المجموع : 17
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ / كَأَنَّكَ في فَرقِ الزَمانِ مَشيبُ
وُكُلُّ بَعيدٍ قَرَّبَ الحَينَ نَحوُهُ / سَلاهِبُكَ الجُردُ الجِيادُ قَريبُ
تَباشَرُ أَقطارَ البِلادِ كَأَنَّها / رِياحٌ لَها في الخافِقينَ هُبوبُ
تَماشى بِفِتيانٍ كَأَنَّ جُسومَهُم / لِخِفَّتِها فَوقَ السُروجِ قُلوبُ
وَتَملَأُ ما بَينَ الفَضائينَ عِثيراً / مُثاراً بِوَجهِ الشَمسِ مِنهُ شَحوبُ
وَما يُدرِكُ العَلياءَ إِلّا مُهَذَّبٌ / يُصابُ عَلى مِقدارِهِ وَيُصيبُ
فَلا تَصطَفِ الإِخوانَ قَبلَ اِختِبارِهم / فَما كُلُّ خِلٍّ تَصطَفيهِ نَجيبُ
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا / مُحَبِّرَةِ الأَعطافِ بِالضُمَّرِ القُبِّ
بَعيدَةِ ما بَينَ الجَناحَينِ في السُرى / قَريبَةِ ما بَينَ الكَميينِ بِالضَربِ
مِنَ السالِباتِ الشَمسَ ثَوبَ ضِيائِها / بِثوبٍ تَوَلّى نَسجَهُ عِثيَرُ التُربِ
يُعاتِبُ نَشوان القَنا صادِح الظُبا / إِذا التَقَيا فيها عَلى قلَّةَ الشُربِ
أَعادَت عَلَينا اللَيلَ بِالنَقعِ في الضُحى / وَرَدَّت إِلَينا الصُبحَ في اللَيلِ بِالشُهُبِ
تَبَلَّجُ عَن شَمسَي نِزارٍ وَيَعرُب / وَتَفتَرُّ عَن طَودَي عُلا تَغلِبُ الغُلبِ
مُوَقَّرَةٌ يَقتادُ ثِني زِمامِها / بَصيرٌ بِأَدواءِ الكَريهَةِ وَالحَربِ
أَصَحَّ اِعتِزاماً مِن خَؤونٍ عَلى قِلىً / وَأَنفذ حُكماً مِن غَرامٍ عَلى صَبِّ
صَفَحتُ لِهذا الدَهرِ عَن سَيِّئاتِهِ
صَفَحتُ لِهذا الدَهرِ عَن سَيِّئاتِهِ / وَعَّدَدتُ يَومَ الديرِ مِن حَسَناتِهِ
وَصَبَّحتُ عُمرَ الزَعفَرانِ بِضَجَّةٍ / أَعاشَت سُرورَ القَلبِ بَعدَ مَماتِهِ
وَأَهيَفَ فَاخَرتُ الرِياضَ بِحُسنِهِ / فَأَذعَنَ صُغراً وَصفُها لِصِفاتِهِ
فَلَمّا دَجا اللَيلُ اِستَعادَ سنا الضُحى / بِراحٍ نَأَت بِاللَيلِ عَن ظُلُماتِهِ
وَنَمَّ إِلَينا دَنُّها بِضِيائِه / فَكانَ كَقَلبٍ ضاقَ عَن خَطَراتِهِ
وَخَوَّفَني مِنهُ فَخِلتُ صَليبَهُ / لِشِدَّةِ ما نَخشاهُ بَعضَ وَشاتِهِ
أَتاهُم بِأَلحاظِ الجِيادِ وَلَم يَكُن
أَتاهُم بِأَلحاظِ الجِيادِ وَلَم يَكُن / لِيَنأى عَلَيها المَنزِلُ المُتَباعِدُ
مِنَ اللاءِ يَهجُرنَ المِياهَ لَدى السُرى / وَيَعتَضن شَمَّ الجَوِّ وَالجَوُّ راكِدُ
مَرنٌ عَلى لَدعِ القَنا فَكَأَنَّما / عَلَيهِنَّ مِن صَبغِ الدِماءِ مَجاسِدُ
نَسَجنَ مَلاءَ النَقعِ ثُمَّ حَرقنَهُ / بَكرُ لَها مِنهُ إِلى النَصرِ قائِدُ
عَلَيهِنَّ مِن نَسجِ الغُبارِ غَلائِل / رَقاقٌ وَمِن نَضحِ الدِماءِ قَلائِدُ
بِنَفسي ما يَشكوهُ مَن راحُ طَرفِهِ
بِنَفسي ما يَشكوهُ مَن راحُ طَرفِهِ / وَنَرجِسُهُ مِمّا دَها حُسنَهُ وَردُ
أَراقَت دَمي ظُلماً مَحاسِنُ وَجهِهِ / فَأَضحى وَفي عَينَيهِ آثارُهُ تَبدو
غَدَت عَينُهُ كَالخَدِّ حَتّى كَأَنَّما / سَقى عَينَهُ مِن ماءِ تَوريده الخَدُّ
لَئِن أَصبَحَت رَمداءَ مُقلَةُ مالِكي / لَقَد طالَما اِستَشفَت بِها مُقَلٌ رُمدُ
وَهَل يَترُكُ التَأييدُ خِدمَةَ عَسكَرٍ
وَهَل يَترُكُ التَأييدُ خِدمَةَ عَسكَرٍ / وَإِقدامُ سَيفِ الدَولَةِ العَضبِ قائِدُهُ
عَفَت عَن سَمَندو خَيلِهِ وَتَنَجَّزَت / بِخَرشَنَةٍ ما قَدَّمَتهُ مَواعِدُهُ
وَزارَت بِهِ في مَوطِن الكُفرِ حَيثُ لا / يُشاهِدُ إِلّا بِالرِماحِ مَشاهِدُهُ
إِذا المَرءُ لَم يَبنِ اِفتِخاراً لِنَفسِهِ
إِذا المَرءُ لَم يَبنِ اِفتِخاراً لِنَفسِهِ / تَضايَقَ عَنهُ ما اِبتَنَتهُ جُدودُه
وَلا خَيرَ في مَن لا يَكونُ طَريفُهُ / دَليلاً عَلى ما شادَ قِدما تَليدهُ
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي / لِأَنَّ مَآلي لَو جَزَعتُ إِلى الصَبرِ
وَلِلَّهِ في أَثناءِ كُلِّ مُلِمَّةٍ / وَإِن آلَمَت لُطفٌ يَحُضُّ عَلى الشُكرِ
وَكَم فَرَجٍ وَاليَأسُ يَحجُبُ دونَهُ / أَتاكَ بِهِ المَقدورُ مِن حَيثُ لا تَدري
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها / قِيامٌ عَلى أَعلى كَراسٍ مِنَ الصِفرِ
تَلبَّسنَ مِن شَمسِ الأَصيلِ غَلائِلاً / فَأَشرَقنَ في الظلماءِ بِالخِلعِ الصُفرِ
عَرائِسَ يَجلوها الدُجى لِمَماتِها / وَتَحيا إِذا أَذرَت دُموعاً مِنَ التبرِ
إِذا ضَرَبَت أَعناقَها في رِضا الدُجى / أَعارَتهُ مِن أَنوارِها خِلَعَ الفَجرِ
تَبكي عَلى أَحشائِها بِجسومِها / فَأَدمُعُها أَجسامُها أَبَداً تَجري
عَلاها ضِياءُ عامِلٍ في حَياتِها / كَما تَعمَلُ الأَيّامُ في قصرِ العُمرِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ / فَصارَ أَسمه ما بَينَنا هِبَةَ الدَهرِ
جَرَت فيهِ أَفراسُ الصِبا بِاِرتِياحِنا / إِلى دَيرُ مُرّان المُعَظَّمِ وَالعُمرِ
بِحَيثُ هَواءَ الغَوطَتَينِ مُعَطَّرِ الن / نَسيمِ بِأَنفاسِ الرِياحينَ وَالزَهرِ
فَمِن رَوضَةٍ بِالحُسنِ تُرفِدُ رَوضَةً / وَمِن نَهرٍ بِالفيضِ يَجري إِلى نَهرِ
وَفي الهَيكَلِ المَعمورِ مِنهُ اِفتَرَعتُها / وَصَحبي حَلالاً بَعدَ تَوفيةِ المَهرِ
وَنَزَّهتُ عَن غَيرِ الدَنانيرِ قَدرَها / فَما زِلتُ مِنها أَشرَبُ التَبرَ بِالتبرِ
وَحَلَّ لَنا ما كانَ مِنها مُحَرَّماً / وَهَل يُحظَرُ المَحظورُ في بَلَدِ الكُفرِ
فَأَهدَت لي الأَيّامُ فيهِ مَوَدَّةً / دَعَتني في سِترٍ فَلَبَّيتُ في سِترِ
أَتى مِن شَريفِ الطَبعِ أَصدَقَ رَغبَةً / تُخاطِبُني عَن مَعدَنِ النظمِ وَالنَثرِ
وَكانَ جَوابي طاعَةً لا مَقالَةً / وَمَن ذا الَّذي لا يَستَجيبُ إِلى اليُسرِ
فَلاقَيتُ مِلءَ العَينِ نُبلاً وَهِمَّةً / مَحَلّى السَجايا بِالطَلاقَةِ وَالبَشرِ
وَأَحشَمَني بِالبِرِّ حَتّى ظَنَنتُهُ / يُريدُ اِختِداعي عَن جَناني وَلا أَدري
وَنَزَّه عَن غَيرِ الصَفاءِ اِجتِماعَنا / فَكُنتُ وَإِيّاهُ كَقَلبَينِ في صَدرِ
وَشاءَ السُرورُ أَن يَلينا بِثالِثٍ / فَلا طفنا بِالبَدرِ أَو بِأَخي البَدرِ
بِمُعطى عُيون ما اِشتَهَت مِن جَمالِهِ / وَمَضني قُلوبٍ بِالتَجَنُّبِ وَالهَجرِ
جَنينا جَنيَ الوَردِ في غَيرِ وَقتِهِ / وَزَهرَ الرُبا مِن رَوضِ خَدَّيهِ وَالثَغرِ
وَقابَلَنا مِن وَجهِهِ وَشَرابِهِ / بِشَمسَينِ في جُنحى دُجى اللَيلِ وَالشَعرِ
وَغَنّى فَصارَ السَمعُ كَالطَرفِ آخِذاً / بِأَوفَرِ حَظٍّ مِن مَحاسِنِهِ الزُهرِ
وَأَمتَعَنا مِن وَجنَتَيهِ بِمِثلِ ما / تَمَزَّجَ كَفّاهُ مِنَ الماءِ وَالخَمرِ
سُرورٌ شكرنا منة الصحو إذ دعا / إِلَيهِ وَلَم نَشكُرُ بِهِ مِنَّةَ السُكرِ
كَأَنَّ اللَيالي نمنَ عَنهُ فَعِندَما / تَنَبَّهَنَّ نَكَّبنَ الوَفاءَ إلى الغَدرِ
مَضى وَكَأَنّي كُنتُ فيهِ مُهَوِّماً / يُحَدِّثُ عَن طَيفِ الخَيالِ الَّذي يَسري
وَهَل يَحصُلُ الإِنسانُ مِن كُلِّ ما بِهِ / تُسامِحُهُ الأَيّامُ إِلّا عَلى الذِكرِ
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه / وَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الوَغى عَزَّ نَصره
وَأَحسَن عَن حِفظِ النَبِيِّ وَآله / وَرَعى سَوامِ الدينِ تَوفير شُكرِهِ
فَما تُدرِكُ المَدّاح أَدنى حُقوقهُ / بِإِغراقِ مَنظومِ الكَلامِ وَنَثرِهِ
أَيا ماجِداً مُذ يَمَّمِ المَجدَ ما نَكَص
أَيا ماجِداً مُذ يَمَّمِ المَجدَ ما نَكَص / وَبَدرَ تَمامِ مُذ تَكامل ما نَقَص
سَتَخلُصُ مِن هذا السَرارِ وَأَيُّما / هِلالٌ تَوارى بِالسِرارِ فَما خَلَص
بِرَأفَةِ تاجِ المِلَّةِ الملكِ الَّذي / لِسُؤدُدُهِ في خُطَّةِ المُشتَري خِصَص
تَقَنَّصتَ بِالأَلطافِ شُكرى وَلَم أَكُن / عَلِمتُ بِأَنَّ الحُرَّ بِالبِرِّ يُقتَنَص
وَصادَفتُ أَدنى فُرصَةً فَاِنتَهَزتُها / بِلُقياكَ إِذ بِالحزم تنتَهز الفُرَص
أَتَتني القَوافي الباهِراتِ تَحمِلُ ال / بَدائَعَ مِن مُستَحسِنِ الجِدِّ وَالرُخَص
فَقابَلَت زَهرَ الرَوضِ مِنها وَلَم أَرِع / وَأَحرَزتُ دُرَّ البَحرِ مِنها وَلَم أَغُص
فَإِن كُنتُ بِالبَبَّغاءِ قِدماً مُلَقَّباً / فَكَم لَقَبٍ بِالجورِ لا العَدلِ مُختَرِص
وَبَعدُ فَما أَخشى تَقَنُّصَ جارِحٍ / وَقَلبَكَ لي وَكرٌ وَرَأيُكَ لي قَفَص
وَبُدِّلَ مِن تاجِ العَمامَةِ بُرنِساً
وَبُدِّلَ مِن تاجِ العَمامَةِ بُرنِساً / يُبالِغُ في تَقويمِهِ وَهُوَ مائِلُ
أَمالَ بِهِ طولاً سِوى الجِسمِ وَهُوَ مِن / زِيادَتِهِ في طولِهِ مُتَضائِلُ
وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ
وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ / وَلكِن قَليلُ مَن يَسُرُّكَ فِعلُهُ
وَقَد كانَ حُسنُ الظَنِّ بَعضَ مَذاهِبي / فَأَدَّبَني هذا الزَمانُ وَأَهلُهُ
إِذا اِستَلَّكَ الجانونُ أَغمَدَكَ الحِلمُ
إِذا اِستَلَّكَ الجانونُ أَغمَدَكَ الحِلمُ / وَإِن كَفَّكَ الإِبقاءُ أَنهَضَكَ العَزمُ
وَمَن لَم يُؤَدِّبهُ لِفَرطِ عُتُوِّهِ / إِذا ما جَنى الإِنصافُ أَدَّبَهُ الظُلمُ
إِذا العُربُ لَم تَجزِ اِصطِناع مُلوكِها / بِشُكرٍ تَمادَت في سِياسَتِها العُجمُ
أَعِدها إِلى عاداتِ عَفوِكَ مُحسِناً / كَما عَوَّدَتها قَبلُ آباؤُكَ الشُمُّ
فَإِن ضاقَ عَنها العُذرُ عِندَكَ في الَّذي / جَنَتهُ فَما ضاقَ التَفَضُّلُ وَالحِلمُ
نَداكَ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامِ
نَداكَ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامِ / وَعَزمُكَ إِن فُلَّ الحُسامُ حُسامُ
فَهذا يَنيلُ الرِزق وَهُوَ مُمَنَّع / وَذاكَ يرَدُّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ
وَمن طَلَب الأَعداء بِالمالِ وَالظُبا / وَبِالسَعدِ لَم يَبعُد عَلَيهِ مُرامُ
وَمَن طَلَبَ الأَعداءَ بِالمالِ وَالظُبى
وَمَن طَلَبَ الأَعداءَ بِالمالِ وَالظُبى / وَبِالسَعدِ لَم يَبعُد عَلَيهِ مُرامُ