المجموع : 9
لئن جاد شعرُ ابن الحُسين فإنما
لئن جاد شعرُ ابن الحُسين فإنما / تُجيد العطايا واللُّهي تفتح اللَّهَا
تَنَّبأ عُجباً بالقريض ولو دَرَى / بأنّك تَرويه إذا لتألَّها
دنا العيد لو تَدْنو به كعبةُ المُنى
دنا العيد لو تَدْنو به كعبةُ المُنى / ورُكْنُ المَعالي من ذُؤابة يَعُرب
فيا ويلتَا للشعر تُرمي جماره / ويا بُعد ما بيني وبين المُحصَّبِ
يقول حِذاراً لا اغتراراً فطالما
يقول حِذاراً لا اغتراراً فطالما / أناخَ قتيلٌ بي ومرَّ سَليبُ
ويُنشدنا إنَّا غريبان هَاهنا / وكلُّ غَريبٍ للغريب نسيبُ
فإنْ لم يَزْره صاحبٌ أو خَليلُه / فقد زاره نَسْرٌ هناك وذِيب
فها هو أمَّا منظرا فهو ضاحك / إليك وأما نَصْبةً فكَئِيب
سقى فسقى الله الزمان من أجله
سقى فسقى الله الزمان من أجله / بكأسين من لميائه وعقاره
وحياً فحيا الله دهراً أتى به / بأطيب من ريحانه وعراره
وحرشفة إن كنت ذا قدرة على
وحرشفة إن كنت ذا قدرة على / نفوذ الى ذاك الجنى الحلو فانفذ
كأنّي قد توّجت منها ببيضة / وقد وضعت للصّون في جلد قنفذ
ومشمولةٍ في الكأسِ تحسبُ أنها
ومشمولةٍ في الكأسِ تحسبُ أنها / سماء عقيقٍ زينتْ بكواكبِ
بنتْ كعبةَ اللذاتِ في حرم الصبا / فحجَّ إليها اللهوُ من كلِّ جانبِ
قتلتُ بني الأيامِ خُبراً فباطني
قتلتُ بني الأيامِ خُبراً فباطني / مشيبٌ وما يبدو عليَّ شبابُ
ولما رأيتُ الزورَ في الناس فاشياً / تخيَّل لي أن الشبابَ خضاب
وآليتُ لولا مَلكُ لحمٍ محمد / لما كان ملك في الأنامِ لباب
ولولا ابنُ عمّارٍ وفاضلُ سعيه / لأصبح رَبعُ المجدِ وهو خراب
وما كان يؤتى المجد من حيث يبتغى / ولا كان يُدرَى للحوادث باب
ولا أحرقت أرضَ العدوِّ صواعقٌ / ولا مَطَرَت أرضَ العفاةِ سحاب
وما كان هارونٌ أصحَّ وزارةً / لموسى وهل دون السحاب حجاب
بعيدُ الرضى في النصح ما كان راضياً / لو أنَّ له السبعَ الشدادَ قباب
نهوضٌ ولو أن الأسنَّةَ مركبق / ورودٌ ولو أنَّ الحمامَ شرابُ
مضى مثلما يمضي القضاء وهزّه / همامٌ يهزُّ الجيشَ وهو هضاب
كما اقترنت بالبدرِ شمسٌ منيرة / له عن سناها في الخطوب مناب
فكايَلَهُ صاعَ المودّة وافياً / وكلُّ مُثيبٍ بالوفاءِ مثاب
ومن كأبي بكرٍ لبكرِ مكارمٍ / لها من ثنائي حليَةٌ وَمَلاب
أنافَت به فوق السماكين هِمّةٌ / أنافَ عليها عنصرٌ ونصاب
فلفظَتُهُ يومَ المهابةِ خطبةٌ / ولحظتُهُ يومَ اللقاء ضراب
له سُنَّةٌ في الجدِّ والهزلِ مثلما / تُدارُ كؤوسٌ أو تُدَقُّ حراب
رقيقٌ كما غَنَّت حمامةُ أيكةٍ / وجزلٌ كما شقَّ الهواءَ عقاب
يعزُّ على العلياءِ أنيَ خاملٌ
يعزُّ على العلياءِ أنيَ خاملٌ / وإن أبصرت منِّي خمودَ شهابِ
وحيثُ يُرَى زَندُ النجابةِ وارياً / فثمَّ يُرَى زَندُ السعادةِ كابي
وإني لفي دهرٍ فرائسُ أسدِهِ / سدًى عبثت فيه نيوبُ كلاب
أتخفى على الأيامِ غُرُّ مناقبي / وقد بذَّ شأوي شأوَ كلَّ نَقَابِ
ويركبني رسمُ الخمولِ وقد غدت / خصالُ العلا والمجدِ طوعَ ركابي
سأرقى بهمَّاتي قُصَارَى مراتبي / وإن كان أدناها يُطيلُ طلابي
لتعلمَ أطرافُ الأسنَّةِ أنني / كفيلٌ بها عند الصدا بشراب
وتشهدَ أطرافُ اليراعاتِ أنني / بهنَّ مصيبٌ فَصلَ كلِّ خطاب
وليس نديمي غيرَ أبيضَ صارمٍ / وليس سميري غيرَ شخصِ كتاب
مضمّحةٌ لا بالخلوقِ أناملي / مزعفرةٌ لا بالعبير حرابي
ولكن بنفحٍ يُخجِلُ الروضَ زاهراً / ولكن بدعسٍ في كُلىً ورقاب
ومن لم يخضِّب رُمحَهُ في عداته / تساوت به في الحيّ ذاتُ خضاب
ومن لم يُحَلّ السيفَ من بُهَمِ العدا / تحلَّى بخزيٍ في الحياةِ وعاب
إذا ورقُ الفولاذ هُزَّ تساقطت / ثمارُ حتوفٍ أو ثمارُ رغاب
ومن يتَّخذ غيرَ الحسامِ مخالباً / فما هو إلاَّ واردٌ بسراب
ومن غرَّهُ من ذا الأنام تبسُّمٌ / فبالعقل قد أضحى أحقَّ مصاب
أربع الندى تهمي به وتصوب
أربع الندى تهمي به وتصوب / ومغنى العلا نأوي له ونثوبُ
بحيثُ استقلَّ المجد فوقَ سريرهِ / وقام لسانُ المجدِ وهو خطيب
سقاكَ غمامٌ مثلُ وُدِّيَ ضاحكٌ / كأنَّ سماءَ الصَّحوِ منه تذوب
ولا فاءَ ظلُّ العيشِ وهو مقلّصٌ / عليكَ ولا صافيه وهو مَشوب
ولا آل مزورّاً عليك غُديّةً / زمانٌ يُمَسّي الصفحتين طروب
ولا انفكَّ للخطيِّ حولك هزَّةٌ / وللأعوجيَّاتِ الجيادِ دبيب
لقد رُقتَ حتى قيل إنك رحوٌ / وإنَّ أكفَّ الضارعينَ قلوب
كأنَّك بيتٌ نادِرٌ وأكفّهم / خواطر أورى زندهنَّ حبيب
طلعت كريعان الشبيبة روقة / فكذَّب في دعوى البياض مشيب
أراق على عطفيه منه طلاوةً / مدى الدهرِ ملتاحُ الجبينِ مهيبُ
إذا رسبت يوماً حُلاهُ فإنّما / سِماكُ العلا في منتداك رسوب
فيا أيها القصر المبارك لا تزل / وأنت جديدُ الحلّتين قشيب
ويا أيها الملكُ المؤيد دُم به / ليُترَعَ كوبٌ أو يثارَ عكوبُ
أسِم فيه سَرحَ اللحظ من طَرفِ باسل / مَراد الوغى في ناظريه عشيب
ستظأره أمُّ النجومِ تحلُّهُ / لها كوكبٌ لا حان منه غروب
محيطٌ بما أحببتَ من كلِّ صورةٍ / تروقُّكَ حتى شَكلُهُنَّ قريب
ومن حُبُكٍ دون السُّموك كانّها / أفاريدُ رَوضِ الحَزنِ وهو هضيب
إلى طُرَرٍ تحكي أصائلَ ملكه / تكادُ بأنداء النضار تصوب
ومن مرمرٍ أحذاهُ رونُق الطلى / طلاه ففيه للعقول خلوب
أجل إنما يجتابُ منك بشاشةً / لها جيئَة من فوقه وذهوب
وغلاَّ فمن آدابِكَ الزُّهرِ يجتلي / فرنداً له درٌّ عليه رطيب
كما ضاعَ من أهدابِ ثَوبك نَشرُهُ / وكلٍّ صعيد مسَّ وطؤكَ طيب
وكلُّ هواءٍ تحت ظلِّكَ سَجسَج / وكلُّ مكان في ذراك خصيب
إليك أشارت أعين وأناملٌ / وفيك أجيلت ألسنٌ وقلوب
كأنَّك من طبع الحياةِ مركَّبٌ / فأنت إلى كلِّ النفوسِ حبيب
مليك كما تهواه أمَّا دِلاصُهُ / فغاوٍ وأمَّا بُردُهُ فمنيب
موفّرُ أعطافِ السيادةِ لم يزل / بأفئدة الأعداءِ منه وجيب
إذا ضاق في الهيجا مَجَرُّ سنانِهِ / فإن مناطَ السَّيفِ منه رحيب
لهم حاركٌ للملك ثُمَّ حنيفُهُ / سما كاهلٌ منه وسالَ سبيبُ
وكانوا عليه في الزمان فوارساً / عَلَتهُ وشبَّانٌ تروق وشيب
وسُنَّةُ مجدٍ من نعيمٍ وشدة / على الدهر منها محكةٌ وقطوب
ليخضب منها اليومُ والافقُ أشيبٌ / وينصلَ ثوبُ الليلِ وهو خضيب
ثغورٌ على المجدِ التليدِ ضواحكٌ / وايدٍ إلى المجد التليد تصوبُ
ترقرق عنه الملك واهتزَّ عِطفُهُ / كما اهتزَّ مخشوبُ الغرارِ قضيب
مشابه لا تخطي علاكَ سهامُهَا / فتهوي إلى أغراضِها فتصيب
تمّلأ أثناءَ النداء مهَابَةً / وتبسم عَنها الحربُ وهو قَطُوب
ويهنيك عيدٌ للصيام ذَخَرتَهُ / كفيلٌ بأنَّ اللهَ عنه مثيب
وعيدٌ عليه منك رَسمُ طلاقةٍ / كأوبش حبيبٍ طال منه مغيب
خلعتَ عليه من بهائك حُلّةً / كما عُصفِرَت فوق العروس جيوب
ونمَّت عليه من مديحك فَوحَةٌ / كما مَسَحت فوق الرياضِ جَنوب