القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّيَات الكل
المجموع : 18
أَلَم تَرَ أَنَّ الشَّيءَ لِلشَّيءِ عِلَّةٌ
أَلَم تَرَ أَنَّ الشَّيءَ لِلشَّيءِ عِلَّةٌ / يَكونُ لَها كَالنَّارِ تُقدَحُ بِالزَّنْدِ
كَذلِكَ جَرَّبنا الأُمورَ وَإِنَّما / يدلكَ ما قَد كانَ قَبلُ عَلى البعْدِ
وَظَنِّي بِإبْراهيمَ أَنَّ مَكانَهُ / سَيَبعَثُ يَوماً مِثلَ أَيَّامه النُّكْدِ
رَأَيتُ حسيناً حِينَ صارَ مُحَمَّدٌ / بِغَيرِ أَمان في يَدَيهِ وَلا عَقْدِ
فَلَو كانَ أَمضى السَّيفَ فيهِ بِضَربَةٍ / تُصَيِّرُهُ بِالقاعِ مُنعَفِرَ الخَدِّ
إِذا لَم تَكُنْ لِلجُندِ فيهِ بَقِيَّةٌ / فَقَد كانَ ما بُلِّغت مِن خَبر الجُنْدِ
هُم قَتَلوهُ بَعدَ أَن قَتَلوا لَهُ / ثَلاثينَ أَلفاً مِن كهولٍ وَمِن مُرْدِ
وَما نَصَروهُ عَن يَدٍ سَلَفَتْ لَهُ / وَلا قَتَلوهُ يَومَ ذلِكَ عَن حِقْدِ
وَلكِنَّهُ الغَدْرُ الصراحِ وَخفّة الْ / حلومِ وَبُعدُ الرَّأيِ عَن سُنَنِ القَصْدِ
فَذلِكَ يَومٌ كانَ لِلنَّاسِ عِبرَةً / سَيَبقى بَقاءَ الوَحْيِ في الحَجَر الصَّلْدِ
وَما يَوم إِبراهيمَ إِن طالَ عُمرهُ / بِأَبعَدَ في المَكروهِ مِن يَومِهِ عِنْدي
تَذَكَّرَ أَميرَ المُؤمِنينَ قِيامَه / وَإيمانَهُ في الهَزل مِنهُ وَفي الجدِّ
أَما وَالَّذي أَصبَحتُ عَبْدَ خَليفَةٍ / لَهُ خَيرُ إيمانِ الخَليفَةِ وَالعَبْدِ
إِذا هَزَّ أَعوادَ المَنابِر باستِهِ / تَغَنّى بِلَيلى أَو بِمَيَّة أَو هِنْدِ
وَوَاللَّهِ ما مِن تَوْبَةٍ نَزَعَتْ بِهِ / إِلَيكَ وَلا مَيلٍ إِلَيكَ وَلا وُدِّ
وَلكِنَّ إِخلاصَ الضَّميرِ مُقَرَّب / إِلى اللَّهِ زُلفى لا تخيبُ وَلا تكْدي
أَتاكَ بِهِ طَوْعاً إِلَيكَ بِأَنفِهِ / عَلى رُغْمِهِ وَاِستَأثَرَ اللَّهُ بِالحَمْدِ
فَلا تَترُكَنْ لِلنَّاسِ مَوضِعَ شُبهَةٍ / فَإِنَّكَ مجزيٌّ بِحَسْبِ الَّذي تُسْدي
فَقَد غَلَطوا لِلنَّاسِ في نَصْبٍ مِثله / وَمن لَيسَ لِلمَنصورِ بِابن وَلا المَهْدي
فَكَيفَ بِمَن قَد بايَعَ النَّاسُ وَالتَقَتْ / بِبَيعَتِهِ رُكْبانُ غَوْرٍ إِلى نَجْدِ
وَمَن صَكَّ تَسليمُ الخِلافَةِ سَمعَهُ / يُنادى بِها بَينَ السماطين مِن بُعْدِ
وَأَيُّ اِمرئٍ سامى بِها قَطُّ نَفْسَهُ / فَفارَقَها حَتّى تَغَيَّبَ في اللَّحْدِ
وَترجمُ هذي النَّابتيَّةَ أَنَّهُ / إِمامٌ لَها فيما تُجِنُّ وَما تُبْدي
يَقولونَ سُنِيٌّ وَأَيَّةُ سُنَّةٍ / تَقومُ بِجَونِ اللَّونِ صَعلُ القَفا جَيْدِ
وَقَد جَعَلوا رُخْصَ الطَّعامِ بِعَهدِهِ / زَعيماً لَهُم بِاليُمنِ وَالكَوكَبِ السَّعْدِ
إِذا ما رَأَوا يَوماً غَلاء رَأيَتهم / يَحِنُّونَ تَحناناً إِلى ذلِكَ العَهْدِ
وَأَقبَلَ يَومَ العيدِ يوجِفُ حَوْلَهُ / وَجيف الجِيادِ وَاِصطِكاك القَنا الجُرْدِ
وَرجّالَةٌ يَمشونَ في البيضِ دونَهُ / وَقَد تَبعوهُ بِالقَضيبِ وَبِالبُرْدِ
فَإِنْ قُلتَ قَد رامَ الخِلافَةَ غَيرُهُ / فَلَم يُؤتَ فيما كانَ حاولَ مِن جَدِّ
فَلَم أجزِهِ إِذ خَيَّبَ اللَّهُ سَعيَهُ / عَلى خَطَأٍ إِذ كانَ مِنهُ عَلَى عَمْدِ
وَلَم أَرضَ بَعدَ العَفوِ حَتّى رَفَدتُهُ / وَلَلعَمُّ أَولى بِالتَّغَمُّدِ وَالرِّفْدِ
فَلَيسَ سَواءً خارِجِيٌّ رَمى بِهِ / إِلَيكَ سَفاهُ الرَّأيِ وَالرَّأيُ قَد يُردي
تَعاوَت لَهُ مِن كُلِّ أَوبِ عصابَةٌ / مَتى يورِدوا لا يُصدِروهُ عَنِ الورْدِ
وَآخَر في بَيتِ الخَليفَةِ يَلتَقي / بِهِ وَبِكَ الآباءُ في ذُروَةِ المَجْدِ
فَمَولاكَ مَولاهُ وَجُندُكَ جُندهُ / وَهَل يَجمَعُ القَينُ الحُسامَينِ في غَمْدِ
وَقَد رابَني مِن أَهلِ بَيتِكَ أَنَّني / رَأَيتُ لَهُم وَجْداً بِهِ أَيَّما وَجْدِ
يَقولونَ لا تَبْعُدْ مِن اِبنِ مُلِمَّةٍ / صَبورٍ عَلَيها النَّفس ذي مَرَّةً جَلْدِ
فَدانا فَهانَت نَفسُهُ دونَ مُلكِنا / عَلَيهِ عَلى الحِينِ الَّذي قَلَّ مَنْ يُفْدي
عَلى حين أَعطى النَّاسُ صَفوَ أَكُفِّهِم / عَلِيُّ بنِ موسى بِالوِلايَةِ لِلعَهْدِ
فَما كانَ مِنَّا مَن أَبى الضَّيْمَ غَيرهُ / وَلكِن كَفانا في القَبولِ وَفي الرَدِّ
وَجَرَّدَ إِبراهيمُ لِلمَوتِ نَفسَهُ / وَأَبدى سِلاحاً فَوقَ ذي مَيْعَةٍ نَهْدِ
فَأَبلى وَمَن يَبلُغْ مِنَ الأَمرِ جَهدَهُ / فَلَيسَ بِمَذمومٍ وَإِن كانَ لَم يُجْدِ
فَهذي أُمورٌ قَد يَخافُ ذَوو النُّهى / مَغَبَّتَها وَاللَّهُ يَهديكَ لِلرُّشْدِ
سَلامٌ عَلى الدّارِ الَّتي لا أَزورُها
سَلامٌ عَلى الدّارِ الَّتي لا أَزورُها / وَإِن حَلَّها شَخصٌ إِلَيَّ حَبيبُ
وَإِن حَجَبَت عَن ناظِرَيَّ سُتورُها / هَوىً تَحسُن الدُّنيا بِهِ وَتَطيبُ
هَوىً تَحسُنُ اللَّذاتُ عِندَ حُضورِهِ / وَتَسخُنُ عَينُ اللَّهوِ حِينَ يَغيبُ
تَثَنى بِهِ الأَعطافُ حَتّى كَأَنَّهُ / إِذا اِهتَزَّ مِن تَحتِ الثِّيابِ قَضيبُ
رَضيتُ بِسَعي الوَهْمِ بَيني وَبَينها / وَإِن لَم يَكُن لِلعَينِ فيهِ نَصيبُ
مَخافَةَ أَن تُغرَى بِنا أَلسُنُ العِدا / وَيَطمَعُ فينا عائِب فَيَعيبُ
كَأَنَّ مَجالَ الطَّرفِ مِن كُلِّ ناظِرٍ / عَلى حَرَكاتِ العاشِقينَ رَقيبُ
يَظَلُّ لَهُ سَيفُ النَّبِيِّ كَأَنَّما
يَظَلُّ لَهُ سَيفُ النَّبِيِّ كَأَنَّما / لَهُ دَمعَةٌ مِن لَوعَةِ الشَّوقِ تَذرِفُ
حَمائِلُهُ وَالبَردُ تَعلَمُ أَنَّهُ / هُوَ الطِّينَةُ الأولى الَّتي كانَ يعرِفُ
حَلَفتُ وَمِن حَقِّ الَّذي قُلتُ إِنَّني / أَقولُ وَأَثني بَعد ذاكَ وَأَحلِفُ
فَما هابَ أَهلُ الظُّلمِ مِثلَكَ سايساً / وَلا أَنصَفَ المَظلومَ مِثلُكَ مُنصِفُ
وَشَيَّدَها حُدباً تَخالُ ظُهورُها
وَشَيَّدَها حُدباً تَخالُ ظُهورُها / مِنَ الجانِبِ الأَقصى سَواماً مُبَرَّكا
أَعَدَّ لَها نَورُ الرَّبيعِ وَظِلَّهُ / وَيَوماً يُرَجّى خَيرَهُ مَن تَبَرَّكا
فَما أَدرَكَ النَّورُ الرَّبيعي يَومَهُ / وَلا عَرَفات بَعدَ ذلِكَ أَدرَكا
لَيتَ شِعري عَن لَيتَ شِعرَكَ هذا
لَيتَ شِعري عَن لَيتَ شِعرَكَ هذا / أَبِهَزلٍ تَقولُهُ أَم بِجدِّ
فَلَعَمري إِن كانَ قَولُكَ فيما / قُلتَ حَقّاً لَقَد تَعَتَّيت بَعدي
وَتَشَبَّهت بي وَكُنتُ أرى أَن / نِي العاشِقُ المُتَيَّمُ وَحدي
أَترُكُ القَصدَ في الأُمورِ وَلَولا / غَمراتُ الهَوى لَأَبصَرتُ قَصدي
لا أُحِبُّ الَّذي يَلومُ وَإِن كا / نَ حَريصاً عَلى صَلاحي وَرُشدي
وَأُحِبُّ الأَخَ المُشارِكَ في الحُب / بِ وَإِن لَم يَكُن بِهِ مِثلُ وَجدي
كَصَديقي أَبي عَلِيَّ وَحاشا / لِصَديقي مِن مِثلِ شِقوَة جَدّي
إِنَّ مَولايَ عَبدُ غَيري وَلَولا / شُؤمُ جَدّي لَكانَ مَولايَ عَبدي
سَيِّدي سَيِّدي وَمَولايَ مَن أَل / بَسَني ذِلَّةً وَأَضرَع خَدّي
يَقولُ لي الخلّانُ لَو زُرتَ قَبرَها
يَقولُ لي الخلّانُ لَو زُرتَ قَبرَها / فَقُلتُ وَهَل غَيرَ الفُؤادِ لَها قَبرُ
عَلى حين لَم أَحدُث فَأَجهَل فَقدَها / وَلَم أَبلُغ السِّنِّ الَّتي مَعَها الصَّبرُ
وَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّني غَيرُ صابِرٍ
وَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّني غَيرُ صابِرٍ / فَها أَنا ذا لَم أَقضِ مِن إِثرِها نَحبي
خَليلَيَّ لَم أَصدُق وَكانَ سَفاهَةً / رُجوعي بِحُسنِ الظَنِّ مِنها عَلى قَلبي
فَأُقسِمُ أَن لَو كُنتُ أَوَّلَ مَيِّت / وَآخرَ مَنشورٍ يَهُبُّ مِنَ التُّربِ
لما كانَ مِن مَوتي عَلَيها صَبابَةً / قَضاء لِما اِستَرعَيتُ مِن ذِمَّةِ الحُبِّ
تَجَلَّدتُ في حُبِّي وَما بي قُوَّةٌ
تَجَلَّدتُ في حُبِّي وَما بي قُوَّةٌ / وَلي زَفَراتٌ شاهِداتٌ عَلى عِشقي
وَإِنِّي لَأَنوي الشَّيءَ مِن غَيرِ عِلمِها / فَيَعرِفُهُ غَيري وَلَم يَجرِ في نُطقي
كَأَنَّ عُيونَ العالِمينَ مُطِلَّةٌ / عَلَيَّ فَما يَخفى هَواكِ عَلى خَلقِ
تَجَنَّى عَلَيَّ الذَّنبَ وَهيَ مُسيئَةٌ / فأوثرها بِالصِّدقِ فيهِ عَلى صِدقي
لَعَمري لَقَد قَرَّت عُيونٌ رَأَيتُها
لَعَمري لَقَد قَرَّت عُيونٌ رَأَيتُها / وَلكِنَّ عَيني لَم تُمَتَّع مِنَ النَّظَر
إِذا سَخِطَت أَومَت إِلى الدَّهرِ بِالَّذي / تُحاوِلُهُ فِيَّ فَلم يَعصِها القَدَر
وَلا عَيبَ إِلَّا أَنَّها بَشَرِيَّةٌ / فَلَولاهُ كانَت ثالِث الشَّمسِ وَالقَمَر
لَئِن كانَ أَشقى اللَّهُ قَوماً بِحُبِّهِم / فَقَد أَسعَدَ اللَّهُ المُحِبَّ إِذا قَدَر
وَلَيلٍ كَلَونِ الطَّيلَسانِ سَرَيتُهُ
وَلَيلٍ كَلَونِ الطَّيلَسانِ سَرَيتُهُ / عَلى بَطنِ خَودِ بَضَّةِ المُتَجَرّدِ
جزوعٍ عَلى الإِدلاجِ أَعجَلُ سَيرها / الوُقوفُ إِذا اِستَعجَلتُ وَالضَّمُّ بِاليَدِ
يَقولُ وَيَشكو الأَيرَ أَتعَبَني السُّرى / وَأَنصَبَني قَطعُ الفِراشِ المُمَهَّدِ
أَجِدُّ وَما لي حاجَة حِينَ أَستَوي / عَلَيها سِواها بِالنجاءِ العَمَرَّدِ
إِذا أَعمَلَت في السَّيرِ كانَ خِطامُها / التَّثامي بِما يَشفى بريقَته الصَّدى
أَخُبُّ عَلَيها وَهيَ تَحتَ مَقَرِّهِ / وَأَرقُدُ مِنها بين بَطنٍ وَمَسجِدِ
حوارِيَّةٌ زينُ النِّقابِ اِنتِقابِها / وَإِن سَفَرَت فَالشَّمسُ وافَت بِأَسعَدِ
وَإِن قَعَدتُ زانَ القُعودَ قُعودُها / وَإِن تَمشِ لا يَعدمكَ حُسنُ التَّأَوُّدِ
فَهاتيكَ أَقرى طارِقَ الهَمِّ لا الَّتي / تَروحُ بِأَحناءِ الرِّجالِ وَتَغتَدي
فِداءٌ لِوَصفِ الحُورِ وَصفُ اِبن ناقَةٍ / وَيفدي الحَلا لَحنَ الغَريضِ وَمعنِدِ
وَتَفدي لَنا في جانِبِ الكرخِ مَنزِلاً / رُسومٌ وَأَطلالٌ بِبُرقَة ثَهمَدِ
أَلَم تَرَني أَعمَلتُ نَفسي في الصِّبى / وَلا أَتَوَقَّى اليَومَ نائِبَةَ الغَدِ
أعاذِلَ لا أَدعى المقَصِّرَ في الضِّبى / وَلا أَتَوَقَّى اليَوم نائِبَة الغَدِ
أعاذِل لَم أَبلُغ فَأَصحو وَأَرتَدِع / أَشدِّي وَلا ما جاوَزَ النّصف مَولِدي
لَعَلِّي إِذا جاوَزتُ خَمسينَ حجَّةً / وَعَشراً وَتِسعاً بَعدَ حول مُجَرَّدِ
أُراجِعُ سُلواناً وَإِنِّي لَخائِفٌ / فَإِن حَقَّ خَوفي فَالثَّمانونَ مَوعِدي
أتيحَ مِنَ الحينِ المُتاحِ لِقَلبِهِ
أتيحَ مِنَ الحينِ المُتاحِ لِقَلبِهِ / ثَلاثَةُ أَنواعٍ وَآخرَ رابِعُ
فِراقٌ وَهجرانٌ وَلَيلٌ كَأَنَّما / تُجاذِبُهُ الإِصباحَ أَيدٍ نَوازِعُ
وَإِنِّي مَتى أَنظُر إِلى مَن أُحِبُّهُ / أَشارَت من الأَعداء نَحوي الأَصابِعُ
فَلا البَينُ مَأمونٌ وَلا الهَجرُ مُبعَدٌ / وَلا يَفتُرُ الواشي وَلا الصُّبحُ ساطِعُ
وَإِنِّي لَأَلقاها فَيَنطِقُ طَرفُها
وَإِنِّي لَأَلقاها فَيَنطِقُ طَرفُها / لِطَرفي بِما يَخفي وَإِن لَم تَكَلَّمِ
وَتَبخَلُ عَنّي بِالسَّلامِ وَعَينُها / تُشيرُ بِهِ نَحوي وَإِن لَم تُسَلِّمِ
بِنَفسِيَ إِنسانٌ إِذا غابَ لَم أَزَل / أَلاحِظُ عَينَيهِ بِعَينِ التَوَهُّمِ
سُرورٌ وَحُزنٌ فيهِ يَعتَوِرانني / فَأَقطَعُ يَومي بِالبُكا وَالتَّبَسُّمِ
أَلا مَن عَذيرُ النَّفسِ مِمَّن يَلومُها
أَلا مَن عَذيرُ النَّفسِ مِمَّن يَلومُها / عَلى حُبِّها جَهلاً أَلا مَن عَذيرُها
تَذَكَّرتُ أَيّاماً تَوَلّى سُرورُها / فَدر لعَيني عِندَ ذاكَ دَرُورُها
فَبِتُّ كَأَنّي بِالنُّجومِ مُوَكَّلٌ / أُقَلِّبُ فيها مُقلَتي وَأُديرُها
كَأَنَّ بَناتَ النَّعشِ باسِطٌ كَفَّهُ / وَقَد مَدَّ كَفاً لِلسُّؤالِ فَقيرُها
كَأَنَّ الثُّريا في الدُّجى وَاِجتِماعِها / عِصابَةُ طَيرٍ فَزَّعَتها صُقورُها
يخالُ بِها النَّسرُ الَّذي هُوَ واقِعٌ / أَثافِيَّ لَم يُنصَب عَلَيها قُدورُها
أَلا يا لَها مِن لَيلَةٍ حارَ نَجمُها / وَغابَ الكَرى فيها وَطالَ قَصيرُها
تَذَكَّرتُ أَيّاماً تَوَلَّت حَميدَةً / فَعادَ لِنَفسي بَثُّها وَزَفيرُها
لَيالِيَ كانَت مَن تُحِبُّ أَميرَةً / عَلَيكَ وَمَولاةً وَأَنتَ أَميرُها
وَكانَت أَسيراً في وِثاقِكَ يَنتَهي / إِلى كُلِّ مَن تَهوى وَأَنتَ أَسيرُها
فَأَعقَبتُ أَيّاماً جَرَت بِمُساءَتي / قَريبَةُ بُؤسٍ وَاستشاط غيورُها
وَفي الصَّدرِ مِنّي غُصَّةٌ لا أُحيرُها / وَفي الصَّدرِ مِنها غُصَّة لا تُحيرُها
دَهاني وَإِيّاها العُداةُ فَأَصبَحَت / وَقَد أُسبِلَت دوني عَلَيها سُتورُها
وَكانَت وَأَبوابٌ لَها خَمسُ عَشرَة / تَطولُ عَلَيها لَيلَةً لا أَزورُها
وَكُنتُ أَثيراً عِندَهُنَّ يَرَينَني / كَتُفّاحَةٍ قَد فُضَّ فيها عَبيرُها
وَكانَت عَلاماتي إِلَيها تَنَحنُحي / وَيُنذِرُها مِن حِسِّ نَعلي صَريرُها
وَكانَت إِذا ما جاءَ غَيري تَسَتَّرَت / وَكانَ لَدَيَّ بَذلُها وَسُتورُها
فَأَصبَحتُ أَرضى بِالقَليلِ وَرُبَّما / طَلَبتُ فَلَم يَعسُر عَلَيَّ كَثيرُها
وَأَعزِز عَلَيها أَن تَكونَ إِشارَتي / إِلَيها بِطُهر لا يُجابُ مُشيرُها
تَطاوَلَتِ الأَيَّامُ مُنذُ رَأَيتُها / فَكانَت عَلَيَّ كَالسِّنينِ شهورُها
وَلَو أَنَّ ما أَلقى مِنَ الوجدِ ساعَةً / بِأَجبالِ رَضوى هُدَّ منَها صُخورُها
وَلَو أَنَّ ما أَلقى مِنَ الوجدِ ساعَةً / بِرُكنَي ثَبيرٍ ما أَقامَ ثَبيرُها
وَلَو أَنَّني أدعى لَدى المَوتِ باسمِها / لَعادَ لِنَفسي باذن رَبّي نُشورُها
أُعَلِّلُ نَفسي بِالأَماني مَخافَةً / عَلَيها إِذا ما الشَّوقُ كادَ يُطيرُها
وَأَدعو إِذا ما خِفتُ أَن يَغلبَ الهَوى / عَلَيها غَرامي بِاِسمِها أَستَجيرُها
فَإِن تَكُنِ الأَيَّامُ أَغشتكَ نقمَةً / فَقَد أَدبَرت أَعجازها وَصُدورُها
وَإِنِّي لَآتي الشَّيءَ مِن غَيرِ عِلمِها / فَيُخبِرُها عَنّي بِذاكَ ضَميرُها
وَقَد زَعِمتُ أَنِّي سَمَحتُ لِغَيرِها / بِوَصلٍ وَلا وَالبُدنِ تَدمي نحورُها
وَرَبِّ المَنايا لا أُميلُ زِيارَتي / إِلى غَيرِها أُنثى وَلا أَستَزيرُها
وَلكِنَّني كَنَّيتُ عَنها بِغَيرِها / مَخافَةَ عَينٍ لا يَنامُ بَصيرُها
عَلَيَّ نُذورٌ جَمَّةٌ في لِقائِها / فَلَيتَ نذوري أَوجَبَت وَنُذورُها
أَما مِن مُشير سَدَّدَ اللَّهُ رَأيَهُ / يَرى أَنَّ فيها حيلَةً لا يُضيرُها
وَكُنّا اِرتَقَينا في صُعودٍ مِنَ الهَوى
وَكُنّا اِرتَقَينا في صُعودٍ مِنَ الهَوى / فَلَمّا تَوافَينا ثَبَتُّ وَزَلَّتِ
وَكُنّا عَقَدنا عُقدَةَ الوَصلِ بَينَنا / فَلَمّا تَواثَقنا شَدَدتُ وَحَلَّتِ
إِذا النَّاسُ كانوا في الأَحاديثِ وَالمُنى
إِذا النَّاسُ كانوا في الأَحاديثِ وَالمُنى / خَلَوتُ بِنَفسي فيك مِن بَينِهِم وَحدي
أحيدُ بِنَفسي عَنكِ عَمداً وَفي الحشا / إِلَيك عُيونٌ ما بَرِحنَ عَنِ القَصدِ
فَيا مَن بِكَفَّيهِ حَياتي وَمُنيَتي / وَمَن لَيسَ لي مِنهُ وَإِن متُّ مِن بُدِّ
أَرِحني مِن نَفسي بِمَوت مُعَجَّل / فَديتُكَ أَو نائي الفُؤادَ مِنَ الجَهدِ
لسكر الهَوى أَروى لِعَظمي وَمِفصَلي
لسكر الهَوى أَروى لِعَظمي وَمِفصَلي / إِذا ظَمِيا يا روح مِن سُكرَةِ الخَمرِ
وَاحسِن مِن رَجعِ المَثاني دفقها / مَراجيع نَغم الثَّغرِ يقرَعُ بِالثَّغرِ
رَأَيتُكَ سَمحَ البَيعِ وَالعِلقِ إِنَّما
رَأَيتُكَ سَمحَ البَيعِ وَالعِلقِ إِنَّما / يُغالى بِهِ إِن ضَنَّ بِالعِلقِ بايِعُه
وَأَحرَ بِمَن هانَت بَضائِعَ مالهُ / لَدى البَيعَ يَوماً أَن تَبورَ بَضائِعُه
هُوَ الماءُ إِن أَجمَمتَهُ طابَ ورده / وَيُفسِدُهُ أَن تُستَباحَ شَرائِعُه
تَمَكَّنت مِن نَفسي فَأَزمَعت قَتلَها
تَمَكَّنت مِن نَفسي فَأَزمَعت قَتلَها / وَأَنتَ رَضِيُّ البالِ وَالنَّفس تَذهَبُ
كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَسومُها / ورودُ حِياضِ المَوتِ وَالطِّفل يَلعَبُ
فَلا الطِّفلُ يَدري ما يَسومُ بِكَفِّهِ / وَفي كَفِّهِ عُصفورَة تَتَضَرَّبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025