القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 53
أَكُلُّ مَدِيحٍ بِالتَّغَزُّلِ يُبْدَأُ
أَكُلُّ مَدِيحٍ بِالتَّغَزُّلِ يُبْدَأُ / أَلاَ إِنَّ مِثْلِي إِنْ تَغَزَّلَ مُخْطِىءُ
كَأَنَّ الْهَوَى فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مَادِحٍ / فَتَارِكُهُ عَمْداً يُذَمُّ وَيُشْنَأُ
وَعُذْرِيَ مِنْهَا سُنَّةٌ شَاعِرِيَةٌ / بِهَا الهَزْلُ يَا لِلَّهِ بِالجِدِّ يَهْزَأُ
وَلَيْسَ الْمَدِيحُ الْحَقُّ إِلاَّ الَّذِي لَهُ / بِغَيْرِ أَضَالِيلِ التَّغَزُّلِ مَبْدَأُ
وَمَا كَانَ لِلرَّاجِي النَّوَالَ تَهَجُّمٌ / عَلَيْهِ وَلِلْقَصْدِ الْمُرَادِ تَهَيُؤُ
وَكَمْ مِنْ مَدِيْحٍ عَادَ بِالسُّؤْلِ وَالْمُنَى / فَأَضْحَتْ بِهِ نَارُ الصَّبَابَةِ تُطْفَأُ
كَمِثْلِ مَدِيحِ ابْنِ الْخِلِيفَةِ يُوسُفٍ / إِذَا مَا غَدَا يَقْرِي الضُّيُوفَ وَيَقْرَأُ
إِمَامُ الْهُدَى الْمُسْدِي عَلَى الْخَلْقِ أَنْعُماً / عَلَى وِرْدِهَا ظِلُّ الْمُنَى مُتَفيَّأُ
مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ ذُو الشَّرَفِ الَّذِي / بِأُفْقِ الْعُلاَ أَنْوَارُهُ تَتَلأْلأُ
سُلاَلَةُ أَنْصَارِ النَّبِيِّ الَّذِي لَهُ / مَدَائِحُ عَنْهَا أُعْجِزَ الْمُتَنَبِّىء
أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً / وَأَكْرَمُ مَأْمُولٍ لَهُ الخَلْقُ تَلْجَأُ
وَخَيْرُ السَّلاَطِينِ الَّذِينَ هُمُ هُمُ / إذا الطَّعْنُ عَنْ وِرْدِ الحَيَاةِ مُحَلِّيءُ
أَقَاصِدَهُ بُشْرَاكَ وَانْزِلْ بِسَرْحِهِ / بِهِ السَّعْدُ يَرْقَى وَالْمَدَامِعُ تُرْقَأُ
وَأَلْقِ عَصَا التَّسْيَارِ فِي خَيْرِ مَرْبَعٍ / بِأَرْجَائِهِ كَأْسُ الْمَبَاهِجِ تُمْلأُ
وَلُذ مِنْهُ فِي النَّادِي بِأَرْوَعَ وَصْفُهُ / تُقَصِّرُ عَنْهُ عَبْدُ قَيْسٍ وَطَيِّىءُ
وَدُوْنَكَ فَاسْبَحْ فِي نَدَاهُ بِأَبْحُرٍ / مَدِيحِيَ يَاقُوتٌ بِهِنَّ وَلُؤْلُؤُ
وَإِنْ جِئْتَهُ فِي العَالَمِينَ مُهَنِّئاً / فَكُلُّ مُلُوكِ العَالَمِينَ تُهَنِّىءُ
لِيَ الْمَدْحُ يُرْوَى مُنْذُ كُنْتُ كَأَنَّمَا
لِيَ الْمَدْحُ يُرْوَى مُنْذُ كُنْتُ كَأَنَّمَا / تُصُوِّرْتُ مَدْحاً لِلْوَرَى وَثَنَاءَ
وَمَا لِي هِجَاءٌ فَاعْجَبَنَّ لِشَاعِرٍ / وَكَاتِبِ سِرٍّ لاَ يُقِيمُ هِجَاءَ
هُوَ الْبَدْرُ تَحْمِيهِ نُجُومٌ ثَوَاقِبُ
هُوَ الْبَدْرُ تَحْمِيهِ نُجُومٌ ثَوَاقِبُ / وَمَا هِيَ إِلاَّ الْمُرْهَفَاتُ الْقَوَاضِبُ
وَيَغْشَاهُ غَيْثٌ حَيْثُ حَلَّ وَإِنَّهُ / لَنَقْعٌ أثَارَتْهُ الْعِتَاقُ الشَّوَازِبُ
وَخِلْنَا خَفَى فِيهِ الْبُرُوقُ وَإِنَّمَا / خَفَى فِيهِ سُمْرٌ أَشْرَعَتْهَا الْكَتَائِبُ
حَذَارِ حَذَارِ إِنْ بَدَتْ كُثُبُ الْحِمَى / فَمَرَّتْ صَبَاحاً بِالْقِبَابِ النَّجَائِبُ
وَإِيَّاكَ وَالتَّغْرِيرَ بِالنَّفْسِ إِنْ رَمَتْ / بِأَسْهُمِ مَكْحُولِ الِّلحَاظِ الكَوَاعِبُ
وَمَا الصَّبْرُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ تَعِلَّةٌ / وَأَنَّى وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ
لِيَ الَّلهُ بَعْدَ الظَّاعِنِينَ وَمَنْزِلٌ / بِهِ وَقَفَتْ يَوْمَ الْوَدَاعِ الرَّكَائِبُ
وَرُبَّ شُمُوسٍ فِي الفَلاَةِ مَطَالِعٌ / لَهُنَّ وَلَكِنْ فِي الْحُدُوجِ مَغَارِبُ
وَغِيدٍ يُغَادِرْنَ الْقُلُوبَ ذَوَائِباً / إِذَا جُرِّرَتْ زَهْواً لَهُنَّ ذَوَائِبُ
لَوَاعِبَ مَا بَيْنَ الْخِيَامِ يَحُفُّهَا / كُمَاةٌ بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ لَوَاعِبُ
عَلَيْهِنَّ بَاتَ الْبَرْقُ يَخْفِقُ قَلْبُهُ / وَجَفْنُ الْحَيَا فِي وَجْنَةِ الأُفْقِ سَاكِبُ
وَيَا بِأَبِي مِنْهُنَّ حَسْنَاءُ لَحْظُهَا / لَهُ جَانِبٌ يُخْشَى وَلِلسَّيْفِ جَانِبُ
مُؤَجِّجَةٌ نَارَيْنِ نَارَ صَبَابَةٍ / وَنَارَ قِرىً تَنْجَابُ عَنْهَا الْغَيَاهِبُ
حُقُوقٌ كَقُرْطِيْهَا الَّلوَاء أَمَامَهَا / إِذَا مَا مَشَتْ وَالدَّارِعُونَ رَوَاكِبُ
يُسَاجِلُ جَرْسُ الطَّعْنِ جَرْسَ حُلِيِّهَا / فَتَرْتَاعُ مِنْ هَذَا وَذَاكَ التَّرَائِبُ
وَلَوْلاَ شَذَاهَا مَا غَدَا الرَّوْضُ عَاطِراً / وَمَا عَبِقَتْ فِيهِ الصَّبَا وَالْجَنَائِبُ
مُمَنَّعَةٌ حَتَّى مِنَ الطَّيْفِ فِي الْكَرَى / فَلاَ جَفْنَ إِلاَّ وَهْوَ لِلسُّهْدِ صَاحِبُ
حَنَانَيْكِ يَابِنْتَ الفَوَارِسِ أَقْسَمَتْ / سُيُوفُهُمُ أَلاَّ تُزَارَ الْحَبَائِبُ
وَلَبَّيْكِ أَلْفَاً إِنْ دَعَوْتِ إِلَى الْوَغَى / وَطَعْنٍ كَمَا تَرْعَى الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَأُقْسِمُ مَالِي فِي الْغَرَامِ مُسَاجِلٌ / وَلاَ لاِبْنِ نَصْرٍ فِي الْحُرُوبِ مُغَالِبُ
كَرِيمٌ لَهُ فِي سِرِّ يَعْرُبَ مَفْخَرٌ / وَبَيْتُ عُلاً حَجَّتْ إِلَيْهِ الْمَنَاقِبُ
مِنَ الْقَوْمِ سَعْدُ الْخَزْرَجِ ابْنُ عُبَادَةٍ / أَبُوهُمْ وَحَسْبُ الْقَوْمِ تِلْكَ المَنَاسِبُ
مُنِيفٌ بِإِسْمَاعِيلَ مَجْداً وَيُوسُفٍ / وَيَا لَكَ مَنْ مَجْدٍ لَهُ الْمَجْدُ هَائِبُ
عَظِيمٌ عَظِيمُ الْمُلْكِ لاَ مُلْكَ مِثْلهُ / وَكُلُّ عَظِيمٍ لِلْعَظِيمِ مُنَاسِبُ
وَأَعْلَمُ عِلْماً خَالَطَ الْقَلْبَ إِنَّهُ / لأَكْرَمُ مَنْ تُرْجَى لَدَيْهِ الْمَوَاهِبُ
وَمَا خُلِقَ الإنْسَانُ مِثْلِيَ عَالِماً / وَلَكِنْ أَفَادَتْهُ العُلُومَ التَّجَارِبُ
وَمَنْ نَالَ مُلْكاً لاَ بِبَأْسٍ وَلاَ نَدَى / فَذَاكَ امْرُؤٌ لِلْمُلْكِ لاَ شَكَّ غَاصِبُ
وَمَنْ كَأَبِي عَبْدِ الإلَهِ مُحَمَّدٍ / إِذَا زَحَفَتْ يَوْمَ النِّزَالِ المَقَانِبُ
بِهِ دَفَعَ الَّلهُ الخُطُوبَ عَنِ الْوَرَى / وَلِلَّهِ فِي دَفْعِ الْخُطُوبِ عَجَائِبُ
وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الْمُثَقَّفَ طَاعِنٌ / وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ الْمُهَنَّدَ ضَارِبُ
وَخَصَّصَهُ الأَمْلاَكُ بِالْبرِّ وَحْدَهُ / وَتَخْصِيصُ رَبِّ الْفَضلِ بِالْبِرِّ وَاجِبُ
وَمَا يَرْغَبُ الْمَجْدُ الْمُؤَثَّلُ فِي امْرِىءٍ / غَدَا وَهْوَ فِي الْمَالِ الْمُجَمَّعِ رَاغِبُ
مُكَمِّلُ رَأْيِ الْيَوْمِ تَكْمِيلَ حَازِمٍ / يَهُونُ عَلَيْهِ أَنْ تَنُوبَ النَّوَائِبُ
وَتَأْخِيرُ مَلْكٍ رَأْيَ يَوْمٍ إِلَى غَدٍ / خَبَالٌ بِهِ إِنْ دَامَ فَالْمُلْكُ ذَاهِبُ
مُجَانِبُ أَهْلِ الُّلؤْمِ لاَ يَعْرِفُونَهُ / وَكُلُّ كَرِيمٍ لِلَّئِيمِ مُجَانِبُ
وَمَنْ وَضَعَ التَّقْرِيبَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ / فَذَاكَ امْرُؤٌ مَسْعَاهُ وَالْقَصْدُ خَائِبُ
وَلَوْ كَانَ يُعْطَى قَدْرَ عَلْيَاهُ خِدْمَةً / لَقَلَّ لَهُ فِي الخَادِمِينَ الكَوَاكِبُ
حَلِيمٌ وَلَكِنْ حِلْمُهُ بَعْدَ قُدْرَةٍ / أُتِيحَتْ لَهُ وَالسَّيْفُ بِالدَّمِ خَاضِبُ
عَلِيمٌ يُزَكِّي عِلْمَهُ عَمَلٌ بِهِ / كَمَا جَادَتِ الَّروْضَ النَّضِيرَ السَّحَائِبُ
مُفِيدٌ مُصِيبٌ آخَرِينَ وَإِنَّمَا / فَوَائِدُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ مَصَائِبُ
وَأَيُّ مُلاَقٍ وَالخُيُولُ طَوَالِعُ / كَمَا أَمَّتِ الوِرْدَ النَّعَامُ الخَوَاضِبُ
أَمَوْلاَيَ بُشْرَى بِالْفُتُوحِ وَأَنْعُم / مَشَارِبُهَا لِلْوَفْدِ نِعْمَ المْشَارِبُ
وَيَهْنِيكَ عِيدُ الْفِطْرِ أَسْعَدُ قَادِمٍ / عَلَيْكَ تُرَاعِي حَقَّهُ وَتُرَاقِبُ
وَلاَ زِلْتَ مَسْرُوراً بِأَشْرَفِ دَوْلَةٍ / بِهَا حَسُنَتْ دُنْيَا وأُخْرَى الْعَوَاقِبُ
مَطَالِبُ إِلاَّ أَنَّهُنَّ مَوَاهِبُ
مَطَالِبُ إِلاَّ أَنَّهُنَّ مَوَاهِبُ / قَضَى الَّلهُ أَنْ تُقْضَى فَنِعْمَ الْمَطَالِبُ
شِفَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّهُ / لأكْرَمُ مَنْ تُحْدَى إلَيْهِ الرَّكَائِبُ
وَكَمْ قُلْتُ غَابَ الْبَدْرُ وَالشَّمْسُ ضَلَّةٌ / وَرَانَتْ عَلَى قَلْبِي الْهُمُومُ النَّوَاصِبُ
وَلَمْ يَغِبَا لَكِنْ شَكَا الضُّرَّ فَارِسٌ / وَأَوْحَشَ مِنْهُ مَجْلِسُ الْمُلْكِ غَائِبُ
لَكَ الَّلهُ يَا خَيْرَ الْمُلُوكِ وَخَيْرَ مَنْ / تَحِنُّ لَهُ حَتَّى العِتَاقُ الشَّوَازِبُ
وَقَلَّ لِمَنْ وَافَى بَشِيراً نُفُوسُنَا / فَمَا هِيَ إِلاَّ بَعْضُ مَا أَنْتَ وَاهِبُ
أَقُولُ لِجُرْدِ الْخَيْلِ قُبَّا بُطُونُهَا / مُعَقَّدَةٌ مِنْهِا لِحَرْبٍ سَبَاسِبُ
طَوَالِع مِنْ تَحْتِ العَجاجِ كَأَنَّهَا / نَعَامٌ بِكُثْبَانِ الصَّرِيمِ خَوَاضِبُ
مُحَجَّلَةً غُراً كَأَنَّ رِعَالَهَا / بِحارٌ جَرَتْ فِيهَا الصَّبَا وَالْجَنائِبُ
مِنَ الأَعْوَجِيَّاتِ الصَّوَافِن تَرْتَمِي / إِذَا رَجَفَتْ يَوْمَ الْقِرَاعِ مَقَانِبُ
هَنِيئاً فَقَدْ صَحَّ الإمَامُ الَّذِي بِهِ / تُفَلُّ السُّيُوفُ الْمُرْهَفَاتُ الْقَوَاضِبُ
وَمُسْتأْصِلُ الْفَل الْمُغِدُّ جِيَادهُ / لِضَرْبٍ كَمَا تَرْغُو الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَمَنْ حَطَّمَ السُّمْرَ الطِّوَالُ كُعُوبُهَا / بِطَعْنٍ كَمَا امْتاحَ الرّكيَّةَ شَارِبُ
وَكَرَّ عَلَى أَرْضِ العِدَى بِفَوَارِسٍ / كَأَنَّهُمُ فِي الْحَرْبِ أُسْدٌ غَوَالِبُ
كَأَنَّ ظُبَاهُمْ فِي الهِيَاجِ أَكُفُّهُمْ / تَجُودُ وَأَرْوَاحُ العُدَاةِ مَوَاهِبُ
كَأَنَّ رِمَاحَ الْخَطِّ أَحْسَابُهُمْ وَمَا / حَوَتْ مِنْ نُفُوسِ الْمُعْتَدِينَ مَنَاقِبُ
هُمُ مَا هُمُ حَدِّثْ عَنِ الْبَحْرِ أَوْ بَنِي / مَرِينٍ فَنَهْجُ الْقَوْلِ أَبْلَجُ لاَحِبُ
مِنَ الْبَيْتِ شَادَتْ قَيْسُ عَيْلانَ فَخْرَهُ / فَطَالَتْ مَعَالِيهِ وَطَابَتْ مَنَاسِبُ
وَأَحْيَا لَهُ مُلْكُ الْخَلِيفَةِ فَارِسٍ / مَآثَرَ غَالَتْهَا الَّليَالِي الذَّوَاهِبُ
كَرِيمٌ فَلاَ الحَادِي النَّجَائِبَ مُخْفِقٌ / لَدَيْهِ وَلاَ الْمُنْضِي الرَّكَائِبَ خَائِبُ
أَرَى بَذْلَهُ النُّعْمَى فَفُضَّتْ مَكَاسِبٌ / أَرَى بَأْسَهُ الأَنْضَى فَفُضِّتْ كَتَائِبُ
أَنَامِلُهُ يَرْوِي الْوَرَى صَوْبُ جُودِهَا / فَلَوْلاَ دَوَامُ الرَّيِّ قُلْتُ السَّحَائِبُ
وَكَمْ خِلْتُ بَرْقاً فِي الدُّجَى نُور بِشْرِهِ / تَشِيمُ سَنَاهُ النَّاجِيَاتُ النَّجَائِبُ
فَأَخْجَلْنِي أَنِّي أَرَى الْبَرْقَ خُلَّباً / فَلاَ الصَّوْبُ هَامٍ لاَ وَلاَ الْجُودُ سَاكِبُ
أَعِرْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلاَغَةً / فَإِنِّيَ عَنْ عَجْزٍ لِمَدْحِكَ هائِبُ
وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالْبَيَانِ مُعَلِّماً / فَإِنِّيَ فِي التَّعْلِيمِ لِلْجُودِ رَاغِبُ
وَكَيْفَ تَرَى لِي بَعْدُ فِي الْجُودِ رَغْبَةً / وَجُودُكَ لِي فَوْقَ الَّذي أَنَا طَالِبُ
وَقَدْ شَبَّتِ الآمَالُ إِذْ شِبْتُ ثُمَّ إِذْ / تَفَقَّدْتُهَا لَمْ يَدْرِ مَا شَبَّ شَائِبُ
بَلَغْتُ بِكَ الآمَالَ حَتَّى كَأَنَّهَا / وَقَدْ صَدَقَتْ مَا شِئْتَ صِدْقاً كَوَاذِبُ
عَجِبْتَ وَمَا تُولِي وَأَوْلَيْتَ مُعْجباً / فَلاَ بَرِحَتْ تَنْمُو لَدَيْكَ الْعَجَائِبُ
وَحَسْبي دُعَاءً لَوْ سَكَتُّ كُفيتُهُ / كَمَا قِيلَ لَكِنْ فِي الدُّعَاءِ مَذَاهِبُ
وَمَا أَنَا إِلاَّ عَبْدُكَ الْمُخْلِصُ الَّذِي / يُرَاقِبُ فِي إِخْلاَصِهِ مَا يُرَاقِبُ
فَخُذْهَا تَبُثُّ الْعُذْرَ لاَ الْمَدْحَ إِنَّهُ / هُوَ الْبَحْرُ قلْ هَلْ يَجْمَعُ الْبَحْرَ حَاسِبُ
بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ مُلْكُكَ قَاهِرٌ / وَسَيْبُكَ فَيَّاضٌ وَسَيْفُكَ غَالِبُ
وَعُوفِيتَ مِنْ ضُرٍّ وَأُعْطِيتَ أَجْرَهُ / وَلاَ رَوَّعَتْ إِلاَّ عِدَاكَ النَّوائِبُ
إِلَى قَصْدِ قطب الدِّينِ وَافَيْتُ عِنْدَمَا
إِلَى قَصْدِ قطب الدِّينِ وَافَيْتُ عِنْدَمَا / أَقَمْتُ عَلَى التَّرْحَالِ فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
وَأَصْبَحْتُ كَالأَفْلاَكِ فِي السَّيْرِ وَالسُّرَى / فَهَا أَنَا فِي مِصْرٍ أَدُورُ عَلَى الْقُطْبِ
إِلَى ابْنِ شِهَابِ الدِّينِ طَالَ تَغَرُّبِي
إِلَى ابْنِ شِهَابِ الدِّينِ طَالَ تَغَرُّبِي / فَلَمَّا سَرَتْ عِيسِي لَهُ وَرِكَابِي
رَوَيْتُ حَدِيثَ الْفَضْلِ عَنْهُ فَصَحَّ لِي / كَمَا شِئْتُ مَرْوِيّاً عَنِ ابْنِ شِهَابِ
وَلِي فَرَسٌ مِنْ عِلْيَةِ الشُّهْبِ سَابِقٌ
وَلِي فَرَسٌ مِنْ عِلْيَةِ الشُّهْبِ سَابِقٌ / أُصرِّفُهُ يَوْمَ الْوَغَى كَيْفَ أَطْلُبُ
غَدَوْتُ لَهُ فِي حَلْبَةِ الْقَوْمِ مَالِكاً / فَتَابَعَنِي مِنْهُ كَمَا شَاءَ أَشْهَبُ
عَنِ الْجَزْعِ أَوْ عَنْ سَاكِنِ الْجَزْعِ حَدِّثِ
عَنِ الْجَزْعِ أَوْ عَنْ سَاكِنِ الْجَزْعِ حَدِّثِ / وَبِالأَجْرَعِ الْفَرْدِ الرَّكَايِب لَبِّثِ
وَسَائِلْ عَنِ الْحَيِّ الْحَلاَلِ بِرَامَةٍ / وَإِنْ كَانَ يُجْدِي عَنْهُمُ الْبَحْثُ فَابْحَثِ
وَسَلِّمْ عَلَى الرَّكْبِ الْمُلِمِّ بِحَاجِرٍ / وَمَهْمَا أَبَاحَ الْمُكْثَ حَادِيهِ فَامْكُثِ
وَسَقِّ الحِمَى آهاً وَآهاً عَلَى الْحِمَى / بِصَوْبِ حَياً مِنْ دَمْعِيَ الْمُتَبَعِّثِ
وَعَارِضْ بِأَكْنَافِ الْعَقِيقِ ضَعَائِناً / عَزَزْتُ قَدِيمَ الْحُبِّ فِيهَا بِمُحْدَثِ
وَزِدْنِي بِأَصْواتِ الحُدَاةِ صَبَابَةً / وَدَعْ عَنْكَ لحني كُلَّ مَثْنَى وَمَثْلَثِ
وَبُحْ بأَحَاديْثِ الْهَوَى لأحِبَّةٍ / نَأوْا وَأَحادِيثُ الْجَوَى كلَّها ابْثُثِ
وَلاَ تَحْثِثِ الْكَأْسَ الدِّهَاقَ بِخَمْرَةٍ / وَكَأْساً دِهَاقاً بِالْهَوَى المُسْكِرِ احْثُثِمم
وَإِنْ شِئْتَ إحْيَاءَ النُّفُوسِ فَحَيِّهَا / بِعَرْفِ صَبَا نَجْدٍ وَآرَاجهَا ابْعَثِ
وَدَعْ عَنْكَ تَأْرِيثاً لِنَارِ خِيَامِهِمْ / وَنَار الأَسَى فِي أَضْلُعِ الْحُبِّ أَرِّثِ
وَيَا بِأَبِي مِنْ آلِ كَعْبٍ كَوَاعِبٌ / مَتَى شِئْنَ إِحْدَاثاً لِوَجْدِيَ يَحْدُثِ
ظِبَاءٌ حَمَتْهُنَّ السُّيوفُ عَوَابِثاً / وَمَا هِيَ مِنْ أَلْحَاظِهِنَّ بِأَعْبَثِ
وَإِنَّ لإِحْدَاهُنَّ عِنْدِيَ فِي الْهَوَى / مَزَايَا مَتَى تَسْتَلْبِثِ الْوَجْدَ يَلْبَثِ
وَأُقْسِمُ مَا أَبْقَيْتُ فِي الْحُبِّ غَايَةً / فَهَلْ بَيْنَ أَهْلِ الْحُبِّ لِي مِنْ مُحَنِّثِ
وَصَبٍّ رَمَتْ مِنْهُ الْمُدَامُ بِوَالِهٍ / سَكُوبٍ عَزُوبِ الدَّمْعِ أَغْبَرَ أَشْعَثِ
يُحَدِّثُ نَفْساً بِالتَّلاَقِي وَإِنَّمَا / يَسُومُ عَنَاءً نَفْسَهُ بِالتَّحَدُّثِ
وَدُونَ الْحِمَى حَرْبٌ بِسَيْفٍ مُذَكَّرٍ / وَأُخْرَى هِيَ الأَدْهَى بِلَحْظٍ مُؤَنَّثِ
وَتَعْرُوهُ بِالْبَرْق الْيَمَانِيِّ لَوْعةٌ / لَهَا مَبْعثٌ مِنْ جَوْلَةٍ بَعْدَ مَبْعَثِ
وَيَا رُبَّ دَارٍ أَقْفَرَتْ بَعْدَ جِيرَةٍ / لَهُمْ مَلْبَثٌ بِالْمُنْحَنَى أَيَّ مَلْبَثِ
أَرَاهُمْ بِعَيْنِ الْفِكْرِ وَالْجِسْمُ نَازِحٌ / وَلِلْقَلْبِ مِنْ بَلْوَاهُ أَيُّ تَبَعُّثِ
وَقَدْ نَكَثُو عَهْدِي بِنَجْدٍ وَأَخْفَرُوا / فَيَا صَبْرُ أَخْفِرْ بَعْدَ عَهْدِكَ وَانْكُثِ
كَمَا أَخْفَرَتْ عَهْدَ الدُّرُوعِ قَوَاضِبٌ / بِيُمْنَى ابْنِ نَصْرٍ فَوْقَ كُلِّ مُثَلِّثِ
إِمَامُ الْهُدَى الْمَشْهُورُ بِالْبَأْسِ وَالنَّدَا / وَأَكْرَمُ مُؤوٍ لِلطَّرِيدِ الْمُعَوَّثِ
وَحَامِي حِمَى الإسْلاَمِ وَالْخَيْلُ تَلْتَقِي / بِمُخْتَلَيَاتٍ لِلْجَمَاجِمِ فُرَّثِ
وَسُمْرٍ طِوَالٍ رُعَّفٍ عَنْ دَمِ الْعِدَى / عَوَابِثَ فِي أَهْلِ الضَّلاَلَةِ عُيَّثِ
هُمَامٌ لَهُ رَتْقٌ لِمَا فَتَقَ الرَّدَى / وَنَدْبٌ لَهُ لَمٌّ لأيِّ تَشَعُّثِ
وَمَا غَائِصٌ فِي الْبَحْرِ يَطْلُبُ دُرَّهُ / بِأطْلَبَ مِنْهُ لِلْعُلُومِ وَأَبْحَثِ
لأِمْوَالِهِ فِي النَّاسِ خَيْرُ مُفَرِّقٍ / وَلِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاءِ خَيْرُ مُؤَثِّثِ
وَقَدْ سَحَرَتْ أَقْلاَمُهُ فِعْلَ خُرَّدٍ / بِبَابِلَ لِي فِي عُقْدَةِ السِّحْرِ نُفَّثِ
مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بِمَا لَهُ / عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى أَجَلّ تَحَثُّثِ
وَقَدْ قَدَحَتْ أَسْيَافُهُ نَارَ فَتْكَةٍ / لَهَا بِالضِّرَابِ الهَبْدِ أَيُّ تَأَرُّثِ
مِنَ الضَّارِبِينَ الْهَامَ تَحَتَ عَجَاجِهِ / لَهَا بِذُيُولِ الشّهْبِ أَيُّ تَشَبُّثِ
تَطُولُ سُيُوفُ الهِنْدِ مَهْمَا خَطَوْا بِهَا / إِلَى كُلِّ قِرْنٍ فِي الْوَغَى مُتَمَكِّثِ
فَوَارِسُ مِنْ أَبْنَاءِ سَامٍ تَطَارَحُوا / بِأَبْنَاءِ حَامٍ فِي الحُرُوبِ وَيَافِثِ
وَيَا لَهُمُ بُدْرُ الْوَرَى مِنْ مَلاَوِثٍ / بِرُحْبِ النَّوَادِي لِلْعَمَائِمِ لُوَّثِ
يُبَاهِي بَنُو عَدْنَانَ مِنْهُ بِسَيِّدٍ / طَوِيلِ نِجَادِ السَّيْفِ أَبْلَجَ أَدْمَثِ
وَيَفْخَرُ مِنْهُ آلُ سَعْدٍ بِمِدْرَةٍ / كَرِيمِ الثَّنَا سَامِي الذُّؤَابَةِ مِلْوَثِ
مِنَ الْخَزْرَجِيِّينَ الَّذِين سُيُوفُهُمْ / تُدَافِعُ عَنْ دِينِ الهُدَى كُلَّ مُكرِثِ
هُمُ مَا هُمُ أَنْصَارُ خَيْرِ الْوَرَى الَّذِي / لَهُ بِحِرَاءٍ دَامَ أَيُ تَحَنُّثِ
وَكَالمُرْتَضَى الفَارُوقِ كُلُّ مُحَدِّثٍ / يَرَى الْمُرْتَضَى الفَارُوقَ خَيْرَ مُحَدِّثِ
وَإِنَّ ابْنَ نَصْرٍ ذَا الْفَخَارِ مُحَمَّداً / لأكْرَمُ سَاطٍ بِالعِدَى مُتَعَبِّثِ
لَهُ أُسْرَةٌ أكْرِمْ بِهَا خَيْرُ أُسْرَةٍ / لِغُرِّ الْمَعَالِي وَالمَفَاخِرِ وُرَّثِ
مَآخِذُهُمْ فِي الْحَرْبِ ذَاتُ تَصَعُّبٍ / وَأَخْلاَقُهُمْ فِي السِّلْمِ ذَاتُ تَدَمُّثِ
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا بِنْتَ فِكْرٍ بَيَانُهَا / تَرَامَى بِبَشَّارٍ الْبَيَانِ الْمُرَعَّثِ
فَرُدَّ لَهَا وَجْهَ الْقَبُولِ تَفَضُّلاً / وَكُنْ مُصْغِياً عَنْهَا لِكُلِّ مُحَدَّثِ
وَقَالُوا عَلاَ لِلْخَمْرِ فِي الْكَأْسِ إِذْ بَدَتْ
وَقَالُوا عَلاَ لِلْخَمْرِ فِي الْكَأْسِ إِذْ بَدَتْ / بَيَاضُ حُبَابٍ صِيغَ دُرّاً لِتَاجِهَا
فَقُلْتُ لَهُمْ لاَ بَلْ هُوَ الشَّيْبُ قَدْ عَلاَ / عَجُوزاً لَدَيْنَا اشْتَدَّ بَرْدُ مِزَاجِهَا
هَنِيئاً بِنَصْرِ اللَّهِ قَدْ جَاءَ وَالفَتْحُ
هَنِيئاً بِنَصْرِ اللَّهِ قَدْ جَاءَ وَالفَتْحُ / وَصَاحَبَكَ اليُمْنُ المُوَاصَلُ وَالنُّجْحُ
وَوَافَتْكَ بُشْرَى إِثْرَ بُشْرَى كَمَا أَتَى / عَلَى أَثَرِ الفَجْرِ الَّذِي صَدَقَ الصُّبْحُ
وَأَبْدَى لَكَ الصُّنْعُ الْجَمِيلُ عَجَائِباً / فَعَزَّ مِثَالُ الوَصْفِ وَامْتَنَعَ الشَّرْحُ
وَلَمْ أَنْسَ لاَ أَنْسَ السُّرَى وَكَتَائِباً / لِزَنْدِ المَنَايَا كُلَّمَا زَحَفَتْ قَدْحُ
لَوَاحِقَ مِنْ نَسْلِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ / هِيَ السُّفْنُ فِي بَحْرِ العَجَاجِ لَهَا سَبْحُ
عَلَيْهَا مِنَ الأَبْطَالِ كُلُّ مُبَاسِلٍ / عَلَى بَأْسِ لَيْثِ الغَابِ ضُمَّ لَهُ كَشْحُ
وَذِي لُجَبٍ جَمِّ الصَّوَاهِلِ أَرْعَنٍ / إِذَا لَمَحَتْهُ الشَّمْسُ أَعْجَزَهَا اللَّمْحُ
مِنَ التَّارِكِينَ الأَرْضَ تُشْرِقُ بِالْقَنَا / وَسُحْبُ الدَّمِ المَوَّارِ فِيهَا لَهَا سَبْحُ
رَمَيْتَ بِهِمْ إِشْبِيلِيَهْ وَحُصُونَهَا / فَثُلَّتْ عُرُوشُ الْكُفْرِ وَاسْتُنْزِلَ الصَّرْحُ
وَجَاؤُوا بِهَا مِلءَ الفَضَاءِ مَغَانِماً / لِلَيْلِ عَجَاجِ الْخَيْلِ مِنْ فَوْقِهَا جُنْحُ
وَصَبَّحْتَ مِنْ إِطْريرَةٍ ذَات مَنْعَةٍ / بِهَا لَمْ يُرَجَّ لاَ صَلاَحٌ وَلاَ صُلْحُ
وَدَارَتْ بِهَا دَوْرَ الْوِشَاحِ جَحافِلٌ / لِنَارِ المَنَايَا فِي الوُجُوهِ بِهَا نَفْحُ
مُعَوَّدَةٌ طَعْنَ الْفَوَارِسِ فِي الْوَغَى / وَضَرْباً بِهِ قَدْ جَرَّحَ الدَّارِعَ الجُرْحُ
وَحَادَثْتَ بِالْحَرْبِ الزَّبُونِ مَعَاقِلاً / بِأَوْجُهِهَا بِالنَّيْلِ مُذْ حُودِثَتْ نَضْحُ
فَسُرْعَانَ مَا جَرَّتْ عَلَى الأَهْلِ أَهْلِهَا / هَزَائِمَ مَسْرُورٌ بِهَا السَّيْفُ وَالرُّمْحُ
وَمُلِّكَ مِنْ أَسْوَارِهَا كُلُّ شَاهِقٍ / لِمَالِكِهِ حُسْنٌ بَدَا وَلَهَا قُبْحُ
وَجَاسَتْ عَلَى جُرْدٍ خِلاَلَ دِيَارِهِا / كُمَاةٌ لَهُمْ سَعْيٌ زَكَا وَلَهُمْ كَدْحُ
وَأَمْسَتْ كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ وَاغْتَدتْ / فَلاَ رَبْعُهَا رَبْعٌ وَلاَ سَرْحُهَا سَرْحُ
وَحَاقَ مُسِيءُ المَكْرِ فِيهِ بِأَهْلِهِ / فَحَظُّهُمُ الخُسْرَانُ بِالْمَكْرِ لاَ الرِّبْحُ
وَفِي يَوْمِكَ الثَّانِي زَحَفْتَ لِمَعْقِلٍ / إِلَى النَّطْحِ يَسْمُو أَوْ يُتَاحُ لَهُ نَطْحُ
تَحَصَّنَتِ الْكُفَّارُ فِيهِ وَمَا دَرَوْا / بِفَتْحٍ لأَبْوَابِ السُّعُودِ بِهِ فَتْحُ
وَرَامُوا نَجَاةً مِنْكَ فِيهِ وَإِنَّمَا / يُتِيحُ نَجَاةَ الْمَرْءِ حِلْمُكَ وَالصَّفْحُ
فَذَاقُوا وَبَالَ الأَمْرِ وَاسْتَشْعَرُوا الَّتِي / تُغَادِرُ صَرْعَى فِي البِّطَاحِ لَهُمْ بَطْحُ
وَدَارَتْ عَلَيْهِمْ أَكْؤُسُ الْحَتْفِ مُرَّةً / فَمِنْ سُكْرِهَا الصَّاحُونَ فِي الحَرْبِ لاَ تَصْحُ
وَنُبِّئْتُ أَنَّ الرُّومَ جَاءَتْ جُيُوشُهَا / إِلَيْكَ ضُحىً وَالعَادِيَاتُ لَهَا ضَبْحُ
فَآثَرْتَ مَحْضَ الْحَزْمِ بِالْعَزْمِ صَادِقاً / وَأَمْرُكَ جِدٌّ حَيْثُ لاَ يُحْمَدُ الْمَزْحُ
وَوَافَيْتَ مُرْتَاداً مُعَسْكَرَكَ الَّذِي / لِوُرْقِ التَّهَانِي فَوْقَ أَعْلاَمِهِ صَرْحُ
وَبَوَّأْتَ فِيهِ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِداً / لأِيّ قِتَالٍ آيَةَ الصِّدْقِ لاَ يَمْحُ
وَكُنْتَ لَعَمْرِي لِلأَهَمِّ مُقَدِّماً / فَلاَ طَعْنَ فِي الطَّعْنِ الْمُعَدِّ وَلاَ قَدْحُ
إِلَى أَنْ كَفَى اللَّهُ الْقِتَالَ وَأُحْمِدَتْ / عَوَاقِبُ لَمْ يَغْفَلْ مُرَاعَاتهَا النُّصْحُ
فَعُدْتَ إِلَى حَرْبِ الَّذِينَ تَمَنَّعُوا / وَلِلسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ مَا بَيْنَهُمْ مَسْحُ
فَأَنْزلْتَهُمْ أَسْرَى عَلَى حُكْمِكَ الَّذِي / بِهِ لِلرَّدَى مَنْعٌ وَفِي طَيِّهِ مَنْحُ
وَسِيقُوا أُلُوفاً يَذْكُرُ الْحَشْرُ عَرْضَهُمْ / عَلَى نَارِ حُزْنٍ لاَ يَغِبُّ لَهَا لَفْحُ
وَكَفَّتْ أَكُفُّ السَّبْيِ مِنْهُمْ عَقَائِلاً / حِسَاناً عَلَيْهِنَّ الْقَلاَئِدُ وَالوُشْحُ
وَأَدْرَكْتَ ثَأْرَ الدِّينِ فِي القَوْمِ مَسَّهُمْ / كَمَا مَسَّ أَسْرَانَا بِغَدْرِ العِدَى قَرْحُ
وَوَافَتْكَ أَرْسَالُ النَّصَارَى خَوَاضِعاً / بِرَوْعِهِمُ يَنْحُو الأَسَى أَيَّةً تَنْحُو
بِكُلِّ كِتَابٍ كُلَّمَا خُطَّ صَفْحُهُ / تَهَلَّلَ لِلسَّيْفِ اليَمَانِي بِهِ صَفْحُ
وَأَبْدُوا لَكَ الإخْلاَصَ سَمْعاً وَطَاعةً / وَذَاكَ كَمَالُ الفَتْحِ لاَ عُدِمَ الْفَتْحُ
وَجِئْتَ بِأَسْرَى ضَاقَتِ الأَرْضُ عَنْهُمُ / فَمَا نَهَضَ الْوَادِي بِهِمْ لاَ وَلاَ السَّفْحُ
وَأَظْهَرْتَ عِزَّ الدِّينِ لَمَّا أَجَزْتَهُمْ / عَلَى طُرُقٍ رِيَعَتْ بِهَا الرِّيحُ وَالضَّحُّ
وَدَوَّخْتَ أَرْضَ الرُّومِ مُحْتَمِلاً لَهُمْ / عَلَيْهَا وَلِلْحَرْبِ العَوَانِ بِهِمْ لَقْحُ
وَلَوْلاكَ مَا رِيعَتْ وَذَلَّتْ جُمُوعُهُمْ / وَلاَ مُلِئَتْ رُعْباً بِلاَدُهُمُ الْفُسْحُ
صَنَائِعُ لَمْ تَحْكِ التَّوَارِيخُ مِثْلَهَا / وَلاَ حَدَّثَتْ عَنْ شِبْهِهَا الأَلْسُنُ الفُصْحُ
وَلِلَّهِ يَا لِلَّهِ مَقْدَمُكَ الَّذِي / لَهُ الطَّائِرُ الْمَيْمُونُ وَالسَّنْحُ لاَ البَرْحُ
وَمَا كُنْتَ إِلاَّ الشَّمْسَ وَالطَّرْفُ أُفْقُهَا / وَنَقْعُكَ سُحْبٌ بِالدِّمَاءِ لَهَا سَفْحُ
وَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ مِنْكَ خَلِيفَةٌ / رَفِيعُ عِمَادِ الْفَخْرِ لِلْمُجْتَدي سَمْحُ
مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ ذُو الشَّرَفِ الَّذِي / بِعطْفِ العُلَى مِنْ جُودِ مُحْرِزِهِ رَشْحُ
مِنَ الْقَومِ مَا بَيْنَ الْخِيَامِ تَخَالُهُمْ / حَيَاءً مِنَ الجَارَاتِ مَرْضَى وَقَدْ صَحُّوا
مِنَ الْعَرَبِ الْغُرِّ الْوُجُوهِ تُظِلُّهُمْ / بُنُودُهُم لاَ الْبَانُ كَلاَّ وَلاَ الطَّلْحُ
أُولَئِكَ أَنْصَارُ النَّبِيِّ تَزَامَرُوا / فَلاَ الْبُخْلُ مِمَّا يَعْرِفُونَ وَلاَ الشُّحُّ
وَجَاءَ مِنَ اللَّهِ الْكِتَابُ بِمَدْحِهِمْ / أَلاَ إِنَّ مَدْحَ اللَّهِ جَلَّ هُوَ الْمَدْحُ
بَقِيتَ أَمِيرَ المُسْلِمِينَ مُهَنّأً / بِغُرِّ فُتُوحٍ لاَ يَغِيبُ لَهَا قَدْحُ
وَدَامَتْ لَكَ الْبُشْرَى وَأُيِّدْتَ مَا ذَكَا / لِعَرْفِ الصَّبَا بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا نَفْحُ
أُحَاجِيكَ مَا وَاشٍ يُرَادُ حَدِيثُهُ
أُحَاجِيكَ مَا وَاشٍ يُرَادُ حَدِيثُهُ / وَيَهْوَى الغَرِيبُ النَّازِحُ الدَّارِ إِفْصَاحَهْ
تَرَاهُ مَعَ الأَحْيَانِ أَصْفَرَ نَاحِلاً / كَمِثْلِ مَريضٍ وَهْوَ قَدْ لاَزَمَ الرَّاحَهْ
مَحَلُّكَ فِي أُفْقِ الْخِلاَفَةِ شَامِخُ
مَحَلُّكَ فِي أُفْقِ الْخِلاَفَةِ شَامِخُ / وَفَضْلُكَ فِي طِبْقِ الإِنَافَةِ بَاذِخُ
وَعَنْكَ رَوَى الْمَجْدُ الْمُؤَثَّلُ وَالْعُلاَ / أَحَادِيثَ لَمْ تَقْبَلْ سِوَاهَا الْمَشَايِخُ
وَمِنْ جُودِكَ الْفَيَّاضِ عَمَّتْ سَحَائِبٌ / نَوَاضِحُ فِي عَرْضِ الْبِلاَدِ نَوَاضِخُ
وَأَنْتَ الَّذِي أَحْرَزْتَ عِزَّ مَنَاقِبٍ / بِأَبْطُحِهَا الْمَدْحُ الْمُرَدَّدُ نَائِخُ
وَأَنْتَ الَّذِي حُزْتَ الْفَضَائِلَ كُلَّهَا / فَمُلْكُكَ فِي كَسْبِ الْفَضَائِلِ رَاسِخُ
وَمَا سَاخَ حَاشَى أَنَ يَسِيخَ وَإِنَّمَا / عَدُوُّكَ مَبْنَى عِزَّهِ هُوَ سَائِخُ
وَسَيْفُ ابْنِ نَصْرٍ ذِي الفَخَارِ مُحَمَّدٍ / لأَرْؤُسِ عُبَّادِ الطَّوَاغِيتِ شَادِخُ
وَمَا تَمَّ أَمْرُ لِلأَعَادِي لأنَّهُ / لاَِمْرِ الأَعَادِي بِالتَّغَلُّبِ مَاسِخُ
وَأَيُّ حُسَامٍ طَوْع يُمْنَاكَ مُصْلَت / بِهِ كُلُّ حُرٍّ فِي المَآزِقِ بَائِخُ
حُسَامٌ لِعَهْدِ الدِّرْعِ فِيهِمْ مُخَفِّرٌ / وَلِلْعَقْدِ عَقْدِ الدِّرْعِ فِي الحَرْبِ فَاسِخُ
هُوَ النَّاصِرُ الْمَنْصُورُ أَكْرَمُ مُصْرِخٍ / إِذَا مَا أَتَاهُ يَبْتَغِي النَّصْرَ صَارِخُ
وَمُحْرِزُ حَمْدٍ نَمْنَمَتْهُ يَدُ العُلاَ / كَمَا نَمْنَمَتْ بِيضَ الطُّرُوسِ النَّوَاسِخُ
مِنَ العَرَبِ الْغُرِّ الَّذِينَ خِيَامُهُمْ / بِنَارِ قِرَاهَا عَمَّ بِالرِّفْدِ طَابِخُ
أَصِيلُ الْعُلاَ مِنْ غُرِّ قَحْطَانَ فِي الذُّرَى / يَذِلُّ لَهُ حَتَّى المُلُوكُ الأَبَاذِخُ
وَشَافِي سُمُومِ الْخَطْبِ وَافٍ كَأَنَّهُ / لَدُوغٌ مِنَ الْحَيَّاتِ أَسْوَدُ سَالِخُ
لَهُ شَدَّ زِرّاً فِي الخِلاَفَةِ آزِرٌ / وَأَوْرَثَهُ الْمَجْدَ الْمُوَطَّدَ شَالِخُ
مِنَ الخَزْرَجِيِّينَ الَّذِينَ بُيُوتُهُمْ / بِأَعْلَى مَراقِي الْمَعْلُوَاتِ شَوَامِخُ
نَمَتْهُ إِلَى سَعْدِ الْعُلاَ ابْنِ عُبَادَةٍ / وَحَسْبُكَ أَعْرَاقٌ كِرَامٌ بَوَاذِخٌ
وَأَوْرَثَه قَيْسُ بَنُ سَعْدٍ مَفَاخِراً / لَهَا أَيُّ حُكْمٍ مَا لَهُ الدَّهْرَ نَاسِخُ
وَإِنَّ بَنِي نَصْرٍ لأَكْرَمُ أُسْرَةٍ / مَعَالِمُهُمْ هُنَّ الرَّوَاسِي الرَّوَاسِخُ
جُدُودُهُمُ الأَنْصَارُ أَنْصَارُ دِينِنَا / وَمَنْ بِهِمُ كَانَ النَّبِيُّ يُبَاذِخُ
هُمُو سَعِدُوا دُنْيَا وَأُخْرَى وَلَمْ تَزَلْ / تَوَلاَّهُمُ الرُّحْمَى بِرُحْمَى بَرَازِخُ
وَإِنَّ ابْنَهُمْ مُفْنِي الأَعَادِي ابْنَ يُوسُفٍ / لأَكْرَمُ مَلْكٍ شَبَّ وَالدَّهْرُ شَايِخُ
إِذَا لَمْ يَمَسَّ الطِّيبَ قَامَتْ مَقَامَهُ / لَهُ الدَّهْرَ مِنْ طِيبِ الثَّنَاءِ لَخَالِخُ
بِأَيِّ جِلاَدٍ أَوْ جِدَالٍ ثَنَى الْعِدَى / وَمَا إِنْ لَهُ مِنْهُمْ بِحَالٍ مَفَاسِخُ
إِذَا طَلَبَ الأَعْدَاءَ أَدْرَكَهُمْ وَإِنْ / تَنَاءَتْ بِهِمْ أَمْيَالُهُمْ وَالْفَرَاسِخُ
وَأَمْضَى عَلَى الحُسَّادِ إِضْرَارَ كَابِتٍ / كَمَا قَدْ أَضَرَّتْ بِالْمَرِيضِ الكوامخ
وَمَا لَبِسَ الحُسَّادُ ثَوْباً يَسُرُّهُمْ / وَكَيْفَ يَسُرُّ الثَّوْبُ وَالثَّوْبُ وَاسِخُ
وَلِلَّهِ مِنْهُ فِي الحُرُوبِ مُجَدَّلٌ / بِذَوْبِ دَمِ الأَقْرَانِ لِلتُّرْبِ لاَطِخُ
رَمَى بِالعِدَى لِلأَرْضِ قَائِمُ سَيْفِهِ / كَمَا قَدْ رَمَى لِلأَرْضِ بِالجِلْدِ سَالِخُ
أَدَامَ لَهُ حُكْم الخِلاَفَةِ فِي الوَرَى / إِلَى أَنْ يُبِيحَ النَّفْخُ فِي الصُّورِ نَافِخُ
وَلَمْ أَتَكَلَّفْ فِيهِ مَدْحاً وَإِنَّمَا / أَنَا لِلَّذِي يُعْلِي مَعَالِيهِ نَاسِخُ
أَلاَ ارْتَقِبُوا هَذَا الهِلاَلَ الَّذِي بَدَا
أَلاَ ارْتَقِبُوا هَذَا الهِلاَلَ الَّذِي بَدَا / مِنَ الْغَربِ مَرْفُوعاً عَلَى أُفُقِ الْهُدَى
وَبُشْرَاكُمُ بِالعِيدِ عِيدِ مَسَرَّةٍ / بِمَقْدَمهِ السَّعْدُ المُقِيمُ تَجَدَّدَا
وَلِلَّهِ شِبْلٌ قَدْ دَعَوْهُ بِيُوسُفٍ / شَبِيهٌ بِلَيْثٍ قَدْ دَعَوْهُ مُحَمَّدَا
وَبَحْرٌ أَتَاهُ النَّهْرُ لَكِنَّ ذَا أَبٌ / وَذَاكَ لَهُ ابْنٌ رَاحَ فِي البَرِّ وَاغْتَدَى
وَفَرْعٌ أَتَى أَصْلاً يُسَمَّى بِوَالِدٍ / شَبِيهٍ بِذَاكَ الأصْلِ فِي البَأْسِ وَالنَّدَى
وَقُرَّةُ عَيْنٍ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَهُ / وَبَيْنَ الَّذِي أَبْكَى الْعُيُونَ وَسَهَّدَا
إِلَى أَنْ أَتَانَا اللَّهُ بِالفَرَجِ الَّذِي / أَفَاضَ عَلَى الدُّنْيَا جَمَالاً وَأَسْعُدَا
فَعَادَ إِلَى غُصْنِ الخِلاَفَةِ زَهْرُهُ / لِيَجْمَعَ مِنْ أَنْدَائِهِ مَا تَبَدَّدَا
وَعَاوَدَ جِيدَ الْمُلْكِ أَكْرَمُ زِينَةٍ / بِأَكْرَمِ سِلْكٍ بَعْدَ حِينٍ تَقَلَّدَا
وَقَدْ عَضَدَ السَّيْفَ المُحَلَّى بِمِثْلِهِ / مِنَ الْغَرْبِ سَيْفٌ لَمْ يَزَلْ يُرْهِبُ العِدَى
وَقَالُوا وَليُّ الْعَهْدِ يَقْدُمُ عَاجِلاً / فَقُلْتُ نَعَمْ يَهْنَأْ أَبَوهُ المُؤَيَّدَا
وَمَا هُوَ إِلاَّ الْغَيْثُ سَوْفَ يَجُودُنَا / بِأَكْرَمِ مِنْ غَيْثِ السَّمَاءِ وَأَجْوَدَا
أَمِيرٌ كَأَنَّ الشَمْسَ وَالْبَدْرَ كَامِلاً / هُمَا وَالداه بِالمَحَاسِنِ مُفْرَدَا
وَمَا ظَلَمَ ابْنٌ مُشْبِهٌ خَيْرَ وَالِدٍ / غَدَا لِمُلُوكِ الأَرْضِ أَجْمَعَ سَيِّدَا
لِيَهْنِىءْ جِيادَ الْخَيْلِ أَنَّ رُكُوبَهُ / لِيُكْسِبَهَا الْمَجْدَ الرَّفِيعَ الْمُخَلَّدَا
وَيَهْنِىءْ سُيُوفَ الهِنْدِ أَنَّ ضِرَابَهُ / لِيُبْقِي لَهَا الفَخْرَ الصَّرِيحَ الْمُؤَكَّدَا
وَيَهْنِىءْ رِمَاحَ الخَطِّ أَنَّ طِعَانَهُ / لِيُورِثَهَا العِزَّ المُشِيدَ المُشَيَّدَا
وَقُلْ لِلرُّبُوعِ الآهِلاَتِ بِسَبْتَةٍ / حَوَيْتِ أَجَلَّ النَّاسِ قَدْراً وَمَحْتِدَا
وَيَا بَحْرَهَا رِفْقاً بِبَحْرٍ حَمَلْتَهُ / وَلَكِنَّهُ يَا بَحْرُ يَعْذُبُ مَوْرِدَا
وَإنْ كُنْتَ حَقّاً قَدْ جُنِنْتَ بِحُبِّهِ / فَأَصْبَحْتَ مُرْتَجَّ الْجَوَانِبِ مُزْبِدَا
فَمَا وَاجِبُ الإِنْصَافِ ذَاكَ وَإِنَّمَا / سُكُونُكَ أَوْلَى إِنْ أَرَدْتَ تَوَدُّدَا
وَكُنْ بَاسِطاً خَدًّا لَهُ فِي طَرِيقِهِ / وَاقْسِمْ عَلَى الأمْوَاجِ تَلْقَاهُ سُجَّدَا
وَدُونَكَ فَالْثمْ كُلَّ جَفْنٍ أَتَى بِهِ / إِذَا أَنْتَ لَمْ تَلْثِمْ لَهُ الرِّجْلَ وَاليَدَا
وَيَا نَسَمَاتِ الرِّيحِ هُبِّي وَحَيِّهِ / بِرُوحٍ وَرَيْحَانٍ غَدَا حَلْيُهُ النَّدَى
وَرِفْقاً بِأُسْطُولٍ يَلَذُّ لَهُ السُّرَى / بِأَمْضَى بَنِي الأمْلاَكِ سَيْفاً وَأَحْمَدَا
وَلاَ تَبْرَحِي تُهْدِي لَهُ عَاطِرَ الشَّذَا / وَتَرْوي حدِيثَ النَّوْرِ مُسْنَدَا
وَحِفْظاً لَهِا حِفْظاً لَهَا مِنْ وَدِيعَةٍ / أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يَعَزَّ وَيَسْعَدَا
كَأَنِّي وَقَدْ وَافَى الأَمِيرُ وَأَقْبَلَتْ / عَسَاكِرُهُ مَثْنَى تَرُوقُ وَمَوْحِدَا
كَبَدْرِ الدُّجى حَفَّتْ بِهِ الشُّهْبُ وَانْبَرَتْ / لِتَحْرِقَ فِي الآفَاقِ مَنْ جَارَ وَاعْتَدَى
خُذِ الرُّوحَ مِنِّي يَا بَشِيرُ بِشَارَةً / وَنَفْسِيَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ لَكَ الْفِدَا
وَعِنْدِي هَنَاءٌ لِلإمَامِ مُحَمَّدٍ / سَيُحْمِدُ لِي سَعْياً وَيُنْجِحُ مَقْصِدَا
خَلِيفَةِ رَبِّ الْعَرْشِ وَالْمَلِك الَّذِي / تَعَوَّدَ مِنْهُ الجُودُ مَا قَدْ تَعَوَّدَا
كَرِيمٌ لَهُ فِي آلِ نَصْرٍ فَضَائِلٌ / بِرَوْضَتِهَا غُصْنُ الْمُنَى قَدْ تَأَوَّدَا
أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً / وَأَمْلاَهُمُ فِي رُتْبَةِ الْمُلْكِ مَصْعَدَا
وَأَكْرَمُ مَنْ قَادَ الْجَوَادَ إِلَى الْوَغى / وَسَقَّى عِدَاهُ أَيَّ كَأْسٍ مِنَ الرَّدَى
أَمَوْلاَيَ حَالِي مَا عَلِمْتَ وَإِنَّنِي / لأَرْجُوكَ بَعْدَ اللَّهِ غَيْباً وَمَشْهَدَا
فَكُنْ مُظْهِراً لِلْعَبْدِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ / وَأَنْجِزْ لَهُ يَا أَكْرَمَ النَّاسِ مَوْعِدَا
وَعُدْ لِلَّذِي عَوَّدْتَ يَا خَيْرَ مُنْعِمٍ / وَأَفْضَلَ مَنْ فِي فَضْلِهِ جَاوَزَ الْمَدَى
بَقِيتَ قَرِيرَ الْعَيْنِ فِي عِزِّ دَوْلَةٍ / تَسُرُّكَ مَا غَنَّى الحَمَامُ وَغَرَّدَا
سَرَى وَعُيُونُ الشُّهْبِ تَشْكُو التَّسَهُّدَا
سَرَى وَعُيُونُ الشُّهْبِ تَشْكُو التَّسَهُّدَا / خَيَالٌ عَلَى الأَكْوَارِ قَدْ زَارَ مُكْمَدَا
وَمَا رَاعَهُ إِلاَّ الصَّبَاحُ كَأَنَّهُ / حُسَامٌ بِغِمْدِ اللَّيْلِ قَدْ كَانَ مُغْمَدَا
وَوَمْضَةُ بَرْقٍ أَلْبَسَ الْخَدَّ فِضَّةً / مِنَ الدَّمْعِ كَمًّا أَلْبَسَ الأُفْقَ عَسْجَدَا
عَجِبْتُ لَهُ طَيفاً أَلَمَّ وَدُونَهُ / مَهَامهِ لَمْ تَعْرِفْ بِهَا العِيسُ مَوْرِدَا
وَأَهْوَالُ حَرْبٍ يَمْنَعُ القُضْبَ ذِكْرُهَا / إِذَا هَبَّتِ النَّكْبَاءُ أَنْ تَتَأَوَّدَا
أَلاَ أَسْدَتِ الأَحْلاَمُ فِي سِنَةِ الكَرَى / يَداً مَدَّ شُكْرِي كُلُّ شُكْرِي لَهَا يَدَا
خَلاَ أَنَّنِي لاَ الوَجْدُ يَبْرَحُ لاَ وَلاَ / غَرَامِي إِذَا فَكَّرْتُ فِي فُرْقَةٍ غَدَا
أَلاَ آنَسَ اللَّهُ القِبَابَ وَفِتْيَةً / إِذَا هَاجَ بَرْحُ الحُبِّ أَعْطَوْهُ مِقْوَدَا
طَوَالِعُ أَنْجَادِ الْهَوَى حَالفُوا الْهَوَى / فَأَبْقَوْا لَهُ عَهْداً كَرِيماً وَمَعْهَدَا
أُنَادِيهِمُ لاَ السَّمْعُ مَلَّ حَدِيثَهُمْ / وَلاَ العَيْنُ أَغْضَتْ أَوْ تَرَى الحُسْنَ قَدْ بَدَا
وَمَا أَنَا وَالسُّلْوَانُ لاَ دَرَّ دَرُّ مَنْ / تَقَلَّدَ فِي سُلْوَانِهِ مَا تَقَلَّدَا
أَقُولُ وَقَدْ هَبَّتْ لَنَا نَسْمَةُ الصَّبَا / فَأَلْقَتْ حَدِيثَ الشَّوْقِ لِلرَّكْبِ مُسْنَدَا
وَقَدْ طَلَعَتْ خُوصُ الرِّكَابِ كَأَنَّهَا / سُيُوفٌ تَقُدُّ الْبِيدَ مَثْنَى وَمَوْحِدَا
رُوَيْدكُمُ حَتَّى تَفِيضَ دُمُوعُنَا / عَلَى السَّفْحِ سَفْحاً أَوْ يِرِقَّ لَنَا الصَّدَا
وَحَتَّى نَسُومَ الرَّبْعَ نَارَ صَبَابَةٍ / تَوَقَّدَ مِنْهَا بِالأَسَى مَا تَوَقَّدَا
وَمَا الْوَجْدُ إِلاَّ أَنْ تَلُوحَ بِذِي الغَضَا / خِيَامٌ عَلَى أَطْنَابِهَا الدُّرُّ نُضِّدَا
مِنَ المُطْلِعَاتِ الْبِيضِ تَلْتَاحُ كَالدُّمَى / أَوَانِسُ تُصْمِينَ الكَمِيَّ المُسَرَّدَا
بَعَثْنَ الْهَوَى نَحْوَ القُلُوبِ بِأَسْرِهَا / فَأَسْبَابُهُ تَزْدَادُ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
كَأَنَّ الْهَوَى جُودُ الخَلِيفَةِ فَارِسٍ / إِذَا قِيلَ عَمَّ الْخَلْقَ طُرّاً تَزَيَّدَا
إِمَامُ الهُدَى المَرْجُوُّ مَا فَخَرَ العُلاَ / بِأَسْعَدَ مِنْهُ فِي الزَّمَانِ وَأَصْعَدَا
شَدِيدٌ عَلَى الأَعْدَاءِ مَا ابْنُ مُكَرَّمٍ / بِأَشْجَعَ مِنْهُ فِي الحُرُوبِ وَأَنْجَدَا
وَمَا كُلُّ مَنْ حَثَّ الخُيُولَ يَسُرُّهَا / وَمَا كُلُّ مَنْ أَجْرَى بِهَا بَلَغَ الْمَدَا
تَقِيٌّ لَهُ العُقْبَى فَلاَ السَّعْيُ خَائِبٌ / أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ تُنَالَ وَتُحْمَدَا
وَفِعْلُ الْفَتَى كَلٌّ عَلَى المَجْدِ وَالعُلاَ / إذَا كَانَ عَنْ تَقْوَى الْمُهَيْمِنِ مُبْعَدَا
كَرِيمٌ بِشَمْلِ الْحَمْدِ ظَلَّ مُجَمَّعاً / وَلِلشَّمْلِ شَمْلِ المَالِ ظَلَّ مُبَدِّدَا
وَخَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْجَزِيلِ لِكَاسِبٍ / ثَنَاءٌ عَلَيْهِ لاَ يَزَالُ مُخَلَّدَا
وَمَا تُعْرَفُ الأَوْصَافُ فِي شَرَفٍ سِوَى / إِذَا قُسِمَتْ بَيْنَ الشَّجَاعَةِ وَالنَّدَا
وَخَيْرُ الَّذِي أَعْدَدْتَ حُسْنُ تَوَكُّلٍ / عَلَى اللَّهِ بِالتأْيِيِد أَنْجَحَ مَقْصِدَا
وَمِنْ بَيِّنَاتِ النَّصْرِ وِجْهَتُكَ الَّتِي / أَدَانَتْ لِسَارِي الرُّعْبِ قَلْبَ مَنْ اعْتَدَى
زَحَفْتَ إِلَى الأَعْدَاءِ فِي عَرْضِ فَيْلَقٍ / تَرَى البَحْرَ فِيهِ بِالأَسِنَّةِ مُزْبِدَا
وَقُدْتَ لَهُمْ تَحْتَ العَجَاجِ كَتَائِباً / تُعِيدُ كَأَمْثَالِ التَّهَائِمِ أَنْجُدَا
وَوَجَّهْتَ جُنْداً يَزْحَفُونَ إِلَى الوَغَى / عَلَى كُلِّ مَمْسُودِ النَّوَاشِرِ أَجْرَدَا
وَصُلْتَ بِسُلْطَانٍ تَذِلُّ لَعِزِّهِ / مُلُوكُ الوَرَى مِنْ كُلِّ أَشْمَخَ أَصْيَدَا
وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَعْرِفَ الَّذِي / يَؤُولُ إِلَيْهِ الأَمْرُ فِي حَرْبِكَ العِدَى
هَدَاكَ لأِخْذِ الفَأْلِ وَالفَأْلُ مُنْجِبٌ / كَمَا جَاءَ عَمَّنْ جَاءَ بِالنُّورِ وَالهُدَى
فَقَامَ خَطِيبُ الكَوْنِ نَحْوَكَ سَاعِياً / وَوَافَاكَ كَالأَعْشَى عَلَى القُرْبِ مُنْشِدَا
بِجُنْدِ أَمَيرِ المُؤمِنِينَ وَخَيْلِهِ / وَسُلْطَانِهِ أَمْسَى مُعَاناً مُؤَيَّدَا
لِيَهْنَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ظُهُورُهُ / عَلَى أُمَّةٍ كَانَتْ بُغَاةً وَحسَّدَا
وَزَادَ بَيَاناً قَوْلُهُ فَاسْتَمِعْ لَهُ / حَدِيثاً عَنِ السِّرِّ اللَّطِيفِ مُرَدَّدَا
أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتَمِّمَ نُورَهُ / وَيُخْمِدَ نَارَ الفَاسِقِينَ فَتَخْمُدَا
بَقِيتَ وَنُورُ اللَّهِ يهْدِيكَ لِلَّتِي / تَنَالُ بِهَا عِزاً جَدِيداً وَأَسْعُدَا
وَقَالُوا رَمَى فِي الكَأْسِ وَرْداً فَهْلْ تَرَى
وَقَالُوا رَمَى فِي الكَأْسِ وَرْداً فَهْلْ تَرَى / لِذَلِكَ وَجْهاً قُلْتُ أَحْسِنْ بِهِ قَصْدَا
أَلَمْ تَجِدِ اللَّذَّاتِ فِي الْكَأْسِ حَلْبَةً / فَلاَ تُنْكِرُوا فِيهَا الكُمَيْتَ وَلاَ الوَرْدَا
هَجَرْت فَعِطْفُ الغُصْن لَمْ يَتَأَوَّدِ
هَجَرْت فَعِطْفُ الغُصْن لَمْ يَتَأَوَّدِ / بِنَجْدٍ وَخَدُّ الوَرْدِ لَمْ يِتَوَرَّدِ
وَلاَ الْتَفَتَتْ فِي الأَرْضِ مُقْلَةُ نَرْجِسٍ / وَلاَ اكْتَحَلَتْ مِنْ فَيْئَتَيْهِ بِإَثْمِدِ
وَلاَ ابْتَسَمَتْ لِلزَّهْرِ فِيهِ مَبَاسِمٌ / لَهَا شَنَبٌ مِنْ طَلِّهَا المُتَزَيِّدِ
وَلاَ جُرَّ ذَيْلُ الآسِ فِي مَلْعَبِ الصّبَا / عَلَى شِبْهِ دُرٍّ بَيْنَ شِبْهِ زَبْرَجَدِ
وَلاَ زُرَّ جَيْبُ الغَيْمِ فَوْقَ حَدِيقَةٍ / تَضُوعُ الشَّذَا النَّدِّيَ مِنْ تُرْبِهَا النَدِي
وَلاَ انْفَضَّ مَجْرَى النَّهْرِ عَنْ ذَوْبِ فِضَّةٍ / تُمَوِّهُهَا كَفُّ الأَصِيلِ بِعَسْجَدِ
عَسَى زَوْرَةٌ يَا سَاكِنَ الجَزْعِ إِنَّ لِي / إِلَى الجَزْعِ أَشْوَاقاً تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي
وَلِي زَفْرَةٌ لَوْلاَ دَوَامُ الْتِظَائِهَا / لَقُلْتُ وَمِيضُ الْبَرْقِ لِلْمُتَوَقِّدِ
وَطَائِرُ قَلْبٍ لاصْطِبَارِي مُغَرِّبٌ / بِطَائِرِ غُصْنٍ لاصْطِبَاحِي مُغَرِّدِ
وَلَفْحُ غَرَامٍ فِي صَفَاءِ مَدَامِعٍ / كَمَا انْطَبَعَتْ شَمْسٌ بِحَدٍّ مُهَنَّدِ
نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى العُذَيْبَ وَنَاهِداً / تَصِيخُ أَمَامَ الْحَيِّ لِلْمُتَنَهِّدِ
لَيَالِيَ جَاذَبْتُ الشَّبَابَ أَرَاكَةً / تظِلُّ مَنَ اللَّذَاتِ أَعْذَبَ مَوْرِدِ
وَإِذْ أَنَا فِي نُعْمٍ أُطِيلُ صَبَابَتِي / وَأَعْصِي عَذُولي في الهَوَى وَمُفَنِّدِي
وَكَمْ لَيْلَةٍ حَلَّيْتُ عَاطِلَ جِيدِهَا / بِدُرَّيْنِ مِنْ شَعْرٍ وَثَغْرٍ مُنَضَّدِ
وَفِي كَبِدِ الظَّلْمَاءِ قَدْحٌ يَفُتُّهَا / بِنَارَيْنِ مِنْ شَمْعٍ وَمِنْ وَجْدٍ مُكْمَدِ
إِلَى أَنْ شَدَتْ وُرْقُ الحَمَامِ فَنَبَّهَتْ / بِمَا أَسْمَعَتْ مِنْ شَدْوِهَا كُلَّ مُنْشِدِ
وَمَالَتْ كُؤُوسُ الشُّهْبِ حَتَّى حَسِبْتُهَا / مُسَائِلَةً عَنْ خَمْرِهَا الْمُتَبَرِّدِ
تَجُولُ بِهَا وُرْقُ الحَمَامِ كَأَنَّهَا / جَوَارِحُ ذِي هَزْلٍ وَأَفْكَارُ ذِي جِدِّ
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي عَنْ لَيَالٍ بِحَاجِزٍ / سَقَى عَهْدَهَا مَا سَحَّتِ السُّحْبُ مِنْ عَهْدِ
لَيَالٍ يَكَادُ الأُفْقُ يَرْعُفُ أَنْفُهُ / بِمِسْكِ دُجَاهَا أَوْ بِمَا شَبَّ مِنْ نَدِّ
وَإِيهٍ عَلَى الشَّمْلِ الجَمِيعِ وَجِيرَةٍ / لَهُمْ مَا لَهُمْ مِنْ صِدْقِ حُبِّي وَمِنْ وُدِّي
تَوَلَّوْا عِشَاءً بِالخِيَامِ وَخَلَّفُوا / مَوَاقِدَهَا فِي القَلْبِ مِنِّيَّ وَالْكَبْدِ
وَقَالُوا خِيَاماً مَا تَرَى قُلْتُ بَلْ أَرَى / كَمَائِمَ رَوْضٍ لَيْتَ أَزْهَارَهَا عِنْدِي
وَلِلَّهِ سَيْرِي وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا / مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ
وَقَدْ سُلَّ سَيْفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى / فَلَم تَتَّخِذْ غَيْرَ الغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ
وَمَاسَتْ قُدُودُ القُضْبِ فِي حُلَلِ الصَّبَا / وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَّلِّ فِي أوْجُهِ الوَرْدِ
فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى القُرْبِ حَسْرَةً / فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ
وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ اليَأْسُ فِي الهَوَى / مَأخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ
وَلَيْسَ يَفُوتُ الْعَبْدَ أَمْرٌ مُغَيَّبٌ / إِذَا كَانَ ذَاكَ الأَمْرُ قُدِّرَ لِلْعَبْدِ
وَمَا ثَمَّ إِلاَّ اللَّهُ هَادٍ وَنَاصِرٌ / وَإنْ تَكُ قَدْ أَحْبَبْتَ إنَّكَ لاَ تَهْدِي
بِنَفْسِيَ رَكْبٌ أَسْكَرَتْهُمْ يَدُ السُّرَى / بِخَمْرَيْنِ مِنْ حُبٍّ قَدِيمٍ وَمِنْ جَهْدِ
صَوَادِعُ أَكْبَادِ الفَلاَةِ بِأَيْنُقٍ / تَرَاخَتْ بُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ
وَلانَتْ ظُهُوراً حِينَ مَدَّتْ رِقَابَهَا / فَكَانَتْ حُرُوفَ اللِّينِ لاَشَكَّ وَالْمَدِّ
وَلَمْ أَنْسَهُمْ لَمَّا تَهَاوَوْا وَعَرَّسُوا / كَسِرْبِ القَطَا حَامَتْ عَلَى مَوْرِدٍ ثَمْدِ
وَمَا جَدَّدُوا لِلْقَلْبِ شَوْقاً وَإِنَّمَا / أَكَبُّوا يُطِيرُونَ الشَّرَارَ عَنِ الزَّنْدِ
وَمِمَّا شَجَانِي وَالشَّجَا يَبْعَثُ الشَّجَا / نَسِيمٌ عَلِيلٌ كَادَ يَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ
وَأَرَّقَنِي مِنْ جَانِبِ الرَّمْلِ سَاجِعٌ / طَرُوبٌ إِذَا هَزَّتْ صَباً أعْطُفَ الرَّنْدِ
طَوَيْتُ لَهُ قَلْبِي عَلَى الشَّوْقِ ضَلَّةً / وَمَا خِلْتُ أَنَّ الشَّوْقَ مِنْ قَبْلِهِ يُعْدِي
وَقَدْ كَانَ عُطْلاً جِيدُ كُلِّ غَرَارَةٍ / فَلَمْ يَتَّخِذْ غَيْرَ المَدَامِعِ مِنْ عِقْدِ
رَعَى اللَّهُ فِي أَكْنَافِ طِيبَة رَوْضَةً / وَحَيَّا بِذَيَّاكَ الحِمَى سَاكِنَ اللَّحْدِ
نَبِيٌ قَؤُولُ الصِّدْقِ يُرْشِدُ لِلْهُدَى / رَسُولٌ صَدُوقُ القَوْلِ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
صَرِيحٌ نَمَتْهُ الْغُرُّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ / وَأَحْمَدَهُ نَيْلَ العُلاَ شَيْبَةُ الْحَمْدِ
وَقَدْ أَنْجَبَتْهُ أَزْهُرُ الْمَجْدِ أَزْهَراً / كَرِيماً كَرِيمَ الخَالِ وَالأَبِ وَالجَدِّ
لِمَوْلِدِهِ نِيرَانُ فَارِسَ أُخْمِدَتْ / فَعُطِّلَ مِنْهَا كُلُّ أَفْيَحَ مُسْوَدِّ
وَغَاضَتْ مِيَاهُ النَّهْرِ حَتَّى لَقَدْ شَكَا / بِحَرٍّ كَمَا تَشْكُو المَوَاقِدُ مِنْ بَرْدِ
وَإِيوَانُ كِسْرَى وَهْوَ ذَاكَ وَمُلْكُهُ / كِلاَ الشَّامِخَيْنِ اسْتَشْعَرَا الإِذْنَ بِالحَدِّ
وَلِلْجِنِّ طَرْدٌ عَنْ مَقَاعِدِ سَمْعِهَا / بِكُلِّ شِهَابٍ لاَ يَمَلُّ مِنَ الطَّرْدِ
وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ الَّذِي كَانَ قَدْ حَكَى / سِوَارَ لُجَيْنٍ مُسْتدِيراً عَلَى زَنْدِ
وَسَالَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ / تَكَادُ تُرَوِّي باطِنَ الحَجَرِ الصَّلْدِ
وَعُكَّاشَةٌ أَعْطَاهُ غُصْناً فَعَادَ إِذْ / تَنَاوَلَهُ سَيْفاً صَقِيلاً مِنَ الهِنْدِ
وَأَضْفَتْ عَلَيْهِ الظِّلُّ كُلَّ غَمَامَةٍ / تُنِيرُ لِمُسْتَجْلٍ وَتَسْخُو لِمُسْتَجْدِ
وَعَيْنُ أَبِي السِّبْطَيْنِ بِالتَّفْلِ قَدْ شَفَى / وَكَانَ لَهَا التَّبرِيحُ فِي الأَعْيُنِ الرُّمْدِ
وَلَمَّا دَعَا بِالْغَيْثِ لَبَّاهُ مُتْحِفاً / بِنَوْرٍ وَنُورٍ ذَاكَ يُهْدَى وَذَا يَهْدِي
وَكَانَ لَهُ مِنْ مُعْجِزَاتٍ سَوَاطِعٍ / تَجِلُّ عَنِ الحَصْرِ المُوَاصَلِ وَالعَدِّ
وَأَعْظَمُهَا القُرْآنُ لاَ شَكَّ إِنَّهُ / لَبَاقٍ مُحِيلُ الشَّكِّ وَالقَوْلِ بِالْجَحْدِ
تَحَدَّى بِهِ أَهْلَ الفَصَاحَةِ مَعْجِزاً / فَمَا كَانَ جَهْلاً كُفْرُهُمْ بَلْ عَلَى عَمْدِ
رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَعَ رَحْمَةً / وَأَنْجَحَ قَصْدَ المُبْتَغَى أَحْسَنَ الْقَصْدِ
وَآَدَمُ بَيْنَ الطِّينِ وَالمَاءِ كَان قَدْ / أُقِيمَ نَبِياً جَلَّ فِي الفَضْلِ عَنْ نِدِّ
وَأَيُّ شَفِيعٍ لِلْكُرُوبِ مُفرِّجٍ / إِذَا قِيلَ يَوْمَ الحَشْرِ يَا أَزْمَةُ اشْتَدِّي
وَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ امْرُؤٌ كَانَ بِاسْمِهِ / مُسَمًّى وَلَكِنْ دَارُهُ جَنَّةُ الْخُلْدِ
كَمِثْلِ أَمِيرِ المُسْلِمِينَ مُحَمَّدٍ / أَجَلِّ بِني نَصْرٍ وَخَيْرِ بَنِي سَعْدِ
إِمَامٌ أَطَاعَ الشَّرْقُ وَالغَرْبُ أَمْرَهُ / وَلَيْسَ لأَمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ
وَعَمَّ الوَرَى دَفْعاً وَنَفْعاً كِلَيْهِمَا / فَلَيْلُ الرَّدَى يُخْفِي وَصْبْحُ الهُدَى يُبْدِي
وَمَهْمَا تَلَى أَوْ يَتْلُوَ فِي الحَرْبِ قِرْنُهُ / فَآيَاتُهُ وَالدِّرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ
مُزِيرُ بَنِي الهَيْجَاءِ كُلَّ كَتِيبَةٍ / تُضَلِّلُ كَيْدَ القَادِرِينَ عَلَى حَرْدِ
وَأَرْعَنَ كَالبَحْرِ الخِضَمِّ تَخُوضُهُ / سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ
حَقِيقَةَ مَعْنَى الْفَتْكِ عَرَّفَ سَيْفُهُ / وَلاَ غَرْو لِلتَّعْرِيفِ إِنْ صَحَّ بِالحَدِّ
وَلَمْ يُلْهِهِ نَهْدٌ عَلَى الصَّدْرِ عِنْدَمَا / تَحَمَّلَ مِنْهُ الطِّرْفُ صَدْرَاً عَلَى نَهْدِ
لَهُ الهَضْبَةُ الشَّمَاءُ فِي آلِ يَعْرُبٍ / وَبُحْبُوحَةُ المَجْدِ الْمُؤَثِّلِ فِي الأزْدِ
مِنَ العَرَبِ الْغُرِّ البِهَالِيلِ أَخْفَرُوا / بِأَسْيَافِهِمْ مَا كَانَ لِلدِّرْعِ مَنْ عَهْدِ
كِرَامُ بَنِي زَيْدِ بْنِ كَهْلاَنَ قَادَةٌ / طَوَالَعُ أَنْجَادِ الأَصَالَةِ وَالْمَجْدِ
غَدَتْ وَرْدَةً مِثْلَ الدِّهَانِ هِضَابُهُمْ / لِكَثْرَةِ شَبِّ النَّارِ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ
فَهُمْ مَا هُمُ وَالسُّمْرُ تُشْرَعُ فِي الوَغَى / صُدُوراً بِهَا مَا بِالصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ
وَهُمْ مَا هُمْ وَالْمَحْلُ فِي الأُفْقِ ضَارِبٌ / بِأَرْوَاقِهِ فِي أَوْجُهِ الْبَرْقِ وَالرَّعْدِ
ذُؤَابَةُ مَجْدٍ مِنْ سُلاَلَةِ خَزْرَجٍ / بَنُو الْحَسَبِ الوَضَّاحِ وَالشَّرَفِ الْعَدِّ
لَهُمْ خَلَفٌ أَلْفَوْهُ فِي الْخُبْرِ مِثْلَهُمْ / وَلاَ غَرْوَ فَالأَشْبَالُ فِي الخُبْرِ كَالأُسْدِ
وَإِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَخَيرُ مَنْ / يَدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ في الحَلِّ وَالْعَقْدِ
وَأَرْعَفَ أَنْفَ الصُّبْحِ كَثْرَةُ شَمِّهِ / لِمِسْكِ الدُّجَى حَتَّى رَمَى الْمِسْكَ مِنْ يَدِ
وَقَدْ هَمَلَتْ وُطْفُ السَّحَابِ كَأَنَّهَا / مَدَامِعُ عَيْنِي أَوْ نَوَالُ مُحَمَّدِ
سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَالمَلِكُ الَّذِي / لَهُ شَادَتِ الأَنْصَارُ أَشْرَفَ مَحْتَدِ
إِمَامُ الهُدَى الْمَنْصُورُ والبَطَلُ الَّذِي / بِهِ الأُسْدُ أُسْدُ الغَابِ فِي الوَثْبِ تَقْتَدي
سَلِيلُ أَبِي الحجَّاجِ أَكْرَم مُسْعِفٍ / بِأَكْرَمِ مَا يُرْجَى وَأَعْظَم مُسْعِدِ
مِنَ الرَّاكِضِينَ الخَيْلَ تَزْحَفُ لِلْوَغَى / سِرَاعاً كَأَمْثَالِ النَّعَامِ المُشَرَّدِ
صَوَاهِلَ غُرًّا لَمْ تَزَلْ مُنْذُ مُجِّدَتْ / تُنَقِّبُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُمَجَّدِ
ذُؤَابَةُ مَجْدٍ فِي الصَّرِيِح تَأَثَّلُوا / فُرُوعَ المَعَالِي بَيْنَ مَثْنَى وَمَوْحِدِ
سَرَاةُ بَنِي كَهْلاَنَ قَرَّتْ كُهُولُهُمْ / وَشُبَّانُهُمْ وَالشِّيْبُ في خَيْرِ مصْعَدِ
هُمُ القَوْمُ أَمَّا مَنْ حَصُوْا فَهْوُ غَالِبٌ / عِدَاهُ وَأَمَّا مَنْ هَدَوْا فَهْوَ مُهْتَدِي
وَهُمْ مَا هُمُ وَالْخَيْلُ تَرْدَى كَأَنَّهَا / سَفَائِنُ فِي بَحْرٍ مِنَ النَّقْعِ مُزْبِدِ
أَمِيرٌ حَوَى المُلْكَ الرَّفِيعَ وَدُونَهُ / مَقَامٌ لَهُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ بِمَرْصِدِ
فَبَأْسٌ كَلَفْحِ الْبَرْقِ فِي قَلْبِ مُعْتَصٍ / وَجُودٌ كَسَفْحِ الْغَيْثِ فِي كَفِّ مُجْتَدِ
وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ السّيوفَ بِضَارِبٍ / وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الرِّمَاحَ بِمُقْصِدِ
حَيَاةٌ لِمَظْلُومٍ وَمَوْتٌ لِظَالِمٍ / وَبُشْرَى لِمُعْتَدٍّ وَوَيْلٌ لِمُعْتَدِ
يَلَذُّ نَدَاهُ بَعْدَ إِرْهَابِ بَأْسِهِ / كَمَا لَذَّ نَوْمٌ بَعْدَ طُولِ تَسَهُّدِ
وَتَرْضَى رِمَاحُ الْخَطِّ حَطْمَ قُدُودِهَا / إِذَا هَزَّهَا لِلطَّعْنِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
وَيَحْسُنُ فِي سَمْعِ الْحُسَامِ ضِرَابُهُ / كَمَا تَحْسُنُ الأَمْدَاحُ فِي سَمْعِ سَيِّدِ
نَمَاهُ لِنَصْرِ الدِّينِ نَصْرٌ وَقدْ حَوَى / عَنِ الْجَدِّ سَعْدٍ أَيَّ سَعْدٍ مُجَدَّدِ
لَكَ اللَّهُ مَا أَزْكَى مَنَاقِبَكَ الَّتِي / تَبَوَّأْتَ مِنْهَا فِي الْجَنَابِ الْمُمَهَّدِ
وَمَا الْفَضْلُ إِلاَّ مَا حَوَيْتَ وَإِنَّهُ / لَعَنْ أَمْجَدٍ سَامِي الْعَلاَءِ فَأَمْجَدِ
صَدَعْتَ بِشَمْسِ الْعَدْلِ فِي مَشْرِقِ الْهُدَى / وَأَرْشَدْتَ مِنَّا لِلتُّقَى كُلَّ مرْشِدِ
وَقُمْتَ بِأَمْرٍ كَانَ فَرْضاً عَلَيْكَ أَنْ / تَقُومَ بِهِ رُحْمَى لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَأَذْهَبْتَ عَنَّا فِتْنَةً جَاهِلِيَّةً / لَهَا فِي حَشَى الإسْلاَمِ أَيُّ تَوَقُّدِ
وَقَدْ كُنْتَ أَوْحَشْتَ الْبِلاَدَ وَأَهْلَهَا / وَأَذْكَرْتَ حُسْنَ الْعَهْدِ فِي كُلِّ مَعْهَدِ
وَأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا لِبُعْدِكَ وَاغْتَدَتْ / مُرَدِّدَةً ذِكْرَ الْحَنِينِ الْمُرَدَّدِ
إِلَى أَنْ أَرَانَا اللَّهُ غُرَّتَكَ الَّتِي / جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالِعِ أَسْعُدِ
وَكُنْتَ كَمِثْلِ الرُّوحِ عَادَ لِجِسْمِهِ / وَكَالنَّوْمِ وَافَى الْعَيْنَ بَعْدَ تَسَهُّدِ
هَنِيئاً لِهَذَا الْقُطْرِ مَقْدَمكَ الَّذِي / بِهِ نِلْتُ آمَالِي وَبُلِّغْتُ مَقْصِدِي
وَبُشْرَى الْوَرَى طُرّاً بِبَيْعَتِكَ الَّتِي / غَدَتْ رِفْقَ مُولٍ لِلْجَمِيلِ وَمُشْهِدِ
هَنِيئاً لِهَذَا الدِّينِ بَيْعَتكَ الَّتِي / جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالَعِ أَسْعُدِ
وَخَصَّتْكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ / فَمَا شِئْتَ مِنْ غَيْبٍ كَرِيمٍ وَمَشْهَدِ
وَقَدْ رُعْتَ دِينَ الْكُفْرِ مِنْكَ بِعَزْمَةٍ / سَتُودِعُ أَلْحَادَ الرَّدَى كُلَّ مُلْحِدِ
وَجُدْتَ بِمَا جَمَّعْت لاَ الْجُودُ مُوكِسٌ / وَمَا النَّيْلُ بَعْدَ العَوْدِ يَوْماً بِمُبْعَدِ
وَما أَصْلَحَ الْعَلْيَاءَ وَالْمَجْدَ مُصْلِحٌ / لأَمْوَالِهِ يَوْمَ النَّدَى غَيْرُ مُفْسِدِ
أَقُولُ لِحَادِي الْعِيسِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ / بِأَكْوَارِهَا فِي كُلِّ قَفْرٍ وَفَدْفَدِ
وَقَدْ أَجْهَدَتْ عُوجَ الرِّكَابِ لِبَانَةٌ / ثَنَتْ كُلَّ صَبْرٍ دُونَهَا وَتَجَلُّدِ
وَرَاءَكَ عَنْ كُلِّ الْمُلوكِ وَعُجْ بِهَا / لأحْمَدِ مَلْكٍ سَاسَ أُمَّةَ أَحْمَدِ
وَأَمِّلْ أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ مُحَمَّداً / تَجِدْ خَيْرَ مَأْمُولٍ وَأَكْرَمَ مُنْجِدِ
أَمَوْلاَيَ حُبِّي مَا عَلِمْتَ وَإِنَّهُ / لأَكْرَمُ حُبٍّ بِالْخُلُوصِ مُؤَكَّدِ
وَأَمَّا مَدِيحِي فِي عُلاَكَ فَأَوْحَدٌ / يُقَدِّمُهُ صِدْقُ الرَّجَاءِ لأَوْحَدِ
فَعُدْ لِي بِمَا عَوَّدْتَ قَبْلُ مُوَاصِلاً / رِضَاكَ وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ
وَدَعْ عَنْكَ مَا قَالَ الْعدُوُّ فَإِنَّهُ / بِفَاسٍ أَتَى بِالزُّورِ فِعْلَ تَعَمُّدِ
رَمَانِي بِدَاءِ وَهْوَ وَاللَّهِ دَاؤُهُ / وَإِنْ يُسْأَلِ الحَقُّ الَّذِي بَانَ يَشْهَدِ
وَكُلُّ الَّذِي زَكَّاهُ فِي الغَرْبِ حَاسِدٌ / مَتَى نِلْتُ خَيْراً مِنْكَ مَوْلاَيَ يَكْمَدِ
وَإِنِّي لَرَاجٍ أَنْ يَخِيبَ احْتِيَالُهُمْ / فَعَادَةُ رَبِّي أَنْ يُخَيِّبَ حُسَّدِي
وَمَا لِيَ فِي غَيْرِ الْعِبَادَةِ مَقْصِدٌ / وَأَنْتَ أَيَا مَوْلاَيَ تُنْجِحُ مَقْصِدِي
وَقَدْ حَدَّثَتْنِي النَّفْسُ أَنَّكَ مُسْعِفِي / بِتَبْليغِ آمَالِي وَأَنَّكَ مُسْعِدِي
نَدِمْتُ وَعَادَ الْهَزْلُ جِداً وَإِنَّنِي / لأُشْفِقُ مِنْ ذَنْبِي وَمَا كَسِبَتْ يَدِي
فَلَهْفِي عَلَى عُمْرٍ تَقَضَّى سَفَاهَةً / بِتَذْكَارِ عَهْدٍ لِلْحَبِيبِ وَمَعْهَدِ
وَتَضْيِيعِ أَوْقَاتٍ بِمَا لاَ أَعُدُّهُ / لِيَوْمِ مَعَادِي وَالمَقَالِ الْمُرَدَّدِ
ضَلِلْتُ عَلَى عِلْمٍ وَلَوْ كُنْتُ جَاهِلاً / لَمَا قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ كَالْمُتَعَمِّدِ
فَكُنْ لِي أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التُّقَى / مُعِيناً وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ
وَجُدْ لِلَّتِي يُنْمَى لِمِثْلِكَ مِثْلُهَا / صَنِيعَةَ مَوْلىً لِلْجَمِيِل مُعَوِّدِ
بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ فِي خَيْرِ دَوْلَةٍ / يُقَصِّرُ عَنْهَا الْيَوْمُ فِي النَّصْرِ عَنْ غَدِ
وَلاَ زِلْتَ فِي غَزْوٍ وَفَتْحٍ مُوَاصَلٍ / وَسَعْدٍ وَإِسْعَادٍ وَمُلْكٍ مُشَيَّدِ
سَلِ العِيسَ وَالْبَرْقَ الَّذِي لاَحَ مِنْ نَجْدِ
سَلِ العِيسَ وَالْبَرْقَ الَّذِي لاَحَ مِنْ نَجْدِ / مَتَى عَهْدُهَا بِالْجَزْعِ وَالَعَلَمِ الْفَرْدِ
وَهَلْ عِنْدَهَا عِلْمٌ بِأَعْلاَمِ حَاجِرٍ / وَمَا هِجْنَ لِي مِنْ لاَعَجِ الشَّوْقِ وَالْوَجْدِ
وَهَلْ وَرَدَتْ مَاءَ الأَثِيلِ وَدُونَهُ / ظِبَاءٌ سَطَتْ أَلْحَاظُهَا النُّجْلُ بِالأُسْدِ
مَعَاهِدُ خَلَّفْنَ العِمَادَ بَوَاكِيَا / فَمَحَّتْ مَغَانِيهَا كَحَاشِيَةِ الْبُرْدِ
أَلاَ هَلْ أَرَاهَا وَالحُمُولُ كَأَنَّهَا / سَمَاءٌ حَدَا سَعْدٌ بِهَا أَنْجُمَ السَّعْدِ
وَهَلْ أَرَيَنْ بَانَ اللِّوَى وَمَنَازِلاً / أَضَعْتُ بِهَا قَلْبِي وَصُنْتُ بِهَا مَجْدِي
وَكَانَ الْهَوَى هَزْلاً فَلَمَّا تَلَوْتُهُ / بِمَنْ فِي القِبَابِ الحُمْرِ عَادَ إِلَى الجِدِّ
مِنَ الجَاعِلاَتِ النَّقْعَ بَعْضَ سُتُورِهَا / فَمَا بُعْدُهَا يُسْلِي وَلاَ قُرْبُهَا يُجْدِي
عَقَائِلُ خَامَرْنَ العُقُولَ فَلَمْ يَبِنْ / لَهَا الغَيُّ فِي شَرْعِ الغَرَامِ مِنَ الرُّشْدِ
فَقَدْتُ فُؤَادِي يَوْمَ عَارَضْنَنِي ضُحىً / وَسَلَّمْنَ تَسْلِيمَ البَشَاشَةِ وَالْوُدِّ
وَلَمْ أَنْسَ لاَ أَنْسَ الْحُدَاةَ وَأَيْنُقاً / بُرَاهَا سُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ
إِذَا الْتَفَتَتْ نَحْوَ الحُدُوجِ تَمَايِلَتْ / وَمَا دَمْعُهَا دَمْعِي وَلاَ سُهْدُهَا سُهْدِي
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ وَقْفَةٍ دُونَ رَامَةٍ / فَأَشْكُو بِشُحِّ الشِّيحِ وَالْبَانِ وَالرَّنْدِ
وَيَا مُسْعِدِي مِنْ آلِ سَعْدٍ عَلَى هَوىً / غَدَا عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ بَلْواهُ مَا عِنْدِي
وَرَاءَكَ إِلاَّ عَنْ تَلَهُّبِ زَفْرَتِي / بِتِلْكَ الَّتِي تَزْدَادُ وَقْداً عَلَى وَقْدِ
سَرَى طَيْفُ سَلْمَى وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا / مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ
وَلاَحَتْ سُيُوفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى / فَمَا اتَّخَذَتْ غَيْرَ الْغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ
وَقَدْ مَاسَ قَدُّ الغُصْنِ فِي حُلَّةِ الصَّبَا / وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَلِّ فِي وَجْنَة الْوَرْدِ
فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى الْقُرْبِ حَسْرَةً / فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ
وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ الْيَأْسُ فِي الهَوَى / مَآخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ
وَقَدْ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ / بِرَاجٍ وَيُعْطَى فَوْقَ مَا نَالَ مِنْ قَصْدِ
كَمَا أُوْسِعَ القَوْمُ الَّذِينَ حَوَتْهُمُ / قَسَنْطِينَةٌ جُوداً وَرِفْداً عَلَى رِفْدِ
أَنَابُوا لِمَوْلاَنَا الْخَلِيفَةِ فَارِسٍ / فَفَازُوا بِنَيْلِ السَّعْدِ وَالْعِيشَةِ الرَّغْدِ
وَلَوْلاَ ضِيَاءُ الشُّهْبِ وَالْبَدْرِ في الدُّجَى / لَمَا سَارَ مَنْ يُهْدَى وَلاَ كَانَ مَنْ يَهْدِي
وَمِنْ بَيِّنَاتِ الْفَوزِ أَنْ يَنْظُرَ الْعِدَى / لِمَا حَازَ مَنْ عَادَوْهُ مِنْ شَرَفٍ عِدِّ
وَلِلَّهِ يَا لِلَّهِ فَارِسٌ الَّذِي / غَدَا كَاسْمِهِ وَالخَيْلُ خَوْفَ الرَّدَى تُرْدِي
وَتَأْبَى العُلاَ إِلاَّ السَّمَاحَةَ وَالنَّدَى / وَسِرُّ التُّقَى إِلاَّ البَقَاءَ عَلَى العَهْدِ
وَمَا يَوْم كَالْيَوْمِ الَّذِي جَاءَ بِالَّتِي / أَمَاطَتْ نِقَابَ النَّصْرِ فِي مَوْكِبِ العَضْدِ
عَرُوسٌ مِنَ الْفَتْحِ الْمُبِينِ تَزَيَّنَتْ / فَقَامَتْ مِنَ الرُّمْحِ الْقَوِيمِ عَلَى قَدِّ
وَمَا أَضْحَكَتْ غَيْرَ الظُّبَا مِنْ مَبَاسِمٍ / وَلاَ وَرَّدَتْ غَيْرَ الصَّوَارِمِ مِنْ خَدِّ
وَمَا نَشَرَتْ غَيْرَ الْعَجَاجِ ذَوَائِباً / وَمَا نَظَمَتْ غَيْرَ الجَمَاجِمِ مِنْ عِقْدِ
وَمَا اتَّخَذَتْ غَيْرَ الخُيُولِ مَجَالِساً / وَمَا افْتَرَشَتْ غَيْرَ الْمَآزِقِ مِنْ مَهْدِ
نَتِيجَةُ عَزْمٍ عَلَّمَ السُّمْرَ فِي الوَغَى / طِعَانَ العِدَى وَالدِرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ
وَآثَارُ مَأْثُورِ الْحَفِيظَةِ لَمْ تَزَلْ / أَفَاعِيلُهُ وَقْفَاً عَلَى الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ
أَزَارَ الْعِدَى لَجْأً وَأَزْحَفَ بِالرَّدَى / شَرُوباً دِمَاءَ المَارِقِينَ عَلَى حَرْدِ
وَأَرْعَنَ كَالْبَحْرِ الْخِضَمِّ تَخُوضُهُ / سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ
وَحَفَّتْ بِهَا الأَنْهَارُ لَكِنْ مِنَ الظُّبَا / فَصَيَّرَتِ الأَعْدَاءَ لِلْجَزْرِ وَالْمَدِّ
وَمَا اتَّبَعَتْ يَوْماً قَسَنْطِينَةُ الْهَوَى / هَوَاهَا وَلاَ كَانَ التَّمَنُّعُ عَنْ عَمْدِ
وَلَكِنْ لِتَحْظَى بِاقْتِرَابِ خَلِيفةٍ / يدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الحِلِّ وَالعَقْدِ
وَإِنَّ بِقَاعِ الأَرْضِ كَالنَّاسِ بَعْضُهُمْ / غَدَا غَيْرَ مَجْدُودٍ وَآخرُ ذَا جَدِّ
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى يَوْمَ فَتْحِهَا / عَجَائِبَ قَدْ جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ وَالْعَدَّ
أَتَتْهَا جُيُوشٌ زَاحِفاتٌ كَأَنَّهَا / مَعَ النَّصْرِ قَدْ كَانَتْ هُنَاكَ عَلَى وَعْدِ
فَأَذْعَنَ أَهْلُوهَا وَجَاءَ أَمِيرُهُمْ / لأَكْرَمِ مَوْلىً شَأْنُهُ الرِّفْقُ بِالْعَبْدِ
فَأَعْطَيْتَهُ حَتَّى الْحَيَاةَ مَوَاهِباً / لِرَبِّكَ مِنْهَا مَا تُعِيدُ وَمَا تُبْدِي
وَلاَ فَرْقَ عِنْدَ الحَاضِرِ الشَّهْمِ بَيْنَ مَنْ / غَدَا وَهْوَ مَحْصُورٌ وَمَنْ مَرَّ فِي لَحْدِ
وَمَنْ كَانَ جَيشُ الرُّعْبِ يُفْنِي عِدَاتَهُ / فَذَاكَ غَنِيٌّ فِي الْحُرُوبِ عَنِ الْجُنْدِ
مَتَتْتَ وَبَعْدَ الْمُلْكِ أَسْجَحْتَ مُنْعِماً / فَلِلَّهِ مَا أَسْدَيْتَ فَضْلاً وَمَا تُسْدِي
وَيَا حُسْنَ فَتْحٍ عَمَّ تَصْحِيفُهُ الْعِدَى / وَمَقْلُوبُهُ وَافَى لَهُمْ مُزْعِجَ الْوَفْدِ
هُمُ الْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ لاَ دَرَّ دَرُّهُمْ / وَلاَ حَوَّمُوا بِالعِيسِ إِلاَّ عَلَى ثَمْدِ
سَلَبْتَهُمُ بِالسَّيْفِ أَمَّ قُرَاهُمُ / فَمَا ظَفِرُوا مِنْهَا بِغَوْرٍ وَلاَ نَجْدِ
وَقَدْ أَشْبَهُوا الْخَنْسَاءَ حُزْناً فَكُلُّهُمْ / يَنُوحُ عَلَى صَخْرٍ وَيَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ
أُتِيحَتْ لَهُمْ فِيهَا الدَّوَاهِي دَوَاهِماً / فَأَعْطَتْهُمُ كُلَّ الْهُمُومِ وَلَم تَكْدِ
وَأَنْسَتْهُمُ نَهْداً عَلَى الصَّدْرِ مُعْجبِاً / حُرُوبُ إِمَامٍ جَاءَ صَدْراً عَلَى نَهْدِ
إِمَام هُدىً قَادَ الْجِيَادَ إِلَى الوَغَى / سِرَاعاً كَمَا طَارَ الشَّرَارُ مِنَ الزَّنْدِ
فَمَرَّتْ رِيَاحٌ كَالرِّيَاحِ سَحَابُهَا / دُمُوعُهُمُ خَوْفَ الْمَذَلَّةِ والطَّرْدِ
فَهَذِي رِمَاحُ الخطِّ تُشْرعُ نَحْوَهُمْ / صُدُوراً بِهَا مَا فِي الصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ
وَهَذِي السُّيُوفُ البِيضُ تَرْتَدُّ نَحْوَهُمْ / لِتَشْفِيرِهَا بِالْفَتْكِ مِنْ كُلِّ مُرْتَدِّ
مِنَ البَاتِرَاتِ الآكِلاَتِ غُمُودَهَا / فَوَاحِل لاَ عَنْ فِكْرَةٍ لاَ وَلاَ جَهْدِ
تَجُودُ عَلى نَارِ الوَغَى بِنُفُوسِهَا / كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ بَعْضُ بَنِي الْهِنْدِ
سَتَتْرُكُهُمْ فِي الأرْضِ لِلنَّاسِ عِبْرَةً / وَلَيْسَ لاَِمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ
فَسِرْ فِي ضَمَانِ اللَّهِ مُلْكُكَ فَوْقَ مَا / تَسَنَّى قَدِيماً لِلرَّشِيدِ وَلِلْمَهْدِي
وَلاَ تُبْدِ شَمْسَ الشَّرْقِ فَالْغَرْبُ مُطْلِعٌ / شُمُوسَ هُدىً تُبْدِي لِذِي الرُّشْدِ مَا تُبْدِي
بَقِيتَ سَعِيداً فِي الْمُلُوكِ مُخَلَّداً / وَلاَ زِلْتَ تَهْدِينَا إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ
وَدُونَكَ مَدْحاً شَبَّهَ المِسْكَ عَرْفُهُ / فَطَيِّبُهُ يُنْسِي أَبَا الطَّيِّبِ الكِنْدِي
أَلاَ رُبَّ شَادٍ قَامَ يَضْرِبُ عُودَهُ
أَلاَ رُبَّ شَادٍ قَامَ يَضْرِبُ عُودَهُ / عَلَى حِينِ لَمْ يُوفِ الْحَبِيبَ بِمَوْعِدِ
فَأَضْرَمَ نَارَ الشَّوْقِ بَيْنَ جَوَانِحِي / وَلاَ عَجَبٌ أَنْ تُضْرَمَ النَّارُ بِالعُودِ
لَقَدْ مَرَّ شَهْرُ الصَّوْمِ عَنْكَ مُؤَدِّياً
لَقَدْ مَرَّ شَهْرُ الصَّوْمِ عَنْكَ مُؤَدِّياً / ثَنَاءً كَمَا هَبَّ النَّسِيمُ الْمُعَطَّرُ
وَمَا أَمْطَرَتْ فِيهِ السَّحَابُ وَإِنَّمَا / بَكَى أَدْمُعاً خَوْفَ النَّوى تَتَحَدَّرُ
وَحَسْبُكَ مِنْ ضَيْفٍ كَرِيمٍ قَرَيْتَهُ / مِنَ البِرِّ أَعْمَالاً إِلَى اللَّهِ تُذْخَرُ
وَذِي لُجَبٍ زَارَ السَّبِيكَةَ فَانْثَنَتْ / بِنِيرَانِ كَرَّاتِ الخُيُولِ تَشَحَّرُ
وَلاَحَتْ لَنَا أَعْلاَمُكَ الحُمْرُ تَنْتَشِي / بِهَا السّمْرُ فِي أَطْوَادِهَا حِينَ تُنْشَرُ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ لِلدَّهْرِ قَبْلَهَا / تَوَرُّدَ خَدٍّ كَانَ بِالحُسْنِ يَقْطُرُ
كُمَاةٌ تَلاَقَتْ تَحْتَ نَقْعِ سُيُوفِهِمْ
كُمَاةٌ تَلاَقَتْ تَحْتَ نَقْعِ سُيُوفِهِمْ / وَلِلْهَامِ رَقْصٌ كُلَّمَا طُلِبَ الثَّارُ
فَلاَ غَرْوَ أَنْ غَنَّتْ وَتِلْكَ رَوَاقِصٌ / فَبَيْنَهُمْ فِي مَأْزقِ الحَرْبِ أَوْتَارُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025