القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسين الجزّار الكل
المجموع : 52
دَعِ اللومَ أو لَمني فلست بسامعٍ
دَعِ اللومَ أو لَمني فلست بسامعٍ / لقد ضلَّ من أمسى بنصحك يَهتدي
فما العيشُ إلا أن أموت صبابة / بلَبلى ولم أمدُد إلى غيرها يدي
حضمَت ثغرها والخدَّ عن حائم شَجٍ / له أملٌ في مَوردٍ ومُوَرَّدِ
وكم هام قلبي لارتشاف رُضابها / فأعرَب عن تفضيل نَحوِ المُبَرِّدِ
وتُقعدها الأردافُ عند قِيامها / فها أنا منها في مُقيمٍ ومُقعدِ
لقد شاد مُلكاً أسَّسته جُدودُهُ
لقد شاد مُلكاً أسَّسته جُدودُهُ / فأصبح ذا ملك أثيلٍ مُشَيَّد
وصحَّ به الإسلامُ حتى لقد غَدَت / بسلطانهِ أهلُ الحقائق تَقتدي
فقل للذي قد شكَّ في الحقَّ إنما / أطعنا أبا بكرٍ بأمرِ محمد
لئن قطع الغيث الطريق فبغلتي
لئن قطع الغيث الطريق فبغلتي / وحاشاك قبقابي وجوختي الدارُ
وإن قيل لا تخش فهي عبورَةُ / خشيت على علمي بأني جزَّارُ
أيا شرفَ الدينِ الذي فَيضُ جودِهِ
أيا شرفَ الدينِ الذي فَيضُ جودِهِ / براحتهِ قد أخجَلَ الغَيثَ والبَحرا
لئن أمحلت أرضُ الكنافة إنني / لأرجو لها من سُحبِ راحَتك القَطرا
فَعجِّل به جُوداً فمالي حاجةٌ / سواه نباتاً يُثمِرُ الحمدَ والشكرا
ولم ألق في بيتي دثاراً أُعدُّهُ
ولم ألق في بيتي دثاراً أُعدُّهُ / لبردٍ ولا شيء يردُّ هجيرا
فأنفخ شِدقي إن أردتَ وسادةً / وأفرش ظلِّي إن أردت حصيرا
سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا
سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا / وأَبدَى لنا من ثَغرِه الأَنجُمَ الزُّهرا
وحَيا بكأسٍ فعلُها فعل جَفنهِ / غَلِطتُ ومَن للخمر أَن تُشبِهَ السِّحرا
بِعَينكَ عَطَّلَّ هذه الكأس واسقنا / بعينيك ما يغتالُ ألبابَنا سُكرا
أدر حمرةَ الأَلحاظِ فيها لأنَها / بتأثيرها في العقل من أختها أَدرى
لَحَى اللَهُ عُذالي عليك فإنما / تَزَيَّدتَ لما زاد عَذلُهُمُ إِغرا
أَيطمَعُ في صَبري العذولُ وإنَّ مَن / يصاحب قلباً في الهوى يَعرف الصَبرا
أبنُّك ما ألقاه من لاعجِ الجَوَى / وإن كان واشي السُّقمِ لم يُبقِ لي سِرَّا
عَذَرتُ فُؤَادي حين ضاقَت جوانحي / عليهِ وقد أوسَعتُهُ بالجَفَا ذُعرَا
وبتُّ وطَرفي فيك باكٍ مُسَهَّدٌ / فلا دَمعتي تَرفَا ولا مُقلَتي تَكرَا
وعندي بهذا الدهر شُغلٌ عن الهوى / وإن كنت لا أختارُ أن أَعتبَ الدهَرا
متى لُمتُهُ أغراهُ لَومي بِعفلِهِ / وتُتشدُ آمالي لعل له عُذرا
ولن يُعدمَ الإِعدامُ من كَنزُهُ المُنَى / ولن يَختشى الأيامَ من يَرتجى الصَّدرا
أرانا بحُسنِ العَفو منه عواطفاً / تُؤَمِّنُنَا من بأسِهِ البَطشَةَ الكُبرَى
مكارمُ أخلاقٍ لو أنَّ زماننا / تعلَّمها ما ساءنا قَطُّ بل سَرَّا
ولم يَرضَ يوماً للمسئ إذا أسا / مقابلةً لكنه يرتضى الجبرَا
ولن تَستطيعَ السُّحبُ تَحكى بنانَه / وكيف تُبارى ديمةٌ أَبحُراً عَشرَا
إذا هزّ‍َ فوق الطَّرسِ منه أناملا / تأمَّل بحارَ الجود تُبدى لك الدُّرَّا
وإن نَظَم الشِّعرَ البديعَ سَمعتَ من / بَديهَته ما يَبهَرُ العَقلَ والفكرَا
ولو تعقلُ الوُرقُ السَّواجِعُ سَجعَهُ / لَراحَت وقد أزرى بها منه ما أزرى
وإن ذكر التاريخَ يوما بُمقتَضَى / بلاغته حَلَّى الزمانَ الذي مَرَّا
أيا ابنَ عليٍ أنت فاضلُ عصرنا / وإنك أن تُدعَى بفاضله أحرى
وأنتَ الذي ما زال للقَصدِ قبلَةً / ونائلُه شَفعاً وسُؤدَدُهُ وترَا
ومَغناه للراجي مجَنّاً وجُنَّةً / فها نحن فيها لا نجوع ولا نَعرَا
تَهُنَّ بعيد أنت أكبرُ عيدِهِ / تُضاعِفُ في الأولى الثَّوابَ وفي الأُخرى
فَصَلَّ به وانحَر عِدَاك فإنهم / على نَقصِهِم لا يأمنون بك النَّحرا
ولا زلتَ أعلى العالمين مكانة / وأنفَذَهم حُكماً وأرفعَهم قَدرَا
عَفَا اللَه عما قد جَنَتهُ يَدُ الدَّهرِ
عَفَا اللَه عما قد جَنَتهُ يَدُ الدَّهرِ / فقد بَذَلَ المجهُودَ في طلب العُذرِ
أيحسنُ أن أشكو الزمانَ الذي غَدَت / صنائعهُ عندي تَجِلُّ عن الشُّكرِ
لقد كنتُ في أسر الخمول فلم يزَل / بِتَدريجِهِ حتى خَلَصتُ من الأَسرِ
فشكراً لأيَّامِ وفَتُ لي بوعدها / وأبدت لعيني فوق ما جالَ في فكري
وكم ليلةٍ قد بتُّها مُعسِراً ولى / بزخرف آمالي كنورٌ من الفَقرِ
أقول لقلبي كلما اشتقت للغنى / إذا جاء نصر اللضه بُتَّت يَدُ الفَقرِ
وإن جئتَهُ بالمدح يلقاك باللَّهَى / فكم مرةٍ قد قابل النظم بالنثرِ
ويهتزُّ للجدوى إذا ما مدحته / كما اهتزَّ حاشى وصفه شاربُ الخَمرِ
نَقَلتَ لقَلبي ما بجَفنكَ من كَسرِ
نَقَلتَ لقَلبي ما بجَفنكَ من كَسرِ / وعَلَّمتَ جِسمي بالضَّنَا رقَّةَ الخَصرِ
وغادرتَ دمعي فوقَ خدِّي كأنَّه / ثناياك لما لُحتَ مُبتَسمَ الثَّغرِ
وأبصرتُ صُبحَ الوصل من وجهك الذي / بَدَا تحتَ شعر خلتُهُ ليلةَ الهَجر
يُحَبَّب لي فيك الغرامُ فلم أكد / أشبِّهه إلا بحسنك في شعري
وهيفاء تحكي الظَّبى جيداً ومُقلَةً / رَنَت وانثَنَت فارتَعتُ للبيضِ والسُّمرِ
حُسدتُ على لَثم الشَّقيقِ بخدِّها / ورَشفِ رُضَابٍ لم أَزَل منه في سُكرِ
ولستُ أخاف السِّحرَ من لحظاتها / لأني بموسى قد أَمنتُ من السِّحرِ
فتىً إن سطا فرعونُ فَقرِى وجَدتُهُ / يُغَرِّقُهُ من جود كَفَّيهِ في بَحر
له باليد البيضاء أعظمُ آيةٍ / إذا اسودَّتِ الأيام من نُوَبِ الدَّهرِ
قدومك أحلى من غنى عند ذي فقرِ
قدومك أحلى من غنى عند ذي فقرِ / وأَحسَنُ من يُسرٍ تَأَتي على عُسرِ
وأشهى إلى الظمآن من نَقعٍ غُلَّةٍ / وأَبهى لدى الضُّلالِ من طَلعةِ البَدرِ
قَدِمتَ فبُشرى بالغنائمِ والغِنى / وأهلا وسهلاً بالبشاشة والبِشرِ
بكت قوصُ لما رُمتَ عنها تَرَحُّلا / فمن دمعها قد غُلَّقَ النيل في مِصرِ
أكّلفُ نفسي كلَّ يوم وليلة
أكّلفُ نفسي كلَّ يوم وليلة / شروراً على من لا أفوزُ بخيره
كما سوَّدَ القَصَّارُ بالشمس وجهه / ليجهَد في تَبييضِ أثوابِ غيرِهِ
كتبتُ بها في يوم لهوٍ وهَامتي
كتبتُ بها في يوم لهوٍ وهَامتي / تمارسُ من أهوالهِ ما تُمارسُ
وعندي رجالٌ للمجون ترجَّلَت / عَمَائِمُهُم عن هامِهم والطَّيالسُ
فللراح ما زُرَّت عليه جيوبَها / وللماء ما دارت عليه القلانسُ
مساحبُ من جرّ الزقاق على القَفَا / واضغَاثُ أنطاعٍ جنِّى ويابسُ
تَلذُّ لي الآمالُ عجزاً وإنما
تَلذُّ لي الآمالُ عجزاً وإنما / أَلذُّ من الآمال عندي بلوغُها
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا / عليكم إِذاً بالقَصرِ فالقَصرُ أفضَلُ
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله / وهل يَرعوى للعَذل والحبُّ شاغلُه
محبٌّ يَحُلُّ الوَجد عقدَ اصطبَارِه / إذا البَينُ شُدَّت للفراقِ رواحلُه
أأحبابَنا إن ألَّف الدهرُ شَملَنا / تحلى بلُقياكم من العيش عاطلُه
نأيتُم فلولا ما تُقَرِّرُهُ المُنى / بقلبي عليكم ما استقَرَّت بلابلُه
وأهيفُ يحكي الغصنُ لينَ قوامهِ / وتفعَلُ أفعالَ الشَّمُولِ شَمائَلُه
يَلينُ إلى أن يَجرَحَ الوهمُ جسمَه / وتَغرَقَ في ماء النعيم غَلائِلُه
إذا ما بدا من شعرِهِ في ذوائبٍ / رأيتَ غزالاً لم ترُعهُ حبائِلُه
رَمَى فانتضى من لحظ عينيهِ صارماً / عذارَهُ عند الناظرين حمائَلُه
وسدَّدَ من عطفَيهِ لَدناً مُثَقَّفاً / وناظُرهُ الفَّتانُ بالسِّحر عاملُه
أرى خصره أهدى لجسمي تحولَه / فها أنا فيه مدنف الجسم ناحِلُه
رماني فأصمى نُبلُ عينيه مُقلتي / فواهاً لصبٍّ قد أُصيبَت مَقائَلُه
أأرجو حياةً عِندِ من ماسَ أو رنا / ورامِحُهُ يَسطو على ونابله
وإني لمعتادٌ بحملِ خُطُوبهِ / إذا كلَّ أو أعيى من الهمِّ حاملُه
أقول لفقري مرحبا لتيقني / بأن عليّاً بالمكارم قائِلُه
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل / مصوناً من الأعداء عَذبَ المقبَّلِ
هو الطود عنه السيلُ زل بنطقه / ولا غَروَ في سيلٍ إذا جاء من عَلِ
قصيدٌ يَغَارُ منها وكيف لا / وَوَصفُكَ فيها حين تُنشدُ قد تُلى
أقامت منارى فامرؤُ القَيسِ حاسدي / عليها وحسبي أنها فيكَ وهي لي
تصكُّ بكفِّ النظم من حُسنها قفا / قِفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال / ودَرَّاعة لي قد جفا غُصنُها البَالي
ولا سيما والبردُ وافى بَريدُهُ / وحالي على ما اعتدت في حالة حَالي
تُرى هل يَراني النَّاسُ في فَرَّجية / أجرُّبها تيهاً على الناسِ أذيالي
ويُمسي عذولي غيرَ خالٍ من الأسى / إذا باتَ من أمثالها بيته خالي
ولو أنني أسعى لتفصيلٍ جُبَّة / كفاني ولم أطلُب قليلٌ من المالِ
ولكنني أسعى إلى نحو جبَّةً / وقد يبلُغُ المَجدَ المؤَثل أمثالي
وكم ليلةٍ استغفر اللَه بتُّها / بخدٍّ وريقٍ بين وردٍ وجريالِ
تبطنت فيها بدر تم مشنَّف / ولم أتبطن كاعباً ذاتَ خلخالِ
وما أنا ممن يبكي لأسماء إن نأت / ولكنَّني أبكي على فقد أسمالي
ولو أنَّ امرأ القيس بين حَجرٍ رأى ما / أكابده من فرطِ هَمٍّ وبَلبَالِ
لما مآل نحو الخِدرِ خِدرِ عُنيزةٍ / ولا باتَ عن حُسنِها سالي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي / فلا فُزتُ يوماً من نَدَاك بِسُولِ
يُكلِّفني الصَّبر الجميل بوجههِ / وما كلُّ صبرٍ في الهوى بجميلِ
وأكتُمه ما متُّ من ألم الجوى / فيظهُرُهُ دمعي له ونحولي
قَضى الحبُّ أن أشقى بحبِّ مُنعَّم / وأبذلُ روحي في طلابِ بخيلِ
وأبكي بدمعٍ بل وابله الثرى / على أنَّه ما بلَّ بعضَ غليلي
نسيم الصبا بلغه عني تحيةً / فأنت بهذا الأمير خيرُ كفيلِ
فأمَّا وقد أحببتُ غُصناً مهفهفاً / فأوفقَ ما كان النسيمُ رسُولي
وكم ليلةٍ من وجنتيه وريقة / ظَفِرتُ بزهرٍ يانعٍ وشممولِ
يطولُ عليَّ الليلُ مدَّة هجرهِ / فمن ليل بليلٍ في الوصال طويلِ
ومالي لا أبكي على أنسِ قُربهِ / وما دام ذاكُ الأنسُ غيرَ قليلِ
بيننا على كسرى سماءُ مدامةٍ
بيننا على كسرى سماءُ مدامةٍ / مكلَّلة حافَاتُها بنجوم
فلو رُدَّ في كسرى بن ساسان روحهُ / إذاً لاصطفاني دون كلِّ نديم
أتخذُلُني إذ كُنتُ أُخفي وأكتُمُ
أتخذُلُني إذ كُنتُ أُخفي وأكتُمُ / غراماً غَدَت عنهُ العُيونُ تترجمُ
وسرُّ الهوى لا يُمكنُ الحرَّ كتمهُ / وأيسر معنى فيه بالعين يُفهمُ
لَعُمركَ لو ذُقتَ الذي أنا ذائقٌ / تألَّمت لي لو كان يُجدى التألُّمُ
دَع الصبَّ يُبدي ما يلاقي منَ الهوى / على أنَّه يشكو لمن ليسَ يرحَمُ
أتامرُ بالسُّلوانِ قلباً متيَّماً / وهيهاتَ يسلو الحبَّ قلبٌ متيَّمُ
وبي رشأٌ فأرقت من طيب وصله / رَبيعاً فصبرى مذنايتُ مُحرَّمُ
أقام لتعذيبي بقلبي لأنَّه / غدا مالكاً والقلبُ منَّي جَهنَّمُ
رَمَيتُ فؤادي في يديه وطالما / تندَّمت لكن ما أفادَ التندُّمُ
فهلُ منصفٌ أشكُو إلى عدل حُكمه / حبيباً على ضعفٍ يجورُ ويَظلِمُ
ويسحرُ عيني والعيون قريرةٌ / ويسهرني في الليل والناسُ نومُ
وألبَسَني ثوباً من السُّقمِ سَاذجاً / فطرَّزه دمعي فوجدي مُعلَمُ
أجدُّ به وجداً وأُصَبحُ هَاذياً / وأشكو إليه وهو بالحال أعلمُ
وأبكي لتذكارِ العُذَيبِ وبَارق / وما القصدُ إلا رِيقُهُ والتَّبسُّمُ
وَليلةِ وَصلٍ منهُ باتَ يُعيدُها / بفكري ظنٌّ كاذبٌ وتوهُّم
فلو كان طرفي ذاق من بعدها الكرى / تَخيَّلتُ أني منه بالطَّيفِ أحلُمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025