المجموع : 5
سَدَدْنا كَمَا سَدَّ ابنُ بِيضٍ فَلَمْ يَكُنْ
سَدَدْنا كَمَا سَدَّ ابنُ بِيضٍ فَلَمْ يَكُنْ / سِواها لِذي أَحْلامٍ قَوْمِي مَذْهَبُ
ثَأَرْتُ بِهِمْ قَتْلَى حَنِيفَةَ إذ أَبَتْ
ثَأَرْتُ بِهِمْ قَتْلَى حَنِيفَةَ إذ أَبَتْ / بِنِسوَتِهِمْ إِلاَّ النَّجَاءَ العَمَرَّدَا
وُمسْتَنْبِحٍ يخشى القَواءَ ودونَهُ
وُمسْتَنْبِحٍ يخشى القَواءَ ودونَهُ / من الليلِ بابا ظُلْمَةٍ وسُتورُها
رَفَعْتُ له ناري فلمّا اهتدى بها / زجَرْتُ كلابي أن يَهِرَّ عَقُورُها
فباتَ وقد أسْرى من الليلِ عُقْبَةً / بِلَيْلَةِ صِدْقٍ غابَ عنها شُرورُها
فلا تسأليني واسألي عن خلِيقَتي / إذ رَدّّ عافِي القِدْرِ مَن يستعيرُها
وكانوا قُعودًا حولها يَرْقُبونَها / وكانتْ فتاةُ الحيِّ مِمّنْ يُنِيرُها
تَرَيْ أن قدْري لا تزالُ كأنّها / لِذي الفروةِ المقرورِ أُمٌّ يزورها
مُبَرَّزَةٌ لا يُجْعَلُ السِّتْرُ دونها / إذا أُخْمِدَ النِّيرانُ لاح بَشيرُها
إذا الشَّولُ راحتْ ثم لم تَفْدِ لَحْمَها / بألبانها ذاقَ السِّنانَ عَقيرُها
وإنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينَةِ قدْ بدا / ثراها من المولى فلا أَسْتَثِيرُها
مخافةَ أن تَجْني عَلَيَّ وإنما / يَهيجُ كبيراتِ الأمورِ صغيرُها
تسوقُ صريم شاءها من جُلاجِلٍ / إليّ ودوني ذاتُ كهفٍ وَقورُها
إذا قيلتْ العَوراءُ وَلَّيتُ سَمْعَها / سِوايَ ولم أَسْألْ بها ما دَبيرُها
فماذا نَقَمْتُمْ من بنينَ وسادةٍ / بريءٌ لَكُمْ من كلِّ غِمْرٍ صدورُها
هُمُ رفعوكُمْ للسماءِ فَكِدْتُمُ / تنالونَها لو أنّ حيًّا يَطُورُها
مُلوكٌ على أنّ التحيّةَ سُوقَةٌ / ألاَ يا هُمُ يُوفي بها ونُذورُها
فإلاَّ يكنْ مِنِّي ابنُ زَحْرٍ ورَهْطُهُ / فَمِنِّي رياحٌ عُرْفُها ونَكيرُها
وكعبٌ فإني لابنها وحَليفُها / وناصِرُها حيثُ استمرَّ مَريرُها
لَعَمْرِي لقد أشْرَفْتُ يومَ عُنَيزَةَ / على رَغْبَةٍ لو شدَّ نَفْسًا ضميرُها
ولكنّ هُلْكَ الأَمْرِ أَنْ لا تُمِرَّهُ / ولا خَيْرَ في ذِي مِرَّةٍ لا يُغِيرُها
إنِّي وَقَيْسًا كالمسَمِّنِ كَلْبَهُ
إنِّي وَقَيْسًا كالمسَمِّنِ كَلْبَهُ / فَتَخْدِشُهُ أنيابُه وأظافِرُه
لَمّا دَنَونا لِلقِيابِ وَأَهلِها
لَمّا دَنَونا لِلقِيابِ وَأَهلِها / أُتيحَ لَنا ذِئبٌ مَعَ اللَيلِ فاجِرُ
أُتيحَت لَنا بَكرٌ وَتَحتَ لِوائِها / كَتائِبُ يَرضاها العَزيزُ المَفاخِرُ
وَجاءَت قُرَيشٌ حافِلينَ بِجَمعِهِم / وَكانَ لَهُم في أَوَّلِ الدَهرِ ناصِرُ
وَكانَت قُريشٌ لَو ظَهَرنا عَلَيهِمُ / شِفاءً لَما في الصَدرِ وَالبُغضُ ظاهِرُ
حَبَت دونَهُم بَكرٌ فَلَم نَستَطِعهُم / كَأَنَّهُمُ بِالمَشرَفِيَّةِ سامِرُ
وَما بَرِحَت بَكرٌ تَثوبُ وَتَدَّعي / وَيَلحَقُ مِنهُم أَوَّلونَ وَآخِرُ
لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ وَاِنجَلَت / غَمامَةُ يَومٍ شَرُّهُ مُتَظاهِرُ
وَمازالَ ذاكَ الدَأبُ حَتّى تَخاذَلَت / هَوازِنُ فَاِرفَضَّت سُلَيمٌ وَعامِرُ
وَكانَت قُريشٌ يَفلِقُ الصَخرَ حَدُّها / إِذا أَوهَنَ الناسَ الجُدودُ العَواثِرُ