القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 17
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ / كَأَنَّكَ في فَرقِ الزَمانِ مَشيبُ
وُكُلُّ بَعيدٍ قَرَّبَ الحَينَ نَحوُهُ / سَلاهِبُكَ الجُردُ الجِيادُ قَريبُ
تَباشَرُ أَقطارَ البِلادِ كَأَنَّها / رِياحٌ لَها في الخافِقينَ هُبوبُ
تَماشى بِفِتيانٍ كَأَنَّ جُسومَهُم / لِخِفَّتِها فَوقَ السُروجِ قُلوبُ
وَتَملَأُ ما بَينَ الفَضائينَ عِثيراً / مُثاراً بِوَجهِ الشَمسِ مِنهُ شَحوبُ
وَما يُدرِكُ العَلياءَ إِلّا مُهَذَّبٌ / يُصابُ عَلى مِقدارِهِ وَيُصيبُ
فَلا تَصطَفِ الإِخوانَ قَبلَ اِختِبارِهم / فَما كُلُّ خِلٍّ تَصطَفيهِ نَجيبُ
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا / مُحَبِّرَةِ الأَعطافِ بِالضُمَّرِ القُبِّ
بَعيدَةِ ما بَينَ الجَناحَينِ في السُرى / قَريبَةِ ما بَينَ الكَميينِ بِالضَربِ
مِنَ السالِباتِ الشَمسَ ثَوبَ ضِيائِها / بِثوبٍ تَوَلّى نَسجَهُ عِثيَرُ التُربِ
يُعاتِبُ نَشوان القَنا صادِح الظُبا / إِذا التَقَيا فيها عَلى قلَّةَ الشُربِ
أَعادَت عَلَينا اللَيلَ بِالنَقعِ في الضُحى / وَرَدَّت إِلَينا الصُبحَ في اللَيلِ بِالشُهُبِ
تَبَلَّجُ عَن شَمسَي نِزارٍ وَيَعرُب / وَتَفتَرُّ عَن طَودَي عُلا تَغلِبُ الغُلبِ
مُوَقَّرَةٌ يَقتادُ ثِني زِمامِها / بَصيرٌ بِأَدواءِ الكَريهَةِ وَالحَربِ
أَصَحَّ اِعتِزاماً مِن خَؤونٍ عَلى قِلىً / وَأَنفذ حُكماً مِن غَرامٍ عَلى صَبِّ
صَفَحتُ لِهذا الدَهرِ عَن سَيِّئاتِهِ
صَفَحتُ لِهذا الدَهرِ عَن سَيِّئاتِهِ / وَعَّدَدتُ يَومَ الديرِ مِن حَسَناتِهِ
وَصَبَّحتُ عُمرَ الزَعفَرانِ بِضَجَّةٍ / أَعاشَت سُرورَ القَلبِ بَعدَ مَماتِهِ
وَأَهيَفَ فَاخَرتُ الرِياضَ بِحُسنِهِ / فَأَذعَنَ صُغراً وَصفُها لِصِفاتِهِ
فَلَمّا دَجا اللَيلُ اِستَعادَ سنا الضُحى / بِراحٍ نَأَت بِاللَيلِ عَن ظُلُماتِهِ
وَنَمَّ إِلَينا دَنُّها بِضِيائِه / فَكانَ كَقَلبٍ ضاقَ عَن خَطَراتِهِ
وَخَوَّفَني مِنهُ فَخِلتُ صَليبَهُ / لِشِدَّةِ ما نَخشاهُ بَعضَ وَشاتِهِ
أَتاهُم بِأَلحاظِ الجِيادِ وَلَم يَكُن
أَتاهُم بِأَلحاظِ الجِيادِ وَلَم يَكُن / لِيَنأى عَلَيها المَنزِلُ المُتَباعِدُ
مِنَ اللاءِ يَهجُرنَ المِياهَ لَدى السُرى / وَيَعتَضن شَمَّ الجَوِّ وَالجَوُّ راكِدُ
مَرنٌ عَلى لَدعِ القَنا فَكَأَنَّما / عَلَيهِنَّ مِن صَبغِ الدِماءِ مَجاسِدُ
نَسَجنَ مَلاءَ النَقعِ ثُمَّ حَرقنَهُ / بَكرُ لَها مِنهُ إِلى النَصرِ قائِدُ
عَلَيهِنَّ مِن نَسجِ الغُبارِ غَلائِل / رَقاقٌ وَمِن نَضحِ الدِماءِ قَلائِدُ
بِنَفسي ما يَشكوهُ مَن راحُ طَرفِهِ
بِنَفسي ما يَشكوهُ مَن راحُ طَرفِهِ / وَنَرجِسُهُ مِمّا دَها حُسنَهُ وَردُ
أَراقَت دَمي ظُلماً مَحاسِنُ وَجهِهِ / فَأَضحى وَفي عَينَيهِ آثارُهُ تَبدو
غَدَت عَينُهُ كَالخَدِّ حَتّى كَأَنَّما / سَقى عَينَهُ مِن ماءِ تَوريده الخَدُّ
لَئِن أَصبَحَت رَمداءَ مُقلَةُ مالِكي / لَقَد طالَما اِستَشفَت بِها مُقَلٌ رُمدُ
وَهَل يَترُكُ التَأييدُ خِدمَةَ عَسكَرٍ
وَهَل يَترُكُ التَأييدُ خِدمَةَ عَسكَرٍ / وَإِقدامُ سَيفِ الدَولَةِ العَضبِ قائِدُهُ
عَفَت عَن سَمَندو خَيلِهِ وَتَنَجَّزَت / بِخَرشَنَةٍ ما قَدَّمَتهُ مَواعِدُهُ
وَزارَت بِهِ في مَوطِن الكُفرِ حَيثُ لا / يُشاهِدُ إِلّا بِالرِماحِ مَشاهِدُهُ
إِذا المَرءُ لَم يَبنِ اِفتِخاراً لِنَفسِهِ
إِذا المَرءُ لَم يَبنِ اِفتِخاراً لِنَفسِهِ / تَضايَقَ عَنهُ ما اِبتَنَتهُ جُدودُه
وَلا خَيرَ في مَن لا يَكونُ طَريفُهُ / دَليلاً عَلى ما شادَ قِدما تَليدهُ
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي / لِأَنَّ مَآلي لَو جَزَعتُ إِلى الصَبرِ
وَلِلَّهِ في أَثناءِ كُلِّ مُلِمَّةٍ / وَإِن آلَمَت لُطفٌ يَحُضُّ عَلى الشُكرِ
وَكَم فَرَجٍ وَاليَأسُ يَحجُبُ دونَهُ / أَتاكَ بِهِ المَقدورُ مِن حَيثُ لا تَدري
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها / قِيامٌ عَلى أَعلى كَراسٍ مِنَ الصِفرِ
تَلبَّسنَ مِن شَمسِ الأَصيلِ غَلائِلاً / فَأَشرَقنَ في الظلماءِ بِالخِلعِ الصُفرِ
عَرائِسَ يَجلوها الدُجى لِمَماتِها / وَتَحيا إِذا أَذرَت دُموعاً مِنَ التبرِ
إِذا ضَرَبَت أَعناقَها في رِضا الدُجى / أَعارَتهُ مِن أَنوارِها خِلَعَ الفَجرِ
تَبكي عَلى أَحشائِها بِجسومِها / فَأَدمُعُها أَجسامُها أَبَداً تَجري
عَلاها ضِياءُ عامِلٍ في حَياتِها / كَما تَعمَلُ الأَيّامُ في قصرِ العُمرِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ / فَصارَ أَسمه ما بَينَنا هِبَةَ الدَهرِ
جَرَت فيهِ أَفراسُ الصِبا بِاِرتِياحِنا / إِلى دَيرُ مُرّان المُعَظَّمِ وَالعُمرِ
بِحَيثُ هَواءَ الغَوطَتَينِ مُعَطَّرِ الن / نَسيمِ بِأَنفاسِ الرِياحينَ وَالزَهرِ
فَمِن رَوضَةٍ بِالحُسنِ تُرفِدُ رَوضَةً / وَمِن نَهرٍ بِالفيضِ يَجري إِلى نَهرِ
وَفي الهَيكَلِ المَعمورِ مِنهُ اِفتَرَعتُها / وَصَحبي حَلالاً بَعدَ تَوفيةِ المَهرِ
وَنَزَّهتُ عَن غَيرِ الدَنانيرِ قَدرَها / فَما زِلتُ مِنها أَشرَبُ التَبرَ بِالتبرِ
وَحَلَّ لَنا ما كانَ مِنها مُحَرَّماً / وَهَل يُحظَرُ المَحظورُ في بَلَدِ الكُفرِ
فَأَهدَت لي الأَيّامُ فيهِ مَوَدَّةً / دَعَتني في سِترٍ فَلَبَّيتُ في سِترِ
أَتى مِن شَريفِ الطَبعِ أَصدَقَ رَغبَةً / تُخاطِبُني عَن مَعدَنِ النظمِ وَالنَثرِ
وَكانَ جَوابي طاعَةً لا مَقالَةً / وَمَن ذا الَّذي لا يَستَجيبُ إِلى اليُسرِ
فَلاقَيتُ مِلءَ العَينِ نُبلاً وَهِمَّةً / مَحَلّى السَجايا بِالطَلاقَةِ وَالبَشرِ
وَأَحشَمَني بِالبِرِّ حَتّى ظَنَنتُهُ / يُريدُ اِختِداعي عَن جَناني وَلا أَدري
وَنَزَّه عَن غَيرِ الصَفاءِ اِجتِماعَنا / فَكُنتُ وَإِيّاهُ كَقَلبَينِ في صَدرِ
وَشاءَ السُرورُ أَن يَلينا بِثالِثٍ / فَلا طفنا بِالبَدرِ أَو بِأَخي البَدرِ
بِمُعطى عُيون ما اِشتَهَت مِن جَمالِهِ / وَمَضني قُلوبٍ بِالتَجَنُّبِ وَالهَجرِ
جَنينا جَنيَ الوَردِ في غَيرِ وَقتِهِ / وَزَهرَ الرُبا مِن رَوضِ خَدَّيهِ وَالثَغرِ
وَقابَلَنا مِن وَجهِهِ وَشَرابِهِ / بِشَمسَينِ في جُنحى دُجى اللَيلِ وَالشَعرِ
وَغَنّى فَصارَ السَمعُ كَالطَرفِ آخِذاً / بِأَوفَرِ حَظٍّ مِن مَحاسِنِهِ الزُهرِ
وَأَمتَعَنا مِن وَجنَتَيهِ بِمِثلِ ما / تَمَزَّجَ كَفّاهُ مِنَ الماءِ وَالخَمرِ
سُرورٌ شكرنا منة الصحو إذ دعا / إِلَيهِ وَلَم نَشكُرُ بِهِ مِنَّةَ السُكرِ
كَأَنَّ اللَيالي نمنَ عَنهُ فَعِندَما / تَنَبَّهَنَّ نَكَّبنَ الوَفاءَ إلى الغَدرِ
مَضى وَكَأَنّي كُنتُ فيهِ مُهَوِّماً / يُحَدِّثُ عَن طَيفِ الخَيالِ الَّذي يَسري
وَهَل يَحصُلُ الإِنسانُ مِن كُلِّ ما بِهِ / تُسامِحُهُ الأَيّامُ إِلّا عَلى الذِكرِ
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه / وَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الوَغى عَزَّ نَصره
وَأَحسَن عَن حِفظِ النَبِيِّ وَآله / وَرَعى سَوامِ الدينِ تَوفير شُكرِهِ
فَما تُدرِكُ المَدّاح أَدنى حُقوقهُ / بِإِغراقِ مَنظومِ الكَلامِ وَنَثرِهِ
أَيا ماجِداً مُذ يَمَّمِ المَجدَ ما نَكَص
أَيا ماجِداً مُذ يَمَّمِ المَجدَ ما نَكَص / وَبَدرَ تَمامِ مُذ تَكامل ما نَقَص
سَتَخلُصُ مِن هذا السَرارِ وَأَيُّما / هِلالٌ تَوارى بِالسِرارِ فَما خَلَص
بِرَأفَةِ تاجِ المِلَّةِ الملكِ الَّذي / لِسُؤدُدُهِ في خُطَّةِ المُشتَري خِصَص
تَقَنَّصتَ بِالأَلطافِ شُكرى وَلَم أَكُن / عَلِمتُ بِأَنَّ الحُرَّ بِالبِرِّ يُقتَنَص
وَصادَفتُ أَدنى فُرصَةً فَاِنتَهَزتُها / بِلُقياكَ إِذ بِالحزم تنتَهز الفُرَص
أَتَتني القَوافي الباهِراتِ تَحمِلُ ال / بَدائَعَ مِن مُستَحسِنِ الجِدِّ وَالرُخَص
فَقابَلَت زَهرَ الرَوضِ مِنها وَلَم أَرِع / وَأَحرَزتُ دُرَّ البَحرِ مِنها وَلَم أَغُص
فَإِن كُنتُ بِالبَبَّغاءِ قِدماً مُلَقَّباً / فَكَم لَقَبٍ بِالجورِ لا العَدلِ مُختَرِص
وَبَعدُ فَما أَخشى تَقَنُّصَ جارِحٍ / وَقَلبَكَ لي وَكرٌ وَرَأيُكَ لي قَفَص
وَبُدِّلَ مِن تاجِ العَمامَةِ بُرنِساً
وَبُدِّلَ مِن تاجِ العَمامَةِ بُرنِساً / يُبالِغُ في تَقويمِهِ وَهُوَ مائِلُ
أَمالَ بِهِ طولاً سِوى الجِسمِ وَهُوَ مِن / زِيادَتِهِ في طولِهِ مُتَضائِلُ
وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ
وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ / وَلكِن قَليلُ مَن يَسُرُّكَ فِعلُهُ
وَقَد كانَ حُسنُ الظَنِّ بَعضَ مَذاهِبي / فَأَدَّبَني هذا الزَمانُ وَأَهلُهُ
إِذا اِستَلَّكَ الجانونُ أَغمَدَكَ الحِلمُ
إِذا اِستَلَّكَ الجانونُ أَغمَدَكَ الحِلمُ / وَإِن كَفَّكَ الإِبقاءُ أَنهَضَكَ العَزمُ
وَمَن لَم يُؤَدِّبهُ لِفَرطِ عُتُوِّهِ / إِذا ما جَنى الإِنصافُ أَدَّبَهُ الظُلمُ
إِذا العُربُ لَم تَجزِ اِصطِناع مُلوكِها / بِشُكرٍ تَمادَت في سِياسَتِها العُجمُ
أَعِدها إِلى عاداتِ عَفوِكَ مُحسِناً / كَما عَوَّدَتها قَبلُ آباؤُكَ الشُمُّ
فَإِن ضاقَ عَنها العُذرُ عِندَكَ في الَّذي / جَنَتهُ فَما ضاقَ التَفَضُّلُ وَالحِلمُ
نَداكَ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامِ
نَداكَ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامِ / وَعَزمُكَ إِن فُلَّ الحُسامُ حُسامُ
فَهذا يَنيلُ الرِزق وَهُوَ مُمَنَّع / وَذاكَ يرَدُّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ
وَمن طَلَب الأَعداء بِالمالِ وَالظُبا / وَبِالسَعدِ لَم يَبعُد عَلَيهِ مُرامُ
وَمَن طَلَبَ الأَعداءَ بِالمالِ وَالظُبى
وَمَن طَلَبَ الأَعداءَ بِالمالِ وَالظُبى / وَبِالسَعدِ لَم يَبعُد عَلَيهِ مُرامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025