القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الإمام الشّافِعي الكل
المجموع : 40
أَرَى حُمُراً تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى
أَرَى حُمُراً تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى / وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ الدَّهرَ لا تُروى
وَأَشرافَ قَومٍ لا يَنالونَ قوتَهُم / وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى
قَضاءٌ لِدَيّانِ الخَلائِقِ سابِقٌ / وَلَيسَ عَلى مُرِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى
فَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ / تَصَبَّرَ لِلبَلوى وَلَم يُظهِرِ الشَكوى
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي / وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي / عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني / وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي / طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ / تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها / حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها / كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم / فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها
وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً / فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها / وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها
فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً / كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها
وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ / عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها
فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها / وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها
فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها / مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً / وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً / لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني / كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي / وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ / سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً / قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ / وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم / وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً / وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها / سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ
فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً / يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ / أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى / وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ
وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً / وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ
أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً
أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً / تَرَقّى عَلى روسِ الرِجالِ وَيخطُبُ
وَإِن كانَ مِثلي لا فَضيلَةَ عِندَهُ / يُقاسُ بِطِفلٍ في الشَوارِعِ يَلعَبُ
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها / أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّها / وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريبا
اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ
اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ / فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ
وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً / تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ
وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ / فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ
وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى / إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ
أُحِبُّ مِنَ الإِخوان كُلَّ مُواتي
أُحِبُّ مِنَ الإِخوان كُلَّ مُواتي / وَكُلَّ غَضيضِ الطَرفِ عَن عَثَراتي
يُوافِقُني في كُلِّ أَمرٍ أُريدُهُ / وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ مَماتي
فَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ / لَقاسَمتُهُ ما لي مِنَ الحَسَناتِ
تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلَّهُم / عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلُ ثِقاتي
فَقيهاً وَصوفِياً فَكُن لَيسَ واحِداً
فَقيهاً وَصوفِياً فَكُن لَيسَ واحِداً / فَإِنّي وَحَقُ اللَهِ إيّاكَ أَنصَحُ
فَذَلِكَ قاَسٍ لَم يَذُق قَلبُهُ تُقىً / وَهَذا جَهولٌ كَيفَ ذو الجَهلِ يَصلُحُ
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت / فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري / وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي
لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي / بِهِ قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُم
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُم / أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشَدائِدِ
تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِدَّةً / وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ
فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ / وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِدِ
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا / وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ / وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ / وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ / بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
أَرى راحَةً لِلحَقِّ عِندَ قَضائِهِ
أَرى راحَةً لِلحَقِّ عِندَ قَضائِهِ / وَيَثقُلُ يَوماً إِن تَرَكتَ عَلى عَمدِ
وَحَسبُكَ حَظّاً أَن تُرى غَيرَ كاذِبٍ / وَقَولَكَ لَم أَعلَم وَذاكَ مِنَ الجَهدِ
وَمَن يَقضِ حَقَّ الجارِ بَعدَ اِبنَ عَمِّهِ / وَصاحِبِهِ الأَدنى عَلى القُربِ وَالبُعدِ
يَعِش سَيِّداً يَستَعذِبُ الناسُ ذِكرَهُ / وَإِن نابَهُ حَقٌّ أَتَوهُ عَلى قَصدِ
إِذا لَم أَجِد خِلّاً تَقِيّاً فَوِحدَتي
إِذا لَم أَجِد خِلّاً تَقِيّاً فَوِحدَتي / أَلَذُّ وَأَشهى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُه
وَأَجلِسُ وَحدي لِلعِبادَةِ آمِناً / أَقَرُّ لِعَيني مِن جَليسٍ أُحاذِرُه
عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها
عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها / بِفَلسٍ لَكانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا
فيهِنَّ نَفسٌ لَو تُقاسُ بِبَعضِها / نُفوسُ الوَرى كانَت أَجَلَّ وَأَكبَرا
ما ضَرَّ نَصلَ السَيفِ إِخلاقُ غِمدِهِ / إِذا كانَ عَضباً حَيثُ وَجَّهتَهُ فَرى
وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ
وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ / إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ
وَما الصَمتُ إِلّا في الرِجالِ مُتَاجِرٌ / وَتاجِرُهُ يَعلو عَلى كُلِّ تاجِرِ
وَما كُنتُ راضٍ مِن زَماني بِما تَرى
وَما كُنتُ راضٍ مِن زَماني بِما تَرى / وَلَكِنَّني راضٍ بِما حَكَمَ الدَهرُ
فَإِن كانَت الأَيّامُ خانَت عُهودَنا / فَإِنّي بِها راضٍ وَلَكِنَّها قَهرُ
لَقَد أَصبَحَت نَفسي تَتوقُ إِلى مِصرِ
لَقَد أَصبَحَت نَفسي تَتوقُ إِلى مِصرِ / وَمِن دونِها أَرضُ المَهامَةِ وَالقَفرِ
فَوَاللَهِ لا أَدري أَلِلفَوزِ وَالغِنى / أُساقُ إِلَيها أَم أُساقُ إِلى القَبرِ
وَأَكثِر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَهُمُ
وَأَكثِر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَهُمُ / بُطونٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ
وَلَيسَ كَثيرٌ أَلفُ خِلٍّ لِعاقِلٍ / وَإِنَّ عَدوّاً واحِداً لَكَثيرُ
شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرَهُ
شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرَهُ / وَأَشهَدُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ وَأَخلَصُ
وَأَنَّ عُرى الإيمانِ قَولٌ مُبَيَّنٌ / وَفِعلٌ زَكِيٌّ قَد يَزيدُ وَينقُصُ
وَإِنَّ أَبا بَكرٍ خَليفَةُ رَبِّهِ / وَكانَ أَبو حَفصٍ عَلى الخَيرِ يَحرِصُ
وَأَشهَدُ رَبّي أَنَّ عُثمانَ فاضِلٌ / وَأَنَّ عَلِيّاً فَضلُهُ مُتَخَصِّصُ
أَئِمَّةُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُم / لَحى اللَهُ مَن إِيّاهُمُ يَتَنَقَّصُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025