القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو عُيَيْنة بن أبي عُيَيْنة الكل
المجموع : 7
تجَنّى علينا آلُ مكتومَةَ الذنبا
تجَنّى علينا آلُ مكتومَةَ الذنبا / وكانوا لنا سِلماً فأضحوا لنا حربا
يقولونَ عَزِّ القلبَ بعدَ ذهابهِ / فقُلتُ ألا طوبايَ لَو أنّ لي قلبا
وقالوا تجنّبنا فقُلتُ أبعدَما / غلَبتُم على قلبي بسُلطانكُم غَصبا
غِضابٌ وقد ملّوا وقوفي ببابِهم / ولكِنَّ دُنيا لا ملولاً ولا غَضبى
وقد أرسَلَت في السرّ إنّي بريئَةٌ / ولم ترَ لي فيما تَرى منهُمُ ذنبا
وقالَت لكَ العتبى وعندي لكَ الرضا / وما إن لهُم عندي رضاءٌ ولا عُتبى
ونُبئتُها تلهو إذا اشتَدَّ شوقُها / بشِعري كما تلهو المغَنِّيَةُ الشَربى
فأحبَبتُها حُبّاً يَقِرُّ بعَينها / وحُبّي إذا أحبَبتُ لا يشبِهُ الحُبّا
فَيا حسرَتا نُغِّصتُ قرب ديارِها / فلا زلفَةً منها أُرَجّي ولا قُربا
لقَد شَمِتَ الأعداءُ أن حيلَ بينَها / وبَيني ألا للشامتينَ بنا العُبى
على إخوتي منّي السلامُ تحيَّةً
على إخوتي منّي السلامُ تحيَّةً / تحِيَّةَ مُثنٍ بالأُخوَّةِ حامدِ
وقُل لهمُ بعدَ التحيَّةِ أنتُمُ / بنَفسي ومالي من طريفٍ وتالدِ
وعَزَّ عليهِم أن أقيمَ ببَلدَةٍ / أخا سَقَمٍ فيها قليلَ العوائدِ
لئِن ساءَهُم ما كان من فعلِ خالِدٍ / لَقَد سرَّهُم ما قد فعَلتُ بخالدِ
وقد علِموا أن ليسَ مِنّي بمُفلتٍ / ولا يومه المسكين مني بواحدِ
أخالِدٌ لا زالت من اللَه لعنَةٌ / عليكَ وإن كنتَ ابن عمّي وقائِدي
أخالدٌ كانت صحبتيكَ ضلالةً / عصَيتُ بها ربّي وخالَفتُ والدي
وأرسَلَ يبغي الصلحَ لمّا تنَكَّفَت / عوارِضَ جنبَيه سياطُ القصائدِ
فأرسَلتُ بعد الشرِّ أنّي مُسالِمٌ / إلى غيرِ ما لا تشتهي غيرُ عائدِ
أرى عهدَها كالوردِ ليسَ بدائمٍ
أرى عهدَها كالوردِ ليسَ بدائمٍ / ولا خيرَ فيمَن لا يدومُ لهُ عهدُ
وعهدي لها كالآسى حسناً وبهجةً / لهُ نضرَةٌ تبقى إذا ا انقضى الوردُ
فما وجد العُذرِيُّ إذ طال وجدهُ / بعفراء حتّى سلّ مهجَتَه الوجدُ
كوَجدي غداةَ البينِ عندَ التِفاتِها / وقد شَفَّ عنها دون أترابِها البردُ
غَزَتني جيوشُ الحبِّ من كلِّ جانِبٍ / إذا حان من جندٍ قفولٌ غَزا جندُ
فقُلتُ لأصحابي هي الشمس ضوءها / قريبٌ ولكن في تناولها بعدُ
وإنّي لمَن تهدى إليهِ لحاسِدٌ / جرى طائري نحساً وطائِرهُ سعدُ
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر / أنقفل أم نثوي على الهمِّ والضجَر
نَفى النومَ عَن عيني تَعَرُّضُ رحلَةٍ / بها الهَمُّ واستولى بها بعدَهُ السهَر
فإن أشكُ من ليلي بجُرجانَ طولَهُ / فقد كنتُ أشكو منهُ بالبصرةِ القِصَر
فيا نفسُ قد بُدِّلتِ بؤساً بنِعمَةٍ / ويا عينُ قد بُدِّلتِ من قُرَّةٍ عبَر
ويا حبّذاكَ السائلي فيمَ فكرَتي / وهَمّي ألا في البصرة الهمُّ والفِكَر
فيا حبّذا بطنُ الحزيزِ وظهرُهُ / ويا حسنَ واديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حبَّذا نهرُ الأُبلَّةِ منظَراً / إذا مَدَّ في إبّاديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حسنَ تلك الجاريات إذا غدَت / مع الماءِ تجري مصعداتٍ وتنحَدِر
وفتيانِ صدقٍ همُّهُم طلبُ العُلى / وسيماهُم التحجيلُ في المجدِ والغُرَر
لعمري لقد فارقتهم غير طائعٍ / ولا طيِّبٍ نفساً بذاكَ ولا مُقِرّ
فيا ندمي إذ ليس تُغني ندامتي / ويا حَذَري إذ ليسَ ينفَعُني الحَذَر
وقائِلَةٍ ماذا نأى بكَ عنهُمُ / فقلت لها لا علمَ لي فسَلي القدَر
فَيا سَفَراً أودى بلهوي ولَذَّتي / ونَغَّصَني عيشي عدِمتُكَ من سَفَر
دعوني وإيّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ / سيَحمِلهُ ششعري على الأبلَقِ الأغَرّ
كأني بصِدقِ القولِ لمّا لقيتهُ / وأعلَمتهُ ما فيه ألقَمتهُ الحجَر
دَنيءٌ به عَن كلّ خيرٍ بلادَةٌ / لكل قبيح عن ذراعيه قد حسَر
له منظَرٌ يُعمي العيونَ سماجةً / وإن يختَبَر يوماً فيا سوء مختبَر
تُسيءُ وتمضي في الإساءِةِ دائباً / فلا أنتَ تستحيي ولا أنت تعتَذر
أبوكَ لنا غيثٌ نعيشُ بسيبهِ / وأنتَ جرادٌ لس يبقي ولا يَذَر
لهُ أثَرٌ في المكرماتِ يسرُّنا / وأنتَ تُعَفّي دائماً ذلك الأثَر
لَقَد قَنَعَت قحطانُ خِزياً بخالِدٍ / فهَل لكِ فيه يخزِكِ اللَهُ يا مُضَر
ألا في سبيل اللَه ما حلَّ بي منكِ
ألا في سبيل اللَه ما حلَّ بي منكِ / وصبرُكِ عنّي حينَ لا صبرَ لي عنكِ
وتركُكِ جسمي بعد أخذِكِ مهجَتي / ضئيلاً فهلّا كان من قبلِ ذا تركي
فهَل حاكِمٌ يحكمُ في الحبّ بينَنا / فيأخُذ لي حقّي ويُنصِفَني منكِ
لقَد كنتُ يوم القصر ممّا ظَنَنت بي / بريئاً كما أنّي بريءٌ منَ الشركِ
يُذّكِّرُني الفردَوسَ طوراً فأرعوي / وطوراً يؤاتيني على القصفِ والفتكِ
بِغَرسٍ كأبكارِ الجواري وتربَةٍ / كأنّ ثراها ماءٌ وردٍ على مسكِ
وسِربٍ من الغزلانِ يرتَعنَ حولَهُ / كما انسَلَّ منظومٌ منَ الدرّ من سلكِ
وورقاءِ تحكي الموصِلِيَّ إذا شدَت / بتغريدِها أحبب بها وبمَن تحكي
فيا طيبَ ذاك القصر قصراً ونُزهَةً / بأفيَحِ سهلٍ غيرِ وعرٍ ولا ضنكِ
كأنَّ قصورَ القومِ ينظُرنَ حولهُ / إلى ملِكٍ على منبر المُلكِ
يُدِلُّ عليها مستَطيلاً بحُسنهِ / فيَضحكُ منها وهيَ مطرِقَةٌ تبكي
أنا الفارغُ المشغولُ والشوق آفتني
أنا الفارغُ المشغولُ والشوق آفتني / فلا تسألوني عن فراغي وعن شغلي
عجبتُ لتَرك الحبّ دنيا خليَّةً / وإعراضهِ عنها وإقبالهِ قُبلي
وما بالُها لمّا كتبتُ تهاونَت / بكُتبي وقد أرسلت فانتهزت رسلي
وقد حلَفَت ألّا تخُطُّ بكَفِّها / إلى قابلٍ خطّاً إليّ ولا تملي
أبُخلاً علينا كلُّ ذا وقطيعةً / قضَيتُ لدُنيا بالقطيعةِ والبُخلِ
سلوا قلبَ دُنيا كيفَ أطلقَهُ الهَوى / فقَد كانَ في غُلٍّ وثيقٍ وفي كبلِ
فإن جحَدَت فاذكُر لها قصرَ معبَدٍ / بمنصف ما بين الأبُلَّةِ والحبلِ
وملعبنا في النهر والماء زاخر / قرينين كالغصنين فرعين في أصل
ومن حولنا الريحان غضا وفوقنا / ظلال من الكرم المعرش والنخل
إذا شئتُ مالت بي إليها كأنّني / إلى غصنِ بانٍ بينَ دعصَينِ من رملِ
لياليَ ألقاني الهوى فاستضفتها / فكانت ثناياها بلا حشمة نُزلي
وكم لَذّّةٍ لي في هواها وشهوة / وركضي إليها راكباً وعلى رجلي
وفي مأتَمِ المهدِيِّ زاحَمتُ ركنَها / برُكني وقد وطّنتُ نفسي على القتلِ
وبتنا على خوفٍ أسَكِّنُ قلبَها / بِيُسرايَ واليُمنى على قائمِ النصلِ
فيا طيبَ طعم العيشِ إذ هيَ جارَةٌ / وغذ نفسُها نفسي وإذ أهلُها أهلي
وإذ هيَ لا تعتَلُّ عنّي برقبَةٍ / ولا خوفِ عينٍ من وشاةٍ ولا بعلِ
فقد عفَتِ الآثارُ بيني وبينَها / وقد أوحشَت منّي إلى دارِها سبلي
ولمّا بلوتُ الحبَ بعد فراقِها / قضَيتُ على أمِّ المحبّينَ بالثكلِ
وأصبَحتُ معزولاً وقد كنتُ والياً / وشتّانَ ما بينَ الولايةِ والعَزلِ
لعَمري لقَد أُعطيتُ بالكوفَةِ المُنى
لعَمري لقَد أُعطيتُ بالكوفَةِ المُنى / وفوقَ المنى بالغانياتِ النواعمِ
ونادَمتُ أختَ الشمسِ حسناً فوافقَت / هوايَ ومثلي مثلَها فليُنادمِ
وأنشَدتُها شعري بدُنيا فعَربَدَت / وقالَت ملولٌ عهدُهُ غيرُ دائمِ
فقلتُ لها يا ظبيةَ الكوفةِ اغفري / فقَد تُبتُ ممّا قلتُ توبَةَ نادمِ
فقالَت فقد استوجَبتَ منّا عقوبَةً / ولكِن سنَرعى فيك روحَ بنَ حاتمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025