ / وتَفتُق أكمامَ الغُيُوبِ تجارِبُهْ
توقَّ مُعاداةَ الرِّجالِ فإنَّها
توقَّ مُعاداةَ الرِّجالِ فإنَّها / مُكَدِّرَةٌ للصَّفْوِ من كُلِّ مَشرَبِ
فلا تَسْتَثِرْ حَرباً وإن كنتَ واثِقاً / بشدَّةِ رُكنٍ أو بقُوَّةِ مَنكِبِ
فَلَنْ يَشربَ السمَّ الذُّعافَ أخو حجىً / مُدِلاًّ بِدِرْياقٍ لَديهِ مُجرَّبِ
أهبتُ بأشعاري إلى السَّيِّد النَّدْبِ
أهبتُ بأشعاري إلى السَّيِّد النَّدْبِ / فجئنَ سِراعاً وانتُدِبْنَ إلى نَدْبي
تَيَمَّمتُهُ فاخضرَّ عُودي وأشرقَتْ / سُعودي وفاءَ الخِصبُ لي عَقِبَ الجَدْبِ
وكانتْ صُروفُ الدَّهر بي قد تَوَسَّدتْ / فصِرتُ كأنَّ الدَّهرَ لم يتوسَّدْ بِي
أبا بكرٍ الممدوحَ أُصفيكَ مِدحَتي / وأُصفي الّذي لم يُصفِكَ الوُدَّ بالَجدْبِ
وأخلَقُ خَلقِ اللهِ بالذُلَّ تائِهٌ
وأخلَقُ خَلقِ اللهِ بالذُلَّ تائِهٌ / يَتيهُ بلا عِلمٍحَواهُ ولا أَدَبْ
يقولُ إذا استَنْهضْتَهُ لِعَظيمَةٍ / شَرُفتُ وأغناني عنِ النَّصَبِ النَّسَبْ
أيا قاطعِاً للوَصلِ بَيني وبينَهُ
أيا قاطعِاً للوَصلِ بَيني وبينَهُ / بِلا عِلَّةٍ مِنَّي عَرَفْتُ ولا سَبَبْ
ويا ناقِضاً عَهداً حسِبتُ بأَنَّهُ / مُمِرُّ على مَرِّ الدَّوائرِ والحِقَبْ
أعِندَكِ أنْ تَغتَرَّ بالدَّهرِ إنَّه / حَرونٌ وفي أيَّامِهِ للفَتى نَصَبْ
تَصبَّرْ إذا ما نابَ كُرهٌ فرُبَّما
تَصبَّرْ إذا ما نابَ كُرهٌ فرُبَّما / يسوءُكَ دَهرٌ ثم يُؤِنسُ غِبُّهُ
وأجرُ الفَتى فيما يَمُضُّ فؤادَهْ / ولا أجرَ فيما يَشتهي ويُحِبُّهُ
ولمّا رأيتُ الدَّهرَ فَوَّقَ نَبلَهُ
ولمّا رأيتُ الدَّهرَ فَوَّقَ نَبلَهُ / إلى كُلّ ذي نُبلٍ وسَلَّ حِرابَهُ
وقدَّمَ في مِضمارِهِ كُلِّ كَوْدَنٍ / وأخَّرَ عُدواناً وظُلماً عِرابَهُ
تَكودَنْتُ تَعويلاً على مثلِ ما جرى / إذا اعوَجَّ سِكِّينٌ فعوِّجْ قِرابَهُ
لقد راعَني بدرُ السَّما بصُدودِهِ
لقد راعَني بدرُ السَّما بصُدودِهِ / ووَكَّل أجفاني بَرعْيِ كواكِبِهْ
فيا مُهجَتي لا تجزَعي من جَفائِهِ / ويا كَبِدي صَبْراً على ماكواكِ بِهْ
مواعيدُهُ في الوَصلِ أحلامُ نائمٍ
مواعيدُهُ في الوَصلِ أحلامُ نائمٍ / أشبِّهُها بالقَفرِ أو بسَرابِهِ
فَمنْ لي بوَجٍ لو تَحَيَّرَ في الدُّجى / أخو سَفَرٍ في لَيلِ غَيمٍ سرى بِهِ
شكوتُ إليهِ الحُبَّ كيْما يقلَّ من
شكوتُ إليهِ الحُبَّ كيْما يقلَّ من / حَرارةِ أحشائي ببردِ رُضابِهِ
فجادَ ببُخلٍ أو بَموتٍ مُعَجَّلٍ / فأبديْتُ مَرتاداً رُضابَ رُضابِهِ
عليكَ إذا انجابَ الدُّجى بكَبابِ
عليكَ إذا انجابَ الدُّجى بكَبابِ / وعَقِّبْهُ مُرتاحاً بكأسِ شَرابِ
ولم يفتَح الأقوامُ باباً إلى المُنى / كَبابِ شَرابٍ أو كبابِ كبابِ
تقدَّمتَ في مُعجِزاتِ العُلومِ / وغُصتَ على الكَلِمِ الطَّيِّبِ
نشرْتَ منَ القولِ بعدَ المَماتِ / فصُنْهُ إلَهي عن الطَّيِّ بي
وقائلَةٍ إنَّ المعَالي مناهبٌ
وقائلَةٍ إنَّ المعَالي مناهبٌ / فقلتُ لَها أخطأتِ هنَّ مذاهِبُ
أرادَتْ صُدوفي وانحِرافي عنِ العُلا / وما أنا في هَذي المذَاهِبِ ذاهِبُ
تعاطى الفتى ما لَيس يَعنيه تارِكاً
تعاطى الفتى ما لَيس يَعنيه تارِكاً / جَميع الَّذي يَعنيه نَهْبَ فَوَاتِ
ومنْ سَوَّفَ الخَيراتِ لَمحةَ طارِفٍ / فهفوتُهُ من أعظمِ الهَفَواتِ
سلامٌ على قَومٍ مضَوْا لسبيلِهِمْ
سلامٌ على قَومٍ مضَوْا لسبيلِهِمْ / فلم يبقَ إلا ذكرُهُمْ وحَديثُهُمْ
لقدْ صرَعَتْهُمْ صَرَعُة المَوتِ فاستوى / قَديُمهُمْ في شأنِهِمْ وحَديثُهُمْ
بنفسيَ مَنْ أهدى إليَّ كتابَهُ
بنفسيَ مَنْ أهدى إليَّ كتابَهُ / فأهدى ليَ الدُّنْيا معَ الدِّينِ في دُرْجِ
كِتابٌ معانيِه خِلالَ سُطورِهِ / لآلِئُ في دُرْجٍ كواكبُ في بُرجِ
أخٌ لي أمَّا خَلْقُهُ فُمطَهَّمٌ
أخٌ لي أمَّا خَلْقُهُ فُمطَهَّمٌ / جَميلٌ وأمّا خُلْقُهُ فَقَبيحُ
لهُ أسهمٌ قد راشَها بجَفائهِ / وقَلبي مِن تِلكَ السِّهامِ جَريحُ
مواعِيدُه رِيحٌ ولا خيرَ في فتىً / مواعيدُهُ عِندَ الحقائقِ رِيحُ
أيا مَنْ يُرى بينَ الأنامِ أهمُّ ما
أيا مَنْ يُرى بينَ الأنامِ أهمُّ ما / يكونُ إذا كانوا أسرَّ وأفْرَحا
تعالَ إلى هَمِّ كهَمِّكَ إنَّهُ / إذا اجتَمع الهَمّانِ يَوماً تَزحْزَحا