القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 192
خَليلَيَّ عوجا بِالكَثيبِ وَعَرِّجا
خَليلَيَّ عوجا بِالكَثيبِ وَعَرِّجا / عَلى لَعلَعٍ وَاِطلَبْ مِياهَ يَلَملَمِ
فَإِنَّ بها مَن قَد عَلِمتَ وَمَن لَهُم / صِيامي وَحَجّي وَاِعتِماري وَمَوسِمي
فَلا أَنسَ يَوماً بِالمَحَصَّبِ مِن مُنىً / وَبِالمَنحَرِ الأَعلى أُموراً وَزَمزَمِ
مُحَصَّبُهُم قَلبي لِرَميِ جِمارِهِم / وَمَنحَرُهُم نَفسي وَمَشرَبِهِم دَمي
فَيا حادِيَ الأَجمالِ إِن جِئتَ حاجِراً / فَقِف بِالمَطايا ساعَةً ثُمَّ سَلِّمِ
وَنادِ القِبابَ الحُمرَ مِن جانِبِ الحَمي / تَحِيَّةَ مُشتاقٍ إِلَيكُم مُتَيَّمِ
فَإِن سَلَّموا فَاِهدِ السَلامَ مَعَ الصَبا / وَإِن سَكَتوا فَاِرحَل بِها وَتَقَدَّم
إِلى نَهرِ عيسى حَيثُ حَلَّت رِكابُهُم / وَحَيثُ الخِيامِ البيضِ مِن جانِبِ الفَمِ
وَنادِ بِدَعدٍ وَالرَبابِ وَزَينَبٍ / وَهِندٍ وَسَلمى ثُمَّ لُبنى وَزَمزَمِ
وَسَلهُنَّ هَل بِالحَلبَةِ الغادَةُ الَّتي / تُريكَ سَنا البَيضاءِ عِندَ التَبَسُّمِ
سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى
سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى / وَحُقَّ لِمِثلي رِقَّةً أَن يُسَلِّما
وَماذا عَلَيها أَن تَرُدُّ تَحِيَّةً / عَلَينا وَلكِن لا اِحتِكامَ عَلى الدُمى
سَروا وَظَلامُ اللَيلِ أَرخى سُدولَهُ / فَقُلتُ لَها صَبّاً غَريباً مُتَيَّما
أَحاطَت بِهِ الأَشواقُ صَوتاً وَأُرصِدَت / لَهُ راشِقاتُ النَبلِ أَيّانُ يَمَّما
فَأَبدَت ثَناياها وَأَومَضَ بارِقٌ / فَلَم أَدرِ مَن شَقَّ الحَنادِسَ مِنهُما
وَقالَت أَما يَكفيهِ أَنّي بِقَلبِهِ / يُشاهِدُني في كُلِّ وَقتٍ أَما أَما
وَزاحَمَني عِندَ اِستِلامي أَوانِسٌ
وَزاحَمَني عِندَ اِستِلامي أَوانِسٌ / أَتَينَ إِلى التَطوافِ مُعتَجِزاتِ
حَسَرنَ عَنِ أَنوارِ الشُموسِ وَقُلنَ لي / تَوَرَّع فَمَوتُ النَفسِ في اللَحظاتِ
وَكَم قَد قَتَلنا بِالمُحَصِّبِ مِن مِنىً / نُفوساً أَبِيّاتٍ لَدى الجَمَراتِ
وَفي سَرحَةِ الوادي وَأَعلامِ رامَةٍ / وَجَمعٍ وَعِندَ النَفرِ مِن عَرَفاتِ
أَلَم تَدرِ الحُسنَ يَسلُبُ مَن لُهُ / عَفافٌ فَيُدعى سالِبَ الحَسَناتِ
فَمَوعِدُنا بَعدَ الطَوافِ بِزَمزَمٍ / لَدى القُبَّةِ الوُسطى لَدى الصَخَراتِ
هُناكَ مَن قَد شَفَّهُ الوَجدُ يَشتَفي / بِما شاءَهُ مِن نِسوَةٍ عَطِراتِ
إِذا خِفنَ أَسدَلنَ الشُعورَ فَهُنَّ مِن / غَدائِرِها في أَلحُفِ الظُلُماتِ
أَلا يا حَماماتِ الأَراكَةِ وَالبانِ
أَلا يا حَماماتِ الأَراكَةِ وَالبانِ / تَرَفَّقنَ لا تُضعِفنَ بِالشَجوِ أَشجاني
تَرَفَّقنَ لا تُظهِرنَ بِالنوحِ وَالبُكا / خَفِيَّ صَباباتي وَمَكنونَ أَحزاني
أُطارِحُها عِندَ الأَصيلِ وَبِالضُحى / بِحَنَّةِ مُشتاقٍ وَأَنَّةِ هَيمانِ
تَناوَحَتِ الأَرواحُ في غَيضَةِ الغَضا / فَمالَت بِأَفنانٍ عَلَيَّ فَأَفناني
وَجاءَت مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ وَالجَوى / وَمِن طُرَفِ البَلوى إِلَيَّ بِأَفنانِ
فَمَن لي بِجَمعٍ وَالمُحَصَّبِ مِن مِنىً / وَمَن لي بِذاتِ الأُثلِ مَن لي بِنَعمانِ
تَطوفُ بِقَلبي ساعَةً بَعدَ ساعَةٍ / لِوَجدٍ وَتَبريحٍ وَتَلثُمُ أَركاني
كَما طافَ خَيرُ الرُسلِ بِالكَعبَةِ الَّتي / يَقولُ دَليلُ العَقلِ فها بِنُقصانِ
وَقَبَّلَ أَحجاراً بِها وَهُوَ ناطِقٌ / وَأَينَ مَقامُ البَيتِ مِن قَدرِ إِنسانِ
فَكَم عَهِدَت أَن لا تَحولَ وَأَقسَمَت / وَلَيسَ لِمَخضوبٍ وَفاءٌ بِأَيمانِ
وَمَن عَجَبِ الأَشياءِ ظَبيٌ مُبَرقَعٌ / يُشيرُ بِعُنّابٍ وَيَومي بِأَجفانِ
وَمَرعاهُ ما بَينَ التَرائِبِ وَالحَشا / وَيا عَجَباً مِن رَوضَةٍ وَسطَ نيرانِ
لَقَد صارَ قَلبي قابِلاً كُلَّ صورَةٍ / فَمَرعىً لِغِزلانٍ وَدَيرٌ لِرُهبانِ
وَبَيتٌ لِأَوثانٍ وَكَعبَةُ طائِفٍ / وَأَلواحُ تَوراةٍ وَمُصحَفُ قُرآنِ
أَدينُ بِدَينِ الحُبِّ أَنّي تَوَجَّهَت / رَكائِبُهُ فَالحُبُّ دَيني وَإيماني
لَنا أُسوَةٌ في بِشرِ هِندٍ وَأُختِها / وَقَيسٍ وَلَيلى ثُمَّ مَيٍّ وَغَيلانِ
بِذي سَلَمٍ وَالدَيرِ مِن حاضِرِ الحِمى
بِذي سَلَمٍ وَالدَيرِ مِن حاضِرِ الحِمى / ظِباءَ تُريكَ الشَمسَ في صورَةَ الدُمى
فَأَرقُبُ أَفلاكاً وَأَخدُمُ بيعَةً / وَأَحرُسُ رَوضاً بِالرَبيعِ مُنَمنَما
فَوَقتاً أُسَمّى راعِيَ الظَبيِ بِالفَلا / وَوَقتاً أُسَمّى راهِباً وَمُنَجِّما
تَثَلَّثَ مَحبوبي وَقَد كانَ واحِداً / كَما صَيَّروا الأَقنامَ بِالذاتِ أُقنُما
فَلا تُنكِرَن يا صاحِ قَولي غَزالَةٍ / تُضيءُ لِغِزلانٍ يَطُفنَ عَلى الدُمى
فَلِلظَّبيِ أَجياداً وَلِلشَمسِ أَوجُهاً / وَلِلدُّميَةِ البَيضاءِ صَدراً وَمِعصَما
كَما قَد أَعَرنا لِلغُصونِ مَلابِساً / وَلِلرَّوضِ أَخلاقاً وَلِلبَرقِ مَبسِما
رَأى البَرقَ شَرقِيّاً فَحَنَّ إِلى الشَرقِ
رَأى البَرقَ شَرقِيّاً فَحَنَّ إِلى الشَرقِ / وَلَو لاحَ غَربِيّاً لَحَنَّ إِلى الغَربِ
فَإِنَّ غَرامي بِالبُرَيقِ وَلَمحِهِ / وَلَيسَ غَرامي بِالأَماكِنِ وَالتُربِ
رَوَتهُ الصَبا عَنهُم حَديثاً مُعَنعناً / عَنِ البَثِّ عَن وَجدي عَنِ الحُزنِ عِن كَربي
عَنِ السُكرِ عَن عَقلي عَنِ الشَوقِ عَن جَوىً / عَنِ الدَمعِ عَن جَفني عَنِ النارِ عَن قَلبي
بِأَنَّ الَّذي تَهواهُ بَينَ ضُلوعِكُم / تُقَلِّبُهُ الأَنفاسُ جَنباً إِلى جَنبِ
فَقُلتُ لَها بَلِّغ إِليهِ بِأَنَّهُ / هُوَ الموقِدُ النارِ الَّتي داخِلَ القَلبِ
فَإِن كانَ إِطفاءٌ فَوَصلٌ مُخَلَّدٌ / وَإِن كانَ إِحراقٌ فَلا ذَنبَ لِلصَبِّ
أَيا رَوضَةَ الوادي أَجِب رَبَّةَ الحِمى
أَيا رَوضَةَ الوادي أَجِب رَبَّةَ الحِمى / وَذاتَ الثَنايا الغُرَّ يا رَوضَةَ الوادي
وَظَلَّل عَلَيها مِن ظِلالِكَ ساعَةً / قَليلاً إِلى أَن يَستَقِرَّ بِها النادي
وَتُنصَبُ بِالأَجوازِ مِنكَ خِيامُها / فَما شِئتَ مِن طَلٍّ غَذاءً لِمُنآدِ
وَما شِئتَ مِن وَبلٍ وَما شِئتَ مِن نَدىً / سَحابٌ عَلى باناتِها رائِحٌ غادِ
وَما شِئتَ مِن ظِلٍّ ظَليلٍ وَمِن جَنىً / شَهِيٍّ لَدى الجاني يَميسُ بِمَيّادِ
وَمِن ناشِدٍ فيها زَرودَ وَرَملَها / وَمِن مُنشِدٍ حادٍ وَمِن مُنشِدٍ هادِ
يُذَكِّرُني حالُ الشَبيبَةِ وَالشَرخِ
يُذَكِّرُني حالُ الشَبيبَةِ وَالشَرخِ / حَديثاً لَنا بَينَ الحَديثَةِ وَالكَرخِ
فَقَلَّت لِنَفسي بعدَ خَمسينَ حِجَّةً / وَقَد صِرتُ مِن طولِ التَفَكُّرِ كَالفَرخِ
تُذَكِّرُني أَكنافَ سَلعٍ وَحاجِرٍ / وَتَذكُرُ لي حالَ الشَبيبَةِ وَالشَرخِ
وَسَوقَ المَطايا مُنجِداً ثُمَّ مُتهِماً / وَقَدحي لَها نارَ القِفارِ مَعَ المَرخِ
ثَلاثُ بُدورٍ ما يُزَنَّ بِزِنيَةٍ
ثَلاثُ بُدورٍ ما يُزَنَّ بِزِنيَةٍ / خَرَجنَ إِلى التَنعيمِ مُعتَجِراتِ
حَسَرنَ عَن أَمثالِ الشُموسِ إِضاءَةً / وَلَبَّينَ بِالإِهلالِ مُعتَمِراتِ
وَأَقبَلنَ يَمشينَ الرُوَيدا كَمِثلِ ما / تَمشي القَطا في أَلحُفِ الحَبَراتِ
أَلا يا ثَرى نَجدٍ تَبارَكتَ مِن نَجدِ
أَلا يا ثَرى نَجدٍ تَبارَكتَ مِن نَجدِ / سَقَتكَ سَحابُ المُزنِ جَوداً عَلى جَودِ
وَحَيّاكَ مِن أَحياكَ خَمسينَ حِجَّةً / بِعَودٍ عَلى بَدءٍ وَبَدءٍ عَلى عَودِ
قَطَعتُ إِلَيها كُلَّ قَفرٍ وَمَهمَهٍ / عَلى الناقَةِ الكَوماءِ وَالجَمَلِ العَودِ
إِلى أَن تَراءى البَرقُ مِن جانِبِ الحِمى / وَقَد زادَني مَسراهُ وَجداً عَلى وَجدي
أَحَبُّ بِلادِ اللَهِ لي بَعدَ طَيبَةٍ
أَحَبُّ بِلادِ اللَهِ لي بَعدَ طَيبَةٍ / وَمَكَّةَ وَالأَقصى مَدينَةُ بَغدانِ
وَما لِيَ لا أَهوى السَلامَ وَلي بِها / إِمامُ هُدىً ديني وَعَقدي وَإيماني
وَقَد سَكَنَتها مِن بُنَيّاتِ فارِسٍ / لَطيفَةُ إيماءٍ مَريضَةُ أَجفانِ
تُحَيّي فَتُحيي مَن أَماتَت بِلَحظِها / فَجاءَت بِحُسنى بعدَ حُسنٍ وَإِحسانِ
وَلا أَنسَ يَوماً عِندَ وانَةَ مَنزِلي
وَلا أَنسَ يَوماً عِندَ وانَةَ مَنزِلي / وَقَولي لِرَكبٍ رائِحينَ وَنُزَّلِ
أَقيموا عَلَينا ساعَةً نَشتَفي بِها / فَإِنّي وَمَن أَهواهُمُ في تَعَلُّلِ
فَإِن رَحَلوا ساروا بِأَيمَنِ طائِرٍ / وَإِن نَزَلوا حَلّوا بِأَخصَبِ مَنزِلِ
وَبِالشَعبِ مِن وادي قَناةٍ لَقيتُهُم / وَعَهدي بِهِم بَينَ النَقا وَالمُشَلَّلِ
يُراعونَ مَرعى العيسِ حَيثُ وَجَدنَهُ / وَلَيسَ يُراعوا قَلبَ صَبٍّ مُضَلَّلِ
فَيا حادِيَ الأَجمالِ رِفقاً عَلى فَتىً / تَراهُ لَدى التَوديعِ كاسِرَ حَنظلِ
يُخالِفُ بَينَ الراحَتَينِ عَلى الحَشا / يُسَكِّنُ قَلباً طارَ مِن صَرِّ مَحمَلِ
يَقولونَ صَبراً وَالأَسى غَيرُ صابِرٍ / فَما حيلَتي وَالصَبرُ عَنّي بِمَعزَلِ
فَلَو كانَ لي صَبرٌ وَكُنتُ بِحِكمَةٍ / لَما صَبَرَت نَفسي فَكَيفَ وَلَيسَ لي
وَغادِرَةٍ قَد غادَرَت بِغَدائِرٍ
وَغادِرَةٍ قَد غادَرَت بِغَدائِرٍ / شَبيهِ الأَفاعي مَن أَرادَ سَبيلا
سَليماً وَتَلوي لينَها فُتُذيبُهُ / وَتَترُكُهُ فَوقَ الفِراشِ عَليلا
رَمَت بِسِهامِ اللَحظِ قَوسَ حاجِبٍ / فَمِن أَيِّ شَقٍّ جِئتَ كُنتَ قَتيلا
بِذاتِ الأَضا وَالمَأزَمَينِ وَبارِقٍ
بِذاتِ الأَضا وَالمَأزَمَينِ وَبارِقٍ / وَذي سَلَمٍ وَالأَبرَقَينِ لِطارِقِ
بُروقُ سُيوفٍ مِن بُروقِ مَباسِمٍ / نَوافِجُ مِسكٍ ما أُبيحَت لِناشِقِ
فَإِن حورِبوا سَلَّوا سُيوفَ لِحاظِهِم / وَإِن سَلَّموا هَدّوا عُقودَ المَضايِقِ
فَنالوا وَنِلنا لَذَّتَينِ تَساوَيا / فَمُلكٌ لِمَعشوقٍ وَمُلكٌ لِعاشِقِ
رَضيتُ بِرَضوى رَوضَةً وَمُناخا
رَضيتُ بِرَضوى رَوضَةً وَمُناخا / فَإِنَّ بِهِ مَرعىً وَفيهِ نُفاخا
عَسى أَهلُ وُدّي يَسمَعونَ بِخِصبِهِ / فَيَتَّخِذوهُ مَربَعاً وَمُناخا
فَإِنَّ لَنا قَلباً بِهِنَّ مُعَلَّقاً / إِذا ما حَدا الحادي بِهِنَّ أَصاخا
وَإِن هُم تَنادَوا لِلَّرَحيلِ وَفَوَّزوا / سَمِعتَ لَهُ خَلفَ الرِكابِ صُراخا
فَإِن قَصَدوا الزَوراءَ كانَ أَمامَهُم / وَإِن يَمَّموا الجَرعاءَ ثُمَّ أَناخا
فَما الطَيرُ إِلّا حَيثُ كانوا وَخَيَّموا / فَإِنَّ لَهُ في حَيِّهِنَّ فِراخا
تَحارَبَ خَوفٌ لي وَخَوفٌ مِن أَجلِها / وَما واحِدٌ عَن قِرنِهِ يَتَراخا
إِذا خَطَفَت أَبصارَنا سُبُحاتُها / أَصَمَّ لَها صَوتُ الشَهيقِ صِماخا
إِذا ما اِلتَقَينا لِلوَداعِ حَسِبتَنا
إِذا ما اِلتَقَينا لِلوَداعِ حَسِبتَنا / لَدى الضَمِّ وَالتَعنيقِ حَرفاً مُشَدَّدا
فَنَحنُ وَإِن كُنّا مُثَنّى شَخوصُنا / فَما تَنظُرُ الأَبصارُ إِلّا مُوَحَّدا
وَما ذاكَ إِلّا مِن نُحولي وَنورُهُ / فَلَولا أَنيني ما رَأَت لِيَ مَشهَدا
أَغيبُ فَيُفني الشَوقُ نَفسي فَأَلتَقي
أَغيبُ فَيُفني الشَوقُ نَفسي فَأَلتَقي / فَلا أَشتَفي فَالشَوقُ غَيباً وَمَحضَرا
وَيُحدِثُ لي لُقياهُ ما لَم أَظُنُّهُ / فَكانَ الشِفا داءً مِنَ الوَجدِ آخَرا
لِأَنّي أَرى شَخصاً يَزيدُ جَمالُهُ / إِذا ما اِلتَقَينا نَفرَةً وَتَكَبُّرا
فَلا بُدَّ مِن وَجدٍ يَكونُ مُقارِناً / لِما زادَ مِن حُسنٍ نِظاماً مُحَرَّرا
أَلا يا نَسيمَ الريحِ بَلِّغ مَها نَجدِ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ بَلِّغ مَها نَجدِ / بِأَنّي عَلى ما تَعلَمونَ مِنَ العَهدِ
وَقُل لِفَتاةِ الحَيِّ مَوعِدُنا الحِمى / غُدَيَّةَ يَومِ السَبتِ عِندَ رُبى نَجدِ
عَلى الرَبُوَّةِ الحَمراءِ مِن جانِبِ الضَوى / وَعَن أَيمَنِ الأَفلاجِ وَالعَلَمِ الفَردِ
فَإِن كانَ حَقّاً ما تَقولُ وَعِندَها / إِلَيَّ مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ ما عِندي
إِلَيها فَفي حَرِّ الظَهيرَةِ نَلتَقي / بِخَيمَتِها سِرّاً عَلى أَصدَقِ الوَعدِ
فَتُلقي وَنُلقي ما نُلاقي مِنَ الهَوى / وَمِن شِدَّةِ البَلوى وَمِن أَلَمِ الوَجدِ
أَأَضغاثُ أَحلامٍ أَبُشرى مَنامَةٍ / أَنُطقُ زَمانٍ كانَ في نُطقِهِ سَعدي
لَعَلَّ الَّذي ساقَ الأَماني يَسوقُها / عَياناً فَيُهدي رَوضُها لي جَنى الوَردِ
أَلا هَل إِلى الزُهرِ الحِسانِ سَبيلُ
أَلا هَل إِلى الزُهرِ الحِسانِ سَبيلُ / وَهَل لي عَلى آثارِهِنَّ دَليلُ
وَهَل لي بِخَيماتِ اللِوى مِن مَعَرَّسٍ / وَهَل لِيَ في ظِلِّ الأَراكِ مَقيلُ
فَقالَ لِسانُ الحالِ يُخبِرُ أَنَّها / تَقولُ تَمَنَّ ما إِلَيهِ سَبيلُ
وَدادي صَحيحٌ فيكِ يا غايَةَ المُنى / وَقَلبِيَ مِن ذاكَ الوَدادِ عَليلُ
تَعالَيتَ مِن بَدرٍ عَلى القُطبِ طالِعٍ / وَلَيسَ لَهُ بَعدَ الطُلوعِ أُفولُ
فَديتُكَ يا مَن عَزَّ حُسناً وَنَخوَةً / فَلَيسَ لَهُ بَينَ الحِسانِ عَديلُ
فَرَوضُكَ مَطلولٌ وَوَردُكَ يانِعٌ / وَحُسنُكَ مَعشوقٌ عَلَيهِ قُبولُ
وَزَهرُكَ بَسّامٌ وَغُصنُكَ ناعِمٌ / تَميلُ لَهُ الأَرواحُ حَيثُ يَميلُ
وَظَرفُكَ فَتّانٌ وَطَرفُكَ صارِمٌ / بِهِ فارِسُ البَلوى عَلَيَّ يَصولُ
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ / بشمسٍ جلت أنوارُها ظلمةَ الرَّمس
وجلّت عن التشبيه فهي فريدة / فليست بفصل في الحدودِ ولا جنس
ويدرك منها في الكمال وجودُنا / كما يدرك الخفّاشُ من باهر الشمس
فللَّه من نورٍ أتته رسالةٌ / تصانُ عن التخمين والظنِّ والحدس
أتانا بها والقلبُ ظمآن تائه / إلى المنظر الأعلى إلى حضرة القدس
فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة / فخاطبها من حضرة النعل والكرسي
أنا البعلُ والعرس الكريم رسالتي / فبورك من بعلٍ وبورك من عِرس
غرستُ لكم غصن الأمانة يانعاً / وإني لجانٍ بعده ثمر الغرس
تولعت بالتبليغ لما تبينتُ / أمور ترقيني عن الانس والإنس
ورحتُ وقد أبدت بُروقي وميضَها / وجزتُ بحار الغيب في مركب الحس
ونمتُ وما نامت جفوني غدية / وتهتُ بلا تيهٍ عن الجن والإنسِ
فيا نفس بذا الحق لاح وجودُه / فإياكِ والإنكار يا نفس يا نفسي
فعني فتش في تلقان في أنا / أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025