القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوَزير المَغرِبي الكل
المجموع : 27
ولما احتوى بدرَ الدجى صحنُ خدِّهِ
ولما احتوى بدرَ الدجى صحنُ خدِّهِ / تحيَّر حتى ما دَرَى أين يذهبُ
تبلبلَ لما أن توسَّطَ خدَّهُ / وما زال من بدرِ الدجى يتعجَّبُ
كأنَّ انعطافَ الصُّدغِ لامٌ أمالها / أديبٌ يجيدُ الخطَّ أيّانَ يكتب
ولما دعوتُ الكأس تؤنسُ وحشتي
ولما دعوتُ الكأس تؤنسُ وحشتي / لبعدك زادتني اشتياقاً إلى القربِ
ومالت بأعطافي لها أريحيّةٌ / فقربُكَ أحلى من جَناها إلى القلب
فأنت مزاجُ العيش إن كان صافياً / وأنت المعير الصّفوَ في كَدَرِ الشرب
حبيبٌ ملكتُ الصبرَ بعد فراقِهِ
حبيبٌ ملكتُ الصبرَ بعد فراقِهِ / على أنني عُلِّقتُهُ والفتهُ
محا حسنُ يأسي شخصهُ من تذكري / فلو أنني لاقيتهُ ما عرفته
لو لم أسمكَ الوصلَ إلا لأنه
لو لم أسمكَ الوصلَ إلا لأنه / أمينٌ على سرِّ المحبِّ شحيحُ
يسرُّ قلوبَ العاشقين فلا ترى / عليهم أمارات الفراقِ تلوح
ولم أر مثل الهجر للسرِّ هاتكاً / يعلم جفنَ العينِ كيف ينوح
تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا
تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا / حبستُ عليه الدمعَ أن يطأ الخدا
غزالٌ طواه الموتُ من بعد هجرةٍ / أطعنا فلا كنا بها الأسدَ الوردا
فسقياً لمهجورِ الفِناءِ كأنني / أعدّ له ذنباً وأطوي له حقدا
أسميه من فرطِ الصبابةِ مضجعاً / ولو طاوعت نفسي لسميته لحدا
وآخر عهدي من حبيبيَ أنه / مضى يحسبُ الإعراضَ عن هجره قصدا
وزودني يومَ الحمامِ صحيفةً / وثني شعارٍ لا جديداً ولا جردا
أُداوي به تخفاقَ قلبي كأنني / أضمُّ إليه صاحبَ البردِ لا البردا
وقد كنتُ بالتقبيل أمحو رقاعَهُ / فصرتُ بماءِ الدمع أغسلها وجدا
عدمتُ فؤادي كم أرجّي انصداعه / ويبقى على غدرِ الزمان صفاً جلدا
بكيتُ دفيناً ليته كان باكياً / عليَّ فقاسى دونيَ الثكلَ والفقدا
مضى والتقى والنسكُ حشوُ ثيابهِ / ورحَّلَ عنها الحسنَ والظرفَ والحمدا
حرامٌ على أيدي الحرامِ ممنَّعُ / وإن كان أندى الحبّ يشعله وقدا
فيا ليتَ شعري عنك والتربُ بيننا / وذاك وإن قربته نازحٌ جدا
منحتَ الرى تلك المحاسنَ أم ترى / غُصِبتَ عليها أم سَمَحتَ بها عمدا
أَبَحتَ الرضابَ العذبَ بعد تمنعٍ / وأبرزتَ ذاك الجيدَ والفاحمَ الجعدا
طوت بعدك الدنيا رداءَ جمالها / فلا روضها يُجلَى ولا تُربَها يَندى
حبيبٌ سرى يستقبلُ الليلَ وحدَهُ
حبيبٌ سرى يستقبلُ الليلَ وحدَهُ / ويسبقُ آرامَ الصريمِ وأُسدَهُ
فلا الأُنسُ من أمثالهِ الأُدمِ عاقَهُ / ولا الذعرُ من أعدائِهِ الغُلبِ صدَّهُ
يخوضُ إليَّ الليلَ ما بُلَّ عِطفُهُ / ويفرجُ غيلَ الدَّوحِ ما حُلَّ عقده
وقد طلعت في الرأس منِّي رايةٌ / ثكلتُ بها هَزلَ النعيم وجدّه
كُلوحُ مشيبٍ لو يكون تبسماً / كما زعموا ما إنم بكى القلب عنده
وما زَهَرات الشيبِ فيه ظوالمٌ / كذا العشبُ يأتي يانعُ الزهرِ بعده
أخذتُ من الدهر التجاريبَ جملةً / وقبل أشدي ما بلغتُ أشدّه
أطعت العلى في هجرِ ليلى وإنني
أطعت العلى في هجرِ ليلى وإنني / لأضمرُ فيها مثل ما يضمرُ الزند
صريمةُ عزمٍ لم يكن من رجالها / سواي من العشاقِ قبلُ ولا بعد
رأيتُ فراق النفس أهون ضَيرةً / عليّ من الفعلِ الذي يكرهُ المجد
تحصنت من كيد العدوّ وآلهِ
تحصنت من كيد العدوّ وآلهِ / بمجنبةٍ من حبِّ آل محمدِ
ودون يد الجبارِ من أن تنالني / جواشنُ أمنٍ صُنتها بالتهجد
ألحُّ على مولىً كريمٍ كأنما / يباكَرُ مني بالغريمِ اليلندد
أَيسلمني من بعد من أنا جارُهُ / وقد علقت إحدى حبائِله يدي
فيا أمتا إن غالني غائلُ الردى
فيا أمتا إن غالني غائلُ الردى / فلا تجزعي بل أحسني بعدي الصبرا
فما متُّ حتى شيَّدَ المجدَ والعلا / فعالي واستوفت مناقبي الفخرا
وحتى شفيتُ النفسَ من كلِّ حاسدٍ / وأبقيتُ في أعقابِ أولادك الذكرا
تأمّلَ من أهواه صُفرَةَ خاتمي
تأمّلَ من أهواه صُفرَةَ خاتمي / فقال بلطفٍ لم تجنبت أحمره
فقلت لعمري كان أحمر لونُهُ / ولكن سقامي حلَّ فيه فغيَّرَه
كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ
كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ / يعللني بعدَ الأحبةِ داهرُ
يحدثني مما يجمِّعُ عقلُهُ / أحاديثَ منها مستقيمٌ وجائر
أقولُ لها والعيسُ تحدجُ للسُّرى
أقولُ لها والعيسُ تحدجُ للسُّرى / أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر
سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنفاً / على طلب العلياءِ أو طلب الأجر
أليس من الخُسرانِ أن ليالياً / تمرُّ بلا نفعٍ وتحسب من عمري
وصفرٍ كأطرافِ العوالي قُدودُها
وصفرٍ كأطرافِ العوالي قُدودُها / قيامٍ على أعلى كراسٍ من التبر
تلبسنَ من شمسِ الأصيلِ غلائلاً / وأشرقن في الظلماءِ في الخلعِ الصفر
عرائسُ يجلوها الدجى لمماتها / وتحيا إذا أذرت دموعاً من الجمر
إذا ضُربت أعناقُها في رضى الدجى / أعارته من أنوارها خِلَعَ الفجر
وتبكي على أجسامها بجسومها / فأدمعها أجسامها أبداً تجري
عليها ضياءٌ عاملٌ في حياتها / كما تعملُ الأيامُ في قِصَرِ العمر
لقد بؤتُ من دين المروءة بالكفر
لقد بؤتُ من دين المروءة بالكفر / وأصبحتُ أغشى صفحةَ الغدرِ بالغدرِ
عصيتُ الهوى العذري في هجر شادنٍ / أضعتُ بهجراني له فرصةَ الدهر
نمى في حجور الملكِ ثم ملكته / بظلِّ شبابٍ حازه لي وما أدري
فقيد فتكي في هواه إنابةٌ / إلى الله خلت دمعه واكفاً يجري
يهون عليه أن تساعفهُ المنى / وأرجم يوم البعث في لهبِ الجمر
وما زال هجرانيه حتى تركته / حديثاً برغمي مودعاً أضلع القبر
لقد كاد ذاك القبرُ يوم أزورُهُ / يعلقُ ثوبي شاكياً ألم الهجر
بنفسي من خوفي من الإثم قادني / إلى الإثم فاستوفيتُ من قتله وزري
مضى والتقى والحسنُ حشوُ ثيابهِ / وأورثني منه الأسى آخرَ العمر
إذا ما الفتى ضاقت عليه بلادُهُ
إذا ما الفتى ضاقت عليه بلادُهُ / وأيقن أن الأرضَ واسعةُ القُطرِ
ودام على ضيقِ المعيشةِ صابراً / على الذلِّ والحالِ الدنيةِ والفقر
ولم يجترم للنفس عزّاً يصونها / فلا فرقَ بين العبدِ والرجلِ الحرّ
وما ظبيةٌ أدماءُ تحنو على طلا
وما ظبيةٌ أدماءُ تحنو على طلا / ترى الإنس وحشاً وهي تأنسُ بالوحشِ
غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعِه / فلم تلق شيئاً من قوائمه الحُمشِ
فطافت بذاك القاعِ ولهى فصادفت / سباعَ الفلا ينهشنه أيما نهش
بأوجعَ مني يوم ظلَّت أناملٌ / تُودِّعني بالدرِّ من شبك النقش
وأجمالهم تحدى وقد خيل الهوى / كأن مطاياهم على ناظري تمشي
وأعجبُ ما في الأمر أن عشت بعدهم / على أنهم ما خلفوا في من بطش
خف الله واستدفع سطاه وسخطه
خف الله واستدفع سطاه وسخطه / وسائله فيما تسألُ الله تعطهُ
فما تقبضُ الأيامُ في نيل حاجةٍ / بنانَ فتىً أبدى إلى الله بسطه
وكن بالذي قد خطّ باللوحِ راضياً / فلا مَهرَبٌ مما قضاهُ وخطّه
وإن مع الرزق اشتراطَ التماسِهِ / وقد يتعدَّى إن تعديتَ شَرطَه
ولو شاء ألقى في فمِ الطير قوتَهُ / ولكنَّه أوحى إلى الطير لقطه
إذا ما احتملت العبءَ فانظر قبيل أن / تنوءَ به ألا ترومَ مَحَطَّه
وأفضلُ أخلاق الفتى العلمُ والحجى / إذا ما صروفُ الدهرِ أخلقن مِرطَه
فما رفع الدهرُ امرءاً عن محلّه / بغير التقى والعلم إلا وَحَطَّه
أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكِّرَت
أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكِّرَت / مراعيه حتى ليس فيهنَّ مرتعُ
فماءٌ بلا مرعىً ومرعىً بغيرِ ما / وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فَمَسبَعُ
مررتُ بقبرِ ابنِ المبارك زائراً
مررتُ بقبرِ ابنِ المبارك زائراً / فأوسعني وعظاً وليس بناطقِ
وقد كنتُ بالعلم الذي في جوانحي / غنياً وبالشيبِ الذي في مفارقي
ولكن أرى الذكرى تُنبه عبرةٌ / إذا هي جاءت من رجالِ الحقائق
ترنم جاري والمدام تهزُّه
ترنم جاري والمدام تهزُّه / ترنمَ قمريٍّ بفرعةِ ضالِ
فجاوبتهُ من زفرتي بمغرّدٍ / وناوبته من أدمعي بسجال
وقلتُ له يا جارُ هل أنت آمنٌ / تفرُّقَ أحبابٍ وحربَ ليال
يهيجُ لي الذكرى هزاجُكَ كلَّما / هزجتَ فيشقى في نعيمك بالي
لئن جمعت بيني وبينك حليتي / لقد فرَّقت بيني وبينك حالي
تذكرتُ دارَ الحيِّ إذ أنا باسطٌ / ظلالي ومجموعٌ لديَّ رجالي
وإذ أنا بين الناسِ منزعُ آملٍ / لبثِّ نوالٍ أو بناءِ معالي
لعمري لقد أسهلتُ في الأرضِ بعدما / تزحزحَ عن ريبِ الزمانِ جبالي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025