المجموع : 24
كَتَبتُ وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما
كَتَبتُ وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما / كَتَبتُ إِلى روحي بِغَيرِ كِتابِ
وَذَلِكَ أَنَّ الروحَ لا فَرقَ بَينَها / وَبَينَ مُحَبّيها بِفَصلِ خِطابِ
وَكُلُّ كِتابٍ صادِرٍ مِنكَ وارِدٌ / إِلَيكَ بِلا رَدِّ الجَوابِ جَوابي
كَفى حَزناً أَنّي أُناديكَ دائِباً
كَفى حَزناً أَنّي أُناديكَ دائِباً / كَأَنّي بَعيدٌ أَو كَأَنَّكَ غائِبُ
وَأَطلُبُ مِنكَ الفَضلَ مِن غَيرِ رَغبَةٍ / فَلَم أَرَ قَلبي زاهِداً وَهوَ راغِبُ
كَفَرتُ بِدينِ اللَهِ وَالكُفرُ واجِبٌ
كَفَرتُ بِدينِ اللَهِ وَالكُفرُ واجِبٌ / عَلَيَّ وَعِندَ المُسلِمينَ قَبيحُ
فَما لِيَ بَعدَ بُعدِكَ بَعدَما
فَما لِيَ بَعدَ بُعدِكَ بَعدَما / تَيَقَّنتُ أَنَّ القُربَ وَالبُعدَ واحِدُ
وَإِنّي وَإِن أُهجِرتُ فَالهَجرُ صاحِبي / وَكَيفَ يَصِحُّ الهَجرُ وَالحُبُّ واحِدُ
لَكَ الحَمدُ في التَوفيقِ في بَعضِ خالِصٍ / لِعَبدٍ زَكِيٍّ ما لِغَيرِكَ ساجِدُ
لِأَنوارِ نورِ النورِ في الخَلقِ أَنوارُ
لِأَنوارِ نورِ النورِ في الخَلقِ أَنوارُ / وَلِلسِرِّ في سِرِّ المُسِرّينَ أَسرارُ
وَلِلكَونِ في الأَكوانِ كَونُ مُكَوِّنٍ / يُكِنُّ لَهُ قَلبي وَيُهدي وَيَختارُ
تَأَمَّل بِعَينِ العَقلِ ما أَنا واصِفٌ / فَلِلعَقلِ أَسماعٌ وُعاةٌ وَأَبصارُ
إِذا بَلَغَ الصَبُّ الكَمالَ مِنَ الهَوى
إِذا بَلَغَ الصَبُّ الكَمالَ مِنَ الهَوى / وَغابَ عَنِ المَذكورِ في سَطوَةِ الذِكرِ
يُشاهِدُ حَقّاً حينَ يَشهَدُهُ الهَوى / بِأَنَّ صَلاةَ العاشِقينَ مِنَ الكُفرِ
مَواجيدُ حَقٍّ أَوجَدَ الحَقُّ كُلَّها
مَواجيدُ حَقٍّ أَوجَدَ الحَقُّ كُلَّها / وَإِن عَجَزَت عَنا فُهومُ الأَكابِرِ
وَما الوَجدُ إِلّا خَطرَةٌ ثُمَّ نَظرَةٌ / تُنَشّي لَهيباً بَينَ تِلكَ السَرائِرِ
إِذا سَكَن الحَقُّ السَريرَةَ ضوعِفَت / ثَلاثَةَ أَحوالٍ لِأَهلِ البَصائِرِ
فَحالٌ يُبيدُ السِرَّ عَن كُنهِ وَصفِهِ / وَيُحضِرُهُ لِلوَجد في حالِ حائِرِ
وَحالٌ بِهِ زُمَّت ذُرى السِرِّ فَاِنثَنَت / إِلى مِنظَرٍ أَفاناهُ عَن كُلِّ ناظِرِ
حَوَيتَ بكُلّي كُلَّ كُلِّكَ يا قُدسي
حَوَيتَ بكُلّي كُلَّ كُلِّكَ يا قُدسي / تُكاشِفُني حَتى كَأَنَّكَ في نَفسي
أَقلِبُ قَلبي في سِواكَ ولاأَرى / سِوى وَحشَتي مِنهُ وَأَنتَ بِهِ أُنسي
فَها أَنا في حَبسِ الحَياةِ مُمَنَّعٌ / مِنَ الأُنسِ فَاِقبِضني إِلَيكَ مِنَ الحَبسِ
عَجِبتُ لِكِلَيَ كَيفَ يَحمِلُهُ بَعضي
عَجِبتُ لِكِلَيَ كَيفَ يَحمِلُهُ بَعضي / وَمِن ثِقلِ بَعضي لَيسَ تَحمِلُني أَرضي
لَئِن كانَ في بَسطٍ مِنَ الأَرضِ مَضجَعُ / فَقَلبي عَلى بَسطٍ مِنَ الخَلَقِ في قَبضِ
مَكانُكَ مِن قَلبي هُوَ القَلبُ كُلُّهُ
مَكانُكَ مِن قَلبي هُوَ القَلبُ كُلُّهُ / فَلَيسَ لِشَيءٍ فيهِ غَيرُكَ مَوضِعُ
وَحَطَّتكَ روحي بَينَ جِلدي وَأَعظُمي / فَكَيفَ تُراني إِن فَقَدتُكَ أَصنَعُ
دَخَلتُ بِناسوتي لَدَيكَ الخَلقِ
دَخَلتُ بِناسوتي لَدَيكَ الخَلقِ / وَلَولاكَ لاهوتي خَرَجتُ مِنَ الصِدقِ
فَإِنَّ لِسانَ العِلمِ لِلنُطقِ وَالهُدى / وَإِنَّ لِسانَ الغَيبِ جَلَّ عَنِ النُطقِ
ظَهَرتَ لِخَلقٍ وَالتَبَستَ لِفِتيَةٍ / فَتاهوا وَضَلّوا وَاِحتَجَبتَ عَنَ الخَلقِ
فَتَظهَرُ لِلأَلبابِ في الغَربِ تارَةً / وَطَوراً عَنِ الأَبصارِ تَغرُبُ في الشَرقِ
تَفَكَّرتُ في الأَديانِ جِدّ مُحَقّق
تَفَكَّرتُ في الأَديانِ جِدّ مُحَقّق / فَأَلفَيتُها أَصلاً لَهُ شَعبٌ جَمّا
فَلا تَطلُبَن لِلمَرءِ ديناً فَإِنَّهُ / يَصُدُّ عَنِ الأَصلِ الوَثيقِ وَإِنَّما
يُطالِبُهُ أَصلٌ يُعَبِّرُ عِندَهُ / جَميعَ المَعالي وَالمَعاني فَيَفهَما
رَقيبانِ مِنّي شاهِدانِ لِحُبِّهِ
رَقيبانِ مِنّي شاهِدانِ لِحُبِّهِ / وِاِثنانِ مِنّي شاهِدانِ تَراني
فَما جالَ في سِرّي لَغَيرِكَ خاطِرٌ / وَلا قالَ إِلّا في هَواكَ لِساني
فَإِن رُمتُ شَرقاً أَنتَ في الشَرقِ شَرقُهُ / وَإِن رُمتُ غَرباً أَنتَ نُصبُ عِياني
وَإِن رُمتُ فَوقاً أَنتَ في الفَوقِ فَوقُهُ / وَإِن رُمتُ تَحتاً أَنتَ كُلُّ مَكانِ
وَأَنتَ مَحَلُّ الكُلِّ بَل لا مَحَلُّهُ / وَأَنتَ بِكُلِّ الكُلِّ لَيسَ بِفانِ
بِقَلبي وَروحي وَالضَميرِ وَخاطِري / وَتَردادِ أَنفاسي وَعَقدِ لِساني
بَيانُ بَيانِ الحَقِّ أَنتَ بَيانُهُ
بَيانُ بَيانِ الحَقِّ أَنتَ بَيانُهُ / وَكُلُّ بَيانٍ أَنتَ فيهِ لِسانُهُ
أَشَرتُ إِلى حَقٍّ بِحَقٍّ وَكُلُّ مَن / أَشارَ إِلى حَقٍّ فأَنتَ أَمانُهُ
تُشيرُ بِحَقِّ الحَقِّ وَالحَقُّ ناطِقٌ / وَكُلُّ لِسانٍ قَد أَتاكَ أَوانُهُ
إِذا كانَ نَعتُ الحَقِّ لِلحَقِّ بَيِّناً / فَما بالُهُ في الناسِ يَخفى مَكانُهُ
سَكِرتُ مِنَ المَعنى الَّذي هُوَ طَيِّبُ
سَكِرتُ مِنَ المَعنى الَّذي هُوَ طَيِّبُ / وَلَكِن سُكري بِالمَحَبَّةِ أَعجَبُ
وَما كُلُّ سَكرانٍ يُحَدُّ بِواجِبٍ / فَفي الحُبِّ سَكرانٌ وَلا يَتَأَدَّبُ
تَقومُ السُكارى عَن ثَمانينَ جَلدَةً / صَحاةَ وَسَكرانُ المَحَبَّةِ يُصلَبُ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ / وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ / وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ / وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ
فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً / وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ
مَتى سَهِرَت عَيني لِغَيرِكَ أَو بَكَت
مَتى سَهِرَت عَيني لِغَيرِكَ أَو بَكَت / فَلا أُعطِيَت ما مُنِّيَت وَتَمَنَّتِ
وَإِن أَضمَرَت يَوماً سَواكَ فَلا رَعَت / رِياضَ المُنى مِن وَجنَتَيكَ وَجِنَّةِ
سَقَوني وَقالوا لا تُغَنَّ وَلا سَقَوا
سَقَوني وَقالوا لا تُغَنَّ وَلا سَقَوا / جِبالَ حُنَينٍ ما سُقتُ لَغَنَّتِ
تَمَنَّت سُلَيمى أَن أَموتَ بِحُبَّها / وَأَسهَلُ شَيءٍ عِندَنا ما تَمَنَّتِ
وَكانَ فُؤادي خالِياً قَبلَ حُبِّكُم
وَكانَ فُؤادي خالِياً قَبلَ حُبِّكُم / وَكانَ بِذِكرِ الخَلقِ يَلهو وَيَمزحُ
فَلَمّا دَعا داعي هَواكُم أَجابَهُ / فَلَستُ أَراهُ عَن وِصالِكَ يَبرَحُ
فَإِن شِئتَ واصِلهُ وَإِن شِئتَ بِالجَفا / فَلَستُ أَرى قَلبي لِغَيرِكَ يَصلُحُ
فَقُلتُ أَخَلائي هِيَ الشَمسُ ضَوؤُها
فَقُلتُ أَخَلائي هِيَ الشَمسُ ضَوؤُها / قَريبٌ وَلَكِن في تَناوُلَها بُعدُ