المجموع : 6
هوَ الصَّبرُ والتسليمُ للَّهِ والرضا
هوَ الصَّبرُ والتسليمُ للَّهِ والرضا / إذا نزَلَت خطّةٌ لا أشاؤُها
إذا نحنُ أبنا سالمينَ بأنفُسٍ / كرامٍ رجَت أمراً فخابَ رجاؤُها
فأنفُسُنا خيرُ الغنيمة إنّها / تؤوبُ وفيها ماؤها وحياؤُها
هيَ الأنفسُ الكبرُ التي إن تقدّمَت / أو استأخرَت فالقتلُ بالسيفِ داؤُها
سيَعلَمُ إسماعيلُ أنّ عداوتي / لهُ ريقُ أفعى ما يصابُ دواؤُها
ألا قُل لرَهطٍ خمسَةٍ أو ثلاثةٍ
ألا قُل لرَهطٍ خمسَةٍ أو ثلاثةٍ / يعدّونَ من أبناء آل المهلّبِ
على باب إسماعيل روحوا وبكّروا / دجاجَ القرى مبثوثةً حول ثعلَبِ
وأثنوا عليه بالجميل فإنَّهُ / يُسِرُّ لكُم حبّا هو الحبُّ واقلبِ
يلين لكم عند اللقاء موارباً / ويخلُفُكم منه بنابٍ ومخلَبِ
ولولا الذي تولونهُ لتكَشَّفَت / سريرَتُهُ عن بغضَةٍ وتعَصُّبِ
أبعدَ بلائي عندَهُ إذ وجَدتهُ / طريحاً كنصلِ القدح لمّا يرَكَّبِ
بهِ صدَأٌ قد عابَهُ فجَلَوتهُ / بِكَفَّيَ حتّي ضوءهُ ضوءُ كوكَبِ
وركّبتُهُ في خوطِ نبعٍ ورشتهُ / بقادِمَتي نسرٍ ومتنٍ معقَّبِ
فما إن أتاني منه إلّا مبوّأٌ / إليّ بنصلٍ كالحريق مذرَّبِ
ففَلَّلتُ منه حدّهُ وترَكتهُ / كهُدبةِ ثوبِ الخزِّ لمّا يهدَّبِ
رضيتُم بأخلاقِ الدنِيِّ وعفتمُ / خلائِقَ ماضيكُم من العمّ والأبِ
وما طاهِرٌ إلّا سفاةٌ تحرَّكَت
وما طاهِرٌ إلّا سفاةٌ تحرَّكَت / برائحَةِ الفضلِ بن سهلٍ فمَرّت
فأغنَت بريحِ الفضلِ كلّ غنائِها / وبالفضلِ ساءَت حينَ ساءت وسَرَّتِ
أفاطِمُ قد زُوِّجتِ عيسى فأبشري
أفاطِمُ قد زُوِّجتِ عيسى فأبشري / لَدَيهِ بذُلٍّ عاجلٍ غيرِ آجلِ
فإنَّكِ قد زوّجتِ عن غيرِ خبرةٍ / فتى من بني العباس ليسَ بعاقِلِ
فَقَد ظفِرَت كفّاهُ منك بطائِلٍ / وما ظفِرَت كفاك منه بطائِلِ
وقد قالَ فيه جعفَرٌ ومحمّدٌ / أقاويلَ حتّى قالها كلُّ قائِلِ
وما قلتُ ما قالا لأنّكِ أختُنا / وفي البيتِ منّا والذُرى والكواهِلِ
لعَمري لقد أثبَتِّهِ في نصابهِ / بأن صرتِ منه في محَلِّ الحلائِلِ
إذا ما بنو العباسِ يوما تنازعوا / عرى المجد واختاروا كرامَ الخصائِلِ
رأيتَ أبا العبّاسِ يسمو بنَفسهِ / إلى بيعِ بيّاحاتهِ والمباقِلِ
يرَخِّمُ بيضَ العامِ تحت دجاجهِ / ليُخرجَ بيضاً من فراريخ قابِلِ
إذا كرَّ فيهم كرَّةً أفرجوا لهُ
إذا كرَّ فيهم كرَّةً أفرجوا لهُ / فرارَ بغاثِ الطيرِ صادَفنَ أجدَلا
وما نيلَ إلّا من بعيدٍ بحاصِبٍ / منَ النبلِ والنُشّابِ حتّى تجدّلا
وإنّي لمُثنٍ بالذي كان أهلَهُ / أبو حاتمٍ إن نابَ دهرٌ فأعضَلا
فتىً كانَ يستحي منَ الذمِّ أن يَرى / لهُ مخرَجاً يوماً علَيهِ ومدخَلا
وكان يظُنُّ الموت عاراً على الفتى / يدَ الدهرِ إلّا أن يصابَ فيُقتَلا
منِيَّةُ أبناءِ المهَلَّبِ إنَّهُم / يرونَ بها حتماً كتاباً معجّلا
وقد أطلَقَ اللَهُ اللسانَ بقَتلِ من / قتَلنا به منهُم ومَنَّ وأفضَلا
أناخَ بهم داودُ يصرِفُ نابُهُ / ويُلقي عليهم كلكَلاً ثمّ كلكَلا
يُقَتِّلُهُم جوعاً إذا ما تحصّنوا / وتقريهمُ هوجُ المجانيقِ جندَلا
وجاءَت إلى باب من السِّجْف بينَنا
وجاءَت إلى باب من السِّجْف بينَنا / مُجافٍ وقد قامَتْ عليه الولائدُ
لِتَسْمعَ شعرِي وهو يَقرع قلبَها / بوحيٍ تؤدّيه إليها القصائدُ
إذا سمعت معنى لطيفاً تنفست / له نفساً تنقد منه القلائد