المجموع : 29
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / أَبا غالِبٍ أَن قَد ثَأَرنا بِغالِبِ
قَتَلنا بِعَبدِ اللَهِ خَيرَ لِداتِهِ / ذُؤابَ بنَ أَسماءَ بنِ زَيدِ بنِ قارِبِ
وَأَبلِغ نُمَيراً إِن مَرَرتَ بِدارِها / عَلى نَأيِها فَأَيُّ مَولىً وَطالِبِ
وَعَبساً قَتَلناهُم بِحُرِّ بِلادِهِم / بِمَقتَلِ عَبدِ اللَهِ يَومَ الذَنائِبِ
جَعَلنا بَني بَدرِ وَشَمخاً وَمازِناً / لَنا غَرَضاً يَزحَمنَهُم بِالمَناكِبِ
فَلِليَومِ سُمّيتُم فَزارَةَ فَاِصبِروا / لِوَقعِ القَنا تَنزونَ نَزوَ الجَنادِبِ
فَإِن تُدبِروا يَأخُذنَكُم في ظُهورِكُم / وَإِن تُقبِلوا يَأخُذنَكُم بِالتَرائِبِ
وَإِن تُسهِلوا لِلخَيلِ تُسهِل عَلَيكُمُ / بِطَعنٍ كَإيزاعِ المَخاضِ الضَوارِبِ
إِذا أَحزَنوا تَغشَ الجِبالَ رِجالُنا / كَما اِستَوفَزَت فُدرُ الوُعولِ القَراهِبِ
تَكُرُّ عَلَيهُم رَجلَتي وَفَوارِسي / وَأُكرِهَ فيهُم صَعدَتي غَيرَ ناكِبِ
وَمُرَّةَ قَد أَخرَجنَهُم فَتَرَكنَهُم / يَروغونَ بِالصَلعاءِ رَوغَ الثَعالِبِ
وَأَشجَعَ قَد أَدرَكنَهُم فَتَرَكنَهُم / يَخافونَ خَطفَ الطَيرِ مِن كُلِّ جانِبِ
وَثَعلَبَةَ الخُنثى تَرَكنا شَريدَهُم / تَعِلَّةَ لاهٍ في البِلادِ وَلاعِبِ
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا / بِذي الرِمثِ وَالأَرطى عِياضَ بنَ ناشِبِ
فَلَيتَ قُبوراً بِالمَخاضَةِ أَخبَرَت / فَتُخبِرُ عَنّا الخُضرَ خُضرَ المُحارِبِ
رَدَ سناهُمُ بِالخَيلِ حَتّى تَمَلَّأَت / عَوافي الضِباعِ وَالذِئابِ السَواغِبِ
ذَريني أُطَوِّف في البِلادِ لَعَلَّني / أُلاقي بِإِثرٍ ثُلَّةً مِن مُحارِبِ
تَمَنَّيتَني قَيسَ بنَ سَعدٍ سَفاهَةً
تَمَنَّيتَني قَيسَ بنَ سَعدٍ سَفاهَةً / وَأَنتَ اِمرُؤٌ لا تَحتَويكَ المَقانِبُ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ جَعدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ / مِنَ الأَقَطِ الحَوليِّ شَبعانُ كانِبُ
إِذا اِنتَسَبوا لَم يَعرِفوا غَيرَ ثَعلَبٍ / إِلَيهِم وَمِن شَرِّ السِباعِ الثَعالِبُ
تَعَلَّلتُ بِالشَطّاءِ إِذ بانَ صاحِبي
تَعَلَّلتُ بِالشَطّاءِ إِذ بانَ صاحِبي / وَكُلُّ اِمرِئٍ قَد بانَ إِذ بانَ صاحِبُه
كَأَنّي وَبَزّي فَوقَ فَتخاءَ لِقوَةٍ / لَها ناهِضٌ في وَكرِها لا تُجانِبُه
فَباتَت عَلَيهِ يَنفُضُ الطَلَّ ريشُها / تُراقِبُ لَيلاً ما تَغورُ كَواكِبُه
فَلَمّا تَجَلّى اللَيلُ عَنها وَأَسفَرَت / تُنَفِّضُ حَسرى عَن أَحَصٍّ مَناكِبُه
رَأَت ثَعلَباً مِن حَرَّةٍ فَهَوَت لَهُ / إِلى حَرَّةٍ وَالمَوتُ عَجلانُ كارِبُه
فَخَرَّ قَتيلاً وَاِستَمَرَّ بِسَحرِهِ / وَبِالقَلبِ يَدمى أَنفُهُ وَتَرائِبُه
وَيَومَ شِباكِ الدَومِ دانَت لِدَينِنا
وَيَومَ شِباكِ الدَومِ دانَت لِدَينِنا / قُضاعَةُ لَو يُنجي الذَليلَ التَحَوُّبُ
أُقيمَ لَهُم بِالقاعِ قاعِ بَلاكِثٍ / إِلى ذَنَبِ الجَزلاءِ يَومٌ عَصَبصَبُ
أَغَرنا بِصاراتٍ وَرَقدٍ وَطَرَّقَت
أَغَرنا بِصاراتٍ وَرَقدٍ وَطَرَّقَت / بِنا يَومَ لاقى أَهلُها البوسَ عُليَبُ
فِدىً لَهُمُ نَفسي إِذ كَفَوا
فِدىً لَهُمُ نَفسي إِذ كَفَوا / وَيَومَ عَطاكَ مَن تَوَلّى وَجَبَّبا
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ / بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ
وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها / وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ
مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطاً خِمارُها / إِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِ
وَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُ / سِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِ
وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَم أَمُت / خُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّدي
كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحى / بِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِ
أَوِ الأَثأَبُ العُمُّ المُخَرَّمُ سوقُهُ / بِشابَةَ لَم يُخبَط وَلَم يَتَعَضَّدِ
أَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِدي / وَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِدي
أَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِ / مَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِ
أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ / وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ
وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ / وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي
عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ / سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ
وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت / مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ
فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً / كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ
وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها / جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي
أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى / فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ
فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى / غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي
وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت / غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ
دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ / فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ
أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها / بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ
فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ / كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ
وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت / إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ
فَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَت / وَحَتّى عَلاني حَلِكُ اللَونِ أَسوَدِ
فَما رِمتُ حَتّى خَرَّقَتني رِماحُهُم / وَغودِرتُ أَكبو في القَنا المُتَقَصِّدِ
قِتالُ اِمرِئٍ آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ / وَيَعلَمُ أَنَّ المَرءَ غَيرَ مُخَلَّدِ
تَنادوا فَقالوا أَردَتِ الخَيلُ فارِساً / فَقُلتُ أَعَبدُ اللَهِ ذَلِكُمُ الرَدي
فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ / فَما كانَ وَقّافاً وَلا طائِشَ اليَدِ
وَلا بَرِماً إِذا الرِياحُ تَناوَحَت / بِرَطبِ العِضاهِ وَالهَشيمِ المُعَضَّدِ
وَتُخرِجُ مِنهُ صَرَّةُ القَومِ جُرأَةً / وَطولُ السُرى ذَرِّيَّ عَضبٍ مُهَنَّدِ
كَميشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ / صَبورٌ عَلى العَزاءِ طَلّاعُ أَنجُدِ
قَليلٌ تَشَكّيهِ المُصيباتِ حافِظٌ / مِنَ اليَومِ أَعقابَ الأَحاديثِ في غَدِ
صَبا ما صَبا حَتّى عَلا الشَيبُ رَأسَهُ / فَلَمّا عَلاهُ قالَ لِلباطِلِ اِبعَدِ
تَراهُ خَميصَ البَطنِ وَالزادُ حاضِرٌ / عَتيدٌ وَيَغدو في القَميصِ المُقَدَّدِ
وَإِن مَسَّهُ الإِقواءُ وَالجَهدُ زادَهُ / سَماحاً وَإِتلافاً لِما كانَ في اليَدِ
إِذا هَبَطَ الأَرضَ الفَضاءَ تَزَيَّنَت / لِرُؤيَتِهِ كَالمَأتَمِ المُتَبَدِّدِ
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ حَيّاً وَمَيِّتاً / وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُدِ
رَئيسُ حُروبٍ لا يَزالُ رَبيئَةً / مُشيحاً عَلى مُحقَوقِفِ الصُلبِ مُلبِدِ
وَغارَةٍ بَينَ اليَومِ وَالأَمسِ فَلتَةٍ / تَدارَكتُها رَكضاً بِسِيدٍ عَمَرَّدِ
سَليمِ الشَظى عَبلِ الشَوى شَنِجِ النَسا / طَويلِ القَرا نَهدٍ أَسيلِ المُقَلَّدِ
يَفوتُ طَويلَ القَومِ عَقدُ عِذارِهِ / مُنيفٌ كَجِذعِ النَخلَةِ المُتَجَرِّدِ
فَكُنتُ كَأَنّي واثِقٌ بِمُصَدَّرٍ / يُمَشّي بِأَكنافِ الحُبَيبِ بِمَشهَدِ
لَهُ كُلُّ مَن يَلقى مِنَ الناسِ واحِداً / وَإِن يَلقَ مَثنى القَومِ يَفرَح وَيَزدَدِ
وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّني لَم أَقُل لَهُ / كَذَبتَ وَلَم أَبخُل بِما مَلَكَت يَدي
فَإِن تُعقِبِ الأَيّامُ وَالدَهرُ تَعلَموا / بَني قارِبٍ أَنّا غِضابٌ بِمَعبَدِ
ظَواعِنَ عَن خُرجِ النُمَيرَةِ غُدوَةً
ظَواعِنَ عَن خُرجِ النُمَيرَةِ غُدوَةً / دَوافِعَ في ذاكَ الخَليطِ المُصَعَّدِ
عَليمٌ بِأَعقابِ الأُمورِ بِرَأيِهِ / كَأَنَّ لَهُ في اليَومِ عَيناً عَلى الغَدِ
فَإِن يَكُ رَأسي كَالثَغامَةِ نَسلُهُ
فَإِن يَكُ رَأسي كَالثَغامَةِ نَسلُهُ / يُطيفُ بِيَ الوِلدانُ أَحدَبَ كَالقِردِ
رَهينَةَ قَعرِ البَيتِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / كَأَنّي أُراوى أَن أُصَوَّبَ في مَهدِ
فَمِن بَعدِ فَضلٍ في شَبابٍ وَقُوَّةٍ / وَرَأسٍ أَثيثٍ حالِكِ اللَونِ مُسوَدِّ
فَقَد أَبعَثُ الوَجناءَ يَدمى أَظَلُّها / عَلى ظَهرِ سَبسابٍ كَحاشِيَةِ البُردِ
فَأَورَدتُها ماءً قَليلاً أَنيسُهُ / حَديثاً بِعَهدِ الناسِ أَو غَيرَ ذي عَهدِ
فَأَعكِسُها في جُمَّةٍ وَنَصَأتُها / فَآنَستُ ما أَبغي وَأَتعَبتُها تَردي
إِلى عَلَمٍ ناءٍ كَأَنَّ مَسافَهُ / مُخَلَّلُ كِتّانٍ مِنَ النَأيِ وَالبُعدِ
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها / عَلى هَيكَلٍ نَهدِ الجُزارَةِ مُرمَدِّ
سَوابِقُها يَخرُجنَ مِن مُتَنَصَّفٍ / خُروجَ القَواري الخُضرِ مِن سَبَلِ الرَعدِ
وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ / عَلَتهُ جُمادى بِالبَوارِقِ وَالرَعدِ
تَبَطَّنتُهُ تَعدو بِبِزِّيَ نَهدَةٌ / جُلالَةُ ما بَينَ الشَراسيفِ وَاللُبدِ
وَتَخطو عَلى صُمٍّ كَأَنَّ نُسورَها / نَوى القَسبِ يُستَوقَدنَ في الظَرِبِ الصِلدِ
لَها حُضُرٌ كَيفَ الحَريقُ وَعَقبُها / كَجَمِّ الخَسيفِ بَعدَ مَعمَعَةِ الوَردِ
قَليلَ البَتاتِ غَيرَ قَوسٍ وَأَسهُمٍ / وَأَبيَضَ قَصّالِ الضَريبَةِ مُحتَدِّ
وَأَسمَرَ مَربوعٍ مِتَلٍّ كُعوبُهُ / تُصَرِّفُ فيهِ لَهذَماً وادِقَ الحَدِّ
تَقولُ أَلا تَبكي أَخاكَ وَقَد أَرى
تَقولُ أَلا تَبكي أَخاكَ وَقَد أَرى / مَكانَ البُكا لَكِن بُنيتُ عَلى الصَبرِ
فَقُلتُ أَعَبدَ اللَهِ أَبكي أَمِ الَّذي / لَهُ الجَدَثُ الأَعلى قَتيلَ أَبي بَكرِ
وَعَبدُ يَغوثَ تَحجُلُ الطَيرُ حَولَهُ / وَعَزَّ المُصابُ جَثوَ قَبرٍ عَلى قَبرِ
أَبى القَتلُ إِلّا آلَ صِمَّةَ إِنَّهُم / أَبَوا غَيرَهُ وَالقَدرُ يَجري إِلى القَدرِ
فَإِمّا تَرَينا لا تَزالُ دِماؤُنا / لَدى واتِرٍ يَسعى بِها آخِرَ الدَهرِ
فَإِنّا لَلَحمُ السَيفِ غَيرَ نَكيرَةٍ / وَنَلحَمُهُ حيناً وَلَيسَ بِذي نُكرِ
يُغارُ عَلَينا واتِرينَ فَيُشتَفى / بِنا إِن أُصِبنا أَو نُغيرُ عَلى وِترِ
بِذاكَ قَسَمنا الدَهرَ شَطرَينِ قِسمَةً / فَما يَنقَضي إِلّا وَنَحنُ عَلى شَطرِ
فَإِنّي عَلى رَغمِ العَدُوِّ لَنازِلٌ
فَإِنّي عَلى رَغمِ العَدُوِّ لَنازِلٌ / بِحَيثُ اِلتَقى عَيطٌ وَبيضُ بَني بَدرِ
أَيا حَكَمَ السَوءاتِ لا تَهجُ وَاِضطَجِع / فَهَل أَنتَ إِن هاجَيتَ إِلّا مِنَ الخُضرِ
وَهَل أَنتَ إِلّا بَيضَةٌ ماتَ فَرخُها / ثَوَت في سُلوخِ الطَيرِ في بَلَدٍ قَفرِ
حَواها بُغاثٌ شَرُّ طَيرٍ عَلِمتُها / وَسُلّاءُ لَيسَت مِن عُقابٍ وَلا نَسرِ
أُتيحَ لَهُ مِن أَرضِهِ وَسَمائِهِ
أُتيحَ لَهُ مِن أَرضِهِ وَسَمائِهِ / هُبَيرَةُ وَرّادُ المَنايا عَلى الزَجرِ
ثَكِلتِ دُرَيداً إِن أَتَت لَكِ شَتوَةٌ
ثَكِلتِ دُرَيداً إِن أَتَت لَكِ شَتوَةٌ / سِوى هَذِهِ حَتّى تَدورَ الدَوائِرُ
وَشَيَّبَ رَأسي قَبلَ حينِ مَشيبِهِ / بُكاؤُكِ عَبدَ اللَهِ وَالقَلبُ طائِرُ
إِذا أَنا حاذَرتُ المَنِيَّةَ بَعدَهُ / فَلا وَأَلَت نَفسٌ عَلَيها أُحاذِرُ
أُمَيمَ أَجِدّي عافِيَ الرُزءِ وَاِجشَمي
أُمَيمَ أَجِدّي عافِيَ الرُزءِ وَاِجشَمي / وَشُدّي عَلى رُزءٍ ضُلوعَكِ وَاِبأَسي
حَرامٌ عَلَيها أَن تَرى في حَياتِها / كَمِثلِ أَبي جَعدٍ فَعودي أَوِ اِجلِسي
أَعَفَّ وَأَجدى نائِلاً لِعَشيرَةٍ / وَأَكرَمِ مَخلودٍ لَدى كُلِّ مَجلِسِ
وَأَليَنَ مِنهُ صَفحَةً لِعَشيرَةٍ / وَخَيراً أَبا ضَيفٍ وَخَيراً لِمَجلِسِ
تَقولُ هِلالٌ خارِجٌ مِن غَمامَةٍ / إِذا جاءَ يَجري في شَليلٍ وَقَونَسِ
يَشُدُّ مُتونَ الأَقرَبينَ بَهاؤُهُ / وَيُخبِثُ نَفسَ الشانِئِ المُتَعَبِّسِ
وَلَيسَ بِمِكبابٍ إِذا اللَيلُ جَنَّهُ / نَؤومٍ إِذا ما أَدلَجوا في المُعَرِّسِ
وَلَكِنَّهُ مِدلاجُ لَيلٍ إِذا سَرى / يُنِدُّ سُراهُ كُلَّ هادٍ عَمَلَّسِ
سَليمُ بنَ مَنصورٍ أَلَمّا تُخَبَّروا
سَليمُ بنَ مَنصورٍ أَلَمّا تُخَبَّروا / بِما كانَ مِن حَربَي كُلَيبٍ وَداحِسِ
وَما كانَ في حَربِ اليَحابِرِ مِن دَمٍ / مُباحٍ وَجَدعٍ مُؤلِمٍ لِلمَعاطِسِ
وَما كانَ في حَربَي سُلَيمٍ وَقَبلَهُم / بِحَربِ بُعَثٍ مِن هَلاكِ الفَوارِسِ
تَسافَهَتِ الأَحلامُ فيها جَهالَةً / وَأُضرِمَ فيها كُلُّ رَطبٍ وَيابِسِ
فَكُفّوا خُفاقاً عَن سَفاهَةِ رَأيِهِ / وَصاحِبَهُ العَبّاسَ قَبلَ الدَهارِسِ
وَإِلّا فَأَنتُم مِثلُ مَن كانَ قَبلُكُم / وَمَن يَعقِلُ الأَمثالَ غَيرُ الأَكايِسِ
قَتَلنا بِعَبدِ اللَهِ خَيرَ لِدانِهِ
قَتَلنا بِعَبدِ اللَهِ خَيرَ لِدانِهِ / وَخَيرَ شَبابِ الناسِ لَو ضُمَّ أَجمَعا
ذُؤابَ بنَ أَسماءَ بنِ زَيدِ بنِ قارِبٍ / مَنيَّتُهُ أَجرى إِلَيها وَأَوضَعا
فَتى مِثلُ مَتنِ السَيفِ يَهتَزُّ لِلنَدى / كَعالِيَةِ الرِمحِ الرُدَينِيِّ أَروَعا
أَعاذِلَ كَم مِن نارِ حَربٍ غَشيتُها
أَعاذِلَ كَم مِن نارِ حَربٍ غَشيتُها / وَكَم لِيَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
وَإِن تَسأَلي الأَقوامَ عَنّي فَإِنَّني / لَمُشتَرِكٌ مالي فَدونَكِ فَاِسأَلي
وَإِنّي لَعَفٌّ عَن مَطاعِمَ تُتَّقى / وَمُكرِمُ نَفسي عَن دَنِيّاتِ مَأكَلِ
وَما إِن كَسَبتُ المالَ إِلّا لِبَذلِهِ / لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِعانٍ مُكَبَّلِ
وَإِنّي أَخوهُم عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
وَإِنّي أَخوهُم عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ / إِذا مُتُّ لَم يَلقَوا أَخاً لَهُمُ مِثلي
تَجودُ لَهُم نَفسي بِما مَلَكَت يَدي / وَنَصري فَلا فُحشي عَلَيهُم وَلا بُخلي
وَمَولىً دَفَعتُ الدَرءَ عَنهُ تَكَرَّماً / وَلَو شِئتُ أَمسى وَهوَ مُغضٍ عَلى تَبلِ
وَلَكِنَّني أَحمي الذِمارَ وَأَنتَمي / إِلى سَعيِ آباءٍ نَمَوا شَرَفي قَبلي
أَمِن ذِكرِ سَلمى ماءُ عَينِكَ يَهمِلُ
أَمِن ذِكرِ سَلمى ماءُ عَينِكَ يَهمِلُ / كَما اِنهَلَّ خَرزٌ مِن شَعيبٍ مُشَلشِلُ
وَماذا تُرَجّي بِالسَلامَةِ بَعدَما / نَأَت حِقَبٌ وَاِبيَضَّ مِنكَ المُرَجَّلُ
وَحالَت عَوادي الحَربِ بَيني وَبَينَها / وَحَربٌ تُعِلُّ المَوتَ صِرفاً وَتُنهِلُ
قِراها إِذا باتَت لَدَيَّ مُفاضَةٌ / وَذو خُصَلٍ نَهدُ المَراكِلِ هَيكَلُ
كَميشٌ كَتَيسِ الرَملِ أَخلَصَ مَتنَهُ / ضَريبُ الخَلايا وَالنَقيعُ المُعَجَّلُ
عَتيدٌ لِأَيّامِ الحُروبِ كَأَنَّهُ / إِذا اِنجابَ رَيعانُ العَجاجَةِ أَجدَلُ
يَجاوِبُ جُرداً كَالسَراحينِ ضُمَّراً / تَرودُ بِأَبوابِ البُيوتِ وَتَصهَلِ
عَلى كُلِّ حَيٍّ قَد أَطَلَّت بِغارَةٍ / وَلا مِثلَ ما لاقى الحِماسُ وَزَعبَلُ
غَداةَ رَأَونا بِالغَريفِ كَأَنَّنا / حَبِيٌّ أَدَرَّتهُ الصَبا مُتَهَلِّلُ
بِمُشعَلَةٍ تَدعو هَوازِنَ فَوقَها / نَسيجٌ مِنَ الماذِيِّ لَأمٌ مُرَفَّلُ
لَدى مَعرَكٍ فيها تَرَكنا سَراتَهُم / يُنادونَ مِنهُم موثَقٌ وَمُجَدَّلُ
نَجُذُّ جَهاراً بِالسُيوفِ رُؤوسَهُم / وَأَرماحُنا مِنهُم تَعُلُّ وَتَنهَلُ
تَرى كُلَّ مُسوَدِّ العِذارَينِ فارِسٍ / يُطيفُ بِهِ نَسرٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
وَجَدنا أَبا الجَبّارِ ضَبّاً مُوَرَّشاً
وَجَدنا أَبا الجَبّارِ ضَبّاً مُوَرَّشاً / لَهُ في الصَفاةِ بُرثُنٌ وَمَعاوِلُ
لَهُ كُديَةٌ أَعيَت عَلى كُلِّ قابِضٍ / وَلَو كانَ مِنهُم حارِشانِ وَحابِلُ
ظَلِلتُ أُراعي الشَمسَ لَولا مَلالَتي / تَزَلَّعَ جِلدي عِندَهُ وَهوَ قائِلُ