القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 42
جزى اللّه أهلَ الخيرِ خير جزاء
جزى اللّه أهلَ الخيرِ خير جزاء / بتَعظيمهم للشرع والعلماءِ
لَقَد عمِلوا خيراً فنالوا سعادة / وفازوا بخيرٍ دائم وهناءِ
لأنّهم قاموا الواجب دينهم / وأدّوا له بالطوع خير أداءِ
رأوا أنّ أهل العلمِ والفضل والتقى / ولاؤهم في اللّه خير ولاءِ
ففي العلم عزّ والتأدّب رفعة / وذو العلم يرقى سامياً بعلاءِ
وَمَن يَقتَبس مِن نورهم يهتدي بهم / فينجو بهِم من شدّة وعناءِ
فما عالم إلّا ومنه مآثرٌ / بها ذِكره يبقى بغير خفاءِ
كما بَقِيَت آثار أكرم عالم / وخير زعيمٍ أعظم الزعماءِ
هو العالم الحبر التقيّ أبو الرضا / وَمَن جلّ قدراً أعظم العلماءِ
لقد كان كهفاً للعروبة ملجأ / ويحمل للإسلام خير لواءِ
فما مات لكن في البريّة ذِكره / يدوم مدى الأيّام ليس بنائي
وجد وللشرع الشريف بسعيهِ / وشدّ له بالعلم خير بناءِ
أقامت رجال الملك حول ضريحهِ / وتتلى له بالفضل خير ثناءِ
له اليوم بالسجّاد فخراً تبرّعت / وتلك سجايا السادة الكرماءِ
فراشَ عليه كلّ شهم وفاضل / تقام لذِكرى سيّد الشهداءِ
ومنّي على روح التقيّ تحيّة / لدى كلّ صبح طالع ومساءِ
فمن سيّد الأطواد لاِبن محمّد / له في جنان الخلد خير حباءِ
أبا حسن يا مَن تباهت بك العُلا
أبا حسن يا مَن تباهت بك العُلا / علا فوق أيديهم بنقطة فائهِ
فنزّلت قدراً في صعودك منزلاً / فكنتَ لبسم اللّه نقطة بائهِ
أَكَوكب هذا في الترابِ مُغيّب
أَكَوكب هذا في الترابِ مُغيّب / أم البدر في هذا الضريح محجّبُ
أَتَحجبُ بدرَ الهاشميّين في الثرى / ومنه المحيّا عاد وهو مترّبُ
وإنّك مُذ فارَقتَ شعبك أصبحت / عليك بني العلياء للدمع تسكبُ
أقامَ لك الشعبُ العراقيّ مأتماً / بنوك به أضحت تنوح وتندبُ
رَحَلتَ عن الدنيا ولستَ براحلٍ / وبعدكَ حزناً بالحداد تَجلببوا
بَنو يعربٍ أَدمَت عليك عيونها / فلا زِلتُ من أفعاله أتعجّبُ
عَجبتُ وبالدهر الخؤون عجائب / وذِكرك من بين الورى ليس يذهبُ
أيُصبح عن أوطانه البدر غائباً / فكيفَ هلالُ الشرق في الغرب يغربُ
لَئِن غاب عنّا كوكب من بني العُلا / فَمن بعده بالأفق قد لاحَ كوكبُ
عظيم بهِ العُرب الكرام تفاخَرَت / وسادَت به عليا نزار ويعربُ
تسنّم عرش الملك راقٍ إلى العُلا / عليهِ لواء الملك بالعزّ ينصبُ
إذا اِفتخرَ الأشراف يوماً بمفخرٍ / فإنّ له الفخر المؤثّل يُنسبُ
قدِ اِعتَرفت كلّ الملوك لمجدهِ / وأمثالها في مجدهِ صار يضربُ
وقلّدهُ الشعب الكريم زمامه / لكَي فيه يحيي الشعب وهو له أبُ
لنا عن أبيهِ الندب أحسن سلوة / بهِ إذ هو المولى العظيم المهذّبُ
فما ماتَ مَن أبقى لنا يوم مثله / مليكاً بمغناه الفخار مطنّبُ
وِداداً وحبّاً للسعيد أبي الرضا / أقام العزا وهو المشيد المسبّبُ
سعيداً إلى الأشراف ينمى ومجدهُ / بصُحفِ السنا أضحى يعدّ ويحسبُ
إلى الراحلِ المغفور منّي تحيّة / على روحهِ دَوماً تروح وتذهبُ
صُنِ النفسَ واِزجرها عنِ اللهوِ واللعبِ
صُنِ النفسَ واِزجرها عنِ اللهوِ واللعبِ / وَبادِر بإخلاصٍ إلى طاعةِ الربِّ
وكُن لإلهِ العالمين موحّداً / ولا تتّبع غير الّذي جاء في الكتبِ
عن اللّه بالقرآنِ جاءَ محمّدٌ / يُنادي ألا هيّا إليّ بني العربِ
هلمّوا إلى التوحيد يا قوم تُفلحوا / فَهذا كِتابي عن إله السما ينبي
فلا تَعبُدوا شمساً ولا قمراً ولا ال / حِجارة أو ما قد ذَبحتُم على النصبِ
فربّك أهلٌ للعبادةِ إنّه / كريمٌ رحيم قادر فالق الحبِّ
لقد فطَرَ السبع العلى فأتمّها / وزيّنها بالنيّرات من الشهبِ
فسيّارة منها ومنها ثوابتٌ / وَمنها علامات لدى الليلِ للرَكبِ
وإن شاءَ أن يسقي البريّة رحمةً / منَ اللطفِ يَسقيهم سجالاً من السحبِ
إلهكَ فردٌ واحد في مكانه / أحاط بِما في الشرق علماً وبالغربِ
هُما فدّك مِن مُؤمن متقرّب / ولي له عمّن تباعد من قربِ
يقسّم أرزاق الخلائق بينهم / وَيوردهم مِن ماء منهله العذبِ
أبانَ لهم نهجاً من الدين واضحاً / وأَعرب فيه عن وجوبٍ وعن ندبِ
كتاب سماويّ منَ اللّه مُنزل / ترى كلَّ شيء يابس فيه أو رطبِ
كتاب من الرحمن قد جاء بالهُدى / يُعرّفهم صدقَ الحديث من الكذبِ
فمَن يَستِعن باللّه عند بلائه / يُعِنهُ على ما قد دَهاه من الخطبِ
ومَن يجتَنِب ذلّ المعاصي يبيتُ في / أمان ولا يَعرف لشيء من الرعبِ
وَمَن يطلب العلم اِستفاد بعلمهِ / ومَن لَم يُبادر ضلّ يمشي إلى جنبِ
ولا خيرَ فيمن لم يمهّد سبيله / إلى غايةٍ يمتازُ فيها عن الصحبِ
ألا يا اِبن ودّي كُن إلى المجد ساعياً / وَنفسك عوّدها على الضرّ والصعبِ
وإن خُضتَ بحراً للمكارمِ والعُلا / فلا تقتطف إلّا من اللؤلؤ الرطبِ
بني يعرُب هل تُسعفوني بحرصكم / وَهل أحد فيكم يخفّف عن كربي
أهنّي بعيد الفطر أستاذيَ الّذي
أهنّي بعيد الفطر أستاذيَ الّذي / حَبانيَ منهُ بالحنان وبالحبِّ
وَأُهدي إليه كلّ عيد تحيّتي / وأثني عليه باللسان وبالقلبِ
بني الدين بُشراكم بخير كتاب
بني الدين بُشراكم بخير كتاب / لكلِّ الورى يَهدي لحسن مآبِ
بهِ جُمِعَت كلّ المواعظ فاِهتدت / بهِ الناس إذ حازت لخير ثوابِ
فيا ناظراً فيه تيقّن بأنّه / أجلُّ كتاب من أجلِّ جنابِ
هو الحسنُ المعروف والخلَف الذي / له ضُرِبَت في العلم خير قبابِ
فَأرجو له التوفيق والفوز في غدٍ / ويُجزى بإحسانٍ بيوم حسابِ
أبا خالص إن غِبتَ عنّي فإنّني
أبا خالص إن غِبتَ عنّي فإنّني / مقيمٌ على تلك المودّة والحبِّ
لَئِن غبت عن عيني فشخصُكَ لم يزل / يمثّله في كلّ آونة قلبي
فلستُ بناسٍ عهدك الزاهر الذي / به أنعَمَت عيناك فضلاً على الشعبِ
وقائلة لمّا رأَت شيبَ مفرقي
وقائلة لمّا رأَت شيبَ مفرقي / اِستره عن عينها بخِضابِ
أتسترُ عن عَينيّ حقّا بباطلٍ / وتوهِمُني ماء بِلَمع سرابِ
فقلتُ لها هذا الّذي تعرفينه / مدامع أحزاني لفقد شبابي
قدمتَ فسرّت فيك أبناء غالب
قدمتَ فسرّت فيك أبناء غالب / ونالت بك الزوراء أقصى المطالبِ
فيا ضيفنا المحبوب يا اِبن محمّد / ويا اِبن البهاليل الكرام الأطائبِ
ويا اِبن الحسين الحائز الشرف الّذي / به ساد أرباب العلى والمناقبِ
منَ الهاشميّين الألى سار ذِكرهم / ومعروفهم في طارقات النوائبِ
وإنّيَ ممّن قد علقت بحبّهم / وليداً وفيهم قد أحيلت مآربي
فَمِنهم إليهم يَنتهي الجودُ والندى / ونائِلهم قد فاضَ فيض السحائبِ
وأخلصتُ ودّي للزعيم فإنّه / لأكرم ماشٍ في الأنام وراكبِ
هو الندب عبد اللّه مَن لم نجِد له / سِوى المجد حِلفاً والعلى خير صاحبِ
وإن قابلَ الصيد الرجال ففرعهُ / لأقوى وأمضى من حدود القواضبِ
أَلا يا زعيم العربِ يا خير سيّدٍ / تربّى بحجر الطاهرات الكواعبِ
لِيهنَ العراق اليوم قد عاد عيدهُ / وفيكَ له قد ساغ أصفى المشاربِ
لأنّك ممّن شدّ أزر رجالنا / وعند اِشتداد الخطب قمت بواجبِ
وَدحرتَ حزب الخائنين وردّهم / وما حَصلوا غير العنا والمتاعبِ
بذلك يجزى من شجون عصابةٍ / وَلَم يفتكر في سيّئات العواقبِ
أساؤوا إلى الشعب الكريم ولم ينل / بأفعالهم إلّا أشدّ المصائبِ
وَقَد ذَهبوا لا يهتدونَ طريقهم / وباؤوا بخزيٍ في جميع المذاهبِ
ولَم يربحوا إلّا الندامة والشقا / وآمالهم لاحت تفقّد خائبِ
فليس لهم دينٌ ولا عقلَ عندهم / فيردعهم عن مثل هذا التلاعُبِ
فكيف إله العرش يصفح عنهمُ / وقد عبَثوا بالشعب من كلّ جانبِ
وقد أوقدوا ناراً وفي كلّ مهجةٍ / حريق لهاث شاعر الجمر لاهبِ
مدى الدهر لا يَنسى العراقُ عصابه / وبارئه في الحشر خير محاسبِ
عصابة سوء قد أضرّت بِشَعبها / فتلكَ وأيم الحقِّ شرّ عصائبِ
وقد حُمّلوا عبأً من العار فاِرتدوا / ثِياباً لهم ممسوحة بالمعائبِ
ففي كلّ نادٍ حين يتلى حديثهم / فلا يَنقضى إلّا بكلّ المثالبِ
فيا أسرة الهادي الشفيع ومَن لهم / مَراتب عزٍّ فوق كلّ المراتبِ
لقد نُصِبَت فوق الثريّا قبابكم / وَمَنصبكم أعلا جميع المناصبِ
عليكم ثناءٌ لا يزال ولم يزَل / تُجازى منَ المَولى بأسنى المواهبِ
أَفَخري هذا في التراب مغيّب
أَفَخري هذا في التراب مغيّب / أمِ البدر في هذا الضريح محجّبُ
تحجّب بدرُ التمّ في بقعة الثرى / ومنهُ المحيّا عاد وهو مترّبُ
أَفخري مُذ فارقتَ شعبك أصبَحَت / عليك بنو العلياء للدمع تسكبُ
أقامَ لك الشعب العراقيّ مأتماً / بنوك وقَد أضحَت تنوح وتندبُ
رَحَلت ولستَ اليوم عنّا براحلٍ / وذِكرك ما بين الورى ليس يذهبُ
بنو يعربٍ أدمت عليك عيونها / وبعدَك حزناً بالحدادِ تَجَلببوا
عجبتُ وبالدهر الخؤون عجائبٌ / فلا زلت مِن أفعاله أتعجّبُ
أيُصبحُ عن أوطانهِ البدر غائباً / وكيفَ هلالُ السعد في اللحد يغربُ
يعزّ علينا يا لقومي فراقه / على كلّ فردٍ فقده اليوم يصعبُ
لئن غابَ عنّا كوكب من بني العلى / فمِن بعده بالأفق قد لاح كوكبُ
محمّد الندب العليّ أخو العلا / عليه لواء الملك بالعزّ ينصبُ
إِذا اِفتخَرَ الأشراف يوماً بمفخرٍ / فإنّ له الفخر المحجّل يُنسبُ
قدِ اِعتَرَفت كلّ البرايا بمجدهِ / وأمثالها في مجدهِ صار يضربُ
لَنا عن أخيهِ الندب أحسن سلوة / بهِ إِذ هو المولى العظيم المهذّبُ
فَما ماتَ من أبقى لنا خيرَ والدٍ / كريم بِمَغناه الفخار المطيّبُ
وَحلف العلى عبد الحميد فتىً له / مناقب جلَّت ليس تُحصى وتحسبُ
إِلى الراحلِ المغفور منّي تحيّة / على روحهِ أضحَت تروحُ وتذهبُ
أكرّر منه الذكر مهما ذكرتهُ / نَعم ذِكرهُ كالمسك بل هو أطيبُ
فيا أيّها الأمجادُ يا سادتي ألا / فَصَبراً فإنّ الصبر بالأجر يعقبُ
وكيفَ تضمّ الأرضُ جثمان ضيغمٍ / لهيبتهِ الأسد الضراغم ترهبُ
ويُمسي عفيراً في الثرى وهو الذي / ترى الشمس مِن علياه تبدو وتغربُ
فَيا راحلاً والصبر قوّض بعده / وفي القلبِ نيران غدَت تتلهّبُ
وَهادي الورى مَن قد نَمته إلى العلى / طواهر آباء أكارم أنجبُ
ولستُ بناسي مدح آل طباطبا / فإنّهم قومٌ لذي البيت أقربُ
إمام الورى عبد الحسين وعمّه / هو الحسن الزاكي له العلم مكسبُ
وذاك الرِضا المولى التقيّ معظّم / له النسك دار والعبادة مشربُ
همُ السادةُ الغرّ الميامين فضلهم / على الدهرِ بادٍ ليس يخفى ويحجبُ
يصدّقني كلّ الأنام بفضلهم / وَمهما أقُل فيهم فلست أكذبُ
لرزئكَ إن أبكي وإن أتجلّدُ
لرزئكَ إن أبكي وإن أتجلّدُ / فناركَ في قلبي تشبّ وتوقدُ
أخي فدتكَ النفس ما كنت عالماً / بأنّك عن عيني تغيب وتبعدُ
وما كنتُ أدري أن يُفاجئكَ الرَدى / وفي صَفَحات التربِ تُطوى وتلحدُ
لقد كنتَ لي خلّاً حميماً وصاحباً / أَخا ودّه بين الأحبّة يحمدُ
فها إنّني حلف الكآبة والجوى / وأدمع عينٍ صوبها ليس يجمدُ
مَضَيتَ فأوَريت القلوب بشعلةٍ / منَ الحزنِ لا يخبو ولا هو يخمدُ
لقَد خَسِرتك الكاظميّة واعظاً / خَطيباً له فنّ الخطابة يعهدُ
فآلُ شديد أصبحت في بيوتها / مآتم للأشجانِ والنوح تعقدُ
قَضيت أبا عبّاس يا نور ناظري / فها ناظري من بعدك اليوم أرمدُ
وأيّاميَ البيض التي قد قضيتها / يجلّلها برد من الحزن أسودُ
فَقدتُكَ يا زين المنابر إنّما / هلال السما إن اظلم الليل يُفقدُ
فليسَ يلذّ العيش بعدكَ لا ولا / يطيبُ فعيشٌ إن فقدتُكَ أنكدُ
فَهيهات يصفو العيش أو آلف الهنا / ويعذُب لي ما عشت بعدك موردُ
وقفتُ على الدار التي كنتَ نورها / فقلتُ لها يا دار أين محمّدُ
إلى أين قد غابَ الخطيب أخو الندى / حميد السجايا سامي الخلق سيّدُ
وَمَن هوَ للأعواد والوعظ لائق / وأهل وللإصلاح داع ومرشدُ
فأيّ خطيبٍ للمنابر يُرتجى / مواعظهُ في الناس تُرضى وتحمدُ
بِرغميَ يُمسي في اللحود مُعفَّراً / فقد كان لي عند المُلمّات يعضدُ
فلا أنا أنساه ولست بصابر / على فقدهِ إذ مثله ليس يوجدُ
أخي كيف أسلو عنك يا خير صابر / إليه المعالي والفضائل تُسنَدُ
فَنَم بجوارِ المُرتضى جدّك الذي / له الناس في كلّ النوائب تقصدُ
فَما خابَ مَن فيه تمسّك واِلتجا / إليهِ ففي الرضوان يَحضى ويسعدُ
أيا وفد إيران الكرام الأماجد
أيا وفد إيران الكرام الأماجد / ومَن هُم بأفقِ المكرُمات فراقدُ
سَبَقتم إلى العليا وحُزتُم مفاخراً / جميع الورى عن نيلها متقاعدُ
مِنَ الملك السامي أتَيتم بمُصحف / كريم به للعالمين فوائدُ
إلى مرقد القمّي أكرم سيّد / به قد سَمَت فخراً وطابت مراقدُ
هو السيّد الطهر الحسين ومَن به / لشرعِ الهدى والدين قامت قواعدُ
فَهَذي لكم مِن بقعة الطفّ تربة / بها خالق الأشياء بالطيب شاهدُ
لسبطِ رسول اللّه فخراً تضمّنت / وفيها أبو السجّاد ثاو وراقدُ
بآل رسول اللّه والسادة الأُلى / بقاع لهم قد زُيِّنَت ومساجدُ
فشُكراً لكم يا أسرة المجدِ والعلى / وفيكم لنا حقّا تنالُ المقاصدُ
وَدُمتم مدى الأيّام بالعزّ والبقا / وَمجدكم في الدهر باقٍ وخالدُ
أيا اِبن العُلا والغرّ والفخر والمجد
أيا اِبن العُلا والغرّ والفخر والمجد / وحلف المعالي السيّد الفاضل المهدي
ويا سيّداً في الناس قد شاع فضلهُ / فليس له في العلمِ والفضل من ندِّ
نَمته العُلى للأكرمين بني الهُدى / سلالة طه مِن بني شيبة الحمدِ
وهُم علّة الإيجاد لولا وجودهم / على الأرضِ ما بان الضلال من الرشدِ
أَلا أيّها المولى الهمام ألا اِستَمِع / مقال اِمرئٍ حلف الصبابة والوجدِ
فليسَ بناسٍ منك فضلاً وإنّه / يبوحُ بما في قلبه لك من ودِّ
ويذكرُ أيّاماً بقربك قد مضت / ويكثر منك الذكر في القرب والبعدُ
تحيّرت في أمري فلم أرَ واحداً / سواك له بين الورى مطلبي أُبدي
سعيد حفيدي حانَ حين زواجهِ / وليسَ لما يقضي المرام له عندي
سوى أنّني أرجو التفضّل منكم / وأنتم أولو الإحسان من سالف العهدِ
لكُم من صميمِ القلب أدعو وأرتجي / منَ اللّه تبقى في سرور وفي سعدِ
لَقد سَطَعَت أنوار فاطمة الزهرا
لَقد سَطَعَت أنوار فاطمة الزهرا / فَأَضحت بِها الآفاق باسمة ثَغرا
هيَ اِبنة طه المصطفى سيّد الورى / بهِ ليلة المِعراج ربّ السما أشرى
وحيدرة الكرّار ذو الفخرِ بَعلُها / به شِرعة المُختار قد نالَتِ الفَخرا
هيَ البرّة الطهر البتولة مَن لها / ملائكة الرحمن قد خَضَعَت طرّا
لَقَد فَرِحت فيها خديجة أمّها / وَقَد سَعُدت في وقت مولِدِها بشرى
بنورِ محيّاها قدِ اِنقشَعَ الدجى / ونور سَناها يخجلُ الشمسَ والبدرا
على بضعةِ المختار خير تحيّةٍ / لها مِن إلهِ العرش لا بَرِحَت تترى
وَنَرجو بها نيل الشفاعة في غدٍ / لِكي بولاها نُدركُ الفوزَ والأجرا
شَفيعتنا يومَ القيامة فاطم / وإنّ لنا في حبّها النعمة الكبرى
بوالدة السبطين سيّدة النسا / تمسّكنا لا نختشي البؤسَ والضرّا
وإنّ لنا فيها الرجاء وإنّنا / نؤمّل أن نَحظى بِطلعتها الغرّا
بِمَولِدها قد أصبحَ الكون مُشرقاً / وقد شاهدَت في الأفق أنجمها الزهرا
بشهرِ جمادى فاطم الطهر قد أَتَت / ففي كلِّ عامٍ فلنُجدّد لها ذِكرا
بأسعدِ يومٍ جاء باليُمن والهنا / وَطرف النبيّ المُصطفى فيه قد قرّا
فيا أيّها السادات بُشراكم بمن / لها الصيت طول الدهر إنسيّة حورا
أبا جعفرٍ ما زلتُ أشكرُ نعمةً
أبا جعفرٍ ما زلتُ أشكرُ نعمةً / عليّ تفضّلتم بها أبَدَ الدهرِ
أبي غابَ عنّي فالإلهُ أجاد لي / فعوّضني عنه بخيرِ أبٍ برِّ
هَنيئاً لخدّام الحسين فإنّهم
هَنيئاً لخدّام الحسين فإنّهم / بهِ اِكتَسَبوا أجراً ونالوا به فخرا
وفازوا بجنّاتِ الخلودِ ونعمة / عليهم مِنَ اللّه العظيم غدَت تترى
وَلا سيما كانت لهم في محرّم / مواكب أحزانٍ بهم قد سَمَت قَدرا
وكم أعين سحَّت عليه دموعَها / وأجرَت له دمعاً على خدّها عبرى
وإنّ البكا والحزن والنوح والعزا / على اِبن رسولِ اللّه يَستوجبُ الأجرا
وإنّ الّذي فيكم تمسّك واِلتجا / إليه وقد أدّى حقوق بني الزهرا
فإنّ له عند الحسين مكانةً / يُلاقي بها الرضوان حين يرى الحشرا
محمّد قد أدى لمولاهُ خدمةً / وَنَرجو له في الخُلدِ يبنى له قصرا
وَتَشملهُ مِن بارءِ الخلق رحمة / ويسعد دوماً لا يرى البؤسَ والضرّا
فيا أيّها الإخوان عزّيتموا به / وإنّي لم أبرح أقول لكم صَبرا
فلا تَندبوا يوماً لفقدِ محمّد / ولكن على سبطِ النبيّ اِندبوا جهرا
فإن حُسيناً بالطفوف لقد قضى / وبات ومنه الجسم عارٍ على الغبرا
فَما غسلوه بل على التُربِ قد هوى / ومنهُ جيادُ الخيل قد وَطأت صَدرا
بدَت في سماءِ العزّ غرّة شاكر
بدَت في سماءِ العزّ غرّة شاكر / فأخفى سنا أنوارها كلّ زاهرِ
وشعّ بأرضِ الطفّ نور جبينهِ / فأذهبَ عنّا غاسقات الدياجرِ
فأهلاً به مِن قادمٍ قد تباشَرت / بمقدمهِ أهل العلى والمفاخرِ
غداةَ أتى والنصر حلف ركابهِ / وفيهِ اللِوا أضحى قرير النواظرِ
همام بسعيِ المَكرُمات مشمّرا / فنالَ علا من قبل شدّ المآزرِ
وقد شاعَ في المعروفِ جودُ يمينهِ / إذا فاضَ أزرى بالبحور الزواخرِ
يُزانُ به النادي ويضحك بهجةً / وفي نورهِ تزهو جميع الدوائرِ
إذا ما اِعتلى للحكم دستَ إمارةٍ / تراهُ قديراً خير ناه وآمرِ
لقد مدّ للعلياء كفّا وإنّه / لذو همّة عن نيلها غير قاصرِ
وكنّا نرجّي أن نرى منه طلعة / تسرّ بِرُؤياها جميع الخواطرِ
إلى أن أتى في ساعةٍ كملَ الهَنا / وغنّى بها طير الهنا بالبشائرِ
سَعدنا بشهمٍ حازم متصرّف / يصرّف بالتدبير كلّ الأوامرِ
ويصلح أعمال اللواء ويرتجى / به الخير والباري له خير ناصرِ
نُحيّيك يا حلف السعادة من له / مناقب ضاءت كالنجوم الزواهرِ
ودامَ لنا عرشُ العلى ومن سعى / لتأييده من كلّ بادٍ وحاضرِ
وَنَرجو بأن تبقى كريماً مؤيّداً / بأرغد عيش بالمسرّة ناضرِ
أبا جعفرٍ إنّا نُشاطِرك الأسى
أبا جعفرٍ إنّا نُشاطِرك الأسى / وَنَرجو منَ الرَحمن يمنحك الصبرا
فَعِش لابِساً بُردَ المَهابة والعلى / وَمَن يَصطبِر في الخطب يغتنم الأجرا
سَما بِعُلاه للمفاخرِ جعفر
سَما بِعُلاه للمفاخرِ جعفر / فأضحَت بهِ كلّ المحافل تزهرُ
يديرُ شؤون الشعبِ بالأمر قائماً / بثوبِ العلا من سعيهِ يتأزّرُ
وَمَهما نَراهُ طالعاً في سما العلى / عليه لواء المجد بالعزّ ينشرُ
لقد مدَّ للمجدِ المؤثّل ساعداً / وباعُ سِواه عنه لا يزال يقصرُ
بأحكامهِ بين الوَرى سَبَقَ الورى / إذا قامَ بالمَعروف ينهي ويأمرُ
فليسَ له إلّا الشهامة شيمة / وأعمالهُ بين الورى ليس تنكرُ
أرى الناس طرّاً شاكرين فعالهُ / وفيها النوادي بالثنا تتعطّرُ
رَعاهُ إلهُ العرش مِن كلّ حادثٍ / ويسعدُ بالإقبال دوماً وينصرُ
تبارك شَخصاً خلّد اللّه ملكه / بعزّته نور الإمامة يظهرُ
صلاةٌ وتسليم على أشرَفِ الورى
صلاةٌ وتسليم على أشرَفِ الورى / ومَن فضلهُ ينبو عن الحدّ والحصرِ
وَمَن رَقى السبعَ الطِباق بنعلهِ / وعوّضهُ اللّه البراق عن المهرِ
وَإنّي لفي تعدادِ فضلك عاجزٌ / يكلُّ لِساني عنه في النظم والشعرِ
وَماذا يقولُ الناس في مدحِ مَن أَتَت / مدائحه الغرّاء في مُحكَمِ الذِكرِ
بهِ قَد سَمَت عليا قريش وأدركَت / مُناها ونالت مُنتهى المجد والفخرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025