المجموع : 19
كَأَنَّ اِبنَةَ العُذرِيِّ يَومَ بَدَت لَنا
كَأَنَّ اِبنَةَ العُذرِيِّ يَومَ بَدَت لَنا / بِوادي القُرى رَوعى الجِنانِ سَليبُ
مِنَ الأَدمِ ضَمَّتها الحِبالُ فَأَفلَتَت / وَفي الجِسمِ مِنها عِلَّةٌ وَشُحوبُ
وَكانَتِ كَبَرقٍ شامَتِ العَينُ ضوءَهُ
وَكانَتِ كَبَرقٍ شامَتِ العَينُ ضوءَهُ / وَلَم تَدرِ بَعدَ الشيمِ أَينَ تَصوبُ
دَعيني أُماجِدُ في الحَياةِ فَإِنَّني
دَعيني أُماجِدُ في الحَياةِ فَإِنَّني / إِذا ما دَعا داعي الوَفاةِ مُجيبُ
وَلِلحَقِّ مِن مالي إِذا هُوَ ضافَني
وَلِلحَقِّ مِن مالي إِذا هُوَ ضافَني / نَصيبٌ وَلِلنَّفسِ الشُعاعِ نَصيبُ
وَلا خَيرَ فيمَن لا يُوَطِّنُ نَفسَهُ / عَلى نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ
قامَت وَأَعَلى خَلقِها في ثِيابِها
قامَت وَأَعَلى خَلقِها في ثِيابِها / قَضيبٌ وَما تَحتَ الإِزارِ كَثيبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَيَّ فَرَّقَ بَينَهُم
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَيَّ فَرَّقَ بَينَهُم / نَوى يَومَ صَحراءِ الغُمَيمِ لَجوجِ
نَوىً شَطَنَتهُم عَن نَوانا وَهَيَّجَت / لَنا طَرَباً إِنَّ الخُطوبَ تَهيجُ
فَلَم تَذرِفِ العَينانِ حَتّى تَحَمَّلَت / مَعَ الصُبحِ أَحفاضٌ لَهُم وَحُدوجُ
وَحَتّى رَأَيتُ الحَيَّ تُذري عِراصَهُم / يَمانِيَةٌ تَزهى الرَغامَ دَروجُ
فَأَصبَحَ مَسرورٌ بِبَينِكِ مُعجَبٌ / وَباكٍ لَهُ عِندَ الدِيارِ نَشيجُ
فَإِن تَكُ هِندٌ جَنَّةً حيلَ دونَها / فَقَد يَعزِفُ اليَأسُ الفَتى فَيَعيجُ
إِذا اِحتَلَّتِ الرَنقاءَ هِندٌ مُقيمَةً / وَقَد حانَ مِنّي مِن دِمَشقَ بُروجُ
وَبُدِّلتُ أَرضَ الشَيحِ مِنها وَبُدِّلَت / تِلاعَ المَطالي سَخبَرٌ وَوَشيجُ
وَأَعرَضَ مِن حَورانَ وَالقُنُّ دونَها / تِلالٌ وَخَلّاتٌ لَهُنَّ أَجيجُ
فَلا وَصلَ إِلّا أَن تُقَرِّبَ بَينَنا / قَلائِصُ يَجذِبنَ المَثانِيَ عوجُ
وَمُخلِفَةٌ أَنيابَها جَدَلِيَّةٌ / تَشُدُّ حَشاها نِسعَةٌ وَنَسيجُ
لَها رَبِذاتٌ بِالنَجاءِ كَأَنَّها / دَعائِمُ أَرزٍ بَينَهُنَّ فُروجُ
إِذا هَبَطَت أَرضاً عِزازاً تَحامَلَت / مَناسِمُ مِنها راعِفٌ وَشَجيجُ
وَمُغبَرَّةِ الآفاقِ يَجري سَرابُها / عَلى أُكمِها قَبلَ الضُحى فَيَموجُ
قَطَعتُ إِذا الأَرطى اِرتَدى في ظِلالِهِ / حَوازيءُ يَرعَينَ الفَلاةَ دُموجُ
لَعَمرُ اِبنَةِ المُرِّيِّ ما أَنا بِالَّذي / لَهُ أَن تَنوبَ النائِباتُ ضَجيجُ
وَقَد عَلِمَت أُمُّ الصَبِيَّينِ أَنَّني / إِلى الضَيفِ قَوّامُ السِناتِ خَروجُ
وَإِنّي لَأَغلي اللَحمَ نيئاً وَإِنَّني / لَمِمَّن يُهينُ اللَحمَ وَهوَ نَضيجُ
إِذا المُرضِعُ العَوجاءُ بِاللَيلِ عَزَّها / عَلى ثَديِها ذو وَرعَتَينِ لَهوجُ
إِذا ما اِبتَغى الأَضيافُ مَن يَبذُلُ القِرى / قَرَت لِيَ مِقلاتُ الشِتاءِ خَدوجُ
جُمالِيَّةٌ بِالسَيفِ مِن عَظمِ ساقِها / دَمٌ جاسِدٌ لَم أَجلُهُ وَسُحوجُ
كَأَنَّ رِحالَ المَيسٍ في كُلِّ مَوقِفٍ / عَلَيها بِأَجوازِ الفَلاةِ سُروجُ
وَما غاضَ مِن شَيءٍ فَإِنَّ سَماحَتي / وَوَجهي بِهِ أُمُّ الصَبِيِّ بَليجُ
يَدُلُّ عَلَينا الجارَ آخَرُ قَبلَهُ
يَدُلُّ عَلَينا الجارَ آخَرُ قَبلَهُ / وَأَحلامُنا مَعروفَةٌ وَسَدادُها
وَجاراتُنا مادُمنَ فينا بِعِزَّةِ / كَأَروى ثَبيرِ لا يَحِلُّ اِصطِيادُها
تَرى إِبلَ الجارِ الغَريبِ كَأَنَّها / بِمَكَّةَ بَينَ الأَخشَبَينِ مَرادُها
يَكونُ عَلَينا نَقصُها وَضَمانُها / وَلِلجارِ إِن كانَتِ نُريدُ اِزدِيادُها
قُلتُ لِغَلّاقٍ بِعَرنانَ ما تَرى
قُلتُ لِغَلّاقٍ بِعَرنانَ ما تَرى / فَما كادَ لي عَن ظَهرِ واضِحَةٍ يُبدي
تَبَسَّمَ كُرهاً وَاِستَبَنتَ الَّذي بِهِ / مِنَ الحَزَنِ البادي وَمِن شِدَّةِ الوَجدِ
إِذا المَرءُ أَغراهُ الصَديقَ بَدا لَهُ / بِأَرضِ الأَعادي بَعضُ أَلوانِها الرُبدِ
لَعَمري لَقَد أَشرَفتُ يَومُ عُنَيزَةٍ
لَعَمري لَقَد أَشرَفتُ يَومُ عُنَيزَةٍ / عَلى رَغبَةٍ لَو شَدَّ نَفسي مَريرُها
وَلكِنَّ ضُعفَ الأَمرِ أَلّا تُمَرَّهُ / وَلا خَيرَ في ذي مِرَّةٍ لا يُغيرُها
تَبَيَّنُ أَدبارُ الأُمورِ إِذا مَضَت / وَتُقبِلُ أَشباهاً عَلَيكَ صُدورُها
تُرَجّى النُفوسُ الشَيءَ لا تَستَطيعُهُ / وَتَخشى مِنَ الأَشياءِ ما لا يَضيرُها
أَلا إِنَّما يَكفي النُفوسُ إِذا اِتَّقَت / تُقى اللَهِ مِمّا حاذَرَتِ فَيُجيرُها
وَلا خَيرَ في العيدانِ إِلّا صَلابُها / وَلا ناهِضاتُ الطَيرِ إِلّا صُقورُها
وَمُستَنبِحٍ يَدعو وَقَد حالَ دونَهُ / مِنَ اللَيلِ سَجفا ظُلمَةٍ وَسُتورُها
رَفَعتُ لَهُ ناري فَلَمّا اِهتَدى لَها / زَجَرتُ كِلابي أَن يَهِرَّ عَقورُها
فَباتَ وَقَد سَرى مِنَ اللَيلِ عُقبَةً / بِلَيلَةٍ صِدقٍ غابَ عَنها شُرورُها
وَقَد عَلِمَ الأَضيافُ أَن قِراهُمُ / شِواءُ المُتالي عِندَنا وَقَديرُها
إِذا اِفتَخَرَتِ سَعدُ بنُ ذيبانُ لَم يَجدِ / سِوى ما بَنينا ما يَعِدُّ فَخورُها
وَإِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد بَدا / ثَراها مِنَ المَولى فَلا أَستَثيرُها
مَخافَةَ أَن تَجني عَلَيَّ وَإِنَّما / يَهيجُ كَبيراتِ الأُمورِ صَغيرُها
إِذا قيلَتِ العَوراءُ وَلّيتُ سَمعَها / سِوايَ وَلَم أَسمَع بِها ما دَبيرُها
وَحاجَةِ نَفسٍ قَد بَلَغتُ وَحاجَةٍ / تَرَكتُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها
حَياءً وَصَبراً في المَواطِنِ إِنَّني / حَيِيُّ لَدى أَمثالِ تِلكَ سَتيرُها
وَأَحبِسُ في الحَقِّ الكَريمَةِ إِنَّما / يَقومُ بِحَقِّ النائِباتِ صَبورُها
أُحابي بِها الحَيَّ الَّذي لا تُهِمُّهُ / وَأَحسابَ أَمواتٍ تُعَدُّ قُبورُها
أَلَم تَرَ أَنّا نورُ قَومٍ وَإِنَّما / يُبَيِّنُ في الظُلماءِ لِلنّاسِ نورُها
أَمَرتُ بَني البَرصاءَ يَومَ حُزابَةٍ
أَمَرتُ بَني البَرصاءَ يَومَ حُزابَةٍ / بِأَمرٍ جَميعٍ لَم تَشَتَّت مَصادِرُه
بَشَولِ ابنِ مَعروفٍ وَحَسّانَ بَعدَما / جَرى لِيَ يُمنٌ فَد بَدا لي طائِرُهُ
أَيَرجِعُ حُرُّ دونَ جَرمٍ وَلَم يَكُن / طِعانٌ وَلا ضَربٌ يُذَعذَعُ عاسِرُه
فَأَذهَبَ عَيني يَومَ سَفحِ سَفيرَةٍ / دُعيجُ بنُ سَيفٍ أَعوَزَتهُ مَعاذِرُه
وَلَمّا رَأَيتُ الشَولَ قَد حالَ دونَها / مِنَ الهَضبِ مُغبَرٌ عَنيفٌ عَمائِرُه
وَأَعرَضَ رُكنٌ مِن سَفيرَةَ يُتَّقى / بِشُمِّ الذُرا لا يَعبُدُ اللَهَ عامِرُه
أَخَذتَ بَني سَيفٍ وَمالِكَ مَوقِعٍ / بِما جَرَّ مَولاهُم وَجَرَّت جَرائِرُه
وَلَو أَنَّ رِجلي يَومَ فَرَّ اِبنُ جَوشَنٍ / عَلِقنَ اِبنَ ظَبي أَعوَزَتهُ مَغاوِرُه
لكِنَّ سُهَيَّةَ تَدري أَنَّني رَجُلٌ
لكِنَّ سُهَيَّةَ تَدري أَنَّني رَجُلٌ / عَلى عُرَيجاءَ لَمّا اِحتُلَّت الأَزُرُ
لَعَمري لَئِن كانَت سُهَيَّةُ أَوضَعَت
لَعَمري لَئِن كانَت سُهَيَّةُ أَوضَعَت / بِأَرطاةَ في رَكبِ الخِيانَةِ وَالغَدرِ
فَما كانَ بِالطَرفِ العَتيقِ فَيُشتَرى / لِفَحلَتِهِ وَلا الجَوادِ إِذا يَجري
اَتنَصُرُ مِنّي مَعشَراً لَستَ مِنهُمُ / وَغَيرُكَ أَولى بِالحِياطَةِ وَالنَصرِ
سَجَنتَ لِساني يا اِبنَ حَيّانَ بَعدَما
سَجَنتَ لِساني يا اِبنَ حَيّانَ بَعدَما / تَوَلّى شَبابي إِنَّ عَقدَكَ مُحكَمُ
وَعيدُكَ أَبقى مِن لِساني قُذاذَةً / هَيوباً وَصَمتاً بَعدُ لا يَتَكَلَّمُ
رَأَيتُكَ تَحلو لي إِذا شِئتَ لِاَمرىء / وَمُرّاً مُراراً فيهِ صابُ وَعَلقَمُ
وَكُلُّ طَريدٍ هالِكٍ مُتَحَيِّرٌ / كَما هَلَكَ الحَيرانُ وَاللَيلُ مُظلِمُ
أَصَبتَ رِجالاً بِالذُنوبِ فَأَصبَحوا / كَما كانَ مَثغورٌ عَلَيكَ وَهَيصَمُ
خَطاطيفُكَ اللاَتي تَخَطَّفنَ بَهدَلاً / فَأَوفى بِهِ الأَشرافَ جَذعٌ مُقَوِّمُ
يَداكَ يَدا خَيرٍ وَشَرٍّ فَمِنهُما / تَضُرُّ وَلِلأُخرى نَوالٌ وَأَنعُمُ
وَإِنّي لَسَهلُ الوَجهِ يُعرَفُ مَجلِسي
وَإِنّي لَسَهلُ الوَجهِ يُعرَفُ مَجلِسي / إِذا اَحزَنَ القاذورَةُ المُتَعَبِّسُ
يُضيءُ سَنا جودي لِمَن يَبتَغي القِرى / وَلَيلُ بَخيلِ القَومِ ظَلماءُ حِندَسُ
أَلينُ لِذي القُربى مِراراً وَتَكتَوي / بِأَعناقٍ أَعدائي حِبالٌ تَمَرَّسُ
أَلَسنا بِفُرعٍ قَد عَلِمتُم دِعامَةً
أَلَسنا بِفُرعٍ قَد عَلِمتُم دِعامَةً / وَرابِيَةً تَنشَقُّ عَنها سُيولُها
وَقَد عَلِمَت سَعدُ بنُ ذُبيانَ أَنَّنا / رَحاها الَّذي تَأوي إِلَيها وُجولُها
إِذا لَم تَسئَكُم في الأُمورِ وَلَم تَكُن / لِحَربٍ عَوانٍ لامِحٍ مَن يَثولُها
فَلَستُم بِأَهدى في البِلادِ مِنَ الَّتي / تَرَدَّدُ حَيرى حينَ غابَ دَليلُها
دَعَت جُلُّ يَربوعٍ عَقيلاً لِحادِثٍ / مِنَ الأَمرِ فَاِستَخفى وَأَعيا عَقيلُها
فَقُلتُ لَهُ هَلّا أَجَبتَ عَشيرَةً / لِطارِقِ لَيلٍ حينَ جاءَ رَسولُها
وَكائِنٌ لَنا مِن رَبوَةٍ لا تَنالُها / مَراقيكَ أَو جُرثومَةٌ لا تَطولُها
فَخَرَّتَ بِأَيّامٍ لِغَيرِكَ فَخرُها / وَغُرَّتُها مَعروفَةٌ وَحُجولُها
إِذا الناسُ هابوا سوءَةً عِمَدَت لَها / بَنو جابِرٍ شُبّانُها وَكُهولُها
فَهَلّا بَني سَعدٍ صَبَحتَ بِغارَةٍ / مُسَوَّمَةٍ قَد طارَ عَنها نَسيلُها
فَتُدرِكَ وِتراً عِندَ أَلأُمِ واتِرٍ / وَتُدرِكَ قَتلى لَم تُتَمَّ عُقولُها
دَعانِيَ حِصنٌ لِلفِرارِ فَساءَني
دَعانِيَ حِصنٌ لِلفِرارِ فَساءَني / مَواطِنُ أَن يُثنى عَلَيَّ فَأُشتَما
فَقُلتُ لِحِصنٍ نَحِّ نَفسَكَ إِنَّما / يَذودُ الفَتى عَن حَوضِهِ أَن يَهَدَّ ما
تَأَخَّرتُ اَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد / لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما
سَيَكفيكَ أَطرافَ الأَسِنَّةِ فارِسٌ / إِذا ريعَ نادى بِالجَوادِ وَبِالحِمى
إِذا المَرءُ لَم يَغشَ المَكارِهَ أَوشَكَت / حِبالُ الهُوَينى بِالفَتى أَن تَجَذَّما
أَفي حَدَثانِ الدَهرِ أَم في قَديمِهِ
أَفي حَدَثانِ الدَهرِ أَم في قَديمِهِ / تَعَلَّمتَ أَلا تَقرِيَ الضَيفَ عَلقَما
نُفَلِّقُ هامَ مَن لَم تَنَلهُ رِماحُنا
نُفَلِّقُ هامَ مَن لَم تَنَلهُ رِماحُنا / بِأَسيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمُ
وَإِنّي أَكمُنُ السِرَّ عِندي وَإِن أَتى
وَإِنّي أَكمُنُ السِرَّ عِندي وَإِن أَتى / لِذلِكَ مِن عَهدِ الأَمانَةِ حينُ
كُمونَ النَوى لا يَشعُرُ الناسُ أَنَّهُ / ثَوى في رُفاتِ الأَرضِ وَهوَ دَفينُ