المجموع : 20
لعمري وما دهري بتأبين هالك
لعمري وما دهري بتأبين هالك / ولا جَزِعاً والدهرُ يَعثُرُ بالفتى
لئن مالكٌ خلّى عليَّ مكانَهُ / لفي أسوةٍ إن كان ينفعني الأسى
كهولٌ ومُرد من بني عم مالكٍ / وأيسارُ صَدقٍ لو تمليتهم رضى
سقوا بالعقارِ الصرف حتى تتابعوا / كَدأبِ ثمودٍ إذ رَغا بكرُهم ضحى
وهَوَّنَ وَجدي بعدما كدتُ أنتحي / على السيفِ حتى يبلغَ الجوف والحشا
رجالٌ أراهم من ملوكِ وسُوقة / خَبَوا بعدما نالوا السلامة والغنى
على مِثلِ اصحابِ البعوضة فاخمشي / لكِ الويلُ حرَّ الوجهِ وليبكِ من بكى
على بَشَرٍ منهم يسيرٌ وفارسٌ / اذا ارتدَفَ السبي الحواركَ والذرى
إذا القوم قالوا من فتى يومَ نَجدةٍ / فما كلُّهم يُعنى ولكنّه الفتى
وكل امرئ يوماً اذا عاش حقبة / إلى غايةٍ يجري اليها ومنتهى
ونحن عَقَرنا مُهرَ قابوسَ بعدما
ونحن عَقَرنا مُهرَ قابوسَ بعدما / رأى القومُ منه الموت والخيل تُلحَبُ
عليه دِلاصٌ ذاتُ نسج وسيفُهُ / جُراز من الجُنثي أبيضُ مقضب
ونحن جررنا الحوفزان الى الردى / وأبحَرَ كَبلّنا وقد كادَ يَشعَب
جرى لَهُمُ بالغَيِّ من أهلِ بارقٍ / فانجحَ ذو كَيدٍ من القوم قُلَّب
ونحن بجوِّ إذ أُصِيبَ عميدُنا / وعَرَّدَ عنا كل نكسٍ مُركبِ
ولستُ بجنيّ ولكنَّ مَلأكاً / تَنَزّلَ من جوِّ السماءِ يصوب
أقولُ لها لمّا نهتني عن البكا
أقولُ لها لمّا نهتني عن البكا / أفي مالكٍ تلحينني أم خالد
فإن كانَ إخواني أصيبوا واخطأت / بني أمكِ أسبابُ الحتوفِ الرواصدِ
فكلٌّ بني أمِّ سيمسون ليلةً / ولم يبقَ من إخوانهم غير واحدِ
ذُريني فالا ابكِ لم أنسَ ذكره / وإن أمَرتني بالعزاءِ عوائدي
ذريني فكم من صالحٍ قد رُزيتُهُ / أخٍ لي كصدر الهندوانيَ ماجد
بودي لو أني قد تمليت عمرَه / بمالي من مالٍ طريفٍ وتالدٍ
وبالكفَّ من يُمنى يديَّ حياتَهُ / ففارقني منها بناني وساعدي
فعشنا لنا ايدٍ ثلاث وإنما / تُصافي الحياة بذلها بالتحامدِ
ألَم تَرَ أنّي بعدَ قيس ومالكٍ / وارقم غِياظ الذين أُكايد
وعَمراً بوادي مَنعج إذ أجنّهُ / ولم أنسَ قبراً عند ذات الوسائد
أرقتُ ونامَ الاخلياءُ وهاجني
أرقتُ ونامَ الاخلياءُ وهاجني / مع الليلِ همٌّ في الفؤاد وجيعُ
وَهيَّجَ لي حُزناً تذكُرُ مالكٍ / فما نمتُ الا والفؤادُ مروع
إذا عبرةٌ ورّعتها بعد عبرةٍ / أبَت واستهلَت عبرةٌ ودموعُ
كما فاضَ غربٌ بينَ أقرن قامةٍ / يُروِّي دِياراً ماؤه وزروعُ
جديدُ الكُلى واهي الأديمِ تُبينُهُ / عن العُبر زوراءُ المقامِ نَزوعُ
لذكرى حبيب بعد هدءٍ ذكرتهُ / وقد حان من تالي النجوم طلوعُ
إذا رقأت عينايَ ذكرني به / حمامٌ تنادى في الغصونِ وقوعُ
دَعَونَ هديلاً فاحتزنتُ لمالكِ / وفي الصدر من وَجدٍ عليه صدوعُ
كأن لم أجالسه ولم أمسِ ليلة / أراه ولم يصبح ونحن جميعُ
فتى لم يعش يوماً بذمِّ ولم يزل / حواليه ممن يجتديهِ ربوعُ
له تبعٌ قد يعلمُ الناسُ انه / على من يداني ضيفُ وربيعُ
وراحت لِقاحُ الحي جُدباً تسوقُها / شآميةٌ تزوي الوجوهَ سفوعُ
وكانَ إذا ما الضيفُ حلَّ بمالك / تَضمّنهُ جارٌ أشَمُ منيعُ
لعمري لنعمَ المرءُ يطرقُ ضَيفُةُ
لعمري لنعمَ المرءُ يطرقُ ضَيفُةُ / إذا بانَ من ليلٍ التمام هزيعُ
بَذولٌ لما في رحله غيرُ زُمَحٍ / إذا أبرزَ الحور الروائعَ جوع
إذا الشمس اضحت في السماء كأنها / من المحلِ حُضٌ قد علاهُ ردوعُ
ولستُ أُبالي بعدَ فقديَ مالكاً
ولستُ أُبالي بعدَ فقديَ مالكاً / أموتيَ ناءٍ أم هو الآن واقعُ
سما لك شوقٌ عن قطام يذيعُ
سما لك شوقٌ عن قطام يذيعُ / ولوع ومن حاجاتهن ولوعُ
لعمري وما دهري بتأبين هالكٍ
لعمري وما دهري بتأبين هالكٍ / ولا جَزِعٍ مما أصابَ فأَوجعا
لقد كفّنَ المنهالُ تحت ردائهِ / فتىً غيرَ مِبطانِ العشياتِ أروعا
ولا بَرماً تهدي النساء لعرسه / اذا القشع من برد الشتاء تقعقعا
لبيبٌ أعانَ اللُّبَّ منه سماحَةٌ / خصيبٌ اذا ما راكبُ الجدب أوضعا
تراه كصَدرِ السيفِ يهتزُ للندى / اذا لم تَجد عند امرىءِ السَّوءِ مطمعا
ويوماً اذا ما كظَّكَ الخَصمُ ان يكن / نصيركَ منهم لا تكن انتَ أضيعا
وان تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحشاً / على الكأسِ ذا قاذورةٍ مُتَزَّبعا
وإن ضَرَّسَ الغزوُ الرجالَ رأيتَهُ / أخا الحربِ صَدقاً في اللِّقاءِ سَمَيدَعا
وما كان وقّافاً اذا الخيلُ أَحجمت / ولا طائشاً عند اللّقاءِ مُدَفّعا
ولا بكَهامٍ بَزّه عن عدوّهِ / اذا هو لاقى حاسراً أو مقنّعا
فعينيَّ هلاّ تبكيانِ لمالكٍ / اذا أذرَتِ الريحُ الكنيفَ المرفَعا
وهَبّت شمالاً من تجاه أظايفٍ / اذا صادفَت كفَّ المفيض تقفعا
وللشَربِ فابكي مالكاً ولبُهمَةٍ / شديد نواحيه على من تَشَجَّعا
وضيفٍ اذا أرغى طروقاً بعيرَه / وعانِ ثوى في القدِّ حتى تكنّعا
وأرملةٍ تمشي بأشعَثَ مُحثلِ / كفَرخِ الحُبارى رأسه قد تصوَعا
اذا جَرّدَ القومُ القداح واوقدت / لهم نارُ ايسارٍ كفى من تضجعا
وإن شَهِدَ الايسار لم يُلفَ مالكٌ / على الفَرثِ يحمي اللحم ان يتوزَعا
أبي الصبرَ آياتٌ أراها وانني / أرى كلَّ حبلٍ دون حبلكَ اقطعا
وقد كان مجذاماً الى الحرب ركضه / سريعاً الى الداعي اذا هو أفزَعا
وانّي متى ما أدعُ باسمكَ لا تُجِب / وكنتَ جديراً ان تجيبَ وتُسمِعا
وكان جناحي ان نَهضتُ أقلّني / ويحوي الجناحُ الريشَ ان يتنَزعا
وعشنا بخيرٍ في الحياة وقبلنا / أصابَ المنايا رهطَ كسرى وتبّعا
وكنا كندماني جذيمةَ حقبةً / من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تَفَرّقنا كأني ومالكاً / لطول اجتماعِ لم نَبت ليلةٌ معا
فان تكن الايامُ فَرَّقنَ بيننا / فقد بان محموداً أخي حين ودَعا
فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ / واشجعَ من ليثٍ اذا ما تَمتَعا
أقول وقد طار السنا في ربابه / وجون يَسُحُ المَاءَ حين تريّعا
سقى الله أرضاً حلِّها قبرُ مالكٍ / ذهابَ الغوادي المدجناتِ فأمرَعا
وآثَرَ سيلَ الواديين بديمةٍ / تُرشِحُ وسمياً من النَبتِ خِروعا
فمجتمعَ الاسدامِ من حول شارعٍ / فروّى جبال القريتينِ فَضَلفَعا
فوا اللهِ ما أُسقي البلادَ لحبِّها / ولكنني أسقي الحبيبَ المودَّعا
تحيتُهُ مني وان كان نائياً / وأمسى تراباً فوقَهُ الارضُ بلقعا
تقول ابنةُ العمريِّ ما لكَ بعد ما / أراكَ حديثاً ناعمَ البالِ أفرَعا
فقلتُ لها طولُ الاسى اذ سألتني / ولوعةُ حزنٍ تتركُ الوجهَ اسفعا
وفقدُ بني أمٍّ تَداعَوا فلم أكن / خِلافَهُمُ أن استكين وأضرَعا
ولكنني أمضي على ذاك مُقدماً / اذا بعضُ من يلقى الحروب تكعكعا
وغَيّرني ما غالَ قيساً ومالكاً / وعمراً وجَزءً بالمُشَقَّرِ ألمعا
وما غال نُدماني يزيد وليتني / تمليته بالأهلِ والمالِ أجمعا
وإنّي وإن هازلتني قد أصابني / من البثّ ما يُبكي الحزين المفجَعا
ولستُ اذا ما الدهرُ أحدثَ نكبةً / ورزءً بزوّار القرائبِ أخضعا
قعيدكِ الاّ تُسمعيني ملامَةً / ولا تَنكثي قَرحَ الفؤادِ فييجعا
فَقَصرَكِ انّي قد شهدتُ فلم أجد / بكفيّ عنهم للمنية مَدفعا
فلا فَرِحاً إن كنتُ يوماً بغبطة / ولا جَزِعاً مما أصابض فأوجعا
فلو أن ما ألقى يصيب مُتالعاً / أو الركن من سلمى اذا لتضعضعا
وما وَجدُ أظَآرٍ ثلاث روائمٍ / أصبَنَ مجَراً من حوار ومَصرعَا
يذكرَن ذا البثّ الحزينَ ببثِّه / اذا حَنّت الاولى سَجعنَ لها معا
اذا شارف منهنّ قامت فرجَعت / حنينا فابكى شجوها البَركَ أجمعا
بأوجدَ مني يوم قامَ بمالكٍ / منادٍ بصير بالفراق فأسمعا
فان يكُ حزن أو تتابعُ عبرةٍ / أذابت عبيطاً من دم الجوفِ مُنقَعا
تجرعتها في مالكٍ واحتسيتها / لاعظم منها ما احتسى وتجرَّعا
ألم تأتِ أخبارُ المحلّ سراتكم / فَيغضَب منكم كلُ من كان موجعا
بمشمته إذ صادفَ الحتفُ مالكاً / ومشهده ما قد رأى ثم ضَيّعا
أأَثرتَ هِدماً بالياً وسويّةً / وجئتَ بها تعدو بريداً مُقَزَّعا
فلا تَفرحَن يوماً بنفسك انني / ارى الموتَ وقّاعاً على من تَشَجّعا
لعلَّكَ يوماً ان تُلِمَّ مُلّمَةٌ / عليك من اللآئي يدعنك أجدَعا
نعيتَ امرءً لو كان لحمُك عندَه / لآواه مجموعاً له أو مُمَزَّعا
فلا يُهنيء الواشين مقتلُ مالكٍ / فقد آبَ شانيه إياباً فوَدّعا
لعمري لنعم الحيُّ اسمعُ غدوةً
لعمري لنعم الحيُّ اسمعُ غدوةً / أسيدٌ وقد جَدَّ الصُراخُ المُصدَّق
فاسمع فتيانا كجَنَّة عَبقَرٍ / لهم رَيِّقٌ عند الطعانِ ومصدقُ
رأوا غارة تحوي السّوامَ كأنّها / جرادٌ ضُحَيا سارح متورَّقُ
أخَذن بهم جنبي أفاق وبطنها / فما رجعوا حتى ارقوا وأعتقوا
وقد علمت أُولي المغيرة اننا
وقد علمت أُولي المغيرة اننا / نُطَرِّف خلف الموقصات السوابقا
لقد لامني عند القبور على البكا
لقد لامني عند القبور على البكا / رفيقي لتذرافِ الدموع السوافكِ
أمِن أجلِ قبرٍ بالملا أنت نائحٌ / على كلّ قبرٍ أو على كلّ هالك
فقال اتبكي كل قبرٍ رأيته / لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدكادك
فقلتُ له ان الشجا يبعثُ الشجا / فدعني فهذا كلُّه قبر مالكِ
ألَم تَرَه فينا يقسِّمُ مالَهُ / وتأوى اليه مرملاتُ الضرائك
فآخِرُ آياتٍ مُناخ مطيةٍ / ورحلٍ علافيّ على متن حارك
فلما استوى كالبدر بين شعوبه / وأمَّت بهاديها فجاج المهالك
بعينيّ قطاميّ تأوَّبَ مَرقباً / فبات به كانّهُ عين فارك
أطفنا به نستحفظ الله نفسه / نقولُ له مصاحباً غير هالك
يثير قطا القنعاء في كل ليلةٍ / اذا حنَّ فحلُ الشولِ وسط المبارك
أقول لهندٍ حين لم أرضَى فعَلها
أقول لهندٍ حين لم أرضَى فعَلها / أهذا دلالُ الحبّ أم فعل فاركِ
أم الصرم ما تبغي وكل مفارقٍ / يسير علينا فقده بعد مالك
حَلَفتُ بربّ الراقصاتِ عشيةً
حَلَفتُ بربّ الراقصاتِ عشيةً / وحيثُ تُناخُ البُدن دافَعَها العَقل
لئن فاتني ريبُ الزمانِ بمالكٍ / وقد كملت فيه المروءة والعَقلُ
ففاتَ ولو قيل الفداء فديتُهُ / وما عزَّ مالٌ عن فداه ولا أهل
لَنِعمَ مُناخُ الضيفِ ان جاء طارقاً / اذا أخمَد النيران او حاردَ المَحل
ونِعمَ محلٌّ الجار حلَّ بأهلِهِ / اذا ما بدا كعب المصونة والحجل
ونعم اخو العاني اذا القيدُ عَضَّهُ / واسرع في ضاحي سواعده الغُلُّ
حَييٌ بَذِيُّ أي ذاك التمستَهُ / وذو لبدٍ شَثنٍ براثنُهُ عَبل
وان جاءَ طاري الليل يخبط طارقاً / تَهلَّلَّ معروفٌ خلائقهُ جَزلُ
خو ثقةٍ لا يعتري الذمّ ناره / اذا لم يكن في القوم شربٌ ولاَ أكلُ
وذو الهمّ تُعديهِ صريمةُ امره
وذو الهمّ تُعديهِ صريمةُ امره / اذا لم تُمَييِّثهُ الرُقى وتعادله
دعوت بطه في القتال فلم يُجِب
دعوت بطه في القتال فلم يُجِب / فخفتُ عليه ان يكون موائلا
ولو شئِتُ باللهِ الذي نَزّل الهدى
ولو شئِتُ باللهِ الذي نَزّل الهدى / حلفتُ وبالأدم المجلَّلةِ الهُدلِ
لَئِن مالِكٌ خَلّىِ علي مكانَهُ / لنِعمَ فتى العَزّاء والزمنِ المحلِ
شديد على الاعداءِ سَهلٌ جنابُهُ / لمن يجتدي معروفه غير ذي دخلِ
كريم النثا حلو الشمائل ماجشدٌ / صَبُورٌ على العزّاءِ مشترك الرحلِ
حليمٌ اذ القوم الكرام تنازعوا / فَحُلَّت حُباهَم واستخفوا من الجَهلِ
وكنتَ الى نفسي أشدّ حلاوةً / من الماء بالماذي من عسلِ النَحلِ
وان كانت الظلماءً ستراً لبعضهم / بدا وجهُهُ من غير فحشٍ ولا بُخلِ
اخو ثقةٍ لا يعتري الذم ناره / اذا أوقدت بين الركائب والرَحلِ
فداء لممساك ابن امي وخالتي / وامي وما فوق الشراكين من نعلِ
وبَزَي وأثوابي ورَحلي لذكرِهِ / وماليَ لو يجدي فدى لك من بَذلِ
وكلٌ فتىً في الناسِ بعد ابنِ امّهِ / كساقطةٍ احدى يديه من الخَبلِ
وبعضُ الرجالِ نخلةٌ لا جنى لها / ولا ظلّ الاّ ان تُعَدَ من النَخلِ
أبلغ ابا قيسٍ اذا ما لقيتَهُ
أبلغ ابا قيسٍ اذا ما لقيتَهُ / نَعامَةُ أدنى دارِهِ فَظَليم
بأنّا ذوو حَدٍّ وانّ قبيلكم / بني خالدٍ لو تعلمون كريم
وانّ الذي الى لكم في بيوتكم / بِمقسمِهِ لو تعلمون أثيمُ
هو الفاجعُ المنكي سراة صديقهِ / وذو طلبٍ يومَ اللّقاءِ غَشومُ
فنهجمُ ابياتا ونُبكي نُسّيَةٌ / بنسوتنا يوماً لهنَّ نحيمُ
كأنَّ بُحَيراً لم يقل لي ما ترى / من الأمر أو ينظر بوجه قسيم
ولو شئت نجّاكَ الكميتُ ولم يكن / كأنّكَ نَصبٌ للرجالِ رَجيمُ
ولكن رأيت الموتَ ادركَ تُبَّعا / ومن بعده من حادثٍ وقديمِ
فيا لعبيدٍ خلقة إنَّ خيرَكم / بجُزرَةَ بين الاعشين مُقيمُ
غَدَرتُم ولم تُربع عليه ركابُكم / كأنكُم لم تُفجعوا بعظيمِ
وكنتُ كذاتِ البوّ ريعت فَرَجّعت / وهل ينفَعَنها نظرةٌ وشميمُ
أطافت فسافت ثم عادت فرجعت / الا ليس عنها سَجُرها بصريمِ
تَطاول هذا الليلُ ما كاد ينجلي
تَطاول هذا الليلُ ما كاد ينجلي / كليلِ تمامٍ ما يريد صَراما
سأبكي أخي ما دامَ صوت حمامةٍ / تؤرقُ في وادي البطاحِ حماما
وابعثُ أنواحاً عليه بسحرةٍ / وتذرف عيناني الدموع سجاما
وأجرأ من ليثِ بخفّان مخدرٍ / وافضلُ ان عيَّ الرجال كلاما
وأقبلَ بسطام بأرسانِ مَن غَوى
وأقبلَ بسطام بأرسانِ مَن غَوى / ومن يغِوِ أو يَخطَأ فليس يلامُ
قَدَرتُ لها ما بينَ نهي مُخَطّطٍ
قَدَرتُ لها ما بينَ نهي مُخَطّطٍ / ثلاث مباءاتٍ وبين سقامِ